كاتب الموضوع :
ضياءk.s.a
المنتدى :
القصص المكتمله
.
.
.
سكتت وعيونها مركزة في عيونه ... تبي على الأقل تقرأ تلميح أو شي من اللي قاعد يدور حولها ... تبي على الأقل تفهم هو وش ناوي يقول ... كانت ساعتها تتمنى ان نظرتها تقدر تخترق راس زياد علشان تشوف اللي يدور فيه هالساعة ...
ولا شعوريا هزت راسها موافقة انه يتكلم ...
لف زياد وعطاها جنبه وراح يطالع قدامه وعيونه بعيده عنها ... لكنه يحس بتقاطع نظراتها ومكان وقفته ...
وبكل برود وقسوة ... تجرأ ونطق :: زياد اليوم زواجــــــــــــــــــــه ...!؟؟
زلزال مهول حرك الأرض من تحت رجولها ... براكين حارة وخامدة اشتعلت مرة ثانية في جوفها بقوة وعنف وحرقت قلبها وأحشائها ... انصمت أذنها الا عن صوت الطنين المخيف من وسط طبلتها ...
حاولت تتماسك .. تبي تتكلم تبي تنطق لكن ماعندها قوة ... فجأة انخرست وما تدري وين صوتها راح ؟؟ والا وين ضاعت الحروف اللي تعلمتها علشان تكون جملة ...
حست بقوة ربانية روحية تحرك رجولها علشان تواجه زياد الواقف بكل جبروت قدامها ولا حتى التفت يشوف الدمار اللي خلفه بعد كلماته القاسية الرنانة اللي ذبحت من يسميها زوجته وحبيبته ...
واجهته بوجه أصفر مخطوف لونه من الخوف والصدمة ...
واجهته بقلب راجف واهن خطر أنه يوقف في أي لحظة من مجرد التفكير بخيانة من تعتبره حب حياتها وشريان قلبها ...
وقفت تواجهه .. وأخيرا حط عينه في عينها ...
شافت فيها خيانة وكذب وخداع ؟؟؟ كان يجلس معها ويآكل ويشرب معها ويضحك ويسولف ويعتذر ... لكنه في الجهة الثانية خاطب وحده وبيتزوج ؟؟؟
يعني بعد كان يكلم الثانية ويسولف معها ويدلعها ويغنجها مثل ما هو كان يسوي معها أيام الخطوبة ؟؟؟؟
شافت في عيونه زياد المزيف ... اللي يرفع صوته عليها من دون إعتبار لأي مشاعر وحساسية هي تحملها ...؟؟
زياد اللي تجرأ ورفع يده عليها يضربها وعقبها اعتذر وهي رضت لأنها تحبه وماتبي شي يبعدها عنه مهما كان ....!!
جزاها انها حبته ...؟؟
جزاها انها عطته اعز ماتملك ..؟؟؟
امتلت عيونها بالدموع بشكل حجب الشوف عنها ... وخلاها ماتشوف الا ضباب ...
وبصعوبة قدرت تفتح شفايفها المتصمغة من الصدمة وهمست بصوت واهن واطي :: وش قلت ؟؟
عز على قلب زياد يشوف وضعها .. حاول يبتسم يهون عليها .. لكن الإبتسامة خانته هو الثاني .. كأنها تقول له مستحيل أنا والخيانة نجتمع ؟؟
حاول يمسك يديها لكنها صرخت في وجهه بقوة عنيفة وكأن عذا الحمل الوديع انقلب لذئب شرس مسعور :: لاتمسكني ... وتكلم ؟؟ قل لي وش قلت ؟؟؟
غمض عينه بعذاب :: عذا لاتنفعلين ..
زادت دموعها وازدادا نحيبها وصوتها بدأ يعلى :: ما عليك مني ولا لك دخل في اللي اسويه ... لكن الله يخليك قل لي وش قلت ؟؟
تنهد وعينه راحت للأرض :: أنا بتزوج ..
حطت أصابعها في اذانها ماتبي تسمع الكلمة لا ... كان ودها انها فاهمته غلط أو سمعها ثقل وماعاد صارت تسمع زين ... زياد ليتك ما قلتها ؟؟؟ ليتك تقول انك تمزح وتكذب وتسوي فيني مقلب ...؟؟ ليتك كنت أسامة كان بقول انك تلعب بأعصابي .. لكن للأسف عيونك تتكلم قبل لسانك وتأكد لي انك خاين وما فيه مجال للشك ؟؟..!!
نزلت يديها بتعب وطالعته بعيون دامعة ونازفة ألم ودم بدل الدموع ..
وبصوت أشبه بالهمس :: ليه زياد ؟؟؟
سكت وما رد .. وحتى عينه ما رفعها عن الأرض .. مو قادر يطالع في عذا قلبه وهي تتألم منه ... مو قادر يتحمل العذاب وهو يشوفها تصيح وتنزف بسببه ...
عينه العاشقة ما تبي تشوف الجرح اللي سببه لسانه البغيض وتفكيره الساذج ...
حس بحرارة يديها على وجهه ...
وكل شريان في جسمه انتفض ،،، والدم اللي في قلبه اشتعل ،،، وقشعريرة عنيفة سرت بين خلاياه ..
رفع يده وحطها على يديها اللي طوقت وجهه ومسكها بحرارة ...
رفع راسه وعينه وشاف وجهها محمر من الصدمة و غرقان بالدموع ...
كان بيتكلم .. بيعتذر ،، بيقول أي شي يواسيها فيه ..
لكنها سبقته وهمست بصوت ضعيف :: أنا وش سويت لك علشان تجازيني بهذا كله ؟؟؟ وش قصرت فيه عليك علشان تـ ـ ـتـ ....
وماقدرت تكمل كلمتها ونزلت يديها من على وجهه ... ورجولها بعد سرت فيها رجفة وحست انها ماعاد تقدر تطول في الوقفة ,,,
وبتعب نزلت للأرض وجلست على ركبها .. ويديها على وجهها تخفي دموعها وألمها وشهقاتها المتواصلة ...
نزل زياد لمستواها وحاول يبعد يديها عن وجهها لكنها منعته ..
صرخت في وجهه وهي مو في وعيها :: زياد ابتعد عن عيني ما ابي أشوفك ؟؟؟ ما ابي أشم ريحة الخيانة تفوح منك ؟؟ ما ابي صورتك تنهز في قلبي ولا ابغى مكانتك تتزعزع من مكانها ... قوم روح ولاعاد تجي ولا أشوفك ...
قاطعها زياد :: عذا اللي تقولينه مستحـ ـ ـ
قاطعته بصراخ :: المستحيل انك تخوني ... المستحيل يا زياد اني ما كملت معك سنة من تزوجنا وجاي تقول لي انك بتتزوج علي ؟؟ طيب ليه ؟؟ عطني أسباب مقنعة ؟؟ مو أنت تقول انك تحبني ؟؟ مو انت سويت كل شي وخسرت الكثير علشان اكون من نصيبك ؟؟ إذا ليه تسوي هالسوات وتخدعني وتوهمني انك تحبني ..؟؟
صرخ عليه بألم :: عذا حبي لك مو وهم ؟؟ بالعكس حبي هو الشي الحقيقي في حياتي ... هو الشي اللي ماعليه غبار ولا يحتاج تمثيل وتزييف ... حبك هو الشي الوحيد اللي عشت الحرمان وذقت المر علشانه ..
زاد نحيب عذا وهي تحط يديها على أذنها ماتبي تسمع كلامه :: اسكت زياد ترى ما ابي منك مثل هالكلام لأني احسك كذاب .. كذاب .. كذاب ...
كان بيتكلم لكن قطع عليه صوت فتح الباب ودخلت ام عبدالرحمن مثل الصاروخ المندفع تتوكأ على عصاه وتحوقل ... بعد مانادتها الخدامة وقالت لها انها تسمع عذا تصيح وتصرخ .. خافت الجدة عليها وراحت تشوف وش السالفة ...
طالعت في عيون زياد اللي وقف .. وعقبها مشت لعذا الجالسة بانهيار على الأرض وتندب حظها ..
نزلت ام عبدالرحمن وجلست جنب عذا وراحت تمسح على شعرها وتسمي عليها وتقرأ ..
وعقبها رفعت بصرها لزياد اللي واقف مشدوه وعيونه نظراتها متبعثرة في الفراغ وكأنه واحد تايه وسط صحراء ...
ام عبدالرحمن بصوتها الرخيم :: وش حصل بينكم ؟؟ وش فيكم يا زياد ؟؟
سكت وما رد ... حس بالخزي من الكلام اللي بيقوله ...
رجعت ام عبدالرحمن بطلبها :: برضاي عليك تكلم وش فيها بنتي؟؟ وش قلت لها ؟؟
انهارت عذا وحضنت جدتها بلوعة وحرقة قلب :: يمه زياد جاي يرميني عندكم علشان يروح يتزوج ؟؟؟ يمه يخدعني ويكذب علي ويقول لي أحبك وهذا هو بيروح يتزوج ويتركني انا وولده هنا بروحنا ...
شهقت ام عبدالرحمن منصدمة :: يتزوج ؟؟ وانتم ما كملتوا سنة ؟؟
ماقدرت لمياء الواقفة عند الباب انها تسكت اكثر وهي تسمع هالخبر من اختها المنهارة في حضن جدتها .. دخلت المجلس بجلالها وهي تلهث من القهر ..
واجهت زياد بجبروت وقوة :: و من هي اللي استحوذت تفكيرك وماتقدر الا تتزوجها قبل لاتكملون السنة وحتى قبل لاتولد زوجتك ؟؟
رفع زياد عينه لها وهو خايف من ردة فعلهم :: مو ضروري تعرفونها ؟؟
ام عبدالرحمن :: اقل حقوقنا نعرف من هي بنته ؟؟
ضغطت عذا بقبضة يدها على كتوف أمها نورة وكأنها خايفة من اللي بتسمعه ..
دار زياد بنظره على الجميع وآخر شي ثبت عيونه على عذا :: ســحــر ...
شهقت لمياء :: بنت عمك ؟؟؟
هز راسه بصمت ...
وزاد نحيب عذا في حضن أمها ..
وبعد لحظة صمت سادت على الأجواء ..
رفعت عذا راسها من على كتف جدتها وهي تصيح بشراهة ..
طالعت في لمياء وكأنها تنشدها القوة ...
تقدمت لها أختها وساعدتها توقف .. لكن عذا ما فيها حيل ترفع رجولها .. تحس بنفسها مشلولة ومنهارة وما تقدر حتى تشيل الملابس اللي عليها ...
تقدم زياد بيمسك عذا لأنه لمح لمياء ما تقوى عليها ...
كان بيمسك يدها لكنها سحبتها منه ...
رفعت عينها له بنظرة كره وغيرة وألم :: يوم كنت تحبها من قبلي ؟؟ ليه تزوجتني من البداية ؟؟ والا تبي تعذبني وتقهرني ؟؟
كان بيتكلم لكنها سكتته :: لاتتكلم ... لأني كرهت صوتك .. وشكلك وصورتك ..
وماقدرت تتكلم أكثر وحطت يدها على فمها تمنع شهقتها لاتطلع ...
حس زياد بدموعها وشهقاتها مثل السكاكين اللي تنغرس في خاصرته وتألمه :: عذا سامحيني .. أنا قلت لك ان اللي يصير فوق طاقـ ـ
قاطعته بعيون مليانة دموع وصوت متقطع :: سامحتك كثير يا زياد ... ومستعدة أسامحك أكثر ... إلا الخيانة ما أقوى عليها ... إلا التفكير في أنك ملك أحد غيري ما أقدر عليه ... يتعبني ويعذبني أني أتخيلك مع وحده غيري ؟؟؟؟
انهارت عذا من الصياح وماقدرت لمياء تمسكها بروحها لأن عذا مو شايله نفسها وكل أعصابها مرتخية ومشلولة ...
صرخت لمياء للخدامة علشان تجي وساعدتها الأخيرة أنهم يمسكون عذا زين وطلعوا الثلاثة من المجلس تحت نظر زياد ..
طلعوا وهو يسمعها تصيح ...
طلعت من عنده وهو ما أخذها في حضنه ومسح دمعتها ...
طلعت هالمرة وهي كارهته ... من قلبها ... وهالشي من حقها لأنه خانها وهو اللي مايرضى بالخيانة من قبلها ..
غمض عينه بتعب ولف لأم عبدالرحمن وشافها تطالعه .. ابتسم لها بتزييف وتقدم لها وحب راسها :: أنا أستأذنك الحين يا خالة .. بس تكفون واسوها وفهمومها اني لازلت أحبها واللي صار غصب عني ..
طالعته ام عبدالرحمن بعتاب :: انت رجال مالي هدومك ؟؟ وماظنيت انك تنغصب ..
تنهد زياد :: لكن الظروف أقوى مني هالمرة ...
عطاها ظهره بيطلع لكنها وقفته :: متى زواجك ؟؟
ومن دون مايلتفت رد :: اليـــــــوم ...
غمضت ام عبدالرحمن عينها متفاجأة منه رده ..
ولما فتحت عيونها شافته بيطلع من الباب الخارجي صوتت له :: استانس في زواجك وخل بنتي تتعذب على فراشها ...
نزلت الدمعة من زاوية عينه وهي اللي ماكانت راضية انها تنزل من دقائق ...
مسحها لكنه كان عارف ان مالها اخوات يلحقونها ...
فـ كانت دمعة وحيدة انسكبت من عينه العاشقة ...
دمعة وحيده ذرفها على عذا ... بينما الأخيرة انهمرت شلالات دموع على خدودها من فراقه ..
مايدري وش الدنيا مخبية له ؟؟ ولا يدري وش بتكون ردة فعل عذا قلبه إذا رجع يراضيها ؟؟؟ ولا يدري بمصير ولده اللي في الطريق ...
وكل هالأمور من الغيبيات .. والأقدار كفيله انها تكشفها ...
وعسى فيها ما يسعدك يا زياد ...!!
------------------------------------------------------------------------------
قدروا يخلونها تستلقي على السرير وتمدد رجولها ...
واجهوا صعوبة كبيرة وهم يطلعونها الدرج ...لأن عذا كانت رامية ثقلها عليهم وهي ما كلفت نفسها تشيل شي سوى البيبي اللي زادت رفساته والظاهر انه حس بالظلم اللي تعانيه أمه ...
انسدحت عذا على جنبها الأيمن وهي تصيح ،، وعيونها تطالع في اللاشئ ...
مصدومة ومتفاجأة ومقهورة .. وكل المشاعر المؤلمة متزاحمة في قلبها ...
كيف تقدر تتخيل انه اليوم بيلبس مشلحه ويطلع لوحده ثانية ؟؟
كيف تقدر تتخيل انه اليوم بـ يزف لوحده ثانية بتكون مستحية منه وتطالعه بخجل ...؟؟
يدلعها ،،، يقول لها كلام حلو ،،، على الأقل بيطالعها وهي متزينة ،، ومو أي تزين ؟؟ هذي سحر بنت عمه اللي تعرفها وتعرف وش كثر هي جذابة وجميلة ... وتعرف وش كثر بينجذب لها زياد ... لأنها ببساطة تتفوق عليها من هالناحية ...؟؟
غطت وجهها بيديها وانهارت تصيح في نوبة بكاء أشد من الأولى ... كيف وكل هالأشياء طرت على بالها ؟؟؟ كيف ما تبكي دم وهي تتخيل موقف زياد وهو جايبها لبيت جدها وخادعها بكذبة السفر ؟؟؟ ياربي هذا إذا ماكان متزوجها من زمان ويتحجج بالسفر علشان يروح لها ؟؟؟
انهارت عند هالفكرة وهالخدعة الجديدة الممكن انها تكون صحيحة ...
تنهدت لمياء من التعب والخوف على أختها وتقدمت وجلست على طرف السرير ..
.........:: عــذا ؟؟ ترى اللي تسوينه كثير ... هالزياد مايستاهل دمعة وحده منك ؟؟
شهقت عذا أكثر وما ردت عليها ...
عصبت لمياء وتوها بتتهاوش مع عذا لكن الأخيرة صرخت عليهم :: خلاص لمياء لاتقولين شي أكثر أطلعوا وما أبي أشوف أحد أبد .. اطلعوا واتركوني بروحي يمكن اموت وارتاح من هالعذاب ...
سكتت لمياء بعد مانزلت راسها للأرض من القهر ...
وأذنها انهارت وهي تسمع أختها تصيح وتنتحب ... إلا عذا اللي ماحسبوا حسابهم لهالشي انه يصير لها ...؟؟؟ معقولة زياد اللي كان بيموت عليها يسوي هالسوات ويتزوج ؟؟؟ طيب مو مشكلة تزوج وانتهينا ؟؟ لكن بنت عمه ؟؟ ليش طيب ؟؟ هو ماكان يشوفها من قبل لايتزوج عذا ؟؟ مايدري يعني ان عنده بنت عم ؟؟؟ والا احلوت في عينه يوم تزوج عذا ؟؟؟ الله يستر إذا زياد سوا كذا أجل الباقين ماعليهم ملامة ؟؟؟
وقفت لمياء وحانت منها التفاتة خفيفة لأختها المتكورة على السرير وتصيح ...
تمتمت بقلق :: الله يكون في عونك ...
تنهدت عقبها وطلعت من الغرفة بعد ما تركت الباب نصف متسكر ..
وتركت وراها بقايا عذا ... تصيح ومنهارة ... وفوق هذا كله ألم في بطنها بيقتلها ...
لكنها ما حست بالألم العضوي مقابل الألم النفسي اللي تحس به ...
مجروحة ..
مطعونة ..
وقلبها ينزف صديد بعد الدم ...
كلما غمضت عيونها انرسمت قدامها صورة زياد ..إما وهو يضحك .. أو وهو يطالعها بهذيك النظرة اللي تغوص في ثيابها خجل ومستحى منها ...
ماقدرت تمنع أذنها من انه يتردد صدى صوته في داخلها ...
صارت تسمع ضحكته ...
صراخه ...
همسه ...
و " أحبك " لما يقولها لها قبل لاتغفي عينه وينام ...
معقولة كل هذا تزييف وخداع ...؟؟
لكن الكلمة اللي هزتها هي لما قال (( زياد اليوم زواجه )) رجع صداها يرن في زوايا أذنها ... حتى صورة المشهد الأخير بينهم انرسمت على كل جدران الغرفة ...
وين مالفت بوجهها شافته واقف ويقول لها " انا بتزوج ... "
سدت أذنها وغمضت عينها وبدت تصرخ :: خلاص زياد يكفي يكفي .. لا تذبحني أكثر الله يخليك .. أرحم حالي
انهارت بالصياح وغطت وجهها بيديها وكأنها خايفة لاتنرسم صورة زياد قدامها ...
صاحت ونزفت وانهارت لحد ماشارفت على الموت ...
لكن هذي مو ساعة وفاتها ...
لكن ربي ريحها لما قبض روحها في غفوة هادية ... تريح فيها اعصابها المنهارة ..
رحمها ربي الرحمن الرحيم .. وغمضت عذا عينها بهدوء ... وغاصت في عالم الأموات المؤقت ... علّها ترتاح ..
.
.
.
جلسوا أم عبدالرحمن ولمياء في الصالة والهم يخيم عليهم ..متفاجأين من تصرف زياد وما توقعوه بتاتا ...
كانت عيونهم تراقب أمينه الخدامة وهي تشيل أغراض عذا وتطلعهم فوق ... لكن في الحقيقة كانوا سرحانين في شي أبعد ... وهو عذا واللي بيصير لها بعد ماتصحى من الصدمة ...
التفتت ام عبدالرحمن للمياء بعد ما اختفت أمينة من عيونها وتنهدت :: الله يعين على الجاي ..
التفت لمياء بوجه جامد لجدتها وهزت راسها بعد تنهيدة ..
ام عبدالرحمن :: أمك لاتدري عن اللي صار الا اذا رجعت ؟؟
لمياء : أكيد ماراح أقولها شي ولا حتى لـ سام .. لأني عارفته بيروح يقول لها
ام عبدالرحمن :: كلها اسبوع وبتكون في الرياض وساعتها نعلمها
هزت لمياء راسها والتزمت الصمت ...
أما ام عبدالرحمن فـ كانت تستغفر وتدعي بينها وبين نفسها بالثبات للجميع ...
وكأن شي لمع في بالها أو مقلقها فما حبت تخليه مبهم ولازم تستوضحه :: تتوقعين وش بتسوي عذا ؟؟
رفعت لمياء راسها ومسحت دمعتها :: إذا أنا اعرف عذا صح فهي لايمكن تغفر لزياد ولايمكن تفكر فيه بعد اليوم ...
عقدت الجدة حواجبها :: عذا مو قاسية ..
ابتسمت:: لكنها حساسة ومتسامحة .. وممكن تغفر أي شي إلا الطعن في الظهر وموقف زياد يمه قوي عليها ولايمكن تغفر له .. أنا عارفتها
ضربت ام عبدالرحمن كفوفها في بعض :: لاحول ولاقوة الا بالله ...
تنهدت لمياء بألم .. وهي فعلا عارفة وش بتسوي عذا ...
وتقريبا عارفة بالمستقبل اللي ينتظر هالأثنين ...
.
.
.
فتحت عينها بتعب لكنها شافت الغرفة سابحة في الظلام ...
تلفتت حولها تشوف وين هي فيه ؟؟ وبعد دقائق استوعبت كل شي والذاكرة رجعت لها .. عرفت انها في بيت جدها ونايمة في وحده من غرفهم اللي كانت تنام فيها يوم كانت بنت عزابية ... وتذكرت المر اللي ذاقته اليوم وحست بالغصة نشبت في حلقها مرة ثانية والدموع اجتمعت على بوابة عينها ...
(( وينك زياد ؟؟ )) كانت هذي الكلمة اللي تمتمت بها بينها وبين نفسها بحسرة ..
حاولت تقوم واستوت في جلستها ... وسندت ظهرها على المخده وراها ومدت يدها وفتحت الأباجورة ... حست بمغص خفيف في بطنها فنزلت يدها تمسح عليه وكأنها تهدي الموجود داخله انها بخير ...
طاحت عينها على شنطتها اليدوية اللي فوق الكومدينو ... وبدون ماتفكر مدت يدها وسحبتها وراحت تفتش عن جوالها في وسطها ...
طلعته وراحت تتأمله .. وكأنه يمثل زياد بالنسبة لها ؟؟ طبيعي مو هو اللي اهداه لها يوم العيد ؟؟؟
تنهدت والدموع نزلت على خدها وراحت تفتح حافظة الصور ..؟؟ كأنها تبي تعذب نفسها وكأنها تعشق تعذيب الروح ...
فتحت أول ملف وكان يخص زياد بس ...
شافت له صورة وهو يبتسم وجالس في الحديقة اللي في بيتهم ؟؟؟
شافته وهو رافع حاجبه ومسوي نفسه معصب ونافخ صدره .. وتذكرت هالموقف لما دخل عليها وشافها ترتب البيت في بداية حملها وهو اللي موصيها ماتتحرك ؟؟
شافت له صورة في البر وعلى كثبان الرمل وهو كاتب لها (( احبك )) وواقف جنب الكلمة ويده على صدره ...
شافت صورة يوم كانوا في مكة وهو لابس الإحرام .. ويبتسم ابتسامة خفيفة جذابة ...
وآخر صورة له شافتها كانت من يومين ... وزياد متمدد على السرير ويطالع في ألبوم صور زواجهم ويبتسم ...
انهارت تصيح وما عاد قدرت تتحمل ... حضنت الجوال لصدرها وعيونها تنزف وتمطر عليه من الدموع ...
وبلا وعي رفعته مرة ثانية وطلعت قائمة الإتصالات وشافت رقمه أول واحد ...
وبسرعة ضغطت على الإتصال ورن الجوال ..
رن
و رن ..
و رن ...
لكن محد رد ...
