لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله خاص بالقصص المنقوله المكتمله


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-04-08, 01:20 AM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 34444
المشاركات: 1,013
الجنس أنثى
معدل التقييم: عزيزه 1 عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 12

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عزيزه 1 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عزيزه 1 المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

الــجـزء الـــعاشـــــــــ 10 ــــــــــــــــــــــــــر

في بيت أبو سلمان ...فهد داخل للصالة وأمه جايبة الشاهي وجاية للمجلس
فهد : خلاص يمه ما يحتاج شاي فيصل راح ...
أم سلمان : ليه ما خليته يستنى يتعشى معانا ...بسم الله وشفيه حتى الشاي ما شربه ..وهو طالبه ؟
فهد : كان مستعجل ... وين نجمة ؟
أم سلمان : ما أدري يا وليدي حتى ما شفتها يوم طلعت من عندكم ...هو وش قال لها فيصل ؟ وش صار ؟
فهد : ما أدري يمه ؟
أم سلمان : وش تقول ؟!! ليه أنت ما كنت معهم ؟
فهد وهو محرج من أمه : إلا بس أنا قمت المقلط أجيب شئ وبعد دقايق لقيت فيصل متتهي وطالع ...ونجمة سبقته وطلعت هي بعد !!
وبسرعة وقبل ما يعطي أمه فرصة أنها تقول شئ قال أنا طاله لنجمة أشوفها
دق الباب عليها ..ودخل ..لقيها ماسكة كتاب تقرأ فيه ............
فهد : هاه شلون اللقاء ؟ وش رأيك بولد عمك ؟
نجمة ؟ هذا سؤال له هو مولي لأنه هو اللي طلب يشوفني وإلا أنا مو مهم عندي ...عادي !!
فهد : ممكن اعرف وش قال لك فيصل ..وش قلتي له ؟
نجمة وهي متعجبة : ضروري يعني تعرف ؟
فهد : من باب أني أخوك ويهمني أمرك ...وبعدين انا لاحظت ان الكلام اللي بينكم ما كان مريح لكم الأثنين
نجمة : يعني سمعت ؟
فهد : لا ما سمعت بس شفت تعبيراتكم ...وحالكم بعد اللقاء ما عجبني !!
نجمة : يعني ما سألت فيصل ؟
فهد : فيصل ما يهمني قد مأ أنت تهميني ...مكن أعرف ؟
نجمة وعلشان تريح أخوها اللي لاحظت قلقه : أبد هو كان يقول لي عن بعض الأشياء اللي بشخصيته علشان ما انصدم فيها بعدين ...بس
فهد : وبعدين وش رأيك ؟!!!
نجمة : أنا قلت رأيي ...وما عندي شئ جديد
فهد : متأكدة ؟ مرتاحة ؟
نجمة : إيه الحمد لله .........يالله اللحين ننزل لأمي وابوي ...وبعدين وين مشاري وخالد ما شفتهم اليوم ؟
فهد : شاطرة أنت في الإنزلاق من المواضيع الي ما تعجبك ..زين يالله نزلنا ..علشان أمي لا تقلق بعد !!
أما في بيت أبو فيصل ........كان الجميع محتارين من خروج فيصل السريع والمفاجئ من البيت... تـأخر ما رجع إلا بعد ما نام الكل ............
ثاني يوم في الصباح ........نزل فيصل لقي الكل يفطر
فيصل : السلام عليكم
أبو فيصل والجميع : وعليكم السلام ...يالله تعال افطر
فيصل: يبه ممكن تحدد مع عمي موعد الزواج ...ابغاه بعد شهر من اللحين
الكل مندهش من قرار فيصل
نوف وسارة بصوت واحد : لالالالالالا مايصير
فيصل بنظرة حادة : وش اللي ما يصير
نوف بهدؤ أكثر : فيصل ما يمدينا ولا بيمدي بنت عمي تتجهز
فيصل : خير إن شاء الله وش ما يمديكم ...أنتم مالكم شغل بشئ بس عليكم بأنفسكم ومالكم خص بشئ وناظرها بعين حازمة
فيصل : هاه يبه ..وش قلت ؟
أبو فيصل : خلينا نكلم عمك ويصير خير
الجدة : ما عليك يمه منهم ...أنت لو تبي العرس بكرة يصير ...وش فيها بنت عمك وأنت تبيها وهي موافقة وشله بعد الكلام اللي ماله لازمة ...........
فيصل : أنا رايح وأنت يبه تفاهم مع عمي ...مع السلامة
نوف يصوت واطي لسارة : اتمنى أفهم هالإنسان !!
سارة : ليه ؟ وش عليك منه ؟ حياته هو حر فيها !!!
نوف : اتمنى أفهمك أنت بعد ...وش هالبرود والسلبية ؟
أبو فيصل : يالله يا بنات لا تتأخرون عن الكلية !!
بعد صلاة الظهر في بيت أبو سلمان أبو سلمان وأم سلمان ونجمة وفهد ينتظرون رجعة مشاري وخالد علشان يتغدون ........
أبو سلمان : ترى أخوي أبو فيصل كلمني اليوم ويقول أن فيصل يبي الزواج بعد شهر ! وش رايكم
نجمة رفعت راسها بتعجب وما تكلمت
أم سلمان وبصوت اعتراض : يا حافظ وش معجلة ...ليه هو على كيفه ..يعني ما ورانا جهاز ...وتفصيل ..وروحة وجيه ...هو سلق بيض ؟!!
أبو سلمان : شوي شوي كليتيني يا مرة وش جاك ؟
أم سلمان : وأنا صادقة هاللحين فيصل عمره كله مايبي يتزوج ...ويوم يقرر يبي يتزوج بشهر !!
فهد : طيب أنت ما قلت لعمي شئ يبه ؟
أبو سلمان : والله أنا قلت له ليه العجلة ...خلنا نجهز على مهلنا للعرس ..قال فيصل يقول مالكم شغل بشئ هو متكفل بكل شئ بالعرس ...
هنا دخل مشاري وخالد : السلام عليكم
الجميع : وعلكيم السلام
مشاري : وش عندكم جايبين طاري العرس مين بيعرس ؟
نجمة : أنا بروح اجهز للغدا ...........وقامت عنهم
أم سلمان وهي تقوم و تجلس جنب التلفون ........
أبو سلمان : مين بتكلمين هالوقت ؟
ناظرته أم سلمان وما ردت عليه وكملت إتصالها ........
أم سلمان : السلام عليكم
أم سلمان : هلا يمه فيصل اشلونك ...ايه الله يسلمك كلنا بخير .. بس توه عمك مبلغني أنك تبي العرس بعد شهر ....ايه الله يسلمك وش معجلنا ما ورانا شئ ...لا يمه ما يمدينا بشهر ...ماهي مسألة تجهيزات العرس هذي هينة ...أنت تعرف نبي نجهز أشياء كثيرة للعروس لبس وأغراض ...ولوازم ....
أم سلمان وصوتها بدأ يحتد شوي : شف يمه أقل من شهرين ما يمدينا وإلا أنت تظن أن نجمة علشانها يتيمة وأمها مافيه ما أحد بيهتم فيها ...والله اللي خلقك أنها أعز من عيالي ولو جبت بنت ما أطني بأحبها واغليها كثر ما أحب وأغلي نجمة ... واللي ودك تسويه سوه ...بس أحنا ما عندنا عرس قبل شهرين ..
أم سلمان : سلم على جدتك وأبوك وخواتك ...مع السلامة
مشاري بصوت واطي : والله وابتدى شغل الحموات ...اثر أمي ماهي هينة وأحنا ما ندري ؟
أبو سلمان : وش اتفقتم عليه ؟
أم سلمان : ما اتفقنا ...أنا قلت اللي عندي ...وصكيت التلفون وهويسوي اللي يبيه ؟
أبو سلمان : شلون يعني ؟
أم سلمان : العرس بعد شهرين لو يبي ...وإلا ما يحتاج أصلا أنه يدور اعذار ؟
فهد : ايه والله أمي صادقة
أبو سلمان : بسم الله عليك وش صارلك يامرة ...حتى أنت يافهد
في هذي اللحظة نجمة تجيهم : الغدا جاهز يالله ..........
أم سلمان وهي تناظرهم بنظرة تسكتهم ...يالله للغدا
أما فيصل فقفل التلفون من خالته وهو متعجب :وش جاها خالتي بعد ....يمكن نجمة قالت لها ؟ بس ما علي منهم اللي براسي بيصير إن شاء الله ...بس ليه يوم أنها تحب ولد خالها وافقت بكل سهولة عليّ ؟!! يعني أنا تأكدت أنه ما أحد غصبها !! وإلا يمكن أنا فهمت غلط وهي أصلا ما تحب ولد خالها ؟ ياربي وش صار فيّ اشغلت نفسي والله أنها بلشة أنا كنت مرتاح من هذا الهم ...بس أنا جبته لنفسي ...صدق يامن شرى لنفسه من حلاله علة........... وقام يرتاح بغرفته
بعد العصر وقبل ما يطلع فيصل للمكتب أبوه يناديه : فيصل تعال ابغاك
فيصل : هلا يابوي أمرك
أبو فيصل : كلمني عمك اليوم ويقول يبون العرس بعد شهرين .وأنا قلت لهم ما عندي مانع
فيصل : بس يبه ...
أبو فيصل بصوت حازم وهادئ : خلاص أنا اعطيت لعمك كلمة ...كيف يعني تبي تكسر كلمتي ...الزواج إن شاء الله بعد شهرين وانت جهز نفسك على ها الأساس
فيصل : أمرك يبه .... بس اتمنى ما أحد يتدخل باي شئ بعد كذا
أبو فيصل : وش قصدك ؟
فيصل : يعني بعد كذا بيني وبين بنت عمي ...ما ابغى في أي قرار اتخذه القى احد من بيت عمي يتدخل فيه .. الله يخليك يا أبوي لا تزعل بس أنت تعرفني ...ما أحب احد يغير قراراتي
أبو فيصل : هاللحين هذا تفكيرك وأنت بتبدى حياة جديدة ...وأنا اللي قلت أنك بديت تتغير ...يا بوي الحياة يبيلها اخذ وعطا ...ماهي نظام عسكري ..الله يهديك بس
فيصل وهو قايم علشان ينهي النقاش : أنا رايح المكتب تبي شئ ؟
أبو فيصل : سلامتك ..... في حفظ الله
تحدد موعد الزواج وانشغل الكل في الأستعداد للزواج ..............
كانت نجمة منشغلة مع أم سلمان بالذهاب للسوق ..والخياط ...ما كان عندها وقت للتفكير بأي شئ ثاني
كانت قد استأذنت من أبوها أنها تعزم أخوالها ( خالها محمد ..وخالها أحمد ) وعيالهم هي كان ودها تروح بنفسها تسلم عليهم وتعزمهم بس الظروف ما ساعدتها ...
قبل الزواج بشهر ...............صار مفاجأة حلوة فرحت نجمة كثيرررررررررر
في فترة الضحى دخل أبو سلمان غرفة نجمة بعد ما دق الباب ......
كانت جالسة كالعادة تقرأ ..........
أبو سلمان : يبه نجمة بيجينا اليوم ضيوف غاليين ابيك تقومين تساعدين أمك ...الغدا بيكون عادي بتسويه أمك ...بس العزيمة بتكون بالليل بالعشاء ...شوفوا وش ناقصكم علشان أنا طالع اوصي على العشاء
نجمة : مين هالضيوف ؟
أبو سلمان : بعدين بتعرفين يالله قومي ساعدي أمك و تجهزي ابغى غدا يبيض الوجه ...وعشا على قد واجب وغلاة زوارنا
تركها ابوها في حيرتها ...اللي ما طولت لأنها نزلت بسرعة لأمها تشوف وش عندها ويمكن تريح بالها
كانت أم سلمان بالمطبخ وافقة تنسق مع الخدامات وش بتسوي للغدا المفاجئ ......
نجمة : السلام عليكم ...يمه مين بيجينا ؟
أم سلمان : وعليكم السلام هلا يمه ...والله ما أدري أبوك كان يقرأ بمكتبه وجاني وقالي أنه فيه ضيوف مهمين بيجون للغدااللي طلب أني اسويه عادي بالبيت وأنهم رجال وحريم ...وأن عزيمتة عشاهم بتكون بالليل ...يالله يمه ساعديني
وانشغلوا بالمطبخ لين الساعة 2 بعد الظهر كان كل شئ والبيت مبخر بالعودة ...والكل مستعد لأستقبال الضيوف المجهولين .......
كان أبو سلمان يشوف لهفة نجمة ....وفضولها ..ويضحك عليها بسره ..الكل كان جالس ينتظر الضيوف بصبر
نجمة وهي تقرب منه وتجلس على الكنبة جنبه وتتعلق بكتفه : يبه حبيبي أنت بس قول لي أنا ما أعلم احد ..مين هالضيوف ؟
أبو سلمان وهو يتصنع التكشيرة : بعد شوي تعرفين ...دقايق وجوال أبو سلمان يدق ..يطالعه ويبتسم
يطالع فهد ويقول : يالله يبه قم استقبل الرجال يالله يا عيال قوموا .........
يطلعون وصوت أبو سلمان بعلى بالترحيب بالضيوف : يالله حيهم من ممشاهم لملقاهم ...تو ما نورت الرياض ...حياكم الله ...تفضلوا ...تفضلي يا أم محمد ......
كانت نجمة وافقة مع أمها بوسط الصالة يوم فتح أبوها الباب وهو يقول للضيفة الأولى حياك يا أم محمد تفضلي ادخلي يا بنتي للضيفة الثانية وقفل الباب وراح للمجلس ......
كانت نجمة وافقة مثل المسحورة مو مصدقة اللي تسمعه ..........
الضيفتين أول ما استقروا بالصالة فكوا الغطاء من على وجيههم .......كانت وحدة كبيرة بسن أم سلمان والثانية بسن نجمة
كانت ام سلمان ترحب بضيفاتها ...مع أنها ما تعرفهن وفجأة سمعت نجمة تصرخ وهي تركض ناحية الضيفة الكبيرة وفاتحة يدينها : خالتي ...حبيبتي ... كانت تضحك وتبكي بنفس الوقت حضنت خالتها
ما اصدق أنت هنا ...قدامي ...حبيبتي ..خالتي ..امي ...أنت هنا .....والخالة ما كانت أقل منها في حرارة اللقاء
شوي وتقرب منها البنت وتضربها على ظهرها وهي تقول بس خلي لي شوي يالدبة ..........
تلتفت نجمة لغالية وتحضنها والثنتين ما قصروا في بعض أحضان وأشواق .........
كانت أم سلمان واقفة تداري دمعتها من المنظر اللي قدامها ...........
هدأت حرارة اللقاء ........... وجلسوا مع تراحيب أم سلمان فيهم وفنجان القهوة اللي كان يدور بينهم
نجمة : مين معاكم مين جابكم ؟
خالتها أم محمد : خالك .....ومحمد ؟
نجمة : بالله ...!! مسكت جوالها واتصلت على أبوها : يبه حبيبي مفاجاة روعة !!مين عندكم بالمجلس ؟
طيب يالله
قامت نجمة بسرعة للمجلس وهي تقول بأروح اسلم عليهم
فتحت نجمة باب المجلس وهي تضحك من قلبها وترحب بخالها كانت تحضنه بكل شوقها له ولحنانه ....
أما أخوانها فكانت عيونهم طايرة في أختهم اللي داخلة المجلس من غير عباية ولاحتى شيلة على راسها هي لابسة تنورة وبلوزة بألوان غجرية رائعة وولد خالها جالس يناظرها لا وبعد يبتسم ...والمصيبة أبوهم ولا على باله .............
محمد وهو يضحك : بس خلاص ذبحتي أبوي ... وإلا هذا حق السنة الماضية كلها
التفتت عليه نجمة وهي تضحك وتروح له وهي تقول هلا بالغيار وتلمه وتسلم عليه ..
محمد وهو حاب يفهم أخوانها الخقيقة : هلا وغلا بأختي الغالية اللي حبها في قلب أبوي قاهرني من يوم احنا صغار
تتركه نجمة وتروح جنب خالها : هاه ياخال كيفك وش أخبارك ...وش هالمفاجئة الحلوة ؟
أبو محمد : والله يا بنتي أنا ما عندي أغلى منك ...ومو معقول ما أجي أشوفك واطمن عليك قبل زواجك مع أني متأكد أن أبوك واخوانك الله يبارك فيهم ما بيقصرون ...وبعدين محمد بغى يسلم عليك ويبارك لك قبل ما يسافر
نجمة : ليه متى بتسافر يا محمد ؟
محمد : يوم السبت إن شاء الله
نجمة بحزن : الله يوفقك ويسهل أمرك يارب
محمد حب يغير الجو فقال لأخوانها : تصدقون ما أحد كان يقهرني مثل أختكم ..كل الدلال والدلع لها
نجمة : ياسلام إلا أنت اللي غيار ....
ارتاح أخوانها من كلام محمد وجلسوا ينكتون ويعلقون عليهم
أبو سلمان : يالله يبه نجمة شوفي أمك وحطوا الغدا
قامت نجمة وهي تطالع محمد وتغمز له وتضحك وتقوله : بارجع لك مافيه فكة مني
أبو سلمان لأولاده : أبو محمد وأم محمد هم اللي ربوا نجمة ورعوها من يوم ما أنولدت وفضلهم جميل برقبتنا كلنا ما ننساه ليوم القيامة
أبو محمد : وش هالكلام ...نجمة بنتي ...نسيت انها بنت الغالية مهرة
وعند أم سلمان وأم محمد بعد الغدا
كانت أم محمد تقول : بعد ما ولدت مهرة نجمة كانت تعبانة مرة وضعيفة وأنا كنت سبقتها بولادة بنتي غالية من شهر تقريبا ...فرضعت نجمة مع مهرة سنتين كاملة ...وتربوا الثنتين سوا ياكلون ...ينامون ..يلعبون ...يدرسون ...ما افترقوا إلا يوم جات لكم هناالرياض ...والله أنها تركت فراغ بقلوبنا وبحياتنا هي من غلاة عيالنا
أم سلمان : الله يجزاكم خير ...دايم ابو سلمان يذكر فضلكم عليه برعاية نجمة وأمها الله يرحمها
أم محمد : الله يهديك يا أختي وش فضله نجمة بنتنا
في ها الوقت جات نجمة وغالية اللي كانوا فوق .........
غالية : يمه توه أبوي متصل ويقول تبين تروحين معاه هو ومحمد للشقة ترتاحين لليل وبعدين بيرجع لأن العشاء هنا
أم سلمان : ليه ياحافظ تروحون شقة ...والبيت هنا وش كبره ..وإلا ما أنتم حاسين أننا أهل
نجمة : لا خالتي أنت وغالية اجلسوا هنا .... وارتاحوا بغرفتي
أم محمد : لا والله احنا أهل من قبل ومن بعد بس تعرفين محمد عنده شوية اشغال بالوزارة واخذ شقة قريبة علشان يخلص أشغاله بكرة إن شاء الله وبعدين وش عشاه بعد ...احنا ما اتفقنا مع ابو سلمان اننا أهل وما نبغى كلافة
أم سلمان : احنا بس ودنا نجمع الأهل والحبايب ونعرفهم عليكم هذه فرصة تتعرفون على أهلنا
ام محمد : اجل تعالي أنت يا نجمة معانا للشقة علشان اغراضنا هناك ونجي مع بعض بالليل
نجمة : ما اقدر اخلي أمي لحالها بأجلس علشان اساعدها
أم سلمان : لا يمه روحي مع خالتك ما هناك شئ أسويه ...أبوك الله يسلمه موصي على كل شئ من برى
والشغالات بيساعدوني بالتجهيز ...وأنتم لا تتأخرون
نجمة : لا يمه حتى أنا بأجهز.. أقول لك خلي محمد يوديكم وأرسلي معاه اللي تبيه غالية خليها معاي ...علشان ابغى أجلس مع محمد شوي مشتاقة له ولأخباره ..........
راح ابو محمد ومرته وولده بعد صلاة العصرلشقتهم المفروشة اللي استاجروها مع أن أبو سلمان زعل منهم كثير على أنهم ما جلسوا عندهم و الكل في بيت أبو سلمان راح لأشغاله ...
وطلعت نجمة وغالية لغرفة نجمة ............
غالية وهي تنسدح على سرير نجمة : ما شاء الله بيتكم حلو ...وغرفتك حلوة
نجمة : الله يحلي أيامك ...لو مو فهد يحب بنت عمي كان خطبتك له وخليتك تعيشين هنا معاي
غالية : لا يا حبيبتي خليت الزواج لك ...بس وين بنات عمك متى بيجون
نجمة : خليني اتصل بهم علشان أكد عليهن ما يتأخرن
اتصلت نجمة ببنت عمها وطلبت منها انها ما تتأخر
غالية : نجمة وشلون ولد عمك ؟ وكيف حبيتيه يعني ووافقتي على الزواج منه ؟
نجمة وهي تضحك : لا إن شاء الله أنا أحب ومين فيصل بعد
غالية وهي تجلس وتطالع بنت عمتها : كيف يعني وشلون مو انت بتتزوجينه ؟
نجمة : يا حبيبتي أنت عارفة رأيي في الحب !! لا بعد ومين أحب فيصل كمان
...فيصل يا طويلة العمر رجل من اللي ما يحب ولا ينحب
غالية : شوي شوي عليّ فهميني لا تجننيني
نجمة : بعد المعاناة اللي شفتها بحياة أمي في حبها لأبوي
دموع فرحة بجيته ...ودموع الم لفراقه
ساعات وحدة ...أيام شوق وحنين
سنين لهفة وأنين عاشتها في صمت
عــــذاب... له أول وهو أنها كانت هدية له ولأنها تحبه ...تعشقه ..تتمنى رضاه ...
بس ما كان له آخـــــــــــر.. إلا موتها بحسرتها ....حسرتها أنها تحب واحد ما قدر يبادلها نص مشاعرها ما قدر يخليها جزء يومي من حياته ...........
كانت على الهامش ...
كانت تموت بيومها مية مرة ...إلا قولي بعدد دقايق يومها لأنها كانت تتذكره كل دقيقة ..........
يوم نصحى الصبح كانت تقول : اكيد أبوك اللحين قد راح للمكتب هو يحب الشغل ما شاء الله عليه ..لما نفطر تقول ..ما ادري وش فطر أبوك .. يوم نتغدى أبوك يحب هالأكلة ....
كانت تعيش معاه بخيالها أكثر مما عاشت معاه بواقعها...تدرين كل يوم كانت تكتب له رسالة عن كل شئ سويناه بذاك اليوم ... ولا رسالة اعطته إياهن علشان ما تكدره......
كنت اعيش معاها كل هذه اللحظات وما اقدر أسوي لها شئ ...........كنت مثلها اشتاق له بس طفولتي وحبها وحبكم وبرائتي كانت تنسيني فراقهوشوقي وهمي ...وما اتذكره إلا لما اشوف دموعها وأسمع تنهيدها خاصة ايام مرضها الطويلة .........
وقبلها كانت جدتي بنفس المعاناة مع جدي وكل ذنبها بالحياة أنها ما قدرت تجيب له الولد اللي يتمناه ............
عرفت أن اللي تحب رجال وتعشقه بتشوف الويل والعذاب ...عاهدت نفسي ما أحب رجال بحياتي
وهذا سمعته من جدتي الله يرحمها كانت تقول :دموع وحزن المرأة ما يسببها إلا حب الرجل واللي تبغى ترتاح في حياتها لا تعشق رجل
غالية : أجل شلون بتتزوجين ولد عمك ؟
نجمة : أنت قلتي ولد عمك ...فيصل هذا شخص كل اللي أحس به لما أشوفه ...الخوف ....وما اظن الخوف بيجتمع مع الحب ..شوفي أنا بأحترمه ...واقدره وأقوم بواجباته ...وأنا متأكدة أنه ما بيقصر لأن الكل يمدح تفانيه للعايلة بس....... هو جاف وقاسي ...وهذا اللي أنا ابيه ...ما أبي واحد طيب !!
غالية وهي تحط ايدها على راسها مفجوعة من كلام بنت عمتها : يا أنك مجنونة ...يا مجنونة ...يا بتتجننين
وش هالكلام الغريب وش هالمنطق العجيب ؟
ليه تحكمين على كل الأزواج بسبب حالة خاصة صارت لأمك ...وربنا ما يحرمها من الأجر إن شاء الله
ليه ما تتأملين ان حياتك بتكون أحسن ...وان حبك لزوجك بيعوضك عن أي حرمان عشتيه ..
نجمة وهي قايمة : أنا ما عشت أي حرمان بالعكس أنا تمتعت بالحب بكل أنواعه أكثر من أي أحد علشان كذا ما أبغى أنحرم من الراحة والأمان اللي أنا عايشته وأتعلق بوهم الحب ...واعيش الحرمان اللي تقولي عليه خليني كذا مرتاحة ...
وترفع يدها وهي تقول أنا نازلة أشوف أمي وجاية ..ارتاحي أنت بس
غالية : والله أنك محنونة
طلعت نجمة ....وساعدت أمها شوي بالتجهيزات ....وسمعت دق الباب ...وعرفت أنه محمد جا ... راحت تفتح له
وقفت معاه بالمدخل تضحك وهي تقول هلا والله بالدكتور ومسكته من يده وهي تقول تعال لي معاك كلام كثير طمني وش أخبار القلب ؟ كان هو ماشي وراها يضحك : صبر شوي
التفتت تناظره شافت ظل ساد فتحت الباب اللي نسيوه مفتوح يوم تحققت من صاحب الظل ...بان الخوف على وجهها وهي تشهق
التفت محمد يتابع نظرتها المرعوبة ......
في هذه اللحظة كانت نجمة تسابق خطوات فيصل الواسعة الداخلة لهم وتترك يد محمد وتدخل للبيت و محمد واقف مندهش و مو داري مين اللي جاي ناحيته .....
.................................

