كاتب الموضوع :
ضياءk.s.a
المنتدى :
القصص المكتمله
وعلى وقت المغرب
وصلوا بيت عمتهم المزرعة ...
ومن نزلوا البنات حسوا بالألم يعصر قلبوهم بعنف ....!!
هذي هي المزرعة اللي جمعتهم أحلى ايام عمرهم ...
هذي هي المزرعة اللي كانت حياة ابوهم وباعها لحاجته ..
آخ من الدنيا وش كثر تظلم اهلها ...
هذي هي المزرعة رجعت لكن مالكها تغير ...
وأصبحت من المالك الأصلي محمد بن عبدالله ... لزياد بن سلطان ..
ومن كان يصدق هالشي ؟؟؟
دخلوا البنات كلهم للصالة الرئيسية وطبعا شافوها وش كثر مختلفة تماما عما كانت عليه من قبل ..
بينما العيال توجهوا كلهم لقسم الرجال الخاص ..
كان زياد في استقبالهم مبتسم ..
نزل سام متكشخ وداق الزين مما اضطر زياد انه يعلق ومايفوتها عليه :: ايوه وش عنده كاشخ المعرس ؟؟
رفع سام حاجبه :: انت قلتها معرس حبيبي مو اي كلام ؟؟
وتقدم يسلم عليه .. وشاف وراه مهند ولد لمياء وهو الثاني كاشخ مثل خاله ..
فضحك زياد :: لاتخرب الولد رجاء ..
ضحك اسامة :: الحين يوم انه كشخ كشختي يعني اني بخربه ؟؟
هز كتوفه زياد وهو رايح لعبدالله يستقبله :: والله ينخاف من اشياء ثانية ...!
نزل عبدالله من السيارة يبتسم ونزلت من الجهة الثانية الجوهرة الصغيرونة ...
ابتسم لها زياد .. وابتسم لعبدالله ...
تقدم لهم وسلم عليه ..
لكن ماقدر عبدالله ما يحضنه ... :: وأخيرا قررت ترجع وانا اخوك ...
ضحك زياد :: خلاص المهم قررت ...
ابتعد عنه عبدالله وضحك .. والجوهرة كانت لاصقة في ابوها ..
انتبه لها زياد :: وانتي يا مفعوصة وش يجيبك في بيت الرجال ؟؟
طالعته بحاجب مرفوع :: انا جايه مع بابا وبعدين شوف هناك فيه بنات بعد ...
عقد زياد حواجبه ورجع يطالع عبدالله :: نصيحة لك يا ولد العمة ابعدها عن سارة ...
ضحك زياد وهو يلم بنته :: اسكت لاتسمعك ...!! ترى سارة عندها بالدنيا كلها ...
اقبل عليهم نواف ومعه ريما و لاما ... وضحك عبدالله :: شف هذا نواف معه بناته وبنتي قالت الحق وش بلاك تهاوشها هي وتارك هذولا عنك ..
التفت زياد وعلى وجهه ابتسامة انقلبت لضحك على شكل نواف المستغرب نظراتهم عليه :: لا وانا اخوك هذولا حالة مسثتناة .. يكفي انهم ماجوا الا بعد موت ومضارب ... راح له اثنين وربي عوضه بهالتوأم الحلوات ..
وهنا تكلمت الجوهره :: بابا ليه هذولا زي بعض ؟
وصل نواف واضطر انه يبتسم :: اشوفكم من بعيد تطالعوني وتضحكون ؟ لايكون فيني شي غلط
قرب منه عبدالله يسلم عليه اما زياد فـ رد :: لا وش دعوى ... بس اشوفك انت والأخ ما تجون الا ببناتكم .. ومن تكلمت ردت علي ذي ام لسانين ..
رفع نواف حاجبه :: قل بناتنا ما عجبوك ؟
تهزأ به عبدالله :: لا بكره يجي يبي وحده منهم لسلطان وهو عارف وش نبي نرد عليه ؟
ضحكواكلهم على رفعة حاجب زياد القلقه ...
ورفع نواف ريما على كتفه لأنه شافها تعبت من الوقفه ..