رمت الجوال من يدها وهي تصيح :: حيوان ،، نذل وحقير وواطي ؟؟ حتى ماتبي ترد علي ؟؟ وش سويت لك أنا ؟؟؟ ليه كل هالجـ ـ ـ
ما أمداها تكمل كلمتها إلا وجهازاها يرن ... رفعته لعيونها تشوف من المتصل لكن الدموع حجبت الرؤيا ... بسرعة مسحت دموعها وشافت قلبها يتصل ..
رفعت السماعة بسرعة لكنها ماتكلمت ...
وصلها صوته :: مرحبا ...
انهارت من الصياح وهي اللي كانت تحاول تتماسك ... وهو سمع شهقاتها وقلبه عوره عليها وفي لحظة تمرد قرر يترك كل شي ويروح طاير لها .. يحضنها ويمسح دمعتها ويعتذر منها ألف مرة ... ويقسم لها ويوعدها أنه ماراح يسمح لنفسه يآذيها ؟؟
لكنه تنهد بتعب وقهر وهو يشوف المعازيم اللي حوله وعمه الواقف قدامه ويستقبل الضيوف ...
كانت تكلمه وهو في المجلس ... بين الضيوف وحولهم ...
وهالضيوف جايين يحضرون زواجه هو ...
حاول ينسل من مكانه ويروح وراء أي زاوية أو أي مكان خصوصا ان المعازيم مابعد كثروا ...
توه بيقوم ويكلمها على راحته ويهديها ..لكنها تكلمت اخيرا وقالت :: زياد كنت أحبك ... لكن الحين أكرهك ... اكرهك والله العظيم أكرهك ...
انقرص قلبه من كلامها وهو يحس بالصدق في حروفها :: عذا اسمعيني لازم يكون بــيـنـ
قاطعته تصرخ :: مابينا شي .. لأن انت الحين صرت شي وانا صرت شي ... زياد احنا ماعدنا واحد ؟؟ أنت زياد وانا عذا وخلاص ...
غمض زياد عيونه وتنهد ..
وهي كملت :: لكن لاتحبها كثر ماحبيتني ؟؟
بسرعة رد :: عمري ماحبيت ولا بحب وحده مثلك ؟؟
زاد صياحها : كذاب .. كذاب وطول عمرك كذاب ...
زياد مصدوم ::/ عذا تشكين اني حبيتك وتكذبين مشاعري اللي كانت مسخرة لك ؟؟
زاد صياحها ونحيبها :: طيب ليه تزوجتها ؟؟
سكت شوي وعقب قال باقتضاب :: الظروف ...
ضحكت عذا باستهزاء لكن الضحكة ممزوجه بشهقات الصياح :: الظروف ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ مادام الظروف خلتك تتزوج وحده ثانية ؟؟؟ يمكن الظروف بعد تخليك تحبها أكثر مني ؟؟
وسكرت السماعة في وجهه من دون ماتنتظر رده .. وعقبها رمت الجوال على الأرض وانسدحت هي تصيح وتصيح .. وقلبها يحترق وجوفها يشتعل .. ومغص بطنها يزيد ويزيد ...
والله يعين الإثنين ...
----------------------------------------------------------------------------
اليوم فرحتها ...
اليوم زياد روحها وقلبها بيدخل عليها ....
من متى وهي تنتظر هاللحظات ... من متى وهي تعد الأيام والساعات علشان تلبس الفستان الأبيض وزواجها من زياد يتم ...
كانت واقفة في وسط صالة بيتهم في زواج عائلي كبير ... لكنه في البيت وما استأجروا له فندق وهذا بناء على طلب سحر نفسها اللي ماتبي تتكلف ويكفيها حفلة كبيرة في بيتهم يعرفون الناس من خلالها انها خلاص صارت لزياد ... وزياد وبس ...
رفعت عينها للموجودين في الصالة وشافت الكل ملتم حولها ...
طاحت عينها على ندى اللي وجهها شاحب ومصفر بسبب الحمل المتعب ...
شافت أمها واقفة جنب المصورة وتوجهها وتعلمها وشلون تصور وتختار الزوايا ...
والأهم انها شافت خالتها أم راشد تطالعها بابتسامة باهتة ... او نقول ابتسامة عتاب وجنبها العنود بنتها تطالع فيها ومبتسمة لها بتشجيع ...
انتبهت سحر لإشارة المصورة علشان تجلس على الكرسي لأنها خلصت من التصوير ... طلعت ندى وساعدت سحر على فستانها والأخيرة استوت في جلستها على كرسي الكوشة الخرافية والإبتسامة الصفراء مرسومة على وجهها ...
مبسوطة ...
فرحانة ...
قلبها بتوقف نبضاته من شدة العدم تصديق ...
مسكت يد ندى وضغطت عليها بقوة .. :: ندى انا على الكوشة ؟؟
ضحكت ندى :: لا في الشارع .. اثقلي يابنت لا ينقدون عليك الناس ..
خذت سحر نفس عميق و كأنها تهدي اعصابها و تستجمع قوتها ...
اشتغل الدي جي وبدا الرقص وانشغلوا البنات بينما سحر استمرت في كوشتها تطالعهم بفرح وسعادة غامرة .. كيف لا وزياد أصبح زوجها ... مو هذا هو اللي تمنته من طلعت على الدنيا ...؟؟
تنهدت وهي تتذكر كيف كانت بتتهور وترفضه ... كيف عارضت أبوها على فكرة انها تتزوجه لأنه متزوج وزوجته حامل وهي ما ترضى أنها تكون دخيلة على أحد ؟؟
تتذكر كيف كانت غبية وأصرت على رأيها على الرغم من أن قلبها يتقطع في الثانية ستين مرة ... وهي استمرت ترفضه يومين كاملات ... فـ لكم تتخيلون كم مرة تقطع قلبها فيها وهي تشوف أن القدر هالمرة يمشي على هواها لكن هي تعاكسه ...
تذكرت اللحظة اللي دقت فيها ندى الباب عليها ودخلت ...
كانت ساعتها سحر متمددة على السرير وتصيح ... لأنها تعيش تناقض عظيم وكبير اتعبها وأرهقها وأتلف اعصابها ...
حاولت تمسح دموعها لما دخلت ندى لكن الأخيرة انتبهت لها وهزت راسها انها فاهمتها وعارفة هي وش فيها ...
جلست ندى على الكرسي الخاص بالتسريحة وهي لازالت تطالع في عيون سحر وكأنها بتشوف وش ردة فعلها او هي وش ناوية عليه ...
............ :: سحر انتي من قلبك رافضة أخوي ؟؟
تقوس فم سحر من الحزن :: قلبي لا .. لكن عقلي هو اللي رافض ...
تنهدت ندى :: و السبب ؟؟
رفعت سحر عينها لندى :: ما أقدر اتزوجه وفي قلبه وحده ثانية ؟؟
توترت ندى وراحت تضيع نظراتها في الفراغ ... المهمة اللي اوكلها لها عمها صعبة وفيها عذاب لأخوها وتحطيم لقلبه وحياته ... لكن عمها ينتظرها برا تقول له وش صار نتيجة اللقاء والإقناع ... أول ماطلب منها عمها أنها تقنع سحر توترت وماعرفت وش ترد عليه لكن اللي متيقنة منه انها ماقدرت تقول له (( لا )) لعدة أسباب اولها أنها خافت منه وهي اللي عمرها ماكانت في مواجهة معه أبدا ... ومتيقنة انها ضعيفة قدامه ومو بالقوة اللازمة انها تواجهه ... والثاني هو نظرة عمها اللي كانت تتوسلها بصمت علشان تقنع سحر ... استنتجت ندى ان عمها عارف باللي في خاطر بنته وعارف أن رفضها ليس إلا مكابرة وبس ... لكنه ما قدر يصرح بهالشي لندى وترك الموضوع يعتمد على سرعة بديهة ندى وفطنتها علشان تستنتجه .. وهي ماقصرت وفهمت عمها واللي يبي يوصل له ...
(( سامحني زياد ،،، لكن اللي بقوله فيه خير لك ولسحر ولعمي ومرته ،،، الناس اللي آوونا واعتبرونا عيالهم ؟؟؟ حقيقي عمي كان قاسي معنا ،، لكن الباقين وأولهم مرت عمي كانت بمثابة الأم الحنون لنا كلنا .. ولا أذكر انها فرقت بيني وبين سحر في شي أو بينك وبين مصعب ..؟؟ ))
انتفضت لما سألتها سحر :: ندى وين سرحتي انا أكلمك ؟؟
ابتسمت :: وش كنت تقولين ؟؟
تنهدت سحر :: أقول انتي انصحيني وقولي لي وش أسوي ؟؟ يعني للحظة وحدة بس تناسي أنه اخوك وانا بنت عمك وقولي لي نصيحة ...
ابتسمت ندى على مضض :: وافــقــي ...
فتحت سحر عينها على الآخر وكأنها هي نفسها تبي تسمع هالكلمة لكنها ماتوقعتها ؟؟
:: ندى وش تقولين انتي ؟؟
ندى :: اللي سمعتيه ... مو أبوك قال لك ان زياد قد خطبك من قبل لكن ابوك رفضه لأنه كان خايف أنه يحبك حب شفقة ... لكن هذا هو الحين رجع يخطبك مرة ثانية وهو متزوج وزوجته حامل... يعني ما أظن ان تفكير أبوك كان سليم ...
اعتدلت سحر في جلستها وطبول قلبها بدت تدق من الفرح وعيونها تتراقص من السعادة وكأن جواب ندى هو اللي كانت محتاجته :: وعذا ؟؟
بلعت ندى ريقها :: بتكون زوجته مثلها مثلك ... لكن المحبة ربي هو اللي بيقسمها بينكم ؟؟
وكأن سحر توجست الخيفة :: يعني زياد ما يحب عذا ؟؟
ندى :: أنا ماقلت هالكلام ... لكن يمكن يحبك أنتي أكثر منها وعلشان كذا رجع يخطبك ... و عموما انتي وشطارتك ..
سكتت سحر وهي متحمسة و مستانسة ... وفي قرارة نفسها آمنت ان كلام ريم بنت خالتها لها كان صحيح ... وأن زياد مو لهناك مع عذا ... وخصوصا انها تسمع عذا تتنهد على عبدالله وتقوله ان زياد غريب الأطوار وهاليومين مو ثابت على حال ...
قدرت ريم تقنع سحر أن زياد يمكن متوتر هاليومين لأنه خايف لا ترفضه ...
والكل بهالصورة أثبت لسحر أن زياد شاريها ويبيها ... وما زواجه من عذا إلا تحصيل حاصل ... ويمكن ابو عبدالله نفسه هو اللي خطب عذا لزياد لأنه معجب برجولته ومركزه ... ومثل ماقال المثل اخطب لبنتك ولاتخطب لولدك ...
..................:: وين سرحانة العروس ؟؟؟
صحت سحر من هواجسها وتفكيراتها على صوت العنود بنت خالتها وابتسمت :: انا معكم ...
نزلت عنود وحبتها على خدها :: الله يوفقك حبيبتي ويسعدك ..
تنهدت سحر وابتسمت بحزن :: عنود أكيد انتم مو زعلانين ولا خالتي لأني رفضت راشد ؟؟
ابتسمت لها العنود تطمنها :: الزواج قسمة ونصيب ... ورفضك كان من ضمن الردود اللي حنا عاملين حسابها ... واحنا اهل يا سحر وهالشي مايزعل ؟؟
تنفست سحر بعمق وهزت راسها مبتسمة لبنت خالتها وعينها على خالتها اللي واقفة جنب أمها ويطالعون ناحيتها ...
وانتبهوا الثنتين لندى اللي تمشي لهم مبتسمة ويدها وراء ظهرها وكأنها تسند نفسها لاتطيح من التعب ...
أول ماوصلت لهم ألقت نظرة على العنود وعقبها التفتت لـ سحر .. :: هاه وش اخبارها أعصاب عروسنا ؟؟
تنهدت سحر وهي تشد قبضتها على الباقة اللي في يدها :: متفلتة وكل عصب حسي فيها يتقطع ...
ضحكوا الثنتين وعقبها عقبت ندى :: تماسكي أكثر لأن زياد بيدخل الحين ...!!
شهقت سحر :: لاتقولين ؟؟؟
ضحكت ندى وهي تلتفت لعنود :: الحمدلله غيّرت كذاااااااااااااااااااابة من قبل وهي مأذيتني بها ...
ضحكت العنود :: تماسكي سحر وترى المعرس مو ناقص تنومين في المستشفى من أول يوم ..
حست سحر بالخوف والتوتر من طاري زياد ودخلته ,,, هي فرحانة بزواجها إيه بس هالفقرة تخوف .. ودخلته عليها تقلقها ... ::/وش أسوي الحين ...
ابتسمت لها ندى :: لاتسوين شي .. ابتسمي بدلع وخلي الباقي على زياد ...
هزت راسها بقلق ونزلت العنود من على المنصة هي وندى يلبسون عباياتهم لأن الرجال بيدخلون الحين .. زياد ومعه عمه وعياله ...
.
.
.
حانت اللحظة وقرب الأجل ... وماعاد فيه مجال للتراجع ...
هذا هو عمه يمشي معه وجنبه متوجهين للبيت ,, وبالتحديد لمكان العروس الجديدة ...
صار لازم يا زياد الحين تقتنع وترضخ ... لأن كل شي صار حقيقي .. وانت اللي كنت على أمل ان هالأحداث كلها تكون مجرد كابوس لعين مر عليك وانت نايم على سريرك الوثير في جناحك الخاص في بيتك الصغير اللي يضمك انت وعذا ...
خذ له نفس عميق وهو يشوف بوابة الصالة تنفتح وعيونه تشوف الزينة والأنوار المضاءة والورد المنتشر في كل مكان وأصوات الموسيقى الصاخبة ... انتبه للترابزين المزين بباقات الورد الجوري الأحمر والتوليب الأبيض والروز ... كان آية من آيات الجمال فضلا عن البيت اللي كان يلمع بفضل الكرستالات والتحف الزجاجية والأنوار الهادية ...
عموما وبدون قصد ... عقد زياد مقارنة بين البيتين ؟؟ بيت عمه وبيت عمته ؟؟؟ فرق شاسع ولا فيه مدعاة أصلا للمقارنة ...
نزل عينه للأرض لما شاف جموع النساء واقفة عن يمينه ويساره ...
حس بالخنجر يطعن صدره فجأة وهو يشوف مكان الكوشة والعروس واقفة وجنبها أمها ... تذكر عذاه المرمية في البيت تصيح ومنهارة ومشارفة على هلاك نفسها ...
غمض عينه بقوة في محاولة مستميتة منه أنه يتجاهل الموضوع وينسى شوي الذكريات ...
وصل لمكان سحر من دون مايحس .. وطول الوقت منزل راسه وعيونه للأرض وما يطالع غير مكان خطواته وكأنه يعدهم وحده وحده ... ويتمنى لو أن الأرض فجأة تنقسم نصين وتآكله وتتسكر من جديد ويموت هو قبل لاتصير في حياته بنت ثانية غير عذا قلبه ...
انتبه لعمه لما قال :: ماتبي تسلم على عروسك ؟؟
انقبض قلب زياد من هالكلمة وحس ان وده لو ينتهي التصوير ويطلع المخرج ويقول ستوب ... المشهد محذوف ... وانت ماراح تتزوج سحر وبتكون زوج عذا وبس ...
تنهد بألم واستسخف أفكاره الجهنمية ورفع عينه تدريجيا لسحر وهو يحاول يبتسم ... لكن للأسف أخته كاشفته وعارفه انه مستحيل بتكون ابتسامته حقيقية .. ومايدري عن باقي المعازيم ما إذا كانوا يدرون عنه مثل اخته او لا ؟؟؟
طاحت عينه على سحر لكن اللي شافه عذا ... أقسم لكم انها عذا هي اللي كانت واقفة قدامه بفستانها الأبيض .. وملامحها الطفولية الهادية ... وابتسامتها اللي تسوى عنده الدنيا كلها ...
ابتسم هالمرة من كل قلبه لأن اللي قدامه عذا ومستحية منه ..:: ألف مبروك عذا ...
قالها من دون شعور وهو مو حاس بشي لكن الحمدلله ان سحر ما انتبهت له من الإرتباك وردت عليه وعيونها على مسكتها :: الله يبارك فيك زياد ..
عقد حاجبه وراحت الإبتسامة بشكل سريع لما صحى لنفسه واللي قدامه تغير ... من تكلمت سحر رجعت الصورة الحقيقية لزياد .. انتبه ان اللي قدامه مالها وجه عذا المدور بالعكس ... كانت وحده تفوق عذا في حدة أشباهها وجمالها الفرعوني الحاد ... كانت بنت بعيون حادة ونظرة عميقة ... وحده حوراء بياض عينها شديد وسواد عينها لامع ... بنت بيضاء بفك قائم وخشم شبيه بالسيف المسلول ... وفم متناسق مع تكوين وجهها ...
كانت جذابة ...
لا مو جذابة وبس إلا جميلة والعين تستمتع بشوف نعومتها وجمالها الرباني ..
بلع زياد ريقه بصعوبة ... وهو بين نارين ... ايه نعم انفتن بجمالها ... لكن عذا هي سيدة قلبه في الحب ... ومايقدر يخدع نفسه ..
طلعت ندى وهي قلبها يتقطع على أخوها المنكوب ... واللي الله قدر عليه تكون حياته بهالصورة المتوترة والمتذبذبة ..
سلمت عليه وهي تشوف البرودة في سلامه وعيونه ... بعكس يوم زواجه من عذا وشلون كان مبسوط ومستانس والدنيا مو واسعته من الفرحة .. والحرارة اللي سلم فيها على جموع المباركين كانت على وشك تحرقهم كلهم ..
سلمت عليهم وباركت لهم وعقبها نزلت من الكوشة وراحت تمشي للمكان اللي واقف فيه مشاري ويبتسم لها ...
وصلت له وهي تحاول تسوي نفسها تعبانة مع انها في الأصل مرهقة بس كل هذا علشان تتدلع عليه ...
...........:: هلا والله بأم إبراهيم ... عسى ماتعبتي ؟؟
تنهدت ندى بدلع :: يهمك يعني لو تعبت ؟؟
قال وهو يحط يده على كتفها :: أفا ... وش اللي مايهمني ؟؟ إذا ندى ماتهم مشاري ؟؟ اجل من اللي يهمه ؟؟
رفعت ندى عينها له باستفهام حزين :: مشاري صدق أنت تحبني ؟؟
ابتسم لها برجولة :: هذا الشي الوحيد اللي لاتسأليني عنه ؟؟
وبعد تردد قالت له ::يعني ما تفكر في يوم أنك تتزوج علي ؟؟
سكت مشاري شوي وبعدين انفجر يضحك :: كل هذا من تأثير زواج اخوك ؟؟؟ لاتخافين أنا عساني اتحمل وحده مهبلة فيني ؟؟ تبيني بعد أصير بثنتين ؟؟ مستحيل ؟؟
طالعته ندى بنص عين :: الحين انا مهبلة فيك ؟؟؟ صدق انك رومانسي ؟؟ ورومانسي بالحيل بعد ؟؟ الا ماتقول لي من مدرسك علشان أروح له يدرسني أنا بعد ؟؟
طالعها بفخر :: أنا أعلم نفسي بنفسي وما أحتاج تعليم من احد ؟؟
قرصته ندى مع يده :: الله يخليك لاعاد تتهور وتتعلم تعليم ذاتي ؟؟ يا إما تتعلم على سنع والا خلك على جهلك أرحم لك ولي ..
ابتسم لها وهو يهم بالخروج :: أمرك مولاتي ... يالله عاد انبسطي واستانسي مع اخوك وصوري معه وانا بروح أشوف وش عندهم معازيم أبوي من مظاهر تعل القلب ..
ابتسمت له وودعته بتنهيدة حارة تعبر عن كمية الحب اللي تحمله بين ضلوعها لمشاري .." أبو إبراهيم " ...
------------------------------------------------------------------------------
وأخيــرا ... تم تحديد يوم زواجهم وموعد لقائهم مع بعض على سنة الله ورسوله ويتسنى للكل أنه يشوفهم ويشهد أنهم كانوا أحسنوا إثنين يعتبرون معاريس ...
قدر نواف وبعد مجهود مضني أنه يتفاهم مع عبير حياته ... واستطاع في الأخير يوضح لها موقفه ... وهي برحمة ربي ما قدرت تعارضه وهو يشرح لها ويفهمها طبيعة موقفه والمشاعر اللي اكتسحت خلاياه وقلبه واللي ساعده ان نبرة صوته هذاك الوقت كان واضح فيها الألم والعذاب ...
قدر يبين لها أنه مستعد يتحمل عذاب الغيرة اللي يقطع قلبه ،، لكنه مو مستعد أبدا انه يتحمل عذاب فراقها وطلبها بالطلاق ...
حددوا لزواجهم أنه يكون نهاية السنة بعد ما تأجل عبير كورسها الأخير وتكمله بعد الزواج ... ... وبهالمناسبة اليوم نواف قرر يزور بيت عمه علشان يشوف عبير ... مع العلم انه زارهم أول ماتراضى معها لكنها هي رفضت تطلع له .. يمكن لأن بعده جرحها من نواف ما التئم ...
للمصداقية .. الإثنين تراضوا إيه نعم ... لكن لاتزال بقايا السالفة في خواطرهم ..
نواف الغيرة لازالت مشتعلة في صدره .. وكلما شاف عبير يحس بنارها تتأجج من جديد وتحرق جوفه ...
وعبير في المقابل تحس بالقلق من مستقبلها مع نواف ... وتحس بالألم لأن نواف لازال يحس بمشاعر الغيرة الشكاكة.. ممايعني أن السالفة لازالت في قلبه وهو لازال شاك ومتوجس خيفة ...
في النهاية قدروا عبير و نواف انهم يقتنعون بضرورة زواجهم المبكر ... علشان كل واحد يفهم الثاني أكثر ... والعشرة بينهم وقربهم من بعض ممكن يغير أشياء كثيرة بعكس حالتهم الحين وهم مجرد مخطوبين ؟؟؟
تنهد نواف بفرح والغالية عبير تدخل من باب المجلس وفي يدها علبة عودية متوسطة الحجم وهي تبتسم له .. كان على وشك أنه بيطلع لأن الزيارة انتهت لكنها وقفته على أساس ان فيه شي يخصه عندها ...
وقف لها ومشى ووقف معها في نص المجلس ..
ابتسم لها وانتبه للحمرة اللي اعتمرت آذانها وأطراف خدودها العلوية ...
كان بيضحك لما حس بنفسها مضطرب وحرارة خجلها وصلت له ...
تنهدت عبير ورفعت عينها وسوت نفسها أنها مو منحرجة والوضع عادي ... لكن هيهات تخفي الأشياء اللي شافها نواف على وجهها ...
ابتسم لها نواف يمنع نفسه بهالطريقة من الضحك :: وش عندك ؟؟ ووين هي الأمانة ؟؟
ابتسمت عبير :: اممم ..!! تتذكر لما جيتنا مرة وأعجبتك ريحة البخور ؟؟
هز نواف راسه وعيونه لازالت معلقة على وجه عبير ... وكأنه بيحفر صورة هالمشهد علشان يندرج مع اخوانه ضمن ملف الذكريات الحلوة في ذاكرته ...
مدت عبير يدها وفيها العلبة :: افتحها واتمنى ان محتوياتها بعد تعجبك ...
تنفس نواف بعمق ومد يده للعلبة وأخذها ...
بس قبل لايفتحها رفع عينه لعبير يشوف ملامحها هالمرة وشافها متحمسة ونظرتها متلهفة وكأنها تبي تشوف ردة فعله بأسرع وقت ..
ضحك نواف غصب عنه :: لهالدرجة متحمسة ؟؟
انتبهت عبير لنفسها ورفعت عينها من يد نواف وطالعته وهي تبتسم :: أخاف ما تعجبك ؟؟
همس لها نواف :: حتى لوكانت علبة عصير هي اللي مهديتني اياها بتكون أحلى هدية حصلت عليها وأطعم عصير شربته في حياتي كلها ...