فيصل وهو يقترب من محمد وبصوت حازم : السلام عليكم ...اكيد الأخ ولد خالها ؟!! قالها بأستهزاء
محمد وحاول أنه يكون هادئ بعد ما عرف أن الداخل من أهل البيت ويمكن يكون هو فيصل خطيب نجمة
محمد وهو يمد يده : وعليكم السلام ..ايه ولد خالها وأنت أكيد .........وكان مستغرب من منظر فيصل العابس وأنه ما مد يده له بالسلام ...بس بلحظة وقبل ما ينتهي من كلامه جاه صوت من وراه : فيصل ..هذا فيصل ولد أخوي وخطيب نجمة .... فيصل هذا محمد ولد خال نجمة وأخوها من الرضاع !!!
كان هذا صوت أبو سلمان اللي راحت له نجمة بسرعة ولقته في مكتبه وخبرته بسرعة عن الموقف ...وقالت له يروح لهم بسرعة عند الباب ..........
والحمد لله وصل أبو سلمان قبل ما يصير شئ ...
وما احد يقدر يوصف شعور فيصل هذيك اللحظة ..........
إحراج ...وخجل ....وقهر ....وندم .......
بس شخصية فيصل المتمكنة تجاوزت هذه اللحظة ...وابتسم لمحمد وهو يأخذه بالأحضان ..
ويقول : هلا والله ..الله يحييك يا خوي ..اعذرني ما عرفت أنك أخو بنت عمي ...بإشارة خفية لسبب عبوسه السابق..
جلس فيصل مع أبو سلمان ومحمد دقايق اكد فيها عليهم علشان عشاء اليوم الثاني بيكون ببيت أبو فيصل ( وهذ اللي كان جاي أصلا علشانه ) وخيرهم بين انهم يتعشون بالبيت وإلا بإحدى استراحات الثمامة من باب التغيير.........
أبو سلمان : خلنا نشاور الجماعة ونرد عليكم
محمد : والله يا خوي ما فيه داعي للكلافة واحنا أهل يعني خلي زيارتنا تكون خفيفة وعادية
فيصل : جيتكم يا طويل العمر عيد بالنسبة لنا ...ولازم نحتفل فيه ومو كل يوم يجي العيد وبعدين هذه فرصة نلتقي بالأهل والأحباب وتكسبون فينا أجر جمعتنا وتواصلنا ...
وقام فيصل وهو يقول يالله أترككم على خير نتلاقى بعد العشاء ...تامرني بشئ يا عمي ؟
أبو سلمان : سلامتك ياوليدي .....
محمد : خذني معك أنا خارج ..وراي كم شغلة وبعدين أجيب الوالد والوالدة وأجي إن شاء الله
خرجوا الشباب كلاً لشغله ودخل أبو سلمان للبيت وطمن نجمة أنه فيصل فهم موضوع محمد وان لقاءهم كان طيب ...........
فيصل ركب السيارة وهو سارح الفكر ...وكان يقول لنفسه : صدق أنت تريد وأنا اريد والله يفعل ما يريد
بعد هالسنين كلها في رفض الزواج تتزوج يافيصل كذا بخدعة انقلبت عليك .... يالله عاد اللحين لازم ابدأ في الأستعداد لتجهيز جناحي الخاص <<<الله لو يدرون أني ما بدأت بشئ على أمل عدم اتمام الزواج ههههههه كانت ضحكته مسموعة لدرجة انه تعجب منها وزاد من ضحكه على نفسه لما سمعها ...
الله يخلف عليك يا فيصل ..آخرتها بتنهبل والسبب بنت عمك ...يالله على قولتهم ما يطيح إلا الشاطر !!
أما محمد فأول ما ركب سيارته أتصل على أخته يذكرها بأنه حط الأغراض اللي جابها لها عند المدخل وراح
بعد المغرب كانت سارة ونوف وجدتهم جالسات مع أم سلمان ونجمة وغالية ...آخر استمتاع بسواليف العجيز وتعليقها على البنات ........... كانت كل وحدة منهن في منتهى الرقة والبساطة والجلسة كانت حلوة...واندمجت البنات مع غالية وكانهم يعرفونها من زمان ...
بعد صلاة العشا بدا الضيوف يوصلون وأولهم كانت أم محمد ...والمفاجأة اللي ما كان حد يدري عنها هي جية العمة نورة ...وطبعاً كان معاها ولدها عبد الرحمن ... الجدة كانت مبسوطة بجية بنتها ..وجمعة الأهل والجيران والحبايب .....تآلفت العمة مع أم محمد وحبتها وحبت بنتها غالية ...وعجبتها شخصيتها وجمالها الطبيعي ..وبساطة أمها وطيبتها
وبالمثل كان الوضع عند الرجال والشباب ...جلسة ود وصفاء ...وسوالف وضحك ....
انتهى العشاء على خير وبدأ الضيوف بالرحيل .....كانت أم محمد ونجمة يسولفون مع بعض
أم محمد : يمه نجمة ما ودك تجين الليلة معانا تباتين ويانا ؟
نجمة : طيب يمه ..بس خليني اشاور أمي وأبوي
راحت نجمة شاروت اهلها ووافقوا على روحتها مع خالها وعياله ...........
في الشقة كملوا بيت أبو محمد السهرة مع نجمة ...بيعرفون كل أخبارها .....
أبو محمد : ما شاء الله يا بنتي زوجك رجال ونعم فيه وفي أبوه ..
نجمة : ايه يا خال الكل يمدحه !
ام محمد : وأنت وش رايك ؟
نجمة:ما أعرفه يا خالة ..ما شفته إلا مرة أو مرتين
أبو محمد : الله يوفقك يا بنتي ...ويسخر لك ...
أنا تعبان بأروح أنام وارتاح وانتم يا عيال لا تسهرون علشان تصحون بدري
ام محمد : يالله ...وأنا بعد بأروح ارتاح
بعد ما قام أبو محمد ومرته ...
نجمة : غالية وش أخبار خالي محمد وبنته مهرة ؟
غالية : والله عمي محمد تعبان والأسبوع اللي فات راح أبوي زاره ...وقال أنه كان مرة تعبان وواللي مزود تعبه قلقه وخوفه من ...عبدالله ولده !!
نجمة : عبدالله ...ليه وشفيه ؟
محمد : أنت أعرف بعبدالله وأخلاقه وشره اللي ما خلى أحد ...والبلى اللي طاح فيه ودمره والله يستر لا يدمر أحد ثاني معاه
نجمة : قصدك ادمانه ...ليه هو ما تعالج ؟ مو قال أنه بيسافر يتعالج ...
محمد : لا ما تعالج ..وخلي عنك هذا التعبان ...أنا اللي ذابحني هوحال عمي و خواته وأخوانه اللي مفروض يكون لهم قدوة وسند لأبوه في كبره
نجمة : وخالي محمد ما غير موقفه ...يعني لسه يكابر علشانه وهو عارف عنه كل شئ ؟
وبيحرمك من مهرة بسببه ......وبسببي ؟!!
محمد : وأنت وش ذنبك ؟ أنت مالك ذنب ...خطبك ورفضتي وهذا من حقك ..... أجل تتزوجين واحد صايع ضايع ..مدمن بس علشان ترضين أبوه اللي هو خالك ؟
نجمة : ونتيجة رفضي خالي زعل علينا وقاطعنا أنا و أبوي ...وعبدالله بعد ما قصر بالفتنة بين خالي محمد وأبوك لين فركش خطوبتك من أخته غالية
محمد : والله ما أنسى يوم ما قال لي ...والله لأحرمك من اللي بخاطرك زي ما انحرمت أنا من اللي بخاطري
وقدر فعلا يبعدنا عن بعض
نجمة : لا تقول أنه قدر يبعدكم ...أنتم لبعض إن شاء الله طال الزمن وإلا قصر ...ودايم أنتم بقلوب بعض
وعلى فكرة أنا كنت ناوية اروح أزور خالي محمد الأسبوع الجاي منها أشوفه وبالمرة أعزمه على العرس...حتى لو ما جاء بس هذا واجبنا ...والله أني أحبه واعزه بس الله يصلح الحال وتنقشع الغمة ...
محمد وغالية : إن شاء الله
طبعا الحكاية أن عبدالله ولد خالها محمد خطبها مو لأنه يحبها ...لا لأنه يعرف مركز أبوها وثروته ...
هي رفضت لأنها تعرف أخلاق ولد خالها كيف ..ومن هنا صار الخلاف بين أبو عبدالله وأبو سلمان والمحرض كان عبدالله ...ووقف أبو محمد مع أبو سلمان فكان نصيبه من نصيب أبو سلمان المقاطعة من أبو عبدالله ..
كملوا السهرة عن ذكرياتهم الحلوة
وراحوا ينامون ....
في الصباح وعلى الساعة 10 جاء اتصال لأبو محمد من واحد من جماعتهم ...يخبره أن أخوه أبو عبد الله جاته أزمة ودخل للعناية وبينقلونه أول ما تتحسن حالته لجدة للعلاج هناك ......
طبعا أول شئ قرره أبو محمد أنه يسافر لأخوه ويوقف جنبه وجنب عياله في محنتهم
أبومحمد : قومي يا أم محمد العيال ..خلينا نشوف وش بنسوي اللحين
قاموا كلهم ...ونجمة اتصلت على أبوها علشان تخبره ...بينما محمد راح يشوف الحجز الممكن للسفر...
بعدها بنص ساعة رجع محمد ...وكان فيه حجز على الساعة أربعة العصر لديرتهم لثلاثة أشخاص فقط
أخذ واحد فقط لأبوه ....وحجز له ولأمه وأخته على جدة ..بنفس الوقت تقريباً بطيارة ثانية
وأتصل أبو محمد في أبو فيصل يعتذر منه عن عشاء الليلة ...بس ابو فيصل ما عذره وحول العزيمة للغدا وقاله أنتم جهزوا أموركم وتعالوا تغدوا معانا واطلعوا منا على المطار .
كانت نجمة تكلم أبوها بنفس الوقت علشان تشوف رايه بسفرها مع خالها ؟
أبو سلمان خلاص أجل يا بنتي بنروح أنا واياك مع خالك أبو محمد ..هاللحين بأخلي فهد يحجز لنا أنا وأنت...وأنت تعالي علشان ترتبين أمورك ....
بعد صلاة الظهر كانوا مجتمعين ببيت أبو فيصل ..............
أبو محمد : ما بغينا كلافتك يا أبو فيصل
أبو فيصل : هذا أقل من الواجب وكنا نتمنى أن ظروف أخوك أبو عبدالله تكون أحسن وتتم فرحتنا بعافيته وجلستنا معاك ...
أبو محمد : الله يسلمك هذا والله بس من أصلك يا ولد الأصول
أبو سلمان : قدرت تكلم أحد بموضوع نقل أبو عبدالله ..لجدة ؟
أبو محمد : الحالة لو استقرت سهل ننقله إن شاء الله ...نجمة قالت أنكم بترافقوني بالسفرة رتبتم أموركم أحنا على الساعة 3 بنكون بالمطار إن شاء الله ....
هنا فيصل كان يناظر عمه بأستغراب ...هو ما توقع أنه ممكن يصير مثل هالشئ بدون ما يقولون له أو يبلغونه ...كيف تقرر تسافر بدون شوره
قام من عند الرجال واتصل على اخته نوف ...
فيصل : نوف أنت وين قاعدة ومين معاك ؟
نوف : فيصل أسم الله عليك وين بعد قاعدة بالبيت ومعي الكل ..وشفيك ؟
فيصل : ممكن تروحين مكان بروحك أنت ونجمة بس ...ابغى اكلمها لوحدها !!
نوف : فيصل أنت من صدقك ؟
فيصل وبصوت حاد : دقيقة واتصل ثاني وأبغى اكلم نجمة لوحدها سامعة !!
وقفل السماعة وخلاها بحيرتها ؟؟!!!
قامت بسرعة وسحبت بنت عمها معها لغرفة جدتها وهي تقول لها : تعالي أبغاك شوي !!
نجمة : خير اشفيك ؟
ما أمداها توصل للغرفة وتدخل هي وبنت عمها إلا جوالها يرن مرة ثانية وتشوف رقم فيصل ...
نوف : هذا فيصل يبغى يكلمك !!!
نجمة وبدهشة : أنا ؟ ليه !
نوف وهي ترفع كتوفها دلالة على عدم المعرفة : وش دراني ؟
وترد قبل ما تحاول نجمة تعترض : هلا فيصل ! إيه هذه هي !!وتعطيها الجوال ...
نجمة وبصوت متردد : السلام عليكم
فيصل وبصوت كله حدة وبرود : وعليكم السلام ...ماني مزعجك كثير ...بس حبيت اذكرك أني خطيبك وبحكم زوجك وإن كان عمي وأخوك نسوا هذا ما أبغاك تنسين أنت ها الشئ ؟ ولما تنوين تسافرين أو تسوين شئ مهم مثل هذا فمن الذوق والأصول أني أكون أول من يعرف ويُستأذن بعد .....
نجمة : بس .............
فيصل وما ترك لها فرصة للرد : كلامي هذا بس تنبيه لأول مرة وما أظن أني أحتاج أكرره ...مع السلامة
طبعاً كانت نجمة ما تنحسد على الموقف اللي انحطت فيه حست كل خلية من خلاياها ترتجف ...واشتعل جوفها بحرارة قهر لو نفست شوي بس من هالحرارة بتحرق اللي قدامها !!
كانت وافقة وماسكة الجوال ومسرحة ........
نوف : نجمة وشفيك ؟ وش قالك فيصل ؟ وإلا ...سر ؟
نجمة : لا ..ما قال شئ
نوف : وشلون ما قال شئ وأنت مو بالدنيا ؟ وإلا اكيد قال لك كلمتين غزل قوية ..وأنت قروية مو متعودة على الغزل !! ههههههههههههههه يالله اعترفي وش قال لك ؟
وانفتح الباب في هذه اللحظة لتنقذ أم سلمان الموقف : وينك يمه الله يهديك أبوك مستعجل يقول يالله للمطار
نجمة : يالله يمه ...بس أروح اجيب عباتي ...وشنطتي صارت بسيارة فهد من بدري ..