بينما الجوهره ما صدقت خبر وانطلقت مع لاما ( الجريئة بطبعها )
ولما بغوا يمشون بيدخلون انتبه زياد وسأل عبدالله :: الا فهد وينه ماجاء ؟؟
ابتسم عبدالله :: مسافر
عقد زياد حواجبه :: مو كأني شفت مهند مع اسامة ؟
تنهد عبدالله :: الا بس السفرة هالمرة مو مع لمياء السفرة مع ام ريان ...
ابتسم زياد :: آآآآآآآآها .. الله يعينه ...
ومشى مع عبدالله متوجهين لصالة الرجال اللي قطعا تغيرت عن قبل ...
.
.
.
وعند الحريم ...
تحديدا في المطبخ ...
كانت عذا واقفه مع ندى يصلحون االشاهي في اللحظة اللي دخل فيها سلطان وهو مستحي من عذا ...
ابتسمت له الأخيرة تجرأه وكمل طريقه هو لعمته ..
ومن انتبهت له ندى ابتسمت :: وش تبغى حبيبي ؟؟
اشر لها تنزل له ..
ولما نزلت اذنها له وشوش لها بشي ...
وعذا تطالعهم وعلى وجهها ابتسامة رحمة وشفقة على هالمسكين ...
ابتسمت ندى وهزت راسها :: افا عليك سلطون وانا انسى شي مثل هذا ؟؟ رح فوق بتحصل شنطتي على الكنب اللي في الصالة خذها وبتلقى اللي تبغى فيها شفهم وبعدين رجعهم زين ؟؟
هز راسه بالموافقة ومشى بيطلع من عندهم ..
لكنه فجأة وقف والتفت لعمته ورجع يطالع عذا :: عمه ندى ..؟؟
التفتت له الأخيرة تبتسم :: لبيه ..
ابتسم لها بخجل :: معليش عمه عذا تروح معي ؟؟
ابتسمت ندى لعذا :: الله عليك مطلوبة من قبل سلطان بن زياد .. من قدك ..
ابتسمت عذا وهي تقوم من على الكرسي :: ايه عاد وين بنروح ؟؟؟
تنهدت ندى :: بيوريك شي خاص جدا .. طالبه مني من يوم كانوا في الشرقية وقايل لي اجيبه له .. وهذا هم اليوم وصلوا وهو ياحبي له من اسبوع مانساه ... ويبيك تشاركينه خصوصيته ... عاد انتي ادرى يا ام رياض الأطفال وش معناة طفل يبيك تشاركينه خصوصيته ؟؟؟
قامت عذا لسلطون ومسكت يده :: يوم انك تبيني اشاركك خصوصيتك والله اني ما اردك وانا اللي ما رديت اطفال روضتي كيف اردك انت وانت اغلى منهم ؟؟...
ضحكت عليهم ندى ومشوا عذا وسلطان للدور الثاني ...
وصلوا هناك وشاف سلطان شنطة عمته ..
فلت يد عذا وراح يركض لها ..
وبسرعة جنونية ومن غير تركيز فتحها ...
وطلع منها غرضه ...
تقدمت عذا وهي تبتسم وجلست جنبه ..
وانتبهت ان اللي في يده البوم صور ...
تنهدت وراحت تطالع في عيون سلطان الي تشبه لأبوه بشكل كبير ...
أصلا هو نسخة زياد لكنه مصغر ...
انتبهت له لما مد لها الصورة :: عمه عذا شوفي ..؟؟
مسكت عذا الألبوم تبتسم وشافت الصورة ...
وبسرعة البرق واسرع من لمح البصر خفتت الإبتسامة ...! وراحت تتمعن الصورة بدقات قلب تتسارع ...
نبهها صوت سلطان الحزين :: هذي ماما ....!!
رفعت عينها له وهي تبي تصيح بس ماتبي تجرح هالصغير ..!
تقرب منها سلطان أكثر لحد مادس راسه بين يديها وشاف الصورة معها ..
وبعدين رجع يطالعها يبتسم :: انا وبابا اليوم رحنا وزرناها ..