ابتسمت هالمرة عبير وهي تحس بوجهها يحترق من شدة الإحراج وحست انها بتموت من الحر والعرق دقائق ويتصبب من جبينها ...
تنفس نواف بعمق وهو بالفعل يستمتع بهاللحظات الحلوة ... وفتح العلبة وأطال النظر فيها .. ونظرات عبير معلقة في عيونه ...
رفع عينه نواف والتقت نظرات الإثنين .. :: هذا كله لي أنا بروحي ؟؟
ابتسمت له :: لك بروحك ومحد يشاركك فيه ...!!
رجع نواف نظرته للعلبة وراح يتمعنها بدقة ... كانت العلبة تحتوي فتحتين من داخل .. وحده فيها مصحف متوسط الحجم وكان غلافه بالمعدن الذهبي ومحفور عليه اسم القرآن الكريم ... والفتحة الثانية تحتوي على بخور ريحته فايحة ومنتشرة داخل العلبة ... والعلبة من داخل مغطية كلها بالقطيفة البنية ...
كانت هدية قيمة في معناها ... ورائعة حد الثمالة ..
قطعت عبير سرحانه وهي تبتسم :: أوعدني نواف أنك تقرأ فيه كلما ضاق صدرك .. أو حسيت بالقلق يعتمر قلبك ...
رفع نواف عينه وهو بالفعل ممتن لعبير..:: أوعدك يالغالية ..
ارتفعت يد نواف للمصحف الشريف وفتح أول صفحة وكأن شي أوحى له انه يفتحها ... وعقد حواجبه وهو مبتسم لما شافها كاتبه ..
(( إلى زوجي العزيز : نواف ...
يارب .. يا رحيم ... اجعل القرآن الكريم ربيع قلبه ونور صدره وجلاء همه وذهاب حزنه ... آمين .. آمين ...
زوجتك المحبة :: عــبـيـر ..))
توترت أعصابه واشتعلت خلاياه .. ورعشة خفيفة هزت جدران قلبه المحب ...
"" زوجتك المحبة "" و " زوجي العزيز "" هالكلمتين كان لها وقع وتأثير رهيب على نفس نواف ... حس في لحظة أنه كان متهور وكان على وشك أنه يخسر حياته وأحلى شي فيها ... لكن الحمدلله أن عبير كانت متفهمة .. والظاهر انها هي بعد تعلقت فيه من كذا قدروا يتجاوزون هالمحنة على الرغم من وجود الآثار ولكن متأكدين هم الإثنين أن كل شي بيكون على أحسن احواله بعد الزواج ... وهذا هو الوعد اللي قطعه نواف على نفسه في هاللحظة .. وبين يديه علبة الهدية والكلام المكتوب على أول صفحة في المصحف ...
انتبه ليدها اللي مسكت يده بهدوء ،، ورفع عينه يطالعها ..
تكلمت عبير وعيونها تتوسله ونبرة صوتها مشحونة بالتمني :: نواف أوعدني إن الشيطان ما يلقى له سبيل في حياتنا ...
ابتسم نواف وعيونه تحرقه من شدة الفرح :: بحاول بكل ما أقدر عليه يا عبير .. وببذل كل جهدي إن حياتي أنا وانتي تكون أحسن حياة .. والشيطان ييأس من انه يفرق بيننا مهما حاول ...
تنهدت عبير براحة :: وثق إني بكون جنبك وقتها ..
مسك نواف العلبة وشالها بيد وحده ... ومسك وجه عبير بيده الثانية وتقدم لها وحبها على جبينها :: وهذا اللي يخليني واثق إن حياتنا بتكون هادئة وسالمة لإنك بتكونين ساعتها جنبي ...
ابتسمت له عبير وعيونها في عيونه ...
أطال النظر في عيونها وكأنه يحكي لها شي من خلال نظراته ..
وعقب ثواني ابتسم نواف :: يالله عاد أنا بمشي الحين .. توصين شي ؟؟
ابتسمت هي الثانية :: سلامة قلبك ,, لكن انتبه لنفسك
هز راسه لها ومد يده يصافحها ... وما توانت عبير ورفعت يدها له وهي تبتسم... وانتبه نواف للخاتم المتربع في إصبعها البنصر ... وانفرجت أساريره لما عرف انه هو خاتم الخطوبة اللي اشتراه لها ... وهذي هي تلبسه الحين .. وفي يدها اليمين ...
يا جعلها تسلم لي ولايحرمني منها ربي ...
قولوا آمين ...!!
-----------------------------------------------------------------------------
هذا هو اليوم الثالث من زواجه لكنه لحد الآن ما يحس بطعم شي ... لا النوم يهني له ولا الحياة تطيب له ولا حتى الأكل يستسيغ طعمه ...
كيف وعذا قلبه مقاطعته ولا ترد على مكالماته ؟؟؟ حتى لما حاول يطلبها على البيت اعتذرت منه ام عبدالرحمن إن عذا ماتبي تكلمه ... ولو هي تبي ترد عليه كان ردت على الجوال اختصار للمجهود والوقت ...
طول وقته يفكر فيها ويفكر وش صار عليها ... كانت هي الشخص الوحيد اللي يشغل تفكيره ووقته طوال هالثلاث أيام ...
كان جالس على الكنبة وممدد رجوله على الطاولة والتلفزيون مفتوح قدامه .. لكن وش المعروض فيه فهذا هو الشي اللي مايدري عنه زياد لأنه أصلا سرحان ومو على باله التلفزيون ولا غيره ...
طلعت سحر من غرفة النوم لصالة الجناح اللي هم ساكنين فيه ... وابتسمت لما شافت زياد جالس قدام التلفزيون ... وبخطوات هادئة وناعمة تقدمت وجلست جنبه ... لكن هيهات زياد يحس فيها وهو أصلا مايدري وينه فيه ؟؟
دقائق كانت سحر تتأمل فيها ملامح زياد ونظرته الحزينة والقلقة ... هذا طبعا وزياد ماحس في تركيزها عليه لكن كانت أفكاره مشغولة بالأهم ...
ابتسمت سحر وتبي تقتل الصمت :: الظاهر البرنامج بقوة يحمس ؟؟
انتبه زياد لوجودها وحاول يبتسم ... وياما تصنع هالإبتسامة من يوم خطب بنت عمه .. :: نوعا ما ... مو لهالدرجة ..
رفعت سحر حاجبها :: لكنك متحمس ..
التفت لها زياد وطالت نظرته في ملامحها ... ماينكر أنه مفتون بجمالها ونعومتها وأنوثتها لكن في المقابل مايقدر يمنع نفسه من التفكير في عذا والخوف عليها ... عذا هي الوحيدة اللي خذت كل الحب اللي يملكه .. ممايعني أن الباقي ما صار لهم نصيب منه ...
انحرجت سحر من نظراته وعلى بالها أنها تحكي لها قصة حب ... ففضلت انها تبعثر هالخجل وهالنظرات لما قالت :: ما ودك نطلع مكان ؟؟ لو حتى البحر ..
انتبه زياد لنفسه ورجع يبتسم وقلبه يتقطع من الألم .. إلا سالفة الطلعات مايحبها .. لأنه ملزم طول الوقت انه يكون مركز مع سحر وهو اللي مايقدر على هالشي لأن عذا معه على طول وتطلع له في كل مكان وفي كل زاوية ... والأسوأ انه أحيانا يتخيلها هي سحر ... وهذا هو الشي اللي يخليه يطيح في مواقف هو في غنى تام عنها ... وخصوصا انه مالها داعي سالفة أنه يجرح بنت عمه ويذكر عذا قدامها ...
رجعت سحر تلح عليه :: هاه وش قلت ؟؟ نطلع ؟؟
تنهد زياد :: نطلع.. ليش لا ..
ابتسمت له سحر :: يالله دقائق وأكون جاهزة ..
هز زياد راسه لها وقامت سحر من عنده ومشت تشيعها نظرات زياد ...
لكنها فاجأته لما التفتت عليه :: الا ماقلت لي متى بنروح البحرين ؟؟
نغزه قلبه زياد وهو يتذكر انه بعد باقي حول الأسبوع قبل لا يرجع الرياض ويشوف عذاه ،،، حاول يبتسم لكن هالمرة ماقدر وبان الألم في عيونه وبحت صوته ::قبل نهاية هالأسبوع إن شاء الله ..
ابتسمت له وهي حاسة انه ما يبي هالشي لكن مو على كيفه ... هي من حقها تعيش شهر عسل مثلها مثل غيرها ... مو يكفي انه موديها للشرقية والحين بيوديها البحرين واللي في مثل عمرها من بنات العائلة وصديقاتها وأقرب وحده لها اللي هي ندى ما راحوا لشي أقل من النمسا وسويسرا ،، بعد بيبخل عليها بسفرة عادية تختلي فيها معه ويتمتعون بأحلى أيام عمرهم ؟؟ غريب هالزياد ..!!
قالوا لي إنه مو لهناك مع عذا ؟؟ لكن اللي أشوفه ان هواجيسه كثرت وأفكاره مو معي بالمرة ؟؟ يعني أكيد انها كلها مسخرة لعذا يفكر فيها وفي أحوالها وهي بعيده عنه ؟؟ آآآآآآه ياعذاب قلبك يا سحر اللي ما مداه يذوق الفرح ...!!
دخلت وغيرت ملابسها على عجالة وعقبها طلعت لزياد وهي لابسة عبايتها ومتجهزة ..
انتبه زياد لطلعتها وعقبها هو سكر التلفزيون بعد وراح لغرفة النوم يبدل ملابسه ويلحقها علشان يطلعون ...
الأجواء الهاادية تسود السيارة .. أصلا من تزوجت زياد وهالأجواء هي اللي مسيطرة عليهم من يكونون مختلين مع بعض ... لايسولف .. لايهمس ولا حتى يعلق تعليق جانبي على أي شي مهما كان ؟؟؟
تقريبا سحر ساكتة وما تكلف نفسها تتكلم .. لأنها عارفة إن زياد بيكتفي بالإبتسام أو قول إيه أو لا .. وبس .. فخلها ساكتة أرحم لها ...
وبما أن الجو هادئ فهذا يعني بيئة خصبة لنمو الهواجيس والأفكار والتخيلات ...
كانت سحر تفكر في صديقاتها اللي تعرفهم وتزوجوا وهي لازالت معهم ومافرقتهم الدنيا .. وأولهم غادة صديقتها من أيام المتوسط ...؟؟ كيف كانت متعلقة في زوجها وتسولف عنه وتغار عليه ؟؟؟ هل معقول ان بداية حياة غادة كانت مثلها زوجها هادئ ومايسولف و حدّه يبتسم هذا لو كلف نفسه ...
مستحيل أتخيل إن فيه اثنين يحبون بعض ومتزوجين تكون هذي هي بداية حياتهم ؟؟ زوج مآخذته الهواجيس وللأسف زوجته تعرف من المستحوذ على هواجيسه ..
وزوجة تستحي من إنها تتكلم لأنها عارفة ان زوجها ما راح يتجاوب معها ولا حتى يرد لها الصوت ...
تنهدت وعينها تروح ناحية زياد عشوائيا ... شافته جالس غرقان في صمته وعيونه مركزة على الطريق والظاهر أنه مثل كل مرة .. باله مو معه والأكيد انه في الرياض وبالتحديد في حارة بيت جد عذا .. وعلشان نكون أكثر دقة في الغرفة اللي تنام فيها عذا بعذاب وألم ..
شعور صعب لما الزوجة تعرف أن فيه وحده ثانية في حياة زوجها ؟؟ وهالوحدة مو أي بنت ؟؟ ولكن زوجته الحامل بعد ؟؟؟
تنهدت سحر وهي تحاول تستشعر شعور عذا المسكينة المرمية في الرياض وهي تدري أن زوجها رايح شهر عسل مع عروسه الجديدة ؟؟؟ لكن من قال لها تحبه لهالدرجة وهي تعرف أن قلبه معلق في غيرها ؟؟؟
انتبهت للسيارة اللي وقفت قدام واحد من المجمعات التجارية ...
التفت لها زياد وهي على طول ابعدت عينها عنه وسوت نفسها كأنها ماكانت تطالعه ..
....:: ننزل هنا نتعشى وعقبها نروح نمشي على البحر ؟؟ وش رايك ؟
التفتت له وطبول قلبها تدق :: فكرة حلوة ..
ومن دون أي ردة فعل فتح زياد الباب ونزل ... وكان ينتظرها هي بعد تنزل علشان على الأقل من الذوق انه يدخل هو واياها وما يسبقها ...
تنهدت سحر لأنه حتى ماابتسم ولا سوى نفسه مرتاح .. إلا بان كأنه مغصوب ووده لو يرجع للفندق اللي شوي ويتخللون فيه من قلة الطلعات ...
نزلت سحر وسكرت بابها وراها ... وقفل زياد السيارة وراح من جهة سحر ومشى معها لداخل المجمع ...
لو جيتوا للصراحة فآخر شي كان يتمناه زياد هو أنه يطلع مع سحر في مثل هالوقت العصيب اللي الأفكار تعصف براسه من شدة خوفه على عذاه ..
التفتت له سحر :: معليش لو نلف على كم محل قبل لانطلع نتعشى ؟؟
لف زياد بعيونه لها ولسان حاله يصرخ مايبي لكن من باب الذوق قال :: مو مشكلة . خلنا نشوف كم محل وعقبها نروح ...
هزت سحر راسها مبسوطة و اول محل قابلهم دخلته سحر ... وهو لايمكن يتركها تتدخله بروحها فدخل وراها ... لكن ملامح وجهه تبين نفسيته هل هو مبسوط والا مغصوب ؟؟؟ و لو بغيتوا الحق .. شكله ما يوحي أنه واحد في شهر عسله أبدا ؟؟؟
مشى مع سحر لكنه في النهاية تعب وخلاها هي تسبقه وتتفرج على البضاعة وهو اكتفى بمراقبتها بعينه ؟؟؟ أكتشف شي جديد في سحر وهو هوسها بالمحلات والملابس ... وذوقها الصعب في الإختيار والإنتقاء ...
راحت عيونه تتلفت في المحل عله يلقى شي يشغله او يقضي وقته لحد ماتخلص صاحبة الجلالة من اللفة ...
واللي ماتوقعه أن واحد من الفساتين المعروضة على المانيكان يجذب انتباهه ؟؟؟ عقد حواجبه ونزل يديه من على صدره وهو مركز نظرته على الفستان ...؟؟ هذا الشي قد حصل وشافه على أحد ؟؟؟ وهالأحد يشغل باله الحين وتفكيره ويوتر كل خلاياه من القلق والخوف عليه ... تقدم للفستان ووقف مواجهه وعيونه مانزلت من عليه ؟؟؟ تمثلت له عذا في المانيكان وهي لابسة فستان شبيه بألوانه الفوشيا وحاطة ربطة على مقدمة شعرها ... وطالعة من غرفة جناحهم وفي يدها عبايتها والوان الفستان منعكسة على وجهها ومخليته طالع ولا احلى وجه على الكون ممكن يضاهيه ...!؟ على الأقل في نظر زياد ... ساعتها طلع هو واياها وراحوا لبيت عمته يسلمون عليهم علشان يطلعون عقبها ويروحون للمطار ... رحلتهم لشهر عسلهم ... اللي لازال حتى هاللحظة يفكر فيه وماغاب عن باله ...
شاف عذا قدامه تبتسم ... لكن الدموع في عيونها ... شافها واقفة مكان المانيكان ويدها على البيبي ... كان بيتهور ويتكلم مع الي قدامه لكن شي صحاه من أحلى أحلامه ...
حس بيدها تحتضن يده وتلفها .. غمض زياد عينه بتوتر وحلمه لو يلتفت ويلقاها عذا .. لكن صوتها حطم كل ذرات الأمل اللي باقيه في قلبه لما قالت :: عجبك الفستان لهالدرجة ؟؟
بلع ريقه بصعوبة ومن دون لايلتفت :: ألوانه رايقة ...
تنهد وسحب يده منها بخفة ومشى تاركها وراه ... تنهدت سحر وهي شوي وبتصيح ،،، تصرفاته ماعاد تنطاق أبدا ... حتى مسكتها لـ يده مايبيها ؟؟ مو معقولة يعني واحنا تونا متزوجين هذي هي فعايله ؟؟ أجل بكره إذا رجعنا الرياض وش بيسوي ؟؟؟ يرميني في بيت اهلي وينساني ويرجع لها هي ؟؟؟
تزاحمت الدموع في عينها وما كأنها كانت تبي توصل لهالفكرة لكن الأقدار شاءت إنها تتوقف عندها ...
غمضت عينها بحزن وهي تمسد جبهتها وتحس أن صداع عنيف يدق الباب وعلى وشك الوصول ؟؟؟ فتحت عيونها وهي عارفة ان الدموع رجعت تجتمع من جديد ... ومالها بد إنها ماتنزلها ... وعلى هالأساس راحت تآخذ لها كم لفة في المحل .. على الأقل تصيح في المحل ولا عند زياد اللي حتى مو مفتكر فيها ولا في خاطرها ونفسيتها ...
-----------------------------------------------------------------------------
تنهدت لمياء وهي تدخل مع باب المجلس ووجها يحكي الكثير ونظرات عيونها الموجهة لجدتها تشتكي من عذا ومن حالتها الصحية المتدهورة ... الكل خايف عليها وعلى اللي تحمله في بطنها ... عذا لاعادت تآكل ولاتشرب ... إلا يادوب تآخذ لها رشفتين موية لو حست روحها بتموت ... وإذا كان ولابد غصبها ابوها عبدالله على ملعقة شوربة وهي تشربها وما تآخذ دقائق الا وتفضى معدتها ... مو من الهضم ولكن من شي ثاني ...
جلست لمياء و أربع عيون كانت تراقبها ... جدتها وأسامة اخوها اللي كانوا جالسين عند التلفزيون وتوهم مخلصين متعشين وعلى كلامهم قاعدين يتسامرون ... بينما في الحقيقة سام مستغلس على جدته ورافع ضغطها بتعليقاته اللي تقهرها ... من شوفي إليسا بتزوجها ... إلى بخلي زوجتي تصير فنانة ؟؟؟ وعند هالحد أم عبدالرحمن تنرفز وتصدق وتثور أعصابها ...!!
انتبهت ام عبدالرحمن لوجه لمياء وعرفت وش صار ووش كان رد عذا عليها لكنها ابتسمت تهون على بنت ولدها :: وش صار يالمياء ؟؟ فتحت لكم الباب ؟؟
هزت راسها تنفي :: لا يمه .. مثل العادة قافلته وتقول لا أحد يجي عند الباب لأني ماراح أفتح ...
تنهد أسامة بضيق :: أختك مو طبيعية ؟؟ لها أسبوع من سافر زياد وهي على نفس الوضع ... انا احس فيها شي .. وهالشي مو عاجبني أبد ..
تبادلت لمياء النظرات مع جدتها والتزموا الثنتين الصمت ..
ام عبدالرحمن :: انتي اللي رحتي لها فوق ؟؟
لمياء :: لا أرسلت لها أمينة ؟؟
عصبت ام عبدالرحمن : وليه مارحتي أنتي ؟؟
تنرفزت لمياء :: يمه انتي سامعتها اليوم العصر وش قالت لي .. وبعدين خفت اطلع لها انا وانرفز منها واعصب و عقب هي تنهار وانتي عارفة انها مو ناقصة مغثة ...
تنهدت ام عبدالرحمن :: لاحول ولاقوة الا بالله ... مادري وش هاللي صاب البنية ؟؟
عصبت لمياء هالمرة من جدتها :: وش اللي صابها يمه ؟؟؟ معقولة كل اللي صار لها وبعد تسألين وش صابها ... زين منها انها عايشة للحين ومستقرة جسديا ومو منومة في المستشفى مغمى عليها والا صاير لها شي ... ترى كل اللي تشوفينه نعمة وبركة من رب العالمين ..
هزت ام عبدالرحمن راسها والدمعة لمعت في محجر عينها اللي ياما ذاق من هوايل الدنيا وصبر وتحمل لكنه عند عياله وعيالهم لا ...! القلب مايقوى يتحمل ولايطيق يشوفهم بهالوضع المكسور في حياتهم أبد ... وتراها مقيولة ما أعز من الولد الا ولد الولد ... وهذي مو أي حفيدة ...؟؟ هذي عذا ... الحفيدة اللي تفضلها على الجميع ... يمكن لأنها حنونة وطيبة وشيطانها رافع راية الإستسلام ...
ماقدر أسامة يسكت وهو يحس بشي شديد حاصل لأخته اللي ماتتحمل حتى نسمة الهواء الباردة :: لمياء أختك فيها شي ومخبين علي ؟؟
تنفست لمياء بعمق وهي تحاول تمسك اعصابها المنفعلة ... لفت بعينها لجدتها وشافتها منزلة راسها وتحرك أصابعها والظاهر انها تستغفر ... لكن بشطارتها قدرت تلمح الدمعة اللي شافها أسامة في عين جدته وهي الظاهر اللي اشعلت فتيل الخوف في صدره ...
لفت لمياء لأخوها وشافته فاتح عيونه بقلق على الآخر وينتظر منها الجواب الشافي اللي يغسل همه اللي انولد في صدره من شاف وضع عذا اللي مايطمن ...
فكرت قبل لاتتهور وتقول لسام اي شي .. وتذكرت ان أمها وابوها بكرة أو بعده بالكثير وصولهم إن شاء الله ... يعني لاضير أبدا من أن سام يعرف بالسالفة .. وخصوصا انه خلاص كل شي صار مكشوف وهو شك ان السالفة فيها إنّ ...
انفلتت اعصاب أسامة من الإنتظار :: لمياء لاتطالعني بهالصورة .. تكلمي والا خليتك تتكلمين بطريقتي ؟؟
انتبهت لمياء من تفكيرها ورجعت نظرها لجدتها وشافتها تطالعها بنظرة مبهمة مافيها لاتأييد ولا معارضة ... وبعدها التفتت لأسامة :: زياد ولد خالي ماسافر لشغل ... ولا لمهمة عمل مثل ماقال ..
عقد سام حواجبه :: أجل وين راح ؟؟
سكتت لمياء ونزلت نظرها لأظافرها وهي ماتدري وشلون تقول له ؟؟ تعرف أسامة وحرارة اعصابه وانفعالاته .. تخاف يسوي شي أو حتى يتهور ويتصل على امها ويخوفها ...
صرخ بقوة :: زياد فيه شي ؟؟ متعور والا حاصل له شي ؟؟
هزت راسها تنفي بسرعة :: لالا .. زياد مافيه الا العافية ... لكنه ...... لكنه تزوج على أختك ...
سكت أسامة بعد هالكلمة والكل أصلا سكت وماتكلم ...
قلب أسامة نظراته بين جدته وأخته وكأنه يكذب الكلام اللي سمعه ...
إذا زياد تزوج على عذا معناتها الدنيا مافيها خير ؟؟؟
بلع ريقه بصعوبة بالغة :: ومن أسبوع هالكلام صاير وانا مادري ؟؟
تنهدت لمياء بأسف :: سام ماكان قصدي أخبي عليك .. لكن خفت انك تروح تقول لأمي وأمي تقعد تحاتي عذا وهي بعيدة عنها ... وانت عارف امي مو ناقصة شي يرفع ضغطها ...
صرخ سام :: لكن انا لازم ادري عن هالشي ... على الأقل كسرت راسه قبل لايفكر بهالفكرة .. علمته ان بنتنا مو لعبة في يده و يرميها وهي تعبانة بهالشكل علشان حضرته يروح مع عروسه ؟؟
لمياء :: طيب هد نفسك ولاتنفعل ..
زفر سام بحرارة وقهر :: وشلون تبيني اهدأ وانا حاس ان عذا فيها شي وعلى بالي ان الحمل متعبها .. مادريت انه هالسافل هو وراء الموضوع ..
تكلمت ام عبدالرحمن تهدي الوضع :: اللي صار من حقه يا ابوي
صرخ أسامة يقاطعها :: لا يمه مو من حقه .. مو من حقه يرميها وهو اللي ماترك شي في سبيل ان ابوي يوافق على زواجهم ...