الــجــــــــــــــــــــــ الحادي عشر ـــــــــــــــــــــــزء

طلعوا المطار مع فهد ومحمد ....وسلموا على الباقين بالبيت ....
وهي تركب السيارة كانت ماهي قادرة ترفع نظرها ناحية عمها أبو فيصل اللي كان يسلم عليها لأن فيصل كان قريب منه ..
واكتفت بردها بصوت خفيف على سلامه لها ....
كانت نجمة طول الطريق تفكر بتصرف فيصل وكلامه ...يا ترى هو ليه قال كذا..ليه ما عاتب أخوها ؟ اكيد هو يبي يوريها أسلوبه في التعامل ...ويرسم خطوط لحدودها في الحياة معاه ّ!!
وصلت نجمة وأبوها وخالها لمطار أبها ومن هناك اخذوا تاكسي للمستشفى ...
سألوا عن غرفة أبو عبدالله وصلوا للغرفة وكانت الزيارة ممنوعة ...بس شافوا أم عبدالله واقفة مع ولدها الثاني سعد اللي من يوم شاف عمه وأبو سلمان أقبل عليهم يسلم ...
سعد : هلا عمي حياك الله هلا ياعمي أبو سلمان ...الله يحييكم
أبو محمد : هلا يابوي ...كيف أبوك ؟ وش صار له ؟
سعد : الحمد لله ! الدكتور يقول الحالة أستقرت بس ممنوعة الزيارة عنه حتى يبعدوا أي أنفعالات عنه
أبو محمد : وهو وش اللي جاه ؟ وليه يعني جاته الأزمة ؟
سعد وهو ينكس رأسه .....: ما أدري يا عمي وش أقولك ؟
أم عبدالله اللي كانت جاية من آخر الممر بعد ما سلمت على نجمة وحضنتها بشوق ولهفة وبصوت كله انكسار و حزن وألم: هذا كله بسبة الضايع اللي بغى يضيع ابوه وأخته بعد ماضاع هو !! يالله تحيي أخوي ابو محمد ...الله يجزاك الجنة ..هلا أخوي أبو سلمان
أبو محمد وبقلق : خير وش صار ...وش سوى هالتعبان بعد ؟
أم عبدالله : تعالوا للغرفة الثانية عند مهرة وأنتم تعرفون الحكاية !!
أبو محمد : وهي مهرة هتا ليه ؟
طبعا الكل مشى وراء أم عبدالله لغرفة كانت مهرة منومة فيها بعد الأصابات التي تعرضها لها من ضرب أخوها عبدالله
فتحت أم عبدالله الباب ودخل الجميع وكان أول من دخل هو أبو محمد اللي وقف بعد خطوات وهو منصدم من المنظر اللي يشوفه ...
كانت مهرة نايمة وأثار الضرب والكدمات مشوهة جمال وجهها ويدها مجبسة .....ما كانت حاسة بشئ ولا بأحد لأن الأطباء أعطوها منوم .......
وبالمثل كانت دهشة نجمة اللي لحقت خالها ...
جلست أم عبدالله على كنبة وطلبت من أبو محمد وأبو سلمان يستريحوا على كنبة ثانية بالغرفة أما نجمة فراحت لبنت خالها تتحسس وجهها ويديها ...وجلست على طرف السرير ....
أم عبدالله : والله أني ما بأسامح نفسي لو صار لها البنت شئ ...؟
أبو محمد : خير يا أختي وش صار ؟ وش سبب هذا كله ؟
أم عبدالله : كله من عبدالله ...جا قبل كم يوم وهو يقول أنه فيه عريس متقدم لمهرة !
وطبعا هي مثل كل مرة وبدون ما تعرف من هو ...رفضت ! بس عبدالله هالمرة ما رضي يوافق على رفضها حاول أنه يقنعها ...يهددها ...يجبرها بس هي كانت مصرة على الرفض !
قالت له : أنت رفضت زواجي من اللي أبغاه وأنا علشان أبوي بس رضيت ...بس مو معناة هذا أنك تقدر تجبرني أخذ واحد ما ابغاه ...
الرجل الي كان متقدم لها هذه المرة كان غني ..وكان كبير في سنه ..وكان بعرف نقطة ضعف عبدالله !!
فكان يضغط على عبدالله وعبدالله يضغط علينا وعلى أخته ......
لين جاء أمس بالليل وكان بحالة موطبيعية وطلع لغرفتها وقفل الباب وحاول معاها وبدأ صوته يعلى ..وبعدين حسينا أنه بدأ يضربها وسمعناها تقول : والله لو تقطعني قطعة قطعة ما آخذ رجال غير محمد لو أجلس عمري كله بدون زواج ............
هنا هو جن ...وصار يضرب فيها بدون وعي ...حاولنا أنا وأبوها ندخل أو نفتح الباب ما قدرنا لين جاء سعد وكسر الباب ...ولقيناها مرمية على الأرض والدم ينزف منها ...وهو بعده يضربها وهي فاقدة وعيها ....
أبوه ما استحمل المنظر طاح علينا ...وجبناهم الأثنين هنا ...كانت تتكلم والدمعة تجري من عيونها مثل الشلال ما توقف ...
أبو محمد : لا حول ولا قوة إلا بالله ...وينه هو اللحين ؟
سعد : من ساعتها ما شفناه ! هو يوم شاف أبوي طاح هرب ...وما ندري عنه
أبو سلمان : أنا رايح أشوف الدكتور وش يقول ؟
سعد : أنا جاي معك يا عمي
أبو محمد : أنا رايح أشوف أخوي واسوي شوية اتصالات أعرف وين هالولد راح ؟
وبعد ما خرج الجميع راحت نجمة لخالتها وجلست جنبها تواسيها
نجمة : إن شاء الله ربنا يكرمنا بشفاهم كلهم يا خالة ...لا تخافين الله معاهم
أم عبدالله : احنا السبب من الأول تركنا عبدالله على هواه لين تمادى وصار ما يقدر أحد ولا يهتم بأحد... إلا بنفسه .....حتى نفسه ما قدّرها وهانها للي يسوى واللي ما يسوى ....
نجمة : الله يهديه يا خالة .....
في هاللحظة سمعوا صوت مهرة وهي تتأوه ............. آآآآآآآآآآآه .....يمه
أم عبدالله ونجمة تسابقوا لها .........
أم عبدالله : بنتي حبيبتي ...كيفك يمه ....وش تحسين ؟
نجمة : مهرة ...مهرة أنا نجمة ...وش تحسين شئ يوجعك ؟
مهرة وهي تفك عيونها الوارمة من الضرب والصياح : يمه ...نجمة ...لا
نجمة نادت الممرضة اللي بدورها طلبت الطبيب ......
وبعد ما شافها الطبيب : الحمد لله ...أنا شفت صور الأشعة اللي للرأس وكلها زينة ...طبعا الكدمات والجروح يبغالها وقت بس أنت على العموم طيبة وكلها يومين وتطلعين من هنا بخير
أم عبدالله : الله يبشرك بالخير يا ولدي
وجاء أبو محمد بها الوقت: هاه يا بنتي كيفك يا مهرة
مهرة : الحمد لله يا عمي بخيرررررررر
وفي نهاية اليوم قررت نجمة تبات مع بنت خاها وتروح أم عبدالله البيت .....
وتقرر تسفير أبو عبدالله لجدة ثاني يوم ....
في صباح اليوم الثاني ...أول واحد كات جاي للمستشفى هو محمد ...اللي بعد ما وصل أمه واخته جدة جاء على طول لزيارة عمه ...وتفاجأ أن بنت عمه كمان بالمستشفى منومة
محمد يكلم نجمة بالجوال :نجمة انا وصلت للمستشفى أبغى أزور عمي هو بأي غرفة ؟وش الأخبار عموما ؟
نجمة : خالي ممنوعة الزيارة عليه ؟
محمد : ما عليك أنا اتصرف
نجمة : أقول لك تعال عندي !
محمد : أنت وين ؟
نجمة : أنا بالمستشفى
محمد : بالمستشفى ليه ؟
نجمة : تعال غرفة ( ****) وأنا أقول لك
وبعد ما وصل محمد خرجت نجمة له في الأستراحة القريبة بالدور وحكت له الحكاية
طبعا ثار وزعل ....
محمد : والله لو أشوفه لأذبحه هالكلب
نجمة : ما عليك منه أنت ...الحمد لله هي بخير اللحين
محمد : ابغى أشوفها !!
نجمة : محمد ما نبغى مشاكل استهدى بالله هي طيبة اللحين
محمد : أقول لك بأشوفها أنا دكتور ...روحي خليها تتغطى وانا داخل
لما حست نجمة منه الأصرار دخلت وقالت لمهرة أن محمد هنا ويبغى يشوفها
مهرة : لالالالا الله يخليك مو اللحين وانا بها الشكل
محمد وهو جنب الباب ويسمعها ...أنا داخل
محمد : السلام عليكم ........ كيفك ؟
وقرب جنب السرير ...ومد يده وكشف الغطا عن وجهها ؟
ارتاع ....انقهر .....غضب
محمد : الكلب ...كل هذا سواه فيك والله ما أخليه ...ودار بيطلع من الغرفة
مهرة بصوت حزين منكسر : محمد ... محمد الله يخليك لا تزيد جروحي وآلامي وأحزاني
الله يخليك ....تعال ابقول لك شئ ......
التفت محمد وكأن ماء بارد انصب عليه ...ألتفت وكله شوق لنظرة عيونها ...بس هي تغطت مرة ثانية
مهرة وهي فرحانة أنها قدرت توقفه ....كيف حالك ؟ كيف مرة عمي وغالية ؟ اشتقنا لكم ؟
محمد وخطواته تسحبه لها بدون ما يحس : وأنا أكثر ... قصدي وأحنا أكثر
نجمة : أقول محمد ....يالله أشوف عرض اكتافك ..أظن كذا تطمنت
محمد وهو خارج وعينه معلقة على مهرة : انتبهي لنفسك ! الله يرعاك ..ايه ...خليني أروح اشوف عمي
طلع محمد ....وعلى طول راحت نجمة لمهرة وشالت من عليها الغطاء ....
نجمة وهي تروح ناحية مهرة اللي ساندت راسها على المخدة براحة : هاه ردت الروح فيك ..أشوف الوجه منور والبسمة على الوجه
كانت مهرة تداري دمعتها اللي تسابق بسمتها على وجهها : تدرين أني ما ما كنت أدري أني هالكثر مشتاقة لشوفته ...وهو غايب عني كنت متصبرة ..وصورته اللي بقلبي وعقلي ماتفارقني ليل ولا نهار تبرد نار شوقي له ...بس يوم شفته حسيت أني مشتاقة لكلامه ...لنظرته ...لصمته ...لحركته ...وسكونه ...
نجمة : خلاص يا مهرة إن شاء الله ربنا يعوض عليكم ويجمع بينكم بالحلال ...ويهدي النفوس
مهرة وهي تتذكر كلام محمد ولأنها ما تدري عن اللي جرى لأبوها : وشفيه محمد يقول بأروح اشوف عمي ..وشفيه أبوي؟
نجمة بأرتباك : ما فيه شئ ...بس هو يمكن يبغى يسلم عليه !!
مهرة : نجمة ...اكيد أبوي فيه شئ أنا من أمس ما شفته ؟
نجمة : هو بس تعب شوي ...بس الحمد لله هو بخير
في هاالوقت كان محمد ...وأبوه ...وأبو سلمان وسعد عند الطبيب أمام غرفة أبو عبدالله بعد ما تحسنت حالته ....
أبو محمد : خلاص أحنا بننقل أخوي بسيارة إسعاف للمطار ومنها لجدة ...بس نبغى معانا طبيب وانا مستعد لكل المصاريف ...أنا حجزت له وكل شئ جاهز ..وولدي محمد طبيب إمتياز كمان بيكون معانا
الطبيب : طيب كويس ...إن شاء الله بس بننتظر لبكرة تكون الحالة أستقرت أكثر ونجهزلك كل اللي تبغاه ...بس هو أهم شئ الراحة والأبتعاد عن أي انفعال
أبو عبدالله : يصير خير ...
طبعا كان عبدالله مختفي وماحد يدري وينه ...خاصة أنهم عرفوا أنه متورط في مبالغ مالية مع الرجل اللي كان ناوي يزوج مهرة له ...بالإضافة لمشاكل ثانية مع اشخاص مجهولين كانوا يسألون عنه ...
اضطرت نجمة وأبوها يسافروا مع أخوالها أبو محمد وابو عبدالله لجدة وجلسوا يومين حتى تطمنوا على صحة أبو عبدالله ...وتصالح أبو عبدالله وأبو سلمان ...وأخذ محمد وعد من عمه ابو عبدالله أن مهرة تكون له ...وأتفقوا أنه يسافر يجهز له سكن ويرتب أموره ويرجع بعد شهرين وإلا ثلاثة يتزوجها ويأخذها معاه .....
كانت فرحة نجمة بصلح أبوها مع خالها أبو عبدالله كبيرة خاصة وأن هذا يعني إتمام زواج محمد ومهرة اللي تتمنى أنه يتم في أسرع فرصة قبل ما يظهر لهم عبدالله مرة ثانية ويسوي أي شئ...
بعد ما جلسوا يومين بجدة ....وتطمنوا على استقرار حالة ابو عبدالله وصفاء نفوس الجميع كان لازم يرجعون للرياض...ودعوا الجميع وراحوا للمطار ....في الطائرة حست نجمة بالخوف مرة ثانية ماهو خوف ركوب الطائرة ...لا كان خوفها من الحياة اللي تنتظرها بعد ثلاثة أسابيع مع ولد عمها المتسلط ...هي صح ما قالت لأحد عن اللي قاله و سواه قبل سفرهم بس هي مانست هالموضوع ولا راح من بالها ...كانت تفكر في نفس الوقت ايش سبب سكوتها ؟ وايش سبب موافقتها على الزواج أصلاً ؟ ..بدأت تحس أن كل قناعاتها عن مبدأ الزواج ماهي صحيحة خاصة بعد ما شافت عمق الحب اللي بين محمد مهرة !!كان حب صادق طاهر ...ما فيه أحد قدر يأثر فيه أو يضعفه ...بس هي رجعت وهزت راسها وكانها تطرد الأفكار منه وهي تقول لنفسها : هم حالة خاصة ويمكن هم الشاذين عن القاعدة ؟
وصلوا للرياض وكان اللي أستقبلهم فهد وفي البيت كان الكل كان ينتظرهم بشوق ...
أبو سلمان : الله كل هذا الشوق وهي بس ثلاثة أيام اللي غبناها ؟أجل لو غبنا أسبوع وش سويتم ؟
أم سلمان وهي تحضن نجمة : ومين قالك أني كنت بأخليك تخلي بنتي أسبوع بعيدة عني كنت باجيكم أنا بنفسي ..
نجمة وهي تضحك : أصلا هو ما كان قادر يصبر أكثر من كذا عن فراقك يالغالية ؟
أم سلمان : اللحين خلوا عنكم الكلام ...ما باقي على الزواج إلا ثلاثة أسابيع خلونا نشوف وش ناقص علينا
أبو سلمان : يبه فهد وش أخبار جدتك وعمك أبو فيصل ؟
فهد : بخير ..اللحين بيجون اكيد ؟
وفعلا اجتمعوا كلهم في بيت أبو سلمان وقضوا المساء مع بعض
البنات كانوا مشتاقين لنجمة ...وفي مجلس الشباب كان فهد يكلم فيصل ....
فهد : أقول فيصل أشوفك ما سألت عن جواز نجمة ؟
فيصل : جواز !! ليه؟ وشفيه ؟
فهد : لا بس قصدي مالك نية بالسفر عقب العرس ؟
فيصل وهو متردد : الوقت مو مناسب للسفر بأجل موضوع السفر بعدين
فهد : يا أخي خذلك كم يوم استمتع فيها أنت وعروسك ..وبيمديك على الشغل والأيام هذه ما تتعوض
فيصل : لا أنا ما عندي نية للسفر اللحين ..بأخليه لبعدين ...وقام وترك فهد محتار
طلع فهد من المجلس وراح للصالة كان متضايق ...لقي جدته وأمه بس ...جلس معاهم شوي وبعدين اتصل على نوف علشان تنزل تجلس معاهم تحت .....
نوف وهي نازلة بعد ما حست أن صوت فهد متضايق : السلام عليكم
فهد : وعليكم السلام هلا
الجدة : جيتي والله جابك تعالي ما دام رجلك هنا ...وراكم أنت وياه ما تسوون عرسكم مع فيصل وتفكونا مرة واحدة
نوف وهي تضحك : لا ياجدة أنا ابي عرسي لوحدي ...وبعدين أنا أدرس بعد ما تجهوت ؟
الجدة : وش ما تجهزتي اللي بدولابك يجهز عشر حريم ..وأنت ليش ساكت ما غير تناظرها ؟
فهد وهو يبتسم : أقول يا جدتي قريب إن شاء بتفرحين بنا بس خليها تخلص امتحانها وتفكنا لا تبلشنا وتقول لو صار شئ أنتم السبب ؟؟
أم سلمان :لا إن شاء مو صاير شئ بنتي نوف شاطرة ...والعرس يمه بيكون قريب
فهد وهو يغمز لنوف : أقول أبي عصير من يدك ...روحي للمطبخ سوي لي
أم سلمان : أنا بأسوي لك خل البنت تستانس مع البنات ...
فهد : لا يمه أنا ابيها تسوي لي وبساعدها ....وقام وراء نوف اللي كانت سبقته للمطبخ
أم سليمان وهي تضحك : ايه قل من الأول أنك ودك تجلس معاها !!
ضحك فهد وقال : الله لا يحرمنا من فطنتك يمه ....وحنانك
دخل فهد للمطبخ كان يأشر للخدمات يبعدون من المطبخ ولقي نوف فاتحة الثلاجة وتطلع منها البرتقال و.........
فهد وهو يجلس على الطاولة ويطالعها بأبتسامة: وش تسوين ؟ليكون مصدقة أنك بتسوين لي عصير ؟
اتركي من يدك وتعالي هنا أبيك ..........
نوف وهي تضحك بخجل : اللحين مو أنت اللي قلت تبي عصير؟ وإلا هذه بس حجة تدخلني المطبخ ؟
فهد : لا وأنت الصادقة حجة أكلمك فيها بروحنا ....
توف وهي تروح تجلس قباله : خير إن شاء الله وش فيه
فهد : خير بس ودي أعرف كيف يفكر أخوك فيصل ؟ أنا محتار معاه ؟
نوف : ليه ...وش صار ؟
فهد : أحس أنه مغصوب على هالزواج وأنه مو مقتنع بنجمة ولا بغيرها ...و لا بفكرة الزواج والحياة الزوجية كلها !!
نوف : وش هذا كله ...لا تخرغني وش صار قل لي ؟
فهد : أبد ..كنت أتكلم معه وأشوف وين بيسافرون بعد العرس ..وفوجئت فيه أنه ما بيروح ولا مكان ...
نوف : يمكن عنده سبب ؟
فهد : نوف الله يهديك وش سببه اللحين أنا وياه بالشركة وأقدر أمسكها ...والبيت الحمد لله كل شئ تمام ...يعني حتى اللي ظروفهم صعبة أقلها يروحون بجولة داخلية لمكة والمدينة كم يوم ؟
نوف : والله ما أدري وش أقول لك يا فهد بس بصراحة ماني قادرة أفهم فيصل لأني أنا تكلمت معاه بنفس الموضوع ....بس يمكن هو وده يسافر بعدين يوم يتعودون على بعض ...وحتى أن نجمة مالها حماس بموضوع السفر هذا لأني كلمتها وما كانت مهتمة وقالت ...ماله داعي السفر أصلا !!
فهد وهو متعجب : والله الأثنين هذولا بيجننوني حاس أنهم مو مقتنعين بالزواج ومع كذا موافقين ....
نوف : أنت لاتضايق نفسك ...ربنا يوفقهم ويهدي سرهم
فهد وهو يبتسم : يعني أنت يهمك أني ما أتضايق ؟
نوف وهو ترد له أبتسامته بأحلى منها : وش رأيك أنت ؟إذا ما تهمني أنت أجل مين يهمني بالعالم !!
فهد وهو يقوم من مكانه ويتجه لها : وأنا وش بيصبرني لين الإجازة أقول الله يخليك يا عمري خلينا نسوي زواجنا معاهم .........
نوف وهي تقوم من مكانها وبدهشة : لا والله ماعاد أقول لك أي كلمة حلوة لوهذا هو رد فعلك .....
يالله عن الهبال ....تسوي مثل جدتي الله يحفظها !!
وصل فهد قدامها وناظرها وهو يبتسم ...تراجعت ورى و هي تقول بصوت حنون : فهددددددددددد !!
فهد : عيونه !! أنت لو تبغيني استناك لآخر العمر ..بأنتظرك وأنا وأنا مبسوط ...ما عليك من كلامي !!!
وجا صوت نجمة من وراهم : ما شاء الله وش تسوون ؟؟
فهد : جات مفرقة الجماعات !! وش عليك منا رجال وحرمته يتكلمون أنت وش خصك ؟
نجمة : طيب يا لرجال أبوك يبغاك ...رح شفه وش يبغى ...وأنت يا حرمته تعالي معي !!
طبعا مرت الأيام الباقية بسرعة...وجاء يوم الزواج ....................
كان الكل مشغول ...ومتوتر
وأكثرهم انشغال وتوتر كانوا .............
فيصل ...كان متوتر ومنفعل ..وتوتره جعله يثور على العمال والسواقين طول اليوم ...واللي زاد انفعاله أن عمه أبو سلمان اتصل عليه وقاله أنه حجز له في فندق فخم لثلاث ليال هو وعروسه .....
طبعا ما قدر يرد عليه إلا بالله يسلمك ...وفي النهاية أجبرته نوف وسارة أخر اليوم أنه يدخل غرفته ويرتاح ولا يطلع منها إلا على صالة الفندق
أما نجمة ... فكانت في توترها صامته ...تايهة ...ضايعة ...كل شوي تشوف تجهيزاتها ...وتعيد إخراجها من الشنطة ...وإدخالها لها ....
وما أنقذها من ضياعها إلا جية بنات عمها ورفقتهم لها للصالون ............وهناك انشغلت مع الكوفيرة ونست ولو لساعات سبب توترها ...........
في المساء ...كان الجميع بصالة العرس والمعازيم جايين من كل مكان ....والفرحة عامة ...
هذا فيصل الشاب اللي الكل يحبه ويتمنة له الخير وهذه نجمة اللي الكل يشهد بطيبتها وحنانها ..
مافيه داعي أني أشرح عن تفاصيل العرس والزفة لأنكم عارفين أنها بتكون على مستوى ...
كان كل شئ بمنتهى الترتيب والتنظيم والجمال والفخامة ..........
اتصلت نوف على فيصل وطلبت منه أنه يحضر لجناح العروس
فيصل : ليه ؟
نوف : ليه؟!!! نبي نصوركم ؟
فيصل : ماله داعي !!
نوف وهي تترجاه بصوت واطي : فيصل الله يخليك فيصل لا تفشلنا ...خواتي وجدتي وخالتي كلنا ننتظرك
فيصل : طيب جاي بس ما أبي أطول
وصل فيصل الجناح .....
ودخل ...لقي الكل مجتمع بالصالة ...باركوا له خواته وجدته ...مسكته خالته أم سلمان ودخلت معاه لغرفة نجمة ..........
كانت جالسة على الكنبة ناظرها فيصل شاف ....جمال هادئ ...نظرات عيون بريئة وجميلة ...شكلها كان في منتهى الجاذبية والجمال ...واللي زادها جمال نظرة الخوف اللي بعيونها ...رعشة يدها وهي تسلم عليه ...أقلقته زيادة وأربكته ...
نجمة ما كانت قادرة ترفع عينها فيه ...بس حست بوجوده جنبها مثل الجمر اللي أشعل كل خلاياها ....
فيصل وبصوت جامد : السلام عليكم ...كيف حالك ...مبروك
نجمة وبرعشة : وعليكم السلام الله يبارك فيك
أم سلمان : البنات يبون يتصورون معاكم كم صورة وبعدين أخوانك
وفعلا نسيوا نفسهم لدقايق وسط البنات ...والصور ...بس في كل مرة كان الموقف يجبرأجسامهم تتلاصق كان فيصل يحس بجسم نجمة ينتفض ....استغرب هو كان يعتقد أنها قوية وجريئة ما كان يتوقع منها كل هذا الخوف ...........
وبعد ما خرجوا البنات دخلوا أخوان نجمة وكملوا تصوير معاهم ...........
وبعد ما خلصوا من التصوير جلست نوف وفهد معاهم حبوا يلطفوا الجو ...ويتصوروا معاهم ..
وبعدها أخذت لهم المصورة كم صورة لوحدهم بس ما كانوا ينفذوا اللي هي نبغاه ....
في النهاية ملت منهم ....وخلت الصور جامدة من أي حركة أو إحساس فني ....
فيصل بتذمر : خلاص أنا طالع يالله يافهد ...مع السلامة
نوف وهي تلحقه : يعني أنت مصر ما تنزل الزفة ؟
فبصل وهو يناظرها بعصبية : نعم وش قلنا ؟
فهد :ايه أخوي هذي حرمتي لا تحمر عينك عليها !!ما له داعي ..خليها تنزف لوحدها أحسن يالله أنتم خلصوا أموركم ..وخرجوا
بعد ما أنتهت الزفة ....رجعت نجمة للغرفة وجهزت نفسها ...ولبست فستان خفيف وطلعت للسيارة اللي كان يسوقها فهد ..وكان وراهم مشاري بسيارته ...
وصلوا الفندق ...ودخلوا للجناح اللي محجوز لهم ...ورجع فيصل مع مشاري
بالغرفة وقفت نجمة محتارة وش تسوي بعد ما فسخت عباتها وعلقتها .....
دخل فيصل وقرب منها واول ما وصل قدامها ومد يده لراسها وهو يتمتم بكلمات ما فهمتها .............
غمضت عينها بقوة وصكت فمها وكأنها من الخوف ما هي قادرة حتى تتنفس ...
وقفت يد فيصل الممدودة قبل ما تلمس جبهتها ...وهو مندهش منها .........
وفجأة ابتعد عنها وهو يقول : بأبعد عنك ... لاتموتين وأنت كاتمة نفسك !!
بأتوضأ وأصلي ركعتين إن كان ودك ترافقيني توضي
ابتعد وتركها تلقط أنفاسها ....اسرعت للحمام توضت ...وراحت له لقيته جاهز للصلاة ما ألتفت لها أول ما حسها كبر وصلى ...وقفت جنبه وصلت معه ...كانت تدعي ربها أنه يهدي سرها ...ويطمن فلبها
خلص من الصلاة ...وقام
وهي كانت تطوي شرشف الصلاة قالها : تبغين عشا
كانت من الصباح ما اكلت ...ما قدرت تأكل شئ ..بس مالها نفس
قالت له : لا ما ابغى
ما رد عليها التفت ودخل لغرفة النوم...كانت تتمنى لو أصر عليها أو على الأقل كان طلب العشا بدون ما يشاورها بس هو ما عبرها حتى
بعد شوي راحت لقيته في السرير متساند على الوسايد ويطالع التلفزيون بإسترخاء ...
احتارت ..وقفت تاظرت حولها ..أخذت شنطتها وراحت للحمام تجهزت للنوم ورجعت لقته زي ما هو حتى ما ألتفت ناحيتها ..
كانت لابسه قميص أبيض مطرز وعليه روب ابيض من الساتان ...شعرها فكته ورى ظهرها ... منظرها كان برئ وناعم
جلست على حافة الكنبة ....وانشغلت بيدينها تحط فيهم كريم وتفركها .........
جاها صوته هادي وجامد: ما بتنامين ؟ تعالي خلينا نستريح من الصبح وأحنا صاحين !
بشكل آلي قامت وطفت النور ومددت نفسها على جانب السرير ................
كانت أنوار الأبجورات الجانبية تعطي ضوء خفيف ...........
فيصل : أنا ما حبيت نسافر هذه الفترة حتى نتعود على طباع بعض قبل السفر
نجمة : عادي اللي تبيه يرضيني
فيصل : ما تبين تنامين ....طيب طفي نور الأبجورة اللي جنبك
ومرت اول ليلة على خير .........

 
 

 

عرض البوم صور عزيزه 1   رد مع اقتباس
قديم 16-04-08, 01:21 AM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 34444
المشاركات: 1,013
الجنس أنثى
معدل التقييم: عزيزه 1 عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 12

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عزيزه 1 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عزيزه 1 المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

الجـــــــــــــ الثاني عشر ـــــــــــــــــــــزء

في اليوم الثاني صحيت نجمة ...بعد نوم متقطع وقلق نامته بعد صلاة الفجر ...ناظرت الساعة كانت الساعة وحدة ظهر ..كان فيصل بعده نايم ...اسرعت ودخلت الحمام وتجهزت ...وخرجت تصلي ....رجعت للغرفة بعد الصلاة وكان فيصل مو موجود فيها ..كان في الحمام ...وقفت قدام المرايا تبي تحط شوية ميك آب وتجفف شعرها ...طلع فيصل من الحمام ...ناظرها التفتت له وقالت وهي تبتسم بخجل ...صباح الخير مع أنه صرنا ظهر !!
رد : صباح النور ...إيه تأخرنا بالنوم !
مشى بيطلع يصلي ...التفت عليها وقال : لا تحطين مكياج كثير ..بنروح البيت ويمكن يكون نواف هناك !!
ما ردت نجمة و مع أنها أصلا ما كانت ناوية تحط مكياج كثير لأنها ماتحبه ...بس هي تضايقت من طريقة كلامه ...كل كلامه بطريقة الأوامر الجافة ...ما ردت عليه وهو كمل طريقه وكأنه ما كان ينتظر منها رد أصلاً كملت لبسها وجلست بالصالة ...كانت تحس بالجوع بس مو قادرة تقول شئ ...
فيصل صلى وكمل لبسه ..وقال لها : تبغين فطور ؟
طريقة كلامه خلت الغصة تخنقها هزت راسها وقالت بصوت مخنوق : لا
يا ربي كل هذا مو طايقها ولا طايق يلاطفها أو حتى يجاملها كانت حزينة ومحتارة كيف تتعامل معاه ؟
أما فيصل فكان يقول لنفسه : أنا فعلا زودتها معاها ...بس أنا كذا ...وما أبغى أدلعها من البداية لازم تعرف أني جاد ومالي خلق لدلع الحريم وطلباتهن اللي ما تنتهي ...
بس الأكل مو دلع يعني وش فيها لو طلبت فطور وفطرنا وبعدين رحنا للبيت ؟
خلاص أحسن نفطر في البيت ....
التفت عليها وقال يالله هاتي عباتك علشان نروح
وخرجوا من الفندق وركبوا السيارة وطول الطريق وهم غارقين في صمت ظاهري بس كلا منهم كان ضايع في صخب وضجيج داخلي مع نفسه عتاب ولوم ....
أول ما وصلوا للبيت نزلت من السيارة وبسرعة دخلت للبيت لقيت جدتها وعمها بالصالة سلمت على عمها وجلست جنب جدتها وهي تحضنها كانت ودها تغيب في أحضانها ...ودها تشعر بدفء حبها وخنانها ..تتمنى لو تختفي في أعماق هذا الحب وتبعد عن الخوف والقلق اللي عرفته من يوم ما قررت أنها ترتبط بفيصل
دخل فيصل الصالة وسلم على أبوه وجدته وجلس جنب أبوه ....
الجدة : هاه يمه وشلونكم عساكم بخيررررررررر
فيصل : الحمد لله بخير ....أجل وين البنات ؟
الجدة : ما أدري ..تبي شئ يمه ؟
فيصل : لا يمة تسلمين ...والتفت على نجمة وهو يقول :شوفي الشغالات يحطون لنا قهوة أوفطور!!
أبو فيصل : ليه عساكم ما فطرتم ؟
فيصل : لا
أبو فيصل بإستهزاء واستنكار: ليه الفندق ما عندهم خدمة ....وما انقذ الموقف إلآ دخول سارة
سارة وهي تدخل وبصوتها العالي تحييي الكل : هلا والله بأخوي وبحرمته
سلمت عليهم ...وكانت نجمة رايحة للمطبخ فلحقتها سارة....
سارة : هاه وش تبين رايحة للمطبخ ؟
نجمة باشوف لنا قهوة وإلا شئ ناكله !!
سارة : ليه ما فطرتم ؟
نجمة : لا ما اشتهينا !
سارة وهي تساعدها وتحاول تغير الكلام وببسمة كيف بس عسى كل شئ تمام ؟
نجمة وهي تغصب نفسها على السمة : ايه الحمد لله
سارة : و أنا أقول ليش الوجه مورد ههههههه
نجمة : اقول بس اسكتي ...كانوا وصلوا للصالة اللي كان فيها نواف بعد .....
نجمة وهي تعدل شيلتها على راسها وتتلثم .....السلام عليكم
نواف وهو يبتسم : هلا والله بحرمة أخوي العروس ...كيفك ؟
كانت شخصية نواف بسيطة ومرحة توحي بالطيبة والثقة معاً ...والأحترام
نجمة وهي واقفة جنب كنبة عمها ويدها على كتفه و تبتسم بخجل: الحمد لله بس تراني بنت عمك قبل ما اكون حرمة أخوك
أبو فيصل وهو يحط يده على كفها : ايه والله وشفيكم ...هذي بنتي الغالية
ضحكوا كلهم إلا فيصل إلي ما رفع راسه حتى ...كان جالس يناظر بفنجان القهوة وسرحان ....
كانت نجمة تراقب ردة فعله بطرف عينها ...ويوم ما لاحظت أي رد منه ...انسحبت بهدؤ وسرعة للمطبخ
لقيت في طريقها نوف ...وجلسوا الثنتين يشربوا عصير وياكلوا سندويش وهن يتكلمن عن حفلة العرس اللي صارت .....
وبعدها بدأت العائلة تجتمع علشان الغدا ....وما حست نجمة بالراحة إلا لما شافت أم سلمان ...راحت لحضنها ودفنت خوفها وقلقها فيه من غير ما تتكلم .........
أم سلمان وهم جالسين على الغدا : يمه نجمة ليه ما تاكلين ؟ كلي زين ؟
البنات كلهم كانوا يضحكون ..
ردت الجوهرة : أصلا العروس دايم شبعانة ....ما يحتاج تاكل يا خالتي !!
نوف بمرح وشوية استهزاء: لا عاد والمعرس فيصل ..ياسلالالالالالالالالالالالالالالالام اكيد شبعانة على الآخر هههههههههههههههههههههههه
كانت نجمة تشاركهم الضحك وهي مو معاهم بس علشان ما يحسوا بحيرتها مع هالإنسان ............
بعد الغدا كلا راح لحالة... الجوهرة والعنود كل وحدة تلم عفشها وعفش عيالها بيرجعون لبيوتهم ..
هيفاء وسلمان وعيالهم بيرجعون بعد للمدينة ...وراحت أم سلمان معاهم للفلا ...
أماالجدة فكانت مرهقة فراحت ترتاح بغرفتها ..
سارة : أقول نجمة اطلعي ارتاحي بغرفتك ...وإلا بتروحون اللحين للفندق !!
نجمة : ما أدري ..بس على قولتك خليني اطلع ارتاح شوي .......
وفي قسمها اللي كان عبارة عن صالة وغرفة ........
وفي غرفتها ...اللي لأول مرة تشوفها .....كان كل شئ حولها يبين بوضوح شخصية صاحبها ...الذوق الرفيع..الفخامة ... الجدية ..السلاسة ...عجبها اختياره حتى وإن خلا من اللمسات الفنية الرقيقة ...
وقفت وسط الغرفة وفكرها كان يحلق ورا فيصل....هذا الإنسان الغريب اللي ماهي قادره تحدد معالم واضحة عنه ....ياترى كيف بتكون أيامي معاه !! اذاكان هذا أول يوم ...أجل وش بيصير بعدين !!
....... : اكيد عجبتك الغرفة !!
كان هذا صوت نوف اللي رجعها للواقع الي هي عايشته التفتت وهي تبتسم ...
نوف : أصلا فيصل دايم ذوقه راقي ..ويعجب لجميع لأنه يجمع أكثر من طابع ...تشوفين الفخامة والرقة والبساطة ...والفن ...
نجمة : صدقتي بصراحة أحس القسم رائع ...مع أني ودي أضيف اشياء بسيطة له
نوف : موعنادك اللي خلاك ما تجين تشرفين على التأثيث بنفسك ..واكتفيتي بذوقه ..وترتيبنا ..بس بصراحة أنا ما حبيت أضيف اشياء كثيرة ...تركت لك تضيفين اللي تبين من اكسسورات بعدين ...
نجمة : الله يسعدك وعقبال ما أساعدك في تجهيز غرفتك
جلست نجمة على السرير ...وجلست نوف جنبها وظلت الثنتين يتكلمن عن كل شئ ...ولا شئ...
حست نجمة بالإسترخاء ..مددت جسمها واسندت راسها ...دقايق وراحت في نومة عميقة ..
التفتت عليها نوف الي كانت تحكي لها قصة عن طفولتهم هي واخوانها ...ايتسمت ...وهي تنسحب بهدوء من الغرفة ..............
في هالوقت كان فيصل متمدد بالمجلس .....اللي يشوفه يقول نايم حاط شماغه على راسه ومتمدد بسكون ظاهري
بس في داخله كانت اعاصير تجتاح نفسه هو ما تعود يظلم الناس في تعامله معاهم يمكن يكون جاف وجدي
بس ماهو ظالم .....
لكن بدأ يظلم بنت عمه ...لا زوجته ...هي اللحين زوجته ...بس حاس نفسه مخنوق ...حاس أنها بتسيطر عليه ...وتتحكم فيه مثل ما صار مع ابوه اللي كان يضيع تمام قدام أمه ......
حس بتعب وملل ..فقام ودخل للبيت ما كان فيه أحد ...
صعد لغرفته وهناك وقف يتأمل هالي صارت زوجته هو ما يقدر يحدد مشاعره ناحيتها بس اللي متأكد منه أنه فيه شئ يخليه أكثر قسوة معاها ....
استدار وطلع للصالة وجلس يتفرج على التلفزيون
بعد ساعة صحيت نجمة كانت مستغربة المكان ...بس أول ما تذكرت ابتسمت وقامت بسرعة ..سمعت صوت بالصالة ...طلت راسها من باب الغرفة شافت فيصل يتفرج التلفزيون ....رجعت للغرفة وناظرت للساعة كانت صلاة المغرب فاتت عليها ...فتوضت وصلت وعدلت من مكياجها بعد ما غيرت لبسها .....
نجمة : السلام عليكم ...
فيصل وبدون ما يرفع راسه : وعليكم السلام
نجمة وهي تجلس على الكنبة وتغصب نفسها على البسمة : فاتت صلاة المغرب علي ...نمت ما حسيت بنفسي ...
فيصل بعد لحظات وكأنه يدور على الكلام .. : اكيد كنت تعبانة
نجمة / ايه والله ...وأنت ما نمت ؟!!
فيصل : ريحت شوي بالمجلس
نجمة بعد دقايق من السكوت : تبي أجيب لك عصير أو قهوة
فيصل : لا
نجمة : أنا نازلة تحت
فيصل : .........
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
بعد شهر من هذاك اليوم كانت نجمة نازلة الدرج وهي سرحانة ....وجاها صوت سارة ...يالله وش فيك عجلي تأخرنا ...
نجمة : يالله ..بس أنا من ساعة أحاول اتصل على فيصل ما يرد ...ما أدري وش فيه ...نسيت أعلمه أننا اليوم بنروح الخياط علشان البروفة الأخيرة لفستان نوف ...
أبو فيصل اللي كان جالس بالصالة : ما عليك يبه روحي مع البنات وأنا اقول له لو جى أو اتصل
في السيارة وللمرة الأخيرة حاولت تتصل فيه ...وهالمرة رد عليها ....
نجمة بصوت مرح : السلام عليكم ...اكيد أزعجتك سامحني ههههههه
فيصل بكل جدية : وعليكم السلام ...لا عادي وش فيه .....
نجمة وهي تحاول تحافظ على مرحها : لا بس حبيت أقول لك أني خارجة مع البنات للخياطة
فيصل وهو يقاطع كلامها : على كيفك ..بس لا تتأخرون ..علشان جدتي بروحها بالبيت وهي تعبانة
نجمة : أمرك
فيصل : مع السلامة
نجمة : مع السلامة
كانت نوف وسارة كل وحدة تناظر الثانية متعجبات من أسلوب المكالمة اللي بين نجمة واخوهم ...هم حاسين بأن أسلوب أخوهم جاف قدامهم معاها ...بس ما توقعوا حتى بينهم وبين بعض هذا الجفاف ...
نوف : أقول نجمة أنتم ما تعرفون شئ أسمه المجاملات الكلامية ....ماأبي أقول الكلمات الرومانسية لأنها الظاهر بتكون خطوة صعبة عليكم !!
نجمة : كيف ما فهمت ....
نوف : يعني ما سمعت بينك وبين أخوي أي كلمة ود ...الله يسلمك ...تسلم ..الله يخليك ...ياعمري ..ياحبي
نجمة وهي تحاول تخبي ألمها : ههههههههه ومنكم نستفيد ...أمرك عمتي ...المرة الجاية أقولها
حاولت تلهي نفسها عن البنات بالنظر للشارع علشان ما يحسوا بألمها ...والحرمان اللي هي عايشته ...
هي كانت تقول أنها ما تبغى تحب ...بس ما كانت تقصد أنها تعيش في هالجفاف .....لها شهر معاه ما سمعت منه كلمة زينة ...حتى أبسط الكلمات ...تسلمين أو الله يعطيك العافية أو كيفك ...حتى يوم تعبت في أول مرة تجيها الدورة وهي عنده ما كلف خاطره يسألها ليش هي نايمة بالسرير وتعبانة وإلا وش تبي !!
حتى نظراته يبخل بها عليها ما قد رفع عينه فيها ...ما حسته يطالعها أو يحب يـتأمل شكلها ..........
واللي يزيد ألمها قسوة ...ويشتت تفكيرها أن فيصل يتغير 180 درجة يوم ينطفي النور بغرفتهم.. ويضمهم فراش واحد ...يتحول لأنسان هادئ رقيق حنون ............
بس هي فذيك اللحظة تتجمد كل حواسها ومشاعرها وتبرد كل أحاسيسها ... وهنا تتحول هي كمان 180 درجة من إنسانة كلها نشاط ومرح وبهجة ...إلى لوح بارد ...جسم بدون مشاعر ...ما فيها شئ يتحرك
إلا ...
دموعها سكايب ...بدون ما أحد يحس بها ...أو يدري عنها ......