ابتسمت له عذا والعبرة خانقتها :: شفتها ؟؟؟
شهق سلطان بخوف :: لا مانشوفها ما يصلح .. عشان هي عند ربي .. وربي ما يسمح لها تطلع لنا لأنها صارت حقته خلاص ....
سكتت عذا وجمدت عيونها على عيونه ...
بلعت ريقها :: وش قلت لها طيب ..؟
ابتسم لعذا :: قلت لها اني قلت لعمه ندى تجيب الصور حقتها علشان اشوفها .. وقلت لها اني احبك كثير ...!!وان تصويرها حلو بالمرة وانا اذا كبرت ابي اصير مثلها ويصير تصويري حلو ..!
ومن دون شعور حضنته عذا بقوة ولأول مرة سلطان يقول لها هالكلام .. آخر مرة شافته فيها كان من اربع شهور بس ومع ذلك كانت تحس به خجول ومايتعدى ابوه في علاقاته وبس ...
كانت تتمنى انها تطلعه من قوقعته وانطوائيته ..
حاولت معه بالطرق اللي درستها انها تخليه على الأقل ينسجم معها هي لكن لاحياة لمن تنادي الولد من طلع على الدنيا وهو بعيد عنهم وساكن في الخبر مع ابوه والخدامات بروحه ... يعني منغلق تماما ...
حاول سلطان يبتعد عنها وبعدين طالعها يبتسم :: عارفة ان ربي يحب ماما كثير ..؟؟
هزت راسها بلإيجاب وهي تمسح دموعها ...
بس سلطان كمل وكأنه مو مقتنع بإجابتها :: وعلشان ربي يحبها سوا لها عزيمة وناداها ... وهي راحت له بعيد هناك في بيته ...
بلعت عذا غصتها وحبت تواسيه:: حتى انا ابوي ربي يحبه وسوا له عزيمة ...
نظرة خوف تملكت سلطان ورجفة سرت في اطرافه ..
نظرة غريبة وجهها لعذا وقال :: ايه بس انا ما ابغى ربي يحب بابا ... انا احبه وما ابيه يروح بعيد وبعدين ما القاه ؟؟؟ عمه عذا الله يخليك قولي لربي مايحبه ؟؟؟
عضت عذا على شفتها السفلية في غباء وياربي هي وش هببت ووش قالت ..
اصلا الفكرة اللي قالها سلطان خلت القشعريرة تسري في جسمها ...
انتبهت لسطان اللي صاح بصمت :: اذا راح بابا انا ماعندي احد ينام معي في الليل ولا احد يقول لي قصة .. ولا احد يركبني الخيل ولا يوديني لماما ؟؟
صاحت عذا وهي اللي قلبها ما يتحمل الدموع وشلون لو هي دموع طفل ..
حضنته بقوة وبعدين ابعدته عنها ومسكت يديه الصغار وبهمس قربت وجهها له ومسحت دمعته وهي تبتسم :: لو ربي حب بابا ... بنقول له يحبني انا بداله ...
طالعها سلطان :: بس انتي حلوة ما ابغى ربي يحبك ...
ابتسمت له :: بس بابا احلى وكلنا نحبه ... وانت تحبه ... صح ؟؟
هز راسه موافقة وهو يبتسم ..
فكلمت عذا :: اجل خلاص ... نقول لربي يحبني انا بدال بابا ... ويسوي لي حفلة قبله طيب ؟؟؟
ابتسم لها براحة :: يعني انتي ماتبين بابا يروح ؟؟
هزت راسه بالنفي :: لا انا اروح معليش بس بابا لا ...!!
ابتسم لها سلطان وكأنه شبه راضي ...
اما هي فأعجبت تماما بالطريقة اللي وصل له فيها زياد كيف انه امه ماتت من دون لايجرحه ..!!
اعجبها اسلوبه واثبت لها ان طول عمره حنون وما يحب احد يتضايق ...!! ولا يزعل .!
وسمعوا صوت ندى تناديهم ..
ولما ردوا عليها قالت لهم ان العيال مسوين سباق خيول وطلبت من سلطان ينزل بسرعة علشان يشوف ابوه " الكبير " على قولته ..!