قاطعته لمياء بحزم :: سام لاترفع صوتك ترى هذي جدتي ...
تنفس بعمق مقهور:: آسف يمه ما قصدت .. لكن والله ان قلبي شاب ضو عليها .. يعني أحس بروحي مغفل ... اختي تصيح ومنهارة وحالتها لله وانا مادري وش فيها ..
ابتسمت ام عبدالرحمن تهون عليه :: ماعليه يا أسامة .. واختك مابيكون فيها الا كل خير ...
التفت سام للمياء :: ومن هي مقرودة النصيب اللي تزوجت واحد خوّان مثل هذا ..
قاطعته جدته :: اسامة لاتقول عنه كذا ترى مهما كان هذا نسيبك وولد خالك ..
سكت أسامة وما رد .. وحست لمياء انه متفشل من جدته فعلى طول جاوبت وكأنها بتغير الموضوع :: بنت عمه ...
رفع أسامة عينه باستغراب :: من هي ؟؟
هزت لمياء راسها تأكد :: بـــــنــــت عــمــه ..
ضرب أسامة قبضة يده اليمين في راحته اليسار وهو منقهر والقهر واضح في عيونه ... تذكر حياة عذا مع زياد قبل الزواج وشلون كانوا احسن اثنين مع بعض ...
تذكر تفكيره في هالإثنين وعزيمته على إنه يوم يتزوج بيدلع زوجته تماما مثل مايحس بزياد يسوي لعذا ...
كانوا هالإثنين عاجبينه بعنف ... يحسهم مناسبين لبعض وفوق هذا يحبون بعض ..
يعني متفاهمين و أيما تفاهم ...
لكن فجأة الموازين تنقلب وهالقدوة يصيرون بهالصورة ؟؟
والطرف اللي كان حبه أقوى في نظره يكون هو الخاين ؟؟؟
وقف على حيله من دون تفكير وطالع لمياء :: بكره لازم نروح الطبيب يكشف عليها ويطمنا احنا بعد ... هذا مو وضع ولاينسكت عليه أبدا ..
ناظرته لمياء بتوسل :: أسامة امي لاتدري عن شي الا لما توصل ..
هز أسامة راسه وهو اصلا مو في وعيه .. يحس بنفسه مكتوم ومو قادر يتنفس ... ماعنده الجرأة انه يواجه عذا ويقابلها بعد اللي صار .. يحس بنفسه بيصيح ويآخذها في حضنه ويحلف انها تحرم على زياد ومايرجع لها ... إلا عذا ... ماتقوى على هالأمور ولاتتحملها بروحها ... ولازم يكون معها مهما كان ولو أي شي بغته هو بيوافق عليه .. لو طلبت الطلاق من زياد فيحلم الأخير انه يرجعها ... لو يكون آخر رجال في العالم ما بيسلم له أخته مهما كان .. يكفي جرحها هالجرح العميق ...
عطاهم ظهره :: انا طالع .. وبكره يالمياء بنوصلها للمستشفى ... من الصبح ..
ومشى تارك لهم الغرفة ،،، بعد هالخبر اللي سمعه يحس انه محتاج يختلي بنفسه .. ويشوف وش ممكن تكون أوضاع اخته .. ووش بيسوي هو لما يرجع زياد من السفر وكيف بيقابله ...؟
تنهدت لمياء لما حست ان سام زعلان منهم لأنهم ماقالوا له عن الخبر وقتها .. لكن هي معها حق وتعرف لسام اكثر منه وفاهمته قبل لاهو يفهم نفسه ... وهو أنه مستحيل بيسكت عن شي مثل هذا وبيبلغ امها على طول .. وهالشي هو اللي مابغته لمياء ولا جدتها .. لأنهم عارفين امهم .. وممكن ردة فعلها تكون مشابهة لعذا .. على أساس انهم من نفس الطينة والتركيبة ؟؟؟
انتبهت من سرحانها وجوالها يدق .. قامت بترد عليه وابتسمت لجدتها يوم قالت :: اكيد انه ابو مهند .. الله يصلحه ليته يخليك معي شوي ..
لمياء :: معليش يمه الوقت تأخر الحين وأكيد هو بينام وهذا زود على ان مهند نام بعد ..
رفعت جوالها من على الطاولة وتوها بترد لكن شي خلاها تشوف الرقم قبل ..
و تفاجأت ..
عــذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!
على طول رفعت التليفون ودقات قلبها يسمعها اللي في آخر الحارة ...
..................:: وش فيك حبيبتي ؟؟
كانت عذا تلهث وصوتها تعبان حده .. وماتقدر تجمع حرفين فوق بعض .. أول شي تعبانة وثاني شي مو مآكلة أي شي من الصبح .. يعني ضعيفة وصوتها أضعف ...
لكنها بعد جهد قدرت تحرك شفايفها المبيضة من التعب :: لمياء مـ ـ ـ ما أقــ ـ ـ در ..
وصرخت عذا بألم ..
رمت لمياء الجوال من يدها وراحت تركض بتلحق على سام قبل لايطلع وتروح تشوف وش في أختها ... قابلت أمينة وهي طالعة بتروح تنام وصرخت عليها ودموعها في عينها :: أمينة الحقي أسامة قولي له لايروح ويطلع فوق لأن عذا تعبانة ..
وراحت لمياء تركض مع الدرج اما أمينة فكانت خايفة من هيجان لمياء وما استوعبت الا في الأخير ... وطلعت تركض للساحة على امل انها تحصل أسامة ..
سمعت ام عبداالرحمن كلام لمياء وبدت تسمي على الثنتين وقامت تتوكأ على عصاها على أمل انها تلحق لمياء اللي طارت صاروخ مع الدرج ..
وصلت لمياء في سرعة قياسية لغرفة عذا ... شافت الباب متسكر نصفه والغرفة ظلام ..راحت تركض لها وسمعت صوت أنين يخوف وتنهيدات تعب ..
حطت يدها على فمها خايفة تدخل لأنها ماتدري وش بيواجهها ..
تسلحت باسم الله والتوكل وفتحت الباب بشوي شوي .. لكنه في المنتتصف وقف .. وكأن فيه شي راده لايكمل الفتح ..
تنفست لمياء بعمق ودخلت نصف راسها .. تبي تتطمن ..
مدت يدها وفتحت الأنوار الخفيفة وشهقت لما شافت اللي وراء الباب وراده لاينفتح ..
وصرخت :: عـــــــــــــذا ؟؟
كانت الأخيرة متمددة وظهرها مسنود على الجدار وفي وضع رهيب ومخيف ...
خافت لمياء من اللي شافته ؟؟ اختها توها في الأسبوع الأول من شهرها السادس ..؟؟ يعني مو وقت ولادة أبدا ..؟؟
دخلت لمياء بصعوبة مع فتحت الباب الصغيرة ...
وعلى طول جلست جنب أختها المغمضة عيونها ..
راحت تمسح على شعرها وضربتها بخفيف على وجهها ودموعها تسبقها :: عذا تسمعيني ؟؟ عذا ردي علي ؟؟
فتحت عذا عيونها وهي بالموت تقدر تآخذ نفسها :: لميـ ـ ـ بمـ ــ و ...... ت
ومسكت يد اختها وراحت تضغط عليها بقوة وانطلقت من فمها صرخة عنيفة ...
تزامنت مع وصول أسامة للدور الثاني ومعه جده وجدته ... راح أسامة و جده يركضون للغرفة ..
وأول ما وصل لها حاول يفتح الباب ويدخل لكن لمياء صرخت عليه :: لا انتظر أسامة شوي ...
ووقفت وطلت براسها عليهم .. :: انتظروا هنا .. بحاول أغير ملابسها وعلشان تساعدني سام نوديها للمستشفى ..
هز أسامة راسه وانتبهت لمياء لوجود أمينة معهم واقفة :: أمينة تعالي ساعديني ..
هزت أمينة راسها بخوف وراحت مع لمياء واختفوا الثنتين داخل الغرفة ...
الحمدلله اللي لحقت لمياء على سام في الوقت المناسب ومنعته يدخل ...
ماكان له لزوم يشوفها على هالوضع أبدا ... وعذا نفسها ماكانت بتسمح لهم لو كانت في وعيها ..؟؟
دقائق وفتحت لمياء الباب وهي دموعها على خدها ... اختها في خطر وهي عارفة هالشي ومجربته ..
تلاقت عيونها مع عيون اخوها الخايفة والمترقبة وفتحت الباب أكثر :: يالله سام علشان نلحق عليها ..
ثانية ونقز أسامة حتى قبل لاتكمل لمياء جملتها الأخيرة ... ودخل وراء أخته وطلعو الثنين و هم ماسكين عذا بين يديهم .. والأخيرة تصيح ومنهارة والآلام و المغوص بتذبحها ..
طلعت وراهم أمينة ومعها ملابس عذا .. التفتت لها الجدة :: أمينة جيبي عبايتك وروحي معهم ساعديهم ..
التفتت لمياء :: لا ياجدة مالها لزوم خليها عندك وانتبهوا لمهند .. وانا بتصل على فهد وابلغه اننا في المستشفى ..
صاحت ام عبدالرحمن هالمرة غصب عنها :: انتبهوا لها يا لمياء واتصلوا علي وطمنوني ترى بنتظركم .. وغاصت في نوبة بكاء ..
والثلاثة طلعوا تشيعهم نظرات الجد والجدة ومعهم امينة الخدامة ...
لكن ابو عبدالرحمن .. الشايب قوي الإيمان .. من طلعت عليهم أمينة وهي منهارة وخايفة التجأ لربه يثبت قلب حفيدته.. ويرزقها اللي فيه خير لها وصلاح في الدينا والآخرة .. والحين بعد ماشافها مكسورة وتتألم .. دعى لها بالشفاء والأجر من وراء هالمصايب اللي جتها ... لكنه في نفس الوقت ما قدر ما يتحسب ربه على اللي كان السبب في تعاستها وغياب ضحكتها اللي يحس فيها ببراءة الطفولة اللي تعجبه والخالية من حقد البالغين وتخلفهم ...
---------------------------------------------------------------------------
في ساعة متأخرة من الليل ... فزع من نومه وهو يحس بالعرق يتصبب من جبينه .. وأنفاسه تلهث وكأنه في سباق الماراثون ؟؟؟ ويحس بدقات قلبه تنخر طبلة أذنه وكأنهم في مكان واحد ... تلفت حوله وهو يتعوذ من الشيطان الرجيم ... كانت الغرفة ظلام دامس ومافيه بصيص نور أبدا غير من تحت الباب ... غمض عيونه بعد ما نهض بنفسه وجلس على السرير بإرهاق ...
مسد جبهته بأطراف أصابعه وهو يحس بصداع خفيف وتصلب في أطرافه ...
قلبه معوره ويحس انهم فيهم شي ... هالكابوسين اللي توالوا عليه من يومين لايمكن يكونون كذا وبس .. أكيد لهم أسباب ... يعني اهله فيهم شي ..
التفت على يساره وحصلها نايمة وما حست فيه ... ابتسم لها من قلبه وبهدوء أنسل من تحت الفراش وراح طالع من الغرفة ...
وفي صالة الجناح .. لقى سارة متمددة على الكنبه ومعها عبدالله ... ويطالعون فلم ..
ابتسم لهم وهو يشوف معهم ببسي وشكله بارد ... اشتهاه في هاللحظة لأنه تقريبا يحس بريقه ناشف وعطشه ماله مثيل ...
تقدم منهم وصب له من العلبة شوي في الكأس وجلس جنب سارة ...
ابتسمت له الأخيرة وهي تتعدل في جلستها :: وش عنده ابو الشباب صاحي ؟؟
التفت لها ابوها :: ماجاه النوم وقال يطلع يتونس معكم ... (( والتفت لعبدالله )) الا وينها الريم ؟؟
ابتسم له عبدالله :: دخلت تنام ...
ابو عبدالله :: وانتم وش اللي مسهركم ؟؟
ابتسمت سارة بعبط :: خفنا لاتقوم مثل هالقومة وانت مافيك النوم وبعدين تقعد بروحك . علشان كذا قلنا نسهر وننتظرك ..
رفع ابوها حاجبه في وجهها وهو وده يضحك لكن مقاوم ...
وعبدالله ضحك و رد :: شفنا هالفلم وعجبنا وماعاد قدرنا نتحرك من قدامه ..
ابتسم لهم :: زين والله ..
سكتوا كلهم وأولهم سارة ورجعوا يتابعون الفلم ... وابو عبدالله مرة عينه تروح لسارة المتحمسة بقوة ومرة يرجعها لحضنه ويلعب في يديه ... متوتر وقلق ووده لو رحلته تتقدم الحين ويطيرون للرياض ...
تنهد بألم وهو خايف من قلبه على اللي في الرياض .. امه وابوه وبناته وولده واخوه وعياله ... هذولا هم اللي يقربون له بقوة . واللي ممكن يتأثر ابوه لو حصل لهم شي وهذا اللي خلاه يجي له هو في الحلم بوجهه القلق ...
انتبه عبدالله لتنهيدة ابوه والتفت له ... ابوه من طلع عليهم وابتسامته واضح فيها القلق :: يبه عسى ماشر على هالتنهيدات ؟؟
ابتسم ابو عبدالله وهو ينتبه لولده والتفتت عليهم سارة بعد :: ماشر يابوي .. لكني حالم حلم وخايف منه .. الله يستر ...
عقد عبدالله حواجبه :: خير إن شاء الله .. بس عاد مو حلم بيسوي فيك كذا ؟؟
ابوعبدالله بنبرة قلق :: يومين وهو يجيني ... وأحس ان اهل الرياض فيهم شي .. ودي اتصل عليهم واتطمن ..؟؟
سارة :: ومن وين بتدق ؟؟ طلعت جوال إماراتي ؟؟
هز ابو عبدلله راسه :: لا .. وحتى جوالي السعودي مو معمم .. والألماني مايشتغل في دبي .. يعني الظاهر بنزل اكلمهم من كبينة أو بطلب خط من الفندق ؟؟
ابتسم عبدالله يطمن ابوه :: ماعليهم إن شاء الله الا كل خير .. وبعدين وش تدق عليهم هالوقت ؟؟.... الساعة عندهم ثلاث الحين ... و بتخوفهم تراك
عقبت سارة تبتسم :: وبعدين كلها ان شاء الله خمس ساعات واحنا طالعين لهم ؟؟ يعني طمن نفسك يبه .. ولا تحرق مفاجأتنا ..!
هز ابو عبدالله راسه والشكوك لازالت تعلب في راسه وتقلقه ...
بعد دقائق لفت سارة لأبوها ووبنبرة تفكير :: تدري يبه ؟؟ قم نتصل عليهم بس
رفع ابو عبدالله حاجبه :: ليش إن شاء الله ؟؟
تنهدت سارة :: اخاف عيالي هم اللي فيهم شي ؟؟ وساعتها يبه ترى اسمحي لي والله لأطربق الدنيا على راس ولد اخوك ورجل بنتك ؟؟ انا موصيتهم ومحرصتهم ينتبهون لهم ..
ضحك عبدالله :: اسكتي مالقيتي الا خالد يهملهم .. المسكين اظنه فارش فراشه على مدخل سطحنا ..
لعبت سارة بحواجبها :: لازم يسوي كذا ... تراني كل يوم أرسل لهم إيميلات للميس وبنات اخوها أوصيهم واحيانا خويلد ...
التفت ابوها وهو رافع حاجبه بغضب مزعوم وبنبرة استفهام:: وش اسمه ؟؟ وش ترسلين له ؟؟
عضت سارة على شفايفها :: آسفة اسمه خالد .. بس والله يبه اني ماراسلته الا يوم قالت لي لمياء ان شبيهة لولو ماتوا عيالها .. خذت ايميله وراسلته علشان يقول لي التفاصيل ... وعقبها ما أرسل له إلا رسائل تهديد بس ..
سكت ابو عبدالله لكن عبدالله انفجر يضحك من اخته ومن هوسها بالحيوانات ... :: ياقرادة حظك ياولد عمي ...
رفعت سارة حاجبها :: مسكين يحصل له يرعى شؤوني الخاصة ..
عبدالله يضحك :: بالله عليك وش تقولين له ؟؟
تنهدت سارة بعظمة :: والله ماكنت اقوله شي ..بس انبهه لو ان عيالي صار لهم شي فأني بقاطع عائلة عمي عبدالرحمن مثل مـا العالم تقاطع الدنمرك .... وبقتص منه ومايرضيني فيهم غير رقبته ... بس .!!
ماقدر ابو عبدالله مايضحك ،، وفجأة الثلاثة كلهم غاصوا في نوبة ضحك ... مو على شي .. بس تعرفونها حالة الهستيريا ونزول غاز الأوزون اللي يخلي العالم تضحك بجنون من دون سبب واضح ...
انتبهوا بعدها لأمهم الواقفة على الباب وتطالعهم باستغراب وعلى وجهها ابتسامة خفيفة من شدة ضحكهم ...
تقدمت لهم وهي لافة الشال على كتوفها ... بحكم ان البرد كان خفيف شوي هذاك الوقت .. :: خير وش عندكم تضحكون ؟؟
سارة :: ولا شي يمه .. بس ابوي حالم واحنا نضحك ؟؟
عقدت ام عبدالله حواجبها وهي تجلس جنب ولدها :: وش تقولين ؟؟
ضرب ابو عبدالله بنته على راسها بخفيف والتفت للجوهرة :: سلامتك .. نضحك على ولا شي ..
تنهدت وهي تطالعه :: وانت وش عندك صاحي ما نمت ؟؟
هز كتوفه :: مادري فزيت من النوم ولاعاد قدرت ارجع ..
طالعته سارة بنظرة مستغربة :: معقولة تخبي على زوجة المستقبل ؟؟؟
ضحك ابوها عليها :: توها تصير زوجة المستقبل ؟؟
عقدت ام عبدالله حواجبها :: وش فيكم ؟؟
التفت لها عبدالله :: سلامتك يالغالية .. بس ابوي حالم حلم وأفزعه وطلع لنا وهو قلق ..بس هذي هي السالفة ؟؟
التفتت ام عبدالله لمحمد :: وش حلمت فيه ؟؟؟
حك ابوعبدالله حاجبه بقلق :: أبوي زارني في الحلم مرتين .. وأشوفه مكتأب ومهموم وما كأنه فرحان برجعتي ؟؟؟
حطت ام عبدالله يدها على قلبها :: بناتي فيهم شي ...
قالت سارة بتملل :: يمه الله يخليك خلي عنا تخيلاتك .. والا وش جاب جدي لبناتك ؟؟ طيب ياختي قولي يمكن جدي هو اللي فيه ؟؟
طالعها ابوها بغضب :: فال الله ولافالك ..!!
هزت ام عبدالله راسها بنفي :: لا بناتي هم اللي فيهم شي ,, أنا حاسة من قبل انه صاير لهم شي ..... ياربي احفظهم ..
حاول عبدالله يطمن امه :: ماعليهم شر انا امس مكلم لمياء وصحتهم ماعليها كلام ..
مسكت ام عبدالله يد ولدها :: احلف ان مافيهم شي ..
ضحكت سارة :: يمه وش صار لك ؟؟ الحين من اللي حالم انتي والا ابوي ؟؟
تنهدت ام عبدالله :: انا حاسني قلبي ومعورني .. وابوك حالم ؟؟؟ يعني الأكيد ان فيهم شي ..
التفتت لمحمد :: وانت مالقيت لنا رحلة من ألمانيا للرياض على طول ؟؟
ابتسم ابو عبدالله يطمنها :: الحين حنا وصلنا دبي وخلاص .. وبكرة إن شاء الله و احنا في الرياض .. وماعاد ينفع الصوت لافات الفوت ؟؟
سكتت أم عبدالله ورجعت تشد الشال على كتوفها وهي تحس برعشة القلق والتوتر تهز عظامها ... كان بإمكانها تضغط عليهم لحد مايتصلون لها على البنات ؟؟ لكن هي ماتبي ؟؟ تخاف يوصلها خبر شين وماتتحمل وهي بعيدة عنهم ؟؟ فخلها على عماها لحد ماتوصل للرياض وتشوف وش سالفتهم ؟؟ ويارب لطفك ورحمتك يارب ...
----------------------------------------------------------------------------
وقت الصباح كانت الغيوم مغطية السماء بشكل رائع وحاجبة قرص الشمس بشكل خفيف ومتقطع ... وطبعا سحر تموت ولاتشوف مثل هالمناظر ولا تشتغل عندها رغبة التصوير ... بشكل جنوني طلبت من زياد أنهم يروحون البحر ... والأخير استغرب طلبها على هالصبح ؟؟ يعني بحر والصبح ؟؟؟ مو معقولة ؟؟
لكن هي ضغطت عليه .. كانت شوي وبتصيح بس علشان يوديها .. وهو المسكين ما هانت عليه يشوفها تتوسله بهالشكل ويرفض .. مو هو زياد الرحوم ...؟؟
تنهد وغير لبسه وطلع معها على الشاطئ ... كانت الأجواء مثل ماقلت غائمة وممتعة ومافيه شمس تحرق ... والناس كانوا قلة هذاك الوقت على البحر ..
نزل هو واياها وشاف له كرسي مقابل للبحر التفت لها وحصلها تحوس في أغراضها اللي في يدها و في شنطتها وترتب كاميرتها ...
تنفس بعمق وعدم اهتمام .. :: انا بجلس هناك لحد ماتخلصين .. زين ؟؟
رفعت عينها له مبتسمة وهزت راسها ثم رجعت تضبط امورها بحماس أشد ...
تنهد وهو يرفع الكاب ويلبسه :: لاتروحين بعيد ؟؟؟
رفعت عينها له متفاجأة من كلمته ؟؟؟ وش اللي لاتروحين بعيد ؟؟ طفلة أنا يخاف علي لاأضيع ؟؟؟ حتى مشاري ماعمره قال لي هالكلمة ؟؟ عموما سكتت ما ردت عليه ... اولا لأن مالها نفس تراده وثانيا لأنه هو أصلا ما طالعها ولا رمى بنظره عليها و كل اللي سواه انه راح للكرسي وجلس عليه ... وبس ..
حطت شنطتها على جنبها الأيسر بعد ماعلقتها في رقبتها ورفعت عبايتها شوي وبعد عكفت أطراف الجنز اللي كان عليها وراحت قريب للبحر ... تبي تلتقط صور قريبة من الشاطئ ومن المناظر اللي تشوفها غاية في الإبداع عن قرب ...
كانت تتحرك وعلى بالها إن زياد يراقبها لاتروح بعيد .. لكنها تفاجأت أول مالفت بعينها له وشافته عاقد يديه على صدره ويطالع البحر ... وحتى التفاته لها مافيه ؟؟؟
ابتسمت بقهر وغيض ... حب وكره ... قلق وفرح ... وكل التناقضات اجتمعت في ابتسامتها اللي انرسمت بمجرد ماشافت وضع زياد ...
ومن دون أي اعتبار سلطت عدسة الكاميرا عليه ... والتقطت له صورة ..
علشان لو حصل في يوم وحبها وتعلق فيها ... بتوريه هالصورة وتقول له شف كيف كان الحزن في عيونك واحنا كنا في شهر العسل ... ولاحظ انه كان شهر عسل ...!!
تنهدت وهي تحاول تغلب دمعتها ورجعت لتصويرها ...
أما هو فـ مايحتاج أقولكم وش يشغل باله وتفكيره ... أمس الصباح وصل للبحرين .. وباقي عليه مايقارب الأربعة أيام قبل العيد علشان يرجعون الرياض ...
وهو مايدري وشلون يقدر يصبر أربعة أيام زود وهو مايدري عن أحوالها ولا وش صار لها ؟؟؟ يتصل على لمياء ماترد عليه ... أسامة يعطيه مقفل والظاهر انه مغير جواله القديم ؟؟؟ والغالية جوالها مقفول من يوم زواجه وهي مافتحته ؟؟؟ معقولة صار لها شي عقب ماطلعت هذاك اليوم ؟؟؟ لكن ندى ماقالت لي شي وأنا اتصل عليها كل يوم و اقول لها تتطقس لي اخبارها ... لكنها في كل مكالمة تقول انها بخير وما تشكي باس ...