يعني معقول طول اليوم ما يشعر بي ولا يحس بوجودي ...وفي الليل وبالظلام يبغاني أشاركه مشاعره وأحاسيسه ...وانا متأكدة أنها موجهة لوحدة ثانية أكيد هو بالظلام يفكر بوحدة ثانية ...
انتبهت من سرحانها على ضحكات ...ودقات نوف وسارة على شباك السيارة بعد ما وصلوا ونزلوا وهي سرحانة مو معاهم ......حمدت الله أن الغطاء على وجهها ما خلى البنات ينتبهوا لدموعها ...وضجيج الشارع ما حسوا بصوتها المتغير وانفاسها المتقطعة ...........
نوف : يا ساتر كل هذا سرحان ..... لا أنت ما ينفع معاك الرومانسية ...ه فيصل كذا وأنت بها السرحان أجل لو هو رومانسي وش بتسوين !!
نجمة : أقول عاد ...ما اسمح لكم انت وإياها تطنزون علي وعلى زوجي ...الشرهة مو عليكم ..علي اللي جاية معاكم
وتمشي قدامهم وهي ترسم الضحكة على وجهها قبل ما تدخل المحل .....
وعند فيصل اللي بعد ما صك التلفون ....سرح شوي مع افكاره ........ يعني أنا ما أقدر أقول لها كلمة زينة ...على قد ما هي تضحك ...وتتباسط معي على قد ما أنا استصعب الكلام البسيط معاها ...كاني خايف منها وأحس بنفسي مثل التلميذ اللي ناسي الجواب ...وهو متأكد أنه يعرفه !!!
بس اللي متعجب له ليه هي ما تفضل على نفس بساطتها ...وحيويتها معاي ...يعني من يوم أحط يدي عليها احس أن أعصابها تشنج وتصير مشدودة وكأنها كارهة لمستي لها ....
أنا أعرف أنها تقضي أكثر الليل تبكي بصمت أحس بأنفاسها وهذا شئ يذبحني ...أكيد هي ما تبيني المسها ...يمكن تكرهني ... بس أنا ما أحس بها الكراهية طول اليوم بالعكس أحسها طول اليوم تتمنى رضاي وتسوي أي شئ أبغاه بدون حتى ما أطليه ...
يا ربي وش هالحيرة اللي أنا فيها ..........
وما أنقذه من أفكاره إلا صوت السكرتير وهو يستأذنه علشان يناقش معاه بعض الشغلات ......

كل واحد عايش أحاسيسه ومشاعره لوحده .....خوف ..قلق ...شك ..غيرة ...........
ما وجدوا طريقة للتفاهم ....ولا عرفوا يقربوا لبعض .........
يا ترى كيف بيكملوا مشوارهم ّّّ!!!!

الــجـــــــــــــــــــ الثالث عشر ــــــــــــــــــزء

قرب موعد زواج نوف وفهد ..والكل مشغول بالتجهيزات ...
في بيت أبوسلمان ...كان جالس بالصالة ودخلت نجمة لابسة عباتها ...كان الوقت بعد العصر
نجمة : السلام عليكم ..كيف حالك يبه وانحنت تسلم على راسه ويده ..
كانت أم سلمان جاية من المطبخ : هلا يمه ...كيف حالك
نجمة : الله يسلمك يمه ..وينه فهد ؟!
أبو سلمان : انتم طالعين ؟
نجمة : ايه يبه رايحين الشقة ...بيودي فهد أغراضه ...ونشيك على بعض الشغلات بالشقة وبأخذ الشغالة معي ننظف وندخن الشقة شوي ( كانت الشقة بعبارة قريبة منهم ملك العائلة )
أم سلمان : الله يعطيك العافية ويبارك بك يا بنتي ...والله ما أدري وش كنت بسوي بلاك
ابو سلمان : وشلون جدتك وعمك ؟
نجمة : الحمد لله بس جدتي لها كم يوم خاملة شوي ..مو بطبيعتها !
أبو سليمان : ايه حتى أنا لاحظت ذا ..يالله ياأم سليمان نبي نروح عندها بعد شوي ..
وكمل أبو سلمان وهو يناظر في نجمة بحب وحنان : بس يبه نجمة أنت فيك شئ ...تعبانة ...متضايقة ؟!!
نجمة وهي تبتسم بقلق : ليه تقول كذا ...أنا الحمد لله ما فيه شئ
أبو سلمان : بس أنا حاس أنك مو على طبيعتك ...كانك مهمومة ....ليكون فيصل مضايقك ...وإلا فيه شئ مزعجك ؟؟
نجمة وهي تضحك : لا وين راح تفكيرك يبه أنا بخير ..بس يمكن تأثير حوسة زواج فهد ونوف !!
وقامت وهي تكمل كلامها رايحة للدرج تبي تهرب من نظرات أبوها وحصاره لها ..
وتقول بصوت عالي ...فهدددددددددددددد وينك تأخرنا !!
وبهالوقت نزل فهد وبيده شنطة ...: خلاص أنا جيت ...السلام عليكم
نجمة : وين باقي اغراضك ؟
فهد : كل شئ بالسيارة ...يالله مشينا ..الشغالة ودتها وسبقتنا ..مع السلامة
خرجا من امام أبو سلمان الذي كانت عيناه ما تزال معلقة بابنته بقلق لم يخفى على أم سلمان التي سمعت بعض حوارهما .....
أم سلمان : خير ياأبو سلمان وش فيك ؟
أبو سلمان : مو عاجبني حال البنت يا أم سلمان ..
أم سلمان : بأسم الله عليها ..ليه وش فيها ..شكت لك من شئ ؟
ابو سلمان وهو يناظرها بنظرة عتاب : لا ما اشتكت بس باين ...كأنه فيها شئ انطفى ..احس أن شئ ناقص فيها ...بعيونها نظرة جديدة وغريبة ...
أم سلمان وهي تحاول تطمن أبو سلمان مع أنها حست باللي لاحظه أبو سلمان : لا تحط ببالك يمكن هي بس ما تعودت على فيصل والحياة ببيت عمها ..أنا إن شاء الله أكلمها وأشوف وش بخاطرها
ابتسم ابو سلمان وهو يقول : ما راح تقول ..ولاتشكي ..هذي بنتي وانا أعرفها هي مثل المرحومة أمها ..عمرها ما شكت ولا تذمرت ..الله يرحمها ويغفر لي ولها .
أم سلمان : آمين ...ولنا كلنا ....كانت هذه من المرات النادرة اللي يذكر فيها أبو سلمان أم نجمة ...وكل ما يذكرها ..كانت أم سلمان تحس بنبرة الندم في صوته مختلطة بنبرة العرفان بالجميل والشكر ...
في السيارة كانت نجمة تضحك على أخوها اللي من يوم طلعوا وهو يكلم نوف يحاول يقنعها تجي معاهم ...بس هي رافضة ..
فهد وهو يمد يده بالجوال لنجمة : خذي كلمي بنت عمك العنيدة اقنعيها ..خليها تجي معانا ..عمي ما بيخلاف ..
نجمة وهي تضحك وتاخذ منه الجوال : هلا نوف ..وش عندك ..ايه صدق ...ما عليك منه ...وهم الرجال من متى فهموا علينا ...براحتك حبيبتي ...يالله انتبهي لجدتي وعمي لين أجي ...أمرك ...
فهد وهو معصب ورافع حواجبة : هاللحين هذا اللي قدرتي عليه ...أقول لك اقنعيها تقومين تقولي ...الرجال ما يفهمون ...
نجمة وهي تكمل ضحكها : لالالالالالا تغلط ..أنا قلت ما يفهمون علينا ...هاللحين باقي على زواجكم يمكن أسبوعين ...وهي لازم ما تشوفك ...علشان يصير لها طلة ...وبعدين وراها أشياء كثيرة تسويها ...
فهد بيأس : بس أنا كنت ابي أشوف رأيها بعد التشطيبات النهائية ...
نجمة : الحمد لله هي كانت معاك خطوة بخطوة بكل شئ ...
سكتوا وسرح كل واحد منهم ورى أفكاره ...وصلوا للشقة ودخلوا ..اعجب نجمة ذوق اخوها وبنت عمها في أختيار الألوان والأثاث والأكسسورات ...مع أنها كانت معاهم أكثر الوقت إلا أن تنظيم وتنسيق الشقة النهائي خلى نجمة تقف أول ما دخلت مبهورة ..ما شاء الله تبارك الله ..الله يجعله مسكن مبارك ...ويعطيكم خيره ويكفيكم شره ..وتتهنون فيه يارب ...
كان فهد واقف وراها وهو فخور بإنجازه ....
بعدها بدقايق ...بدأت هي ترتب ملابسه بالغرفة ..وهو أخذ أغراضه المكتبية وراح لغرفة المكتب ...مر الوقت سريع ..جاتها الشغالة ...مدام انا خلاص تنظيف مطبخ ...حمام ...ايش فيه كمان ..
نجمة : سوي بخور ..وتعالي مسحي الغرفة ...بها الوقت اتصلت نوف : هاه نجمة وش الأخبار ؟
نجمة : كل شئ تمام ...والشقة تهبل الله يهنيكم ويسعدكم بها ...بس جهزي ملابسك علشان بكرة وإلا بعده نجيبها هنا أنا خلصت أغراض فهد...ومن رأيي تجين أنت وسارة أحسن يمكن يكون لك نظرة بشئ ؟
نوف : أنت خذي المفتاح من فهد ..ويصير أمر أنا وسارة بأي وقت ...
نجمة : ايه ما تبينه يدري ...طيب اقله ..
رن جرس الشقة ..استغربت نجمة وفهد ..ويوم فتحوا الباب إلا خالد ومشاري داخلين ومعاهم قهوة ..وفطاير ..وحلى ..وهم يضحكون : السلام عليكم
فهد ونجمة : وعليكم السلام
فهد : خير وش عندكم ...وش ذا ؟
مشاري بطرقته الساخرة : ابد الوالدة قالت أنكم هنا منذو مبطي ...ولا بد أنكموا جعتم ...وطلعت عيونكم من التعب فأرسلتنا بالزاد والزواد ...
فهد بغيظ : أقول شوي شوي لا تبهذولون الشقة ...حط السلة بالمطبخ ..وما أبغاكم تمسكون شئ ...لاتتعبثون بشئ ..
دخلوا كلهم للمطبخ وهم يغيضون فهد ويضحكون ..وقضوا مع بعض وقت حلوا ...ضحكوا وسولفوا ...نسيت نجمة في هالوقت فيصل وشعورها المؤلم بأنها منبوذة منه ..ورجع لها احساس الحب ...
الحب الذي كانت تنعم فيه مع كل اللي حولها ...من اللي تعرفهم ..واللي يعرفونها ..حب يملى قلبها فرحة ..ويخلي عيونها تبرق ببريق الرضى والهناء ...وهذا هو البريق اللي افتقده أبو سلمان فيها وفي نظرة عيونها ..
في الرجعة للبيت ركبت في السيارة مع مشاري وخالد واللي كانوا طول الطريق ينكتون ويتناقرون ..أما هي فكانت سرحانة ...بس في لحظة شافت السيارة ما تتجه لطريق البيت...
نجمة : وين رايحين يا عيال ؟!!
مشاري : قررنا نخطفك ...ونرميك بالصحراء !!
خالد : وش رايك بنزهة ليلية مع أثنين من المجانين ؟
نجمة وهي في خاطرها هالطلعة لأنها من يوم ما تزوجت ما قد خرجت : بس الوقت تأخر !!
خالد : وين تأخر لسه الساعة توها ثمان
نجمة: بس أنا أول بتصل بالبيت وأشوف وش العلوم ؟..والله أنكم داجين ...
اتصلت بفيصل اللي كان بعده بالمكتب : السلام عليكم ...هلا فيصل شلونك ...أقول أنا مع مشاري وخالد ويمكن نتأخر شوي ..يعني تونا طالعين من بيت فهد ويبوني أطلع معاهم في مشوار لمدة ساعة ( كانت الساعة ثمان ) ..يالله أجل مع السلامة ..
نجمة بهدؤ : وافق فيصل ...بس ما أبي نتأخر
أخذوها العيال للبر ....وفي منطقة مفتوحة ...وكانت ليلية ربيعية مقمرة لطيفة النسايم ...
استقر الأخوة الثلاثة في منطقة مفتوحة ..وفرشوا بساطهم ...جلست نجمة على البساط ..كان دائماً منظر الليل في الخلاء يسحرها ...السماء السوداء المخملية المرصعة بالنجوم اللامعة والتي تحيط بالقمر وتنتشر من حوله لتزيده بهاء ...السكون الذي تعشقه ...النسمات الباردة ...
كان خالد يشعل نار ليجهز الشاي فهو كعادة الشباب يحتاط بوضع عدة إشعال النار من حطب وغيره وعدة القهوة والشاي في السيارة دائما ...
كانت جالسة معهم ...تستمتع بضحكاتهم وقصصهم ...وبعد فترة ساد السكون ...تمدد مشاري على السجادة ووضع رأسه على ركبة أخته بينما اتكأ خالد بظهره على رجلي مشاري اللتان كانتا مثبتتان على الأرض بشكل مستقيم ليشكلون حلقة مترابطة جسديا منفصلة فكريا فقد حلق كلا منهم خلف أحلامه وأفكاره ..وأمانيه وآماله ..........
نجمة وهي تحدث نفسها ...كم أتمنى أن يكون فيصل هو من يضع راسه على ركبتي ....تخيلت لو انه هو من يجلس معها في هذا المكان ......تنهدت ....وكأن صوت تنهيدتها صحاها من غفلتها ...رجعت تعاتب نفسها وتلومها ...هذا أنا اللي ما كنت أبي أحب ..ولا اتعذب بنار الحب ...صار كل همي نظرة رضى من عين فيصل وإلآ..كلمة أي كلمة تفرحني وتسعد قلبي ...أشيع يوم ياكل ..واهنأ يوم ينام ...لا رضي حسيت الدنيا حدبقة ورود..ولا غضب وإلا زعل كأن الكون كله عواصف ورعود ....يالله تعيني وتصبرني ..
رفعت راسها للسما وكأنها تطلب العون من خالق هذا الكون .....
غابت عيونها في جمال الكون ..وانشرح صدرها ....ورجعت تقول لنفسها ..مو نجمة السما العالية اللي يختفي بريقها ...ابد ...أنا اللي بيظل جمال روحي يجذب ببريقه الكل حولي ...وانت أولهم يا فيصل ...
أخذت نفس عميق ...ملأ صدرها قوة وعزيمة ....بأحاول لين أكسبك يا فيصل...
وبحركة سريعة ومفاجئة سحبت رجلها من تحت راس مشاري وهي تضحك : يالله شباب سرينا ..
مشاري وهو يتصنع الزعل : حررررررررررررررام عليك ...قطعتي علي لحظة شاعرية ...
خالد وهو يعدل جلسته بعد ما طاح على ظهره : أختك هذي ما عندها من الشاعرية و الرومانسية ..شئ
هاللحين وش معجلك ...وإلا اشتقتي لمقابلة وجه الرجل الفولاذي .... صدق (( شن وافق طبقه ))
نجمة : ما عليه بأسامحكم علشان لا أخرب على نفسي هالطلعة الحلوة ...أقول الله يخليكم لي ولا يحرمني منكم ومن شاعريتكم ورومانسيتكم أبد
مشاري : أنت تامرين أمر بس ...ترانا دايم نهبق مثل هالهبقات ...لما تبين ...قولي لنا وأحنا بالخدمة
ضحكواوركبوا السيارة ... ورجعوا
كان عمها وعياله بالصالة ...
نجمة : السلام عليكم
الجميع : وعليكم السلام
أبو فيصل : هلا بنتي ...الله يعطيكم العافية ...خلصتم ..
نجمة وهي تطالع فيصل اللي عينه بالتلفزيون : ايه من بدري بس طلعت أنا ومشاري وخالد شوي
تعشيتم وإلا لسه ؟
سارة : تعشينا وإن كان تبين ترى يمكن فيصل يبي لأنه هو ما بغى يتعشى !!
نجمة : فيصل أسو