نزلوا عذا وسلطان وانتبهت ندى لدموع عذا اللي نفخت عيونها ..
فتقدمت لها :: وش فيكم ؟؟؟
التفتت عذا تبتسم وهي تمسح دموعها بمنديل :: كسر قلبي وهو يتكلم عن امه ؟؟؟ يا قلبي عليه من طلع على الدنيا ماشافها ؟؟
ابتسمت ندى :: تراها ما اتكلت الا عليك .. وانتي للحين مو راضية تصيرين امه ؟؟؟
التفتت لها عذا وسكتتها بنظرتها ومشت مع اللي طلعوا كلهم بعد مالبسوا عباياتهم وراحوا للساحة الخارجية اللي فيها السباق ..
وقفوا الجميع وهم يشوفون زياد واسامة هم اللي على الخيول ...
كانوا منقسمين فرقتين ناس مع زياد وناس مع سام ...
وهنا التفتت ام عبدالله لأم مشاري تتنهد :: المزرعة مثل ماهي لكنها تغيرت كثير .. والا شفتي هالحلبة حقت السباق في يوم كانت زراعة خضراء وابو عبدالله يموت عليها ...
ابتسمت ام مشاري :: مايدوم الا وجهه يا ام عبدالله ... وسبحان اللي يغير الأحوال ..
ابتسمت ام عبدالله :: الله يثبت قلوبنا على الدين ولا يغيرها ..
أمنت وراها ام مشاري ..
وانتبهت ندى لعذا اللي مركزة مع امها وام مشاري فتقربت منها ...
::: عساك مبسوطة بالمزرعة الحين ..
فزت عذا بخوف وابتسمت :: صدق انها متغيرة لكن يكفي ريحة ماضينا فيها ...
ضحكت ندى :: علشان بس تعرفين ان زياد مهما صار ومهما كان عند كلمته اللي قالها وان الشي اللي فيه سعادة عذاه بيسويه حتى لو فيه شقاه ...
تنهدت عذا واحتدت نظرتها::ندى رجاء لو عدتي هالكلام برجع بيتنا ...
سمعوا سارة تضحك :: صياحك يا عذا هذاك اليوم كله بركة ومهند ولد لمياء اول مرة يسوي شي جميل في حياته ويروح يفضحك ويقول ان خالة عذا تشوف الصور وتصيح تقول ابي المزرعة ؟؟
طالعتها عذا :: يعني انتي اللي ما صحتي ؟
رفعت سارة حاجبها :: بس انا صياحي مو مثل صياحك عند بعض الناس ..
سفهتهم عذا وراحت للسياج تطالع السباق اللي بدأ ..
تحمسوا كلهم في البداية ...
ومع شدة الحماس بدوا يشجعون ويصارخون ...
وحمي الوطيس ...
وتقدم سلطان من عذا وتمسك فيها :: عمه عذا ارفعيني فوق ابي اشوف زين ..
ابتسمت عذا وبصعوبة شالته وحطته على السياج ...
ورجعوا يشجعون مرة ثانية ..
وفي طريق العودة ...
كان سام هو اللي سابق ..
فاشتد الصراخ والتشجيع والتصفير من الجهتين العيال والبنات ...
ومن قطع اسامة الخط اللي المفروض يوصلونه ..
نقزت سارة معها لميس من الفرحة ..
أما عذا فصرخت من قلبها لأخوها ...
ومشت مع الباقين رايحة لمكان الخيول ...
وقفوا هناك ..
وجاهم اسامة بكل فخر يتمخطر على خيله ويدور حولهم ..
لكنه من شاف لميس حسها فرصته ..
فقرب منها اكثر وبدأ يدور عليها وقريب منها على الخيل ...
جمدت اطرافها المسكينة وطالعته بتوسل :: سام انت عارف اني اخاف منه ..؟؟
ضحك :: وهذا هو اللي مخليني استمتع ...