احتار ودار راسه من الأفكار والهواجيس ..؟؟ وش حاده يجلس كل هالفترة مشغول البال ؟؟ ليه ما يعتذر بأي عذر ويقطع هالسفرة المنحوسة ويرجع لهواه وروحه ...
حس بوجودها قريبة منه وملتصقة فيه ... وريحة عطرها خلته يتوقف عن التنفس ... مايبي خلاياه ورئتيه يتنفسون غير ريحة عطرها هي ... ما يبي يخونها ولا حتى بالريحة ...؟؟ يكفي أنها مادرت عن زواجه الا يومه ...
حس براسها قريب لكتفه .........فـ صرخ قلبه بـ لا ...؟؟ هالكتف ما ينحط عليه غير راسها هي ... ومايحمل الا دموعها هي ... وهالروح ما بتموت الا معها هي .. ولا وحده غيرها تآخذ مكانها في أي شي ... لا الحب ولا غيره ...
ابتعد شوي عنها وانتبهت سحر لحركته فـ ماحبت تعلق .. انجرح كبريائها وهي تحاول انها تتقرب منه أكثر ... حست بشي يحرق جفونها ووده ينزل لكن الحصون اللي هي بنتها تمنعها ...
حاولت تخلي الموضوع عادي وتبتسم :: زياد بآخذ رأيك في المناظر اللي صورتها ؟؟
التفت لها زياد وهو منحرج وعظامه ترتجف من داخله على الموقف اللي كان بيصير :: خلصتي تصوير ؟؟
هزت راسها وهي تقرب شوي من عنده :: تقريبا ..
قربت منه لحد ماصار وجهها هالمرة قريب من وجهه ... و تحس بحرارة تنفسه واضطراب ضربات قلبه ... وش سالفته ؟؟؟
فتحت شاشة العرض الخلفية وبدت تتنقى له الصور اللي خذتهم من قبل ومن شوي ... يعني صورها كلها تقريبا ...
كان زياد يشوف وهو معجب في اختيار زوايها ... ولو كان الأمر بيده كان وظفها في وحده من الصحف كمصورة ؟؟؟
كان شبه منتبه لها ولكلامها ... وكان يحس بذرات الهواء تقتل صدره بسبب ريحة عطرها اللي تنقله له ... وقفت شوي عن العرض وابتعدت عنه .. وعقبها تنفس زياد الصعداء وخذ له نفس عميق ينعش رئتيه المكتومات ...
ابتسمت له سحر بخجل :: معليش هالصور مايصير تشوفهم ...
وكانت هالصور صور زياد اللي أجلت سحر عرضهم عليه للوقت المناسب ... وراحت تقلب وتدور على الصور العادية اللي تسمح له يشوفها ...
لكن قطع عليهم رنة جواله ... راح زياد يدور عليه في جيوبه وطلعه ومسكه في يده وراحت عيونه تناظر الشاشة باستغراب وقلق خلى سحر تخاف هي الثانية وتتوتر ؟؟
توها بتسأله لكنه قام من عندها وهو يهرول .. وابتعد عن المكان لحد ماصار في منطقة لايمكن لسحر انها تسمعه او تميز من هو قاعد يكلم ؟؟
نزلت يديها بيأس في حضنها ... والدمعة المحصنة صار وقتها تنزل ... وبالفعل ما توانت سحر من انها تنزلها وتسمح لأخواتها يلحقونها ... وانهمرت شلالات دموع على خدودها ..
عند زياد كان متوتر والرجفة صعدت لصوته ...
اقلقه ان عمه محمد هو اللي متصل عليه .. لا ومن جواله في السعودية ؟؟؟
يعني رجعوا .. والأكيد انهم عرفوا باللي صار ؟؟
وهذا عمه متصل عليه أكيد يعاتبه ؟؟
غمض عيونه وهو يرد على آخر رنة اصدرها جوالها ...
...:: هلا ومرحبا بهالصوت الطيب ...
ابتسم ابو عبدالله :: هلا والله ابو سلطان .. كيف حالك وكيف أصبحت ؟؟
زياد وهو لايزال متوتر :: بخير يامال العافية ... ما أسأل الا عنك يا عمي .. بشرني عساكم رجعتوا ؟؟
ضحك ابو عبدالله :: ماتشوف الرقم ؟؟
انفعلت اعصاب زياد واهتزت كل حواسه من القلق :: الا والله شفته بس اني خفت انه مقلب منكم ... لكن يوم انكم صرتوا واصلين صدق فالحمدلله على السلامة .. أنورت الرياض والله ...
ابو عبدالله :: الله يسلمك يالغالي .. وشلونكم انتم وكيفها عذا عساها بخير ؟؟
تلعثم زياد وضاعت الحروف من على لسانه :: سم ..؟؟
استغرب ابو عبدالله :: أقول وش اخبارها عذا ؟؟ عساها بخير ؟؟
بلع زياد ريقه :: بخير الله يسلمك ومافينا الا العافية .. أنتم اللي عسى كل شي عندكم تمام وعمتي وش علومها وسارة والكل ؟؟
ابو عبدالله :: حنا بخير وصحة وعمتك ماتشكي باس ... ورجعنا حنا وعبدالله مع بعض .. وهذا حنا في المطار تونا واصلين ؟؟
زياد :: زين والله .. الحمدلله على سلامتكم ..
ابوعبدالله :: زين ما اطول عليك بس حبيت ابشرك .. وابلغك بوصولنا واتطمن عليكم .. وخلنا نشوفك الليلة في بيت ابوي وجب عذا معك ولكن لاتقول لها خلها مفاجأة ..
تلعثم زياد وحس انهم مايدرون عن شي ؟؟؟ معقولة مابلغوهم ؟؟ معقولة عمته للحين ماوصلها الخبر ؟؟ والا وش اللي جب عذا معك ونتقابل في بيت أبوي؟؟
حس انه لازم يتكلم :: يا عمي انا مو في الرياض الحين يعني ان شاء الله الليلة او بكره بكون موجود ..
عقد ابو عبدالله حواجبه :: وعذا معاك ؟؟
هز زياد راسه وهو وده يصرخ من الألم والعذاب :: لا مو معي .. عذا في الرياض تركتها في بيت عمي عبدالله لحد ماارجع ..
ابتسم ابو عبدالله :: زين أجل نشوفك على خير ... ومكتوب اننا نشوف عذا قبلك ونفاجأها من دونك ..
ابتسم زياد ووده يصيح :: زين سلم لي على الجميع ونشوفك قريب إن شاء الله ..
رد السلام عليه ابو عبدالله وسكر منه الخط ..
أما زياد فوقف جامد في مكانه ومتفاجأ والمهمة زادت صعوبة عليه اكثر من قبل ؟؟
كان وده انهم عارفين من قبل لايجي هو علشان يرتاح من المواجهة ؟؟ لكن الحين هم ماعرفوا بشي ... يعني لازم يكون موجود علشان يوضح اي سوء فهم ممكن يجي في بال عمته وزوجها ؟؟ إلا هالعائلة مايقدر يطيح من عينهم أو يأذيهم بشي ..؟؟ هالعائلة هم عائلته وتعني له الكثير ..
التفت والتجهم واضح على ملامحه والقلق باين في نظرة عيونه ..
كانت أصابعه تتحرك بربكة وقلق واضحين ... وترميشة عيونه تبين ان فيه شي يشغل باله ... وتقدم لسحر لحد ماصار واضح بالنسبة لها وملامحه تقدر تكشف مكنون صدره...
عقدت سحر حواجبها وراحت له بخوف هي الثانية وتواجهت معه في نص الطريق ؟؟؟ خافت لايكون صاير لأحد شي .. وهو مايبي يقول لها ؟؟
قالت له بخوف ويدها على فمها :: زياد وش فيك ؟؟ أحد صاير له شي هناك ؟؟
رفع عينه لها وهو في وسط تفكيره وراح يتأمل ملامحها بشرود ..
صرخت سحر :: زياد وش فيك ؟؟؟ وش صاير لأهلي؟؟
انتبه زياد لنفسه :: لالا مافيهم الا العافية ... بس
قاطعته :: بس وشو ؟؟
تنهد زياد وحط عينه في عينها بقوة :: احنا لازم نرجع السعودية ؟؟
عقدت حواجبها :: ليه ؟؟
زياد :: لأني لازم أرجع وارتب أموري هناك ؟؟ والا كل شي بيضيع من يدي ؟؟
حاولت سحر تبتسم :: مشاري في مكانك بالشركة
قاطعها بغضب مكتوم :: أنا مو قصدي الفلوس جعلها للنار؟؟ انا قصدي أموري العائلية .. لازم أرجع واشوف وش يصير ؟؟ ما أقدر اجلس هنا والعالم هناك مخبوصة ؟؟
حست سحر في نبرة صوته الإصرار وفي نفس الوقت خنجر يطعن صدرها وهي تعرف وش اموره العائلية اللي يبي يحلها ؟؟ وحتى لو هي رفضت ما بيطاوعها وبيروح يحجز ويرجعون من دون لاتوافق .. فرأت من الأفضل انها توافق ويعتبر معروف منها له ... وعموما كذا والا كذا السفرة خربانة من البداية ؟؟ وشهر العسل كان كئيب من اول يوم فيه ؟؟ والظاهر من يوم الزواج حتى ؟
ابتسمت له :: ولا يهمك .. لو تبينا نرجع الحين رجعنا ؟؟
ابتسم لها زياد بفرحة بانت في عيونه ؟؟ وكأنه مبشر بالجنة ...:: مشكور سحر .. الحين خلينا نروح نقدم الحجز ونفطر في أي مطعم وعقبها نروح نلف لنا كم محل علشان تتسوقين وتآخذين اللي يعجبك ؟؟
هزت راسها له وهي مبتسمة بقهر ومن وراء خاطرها ... ولو جيتوا للحقيقة .. فهي في هاللحظة ودها تفسخ شبشبها وتضرب زياد على راسه ؟؟ حست انه عديم الإحساس ومايفكر إلا بنفسه ؟؟؟ ويوم صار اللي يبيه هذا هو استانس والإبتسامة شقت حلقه ... ليتها داريه من زمان ؟؟ كان على الأقل بتقول له علشان يضحك لها هالضحكة ؟؟
-----------------------------------------------------------------------------
دخل أسامة وهو رافع يده وماسكها لأنها تألمه .. كون موضع الإبرة من البداية كان خطأ وبالزود انكسرت في وريده .. لكن الأطباء تداركوا الموقف وقدروا يطلعونها وما يصير لأسامة أي مضاعفات أو تسمم لاقدر الله .. و في الأخير الحمدلله اللي انتبهوا إلى أنها انكسرت وما تركوها تتجرثم ..
دخل الغرفة اللي قالت له الممرضة عنها وان عذا نايمة فيها ... دخلها بهدوء من دون ما يصدر صوت ... وانتبه لعذا المتمددة على السرير والمغذي ممدود ليدها والدم بعد مثبت في يدها اليسار ... كانت تنام بسلام ووداعة ... مرتاحة من التفكير والصياح والإنهيار ؟؟؟ ليته عرف من زمان ؟؟ على الأقل كان بيجيبها هنا ويخليهم يعطونها مخدر وترتاح ...!!
وقف يتأملها وهي في السرير ويحس بنفسه مقهور ووده لو يشوف زياد بس علشان يتهاوش معه ويستوضح منه ليه سوا سواته ؟؟
انتبهت لمياء لوجود سام اخوها في الغرفة .. وتذكرت انها تركته أمس مع الأطباء في الغرفة يسحبون منه دم لأنه تبرع لعذا اللي كانت في لحظة بتضيع من يديهم ..
قامت من كرسيها والدموع حرقت خدودها على اختها ..
انتبه أسامة للمياء وهي تمشي له وابتسم لها :: لايكون أزعجتك ؟؟
هزت راسها بالنفي ولفت بعيونها لعذا تشوف هي صاحية والا لاتزال نايمة ..
وعقبها رجعت بعيونها لسام :: انت كيفك الحين ؟؟ لايكون تعبت عقب ماسحبوا منك دم ؟؟
هز راسه :: الحمدلله .. دخت شوي وانخفض السكر معي .. لكن الحين كل شي تمام .. انتي قولي لي وش اخبارها عذا ؟؟ وش صار عليها عقبي ؟؟
تنهدت لمياء ومسحت جبهتها بيدها ..
خاف أسامة من موقفها :: لاتخبين علي لمياء وقولي لي وش صار ؟؟
رفعت عينها له :: مادري وش أقول لك أسامة .. لكن عذا طمني عليها الطبيب وقال انها ان شاء الله بتكون بخير والدم رجع لوضعه الطبيعي لكنه خايف من استمرارية النزيف ..
عقد أسامة حواجبه :: يعني وش يقصد ؟؟ وإذا استمر ؟؟
تنهدت لمياء والدمعة رجعت لعيونها مرة ثانية وصاحت :: بيسوون لها عملية إستئصال ...
التفت سام بنظرة نارية للمياء وركز عيونه في عيونها وشاف فيهم الصدق والخوف :: وشلون يعني ؟؟ عذا توها صغيرة على هالأمور ؟؟
حاولت لمياء تكف عن الصياح :: والأدهى يا سام ان الطبيب ماخلاني أشوف البيبي وأرسلوه للحضانة .. ويقول انه أصلا لايمكن يعيش ؟؟ فمن الأفضل انكم ماتشوفونه من البداية ؟؟
رفع أسامة حاجبه في غضب :: وش تخربطين انتي ؟؟ كيف مايسمح لنا نشوفه ؟؟ وبعدين افرضي انه عاش وما مات ؟؟
صاحت لمياء وماقدرت تمسك نفسها :: مادري سام لاتسألني عن شي ؟؟ انا كل خوفي الحين على عذا ؟؟ اخاف تصحى ويصير ولدها متوفي وتدري بوضعها الصحي ؟؟ أسامة تراها بتموت لو صار له شي ؟؟
خاف أسامة من كلام لمياء وحس انه قريب للحقيقة ... هو شافها أمس وشلون منهارة والتعب بغى يذبحها وكيف كانت تصرخ وشايله المستشفى بصراخها ؟؟؟ تذكر كلامها لهم وهي في وسط ألمها وتعبها لما مسكت يد لمياء وقالت :: لـ ـمـ ـياء قولي لأمي وابوي أني كنت انتظرهم .. لـ ـ لكن الموت كان أقرب ...
سكتتها لمياء بخوف : عذا لاتقولين هالكلام ترى اللي فيك أمر طبيعي ؟؟
كملت عذا وهي ترص على يد اختها وشفايفها متقطعة من كثر ماتعض عليهم :: معليش لمياء خليني أكـ أكمل .. قولي لزياد إني كنت بـ ـ ـسامحه بس مت قبل لاأشوفه ..
صرخ عليها أسامة وهو مقهور ومتوتر وخايف على أخته :: عذا اسكتي والا تراني بسوي حادث الحين ؟؟ تكفين لاتقولين هالحكي لأنه يوترني ؟؟
مسكت لمياء يد أختها وحاولت تهديها وتمسح على راسها وهي تسمي ..
انتبه أسامة من سرحانه لما قالت له لمياء :: أسامة خلك معي لحد ماتقوم ؟؟ ترى لو صار لها شي ما أقدر اتحمل بروحي ..
التفت لها سام والنار تستعر من عيونه :: مابيصير لها شي وتشوفين ؟؟ بتقوم بالسلامة وولدها بيعيش .. واتحدى زياد لو رجع وهي سامحته ...؟؟ أتحداه يا لمياء ..
ناظرته لمياء من دون ماترد ..
اما سام فطالعها وقال : : بروح للدكتور وغصب عنه يدخلني الحضانة أشوفه ..
هزت لمياء راسها .. :: طمني ... زين ؟؟
هز أسامة راسه وطلع من الغرفة بعد ما ألقى نظرة خاطفة على أخته الممدة على السرير البيض ..
اما لمياء فالتفتت ورجعت مكانها وعينها على عذا ..
أمس صرخت لحد ما انبح صوتها وتقطعت حبالها الصوتية ؟؟
كانت بتولد لكن الطبيب المناوب حاول يأجل الموضوع لأنها توها في شهرها السادس .. والمسكينة تعسرت امورها واحتاست لأن وضع البيبي كان متعسر .. وهي اللي ماكانت ناقصة هالشي ابدا ...
ست ساعات وهي في حرب ضروس مع الألم والعذاب النفسي ..
كل شي كان ضدها ..
التوقيت ..
الطبيب ...
حتى البيبي اللي كانت تموت فيه أصبح ضدها ...!!
صعب لما الظروف تكون كلها ضدك ...
ولما تحتاج اللي تحبهم يساعدونك ... تكتشف أنك أمثال ورقة الخريف ... من يحين وقت سقوطها كل اللي حولها يتخلون عنها ... ولا احد منهم يحاول يثبتها ؟؟؟
كانت تهذي بزياد طول فترة ألمها وطول ما لمياء كانت جنبها ...
كانت تناديه كلما اشتد عليها الألم او تنادي أمها ...
حست لمياء هذيك الساعات بالألم يسيطر عليها هي من شدة ما اختها تتوجع ومحد يقدر يساعدها بشي ... وهالزياد مو موجود يمسح على جبهتها ويهديها ...
وهذي هي الحمدلله بعد هالتعب كله والمعاناة ترقد بسلام على سريرها والمسكن مآخذ مفعوله والحين هي نايمة ؟؟
والكارثة لو صحت والبيبي ميت ؟؟؟ بتموت هي معه أكيد ؟؟
مستحيل تتخيل نفسها بدون اللي في بطنها ؟؟؟
وعقب هالألم تطلع بـ ولاشي ؟؟
وفوق خسارتها .. إحتمال تخسر أكثر ...
جلست جنبها ومسكتها مع يدها :: الله يطمن قلبك يا عذا ... ويثبتك ؟؟
---------------
جلسوا الاثنين متقابلين وعيونهم تطالع في بعض بألم ...
كل واحد يقول للثاني أنت قول لها ...
لمياء ساكتة ومتحلفة انها ماتقول شي لعذا ...
وأسامة نفس الشي ساكت وما يبي يقول ؟؟ يخاف ان عذا تآخذ منه موقف وتكرهه لأنه هو اللي نقل لها أتعس خبر ممكن يمر عليها في حياتها ...
تنهدوا الإثنين والتفتوا لعذا وشافوها تطالعهم ...
ابتسمت لهم الأخيرة بتعب واضح وهي مسندة راسها للوسادة .. وابتسموا هم الإثنين ؟؟
كانوا كأنهم في مشهد درامي او مسرحية هزلية ؟؟؟
أو تعرفون الأراجيز لما يحركونها بخيوط وهي تتحرك من دون وعي ؟؟ كانو سام ولمياء نفس الشي ... خايفين وقلقين ومايعرفون وش ممكن تكون ردة فعل عذا لما تسمع الخبر ...
تكلم أسامة يقتل الصمت :: خوفتينا عليك أمس ... وقلتي كلام ...!! فظيع بصراحة بغيت بسببه أسوي أشنع حادث على وجه الأرض...!!
كحت عذا لما حاولت تبتسم وقامت لها لمياء وشربتها شوي مويه ...
شربت كفايتها من الكاس وابعدت يد اختها عنها علامة الإكتفاء ...
وقالت بصوت ضعيف :: لأني من جد والله شفت الموت أمس قدام عيوني ... شي فظيع وألم ما أقدر أصوره لكم ... غير أن روحي تنتزع مني وانا واعيه ؟؟ بس ..
ابتسمت لها لمياء :: عاد ياالرقيقة انتي ؟؟ هذي هي الولادة وش تسوين بعد ؟؟
تنهدت عذا ولفت بوجهها للمياء وكأنها تذكرت شي:: شفتي البيبي ؟؟
ارتبكت لمياء وعلى طول نظرها توجه لأخوها اللي بعثر نظراته في الفراغ .. حاولت تبتسم وردت لعذا :: لا ماشفته .. انتي امس اشغلتيني عن كل شي ..
ابتسمت عذا بتعب :: لمياء الله يخليك أبي اشوفه ... حتى الممرضة أمس بالموت قالت لي انا وش جبت ؟؟
مسكت لمياء يدها :: أكيد بتشوفينه بس انتي لاتفكرين فيه كثير ؟؟
تنفست عذا بعمق :: وشلون وأنا مالي الا هو أفكر فيه ؟؟
ابتسم لها سام :: والله وكبرتي ياعذا وصرتي أم وتفكرين في عيالك ؟؟
ضحكت لمياء تلطف الجو وشكرت أسامة في قلبها لأنه غير الموضوع شوي خصوصا انها لمحت لمعان الدموع في محاجر أختها ...
كمل أسامة :: ترى من الحين حجزته لبنتي ؟؟
طالعته لمياء :: وانت واثق من اخلاقه تبي تسلمه بنتك ؟؟
التفتت لها عذا بغضب مريض :: الله يخليك هذا ولدي ؟؟ وش اللي ماتبينه يصير خلوق ومؤدب .. لكن حامض على بوزكم ؟؟ ولدي ما أزوجه الا اللي يبيها هو ؟؟
ضحك أسامة :: الأخت عايشة في ألمانيا ؟؟
طالعوه لمياء وعذا بنظرة نارية وقالت لمياء :: ولا كأن فيه أحد حب له وحده
مادري حبته وحده ؟؟
اكتسح اللون الأحمر وجه أسامه من انطرى هالطاري :: لو سمحتي لاتخلطين الأمور .. ؟؟ سويرة هي السبب والله مايدخل هالسموم بروسكم الا هي ؟؟ وبعدين لاتحرفين الكلام .. البنت هي اللي رامية وجهها علي مو انا ...
ضحكوا عليه وعقبها رن جوال سام وطلعه من جيبه يشوف من متصل عليه من صباح الله خير ...
تفاجأ لما شاف الرقم وعقد حواجبه ..
رفع عيونه وراح يطالع اخواته بتعجب ..
الثنتين خافوا من نظراته وسألته لمياء :: من اللي متصل ؟؟
طالعها سام بنظرة عبيطة وغبية وعقبها ابتسم وتنحنح يعدل صوته ورد على الجوال :: هلالالالالا والله وغلاااااااااااااااااا لاتقول لي انكم وصلتوا ؟؟
ضحك عليه ابوه :: هلا أسامة وش عندك صاحي مبكر ؟؟
ضحك أسامة :: أول انت جاوبني وعقب انا اجاوبك ... انتم في الرياض والا وينكم فيه ؟؟
ابتسم ابو عبدالله :: ايه حنا في الرياض وفي طريقنا للبيت الحين ؟؟
شهق سام من الفرحة :: احلف ؟؟
زادت ضحكة ابوه :: استح على وجهك تكذب أبوك .. أقول لك حنا بنروح للبيت انت هناك ؟؟
تلعثم اسامة ونظره على اخواته اللي يطالعون بلهفة وقال :: لا أنا رايح لمشوار صغير بخلصه لكن انتم لاتنتظروني ارتاحوا وتقيلوا وانا اذا جيت بصحيكم ..
ابو عبدالله :: انت في بيت ابوي ؟؟
تلعثم اسامة :: ايه انا نايم عندهم اليوم ..
ابو عبدالله :: وعذا عندكم ؟؟
فرك أسامة جبهته بقلق :: وش عندك تسأل ومن قال لك أصلا انها عندنا ؟؟
تنهد ابو عبدالله :: كلمت زياد وقال لي كل شي ..
فتح سام عينه على الأخير :: وش قال لك ؟؟
ابو عبدالله :: قال لي انه مسافر وبيرجع اليوم بالكثير وعذا في بيت جدك ؟؟
تنفس اسامة الصعداء لأنه كان خايف لايكونون عرفوا بطريقة سيئة وتنصدم امه وقال :: ايه عندنا و كانوا نايمين يوم اطلع .. عاد انتم ريحوا وعقبها مروا عليهم سلموا ..