الـــــــــجـــــــــــــــــــــــــــــ 14ـــــــــــــــــــــــــــزء

كانت فرحـــة نوف في هاليوم ما تنوصف مع أنها مثل فرحة أي بنت يتخللها كثير من الخوف والقلق ...
بس حب فهد لها ..وكلماته الي وصلتها من يوم ما صحيت من خلال المسجات اللي كان يرسلها خففت كثير من هالقلق...
كانت جالسة تتأكد من الأشياء اللي رتبتها بالشنطة اللي بتاخذها للصالون ..سارة كانت جالسة تناظرها بشئ من الحزن والفقد ....
سارة : متى بتسافرون ...ما قال لك وين؟
نوف : بكرة الصبح ...بس تصدقين ما رضي يقول لي وين ؟؟
وهنا وصلت رسالة جديدة .....
سارة وهي ترمي المخدة على نوف : وبعدين ويا هالبايخ ..كل شوي وهو مرسل مسج ..متفرغ !!
نوف وهي تضحك وتفتح رسالة فهد : والله أنك غيارة ...
(( الكون يشارك قلبي أفراحه ...وينتظرك يا أميرة أحلامه ))
سارة وهي تطلع من الغرفة ...بأروح أشوف وش العلوم عند باقي الشعب ...كلها ساعة ونروح الصالون ...لا تضيعين الوقت أنت وأمير أحلامك .........
طلعت سارة ...كانوا مجتمعين بالصالة خواتها وجدتها وعمتها حتى خالتها أم سلمان وعمها فيه ...بس نجمة ماهي فيه ...ظنت أنها يمكن تكون بالمطبخ ...راحت ما لقتها ...رجعت للصالة كان فيصل ونواف جايين من برى ..
طلعت سارة لقسم نجمة ...دقت الباب ...شوي إلا يجيها صوت سارة : ادخل
دخلت سارة وانذهلت من شكل نجمة وهي ممدة على الكنبة ...
سارة بقلق : نجمة عمري وش فيك ؟ وش صار !!
نجمة وهي تحاول تخبي دموعها : ما فيّ شئ بس تعبانة ..أظن أني أخذت برد عندي مغص ..وحاسة بدوار راسي مصدع ....الله يخليك سارة لا تقولي لأحد ما ابي أزعجهم ..بأرتاح شوي عقب بأنزل لكم
سارة بأهتمام : طيب قومي بسريرك ...وش اسوي لك ...اخذتي مسكن ..وإلا ما ودك تروحين الطبيب
نجمة : لا ما يحتاج ...أرتاح شوي وبأصير طيبة إن شاء الله
طلعت سارة بعد ما تطمنت على نجمة ونزلت تحت ...دخلت المطبخ تسوي كاس من ( الزهورات ) الدافئة لها .....
بهالوقت كان فيصل طالع لغرفته يبي يتوضأ للظهر ...استغرب أن نجمة بفراشها ...
فصل : نجمة وش فيك نايمة ؟
نجمة وصوتها متغير : أبد بس مصدعة شوي ...وأبي ارتاح ...شوي وأنزل ..
فيصل واقف محتار ...ما يدري وش يسوي وإلا وش يقول ....
دخلت سارة بصينية عليها كوب الزهورات ...ومسكن ..شافت فيصل واقف ..
سارة : هلا فيصل ..آسفة ما دريت أنك هنا ...
فيصل وهو يناظر الصينية :لا عادي ..وش هذا ..
سارة وهي تقرب من السرير : نجمة حبيبتي قومي أشربي هالكوب عساه يريحك ..
نجمة وهي تعتدل بالسرير : تسلمين الله يعطيك العافية ..ما كان فيه داعي تعبين نفسك ...شوي وأصير طيبة ...بس شوفي وش صار بالغدا ...ولا تتركين نوف بروحها ..
سارة : ما عليك انت من شئ أرتاحي ورانا الليلة سهرة ...ورجة ودجة لين الفجر ..
نجمة وهي تبتسم : الله يتمم لهم على خير
كان فيصل يسمع لهم وهو مندهش من التغيير اللي صاب نجمة ..بس في النهاية قال لنفسه ..وليه أتعب نفسي بالتفكير ...هم الحريم كذا ..كل ساعة بحالة ..شوي وتصير تمام ...
الكل استغرب من أختفاء نجمة وسأل عنها ..مو من عوايدها ...
بعد ساعتين وعلى الساعة أثنين الظهر نزلت ...كان شكلها تعبان ..بس هي ما بينت لهم ...جلست معاهم للغدا ..مع أنها ما أكلت بس تشاغلت بتقليب الصحن ...وشوية السلطة اللي قدامها ...
أم سلمان : نجمة يمه ليه ما تأكلين ..فيك شئ تعبانة ؟
نجمة : أنا جالسة آكل يمه ..لا ...ما أشكي شئ ،بس يمكن شوية صداع ؟
العنود : متى بتروحون الصالون ؟
نوف : اللحين بنروح أنا وسارة ونجمة ..وانتم بتجون معنا وإلا بتلحقونا ؟
العنود : لا أنا والجوهرة بنلخقكم عقب ما نجهز عيالنا .. ؟
نجمة : حتى انا ماني رايحة اللحين ...بعدين اجيكم ...بأرتاح شوي !!
نوف بقلق : نجمة وشفيك .. ليه ما تروحين المستشفى شكلك تعبان؟!!
نجمة وهي تبتسم : لا عاد ..شكلك ما تبغيني أحضر العرس ...كله شوية صداع ..يالله خلصي بسرعة أنت علشان ما تتأخرين على الصالون ..خالتي متى بنروح الصالة ؟
أم سلمان : إن شاء على بعد العشاء نكون كلنا هناك ...لا تتأخروا أنتم بالصالون ؟
نجمة : جدتي متى بتروح ؟
أم سلمان : واحد من العيال يجيبها على الساعة 9 تجلس لها ساعتين ...لأنها ما تقدر تسهر
بعد الغدا راح كل واحد يجهز نفسه ...نجمة طلعت لغرفتها ...كان الحزن يلفها وقلقها على أخوالها يشغل بالها ...بس مستحيل أنها تنغص علي أهلها فرحتهم كانت متساندة على الكنبة بإرهاق ودها تشكي لأحد ..
شوي وحست بصوت أم سليمان عندها : نجمة يمه وشفيك ؟ وش صار ؟
نجمة : ما صار شئ يمه بس تعبانة شوي !!
أم سلمان : شلون يعني كذا فجاة تتعبين ؟وإلا لا تكونين يمه حامل وانت ما تدرين ؟
نجمة : لا يمه ما اظن ...بس يمكن هو أرهاق هالأسبوع تجمع علي ..ارتاح شوي واصير طيبة لا تشغلين بالك ....روحي شوفي أخواني ..
طلعت ام سلمان وهي قلقانة على نجمة وبالها مشغول ...بس غصب عنها انشغلت بعد كذا ...لين جات الساعة 5 العصر ...
أم سلمان : هيفاء ..لا تتأخرين بالصالون حاولوا تخلصون بدري...أنت بتروحين الصالون اللي البنات رايحين له ؟!!
هيفاء : لا يا خالتي ..فيه واحد قريب من هنا وزين وما عليه زحمة ...أحسن علشان ما اتأخر ...
أم سلمان : أجل ليت نجمة تروح وياك ..علشانها تعبانة ..ومافيه داعي تطول بالصالون ويزيد تعبها ...
سلمان اللي كان جالس يسمعهم ويلعب مع ولده : وش فيها نجمة يمه خير ؟
أم سلمان : والله ما ادري من الصبح وهي تعبانة وما رضيت تروح المستشفى ..تقول صداع وبيروح بس أنا حاسة أنه فيها شئ ثاني !!
سلمان وهو يتصل يحاول يتصل بنجمة :ما ترد ...
أم سلمان أنا بروح لها ..أنتم تجهزوا لين اروح أشوفها
بهالوقت كان فيصل داخل لقسمهم ..وسامع صوت الجوال يرن ..وشاف نجمة على الكنبة لافة نفسها..
متكورة على حالها ...
قرب منها بقلق ..جلس على ركبه على الأرض : نجمة ...نجمة ..وشفيك ؟
رفعت رأسها وهي تبعد شعرها عن وجهها اللي بان التعب والأرهاق عليه وتعدل جلستها ..هلا فيصل ..تبي شئ ؟
فيصل وهو يجلس جنبها : أقول وشفيك ..؟
نجمة : مافي شئ ..اللحين كم الساعة ؟يووووووووووووه تأخرت خلني أقوم أتجهز ..
وهنا كانت أم سلمان تدق عليهم الباب ...
نجمة : مين ؟
أم سلمان : أنا أمك ..افتحي يمه
نجمة وهي تقوم : تفضلي يمه ..
أم سليمان بأهتمام : هاه يمه كيفك اللحين عساك أحسن ؟
نجمة : ايه الحمد لله يمه
أم سليمان : أقول يمه...وتنتبه لفيصل : اعذرني وأنا خالتك ما شفتك !!
فيصل وهو يوقف : لا معذورة خالتي أنا قايم !!
أم سلمان وهي تناظر نجمة : خليك يمه أنا بس جاية أقول لنجمة أن كان ودها تروح مع هيفاء لصالون قريب من هنا ...ما عليه زحمة ..علشان ما تتأخرون
نجمة : ايه أحسن يمه ...بس ينتظروني شوي بس أجهز ...
أم سلمان وهي تطلع : أجل بروح أقول لهيفاء تنتظرك ..ولا خلصتي دقي تلفون لهم وهم بيجونك عند الباب ..
فيصل : ايه تذكرت ترى البنات متصلات كم مرة ...
نجمة وهي تمسك الجوال : اللحين اكلمهم واتفاهم معاهم .....على فكرة أنا جهزت لك اغراضك كلها ...بغرفة الملابس ...
استعدت وراحت مع هيفاء واخوها سلمان ..بالسيارة
سلمان : نجمة كيف حالك سلامات ..وشفيك يالغالية ؟
نجمة وهي تضحك لأخوها : أبد أبغى اشوف غلاي عندكم
هيفاء : ايوه قولي كده من الأول ...يعني تدلعي ..
نجمة : لا تشيل يا أخوي شوية صداع ...والحمد لله راح ..المهم كيف فهد وش أخباره
سلمان : عريس عاد....طاير بالأحلام
نجمة : الله يتمم لهم بخير...
وصلوا للصالون ..ونزلت هيفاء ونجمة ...وفي الصالون ..
هيفاء : هاللحين صرنا لحالنا ممكن تقولين لي وش فيك ...
نجمة : أبد حبيبتي ..شوية صداع ...
هيفاء : لا ...فيه بعيونك حزن وهم ..يعني أحنا ما نعرفك
نجمة : لا بس شوية متضايقة
هيفاء : مش حا أثقل عليك ...بس أنت عارفة معزتك عندي ..أنت أختي ..يوم ما تحبي تتكلمي وتبغي حد يسمعك قلبي بيسمعك قبل عقلي
نجمة وهي تقوم تسلم على هيفاء : الله يخليكم كلكم لي ...صدقيني المشكلة تخص بيت خالي ...مضايقتني شوي ...ومافيه داعي للقلق
على الساعة تسعة كان الكل في صالة الأفراح التي امتلأت بالمدعوات ...
الجمال والفخامة تحيط بالكل ...والمحبة والصفاء يرعاهم
عند نوف في الغرفة ...
نجمة وهي تدخل : ما شاء الله تبارك اللهوش هالحلاوة وش هالزين ...ياحظك يا خوي
نوف : وينك يالبايخة وين رحتي عني ...وش رأيك ..كيف المكياج والتسريحة ..تعالي اجلسي بجنبي
نجمة : يا سلام كل هذا أنا مهمة ...تطمني أنت مثل القمر ..كل شئ روعة..
عند الشباب كان فهد مستعحل ..وقلق والشباب مو مقصرين فيه تعليق وتنكيت ..
فهد : سلمان أمي ما أتصلت ..يالله متى ذولا بيخلصون
فيصل : فهد أركد ..تراك جننتنا وش عندك ..وش مستعجل عليه ؟!!
فهد : ابي حرمتي ..خلاص شف كم الساعة اللحين ..صارت عشر متى بيخلصون وهم توهم ما زفوها للحريم ؟
فيصل وهو يضحك : أصبر ...الليلة السهرة لين الفجر ..صباحي
فهد وهو معصب : وش علي منكم أنتم أسهروا لين الفجر ..أنا وحرمتي ورانا سفر بالصبح ..ما أحنا فاضيين للسهر
عبد الرحمن : ايه وش عليك ...عريس تدلل ..مين قدك ..لنا الله ..
نواف : بس عاد خفوا على الرجال ..وأنت يا فيصل مجرب العرسان ورجتهم ههههههه..والله يرزق الباقين هالتجربة عن قريب
مشاري بصوت واطي لخالد : وين هذا الرجل الحديدي ما يقلق ....
شوي وجا أتصال من أم سلمان لفهد تطلب منه يدخل

وكانت الجدة والعمة نورة وباقي خواتها بالغرفة وعند البنات اللي متجمعات عند العروس تجيهم أم سلمان ...
يالله يا بنات خلوا فهد يدخل يسلم على عروسه والمصورة تشوف شغلها ....
ترى فيصل بيدخل معاه اللحين وبيحلقه الباقين ..كل وحدة تجهز عباتها قريب منها
كانت الزفة للعروسين بسيطة وبقسم العرسان اللي جهزوه بكوشة خاصة بالقسم نفسه وبالبوفيه وتنقل بشاشات عرض ...بحيث أن العريس ما يدخل على الحريم ...( هذه الحركة حلوة وتسويها بعض العوايل المحافظة )
كانت دخلت فهد على نوف تصحبها أبيات شعربة رائعة إهداء من فهد لنوف ...وبصوت خالد اللي كان مميز.....خلت لدخلته جو حالم وكأنه أمير جاي يأخذ أميرة أحلامه ..
ومع نظرة عيونها المندهشة واللي زادتها جمال تاهت نظرة فهد لثوان قبل ما ينجذب بسحرها ويكمل طريقة ببسمة المرتاح ..بعد العنا

هلا يا عـــــذبة الإحساس يا قلبن تحداني
غزاني لا جنود ولا سيوف وصرت مأسوره
هلا يا بدر عالي ينشر أنواره علشاني
ونور دنيتي وأسعد بقايا العمر بحضوره
تراك الأول ابقلبي ولا تسأل من الثاني
واذا بتسأل بقل لك يا حبيبي كرر الصوره
أنا موج تلاطم ما عرف شاطئ وولهاني
يبي ضمة من الشاطئ نهاية تيه مشهوره
وأنا ليل ن حزين ن لاحضرني صار فرحاني
وأنا نفسن ليا غبتي تعاتبني ومعذوره
مسحتي دمعة المقهور والموجوع والعاني
رسمتي بسمة أفراحه كتبتي باقي أسطوره
نعم أنت ملاك الحسن وأنت روعة الحاني
ودنيا من الوله تملك معاني الحب واشعوره
طلبت الشعر قلت أوصف تعذرلي وخلاني
وكيف أوصف اذا كنتي بكل الصدق اسطوره
ابسكن في عيونك مثل كحلك لو تمناني
وبكتب فوق عينك يا بشر هالعين محظوره
أبيها مسكني وحدي وابيها العمر ترعاني
وأبيها بي تحدى الكون لو يقلون مغروره **

قرب منها وهي مثل المسحورة سلم عليها ...((مبروك علينا السعادة والهنا )) ...ردت ببسمة وبصوت هامس (( الله يبارك فيك يا عمري أنا )) كانت ايديهم وعيونهم متعلقة ببعض ناسين كل اللي حولهم ...
الكلمات والإلقاء كان لهم ردة فعل قوية بين الحاضرات في الصالة ...كلا منهن حلقت معها بخيالها وذكرياتها ...وبعد أنتهاء القصيدة كان أصوت التصفيق والتصفير يشل الصالة ويوصل لين مسامع اللي بقسم العرسان ...واللي هم بعد كانوا منتشين من تأثير الكلمات الحالمة........
أما فيصل فخطى مع فهد خطوتين للداخل ووقف وعيونه تدور عليها ..الكلمات هزته ..تذكر ليلة زواجهم ..اللي ما قدر يعطيها فيها ربع ما أعطى فهد لأخته ....لقيها جالسة جنب جدتها والشحوب الغامض على وجهها... أول ما تلاقت عيونهم ...كانت في عيونها نظرة توسل ورجا ...وعيونه كلها حيرة وندم ..
راح وقف جنب الطاولة وهو يبتسم : السلام عليكم ...هاه كيفها أم أبو فيصل
الجدة وهي فرحانة : أنا مبسوطة دامني أشوفكم متلمين حولي ...الله يخليكم لي
دخل أبو فيصل وأبو سلمان ...وراحوا سلموا على أمهم وطلبوا رضاها ..وبعدها سلموا على العرسان وطلعوا
جات العمة لفيصل: ماشاء الله وش جالسين تسوون هنا تو ما زانت لكم السواليف تعال أنت ونجمة سلموا توف تبيكم تتصورون معاهم ....
قامت نجمة وهي تحس بجسمها يرتجف ... ما تبغى تسمح لعيونها تجي بعيونه خافت الدمعة تخونها ..وباركت لأخوها ولنوف ..مسكتها نوف وهي تقول لفيصل برجاء : ابي صورة معاكم
كان الكرسي اللي جالين عليه العرسان بدون ظهر ( شيزلون ) فوقفت نجمة وراء فهد ووقف فيصل وراء نوف وكان حاط يده على كتف نوف ويده اليسار امتدت بشكل تلقائي تحاوط وسط نجمة في حالتها هذه ما قدرت نجمة تسيطر على رجفة جسمها ...حست أنها تضعف وودها لو تلقى حضن يلم ضعفها هذا ..ماانتبهت أنها كانت تتمنى حضه هو ..هو دون غيره تتمناه يلم حزنها وضعفها ..,هذا خلاها تقرب منه أكثر بحركة حميمة وتسند راسها على كتفه بشكل خفيف
تعجب فيصل وسرت حرارة بجسمه خاصة لما حس برجفتها ..شد من يده اللي على وسطها وكأنه يقربها منه ......
في هاللحظة أنتبهت ورفعت راسها له بنظرة ما فهمها ....بس تلاقت عيونهم ...
كانت المصورة تصور هاللقطات ....بعد كم صورة نوف وفهد تحركوا من أمامهم رايحين ناحية ثانية من الغرفة فيها منظر جميل كانت المصورة جهزته من قبل...
بس هم ظلوا على وقفتهم ...وكانت المصورة تصورهم فجات هاللقطة خاصة وحميمة بينهم
فيصل : وش فيك ؟!!
نجمة وهي تغصب نفسها على الأبتسامة : ابد مافيه شئ
جات سارة ...نجمة نواف يبي يدخل خذي عباتك
نجمة : أنا بأدخل داخل الغرفة لين تخلصون ...وكأنها ما صدقت بالفرج ..ودخلت الغرفة وجلست على طرف السرير ساندة رأسها بيدها ....من التعب...كانت تسمع صوت ضحكاتهم ..وفرحتهم وتنكيت نواف وتعليقه
شوي ودخل فيصل عليها ...قرب منها ..: ممكن أعرف شو فيك ..هذا مو صداع ووجع راس ؟
نجمة وهي ترفع راسها :مافيه شئ ...تعب عادي
فيصل وهو يسحب كرسي ويجلس قدامها : أنت أكلتي شئ اليوم ؟
نجمة : لا ...مو مشتهية
فيصل وبدى يتضايق من أسلوبها : يعني ما تبين تقولين وش فيك ؟وقام من الكرسي ...بيروح
نجمة بحزن : خالي أبو عبدالله في العناية ..تعبان ..
رجع فيصل للكرسي : وش فيه وش جاه ؟
نجمة : عبدالله حصلته الشرطة مقتول هو وواحد من أصحاب السوء بشقة ..يوم درى خالي جاته جلطة ...ومهرة جاها إنهيار عصبي ...ما عليها شرهة ..أخوها مقتول وأبوها بالعناية ..وكان مفروض زواجها بعد أسبوع محمد بكرة بيوصل ..
رفعت راسها لقيته قام وتحرك بصمت للباب ...وفي هذه اللحظة انفتح الباب وطلت منه سارة وهي تضحك : وش تسوون ؟!!
فيصل ببرود وبصوت هادئ : هاتي كاسة عصير لنجمة ...وطلع عنهم
راحت سارة وجابت كاسة عصر ..وجات لنجمة وهي تقول : يالله اشربيها وخلينا ننزل نساعد بزفة نوف للحريم ...تراهم خلصوا تصوير..
كانت نوف مندهشة من تصرف فيصل اللي ما قال لها أي كلمة تواسيها ...شربت العصير وقامت مع سارة
أما فيصل فكان مقهور ومحتار طلع من عندها وهو يقول لنفسه : اللحين هالحزن كله على ولد خالها اللي مات وإلا على مين ؟ ..وهي أصلا ليه ما قالت من الأول وش فيها يعني ؟
كملوا السهرة بصالة النساء ..وكانت سهرة حلوة تجمعوا البنات فيها حول نوف رقص وفرح ..حاولت تتناسى حزنها علشانهم كلهم
وآخر الليل رجع الكل للبيت تعبان .........
كانت الجدة ..وأبو سلمان وابو فيصل سبقوهم وناموا ...
نجمة رجعت مع سارة وعمتها نورة ...مع فيصل ..
ما قال فيصل لها شئ ...دخل ونام قبلها ...هي جلست مع عمتها والبنات شوي وبعدين دخلت غرفتها وبعد ما غيرت ملابسها نامت بشكل متقطع ...
في الصباح ...وعلى الساعة 11 ..قامت ما لقيته في الغرفة ...نزلت لقيت أبوها وعمها وجدتها وأمها ...
نجمة : السلام عليكم ..صباح الخير
الكل : وعليكم السلام ...صباح النور
أبو سلمان : هاه يبه كيفك اليوم ..أمك تقول أنك أمس كنتي تعبانة ؟
نجمة وهي تجلس : الحمد لله أنا بخير ..أحسن ..وش أخبار العرسان ..
أبو سلمان : راحوا المطار من ساعتين ...فيصل راح هو ونواف يودونهم ...
أم سلمان : إلا يا نجمة ما شفنا حد من خوالك ..وينهم ؟
نجمة وهي تدير رأسها ناحية أبوها وعمها وتغالب دموعها : يبه عمي أبو عبدالله بالمستشفى تعبان ...وقالت لهم الحكاية
الجميع : لا حول ولا قوة إلا بالله ...عظم الله أجرك يا نجمة بولد خالك
نجمة : الله يجزاكم خير ..
أم سلمان : ومتى صار هذا يمه ؟
نجمة : أنا دريت أمس الصبح ...وما قدرت أكلم أحد بس وحدة من الجيران كلمتني وعلمتني ..شكلهم معتفسين ..وهم ما يبون يكلموني لأنهم دارين أن عرس فهد امس فما حبوا يضايقوني ...
أبو سلمان : أنا بأتصل بلخطوط أشوف لنا حجز لازم نروح لهم ..
فيصل اللي كان داخل من بره : ما يحتاج يا عمي ...

 
 

 

عرض البوم صور عزيزه 1   رد مع اقتباس
قديم 16-04-08, 01:24 AM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 34444
المشاركات: 1,013
الجنس أنثى
معدل التقييم: عزيزه 1 عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 12

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عزيزه 1 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عزيزه 1 المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

الجـــــ السادس عشر ـــــــــــــــــــزء

نجمة من بين دموعها : أنا ...كنت أبغى أدفن أحزان أمي ...ما أبغى أتذكر..هاالأحزان ولا أشوف شئ يذكرني بدموعها وليالي الأسى اللي عاشتها ...ما دريت ان الحزن والفرح ذكرى نشيلها معنا بقلوبنا طول العمر .....
في هالوقت سمعوا صوت فيصل وهو ينادي من الخارج : يا محمد ..وين أنتم ...
راحت غالية بسرعة تدور على عباتها ...ومحمد خرج عند فيصل ...أما نجمة فحاولت تجمع دموعها ...وتهدي نفسها....قفلت صندوق أمها ...ولحظتها حست بوجوده بالغرفة ...رفعت راسها وهي تحاول تبعد نظره عن الصندوق ....
اندهش فيصل من الألم والحزن اللي على وجهها ....وعيونها المليانة دموع ...هذه دموع جديدة ...وش صار ...وش هالصندوق اللي بيدها ...
بس الحواجز اللي بناها بينهم ما خلته يقدر يقرب منها ويسالها بشكل حميم ...
من مكانه بوسط الغرفة قال لها : وش فيك ؟ ليه تبكين ؟
نجمة : ولا شئ بس تذكرت أمي .
فيصل : وش هاللي بيدك ؟
نجمة : هاه ...صندوق أوراق ....ولملمت نفسها ووقفت وهي تقول : أنت شفت بيتنا ...تعال أوريك إياه ....
وطلعت معاه وهي تقول هذه كانت غرفة أمي الله يرحمها ... وهذه غرفتي ...مشى وراها بدون اهتمام ...باله مشغول بالصندوق اللي كان معاها واعطته لمحمد وغالية وخلتهم يروحون قبلها للبيت ..وعلى أساس هي وإياه يلحقونهم بعدين ...
بس ما حب يعلق على شئ اللحين !!!!!!!!!!
نجمة : وين أبوي وأمي وعمتي؟
فيصل : تركتهم ببيت خالك .... يالله لا نتأخر ....
قفلت البيت ...ومشت معاه لبيت خالها ....وهناك كانت لحظات وداع حزينة بينها وبين أخوالها ...بس هس ما كانت تبغى تجلس أكثر ...حالتها النفسية ما تسمح لها بالبقاء ..تحس نفسها بتنهار ..تبغى تبعد شوي ..
وهي تسلم على غالية قالت لها . لا تتركي مهرة لوحدها بها الفترة ...لو كنت أقدر كان جلست أكثر ..
غالية : يا ريت تجلسين معانا أكثر
ما ردت عليها نجمة بس ابتسمت لها وراحت لمهرة اللي كانت جالسة بركن الغرفة سرحانة..
نجمة : مهرة حبيبتي ...في أمان الله وما أوصيك على أمك ونفسك وأخوانك ...لا تستسلمي للحزن واليأس...حطي أملك بربنا وفي المستقبل ...ربنا بيعوضكم كلكم .... محمد ينتظرك كوني معاه ...اللي يقول لك وافقي عليه ...سامعة ...هو سندك بعد الله ...بيشيل معاك حزنك وهمك ..وبينسيك كل اللي فات ....
ما تدري كيف خرجت من بيت أخوالها ..ما كانت حاسة بأرجولها ...
وفي الطيارة حرصت أنها تجلس جنب عمتها نورة...تبغى تبعد عنه.. أحاسيسها ما تستحمل أي إثارة ...تشعر بالتعب ينخر عظامها ...حتى نفسها تحسه ثقيل ..كأنها تسحب الهواء من آخر الكون ....
فيصل وهو متعجب من تصرف نجمة ..ومن الصندوق اللي شايلته بيدها هي صحيح حطته بكيس بس هو عارف انه الصندوق اللي شافه بيدها ببيت أمها ...وش فيه ؟ وليه الحزن هذا كله ؟