تقدم منهم زياد يضحك :: امحق معرس ...!! ويدلع عروسه ..؟؟
عصبت لميس وطالعت اسامة :: شفته وش يقول مالت عليك ؟
رفع اسامة حاجبه :: هاه هاه لاتغلطين ترى اتهور ...؟؟
رفعت حاجبها وعقدت يديها :: وش بتسوي ..؟؟
ابتسم لها بحالمية احرجتها :: ما بسوي شي لأنك لميس .. !!
انحرجت منهم لكن ماامدها تستحي الا وسمعوا صوت صياح والتفتوا كلهم لمصدره ..
شافوا ام عبدالله وام مشاري ومعم لمياء وندى ملتمين حول شي ...
هنا شهقت عذا وكأنها تذكرت شي نسته تماما ..
راحوا كلهم يركضون هناك وزياد وسام على الخيول ...
ومن وصلوا شافوا سلطان جالس على الأرض ويصيح في حضن عمته ورجله تدمي ويده مليانة تراب ومتجرحه ..
نزل زياد مثل المجنون وشاله من حضن ندى لحضنه وطالعه بخوف :: بابا وش فيك ؟؟ وش يعورك ؟؟؟
ووسط دموعه :: بابا انا طحت من هنا ... عورني رجلي بابا قوة ...
تنهد زياد وتقدمت عذا وهي تحس بتأنيب الضمير ..:: آسفة سلطون والله نسيتك حبيبي انا غبية وما اعرف زين الحين بقول لربي يحبني ويسوي لي حفلة ...
التفت لها زياد على طول وهو فاهم وش تقصد ..
وعيونه ترجمت الخوف في قلبه عليها من هالكلام ...!
اما سلطان فطالعها وببراءة قال :: لالا بابا ما بيروح لربي يعني انتي لاتروحين ؟؟
التفت زياد لعذا في غضب :: انتي شلون تنسينه وش تهببين تقولين له كلام خرابيط ؟؟؟
عضت عذا على شفايفها وناسيه نفسها لكن عينها على سلطان :: والله مادري وشلون غاب عن بالي فرحت بفوز اسامة ونسيت ان سلطان كان على السياج ؟؟
رفع زياد حاجبه مصدوم :: ولدي طاح من على السياج بسبب اهمالك ؟؟؟
وصاحت عذا :: ايه بس الحمدلله ماصار له شي ..؟؟
رد بعصبية مغلفة :: والا تنتظرين يصير له ؟
وخافت عذا من نبرة صوته اللي ياماخوفتها وارعبتها لما كانت بنت الـ 18
بصوت واطي قلق بعبرة مخنوقة وعيون دامعة:: آسفة ماكان قصدي ...
مسك سلطان فك ابوه وخلاه يواجهه بالنظرات :: بابا لاتهاوشها ترى انا حبها وهي بعد تحبني ؟؟
طارت عيون زياد :: لا والله .. وعلاقات عاطفية بعد ؟؟ اشوفك مخربه الولد ؟؟؟
ضحك اسامة :: انت هيه سليطين .. لاتقعد تطلع على اختي اشاعات ؟؟؟
خاف سلطان منهم وعلى باله انهم يكذبونه لما شاف ضحكاتهم ...
فتقوس فمه بعبرة وعينه على عذا اللي احترق وجهها فشيلة وقهر وزادت عبرتها...
طالع ابوه :: بابا والله هي تحبني .. وبعد تحبنا كلناو تقول أنا وهي نحبك واذا ربي يبي يناديك بعيد بنقول له يناديها هي قبلك علشان انت أحلى منها ... واحنا نحبك كثير ومانبي ربي يحبك معنا ..
شهقت عذا وسدت فمها بيديها ...
ضحك زياد وهو يشوفها مثل ما هي ماتغيرت ... حتى دموعها مثل ماهي ... تنزل على قلبه مثل قطرات الملح اللي تعور الجرح ...!!
مايتحملها أبد ...!!
هذي هي عذاه الخجولة ... الحساسة ... اللي قلبها أرق من نسمة الصيف العليلة ...
وإلا كيف تقول لسلطان هالكلام ... وتواسيه بهالكلمتين الحلوات اللي اشعلوا فتيل الشوق لها في قلبه ...!