ابو عبدالله :: وهو كذلك لكن انت انتبه لنفسك وانتبه لاتقول لهم اننا وصلنا بنتركها مفاجأة للجميع ..
ابتسم سام بألم لأبوه :: زين ولا يهمك ... توصي شي ؟؟
ابو عبدالله :: سلامتك يالله مع السلامة ..
وسكر سام من ابوه وما امداه الا والبنات ناطين بحلقه :: رجعوا أهلي ؟؟
ضحك لهم وضحك على ابوه ومفاجأته :: ايه وصلوا ...
ضغطت عذا على يد لمياء من الفرحة وتحس ان بطنها رجع يمغصها . وهذي علامة سيئة لأن عذا دخلت المستشفى وهي أصلا مصابة بنزيف حاد ... وفوق هذا ولادة .. وفوق الكل هي فقيرة للدم ...
التفتت لمياء لها وحضنتها :: الحمدلله على سلامتهم عذا ومبروك .. ولادتك وجه خير علينا ..
شدت عذا من قبضتها على أختها وهي تصيح :: لمو ما أصدق ان امي رجعت والله ما اصدق ...
دق الباب عليهم وانتبه له أسامة بينما الثنتين غرقانات في دموعهم وصياحهم ..
ابتسم لهم سام وراح يفتح الباب وحصله فهد .. سلم عليه و عرف انه درى عن وصول أهله ...
ورجع سام للغرفة وشاف اخواته لازالوا يصيحون .. لكنه من شاف نظرة لمياء عرف انها ماتصيح بس على وصول اهلها ولكن تصيح على عذا بعد ..
تقدم لهم وتنهد :: لمو فهد عند الباب ان كنت بتروحين ؟؟
التفتت لها عذا :: ليش بتروحين ؟؟
طالعتها لمياء وهي تآخذ عبايتها :: بروح اتحمم وارتاح شوي وعقب برجع لك وبجيب معي أمي ..
ابتسمت لها عذا :: طيب لاتتاخرون وجيبي اهلي كلهم مو بس أمي ..
هزت لمياء راسها ونزلت تبوس اختها على خدها وعقبها ودعتها ولبست عبايتها وطلعت .. لكن سام ما سكت ولحقها ..
ووقفها في السيب :: لمياء وقفي شوي ..
وقفت لمياء ومعها فهد والتفتوا له ...
وصلهم أسامة وطالع في فهد وعقبها في لمياء وبان الإرتباك في عيونه ..
عقدت لمياء حواجبها :: وش فيك اسامة ؟؟
تنهد سام :: وش اقول لأختك ؟؟ أخاف تحرجني بالأسئلة ؟؟
انصدم فهد :: ماقلتوا لها ؟؟
هزوا الإثنين روسهم ..
ورفع صوته فهد :: من جدكم انتم مخلين البنت تعيش في الوهم ؟؟
تنهدت لمياء :: صعب يافهد نقولها احنا وهي بهالوضع قسم بالله ان تكرهنا ولايمكن تحبنا بعد اليوم ..
طالعها أسامة :: تدرين وشلون ؟؟ بقول للدكتور يجي يبلغها وانا بسوي نفسي متفاجأ وكأني مادريت ؟؟
هزت لمياء راسها في اقتناع :: كلامك سليم .. ومالنا عموما الا هالحل ..
تنهد سام :: طيب انتي خلك معنا ,.. اخاف يصير لها شي وانا مااقدر عليها ؟؟
ابتسم له فهد ودق كتفه :: انت رجال وقدها وقدود يا ابن الحلال .. وبعدين لمياء لازم تروح علشان تمهد لأمك السالفة .. وانت خلك مع عذا ..
تكلمت لمياء بنبرة توسل :: سام انتبه لها زين ... واذا حسيت انها تتألم او قالت لك ان فيها مغص ناد لها الطبيبة على طول زين ؟؟
هز اسامة راسه وابتسمت لها لمياء وشجعه فهد وعقبها راحوا وتركوه ..
راحوا وخلوه يواجه عذا بروحه ...
------------------------------------------------------------------------------
على المغرب ... دخلت لمياء بيت اهلها وهي مبسوطة ومرتاحة ... وأخيرا هالبيت الموحش رجعوا له اهله ورجع فيه الحس ...
كانت تستنشق ريحة البخور بجوع وعطش لحضن امها وصدر أبوها اللي تعتبرهم أصدقائها اكثر من أنهم أم وأب ...
سمعت أبوها وهو يكلم بالتليفون ويا هي حنت لصوته ونبرته وهو مبسوط ومستانس ... !! حست بقلبها يعتصر ألم لما تذكرت انها جايتهم الحين علشان تقول لهم عن عذا ... أكيد بيتنكدون وامها بتتضايق .. ورجعتهم مابيكون لها طعم ..
سمت بسم الله وتقدمت مع مهند ودخلوا الصالة ...
ومن شاف ولدها ابوه محمد بغى يصيبه حالة جنون ومس ...
ماصدق انه بيجي ويشوف خواله جو ... بالعادة كان يجي مع ابوه ويشوف الحيوانات لكن هالمرة في البيت ناس وهالناس ابوه محمد وامه الجوهرة اللي يموت فيهم ..
دخل مهند وهو يصرخ :: يبـــــــــــــــــــــــــه ...
التفت ابو عبدالله للباب وهو يكلم بالجوال ومن طاحت عينه على مهند ولمياء ماعاد عرف يتكلم زين وبسرعة اعتذر من المتصل وسكر جواله وفرد يديه بلهفة وشوق لمهند أول أحفاده :: هلا والله بشيخ السعودية كلها .. هلا بالشيخ ولد الشيوخ ؟؟
ورمى مهند نفسه في حضن جده ،،، وابو عبدالله راح يبوسه وهو من جد مشتاق له ...
طلعت هاللحظة ام عبدالله من المطبخ أول ماسمعت صوت محمد يصارخ ويرحب .. ومباشرة توقعته مهند ... والا من بيكون الشيخ ولد الشيوخ غيره ؟؟
وابتسمت بشوق لحفيدها الوحيد .. وغصب عنها نزلت دمعتها على خدها وهي تشوف مهند كبر خلال هالست شهور ...
تقدمت منهم ام عبدالله ونادت مهند اللي غاص في حضن جده ... ومن سمع صوت امه الجوهرة راح يتملص من يدين جده وركض لحضنها وكأنه بالفعل مشتاق وولهان ... و ياحلوها مشاعر الأطفال الصادقة ... اللي يحبون بصدق ويكرهون بصدق ... ماعندهم نفاق و لا مصالح ...
كل هالأحداث تصير تحت مرأى من لمياء اللي خنقتها العبرة ورجولها عجزت تخليها تتقدم لأهلها .. وعيونها كانت طايره فيهم وفي ترحيبهم بمهند .. وحتى ماعبروها ولا كلفوا نفسهم يلتفتون للباب يشوفون من اللي جاي مع مهند ؟؟
توها بتتقدم وتتكلم لكنها رفعت راسها متفاجأة لما سمعت صوت سارة تصرخ من الدرج وهي تركض نازلة :: مهنــــــــــــــــــــــــــــــــد يا متشرد ..
التفت مهند وجدته للصوت وشافوا سارة تركض من على الدرج .. وتوها ام عبدالله اكتشفت وجود لمياء على الباب ...
انتبه مهند لسارة وترك جدته وراح يركض لخالته :: خالة تاااااااااااااااااااااااااااااالونه ..
ضحكت له سارة وشالته وراحت تدور هي واياه والشوق باين في عيونها ...
كانت دائما تتذكره يوم كانوا في ألمانيا .. على الأقل هو الوحيد اللي يرفع ضغطها وينقرشها .. وهي تستمتع يوم تهبل فيه وتحوسه ..
تقدمت لمياء وسلمت على امها أو بالأحرى صاحت في حضن أمها ساعة كاملة ... وعقبها سلمت على أبوها ولما جاء دور سارة ماقدرت تسكت الأخيرة وصاحت من قلبها وهي تحضن أختها الكبيرة ومن جد مشتاقة لها ...
تنهدت ام عبدالله :: وأخيرا شفناكم ... من وصلت وانا قلبي ماكلني عليكم وابوك يسكتني ويقول لي خليها لهم مفاجأة ..
ابتسمت لمياء وهي تمسح دموعها :: وأنا لو ما كنت شفت جهاز فهد كان مادريت انكم وصلتوا .. لكن الحمدلله ... هذا انا عرفت وشرفتكم ...
ضحكت سارة :: بس سامنة عقبنا ؟؟ وش عندك ؟؟
طالعت لمياء في جسمها بخوف :: من جدك والله سامنة ؟؟
ضحكت امها :: تكذب عليك بس بترفع ضغطك ؟؟
تنهد ابو عبدالله :: عذا درت والا ما قلتي لها ؟؟
لفت لمياء راسها بسرعة لأبوها تشوف ملامح وجهه وتستشف منها إذا هو عارف عن سالفة عذا او لا .. لكنها شافت النتيجة سلبية وابوها مايدري عن شي ..
حاولت تبتسم وتخفي اللي بصدرها :: لا ماقلت لها شي ... انتم قولوا لها ..
حاولت لمياء تغير الموضوع قبل لانفتح :: إلا ماقلتو لي ؟؟ وش عندكم كلكم مسمرين ؟؟ لايكون تآخذون حمامات شمس ؟؟
ابتسمت امها :: شمسهم هناك تخليك تطلعين بهاللون ... مو مثل شمسنا .. تحرقك .. بس مع ذلك يا زينها ...
غمزت سارة بعينها :: ماتشوفين عفروه طاير عقلها على أخوك ؟؟
طالعتها أمها بنظرة حادة وهي تجلس على الكنب :: سارة .. مابقى مكان مافضحتي فيه اخوك ؟؟
رفعت سارة حواجبها وهي تمشي مع لمياء ويجلسون :: ماميتو حرام عليك ؟؟ أي فضيحة هذي اللي لما أقولهم ان اخوي تحبه وحده ؟؟ بالعكس هذي شهادة على ان اخوي وحبيبي جذاب و هاندسم ..
حاولت ام عبدالله تخفي ابتسامتها :: طيب تسمحين أنا بعد اقول لأختك انك جذابة وكيوت ومن كذا كثروا خطاطيبك هناك ؟؟
شهقت سارة والتفتت لأبوها :: يبه شف زوجتك تراها تتهور وتتحداني ؟؟ معليش يبه بس نحتاج تدخلاتك يالطيب ..
التفت ابو عبدالله وهو اللي كان يسولف ويلعب مع مهند والأرنب اللي نزلته سارة معها وطالع سارة بنظرات غريبة عقبها سارة سدت اثمها وقالت :: هه سكرته ... هالآفة هذا ما يطلع منه الا النكد.. آسفة ماكان قصدي اقول عليها زوجتك .. أقصد امي ..
طالعتهم لمياء بنظرات مستعجبة :: وش قصتكم انتم ؟؟ صايرين كأنكم في حرب ..
ضحكت امها :: اختك سارة متفرعنه هاليومين وابوك مقرر يأدبها لأنها فضحتنا هناك ؟؟
التفتت سارة للمياء :: تخيلي ياعزيزتي علشان واحد خطبني قالوا انطمي وانطقي في البيت ...
لفت لمياء لأمها اللي كانت تضحك : يمه وش السالفة ؟؟
ام عبدالله :: ولا شي .. وبعدين حنا ماقلنا لها لاتطلع ... بس قلنا تأدبي مع الناس واركدي في ردودك ؟؟
غطت سارة وجهها :: يمه تكفين لاتذكريني ؟؟
ضحكت لمياء غصب عنها :: تكفون قولوا وش صاير ؟؟
نزلت سارة يديها من على وجهها والحمرة اكتست خدودها :: تخيلي مرة طلعنا مع بيت ام حمدان وكنا رايحين لمثل المنتزه عندهم أو مزرعة مادري وش كان بالضبط لكن هذا جاء بفضل واسطات ابوي ..
تنحنح ابو عبدالله وهويلعب بحواجبه بفخر .. لفت له سارة وبتقهره :: ترى لوماكنت انا وراك و ازن على راسك كان ماسويت شي ؟؟
طالعها ابوها :: سارة انتي ما منك امل تعقلين ؟؟
ضربت فمها بعنف : آسفة هه واالله مااعيدها التوبة ...
هز ابو عبدالله راسه برضا ولفت سارة للمياء اللي تضحك بتكمل لها .. ويوم شافتها تضحك ضربتها مع يدها :: لاتضحكين علي ؟
حطت لمياء يدها على فمها :: طيب آسفة ..
ابتسمت سارة وكملت :: المهم اقول لك عاد انا تعرفيني اذا استهبلت ماعلي من احد .. وبعدين أختك هناك مآخذه على التعليقات والمزح كثير خصوصا ان الأشكال هناك تساعد ..
ضحكت امها :: انتي كأنك رايحة للأمانيا توزعين حسناتك هناك وترجعين ..
ابتسمت سارة وراحت تكمل :: المهم اقولك ..
قاطعتها لمياء :: الحين من هي ام حمدان هذي ؟؟
شهقت سارة :: ماتعرفينها ؟؟
تنهدت لمياء :: وزيرة ألمانيا ؟؟ والا الحاكمة ؟؟
ضربتها ام عبدالله على كتفها :: ترى ما أرضى عليها .. والله انها مثل اختي ؟؟
لمياء :: آسفة يمه ..
التفتت سارة لأبوها :: شفت حتى بنتك العجوز تسوي نفس الحركات .. يالله ما شفتك تأدبها ,, والا مستقوي علي انا ؟؟
طارت عيون ابو عبدالله فيها :: لاحول ولاقوة الا بالله .. انتي منتهية ..
لمياء :: يالله سارونة كملي ..من هي ام حمدان ؟؟
التفتت سارة لأختها :: هي نفسها ام عفراء ومريم ..
هزت لمياء راسها :: آآآآآآآآآآآآآآآآه عرفتها ..
كملت سارة : المهم بنتهم عفراء تطلبتني هذاك اليوم اسولف لها عن عائلتنا .. يقال لك تبي تتعرف علينا أكثر قبل لاتآخذ ولدنا .. (( وضحكت لمياء )) المهم سولفت لها لحد ماوصلنا عند زياد ولد خالي ... واقعد ساعة اسولف لها عنه .. (( وهنا تجهمت ملامح لمياء وانعقدت حواجبها لكن سارة ماانتبهت )) عاد اقولك بنتهم من شدة ثقتها التفتت لأخوها اللي يشوي وقالت :: يشبه لحمدان اخوي صح ؟؟
أقول لك يالمياء التفت عليها وانا رافعه حاجبي وقلت مابقى الا هي زيادوه الأطخم يشبه لأخوكم ... وش جاب الشمس للقمر ؟؟
شهقت لمياء :: قلتي كذا للبنت يا وقحة ؟؟
ضحكت ام عبدالله :: ياليت على كذا وبس ... شوفي وين وصلت ؟؟
كملت سارة :: لميوه يالدوبا تخيلي قالت امهم .. اجل بنزوجك ولدنا يوم انه عاجبك ؟؟ تخيلي فهمت السالفة غلط تحسب اني امدح ولدها ؟؟
ضحكت لمياء :: وش قلتي لها ؟؟
ولولت سارة :: لميوه قلت وععععععععععععععععععععععع لا إن شاء الله .. انا آخر عمري آخذ واحد مثل ولدكم ؟؟ الله لاقاله .. انا ما آخذ الا واحد انافس به عذا ولا يمكن آخذ واحد أقل من زياد مهما كان ؟؟ تبونها بعدين تجي تعايرني في عيالي وتقول لي عيالك وععع .. ولا بناتك مو حلوات ؟؟ وإلا إذا اجتمعوا رجالنا مع بعض طلع زوجها احلى مني ..؟؟؟ مستحيل نو وي ..
شهقت لمياء وغطت عيونها براحة يدها :: مجنونة وطول عمرك مجنونة .. (( ورجعت تفتح عيونها)) يابنتي عيب عليك هالكلام ؟؟؟ وقدام اهله ؟؟
تدخلت ام عبدالله :: لا والأدهى والأمر ان ام حمدان متكلمة من جدها وقايلة لي انها تبغى سارة له .. وانا مأجلة الموضوع وهي على بالها اني قلت لسارة وان هذا هو ردها لكني اماطل فيهم ؟؟
التفتت لمياء لأمها :: صدق والله ..
هزت ام عبدالله راسها :: اي والله فشلتني اختك وحاولت ارقعها و الحمدلله طلعت الحرمة بنت اجاويد وماخذت بكلام اختك الرقلة ..
ضربت لمياء سارة على راسها :: وانت متى بتكبرين وتعقلين ..
هزت سارة كتوفها يعني مادري وهي تمضغ حلاوتها اللي عطاها مهند ..
التفت عليهم ابو عبدالله وهو يقوم :: المهم اجلوا سوالفكم ويالله مشينا لبيت ابوي .. نوصل هناك على الصلاة ويمديني اسلم على أهل الحارة كلهم في المسجد ..
وقفت ام عبدالله :: يالله حنا جاهزين .. البس عبايتي ونطلع لك ..
هز ابو عبدالله راسه ومشى بيطلع وام عبدالله نفس الشي كانت بتروح تآخذ عبايتها بينما سارة راحت للدرج تنزل أغراضها ..
وبكلمة وحده من لمياء وقف الكل عن الحركة ... :: يبه قبل لاتروحون بقول لكم شي ..
وقف الكل مكانه ,, وعشوائيا التفتت أم عبدالله لمحمد ويدها على قلبها وكأن نظراتها تترجم له خوفهم اللي وصلوا للرياض وهم يحملونه في قلوبهم على البنات وأقاربهم .. بادلها ابو عبدالله نفس النظرات .. بينما سارة تطالع امها وابوها وكأنها توها تكتشف ان عاطفة الأم والأب مالها مثيل ... وأن احاسيسهم ماتكذب أبد ..
ارتبكت لمياء وماعرفت وش تقول ؟؟ الأنظار كلها عليها الحين .. وأي كلمة مالها سنع تنطق بها ممكن تكون عواقبها وخيمة ...
تقربت منها امها :: لمياء تكلمي أختك والا اخوك فيهم شي ؟؟
تنهدت لمياء وقامت تطالع امها بصمت ...
مسكتها امها مع كتفها :: لمياء لاتسكتين وتموتيني في همي .. قولي وش فيهم اخوانك ؟؟
رفعت لمياء نظرها لأبوها وكأنها تبيه يتقدم ويسند أمها لأن الخبر اللي بتقوله بتتأثر منه ... وابو عبدالله صار لبيب وفهم الإشارة وتقدم من زوجته وقرب من الثنتين ...
تنهدت لمياء وقررت تبدأ بخبر المستشفى أول شي :: يمه ترى هو شي عادي يعني مو خطير لهالدرجة لكن لازم تعرفونه ..
ابو عبدالله باعصاب مشدودة :: تكلمي لمياء ..
مسكت لمياء يد امها :: عذا اختي بالمستشفى ..
شهقت ام عبدالله ورفعت يدها لفمها .. اما سارة فنزلت تركض من الدرج وراحت تواجه لمياء :: وش فيها ؟؟
التفتت لمياء لسارة :: تعبت امس علينا و نقلناها للمستشفى والظاهر انها ولادة مبكرة ..
مسكتها ام عبدالله مع يديها :: وشلون ولادة مبكرة وهي توها في السادس ؟؟
بلعت لمياء ريقها :: عموما الطفل توفى ..
دارت الدنيا في عيون ام عبدالله ومسكت في يد محمد تستند عليها وهي تسمع هالخبر ..؟؟ عذا بنتها اللي ماتتحمل شي ... عانت آلام الولادة ؟؟ وفوق هذا الطفل ميت ؟؟ يعني أكيد شافت الموت قبل لايطلع الجنين للحياة ..
تنهد ابو عبدالله وهو يسند الجوهرة من كتوفها ...
اما سارة فكانت الصدمة ملجمة لسانها عن الكلام ... وماقدرت تخفي دمعاتها الؤلؤية عن اهلها ... مع انها بسرعة رفعت نظارتها ومسحتها ..
ابو عبدالله :: والحين كيف صحتها ؟؟
تنفست لمياء بعمق وهي تشوف امها تطالعها بلهفة :: تبون الحقيقة والا أكذب عليكم ؟
نزلت دموع ام عبدالله غصب عنها :: لا قولي كل شي ولاتخبين علي لأني ما راح أسامحك ..
مسكها ابو عبدالله مع يدها :: الجوهرة اذكري الله وقوي قلبك .. ترى ماصار شي ..
حاولت لمياء تقول كل شي وتصير الصدمة مرة وحده لأمها :: هي مافيها الا العافية لكن أسامة كلمني العصر وقال لي ان الطيبيب بلغها بالوفاة وهي انهارت وماتحملت وعطوها مخدر ...
شهقت ام عبدالله ورجولها ماعاد تشيلها ورمت ثقلها كله على يدين ابو عبدالله اللي ماسكتها مع كتوفها :: قلت لك يامحمد بناتي فيهم شي بس انت ماصدقتني .. قلت لكم ان قلبي معورني بس محد صدقني .. محد .. (( و بدت نوبة صياحها ))
مسكها ابو عبدالله ومشى معها لحد ماجلسها على الكنب وهي كانت ماسكة راسها وتصيح ... مصدومة وبس ..
دخل في هالأثناء عبدالله وريم ...
والكل كان ملتم حول ام عبدالله وسارة خدودها حمراء من البكاء ...
اوجس عبدالله في نفسه الخوف والقلق ؟؟ معقولة امه فيها شي ..
دخل باندفاع مع باب الصالة وريم كانت وراه والثانية ماكانت أقل قلق منه .. تقدم عبدالله وجلس على ركبه مقابل امه وحضن يديها :: يمه وش فيك سلامتك ؟؟
رفعت ام عبدالله عيونها له :: ليه كذبت علي وقلتي لي ان اخواتك بخير وعذا كانت تذوق الموت وانا مادري عنها ؟؟
طارت عيون عبدالله من الخوف وطاري الموت وعذا :: وش تتكلمين عنه يمه ؟؟؟ وش صاير لعذا ..
والتفت عبدالله لسارة وتوه انتبه لوجود لمياء اللي حاولت تبتسم .. وقف عبدالله على رجوله وهوالثاني حاول يبتسم لها وتذكروا انهم ماسلموا على بعض .. تنفست لمياء بعمق وراحت تسلم على عبدالله والأخير سلم عليها بحرارة وشوق واضحين ... ومانسى مهند اللي كان يطالع الجميع بنظرات خوف وكأنه يستفهم وش في العالم قامت تصيح ؟؟
تقدمت لمياء وسلمت على الريم اللي ماشافوها من عقب زواجها .. والأخيرة كانت تبتسم بدلع طبيعي وهي تسلم على لمياء ..
طالع عبدالله في لمياء :: وش صاير لكم ؟؟ وش فيها امي ؟؟
تنهدت لمياء :: عذا في المستشفى ؟؟
شهقت ريم ويدها على فمها وعقد عبدالله حواجبه :: خير إن شاء الله ؟؟
كملت لمياء :: امس تعبت علينا ونقلناها وطلعت حالة ولادة مبكرة وولدت طفل ميت .. ولليوم وهي تعبانة وفوق على كذا فاجأها الدكتور لما قال لها ان الجنين توفى ..
تنهد عبدالله :: وزياد وينه ؟؟
ابتسمت لمياء بسخرية بس ماحبت تتكلم وتزيد اوجاع امها :: مو موجود .. مسافر في مهمة عمل ..
هز عبدالله راسه والتفت لأمه :: يمه الله يهديك ما يستاهل كل هذا منك .. وبعدين عذا الحمدلله بخير ..
هزت ام عبدالله راسها وهي توقف :: لكن انا ام وما اتحمل يصير لعيالي شي .. انا كنت شايله هم وقت ولادتها ... والحين ولدت وطفل ميت وانا وزياد بعيدين عنها ...