العمة نورة : نجمة أنت لازم أول ما توصلين تروحين للطبيبة أنا شكلك مو عاجبني حاستك تعبانة كثير
نجمة : هو اللي مر علينا هاليومين يا عمة قليل ؟
والله اني حاسة صدري ضيق ...طلعت من بيت أخوالي وأنا متضايقة ...خايفة عليهم كلهم
العمة : هم ما عليهم شر إن شاء ... و لو جلست أسبوع زيادة معاهم ما أظن فيصل بيخالف ...
نجمة : لا ما بيخالف ...بس ماني قادرة أجلس ...
العمة وهي تضحك : ايه وأنت تقدرين تفارقين حبيب القلب ...فيصل
ابتسمت نجمة بوهن ...وفي هاللحظة كان فيصل واقف على رأسهم ...وجات لثواني عيونه بعيونها ...
فيصل وهو ينحني على كرسي عمته كانه يهرب من عيونها المعاتبة : هاه تبون شئ ؟مرتاحين!!
العمة وهي تبتسم : ليه عيونك مضيف بالطيارة وأنا ما أدري ؟!! لو نبي شئ شف هالمزايين يتمنون يخدمونا !!
فيصل وهو يضحك : ايه ..قولي كذا ... بس تراهم ما يخدمون إلا المزايين اللي مثلهم
العمة : ما أظن فيه أزين مني ومن نجمة !!! وإلا عندك شك ؟!!
فيصل : لا والله ما عندي شك ابد ...يالله قربنا نوصل ..ورجع لكرسيه اللي وراهم جنب عبد الرحمن
العمة : نجمة فيه شئ بينكم ؟
نجمة : ايش تقصدين يا عمة ؟بين مين ؟
العمة : بينك أنت وفيصل ؟
نجمة : لا ما فيه شئ
العمة : ما أحب اتدخل بينكم ...بس أحس أنه بينكم شئ ...أو خليني أقول ..أن بينكم شئ مقطوع ..جفاف ..ما أدري وش أقول لك .. بس أحس اللي بينكم ماهو اللي مفروض يكون بين اثنين شباب توهم متزوجين
نجمة تناظر عمتها : ......................................
العمة بعد ما حست ان نجمة ما عندها رد : يا بنتي كل المتزوجين يلاقوا صعوبة في بداية حياتهم لأن كل واحد جاي من بيت وتربية تختلف عن الثاني ...ويمكن كل واحد فيهم وهو يجهز نفسه للزواج ويقفل شنطته اللي بياخذها معه لبيته الجديد ...حط فيها كل معاناته وألامه السابقة للي عاشها في بيت أهله ..كل الأخطاء والتجارب السيئة ... أخذها معاه واول شئ يبدأ يعرضها ويستعرضها في حياته الجديدة هي هذه الأخطاء ......
أنا ما أتكلم عنك انت وفيصل بالذات أنا أتكلم عن الجميع...
أخطاء الماضي وتجاربه ...لازم نحطها في مكانها الصحيح من الذاكرة بس علشان نستفيد منها ...ونتجنب أن نقع فيها أو في مثلها....
نجمة وهي تبتسم لعمتها :تطمني يا عمة أحنا بخير ...بس يمكن تعبانين شوي ..تعرفين الإرهاق بعد عرس نوف وفهد ..وبعدين هاعزاء ...بس تطمني
العمة : الله يهديكم وبس
أسندت راسها على شباك الطيارة اللي جنبها بعد ما وضعت المخدة الصغيرة تحته وأغمضت عينيها ....
كان فيصل يشوفها وهو جالس وراها ....بس يمكن ما هو حاس بها لأنه كان مستغرب ..ومو فاهم سر تغيرها عليه....
وصلوا المطار وكان في استقبالهم خالد ومشاري ونواف اللي كان جاي بسيارة فيصل...
توزعوا بالسيارات ...سمعته وهو يقول : نجمة تعالي معي
تلفتت حولها كانت تتمنى أحد ينقذها من الجلوس بجانبه ....وكأن ربي علم بحالها
جاء مشاري وحط يده على كتفها وهو يقول لفيصل : لا والله ما أخليك تفوز بهالحلوة ...وتخلي معي الشيبان ...خذ أبوك وعمك وعماتك هههههههههههه
فيصل بملل : ونواف مع مين بيركب
مشاري : يروح مع خالد ؟ المهم أنا ابغى نجمة معي ...ولحالنا ... يا أخي أختي ...ودي أجلس معاها بروحنا شوي ...
تركهم فيصل وراح ...وفعلا راحت هي مع مشاري ...
في سيارة مشاري ...
مشاري : كيف حالك يا نجمة وكيف أخوالك ...عظم الله أجركم .
نجمة : الله يجزاك الجنة ...الحمد لله كلنا بخير
مشاري : سامحيني ..
نجمة : على أيش اسامحك ؟
مشاري : أني أخذتك من زوجك ..ما خليتك تروحين معاه !!
نجمة : لا عادي ..ما فيها شئ أنا مشتاقة لقعدتك وسواليفك ...بس وش عندك ..وش السالفة ؟!!
مشاري : ابد بس بغيتك تساعديني بشئ !!
نجمة : خير وش هو ؟
مشاري :أبغى اسافر انا وصديق لي لنيوزلنده ..دورة لغة لمدة شهرين
نجمة : يعني أنت ما تقدر تاخذ الدورة هنا ...أحسن لك
مشاري : هناك بتكون معايشة 24 ساعة للغة ..وبعدين المكان اللي بنروحه محترم ..وفيه طلاب زملاء لنا راحوا واستفادوا كثير من هذه المعايشة .....وبعدين اللي وده يغلط بيغلط في أي مكان ...مو شرط يسافر ...
نجمة : والله ما أدري وش اقول لك ...بس أنت تآمر أمر يالغالي
مشاري : تسلمين ما يامر عليك ظالم ..اسمعي ..بكرة تجين عندنا ..وأفتح أنا الموضوع وأنت تأيديني فيه
نجمة وهي تضحك : هذه مؤامرة ..بس أنا وش أستفيد ...لازم أطلع بشئ !!!
مشاري وهو يوقف قدام محل عصيرات : أحلى عصير كوكتيل لعيون أحلى أخت ...ونزل بسرعة قبل ما تكلمه ...وراح جاب كاسين عصير
مشاري وهو يعطيها العصير : تفضلي ..عصير فرش باررررررررد
نجمة : تبي تضحك علي بكاسة عصير ... ما حزرت يا شاطر ...ابي شئ ثاني لو وافق أبوي على السفرة
مشاري : أمرك أنت بس تدللي
وصلوا للبيت ..نزلت نجمة ..ودخلت للبيت وكانوا الباقين قد سبقوهم ....ومتجمعين عند الجدة بالصالة
على طول نجمة لحضن جدتها .....
الجدة : هلا بالغالية ..وينك يمة ..كيف حالك عظم الله أجرك بخالك وولده
نجمة : جزاك الله خير يمه ..اشتقت لك كثير ..كيف حالك أنت ..وش أخبارك
سارة من وراها وهي تضربها على ظهرها : اشتقت لك يا لشينة ...
التفتت لها نجمة ..ووقفت وحضنتها بحب ...يا عمري ..وانا اشتقت لك يالحلوة
كان فيصل يتابع هذا اللقاء الحار بين نجمة وجدته وأخته ...يعني الكل يشتاق لها ويحبها والكل تشتاق له !!
وش فيها يخلي الكل يفتقدها لها الدرجة ؟!! وليه مشاعرها هذه لهم بس ؟
سمع الكل صوت نواف وهو نازل من الدرج .......
نواف : يا ولد ...الشيخ نواف نازل ....ولما وصل عندهم ..كانت نجمة ردت لثمتها على وجهها
نواف : السلام عليكم ...وحب راس ابوه وعمه وعماته ....وأخوه فيصل ...
والتفت على نجمة وهو يقول: نجمة عظم الله أجرك يا بنت عمي ..كيف أخوالك ؟
نجمة : جزاك الله خير ...الحمد لله كلهم بخير ..جعلك ربي بخير
نوف : والله افتقدنا حسك بالبيت ..أنت وزوجك الدب ...بس بصراحة أنت أكثر هههههههه
سارة : مو لله مفتقدها !!
نواف : ايه والله للأطباق اللذيذة والحلويات الشهية ...ثلاثة أيام يا بنت الحلال ما غير أحنا والجبنة والأندومي ذبحتنا سوير
سارة : نووووووووووواف ..طيب أشوف مين اللي يسويلك شئ بعد كذا
أبو فيصل : كله إلا سارة الغالية ...
قامت نجمة وهي تقول أنا طالعة فوق عن أذنكم ...
أبو فيصل : يالله يا سارة شوفي الشغالات يحطون الغدا...
بعد ما طلعت نجمة فوق مسكت صندوق امها...وفتحت الغطاء وناظرت محتوايات الصندوق ....
كل اللي كان بالصندوق منديل حريري ..ودفتر صغيروقلم نسائي... وشوية كروت ورسايل ...
أسورة ذهب ...قارورة عطرصغيرة...عطر أمها المفضل كان دهن مخلط يجيبه ابوها ... وقطعة حرير أسود ملفوف فيها جديلة شعر طويلة...ما قدرت تلمسها كانت بآخر الصندوق.. قفلت الصندوق وحطته بالدرج ...
وبدلت ملابسها ..نزلت تساعد سارة بالمطبخ..
نجمة : سارة إلا ما قلتي لي وش أخبار العرسان ...والله أني اشتقت لهم
سارة : يووووووووووووه خليهم هذولا بعالم ثاني ...ما كلمونا إلامرة يوم وصلوا ...وأمس كلمتني نوف خمس دقائق ...
نجمة : الله يعنيهم ..ما دامهم مبسوطين ..هذا هو المهم ...بس عساك ما قلتي لهم شئ
سارة : لا ..ما قلت لهم سألت عنك قلت لها أنك مشغولة ..
نجمة : اليوم إن شاء الله اكلمهم ..واتطمن عليهم
في الصالة عند فيصل كانت عمته جالسة بجنبه : فيصل ممكن أطلب منك طلب ؟!!
فيصل متعجب : أنت تآمرين أمر يا عمة مو تطلبين.. أفا بس وانا فيصل
العمة : تسلم والله ..بس هذا الطلب مو علشاني ..
فيصل : آمري يا عمة
العمة : ودي تنتبه هاليومين لنجمة ...حاستها تعبانة ..ومتضايقة ..راعيها شوي ...وودي لو تاخذها للطبيب حاسة أنها مريضة وإلا فيها شئ !!
فيصل متعجب : هي اشتكت لك من شئ ؟!!
العمة : لا والله ..ما اشتكت من شئ ..بس أنا حاسة أنها متغيرة ...أنت ما لاحظت ؟
فيصل وهو يغالط نفسه : لا ما لاحظت ...بس يمكن من حزنها على خالها وولده
العمة : وإن كان....أنت لازم تراعيها شوي
فيصل منهي الكلام : إن شاء الله عمتي
.................................................. ...................




الجـــــ 17ــــــــــــــــــزء

وفي الليل ...وفي فندق يطل على أجمل منظر في مدينة كوالالمبور..( بس أنا متأكدة أنه أي أثنين في مثل حالة نوف وفهد بيكون أي مكان في عيونهم جنة الله في الأرض لأنهم بيشوفونه بقلوبهم اللي مليانة حب ...علشان كذا بأترك لخيالكم المدين اللي كل واحد منكم يحبها...
وفي شرفة إحدى الغرف كان العرسان يقضون أجمل لحظات عمرهم ...
فهد : الله جو يهبل ...بس تدرين ناقص شئ واحد..
نوف وهي تبتسم : ايش ناقص ...
فهد وهو يضحك ويغمز لها : دلة قهوة عربي ..والله أني مشتهي فنجان قهوة من قهوة بيتنا هههههه
نوف : أما أنا بصراحة أتمنى لو كان فيصل ونجمة معانا
فهد : قولي والله أنت بس...تبين الرحلة تخرب ههههههههه
نوف وهي مكشرة : ليه تقول كذا حرام عليك
فهد : عاد أنت أخبر بأخوك فيصل ...اكيد بخليها رحلة رسمية ...بمواعيد وقلم ومسطرة
أخذت نوف تتلفت تدور شئ تحذه على فهد اللي كان يضحك
في هالوقت جاهم اتصال من ....
نجمة :السلام عليكم .. كيف حال العرسان الحلوين ....اشتقنا لكم
فهد وهو يضحك : هلا وغلا بالنجمة الغالية ...بس احنا ما اشتقنا ....
يوم سمعت نوف اسم نجمة جات تركض وتبي تاخذ الجوال تكلم نجمة ...
فهد وهو يبعد عنها ويضحك : نوف بخير بس هي موفاضية تكلم أحد
نوف بصوت عالي : فهددددددد عن البياخة ...هات أكلم ...وتعلي صوتها ...نجمة قولي له...
وأخذت منه الجوال وهي تناظره بنظرة توعد ..: هلا نجمة حبيبتي ...كيفك وش أخبارك ..يا أني مشتاقة لك
نجمة وهي تضحك : باين ..كيفك انت حبيبتي ...وكيف رحلتكم ؟
نوف : روعة تجنن ...ريتكم معانا كلكم
فهد : لالالا...لا تقولي كذا يجون كلهم بعدين ...لا ما نبيكم
نوف تبعد عنه وتكمل : والله يا نجمة طول النهار من مكان لمكان ...وأحياناً نروح المكان مرتين وكل مرة نشوفه شكل جديد ....
نجمة : الله يهنيكم ..ويسعدكم وانتبهو لنفسكم ..الكل يسلم عليكم
نوف : وين الباقين عنك ..ما أسمع حولك أحد
نجمة : عمتي وسارة راحو السوق ..وأبوي وعمي معزومين وفيصل بالمكتب وامي توها راحت البيت ..وأنا مروقة لوحدي وسلامتك
نوف : يالله حبيبتي سلمي على الكل ...توصون على شئ
نجمة : الله يسلمك ...سلامتك حبيبتي ترجعون بالسلامة
قفلت الجوال ...وتراخت على الكنبة ومددت جسمها المتعب وهي تمسك بيدها دفتر صغير ...
وتنظر له نظرة حب ..وشوق ...خوف ..ورهبة ..
كانت يدها ترتجف وهي تمرر يدها على غلافه المخملي ...
تفتح أول صفحاته .....مكتوب فيها بخط أنيق وجميل ..

هل كنت أملك إلا أن أحبك
يا من تفتح برعم قلبي على قطرات حبك
يامن رويت حياتي بندى من روحك
أنت قدري
وهل كنت أملك إلا أن أحبك

قرأت هذه الكلمات ....هي تعرفها ..سبق أن قرأتها
لم تكن تحس بمثل هذه المشاعر عندما كانت تقرأها
لماذا الآن تشعر بشئ مختلف وهي تقرأ نفس الكلمات
كنت أشعر بالغضب والتمرد لما كنت أقرأ الكلمات ...والآن أشعر بالأختناق والضعف ...
يا ما كنت ألوم أمي ...والآن أبحث لنفسي عن الأعذار
مسكت القلم ..وبيد مرتجفة كتبت بذيل نفس الصفحة ....

أنت قدري
وهل أملك إلا أن أحبك

وكأنها تعترف لنفسها لأول مرة بأنها حقيقة تحب زوجها ......
ليس ما كانت تدعيه من ان ما بينهما مجرد ..ود وعشرة ولن تصل هي وإياه للحب
بس الآن تأكدت أنها وصلت للحب ...الذي كانت تخشاه....
اسندت رأسها المتعب على طرف الكنبة وأغمضت عينيها بوهن ......حاضنة دفتر خواطر أمها
وكأن قلبها استكان وهدأ لقرب هذه الذكرى من روح أمها المحبة ...
كأن قلبها وجد من يفهم أنينه الصامت ...ويبادله أنين محبوس من سنين في صفحات الدفتر
شعرت براحة ...وغفت ......
دخل فيصل الصالة في قسمهم ...النور الخافت لم يجعله يلاحظ وجودها على الكنبة ....
بس الصالة باردة ...ذهب للغرفة ..لم يكن أحد فيها ...ولما رجع للصالة شافها نايمة ..مثل الطفل اللي نايم بركن وهو خايف ...لافة نفسها وحاضنة دفترها على صدرها بين يدينها ...
وقف فيصل قدامها ويناظرها برحمة ...رحم شكلها الحزين والمتعب ..كان على جبينها تقطيبة ..وقافلة فمها بقوة بانت من خلال التجاعيد حوله...
ناداها بصوت خافت ..نجمة قومي نامي على السرير ...ما ردت عليه ...
عرف أنها نايمة وبعمق ...
بكرة اوديها للمستشفى فعلا شكلها تعبان ...وجهها أصفر وباين الضعف عليها ...
راح للغرفة وجاب لحاف غطاها به ...
أول ما حست بدفء الغطاء لانت ملامحها وفردت نفسها ..وأدارت جسمها للناحية الثانية ...
تساقطت خصلات شعرها وراءها أمام فيصل .....
كان بعده واقف أمامها ...يتأمل فيها ...كانت عيونه على الدفتر اللي سقط تحتها وهي تنقلب ..استغرب منه أول مرة يشوفه معها....التفت ومش كم خطوة ...
وقف لما سمع تنهيدة منها ...رجع لقيها مثل ماهي نايمة ....بس هالمرة ما قدر يقاوم انه
ينحنى على ركبته وبأطراف أصابعه جمع خصلات شعرها المتناثرة ورتبها وراء ظهرها ...كان يشعر بأحساس غريب ..وده يحضنها...يمسح دموعها ويخفف ألمها ...
بس هو ما يعرف كيف يكسر الحاجز اللي مبني بينهم ...شخصيته ..ظروف حياته ...تربيته ...كل شئ فيه يمنعه يسوي اللي يتمناه معاها ....
وبسرعة فك خصلات شعرها من بين أصابعه...وعدل اللحاف عليها وابتعد بسرعة عنها .....
في الفجر صحيت نجمة ...وهي أكثر راحة ..اسنغربت اللحاف اللي عليها ...
قامت ...حست أن رأسها ثقيل ..بس قالت يمكن من نومة الكنبة ...
شافته نايم في السرير بثوبة ...وكتاب مرمي على الأرض عرفت أنه نام متاخر ...
قربت منه وبصوت هاديء : فيصل ...فيصل ...صلاة قم لصلاة الفجر يالله
فتح عيونه ...كانت وافقة قدامه تبتسم : صباح الخير ...يالله علشان تلحق على الصلاة
بعد ما صلوا رجع فيصل علشان يرتاح ...كانت هي واقفة تجمع شرشف الصلاة وسجادتها ...
نجمة : شكلي أمس نمت ما حسيت بنفسي ...متى رجعت ؟
فيصل بنعاس : الساعة عشرة
نجمة :عسى بس تعشيت ؟
فيصل : ايه تعشيت مع عمتي وسارة يوم رجعوا من السوق
نجمة : طيب أنا نازلة اشوف جدتي تبغى شئ
فيصل : لا أنا بأنام وصحيني الساعة تسعة علشان نروح المستشفى
نجمة بخوف : ليه ؟
فيصل : شكلك تعبان ...بأوديك للمستشفى ...تشوفك الدكتورة
نجمة وكأنها أرتاحت : لا ما يحتاج أنا بخير
فيصل وبدون ما يناقشها : على كيفك ...اجل لو تأخرت صحيني الساعة تسع ونص
نجمة وهي متعجبه منه : طيب ...وطلعت عنه
بعد ثلاثة أسابيع وفي بيت أبو فيصل كانوا كلهم مجتمعين ينتظرون وصول العرسان ....
أم سلمان : كأنهم تأخروا ...
أبو سلمان وهو يضحك : لا ما تأخروا ...تراك اقلقتينا
الجدة : مين راح يجيبهم من المطار
نجمة :خالد يا جدة
شوي ووصلوا العرسان ....الكل رحب فيهم ...وتلقوهم بالأحضان..
كانت الفرحة تضئ وجوه العرسان ... بضياء زادهم جمال
نجمة : ما شاء الله يا نوف ...وجهك مثل القمر ..
فهد وهو يضحك : ايه هذا تأثيري عليها ....
نوف وهي تضربه على يده : قم بس قم
نجمة وهي تضحك منهم : وحتى أنت يا فهد...ما شاء وجهك مثل البدر يضوي
نوف :شفت عاد حتى أنا تأثيري عليك بعد قوي
نجمة بفرحة : الله يسعدكم
أقول فهد : رح أنت وفيصل المجلس خل سارة تنزل معنا ....
وطلعوا ...ونزلت سارة وهي طايرة من الفرحة وتحضن أختها اللي أول مرة تفارقها ..
سارة : يالظالمة 25 يوم ...ما أشتقتي لنا ..و إلا من لقي أحبابه نسي أهله
نوف : والله أني اشتقت لكم كلكم ...بس تصدقين عاد كانت رحلة تهبل ....
بعدين أوريكم الصور ...والأفلام ....شئ والله
أم سلمان بسعادة : الله يكمل فرحتي برجعة مشاري على خير
نوف : هو متى بيرجع مشاري ؟ كم باقي له ؟
نجمة : بعد شهر إن شاء الله ....مر عليه شهر وباقي له شهر
نوف : الله يرده سالم غانم
الجدة بضعف : والله ما كان له لازم سفرته لوحده لبلاد المشركين
نجمة : هو سافر يا جدة يدرس هناك ...وكلها شهرين ويرجع بالسلامة

كملوا السهرة مع بعض ..وآخر الليل كلا راح لبيته ...
كان تعب نجمة واضح ...وحالة الضعف باينة عليها ...وزيادة عصبيتها خاصة مع فيصل مأثرة على علاقتهم ما عادت تطيق منه كلمه ...وهذا خلاه هو كمان يبتعد عنها أكثر ما بينهم غير الكلام الرسمي ..
فهد لنوف وهم بالسيارة : لاحظتي أن جدتي تعبانة ..وكان مالها حيل
نوف : ايه لا حظت ...والله أني حسيتها كبرت بالحيل
فهد : حتى نجمة ما لاحظتي أنها ضعفانة ...وذابلة
نوف : حتى هي ...يمكن ضغط البيت والأهتمام بجدتي ...أنا اعرف سارة ما تعرف تباري الكبار همها من نفسها بس ....الله يهديها بس
اليوم الثاني في الصباح كانت نجمة مع سارة بالصالة ...
نجمة : سارة ودي أشاورك بشئ
سارة : خير وش عندك ؟
نجمة : يالله من أولها من غير نفس ..ما علي منك اسمعي
عمتي نورة امس كلمتني ...وهي ودها تخطبك من عمي لعبد الرحمن ...وش رأيك
سارة بضيق : يا ربي ما نتهينا من هالموضوع !!كم مرة أقول لالالالالالالا ما ابي
نجمة : انت ما تبين الزواج عامة وإلا عبد الرحمن خاصة ؟
سارة : اسمعي أنا ما أبي الزواج عامة ...وما أبي عبد الرحمن خاصة
نجمة وهي تهز راسها : ما فهمت عليك ؟
سارة : أنا ماني مستعدة للزواج اللحين ...خلوني استمتع بحياتي أول ..ولو نويت اتزوج ما ابي
عبد الرحمن ...مو لأنه فيه شئ بس أنا ما ابي واحد من الأقارب ...ودي نغير شوي ..يا أختي ملل هههههه
نجمة وهي تطالعها : بايخة ما تضحكين ...اجل أنا بأقول لعمتي ..لأنها بصراحة ناوية تخطب له وحدة ثانية لو رفضتي
سارة وهي تضحك : ما شاء الله ما أسرع ...مجهزين بديلة !!
نجمة بتحدي : مو أي بديلة ...هذي غالية بنت خالي ...عمتي عجبتها وتقول اذا ما وافقتي بتخطبها
سارة بهدوء : الله يوفقهم ...قولي لعمتي أني اتمنى لهم التوفيق ... إلا وش أخبار أخوالك ؟!!
نجمة وحزن يظهر على وجهها : بعد يومين بيتزوج محمد ومهرة وبيسافرون ...الحمد لله أوضاعهم استقرت ..
سارة ك بتروحين لهم أجل ؟
نجمة : والله ما أدري جدتي تعبانة ...وما ودي أتركها ..وفيصل ما قلت له !! أنا محتارة خاصة أن عمتي ودها تروح تخطب بهاليومين قبل ما يسافر محمد
سارة : إلا مضبطات أموركم أنت وعمتي ..هههههههه...وجدتي أنا موجودة ما عليك بأهتم فيها وإلا ماني كفو يعني
اتصلت نجمة على عمتها ...وبلغتها رد سارة ...
العمة : أجل بأروح اخطب غالية لعبدالرحمن ...بأتصل فيهم أول وإن وافقوا ...بأروح أنا وعبد الرحمن ..
وأنت لازم تكونين معاي ..وبالمرة تحضرين زواج محمد ..خالتك اتصلت تعزمني
نجمة : والله ما أدري يا عمة ...اشوف فيصل وأرد لك
العمة : لا أنا اللي بأكلم فيصل ما عليك منه
نجمة : طيب يا عمة ...على خير
وفي الليل وبعد ما نام الكل ...كانت جالسة هي وياه بالصالة هو كالعادة يتابع التلفزيون وهي بيدها الدفتر القديم ......
فتحت صفحة مكتوب فيها ....
كم اشتاق لك
يا من أبعدتك الأقدار عن عيني
اشتاق لكلماتك الدافئة تنسكب في روحي
اشتاق لأنفاسك تعطر كياني
اشتاق ليديك تدفئ وجاني
كم سأحتمل بعدك عني
ولكن سأتصبر بحبك الذي يملأ حياتي

رفعت عيونها لفيصل المشغول .....
مسكت القلم كتبت بنفس الصفحة ...

كم اشتاق إليك ...وأنت أمام ناظري
اشتاق لك وعينيك بعيني
اشتاق لك وأنا بين يديك
اشتاق لك ...وأعلم أن جفاءك قاتلي

خرجت تنهيدة من صدرها غصب عنها ...
وقفلت دفترها وقامت بتروح تنام ...
أنتبه لها فيصل وقال : بتروحين تنامين ؟!!
نجمة : تبغى شئ؟
فيصل : ايه نسيت عمتي كلمتني اليوم !!
نجمة : ايه
فيصل : يعني تبين تروحين معاها لبيت خالك !!
نجمة : ما أدري على كيفك؟
فيصل متعجب من برودها : انت اللي تبين تروحين مو أنا ؟ ويوم أنك تبين تروحين كان قلتي لي مو عمتي تقول لي
نجمة بملل : أنا ما قلت لها تقول لك هي لما سألتني بتجين قلت لها بأشاور فيصل ...قالت لي أنا بأكلمه
واذا ما تبيني أروح ما فيه داعي تسوي مشكلة ...أنا ما أبي
فيصل : أنت ما تبين تحضرين زواج عيال خالك ؟
نجمة : مو مهم ...الله يوفقهم
فيصل : يعني ما عزموك ...خالك و محمد اتصلوا وعزموني أنا وابوي وعمي
نجمة : فيصل الله يخليك ...راسي مصدع ...قرر وش تبي واللي تبغاه أنا موافقة عليه
فيصل بعصبية : روحي نامي أحسن
قامت نجمة من على الكنبة بعصبية وما أمداها تمشي خطوة واحدة إلا وهي تنهار من طولها قدام فيصل ...
اللي قفز وهو يحاول يوصل لها قبل ما تصطدم راسها بالأرض ....
بس ما لحق ...كانت ممدة على الأرض فاقدة لوعيها ....