مشت وتركتهم والفشيلة تحرقها وتآكل وجهها ...
وش هبب سلطان ووش قال ...
وفي لحظة سمعت زياد يضحك بقوة ...
ويقول لولده :: حبيب ابوك .. اذا صار بينك وبين عمه عذا اسرار لاتجي تقولها لكل احد ولا حتى لبابا .. زين ؟؟؟؟
وسمعت سلطان يرد عليه بفرحة ويقول زين ..
دخلت البيت وهي تصيح من الفشيلة ..
اللي صار ماكان في الحسبان ...
احرجها سلطان بكلامه لو انه حقيقة .. لكن موقدام الكل وخصوصا ابوه ...
الحين وش بيقول ووش بيفهم ؟؟؟
وهي اصلا محترقة ومتوترة من نظراته عليها وشلون عاد وهو سامع هالكلام ؟؟؟
تنهدت وهي تجلس على الكنب في الصالة وتتذكر شكل زياد وهو خايف على ولده ...
تذكرت شكله وهو واقف قدامها ويعاتبها على اهمالها ... واللي ياما سمعته يعاتبها عليه ايام حملها ..
لكنه لازال رجل ... ولازالت جاذبيته مثل ماهي ..
حتى وإن كان عنده ولد عمره ست سنوات وبيتم السبع قريبا ....!
زياد يضل زياد الوسيم والرائع ...
زياد اللي عمره محد بيعوضها عن ابوها كثره ...
.
.
.
.
وقت الروحة ...
يعني قريب من بعد نصف الليل ...
طلعت سارة وعذا آخر ناس وركبوا السيارة ...
كانت امهم وعبدالله واقفين بعيد شوي مع زياد وندى وام مشاري وسلطان ..
الظاهر كانوا يتوادعون ...
ركبت عذا وراء امها مباشرة وجنبها ريم وسارة والجوهرة ..
بينما لمياء و عيالها مهند و نوف .. راكبين مع لميس واسامة ...
.
.
استوت عذا في جلستها ولفت وجهها للدريشة تطالع المزرعة عن كثب وتتذكر كل شي حلو مروا فيه ايامها ...
شكرت زياد في قلبها مليون مرة لأنه تعب على مالقى راعي المزرعة واشتراها منه بالسعر اللي طلبه ... المهم انها تكون له بأي شكل ..
انتبهت لأمها وعبدالله اللي اقبلوا يمشون يتبعهم زياد ..
كان العرج لايزال موجود في رجله لكنه اخف من قبل ...
ومن انتبهت له عذا راحت عينها على يده على طول ..
وفعلا شافتها مثبته على جنبه وما يحركها ..
في السنوات الأخيرة كانت تمام ويحركها عادي ..
لكن الحركة الكثيرة عليها وانه يشيل ثقيل او يحركها فجأة فهذي تضره وتخليه يتعب من مفصل الكتف و يضطر انه ما يحركها .. واليوم هو اضطر يشيل سلطان بسببها ..
وركب الخيل ..
يعني ارهق رجله ويده ..
ليتها كانت تجرأ عليه كانت ما بتسمح له يسوي هالأشياء كلها لأنها تضره وتأثر عليه وهي قلبها ما يتحمل ألمه ....
غصب عنها ابتسمت لما شافته يودعهم ...
وانتبهت لسارة :: لا كان جلستوا زود .. وش وراكم محد ينتظركم في السيارة ؟؟
ضحك عبدالله وامه وهو يحرك سيارته ماشي ...
ورفعت سارة حاجبها :: وش فيكم تضحون ؟؟؟ اقول نكتة ؟
ابتسمت أمها وعبدالله مازال صامت ..
واشتغلت ونانات اللقافة عند سارة وطلت بوجهها عليهم ..:: بتتكلمون والا والله اتصل على زيود واسأله ..
تنهدت ام عبدالله :: لا بنقول ... بنقول لك ان زياد جاء اليوم وللمرة الثالثة من وفاة زوجته وطلب من عندنا ... ووعدنا انا وعبدالله انه لو انرفض هالمرة فما رح يرجع يطلب مرة ثانية لأنه دائما يقول ان الأهم عذاه مو هو ....!!