والتفتت لأبو عبدالله :: الحين توديني لها ..
هز ابو عبدالله راسه بالنفي :: الحين تكلمينها وتتطمنين عليها بالتليفون وعقب مانروح ونسلم على امي وابوي نروح لها كلنا ..
وكان كلامه مثل الأمر اللي ما يقبل النقاش ..
عطاهم ظهره وهو يمسك يد مهند بيطلعون :: احنا بننتظركم في السيارة ... اذا ركبنا يالجوهرة اتصل عليها انا وانتي .. وبسرعة لا تأخرونا ..
تفرق الجميع يجهزون أمورهم .. وما بقى في الصالة غير لمياء وعبدالله ...
كانت لمياء بتتكلم وتقول كل شي لأمها .. لكن يوم شافت ردة فعلها الأولية سكتت وما حبت تقول لها عن سالفة النزيف والاستئصال ....
و باقي سالفة زياد كانت بتقول لعبدالله عنها لكن امهم موجودة وقريبة من الصالة كون غرفة نومهم نزلت تحت بعد ما أخذ عبدالله غرفتهم اللي في الدور الثاني ومعها غرفتين زيادة وسواهم جناح خاص له ... وفضلت لمياء أن امها تعرف باقي التفاصيل يوم تروح لعذا ،،، والأخيرة تقول لها كل شي ... وبكذا ام عبدالله بتكون ردة فعلها أهون لأنها بتكون مع عذا وتشوفها وتحت نظرها ...
-----------------------------------------------------------------------------
وأخيرا ... أخيرا ... أخيرا ... أعلن القبطان وصول الطيارة لمطار الملك خالد الدولي بالرياض ... و على هالخبر تنفس زياد الصعداء وهو يحس بنزول الطيارة على المدرج ... مابغوا يوصلون ...!! هي صدق ساعتين لكن كانت بمثابة الدهرين ... الثواني تحولت لدقائق والدقائق ساعات والساعات أيام والأيام دهور وسنين ...
انفتحت البوابات وشافوا المضيفة توقف عند الباب مبتسمة ،،، التفت زياد لسحر وشافها تطالعه وهي حاسه بفرحته اللي تشع من عيونه ... وكأنه سمكة ورجعوها للمويه ... أو غزال ورجع لقطيعه ...حاول يرد لها الإبتسامة لكنه ماقدر الا انه يرسم شبح ابتسامة ليس إلا ...
قام من كرسيه وبكذا سمح لسحر انها هي الثانية بعد تقوم ... ومشى هو واياها متوجهين للباب ... لفت انتباه زياد ابتسامة المضيفة ... وجاء في خاطره يضحك وهو يتذكر عذا أول ماشافت اللي يبتسمون له ...و تذكر كل المواقف اللي مرت بينهم .. انتبه للمضيفة وهي تقول له الحمدلله على السلامة .. التفت لها وكان بيبتسم ويرد ... لكنه تراجع واكتفى بنظرة عابرة ونزل راسه يكمل طريقه ... لإن لو عذا كانت معه ماراح ترضى انه يبتسم لها مهما كان ...
وفي صالة العودة وقفت سحر عند الأغراض تنتظر زياد يخلص باقي أموره ويلحقها ... كانت تتنهد كل دقيقة والثانية بألم .. تدري انه مبسوط ومرتاح وفوق هذا كله مستانس وهالشي يحق له ؟؟ مو بيرجع لزوجته الأولى ... ومو قالوها من قبل ما الحب الا للحبيب الأولي ..
رفعت يدها تطالع الساعة وهي تحس بالملل والإرهاق وعوار القلب ... مو قادرة تستوعب انه قطع شهر عسله علشان يرجع لست الحسن والدلال ... لكن يالله يمكن يجيه يوم ويقطع سفرته مع عذا علشانها ؟؟ جايز ليش لا ؟؟ مو الأقدار خلتها تكون زوجة زياد بعد ما انقطع الأمل عندها ؟؟
انتبهت لقدوم زياد لها وهو يبتسم ... لكنها ما ابتسمت .. وعموما هو ماراح يلاحظ شي لأنها متغطية ...!!
شال الشنطة في يده ومشى قدامها وهي لحقته وطلعوا خارج الصالة .. ومباشرة حصلوا السواق ينتظرهم عند السيارة ... مشى زياد بعد ما عطى السواق الشنطة وركب قدام .. بينما سحر ركبت وراه على طول ... وثواني والسواق كان في مقعده وانطلقوا للبيت ...
التفت زياد لسحر :: تروحين بيت اهلك تسلمين عليهم والا تبين البيت قبل ؟؟
هزت سحر راسها بقهر :: لا نروح بيت اهلي ..
ابتسم وهو يعتدل في جلسته :: حلو ... لأني ما اتوقع اجلس في البيت .. وما ودي اتركك بروحك ..
تنهدت سحر بقرف وانتبهت لزياد اللي اعطى السواق التعليمات علشان يروح لبيت عمه ...
.
.
.
ندى ومرت عمها كانوا جالسين في الصالة الرئيسية للبيت وينتظرون وصول سحر ...
الأخيرة عطتهم خبر برجعتهم اليوم لكنها ماحددت الوقت لأنها ساعتها ماكانت تعرف متى حجز زياد ؟؟؟
تنهدت ام مشاري بملل :: ندى ما قال لك مشاري هل بيروح يستقبلهم في المطار أو لا ؟؟
التفتت ندى لمرت عمها :: لا .. يقول ان عندهم اجتماع مهم لازم يحضره مع عمي ... عاد يمكن يرسل لهم السواق ...
هزت ام مشاري رأسها :: طيب يوم تجين شفتي سيارة راجو ؟؟؟
ضيقت ندى عينها وكأنها تتذكر :: والله مادري ... ما انتبهت ...
تنفست ام مشاري بعمق وهي تحس بشي في قلبها وكأنه مشتاق لرجعة سحر ... مشتاقة انها تشوفها وتسمع حسها تصبح عليها وتمسي ؟؟؟ ودها ترجع علشان تتطمن على صحتها وتشوف هل تغيرت نفسيتها واستانست والا هي مثل ماهي من قبل ؟؟؟ هواجيسها كثيرة وأفكارها أكثر ...
وسط أفكارها سمعت صوت فتحت الباب ... وعلى طول لفت بوجهها ناحية المدخل ونفس الشي سوت ندى ... وما كانت الا ثواني وسحر داخله عليهم وزياد جنبها لكنها كانت متقدمه عليه شوي ...
شهقت ام مشاري ويدها على صدرها وقامت بسرعة لما شافت سحر داخله عليهم مبتسمة ...
مشت سحر لأمها وحضنتها بشوق ولهفة ومحبة ... سلمت عليها وحبتها على راسها وأم مشاري ما وقفت أسألتها لسحر عن صحتها وراحتها ...
أما ندى فـ كان تركيزها على زياد اللي سلم عليها وعلى وجهه ابتسامة صفراء باهتة ... هالإبتسامة هذي بينت لندى كل شي ... ووضحت لها وش كانت نفسية اخوها في شهر عسله من دون لاتتكلم سحر او تسولف لها عنه ..
عيونه كانت تسولف لها وش كثر هو يعاني في إنه يظهر عكس اللي يبطنه ...
حاولت تبتسم له وتوضح له انها مو فاهمة شي ... بينما في الواقع هي عارفة وش في قلبه وخاطره ... وعارفه وش يتمنى في هاللحظة لكنه مع ذلك عامل بأصله وداخل يسلم على مرت عمه وام زوجته وهو يبتسم ويخفي جروحه وراء هالإبتسامة الباهتة ..
انتبهت لسحر اللي وقفت قدامها تسلم عليها ... صافحتها وهي تبتسم وحبتها على خدها .. وبعدها جلس الجميع في الصالة وهم يتبادلون النظرات والسؤال ...
قامت ندى بهدوء وراحت تصب قهوة للجالسين .. لكن سحر نقزت من مكانها ومسكت عنها الدلة :: ما بقى الا هي .. حنا جالسين نطالعك وانتي تصبين لنا قهوة
ضحكت ندى :: معليش علشان اتحرك كثير واولد بسرعة ... مليت
ابتسمت لها ندى :: وتجيبون سحر إن شاء الله ..
رفعت ندى حاجبها وهي ترجع تجلس :: نهاية العالم أصير انا ام سحر ... انسي حبيبتي اضيّع مستقبل بنتي ..
طالعتها سحر وهي تصب فنجال لأمها :: هو أكيد بيضيع مستقبلها سواء سميتيها علي أو لا لأنك في النهاية امها ...
شهقت ندى وضحك الجميع :: انتي قد هالكلام ..؟؟
هزت راسها وهي تضحك ...
ضيقت ندى عينها :: زين أوريك ... أقول لمشاري واخليه يجي يتفاهم معك ..
توها بتنطق سحر لكن سكتتها ندى :: لاتقولين لي عندك زياد ؟؟ ترى هاه هذا اخوي وذاك أبو ابراهيم يعني مالك مفر .. كلهم واقفين معي ؟؟
ابتسمت سحر بشي من الخجل وتقدمت لزياد تصب له فنجاله .. ومن وقفت على راسه شافته يبتسم لكنها ميقنة تماما أنه مو معهم وهالإبتسامة هذي راسمها من لما دخلوا البيت وما غيرها ... ورجله كانت تهز من التوتر ... تنهدت بحرقة في صدرها وهي تدري انه وده يطلع من عندهم هاللحظة وهالدقيقة ... لكن الظروف حكمته ...
انتبه زياد لوقفتها فوقه ورفع راسه يآخذ من يدها الفنجال وشافها تتأمله ابتسم لها بارتباك وخذ الفنجال ومشت سحر راجعة لمكانها ...
تقهووا وانتهوا وعلى طول وقبل لايكمل ثلث ساعة جالس مع بيت عمه وقف زياد وهو مستعجل وهالمرة الشوق والفرحة بانوا في عيونه .. مو مثل من دقائق ..!! كان قلق ومتوتر ورجله تهز من الحالة النفسية الصعبة اللي كان يمر فيها ..
زياد مبتسم :: يالله انا استأذن الحين ... سلموا لي على عمي والعيال ..
التفتت له ام مشاري :: وين يا زياد تعشى معنا ..
ابتسم لها :: معليش يا خالة مرة ثانية .. أبروح اسلم على الجماعة وعقبها برجع آخذ سحر وإن شاء الله احصل عمي واسلم عليه ..
ابتسمت له ام مشاري :: بحفظ الله يالغالي ..
ابتسم لهم زياد وعطاهم ظهره طالع من دون حتى لايلقي نظرة على سحر او حتى ندى ... شوقه معميه عن كل شي ... ولهفته مخليته مايقدر حتى يفكر ..
واول ماطلع قامت ندى وراه بسرعة تلحقه وام مشاري وسحر منتبهين لكن مو عارفين وش قصتها ...
مشت وراه لحد ما شافته فاتح الباب بيطلع ونادته توقفه ..
فتح زياد الباب لكنه وقف على صوت ندى تناديه فالتفت لها يبتسم ... وكأن عيونه تقول بسرعة خلصي لأني ما اقدر اصبر أكثر ...
وصلت له ندى وهي تلهث بالنفس وعقبها رفعت راسها له وابتسمت :: وين بتروح الحين ؟؟
رفع حاجبه وهو مبتسم :: ماتدرين ان عمتي وصلوا اليوم من ألمانيا ..؟
هزت راسها :: إلا ادري ورحت لهم قبل العصر أسلم قبل لايروح مشاري لدوامه ... وانت بتروح تسلم عليهم ؟؟
هز زياد راسه :: إيه .. عمي محمد مكلم وقال لي انهم بيجتمعون في بيت ابو عبدالرحمن
ابتسمت ندى :: وعقب وين بتروح ؟؟
طالعها زياد مستغرب .:: وش عندك تسألين ؟؟
تنهدت :: جاوبني انت بالأول ..
تنهد زياد بقلق :: مادري والله يا ندى وين بروح ... انا الحين مشوش وتفكيري كله عند عذا ... عساها ترضى ترجع معي ..؟
رفعت ندى حاجبها :: وين ترجع معك فيه ؟؟
زياد :: أبحاول اقنعها ترجع معي البيت اليوم ... وعساها ترضى .. وبحاول اتكلم مع عمتي علشان تساعدني نتفاهم معها ؟؟
انتبهت ندى لكلام اخوها وعرفت انه مايدري عن شي ؟؟؟ يعني هي ما قالت له أجل من بيقول له ؟؟ بلعت ريقها وقالت :: وعذا وينها فيه ؟؟
استغرب زياد :: وش اللي وينها فيه ؟؟ في الشارع مثلا ؟؟ اكيد عند جدها ؟؟
هزت ندى راسها والدنيا تكالبت فوقها :: أنت متأكد انها في بيت جدها ؟؟
زادت ملامح التعجب عنده :: يعني وين بتروح ؟؟
تماسكت ندى وقالت له :: يمكن في المستشفى مثلا ؟؟
طارت عيونه في وجه اخته :: وش المستشفى ؟؟ انتي سامعة شي عنها والا احد قايل لك شي؟؟
تنهدت ندى وطالعته :: زياد عذا في المستشفى من أمس
سكت شوي وعينه تدور في وجه ندى وكأنه يبحث عن شي يكذب الكلام اللي يسمعه .. ولما يأس ارتفع صوته واحتدت نظرته :: من امس وماقلتي لي ؟؟
تلعثمت ندى :: زياد ماكان ودي أخوفك وبعدين لما قلتوا اليوم انكم راجعين على بالي انك دريت وراجع علشانها ..
تنفس زياد بعمق وعيونه لمعت بالقلق :: ووش فيها منومه هناك ؟؟
ارتبكت ندى وما ودها انها قالت له :: تعبت عليهم ولما نقلوها صارت ولادة مبكرة ...
صرخ زياد بصوت مكتوم وتقدم من اخته ومسكها مع كتفها :: وش هالكلام ؟؟؟ هي توها في الشهر السادس ؟؟
هزت ندى راسها بخوف على اخوها :: ادري .. لكن الطفل اللي في بطنها كان ميت وعلشان كذا صار لها هالكلام ... لكنها هي الحين بخير وما عليها الا العافية ...
طالعت في زياد وشافته يناظرها باستفهام وتعجب ... أو الأحرى مصدوم من كلامها ؟؟؟ مو مصدق ان الولد اللي حلموا فيه مات بهالبساطة ... وعذا منومة في المستشفى بهالبساطة ... يعني عانت وتعبت وتألمت وهو بعيد عنها ... ولا كان معها أو حولها يداريها ويشد على يدها و يواسيها لأن اللي كانت تتكلم عنه في نومها وقومتها وجلستها ووقفتها مات وتركها ... واللي حبته وأخلصت له خانها وخدعها وتزوج وراح وتركها تعاني مع هالآلام بروحها ... !!
تنهدت ندى :: زياد انا كنت ابروح معك وعلى أساس يوم يطلع مشاري يمرني المستشفى .. لكن بما أنك توك تدري وما كلمتها .. فالأفضل انك تروح بروحك وانا بعدين ازورها ..
هز زياد راسه وندى على وشك انها تقسم بالله انه ماسمع منها ولا كلمة من الكلام الأخير اللي قالته ... لأنه اصلا كان واقف قدامها جسد بلا روح ... كان يطالع شفايف ندى وهي تتحرك لكنه مايدري وش تقول ؟؟؟ لكن احتراما لها وقف قدامها لحد ما شافها سكرت فمها منتهية من الكلام هز راسه وطلع ... واللي يؤكد لها هالكلام .. انه حتى ما سأل وش اسم المستشفى ؟؟ مما يعني انه مو في وعيه ..
تسكر الباب من وراه وتنهدت ندى بقلق عليه ومن قلبها دعت له بالرحمة والثبات وان الله ييسر أموره ويفرحه ...
ومشت خطوتين وعقبها رن جوالها وابتسمت لما شافته زياد وعرفت انه توه يستوعب اللي انقال .. سألها عن اسم المستشفى وعطته الإسم لكنها قالت له انها ماتعرف هي بأي غرفة ... وسكرت منه ومشت رايحة للصالة عند سحر ومرت عمها...
مرت من جنب السارية من دون ماتنبته لوجود سحر وراها .. واللي دفعها الفضول انها تلحقهم وتشوف وش عندهم .. ومن سمعت خبر عذا شهقت ويدها على فمها ؟؟ صدق انها تغار منها ومقهورة لأنها رجعت من شهر عسلها علشانها لكن بعد ضاق صدرها لأن عذا توها صغيرة على هالأمور ... وهذا هو فرحة زياد الاولى يعني الموضوع كله صعب على الإثنين ... انهم يفقدون اول طفل لهم ... وهي على حسب ما كانت تسمع من ندى انهم ينتظرونه بفارغ الصبر ... وان عذا بالذات قلبها متلهف من الشوق والوناسة وما كانت تشتكي ابد من التعب ودائما تقول انها مرتاحة ومبسوطة ..
خذت سحر نفس عميق متألم على اللي واجهه زياد اليوم ... واللي بيواجهه ...
وسألت ربي انه يرحمهم برحمته ...
ومشت راجعة للصالة علشان تستفسر أكثر عن الوضع وتشوف وش صاير عند اهلها من علوم بعدها ..!
تنفس أسامة بعمق وملئ رئتيه هواء نقي مليان بريحة المعقمات وفتح باب الغرفة ودخل على اخته ... و مشى لحد ماوصل لمدخل الغرفة ودخل عليها ...
شافها متمددة على السرير ولافه بوجهها لليمين وتطالع الشباك لكن واضح انها تفكر وتهوجس لأن الدمعة كانت تزلق على خدها وهي مو منتبهه ولا مفتكرة في انها تمسحها ...
تنهد أسامة على اخته ومشى لها وهو يحوس في جواله ويركب السماعات فيه ...
وقف قدامها وانتبهت عذا لوجوده وعلى طول رفعت يدها بتمسح دموعها لكن آلمتها إبرة المغذي المغروزة تحت جلدها وانعفست ملامحها ... لكنها رفعتها مرة ثانية بهدوء ومسحت دموعها وحاولت تعتدل في جلستها لكنها ماعرفة تتسند على يديها لأن الثنتين كلهم فيهم إبر .. وحده للمغذي والثانية للدم ...
ابتسم لها سام وحط يده وراء ظهرها وحاول يعدل جلستها وعقبها حط وراء ظهرها الوسادتين علشان تتسند عليهم وترتاح في جلستها أكثر ...
رفعت عذا يدها ببطء وحاولت ترجع خصلات شعرها اللي على وجهها ...
تقدم اسامة وحط السماعات في أذنها :: أمي اتصلت علي من شوي وانا كنت في محاضرة في المسجد وكانت تبي تكلمك .. عاد قلت لها اذا طلعت لغرفتها خليتها تتصل عليك
رفعت عذا راسها له :: وليه مااتصلت على جوالي ؟؟
ابتسم اسامة وهو يجلس على الكرسي :: تقول مقفل ...
لفت عذا على الطاولة اللي جنبها وشافت جوالها وهو مطفي .. ورجعت تبتسم لأسامة :: ما انتبهت انه فاضي ... اشحنه بليز ..
هز أسامة راسه وخذ منها الجوال ورفع جواله هو واتصل على أمه ...
وبعدها قام لفيش الكهرب وشبك جوال عذا ...
التفت لاخته وشافها حاطه يدها على فمها وتصيح ... وتصيح من قلب...
وعرف ان أمه ردت عليها ...
تنفس وهو يبتسم وتقدم لعذا ومسك يدها .. والأخيرة رفعت عينها له وهي عيونها مليانة دموع ومشوشة عليها النظر ... :: عذا كلميها ولا تخوفينها عليك ؟؟
هزت راسها عذا وبصوت خافت مبحوح وشهقات تشره متواصلة :: يمــ ـ ـ ـ يمـ ـ ـ ـه ...
هز أسامة راسه بأسى وهو يضحك .. وقرر انه ينسحب عن الساحة مؤقتا علشان اخته تآخذ راحتها وهي تكلم امه ؟؟ يمكن فيه شي خاص بينهم وما يحتاج هو يكون موجود ؟؟
مشى وطلع من الغرفة وتوجه على طول لكراسي الإنتظار الموجودة قدام كاونتر الممرضات ومباشرة رمى نفسه على الكرسي وهو تعبان وملان .. وده امه والا لمياء يجون ويجلسون عندها ... يحس ان فيه هم كاتم على صدره من يشوفها تصيح والا تفكر وما تحكي ... يمكن لو امه او اخته موجودات كانت عذا بتسولف وتحكي عن مثل هالأمور ؟؟؟ لكن هو وش دخله ؟؟
التفت يساره وشاف الجريدة ،، رفعها من مكانها وبدأ يتصفحها ويقرأ وش فيها ...
وفي نفس اللحظة والتوقيت انفتح الأصانصير اللي على يمين الكراسي وطلع هو منه .. لكنه ما انتبه لأحد ولا شاف احد اصلا ... وأسامة كان مشغول في الجريدة ولا انتبه للي نزلوا من المصعد ...
مشى زياد وهو مو حاس بنفسه ... مايشوف غير بوابة مدخل الجناح اللي قالوا له عنه ... كان يهرول ان صح التعبير .. ولا منتبه لأي شي قدامه .. لدرجة ان الممرضة اللي طلعت من نفس البوابة هو ماشافها ... وهي تفاجأت فيه لما بغت تصدم به وعلى طول ابتعدت عنه ... وكل هذا وزياد ما رفع عينه ولا انتبه ومايشوف الا غرفة عذا اللي تنتظره وبس ... لفت الممرضة له وهي رافعة حاجبها ومستغربة اندفاعه .. ولما ماشافته طالعها او التفت يعتذر هزت كتوفها ولوت فمها بقرف وقهر ومشت تكمل طريقها ..
أما زياد فوصل اخيرا لغرفتها ... ولما وقف قدام الباب حس بشي يجول في صدره وغصه نشبت بين ضلوعه ومنعت تنفسه ...
لف بنظره ليمين الباب يتأكد من الإسم وشاف اسمها هي ... " عذا بنت محمد بن عبدالله " فز قلبه من قرأ الاسم ووده لو كل شريط الماضي ينمسح ويقدر يدخل على عذا وهو مايحس بالخجل وتأنيب الضمير ...
سمى باسم الله و دق الباب ... مرة ،،،، ومرتين ... لكن محد رد ...
استسلم ودار بالمقبض وفتح الباب بهدوء ... شفتوا لو كان عندها شريف مكة ؟؟؟ هو بيدخل وما يهمه ؟؟
تنفس بعمق وسكر الباب وراه .. كان لازم يمر في سيب صغير موجود فيه دورات المياه والمغاسل قبل لا يوصل للغرفة اللي فيها سرير عذا ...
مشى بخطوات مرتجفة و هادية ... قرر أنه لما يوصل عند مدخل الغرفة بيتنحنح علشان لو فيه احد غريب يتغطى ...
وقف عند الفتحة وصار مايشوف الا طرف السرير .. لكنه مايشوف عذا ... بس يسمع صوتها وهي تتكلم مع احد ؟؟؟
رقق سمعه بيشوف من عندها .. لكنه ماسمع رد من أحد ؟؟ يعني هي تتكلم بالتليفون ... قرب شوي لفتحة الباب لكنه ماحب يدخل عليها وهي تكلم ... وخصوصا شدة انتباهه مكالمتها ؟؟؟ لأنها تصيح بعنف وحبالها الصوتية متقطعة من الشهاق ...
كانت دموعها مثل قطرات محلول الملح لما تنحط على الجرح ... آلمت زياد وعورته و حسسته بالقهر والألم ...
كان صوتها وهي تصيح مثل صعقات الكهرباء اللي تنفض الجسم من اوله لآخره .. وهذا اللي صار لزياد اللي عظامه صارت ترتجف من صوت نحيبها ...!!
شهقاتها مثل صوت الطنين اللي يصم الآذان ويعذب ...
أما الكلام اللي سمعه فكان بمثابة قطرات البنزين اللي تزيد اشتعال النار ...