 
 

 

عرض البوم صور عزيزه 1   رد مع اقتباس
قديم 16-04-08, 01:25 AM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 34444
المشاركات: 1,013
الجنس أنثى
معدل التقييم: عزيزه 1 عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 12

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عزيزه 1 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عزيزه 1 المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

الجــــــ الثامن عشر ـــــــــــــــــــــــــــــزء

حاول فيصل يصحيها ...رش عليها شوية ماء ...وبخ عطر .....بعد ثواني فتحت عيونها ....
لقيت نفسها بين يدينه ...وشافت نظرة خوف بعيونه ...
بس هي كانت مصدعة راسها ثقيل ...مو قادرة ترفعه ...
ساعدها فيصل لين وصلت لسريرها ...
فيصل : بأنادي سارة علشان تساعدك تلبسين بنروح المستشفى
نجمة : ما يحتاج
فيصل وبعصبية : كيف يعني ما يحتاج ؟ أنت مو شايفة نفسك مو قادرة توقفين ؟
نجمة : بكرة في الصباح نروح ...اللحين الوقت متأخر
فيصل : لا بعد بدري الساعة 11 ..
نجمة : أنا اللحين أحسن ...لما أنام اصير أحسن وبكرة نروح للمستشفى
في الصباح حست بدوار شديد وهي تقوم ...لاحظها فيصل اللي سبقها في القومة
فيصل : تجهزي وأنا استناك تحت بالسيارة
تساندت على الجدار وقامت لبست ...وطلعت معاه ...
مرت على غرفة سارة ...ولما حستها صاحية دخلت عندها ....
نجمة : سارة بأطلع أنا وفيصل شوي
سارة متعجبة : ليه ..وين بتروحون ؟
نجمة وهي تحاول تطمنها : ابد ضايق صدري وبنطلع بالسيارة شوي
سارة : زين الحمد لله ....تو ما أشرقت الشمس عندكم
تركتها نجمة وما ردت عليها ...لأنها كانت تعبانة ...
وفي المستشفى ..طلبت منهم الطبيبة يسوون تحاليل ...
وبعد أنتظار ساعة جاتهم نتيجة التحاليل ...
الطبيبة وهي ترفع راسها من على الأوراق وتناظر نجمة بأ بتسامة : مبروك يا مدام ...أنت حامل
أول رد فعل كان لنجمة أنها رفعت راسها وابتسامة ضعيفة على وجهها تبي تشوف أثر الكلمة على فيصل ....بس الجمود اللي على وجهه قتل الإبتسامة ....
ما شافت في وجهه فرح ...ولا أثر للخبر اللي سمعوه قبل شوي ....
هي اللي كانت شاكة بالخبر ...فرحت ...قلبها رقص من الفرح ..بعد ما تأكدت من الحمل
مع أنها كانت تعبانة ..بس فرحت وكان ودها تشوف فرحة بعيونه...
كانت الطبيبة تتكلم ...هي ما هي معاها وما سمعت شئ مما قالته ...كانت عيونها عليه ...وعقلها يحاول يفهم هالإنسان اللي قدامها ...انتبهت عليه وهو يكلم الطبيبة ...مبتسم
فيصل بعد ما سمع الطبيبة تأكد عليها بالراحة التامة : ممكن اسأل اذا كان ممكن تسافر زوجتي بالطيارة خلال هاليومين ؟
ما أنتبهت لرد الطبيبة ...وقامت ...
استغربت الطبيبة ...وحتى فيصل حس بإحراج ...
الطبيبة : هذا كرت فيه مواعيد المراجعة الدورية ...أتمنى تنتظموا ...لأن المدام تحتاج متابعة دقيقة
ولا تنسى يا أستاذ الراحة والتغذية ..
كانت هي وصلت للباب ...أخذ الكرت ولحقها ...
في السيارة بعد ما أخذ فيصل الأدوية ....حط الكيس جنبها وحرك السيارة
التفت عليها وهو يقول : ليه قمتي والدكتورة تتكلم
نجمة : كنت مخنوقة ..ابي اتنفس ...ريحة الغرفة مقرفة ؟
فيصل وهو متعجب منها : أنت أصلا ما سمعتي وش كانت تقول ؟
نجمة : وأنت يهمك أسمع وإلا ما أسمع ؟ أنت أصلا يهمك شئ بها الدنيا !!
فيصل بحدة : وش قصدك ؟
نجمة : ............
فيصل :مكن أفهم وش فيك اللحين ؟
نجمة : أنا اللي أبغى افهم ليه تضايقت يوم قالت الطبيبة أني حامل ؟
فيصل وهو يوقف السيارة جنب الشارع : ومين قال لك أني تضايقت ؟
نجمة :ليتك شفت وجهك ؟ تقل أحد كاب عليك ماء بارد !!
فيصل :لا والله ما انتي صاحية ؟ أنا الخبر كنت متوقعة ...أحنا متزوجين من خمسة أشهر ...وحالتك الفترة اللي مرت تبين أنك حامل ...علشان كذا الموضوع كان عادي بالنسبة لي !!
نجمة : لا والله حتى لو هو عادي ...ابتسامة على القليل قدام الطبيبة الحلوة ....على علشان تعرف أنك جنتل يا استاذ !!
فيصل وهو يحرك السيارة بقوة بعد ما ضرب الدريكسون بيده : صحيح أنكن حريم مكفرات العشير ..
نجمة وهي دارية أنها تستفزه : خير ...وش مكلف على عمرك فيه ...وانا كفرت به ؟!!
ليكون ما تنام الليل من همي ؟
فيصل بحدة : نجمة ممكن تسكتين ؟
نجمة بقهر : عادي أصلا أنا ساكتة وبأظل ساكته طول عمري ! وليتك تسكت أنت بعد لأني مصدعة
بعد دقايق ...كان فيصل فيها يراجع نفسه ...
وبصوت هادئ قال لها : ممكن أعرف ليه اللحين أنت زعلانة ؟
بصوت مخنوق : وليه أزعل بالعكس أنا فرحانة اذا كان خبر الحمل ضايقك فهذا شئ يعنيك لوحدك !!
فيصل : استغفر الله يا ربي ..يا بنت الحلال والله ما تضايقت ...يعني كنتي تبيني أرقص قدام الدكتورة وإلا أسوي مثل المسلسلات اللي خربت عقولكم ...وأناقز من الفرحة ...
نجمة وهي بداخلها ما تدري ليه ودها تنرفزه ..وتخليه يعصب ..:محشوم ما يصير الشيخ فيصل يبتسم ...ولمين ...لزوجته ..ولية ؟ علشان بيجيهم طفل ؟
بس يوم يتكلم أو يطالع أي أحد ثاني تلاقي الإبتسامة وش عرضها بوجهه ؟
فيصل : مين تقصدين ؟ عسى إن شاء الله قصدك الطبيبة ؟
نجمة ناظرته بحدة وما ردت عليه ......دارت وجهها عنه للجهة الثانية ؟
فيصل ...بدأ يستغفر ربه بصوت واطي ...وبعد شوي ضحك ...كانوا وصلوا للبيت وهو يضحك ..
أول ما وقف بالسيارة ...فتحت الباب ..ونزلت ...وضحكته توصل لها ...كان يردد ...بندخل الدوامة
سمعته يقول لها بصوت واضح : ما أبي أسمع هالسخافات مرة ثانية ...ولاتفكرين أني مستعد أدللك علشان أي شئ ...فاهمة ..
ما ردت عليه ...دخلت للبيت لقيت ...أمها وسارة خارجات من المطبخ ...
أول ما شافوها ...هلا والله وغلا
أم سلمان : هاه يمه كيف حالك ؟
نجمة :الحمد لله ...وين أبوي معك ؟
أم سلمان : ايه هو وعمك عند جدتك ...
دخل فيصل ...السلام عليكم ...ومد يده بكيس الأدوية لنجمة ....خذي !!
أم سلمان : أنتم كنتم بالمستشفى ...خير إن شاء الله
نجمة تناظر فيصل ....اللي تجاهل نظرتها ...وكمل طريقه لغرفة جدته !!
ام سلمان بلهفة ....يمه نجمة وشفيك طمنيني ؟
نجمة : تطمني يمه ...أنا بخير ..بس ....شكلك بتصيرين جدة عن قريب
أم سلمان بفرحة وهي تحضن نجمة : وش تقولين بالله ..الله يبشرك بالخير مبررررررررروك ..كلووووووووووش
سارة وهي تناقز : يا حظي أنا عمة ...وتلم نجمة بعد أم سليمان ...
كان فيصل واقف قدام باب غرفة جدته ...ويتابع المنظر وهو يبتسم ...
في هذه اللحظة فتح أبو سليمان باب غرفة أمه وخرج وهو يقول خير وش عندكم ؟
أم سليمان وهي تضحك : بارك لفيصل ونجمة ...بيجيبون أول حفيد بالعايلة إن شاء الله ....
مبرررررررررررررروك الله يتمم لك يا بنتي على خير <<<<<< خرجت من ابو سليمان وأبو فيصل اللي لحق أخوه بعد ما سمع أصواتهم الفرحانة بالصالة ...
كانت فرحة صادقة من الكل ...
دخل غرفة جدته ...لقيها متشوقة تسمع الأخبار اللي خلتهم فرحانين ..
فيصل : السلام عليكم شلونك يمه
الجدة : وعليكم السلام هلا يمه ...وشلونك ...وش عندكم صياحكم بالصالة ...وش صار ؟
فيصل وهو يبتسم : ابد ياجدة ..بس فرحانين بجية أول حفيد بالعايلة !!
الجدة : وش تقول ؟
نجمة من على الباب : وده يقول أنك إن شاء الله بعد كم شهر بتشيلين أول صغير بها العائلة ..ولد ولدك
الجدة : ما شاء الله لا إله إلا الله مبرووووووووووك ز..الله يفرح قلوبكم يا عيالي ...ويتمم لك يا نجمة على خير ...تعالي هنا لمي تعالي يا غالية ...
مرت من جنبه وهو على طرف السرير ...طالعته بنظرة حادة وقالت بصوت واطي : شفت وش قصدي
شلون الناس تفرح ....مو دلع ...فرحة
راحت لحضن جدتها ....
هو طلع من عندهم ...الظهر قرب ...وماله خلق يداوم ...ركب سيارته وجلس يدور ما يدري وين يروح
اتصل على فهد ...
فيصل : السلام عليكم
فهد : وعليكم السلام ...
فيصل : اقول وش أخبار الشغل اليوم ؟
فهد : تمام الحمد لله
فيصل : أنا مو جاي المكتب اليوم
فهد : يحق لك ...مبروك ..
فيصل وهو متعجب : دريت ؟
فهد : وشلون ما تبيني أدري ...ما تدري أن الحريم وكالات أنباء عالمية ههههههههه
فيصل : الله يبارك فيك ...عقبالك
فهد : إن شاء الله ...عاد تصدق كنت أنا ونوف نحاول نسبقكم بس أنتم سبقتونا ....كان ودنا ولدنا يحمل لقب ...الحفيد الأول ههههههههه
فيصل : يالله مع السلامة
فيصل ...أنا عمري ما تكلمت معها بخصوص العيال وأحنا لنا أكثر من خمس شهور متزوجين وفهد ونوف لهم شهر واحد ويتكلمون عن العيال ؟؟ صدق مجانين ....
يا ترى لو فهد هو اللي مكاني وشلون بيستقبل الخبر ...بيناقز من الفرحة ...وتخيل منظر فهد ...وضحك ؟
بس والله أنا ما زعلت ...يمكن سرحت شوي فكرت في حالتها ...وضعفها ...ما أدري ما أتذكر بأيش فكرت ...بس أنا ما أنتبهت لها ..
يا ربي ...هالبنت بتطيحني بالدوامة اللي أبوي كان عايش فيها ...خصام وزعل ودلال ...وصياح ..
كيف أنسى منظره في كل مرة كانت أمي الله يرحمها تزعل منه على سبب تافه وتشيل شنطتها وتهدده بالخرجة من البيت...وهو يوقف قدامها يتذلل لها .... وتردد صدى الكلمات بأذنه ..معليش علشان العيال ...والله ما كان قصدي ..يا بنت الحلال سامحيني ...اللي تبين يصير ...
وهنا بس كانت ترجع ...وترجع شناطها ....كان يوقف هو وأخوانه حواليهم يسمعون بخوف وترقب ....المعركة الكلامية من بدايتها لنهايتها ....
ما أنتبه لنفسه إلا وهو واقف قدام مسجد صوت الآذان يملأ صدره براحة ....
نزل من سيارته بعد أن تغوذ من الشيطان ...وصلى ....
طول اليوم كانت التباريك توصل للأثنين من الأهل والأحباب ...أخوانها ...وعمتها ...وحتى أخوالها اللي أتصلت في غالية علشان تعتذر منها عن حضور فرح محمد ومهرة ....
آخر الليل ..كانت تتمدد ممسكه بدفترها ....تبحث بين صفحاته عن خاطرة تشاركها أمها فيها بإحساسها الجميل بالإمومة..........
وأخيرا لقيتها ..........
صفحة كانت من دون كل الصفحات مزدانة بنقوش وألوان جميلة ...
وفي وسطها ...

اليوم أشعر ببعض نبضك في خافقي
وغدا أراه يمشي أمام ناظري
زاد فرحي لأنه بعض منك سكن داخلي
كم هي فرحتي ...وكم هي سعادتي
يا رب أدم هذا السرور علي


أمسكت القلم ....وكأنها ترى أمها وتبادلها فرحها وتشاركها إبتسامتها

أي رحمة وأي حب وضعه الرحمن في قلوبنا لهذه النبضات ....
ننتظرها ...بشوق وأمل ...وأمنيات ...


دخل فيصل ...شافها ...ممدة وهي تبتسم للفراغ أمامها ...ودفترها في حجرها ...
جلس على كنبته المفضله .....بعد ما فتح التلفزيون ....أنتبهت له ...
طالعته ...وهي تأنب نفسها (( زودتها معاه اليوم ...بس يستاهل ))
سالته بكل هدوء : تبي تتعشى ؟
فيصل : تعشيتي أنت ؟
نجمة : ما أشتهي
فيصل : بس أنت سمعتي كرم الدكتورة لازم تاكلين زين ...هذه فترة تكوين الجنين ؟
نجمة وهي تضحك : ما شاء الله حافظ كلام الدكتورة ههههههه
فيصل طنشها وما رد عليها .....
قامت عنه وطنشته زي ما طنشها ...بس شوي وجابت له العشاء ..ما يهون عليها
أستمرت علاقتهم كذا برود ...وجفا ...مع بعض المواجهات الخفيفة
لأن فيصل ما كان فاهم ظروف اللي تمر فيها نجمة ...
يعني مثلا كرهت بعض العطور اللي يحطها ...
في الصباح وهو قدام المراية بيحط العطر ..
نجمة بقرف : فيصل ...لا تحط من هذا العطر ...ريحته شينه
فيصل : أنا بأطلع ما نبي جالس معك ...وشلون صارت ريحته هاللحين شينة وأنا دايم أحط منه ما قد قلتي شئ ...حط منه وما رد عليها
ثاني يوم وهو قدام المرايا يدور عطره ....
فيصل : نجمة وين عطري ..
نجمة :عندك على التسريحة كل عطورك
فيصل : لا عطري ( *****)
نجمة ببرود : رميته الزبالة
فيصل وبقهر : ايش ؟ ترمين قارورة عطر جديدة بـ 500 ريال
نجمة : وش اسوي لك ...قلت لك يقرف ...ما طعت ...
فيصل وهو يقترب منها بقهر : أظنك تختبرين صبري؟ بس لا تعودينها
دارت ظهرها عنه وتلحغت ونامت ...,طلع هو وصفق الباب بكل قهر وراه

 
 

 

عرض البوم صور عزيزه 1   رد مع اقتباس
قديم 16-04-08, 01:36 AM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 34444
المشاركات: 1,013
الجنس أنثى
معدل التقييم: عزيزه 1 عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 12

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عزيزه 1 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عزيزه 1 المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