التفتت سارة لعذا وشافتها مطيرة عيونها بصدمة ..
فرجعت تطالع امها :: ووش قلتوا له ؟؟
هزت ام عبدالله كتفها :: عرفت انه يفضل عذا على راحته وانه يهمها ترتاح ... فقلت بنشاورها واللي يريحها بترد علينا به وبنرد عليك ...
وهنا تكلم عبدالله :: وش قلتي عذا ؟؟؟
سكتت الأخيرة وماردت ...
متفاجأة أنه لازال يعرض الزواج عليها للمرة المليون ...
ومعقولة هي هالمرة بترفض ..
من بعد اللي شافته واللي سمعته من سلطان ترفض انها تعيش معه هو و ولده وتظفر بعائلة مثل هذي ؟؟؟
كملت ام عبدالله :: حتى ام مشاري كانت تخطب عذا لزياد ... واملهم انها توافق ...
ورد عليها عبدالله :: عذا وش ردك علينا ؟؟؟
استحت عذا وماعرفت وش تقول ..
فانقذتها ريم :: خلوها تفكر ياجماعة لاتضغطون عليها ..
رد عبدالله :: الموضوع مايحتاج تفكير يا ايه يا لا ...
سكتت عذا شوي وبعد فترة تنهدت :: انا لو بآخذ زياد فعلشان سلطان وبس .. مو علشان شي ثاني .. حرام الولد يعيش أهم فترات حياته بدون حضن ام ..!
الكل في السيارة ابتسم ...
كأنهم متوقعين ردها ..
ومتوقعين موافقتها ..
أصلا من دخلت اليوم المزرعة وباين عليها التغير ...؟؟
كيف ماتتغير وهي عارفة ان هالمزرعة تعب عليها زياد ومات على مالقى راعيها واشتراها منه ..
كان مستعد يدفع نصف ثروته لكن هالمرزعة ترجع مرة ثانية كله علشان خاطر عذا وبس اللي صاحت لما شافت صورتها ايام المزرعة وهي واقفة عند الزراعة وحست بالفعل انها مشتاقة لها ولأيامها فيها مع ابوها ...
تغيرت بعد ماشافت سلطان اللي تعلق فيها من ربي .. وكأن سحر اللي ماتت بعد ولادة عارفة وحاسة ان ولدها بيتعلق في عذا فطلبت من زياد انها هي اللي تكون مرت ابوه .... ويحاول معها لحد ماترضى ... خصوصا ان سحر نفسها شافت الألم في عيون عذا من خيانة زياد لها يوم راحت لها تبي تراضيهم ... لكن فيه شي يمنعها من الرضوخ وهو المكابرة اللي مالها داعي ...
فـ رضت سحر وكملت حياتها مع زياد ... وجابت منه سلطان ..
لكن الله ما كتب لها تكمل معه ...
وماقدرت تتحمل الولادة والحمل ...
فأراد الله انه يستوفيها بعد ولادة سلطان بيوم بس ...
وعاش زياد هناك في الشرقية مع ولده ..
لحد هاليوم اللي قرروا أخيرا يرجعون فيه للرياض ..
علشن هالمزرعة ..
وعلشان يرجع زياد لها ويصير بين اهله ... ويعيش فيها مع ولده وعذاه ...!!
.
.
.
.
وتبقى دموعنا هي حصاد همومنا
فـ بدموعنا تروى أهات جروحنا
لتولد الفرحة من رحم الأحزان
وتحلق في سماء السعادة
فمن دموعنا تزهر الإبتسامة !!
وبكذا
انتهت فصول قصتهم ...
وانطوت صفحة حياتهم بحلوها ومرها ...
الماضي أصبح ذكرى ..
والحاضر أضحى سعادة ...
والمستقبل مشرق ... مصبوغ باللون الأخضر ...
لون التفاؤل والأمل ...!!
وانتهت علمني حبك ... ان أحزن ...
النــهـــايـــة
|