عذا تكلم عمته وهذا اللي فهمه ,, تتألم وتشكي عليها وهذا اللي سمعه ...
....................:: يمه انا تعبـ ـ ـ تعبانة .. الله يخليـ ـ ـ ـ كم تعالوا بسرعة ... ...................... يمه لا أنتي ولا زياد حتى كنتم معي ؟؟ كنت بروحي وانتـ ـ ـ ـ
وانقطع كلامها والظاهر أمها سكتتها .. طيـ ـ طيب ... انتـ ـ ـظركم ...
وشهقاتها لازالت متواصلة لكن يبدو انها سكرت الخط ...
رفع زياد يديه يمسك صدغيه وكأن صداع شديد يعصف بجمجمته ؟؟؟ أو يمكن هو توهم الصداع من شدة الألم والشعور بالغثيان من تأنيب الضمير ؟؟
خلاص ,,, وقت المواجهة ولازم تدخل يا زياد ...
نزل يديه لجنبيه وتسلح بالتوكل على ربه وخطى خطوتين وصار داخل الغرفة ومواجه لعذا ...!!!!
لكنها ماكنت تطالع المكان اللي هو واقف فيه ،،، كانت متمدده على السرير وظهرها مسنود على الوسائد ... أما هي فضامه يديها في حجرها ومنزله راسها لحضنها وتصيح ... عقب مكالمتها لأمها تقلبت عليها المواجع ... ورجعت لنوبة البكاء العصيبة اللي مرت فيها اليوم الظهر وقت مابلغها الطبيب بالخبر...
ماتحمل زياد يشوفها بهالمنظر المكسور وماحولها احد ؟؟؟ ولا حتى هو اللي وعدها انه بيكون جنبها على طول الأيام ....
شاف دموعها ولآلائها الغالية على قلبه تطيح على مفرش المستشفى الخايس من دون لا يمسحها احد ويواسيها ويمنع نزولها ...
شافها هي مثل ماهي ماتغيرت عقبه ... جسمها الصغير متكور في نص السرير الضخم .. ويديها النحيفة الصغيرة مغروز داخلها ابرتين وهي وين تتحمل إبرة وحده علشان تتحمل ابرتين ؟؟؟ ،، وشعرها البني مربوط خلفها بشكل ذيل حصان .. ومثل العادة اطرافه نازلة على وجهها لأنها ما تساوت في الطول ...
اشتاق لها واشتاق لصوتها تكلمه وتسولف معه ...
اشتاق يرفع شعرها عن عيونها وهي تلعب في شعره ...
اشتاق تحط راسها على كتفه وهو يمسح دمعاتها ...
غمض عيونه بشوق لعذا قلبه وبصوت مبحوح أخيرا فتح فمه :: الحمدلله على السلامة عذاي ..!
شوف عقبك حبيبي كيف أصبح زماني
وكيف أعيش الليالي وانت عني بعيد
شوفني كل ليله من فراقك شكثر اعاني
وشـــوق قلبــي لقلبـــك كـل يوم يزيد
كــل شي ياحبيبي مــــات حتى الاماني
مابقــى غير حزنــي والبكــا مايــفيد
لو عرفت بغيابك كيف يصبح زمــاني
كان ماعشت لحظة وانت عني بعيد
سكت كل شي .. همسها ،،، شهقاتها ،، دموعها ،،، حتى دقات قلبها وتنفسها وقفوا في اللحظة اللي نطق فيها زياد وهي سمعت صوته ...
ماكانت جريئة كفاية أنها ترفع راسها وتشوف هل هو صوته فعلا ؟؟ والا خيالها وتفكيرها فيه من دقائق هم اللي صوروا لها وجوده جنبها ؟؟؟
لمحت ثوبه الأبيض قريب من سريرها ،،، لفت بنظرها له وشافت جزمته السوداء وعرفت انه مو سام ؟؟؟ يعني أكيد زياد ؟؟؟ بلعت ريقها وغصت عيونها بالدموع ... بمجرد مافكرت انه كاشخ لأنه معرس ...!؟
ولحد الآن ما رفعت راسها لأن ماعندها قوة كفاية انها تواجهه ... حست برعشة خفيفة في عظامها وتمنت لو اهلها يوصلون هاللحظة ...
غمضت عيونها لما شافته يجلس قريب منها وشمت ريحة عطره ...
حست بمغص في بطنها وهي تحس بقربه منها ...
فتحت عيونها بسرعة وحست برجفة في أطرافها لما حط زياد يده الضخمة مقارنة بوجهها الصغير تحت لحيتها ورفع راسها له ...
وتواجهت عيونها بعيونه الوسيعة الكحيلة .. لكن الحزينة ...
دارت بنظرها في وجهه كله ...
متغير والتعب واضح في ذبول وجهه ...
عيونه تعبانة وتترجم التعب اللي في قلبه ...
اما زياد فكانت عيونه مركزة على وجهها الصغير الدائري ..
كانت خدودها متوردة وفمها تحول للقرمزي من الصياح ... لكن غمازتها طالعة بخفيف لأنها لاوية فمها المتقوس رغبة في تنزيل الدموع ...
حاول زياد يجذب كل ذرات القوة الباقية في أطرافه وابتسم لها :: ماتشوفين شر يالغالية ...
ماسمعته عذا ... و لاتدري أصلا وش قال ... لكنها تشوف حركة شفايفه مما يعني أنه يكلمها ويقول لها شي ...
حست بعينها تحرقها وشي تعودت عليه ينزل منها ... وبصوت مبحوح :: ليه رجعت ؟؟
حوط وجهها الصغير المتورد بيديه :: وليه ما أرجع لك يا عذا ؟؟؟
تقطع صوتها بسبب الشهاق :: انت تخليت عني ورحت لبنت عمك ... وتركتني زياد .
زياد :: أنا ماتركتك يا روح زياد ... انا ابتعدت بجسمي إيه ،،، لكن روحي وقلبي وعقلي كلهم كانوا معك ...
رفعت يديها ليديه اللي على وجهها وضاغطة عليه وهي ماتشوف شي من الدموع وبهمس :: وقالوا لك وش صار لي ؟؟
اطال زياد النظر في عيونها المتألمة واللي تحكي رواية عذابها :: وشلون اجل كنت بتشوفيني قدامك ؟؟؟؟
سكتت وهي تطالعه وماتدري وش تسوي ؟؟ أشتاقت له والله العظيم هذا الشي أكيد لكن جرحها منه كبير وقوي وماتقدر تسامحه عليه ؟؟؟ هو خانها والخيانة أكره مخلوق عذا ماتحبه ... ولا أحد غيرها يحبه ..!!
تقدم زياد لها وحبها مع جبينها ورجع يطالع عيونها :: عذا لاتعذبين نفسك وتعذبيني معك .. اللي صار مالنا يد فيه .. والله بيعوضنا إن شاء الله ...
عند هالكلمة وانهارت عذا .. لأنه ببساطة فتح جرحها وذكرها انها فقدت طفلها وبكرها ... وبلا شعور رمت نفسها على صدره وغاصت في شهقاتها ودموعها وقبضة يدها تشبث على صدره وكأنها ما تبيه يروح ... ولا تبي طيفه يتركها مرة ثانية ... باختصار هي محتاجة له أكثر واحد ... محتاجة يكون جنبها ويواسها لأن الإثنين خسارتهم وحده ...
ما قدر زياد انه يطالعها ويسكت ولف يديه حولها وهو يحاول قد مايقدر انه يبعد الدموع عن عيونه والحزن عن قلبه علشان يقدر يدعمها ويواسيها .. :: عذاي ترى هالشي يعذبك أكثر ويعذبني معك ... يالغالية لازم نرضى باللي انكتب وندعي ربي انه يأجرنا في مصيبتنا ويرزقنا خيراً منها ..
ووسط دموعها :: زياد البيبي راح وماعاد بصير أم ... أنت تتذكر وشلون كنا ننتظره ؟؟ هذا هو طلع خاين بعد وتركني ... ليه يازياد كلكم تركتوني ؟؟ ليه ولاواحد منكم بقى معي وانا اللي كنت احبكم كلكم وأثق فيكم؟؟ ليه يازياد لما كنت محتاجتك مالقيتك .. ولما كنت أبغى ولدي تخلى عني ؟؟؟ وش فيني ماتحبوني ؟؟؟ انا سويت لكم شي غلط ؟؟ تعديت حدودي على واحد منكم ؟؟
رفعت راسها تشوف وش بيقول لكنه كان ساكت وما رد .. أكيد مابيرد لأن ماعنده جواب للي قالته ..
مسكت عذا يده وتوسلته :: زياد الله يخليك جاوبني ؟؟ ليه سافرت وتركتني في بيت جدي ؟؟ ليه خليت البيبي يموت ليه ؟؟
ضغط زياد على يدها وقلبه يتقطع من تفكيرها وصياحها ؟؟ الحين صارت تلقي اللوم عليه هو وانه هو السبب في وفاة ولدهم ...
زاد صياح عذا وارتفع صوتها :: ليه رجعت بعد ماخسرت انا كل شي ؟؟؟ ومابقى معي شي ... خسرت حبك وولدي وروحي وكل شي ...
سكتها زياد بصوت اعلى :: عذا انتي ماخسرتي شي يالغالية ... انا موجود وروحك موجودة ... والبيبي ربي بيعوضنا غيره صدقيني ...
مسحت عذا دموعها وفمها لازال متقوس بعبرة :: بس انا ابغى هذا ... فرحتي الأولى.....!
تنهد زياد وهو يطالعها ...
وصوته قطع عليهم نقاشهم ونبرته كانت تعني التحدي :: الحمدلله على السلامة استاذ زياد ...
ترك زياد يد عذا والتفت وراه بسرعة وشاف أسامة واقف عند المدخل ويديه معقودة على صدره ... وابتسامة قهر مرسومة على محياه ..
ابتسم زياد ووقف يسلم عليه لكن الأخير مشى وراح للجهة الثانية من سرير عذا وما التفت لزياد ولا حتى فكر انه يسلم عليه ...
التفت زياد لعذا وشافها تطالع حضنها وما كأنها شافت وش سوى اخوها ...
تجاهل زياد الموقف وحاول يبتسم وجلس على الكرسي اللي جنب السرير ..
رفع عينه قدامه وشاف سام يطالعه فرفع حاجبه باستفهام :: وش فيك ؟؟
تقدم اسامة في جلسته وسند اكواعه على ركبة :: سلامتك ... لكن مبروك الزواج .. و الله يوفقك ..
وهنا شهقت عذا بنزول دمعة جديدة رفعت يدها علشان تمسحها .. وزياد على طول التفت ناحيتها .. وبعدين رجع نظره لأسامة وطالعه بنظرة غضب مخيفة وكأنه ينبهه ان عذا ماتتحمل هالطاري الحين ..
لكن سام ما اهتم له :: اشوفك مستانس ومبسوط ووجهك راد .. أكيد كل هذا بيصير مو معرس ومسافر شهر العسل بينما اختي تصارع الموت و محد درى عنها ...
وقف زياد على طوله وهو رافع حاجبه :: ماله داعي هالكلام يا اسامة ...
تجهمت ملامح أسامة وتكشرت انيابه بمعنى الغضب :: وليه ماله معنى ؟؟؟ مو شي حقيقي ؟؟
صرخ زياد بصوت مكتوم :: نصف حقيقة .. انا تزوجت لكن الظروف اجبرتني ..
قاطعه اسامة بضحكة سخرية :: هاهاها ارجوك .. خلاص اقتنعنا ومسامحينك على زواجك بسبب الظروف ...
انقهر زياد منه وما حب يجاريه :: انا على كل حال ماجيت اناقش الموضوع .. انا جاي اشوف عذا ..
وقف اسامة بغضب وجنون :: وعذا ماتبي تشوفك ... !!
حطت عذا يدها على فمها تصيح وزياد التفت لها بيشوف وش ترد عليه لكنها سكتت .. وما ردت ؟؟؟ يعني وش المعنى ؟؟؟؟؟؟
رجع نظره لسام وابتسم :: بس انا ابغى اشوفها ..
تنهد اسامة وهو يحاول يتماسك :: وهذا انت شفتها خلاص ..
توه زياد بيرد على سام لكنهم انتبهوا للباب ينفتح وثواني الا وسارة داخلة مندفعة للغرفة من دون ماتعبر اي احد او تنتبه لأي احد .. اندفعت مباشرة لسرير عذا ورمت نفسها عليها وخذتها في حضنها :: عذا حبيبة سارة الحمدلله على السلامة وماتشوفين شر ...
توها تستوعب عذا اللي صار وانتبهت ان سارة اختها هي اللي في حضنها وحضنتها هي الثانية وشهقات صياحها تزيد ..
أما سام فكان يطالع اخواته مبتسم بينما زياد يطالعه بتعجب وخوف ... وتوتر من اللي ممكن يصير الأيام الجاية ..
انتبهوا جميعا لوصول عمتهم وزوجها اللي دخلوا للغرفة وتوجه زياد لهم على طول يسلم عليهم وبعدها راحت عمته وعمه يسلمون على عذا اللي قاربت على الهلاك من الصياح وهي تحضن امها وابوها وتتشره عليهم بالصياح...!!
------------------------------------------------------------------------------------
وصلت ام راشد لبيت اختها بالسلامة ... والكل كان مبسوط بهالجمعة اللي من زمان ما حصلت ... وهذا لأن ريم رجعت بالسلامة وسحر بعد تزوجت وموجودة الحين معهم ...
خذوا سلامات بعض وكان الحنين والشوق واضحين على ندى وسحر لريم ... الثلاثي هذا كانوا تقريبا دائما مع بعض ... وفجأة تزوجت ريم وتركتهم سنة كاملة من دون لا يشوفونها .. غير يوم تزورها سحر في الصيفية ...
تجمعوا البنات مع الحريم كلهم في الصالة ... وجلست سحر وريم المتلهفة على أخبار بنت خالتها في كنب واحد بينما العنود استأثرت بندى تسولف معها عن الحمل ومتاعبه ... وانتم عارفين سوالف الحريم ...!!
همست ريم لسحر وهي تبتسم :: ايوه يا عم .. واخيرا جاء اليوم اللي أشوفك فيه عروس لزياد ...
ابتسمت سحر بخجل :: ما بغيت يا ريم ... توقعت اني مستحيل بصير من نصيبه عقب ماتزوج ..
طالعتها ريم بنص عين ::استحي على وجهك مسويتي لي فيها فرحانة ؟؟
طالعتها سحر بنظرات شزرة وسكتتها ريم وهي تبتسم :: المهم قولي لي وش اخباره معك ؟؟؟
هزت سحر راسها برضاء :: الحمدلله .. ماشفت منه شي للحين ..
عصبت ريم :: يعني بيضربك مثلا ؟؟ انا ابغاك تقولين لي وش سوى ؟؟ يحبك مايحبك ؟؟ وش قال لك وش قلتي له ؟؟ مبسوطة معه والا لا ؟؟
تنهدت سحر :: ما ادري والله ... لكن اللي اعرفه اني مبسوطة وهو جنبي .. خلاص وهذا هو اللي ابغاه ...
سكتت ريم وتقدمت للطاولة تآخذ لها قطعة حلى ... بينما سحر المتوترة ودها تسألها عن شي بس فيه شي يمنعها ماتدري هل هو خوف أو قهر أو غيرة ؟؟؟ يعني ما قدرت تحدد هوية هالمشاعر ...
لكنها بعد ثواني تنفست بعمق والتفتت لريم :: الا وش اخبارها عمتكم ؟؟؟ زرتوها
عقدت ريم حواجبها :: من عمتنا ؟؟
بلعت سحر غصتها :: عــذا ...!!
انقرفت ريم و الاشمئزاز وضح عليها :: اسكتي تكفين على هالطاري اللي انتي جبتيه ..
طارت عيون سحر :: وش فيك على البنت ؟؟
ريم :: تكفين الا طاريها .. ما ادري بس احس انها ماتنزل لي من الزور .. عجزت احاول اهضمها لكن ماقدرت ..
طالعتها سحر بعتاب :: ريم لاتدخلين الأمور في بعض ؟؟؟ انتي غير وانا غير .. حياتي وحياتك مختلفات
هزت ريم راسها :: عارفة وفاهمة ... لكن من جد انا اتكلم معك .. يعني سارة اهضمها واتقبل منها هبالها وخالتي وعمي وكلهم ... لكن عذا ما قدرت .. أحس انها ناشبة في بلعومي ؟؟؟ يعني زود بالنعمة كانت كل شوي تتصل على عبدالله و واي أبي أمي أبي أبوي أبي زوجي ... والثاني من يسكر منها يصير متوتر وقلق ويتنرفز على أبسط شي ...
عقدت سحر حواجبها :: ليه وش تقول له ؟؟
ضحكت ريم باستهزاء :: عاد عبادي اللي بيقول لي ... مستحيل يعلمني بشي..
ضحكت سحر :: ليش عاد ؟؟
تنهدت ريم وطالعت في سحر بنظرات غباء :: وش فيك انتي ؟ هذي أسرار السيدة عذا بنت محمد .. ماتنقال لريم بنت سعود ؟؟ وش صار لك انخبلتي ؟؟
ضحكت سحر هالمرة من خاطرها على أسلوب ريم والثانية بعد ابتسمت ورجعت تقول :: والله من جد يعني شوفي عبدالله يداري أهله كلهم وخالتي تسولف عن عيالها بشكل عام .. لكن يوم تنطرى هالآدمية انا ما اتقبل عنها اي شي ...لكن يالله وش نسوي محسوبة علينا اخت زوج ولازم نرضى ..
طالعتها سحر بجدية أكبر :: زرتيها في المستشفى
هزت راسها بالنفي :: لا مارحت ... قال لي روحي معي انا ولمياء الحين وقلت له لا بروح أسلم على خالتي مجتمعين عندها وبكرة نمر على اختك ما طارت الدنيا ..
رفعت سجر حاجبها :: ومازعل ؟؟
تنهدت ريم :: إما مازعل ؟؟ اتحداك أكيد متضايق لإني مارحت لها لكن ابعرف ادبرها معه ... على فكرة بنت خالتك صارت خبيرة في شؤون الرومانسيين والحساسين ...
ضحكت سحر :: جاء من يعلمك السنع ..
هزت ريم راسها :: ومو أي أحد ؟؟
كملت عنها سحر :: هذا عبادي ...
وضحكو الثنتين على هبالهم اللي اشتاقوا له من زمان .. أيام ماكانوا عزوبيات وهمومهم على قدهم .. إختبارات وموضة وصداقات ..
اما الحين الوضع تغير واصبحوا حريم ... ولازم عليهم يؤدون الطقوس الإجتماعية اللي لو كانوا عزابيات ماكانوا بيحاسبون عليها لو تركوها ...
عقب ما خلصوا متقهوين القهوة ومسولفين وقفت ندى بتروح لكن لما انتبهت لها سحر وقفتها :: وين بتروحين ندوش ؟؟
ابتسمت وهي تلتفت لها :: مشاري في البيت عاد بروح اشوف يمكن يحتاج شي
عقدت سحر حواجبها :: يعني مابترجعين ؟؟
ضحكت ندى :: إلا إن شاء الله وش بقعد اسوي هناك .. لكن بشوفه قبل وعقب برجع..
هزت سحر راسها لها بالفهم وابتسمت ندى واستأذنت من الجميع وطلعت ..
ومن لما غاب خيالها التفتت ريم لسحر وهي تتنهد :: الله يالدنيا من يصدق أن ندى بتتزوج مشاري وتحبه وتشوف طلباته ..
ضحكت سحر :: لا وفوق هذا حامل منه ..
ريم مبتسمة :: سخرية القدر ولعبة الظروف ...
لفت لها سحر :: الا ماقلتي لي وش شعورك لما ماحضرتي زواج طلال ؟؟ والله توقعتك بتجين يا في الملكة او الزواج ..؟
تنهدت ريم :: وش اسوي بحكم القوي ... يوم الملكة كنت بجي لكن حضرته تعب وانحاس في اختباراته وماقدرت اروح واتركه لأني عارفته بيشيل في خاطره اني رحت وخليته ...
شهقت سحر :: والا انتي ناوية تتركينه وهو مريض ؟؟
ابتسمت ريم بخجل :: لا عاد مو صدق بتركه لكن هالكلام لو فكرت اجي واتركه
ابتسمت سحر :: شاطرة .. طيب والزواج ليه ماجيتي ؟؟
لوت سحر بوزها :: من اسبوعين كنا في ألمانيا عند اهله ... وابوه رايح لولاية ثانية فاضطرينا نجلس معهم لأن سام اخوه كان في السعودية ؟؟
سحر :: طيب ليه مارجعتي بروحك ..
هزت كتوفها : هوقال لي اجلسي معي وما ودي ترجعين بروحك ورضيت بكلامه
طالعتها سحر بنص عين :: أشوفك صرتي تسمعين كلامه ماشاء الله ...
ضربتها ريم على رجلها :: أقول اسكتي تكفين .. حتى زواجك متحسفة عليه ليتني ماسمعت كلامه وجيت حضرت زواجك وزواج طلال ..
تنهدت سحر :: ايه والله ليت كان على الأقل حسيت بوجودك معي وفضفضت عليك معاناتي هذاك اليوم وهمي ..
ابتسمت لها ريم ابتسامة مكسورة وحزينة :: بس الحمدلله اني ماجيت ... كان بعصب عليك واثور واقول لك كلام الله يعلم وش كان بيكون ؟؟
عقدت سحر حواجبها :: وليش إن شاء الله ؟؟
تنهدت ريم :: يعني تتجاهلين سالفة راشد ؟؟
طالعتها سحر بعين مفتوحة ومتفاجأة :: يعني زعلانة ؟؟
تداركت ريم الموضوع :: يوووه لا مو هذا قصدي ... لكن والله يا سحر انه ضاق صدري عليه لما كلمني وشاورني فيك وانه يبي يخطبك على طول قلت له توكل على الله .. خصوصا اني عارفة انك لازلتي تفكرين في زياد لكنه تزوج وفي نفس الوقت عارفة بحب راشد لك .. ومن هذا توقعت موافقتك او انك حتى تشاوريني وانا باقنعك ... لكني بصراحة تفاجأت لما كلمتيني وقلتي لي عن سالفة زياد وانصدمت .. ولما سكرت منك اتصلت على أمي استفسر وقالت لي انك رفضتي راشد ...
ابتسمت سحر :: طيب للحين شايله بخاطرك علي ؟؟
طالعتها ريم بنقمة :: وودي اغتالك بعد ..
شهقت سحر :: يالدوبا هذا بدل لاتفرحين لي وتقولين الحمدلله خذتي زياد ..
ابتسمت ريم :: يا بنتي الله يوفقك ومبسوطة علشانك بعد ... وراشد اخوي له الله .. ويمكن يآخذ له وحده تبوس الأرض اللي يمشي عليها
ضربتها سحر على كتفها :: انتي مره مآخذه مقلب في أخوانك انهم ينحبون ؟؟؟ لا وبتذل بنت الناس قبل لاتوصل
ضحكت ريم وضحكت معها سحر .. وكان على وقتها دخلوا الخدامات ومعهم الشاهي وصفوه على الطاولة وراحوا يصبون للجالسين في المجلس ...
وريم اندمجت بالسوالف مع ندى من يوم دخلت الأخيرة من دقيقتين ...
أما سحر فكانت منزلة راسها وتبتسم ...
ماتدري لكن يمكن اللي في قلبها هاللحظة هو ندم على راشد اللي رفضته ؟؟؟ كانت تفكر انه يمكن كان بيكون أحسن من زياد في أشياء كثيرة ،،، وأولها انه يحبها بجنون وقابل فيها مع علمه بمرضها ... وثانيها انها بتكون هي أول وحده تدخل حياته وتشاركه اياها يعني ماتعتبر دخيله مثل ماهي الحين ؟؟؟
( .. ركضك ورى اللي مايبغاك مذله ...&... وصدك عن اللي يحبك ردى حظ .. )**
---------------------------------------------------------------------------
|