الجــــــــــــــــــــــــــــــ التاسع عشرــــــــــــــــــــــــزء

في بداية الشتاء وبعد شهرين رجع نواف ومعاه اشهادة الدكتوراة ...
كانت فرحة كبيرة للكل ...اجتمعوا معا <<<< دائما هي الأفراح تجمع الأهل
كان بيت ابو فيصل مكان اجتماع العائلة ( البنات الجوهرة والعنود والعمة وسلمان وعياله وفهد ونوف ...كلهم اجتمعوا في تلك الليلة في بيت أبو فيصل
خاصة ان الجدة أصبحت متعبة ...ولا تستطيع الخروج من المنزل ...
بعد ليلة حافلة بالضحكات ...والأماني والتمنيات...وبما لذ وطاب من الماكولات والمشاوي ...
استقيظت نجمة في الساعة التاسعة مع أنها لم تنم إلا بعد أن صلت الفجر ....
رياح باردة ...وسماء غائمة .....وقلوب متعبة وحائرة ........
كانت نجمة واقفة أمام باب المطبخ الزجاجي المؤدي لحديقة المنزل الخليفة كانت تلف يدينها خول بطنها وكأنها تحضن صغيرها ...
كانت تتأمل الأشجار تتمايل مع الرياح ...وغيوم السماء التي تتجمع ثم ما تلبث أن تتفرق في تشكيلات فنية جميلة ... سبحان الله ما أجملها ...... اجواء رائعة نلف الرياض في بداية الشتاء ...ذكرتها بالجنوب عشقها الأبدي رمز الطبيعة الخلابة في نظرها ...
كان واقف في باب المطبخ الداخلي ينظر لها بعد أن استيقظ وبحث عنها ولم يجدها ..لم تشعر به ...
كان الهدوء يشوب علاقتهم في هذا الأسبوع بشكل كبير ....كل اللي بينهم كلام عادي أشبه ما يكون تقارير يومية بسيطة ...طلبات معتادة ....
كان فيصل يقول لنفسه ...الحمل خلاها أكثر جاذبية ...أو يمكن التعب اللي كانت تحس فيه خف عنها وأرتاحت فصار شكلها أحلى....
شافها تتحرك وتفتح الباب المؤدي للحديقة وتخرج ...
استوقفها بصوته : صباح الخير ...وين طالعة ؟
التفتت عليه بأبتسامة عذبة وهي نقول : صباح النور ...باطلع أستقبل المطر ...تعال شم ريحة رحمة ربي
مشى لين عندها ...كان رذاذ المطر يتساقط بشكل خفيف ..
فيصل : ادخلي الهوا بارد !!
نجمة : ما عليك نسيت أني بنت الجنوب ...احب البرد والمطر ..
رفعت راسها للسماء وهي تقول...شف شكل الغيوم يجنن وضحكت ههههههه
فيصل متعجب .....
نجمة كملت كلامها ... تصدق كنا واحنا صغار كل واحد فينا يحجز له غيمة ويسميها بأسمه ويجلس يتابعها .....00
ليتنا نرجع صغار ....ونلاحق الغيوم ....
نظرت له ...ما كان على وجهه أي أثر لكلامها ...سبحان الله أنسان غريب ...صعب التعايش مع أنسان تكون مشاعره وردود افعاله دائما عند الصفر ....
أشرت له على الطاولة : تعال أجلس هنا وانا بأروح أجيب الفطور هنا
فيصل : خلينا ندخل أحسن ...هنا برد
نجمة : يعني أنت بردان ...الجو مو برد كثير ...
فيصل ...استسلم وجلس ...وهي راحت للمطبخ بسرعة ..
كان يفكر ...ليه هو ما قال أنه خايف عليها من البرد أو ليه ما قالها علشانك أخاف الهواء يتعبك .... رفع راسه للسماء وشاف الغيوم وابتسم ....كم هي طفولية التفكير ...
رجعت بصينية عليها كوبين واحد شاي له وواحد نسكافة لها وسندويتشات منوعة ...
فيصل : أنت اللحين ما بتخففين من شرب هالقهوة ...طول النهار تشربينها بكل أنواعها
نجمة وهي تضحك : مستحيل ...القهوة وحب الجنوب بدمي ...ههههههههه
فيصل ما يدري ليه كل ما قالت الجنوب يحس بالغيرة والقهر .....
نجمة : على فكرة وش رايك نروح يومين لجدة ومكة ...
فيصل : وش طراك ؟
نجمة : ابد منها ناخذ عمرة قبل ما اثقل أكثر ...ومنها أسلم على خالي وعياله وأبارك لغالية بملكتها على عبد الرحمن
فيصل : أشوف ظروفنا بالشركة أول ....وأنت اسألي الطبيبة عن السفر
نجمة تضحك وهي تقول ما فيه داعي .....اللحين انا طيبة وصلت تقريبا لنهاية الشهر الرابع
فيصل : متى رحتي للطبيبة آخر مرة ؟
نجمة : من أول مرة رحنا سوى ما عاد رحت لها
فيصل بحدة: ليه ...وش هالأهمال
نجمة : هو الموضوع يهمك ...أنت ما سألت عني ...او عن صحتي ...هاللحين تجي تقول ليه ما رحتي
فيصل : أنا مشغول ..وأنت عارفة ..وبعدين عندك السواق والسيارة ...وانت مو بجاهلة وإلا صغيرة علشان أذكرك وإلا أروح معاك .....
نجمة والدموع تتجمع بعيونها... تسمع صوت جاي من الحديقة : ما أدري مين اللي جاي ...
أبو فيصل : السلام عليكم
فيصل ونجمة : وعليكم السلام
نجمة : هلا عمي ...تعال حياك
أبو فيصل : ايه والله الجلسة هنا توسع الصدر
تقوم نجمة للمطبخ علشان تجيب قهوة عمها ... اللي جيته أنقذتها وتسمع صوت نواف بالصالة
نواف : يا أهل البيت وينكم ؟
نجمة : نواف... عمي وفيصل بالحديقة الخلفية ....
طلع لهم نواف ..وجلس معاهم
طلعت نجمة صينية القهوة ودلة الحليب بالجنزبيل وتركتهم لأنها بتروح تشوف جدتها وعمتها نورة ...
فيصل : تذكرت يبه يمكن هاليومين أسافر ...
أبو فيصل : على وين ؟
فيصل : للآن ما قررت ...أنا كان في نيتي ...لندن ....تعرفني أحب شتاها ...يمكن أودي نجمة لجدة وأنا اروح لندن
نواف مستغرب ويستهزء : هي لندن ناقصها برودة !!
فيصل : وش قصدك ؟
نواف : ابد سلامتك ....بس البرودة اللي في لندن تكفي ...ما فيه داعي تضيف لها برودتك ...يا اخي كانك شايب عمرك 80 سنة ...أنا بعمري ما شفت أحد يعامل زوجته بها الرسميات ..والبرود
فيصل بحدة : نواف !! اسكت
نواف : اسمع ...مني أحسن تسمع من غيري .....الكل ملاحظ عليكم بس ما فيه أحد تكلم ...بيشوفون نهاية هالشئ !!
فيصل : كيف يعني وش ملاحظين ؟مضاربة ...وهواش ...وإلا طردتها من البيت ..إلا داشر أنا طول الليل والنهار برى البيت
نواف : مو شرط هذا كله يصير البرود والإحمال أحيانا أكثر تدمير للزواج من الهواش والمضاربة ...
يعني أنت ما قد اخذتها وطلعتوا تتمشون ...تتعشون ..وين ضحككم ...كلامكم ...واللحين تبي توديها جدة وأنت تروح لندن ...ليه ما تسافرون سوا ..لمكان واحد على القليلة تعوضها عن شهر العسل اللي ما شافته
يا اخي كانك عايش مع مدبرة منزل من الدرجة الأولى ...مو زوجتك ....ولا تقول هذا شئ خاص بينكم ...
ترى واضح وباين لنا ..
فيصل قام وهو متضايق : أنا عندي موعد مهم عن أذنكم
نواف : فيصل ..لا تزعل تدري أنك ونجمة أخواني ...واتمنى لكم السعادة
أبو فيصل : الله يهديكم يا عيالي ...ليه تكلمت كذا ويا أخوك
نواف : يبه أنت شايف حال فيصل ومرته ...يرضيك ..
أبو فيصل : الله يهديهم
في هاللحظة جات نجمة وهي تركض ....عمي تعال شوف جدتي ...ما ادري وش فيها
قاموا للجدة ....كانت فاقدة الوعي ....
نجمة وهي تبكي : دخلت عندها ...عمتي نورة كانت بالحمام ...وهي بهالشكل ظنيتها نايمة ..يوم قربت منها وناديتها ما ردت ...
نواف كان يتصل بالأسعاف ...
في المستشفى ...كان أبو فيصل وابو سلمان ...والعمة ...وأم سلمان ...والعيال ( فيصل وفهد ونواف ومشاري وخالد )
الطبيب :جلطة اصابت الدماغ ....وستبقى أم عبد الله عندنا بالعناية ..وأطلبوا من ربنا يشافيها
ودخلت الجدة العناية .....كان الجميع يتناوب على المستشفى ...والقلوب قبل الألسنة تلهج بالدعاء للجدة الغالية الطيبة الحنون ....الأمل متعلق بالله عز وجل انه يشفيها ويعيدها شمعة تنير البيت ...وريحانة تعطر أركانه ...الأم الحنون والصدر الرحيم للجميع ...تسمع من الحاضر و تستفقد الغايب .. تذكر البعيد قبل القريب ...توجه وتنصح ...تشارك وتواسي
كانت نجمة تقضي معظم النهار بالمستشفى ....وبالمساء ترجع البيت وتكون أم سليمان بالمستشفى ...اصروا أنهم ما يتركوها لوحدها .....خاصة أنهم بعد ثلاثة أيام نقلوها لغرفة خاصة بعد ما استقر وضعها بس ما زالت فاقدة الوعي تقريبا ...
بعد أسبوع رجعت نجمة للبيت كانت هي وسارة راجعين مع بعض الوقت متأخر وهم تعبانين ...
راحت نامت على طول ....ما حست بفيصل لما دخل لأنه اكيد جاء متأخر لأنه بالعادة بعد ما يخلص شغل بالمكتب يمر المستشفى يجلس عند جدته أطول وقت ممكن....
سمعت صوت الساعة توقظها وقت صلاة الفجر وقامت تصلي بتاقل ما شافته ما تدري هو رجع وقام قبلها وإلا نام بالمستشفى ....صلت وجلست على سجادتها بعد الصلاة والتسبيح تدعي لجدتها ........
بعد ما خلصت رجعت تنام ...بعد ساعة صحيت على صوت يناديها ...فتحت عيونها بتثاقل....
كان فيصل واقف في باب الغرفة ...منظره كان غريب لاف الشماغ على وجهه وصوته فيه ضعف وحزن ما أعتادته ...
فيصل : نجمة ...نجمة ..قومي ..يوم شافها ترفع راسها وتعدل نفسها بالسرير ....
فيصل : نجمة ...عظم الله أجرك في جدتنا ...توفت قبل ساعة ...
قال هالجملة وطلع وتركها....كانت جالسة بسريرها متبلدة الإحساس ...... حاسة أن قلبها توقفت نبضاته ... ماهي قادرة تتنفس ...الدموع متحجرة بعيونها ...والغصة خانقتها ....لمت نفسها بيدينها ....لثواني ....وتمت الله يرحمك يا جدتي ...الله يرحمك ..
تحاملت على نفسها ...وسحبت رجولها ....غيرت ملابسها ...نزلت تحت ...لقيت عمتها ...وأمها وسارة متجمعات يبكين الغالية بهدؤ ....أول ما دخلت إليهن ....مدت أمها يدها لها فغاصت في حضنها ....ساعتها بس قدرت أنها تبكي ...تنفس عن الحزن اللي بداخلها بدموع حارة ...
نجمة : راحت الغالية وماعاد بنشوفها ولا بنسمع صوتها ؟
أم سلمان : الله يرحمها ...أطلبي لها يا بنتي الرحمة ...
العمة نورة وهي تبكي : الله يرحمك يمه كنت نور هالبيت ....
نجمة : يمه مين كان مع جدتي ...ومتى توفت ؟
أم سلمان : كنت أنا ..وفيصل ...ويم حسينا أ،ها بدأت تتعب كلمنا أبوك وعمك وعمتك وجوا ...على الفجر
واللحين بيخلصون أوراقها وبيجيبها الأسعاف للمغسلة ...مين بيروح معي أنا وعمتكم ....
سارة اللي كانت بحضن عمتها : انا ما أقدر أروح ....
نجمة : ولا أنا أقدر ..يمه
في هالوقت دخلت نوف وهي تبكي ووراها فهد ....
نوف :وش صار وشفيها جدتي
حضنتها عمتها وخبرتها بوفاة جدتها ...
كانت نوف تبكي بحرقة على جدتها ...
فهد من باب الصالة : اذكروا الله وأدعوا لجدتي ...
العمة : فهد تعال ...سارة قامت داخل
دخل فهد وحب راس عمته ..وامه واخته وعزاهم في جدته ...
جلس جنب نوف وعزاها بكلمات حنونة وهو ...كان يتكلم والدموع في عيونه ...
نوف حبيبتي اذكري الله ..واطلبي لها الثبات والرحمة ...هذا اللي تحتاجه منا اللحين ....احنا مؤمنين ونعرف ان هذه طريقنا كلنا ...وقومي شوفي سارة هي اللحين تحتاجك ...
وأنت يا نجمة ...اذكري ربك وادعي للغالية ...
طلع عنهم ...ما كان مستحمل شكلهم وبكاهم ...
شوي جاهم صوت فهد : يالله يمه مين بيروح منكم للمغسلة ( مكان تغسيل الأموات )
أنا أستناكم بالسيارة الأستعاف بطريقها لهناك
العمة : يا لله يا أم سلمان ..أنا رايحة اجيب أغراض امي ...الله يرحمها من سنين وهي مجهزتها ( كفنها وحنوطها )
أم سلمان : يا بناتي لازم توقفون معانا في غسيل جدتكم ...هذا فيه أجر كبير لكم ..وتتعلمون مثل هذه الأشياء .... لأنكم لازم تحتاجون هذه الأمور بحياتكم ...ولازم ما نعتمد فيها على الغرب ...
قامت نوف وراحت مع أمها وعمتها ...
وبقت نجمة وسارة وكان الحزن والألم يغمر البيت ....خاصة بعد ما رجعوا من الدفن ..ودخل أبو فيصل وأبو سلمان وقاموا البنات يعزون الشياب .....كان الموقف صعب عليهم كلهم ...دموع الرجال الكبار غالية وتنزل إلا لغالي ...ومافيه أعلى من الأم ..
كان التأثير على أبو فيصل كبير ...كانت أمه ..وصديقته ..وسنده بالحياة ...وقفت معاه في أصعب مواقف حياته ...ما يتخيل البيت بدونها ..ولا حياته من غير وجودها....
وجود البنات حوله خلاه يتماسك ...ويقوم يروح للرجال بالمجلس..
وبدأ الأهل والجيران والمعارف يتجمعون للعزاء ...وامتلأ البيت ....
نجمة ما شافت فيصل طول اليوم ....وآخر الليل كان الجميع هلكانين ...الحزن والسهر ...انهك قلوبهم وأجسامهم ...
طلعت نجمة مع البنات غرفتهم ...جلست شوي معاهم ...
قامت راحت لغرفتها ...وهناك لقيته في الصالة ...متمدد على الكنبة ...كان راسه على طرف الكنبة و حاط يده على عيونه ...كأنه نايم
وقفت بطرف الصالة...تعرف كم هو يحب جدته ويغليها ...واكيد هو متأثر لموتها ...
بس هي مجروحة من طريقته في تبليغها لخبر موتها ...ما هان عليه يجي جنبها ...ويقول لها الخبر بطريقة فيها شئ من الرحمة أو الود ....ادري مش ممكن يفكر وإلا يتصرف بطريقة المحب مثل فهد ...بس على القليل يعرف انها جدتي أنا كمان ويؤلمني موتها ....
مسحت دمعها بيدها ...وتعوذت من الشيطان ...ومشت لين عنده ....
جلست على ركبتها قدام الكنبه وحطت يدها على راسه وهي تقول : فيصل ..فيصل
رفع يده من على وجهه ...وناظرها بعيون حمرا مليانه دموع ...
انحنت عليه ..,حبته على راسه وهي تقول : عظم الله أجرك وأجرنا في جدتي ....
حركتها هزته ...أثارت مشاعره ...جلس وحط راسه بين ايدينه وبدأ يبكي مثل الطفل .....
قامت وجلست جنبه ....وأخذت تربت على ظهره ...وتهدي عليه وهي تقول : الله يرحمها هي تبي منا الآن الدعوة الصادقة أن الله يثبتها ويغفر لها ويوسع مدخلها ... يالله قم خلك ترتاح ...أنت اكيد من الصبح ما أرتحت ...وبكرة وراكم يوم طويل ...
قام ودخل الحمام توضأ ...وصلى ركعتين وأوتر وراح ينام ....لقيها سبقته في الفراش ونايمة من التعب
كان يتقلب في الفراش .....هو ما حس بالخطأ اللي سواه الصبح إلا يوم شافها هي كيف واسته اللحين
قال لنفسه ...كيف أنا في الصبح قومتها من النوم وبلغتها بوفاة جدتي ...وأنا واقف بعيد عنها ...
وهي اللحين جات لين عندي وعزتني بوفاة جدتنا ....وواستني ...
لا حول ولا قوة إلا بالله ....بس والله ما كان قصدي كنت حزين ..وخفت أنهار قدامها ..مثل ما صار الحين
بعد فترة من التفكير ...نام من التعب
مرت أيام العزا على الكل ثقيلة وبطيئة ومتعبة ....
وبعد ما هدأ البيت ....وبدأت حياتهم ترجع مثل ما كانت ...
بدأوا كلهم يستفقدوا الجدة ... و يحسوا بأن شئ مهم ينقصهم ...
خاصة نجمة اللي تعودت تقضي فترة الضحى معاها ...وكل ما حست بضيق أو ملل تدخل غرفتها
وأبو فيصل الي كان أكثر الوقت هو وإياها سواليف ...
حتى فيصل صار أكثر انطواء ...وأكثر صمتا ..وصار يجلس أكثر وقته بالمكتب أو بالمجلس لوحده ..وأحيانا بغرفة جدته اللي خلوها مثل ماهي ...
مر شهر على وفاة الجدة ...
قرر أبو سلمان وأم سلمان يروحون المدينة لزيارة مسجد الحبيب وبعد إلحاح من سلمان وعياله يوم جوهم بالعزا ...
وبعدها بكم يوم جات الجوهرة لزيارة ابوها هي وعيالها ...وكان عندها خبر حلو لسارة ...
واحد من أهل زوجها ...رجل ما عليه كلام يبي يخطبها ....
بس هي كالعادة رفضت ....
وفي الليل كانت نجمة والجوهرة بالصالة يحاولون يقنعون سارة ...
الجوهرة : اللحين ما تقولين بن متى بتمين ترفضين اللي يتقدمون لك بدون سبب؟أنت مو صغيرة
سارة : صغيرة و إلا كبيرة أنا ما أبي أتزوج وبس
نجمة : بس ما يصير يا سارة هذه سنة الحياة ...والزواج لابد منه لكل بنت وشاب
سارة : وش استفدتم من الزواج ؟
الجوهرة : طالع هذه وش تقول ...الزواج استقرار ..اسرة ..عيال ...حب ...ود ...حياة كاملة تتقاسمينها مع شريك حياتك
نجمة : صدقت أختك
سارة : أنت بالذات يا نجمة لا تتكلمين
نجمة : ليه إن شاء الله
سارة : يعني تبين تفهميني أنك أنت وفيصل تتشاركون ووتقاسمون الحياة ...بينكم حب ...واللي بينكم أصلا زواج ....اذا كان هذا هو الزواج ...انا ما أبيه
نجمة : وليه تاخذيني أنا وفيصل مثال ...أنا وفيصل حالة خاصة ....ليه ما تاخذين نوف وفهد ...وإلا أمي وأبوي ...وإلا الجوهرة وزوجها ...كلهم حياتهم طبيعية ..
سارة : واذا صارت حياتي مثلك أنت وفيصل( جليد) ...وإلا مثل أمي وابوي (بركان)..
نجمة : استخيري الله ...وربنا بييسر أمرك ..
قامت عنهم سارة وهي زعلانة ..
الجوهرة : نجمة ممكن اسألك بس ما تزعلين مني ...أنا ما أحب اتدخل بحياتكم ...بس ايش المشكلة بينك وبين فيصل
نجمة وهي تغتصب البسمة : تصدقين ...ما أدري .....والله ما فيه شئ واضح ...ما فيه مشكلة معينة ..
بس ما عليك من سارة تراها مضخمة الأمور ...يالله قومي نامي تأخرنا ...
الجوهرة وهي تضحك : إلا قولي ودك تهربين مني ...بس الله يوفقكم ويهدي سركم ...
اللي ما كانوا منتبهين له هو فيصل اللي كان جاي من برى وما سمعوا حسه وهو داخل ...يس هو سمعهم ...
كان مقهور من كلامهم ...خاصة يوم قالت نجمة (( انا وفيصل حالة خاصة ))
طلع لقيها تستعد للنوم ...وجالسة بفراشها صندوقها قدامها ودفترها بين أيدينها
ما قال لها شئ ....بس من طريقة فتحه للباب ...وللأدراج ...
ونومه ...عرفت أنه معصب <<<<صارت تعرف نفسيته من حركاته..
ثاني يوم ومن الصباح ما عاد شافته ....و بالليل ...
كان فهد ونوف عندهم ...
نوف : نجمة يمكن الأسبوع الجاي تخاوينا أنا وفهد بنروح المدينة
نجمة : ايه والله ودي ...بشوف فيصل وعمي ونروح سوا ...
والله أني اشتقت لأبوي وأمي ....
رن جوال نوف ...وقامت وهي تقول ...يالله بروح أنا وفهد
نجمة : وين تعشوا معانا ..سارة مسوية بيتزا تهبل ..
نوف : لا فهد صار بالسيارة يقول تعبان
نجمة : أجل اصبري بأحط لكم قطعة
وراحت نجمة للمطبخ ...وكانت سارة فيه
نجمة : هاتي بنحط قطعة بيتزا لفهد ونوف ...بيروحون
سارة وهي تفقل باب الفرن ...خذي من الصينية اللي على الطاولة ...خلصت من أول ...وأنا طالعة استحم وانتبهي للصينية الثانية ....
كانت الشغالة تجهيز السلطة والصحون والملاعق على الطاولة قرب الفرن.. ونجمة على الناحية الثانية من الطاولة تقطع البيتزا....
سارة طلعت من المطبخ وهي مارة بالصالة تقول لخواتها : استعدوا لأكل أحلى بيتزا من يدين أحلى طباخة بالعالم
الجوهرة : قصدك من يدين أحلى عروس بالعالم ...
طنشتها سارة وكملت طريقها ...
وفجأة هز البيت صوت أنفجار وصراخ جاي من المطبخ .................

الــــــــجـــــــ20ـــــــــــــــــزء

كانت نجمة واقفة تجهز صحن البيتزا ؟؟؟طلبت من فلورا أنها تجيب لها قصدير تغلف الصحن ... تحركت فلورا للجهة الثانية من المطبخ تجيب القصير بعد ما ولعت النار تحت إبريق الشاي...
بعد ثانية واحدة من تحركها سمعت نجمة صوت إنفجار عالي ...كان الفرن قد أنطفأت شعلته فتسرب الغاز منه بعد أن أمتلأ داخله بكمية كبيرة من الغاز
لثواني فقدت الإحساس بكل شئ حولها .. أسودت الدنيا بعينها ...وفقدت السمع ...
قوة الإنفجار دفعت الطاولة اللي أمامها نحوها فدفعتها بقوة للخلف لتصطدم بالجدار وتقع على الأرض ...ولتسقط عليها بعض شظايا الزجاج المتناثرة من الأبواب المتحطمة والشبابيك وبعض الأواني .....
صرخة واحدة قوية أطلقتها وهي تسقط على الأرض ...وتغطي وجهها بكفيها...
أما فلورا فدفعها قوة الإنفجار نحو باب المطبخ المطل على الحديقة ....سقطت على الأرض وكانت تصرخ وهي تغطي وجهها بيديها ....خرجت الخادمة الثانية ( زينب ) من غرفة الغسيل الملحقة بالمطبخ لتجد أمامها المنظر المرعب نجمة على الأرض والزجاج المتساقط حولها ...وبالجهة الثانية صديقتها بنفس المنظر والمطبخ معفوس أبواب الدواليب متساقطة الأواني ...أخذت تصرخ وتبكي ...وتحاول أن تتقدم إلى مكان نجمة متحاشية الزجاج ...
في لحظات كانت سارة والجوهرة ونوف يركضن ناحية المطبخ ....منظر المطبخ واللي فيه...جمدهن لثواني
قبل ما يتحركن بسرعة ناحية نجمة .....
فهد وفيصل كانوا بالخارج ...سمعوا صوت الأنفجار ...ركض فهد لداخل البيت وهو يصرخ ...نوف ...نجمة وش صار ........
أما فيصل فركض بسرعة ناحية ( عداد الكهرباء) وفصل الكهرباء عن البيت ودار ناحية المطبخ ...وقفل محابس الغاز الرئيسية ...وبلحظة كان لاحقهم للمطبخ ...
لقي البنات يسندون نجمة ويجلسونها ...
الجوهرة : نجمة تسمعين ...نجمة وش تحسين ؟
فتحت عيونها وهي تحس بطنين براسها ..شافت الخوف بعيون اللي حولها ....مدت يدها تلقائيا ناحية بطنها ...كأنها بتطمن على اللي فيه ....
قالت بصوت ضعيف وكأنها تطمن نفسها : أنا بخير
فهد وهو يقرب منهم : بعدوا شوي خليني أشيلها ...نوف هاتي قطن ولصق
فيصل كان واقف مصدوم من المنظر ...يوم دخل وشافها مرمية على الأرض تيبس مكانه ...
كان قلبه ينبض بسرعة وقوة ...حس أنه بينفجر من الخوف والقلق اللي ما قدر يعبر عنه إلا بشدة يده على طرف الطاولة المقلوبة أمامه ...
ما كان يسمع شئ من كلامهم عيونه عليها بصمت ....
هو ماكان يدري مين اللي بالمطبخ ...بس تصرفه الأولي كان عن خبرة وتدريب .......
سارة بصوت باكي تسأل زينب : وش صار ؟
زينب وهي تساعد فلورا : ما أدري ...أنا كنت عند الغسالة ؟
فلورا بصوت ضعيف : هذا يمكن غاز الفرن سكر من الهوا ...وبعدين أنا شغل البوتجاز أسوي شاي ...
في هذه اللحظة يجي زوج فلورا ( السواق ) وهو يصيح ويبكي ...وبدون وعيه يدخل ويلمها ....كانت بتكلم بكلمات ماهو واضح معناها ...بس كان صوته كله أهتمام وحب
كانت نجمة تتساند واقفة بين ايدين فهد .....شافت منظر السواق وزوجته .....دارت رأسها عنهم..وطلعت مع فهد للصالة ومددها على الكنبة ....
فهد : نوف هاتي عباة نجمة ...نوديها للمستشفى
نجمة : ما يحتاج ..انا بخير
الجوهرة : وش تقولين ...لازم تروحين تطمنين على نفسك ...انت اللحين من الروعة مو حاسة بشئ بس بعدين بتحسن بالألم ...
نجمة وهي تهز راسها : ما بروح اللحين يوم أحس بالتعب بأروح
التفتواكلهم على فيصل اللي طالع من المطبخ يهاوش سارة اللي كانت وراه ويقول : هذا إهمال ...مو كأنكم أربع حريم بالمطبخ ...وشلون ما تنتبهون للغاز ....أستهتار..
كان هذا متنفس طبيعي له عن الخوف والقلق اللي حس به ....هذا هو التعبير اللي يقدر يعبر به عن خوفه من اللي صار لنجمة ....
طلعت سارة لغرفتها وهي تبكي
الجوهرة : فيصل تعال شف حرمتك ما تبي تروح المستشفى
فيصل يناظرها ونوف تنظف بعض الجروح اللي بجبهتها وبيديها : قومي أنا أوديك للمستشفى
نجمة وهي ما تعرف كيف تفسر نظرته: ما فيه داعي <<<< ياترى هو زعلان على اللي صار ...وإلا زعلان علي وإلا مني ؟!!
في هاللحظة دخل عمها أبو فيصل وهو متروع ...كان يزور واحد من اصدقائه : وش صار ؟
الجوهرة تخبره ...وهو جالس جنب نجمة وهي بحضنه يسمي عليها : أسم الله يبه ...كيفك اللحين وش تحسين ؟ليه ما وديتوها للمستشفى
نجمة : الحمد لله يا عمي أنا بخير ....ما يحتاج أنا طيبة مافيه شئ ...بس ودي أرتاح ...
بروح أرتاح بغرفة جدتي ....
التفتت على البنات وهي تسأل :كيفها فلورا ؟وش صار عليها ؟
نوف : بخير ...ما صار لها شئ بس شوية جروح مثل جروحك ؟
نجمة تقول لنغسها ...لا والله ما فيه مثل جروحي ..
قامت بس كانت تحس بجسمها كله يرجف ...أكيد من الروعة اللي صابتها
الجوهرة ونوف حسوا بها قاموا وراحوا معاها للغرفة وهم يساندونها ....وابو فيصل راح لغرفته بعد ما مر على المطبخ وشاف اللي صار ...وحمد الله على سلامة أهل بيته
فهد كان واقف بطرف الصالة مو عاجبه ردة فعل فيصل وبروده ...اللي كان واقف متساند على دربزين ( حاجز ) الدرج ...مو حاس بعمره ولا باللي حوله...من الداخل كان مرعوب من اللي صار...يتخيل منظرها وهي طايحة ....ولو كانت قريبة من الفرن شوي وش كان بيصير ؟؟
طلعت نوف من الغرفة وجلست على الكنبة وهي تبكي ....
فهد جاء وجلس جنبها وحط يده على ظهرها وبصوت حنون: وش فيه وش صار ؟
نوف : ولا شئ بس والله أحس أني للحين متروعة من المنظر ...كنت بأموت لو صار شئ لها
فهد : الحمد لله ربنا قدر ولطف ....أنا بأروح البيت ...وأنت باتي هنا ...خليك معاها
طلعت الجوهرة وهي متلثمة ورمت نفسها على الكنبة ....الحمد لله
فهد : شلونها اللحين ؟
الجوهرة : ما أدري ...كان لازم تروح المستشفى ...عادة في مثل هذه الحالات ما يحس الإنسان بأي ألم في البداية...لأن الخوف والرعب ينسوه كل الألم ....بس بعدين يبدأ يحس بالألم ...بس هي عنيدة الله يهديها
فهد وهو يطالع فيصل بعتاب : ما أدري ليه هي تعاند ؟ ومين تعاند ؟
تحرك فيصل ...وطلع لغرفته فوق ....
فهد وهو يطالع نوف وجوهرة : لا والله أخوكم هذا مو صاحي ...ما كانها حرمته ...طيب هي بنت عمه ...على القليلة يتطمن عليها !! و قام فهد وطلع وهو معصب ......
دخل فيصل الغرفة ...ورمى نفسه على الكنبة وحط راسه بين ايدينه كانت دموعه تنزل بصمت ....ما يدري كم جلس على هالحالة ؟!!!!!
سمع صوت حد يدق الباب ....وانفتح الباب كانت الجوهرة ....
شافته على حالته هذيك جالس ويدينه مرتكزة على ركبه وكفوفه حاضنه وجهه ...بسرعة مسح وجهه ..وطالع فيها وقال : فيه شئ الجوهرة ؟
الجوهرة وهي تجلس جنبه : ايه جاية أخذ شوي أغراض تبيها نجمة ...
فيصل بأهتمام : كيفها اللحين ؟
الجوهرة بحنان : بخير ...إن شاء الله أنها بخير ....بس أنت ليه ما دخلت تطمن عليها ؟ ما يصير كذا يا فيصل !! أدري والله أنك مهتم فيها ..وأدري أنك خفت عليها...
محد كثري يعرفك ويعرف حنانك وحبك لأهلك ...عاد شلون زوجتك وولدك ....بس انت الله يهديك تيبست مكانك ...
فيصل : .............
ما قدر يرد عليها ....وقام عنها ودخل الحمام يتوضأ ...بيصلي ركعتين لله شكر اللي حفظ زوجته وولده من الشر......
أخذت الجوهرة الأشياء اللي تبيها نجمة ... وطلعت ..........
وعند سارة اللي كانت ميتة من البكا ...وتدعي على نفسها لأنها تعتقد أنها السبب في الي صار كانت نوف جالسة معاها تهديها ...
نوف : يا بنت الحلال أنت ما تفهمين ...هذا قضاء الله وقدره ..
سارة : صدق فيصل أنا مهملة ..ما أنتبهت للفرن وأنا أحط الصينية الثانية أن الشعلة أنطفت ...
نوف : فيصل ما كان يقصد وكلنا نعرف فيصل يوم يعصب يقول كلام ماله معنى ...
سارة : بس .....
نوف : بلا سخافة قومي توضي وصلي ركعتين أحمدي الله على سلامة الجميع وأدعي ربك يشفي نجمة ... أنا نازلة تحت والحقيني لما تخلصين ..
كانت الجوهرة بالصالة ...بعد ما حطت أغراض نجمة بالحجرة ..ظنتها نايمة ...وجلست معاها نوف ..وبعدين لحقتهم سارة ..
في غرفة نجمة كانت متمددة على السرير يدها على بطنها ...الخوف والقلق يذبحها ...والحسرة تخنقها ...وألم بدأ يغزو جسمها ...
خوف وقلق على اللي ببطنها ...كانت حاسه أنه تضرر ..فيه شئ مو طبيعي صار
الحسرة على حالها وحظها ...الكل أهتم فيها وعبر عن خوفه وقلقه إلا هو أعز الناس على قلبها ..اللي تتمنى منه نظرة وإلا لمسه وإلا كلمة ......يا الله ما اقسى قلبك يا فيصل ....هنت عليك ما سالت عني
يا حظك يا فلورا بحب زوجك لك الله يهنيك ...
ألم بدأ يضرب بظهرها وأرجولها ....يروح ويجي ...متقطع ..وينتقل لين أسفل بطنها ...
ما ابغى اروح للمستشفى بيخوفوني أكثر ...تحاليل وتصوير ...يا ربي ما أبغى أفقد هالأمل اللي أنتظره ...
يا ربي ابغاه يعوضني عن حب فيصل ...وينسيني جفاه وقسوته .....وانشغل فيه عن فيصل والدنيا ...
وأعطيه كل الحب اللي بقلبي ...
زاد الألم عليها ....تقلبت بسريرها ....حاولت تجلس فيه ..تأوهت آآآآآآآآآآآآآآه
في الصالة نزل فيصل لخواته ...مر ووقف عندهم : كيفها ...نايمة ؟
الجوهرة : ما أدري ..يمكن نامت ..أدخل شوفها !!!
راح للغرفة ...فنح الباب بشويش وقف على الباب ...حس بآآآآآآه طالعة منها ..
تقرب من السرير شافها صاحية ...تتقلب
فيصل : نجمة تعبانة فيك شئ ؟
نجمة وهي تقاوم الألم : شوي تعبانة ...ممكن تنادي الجوهرة
راح بسرعة ورجع ومعاه الجوهرة ونوف وسارة ....
الجوهرة وهي تجلس جنبها : نجمة شكلك تعبان ...خلينا نوديك المستشفى ..
نجمة تمد يدها للجوهرة علشان تقرب منها وتقول لها بصوت واطي : أحس أني أنزف ماني قادرة أقوم
الجوهرة تشهق ...وتلتفت على فيصل ..رح البس وجهز السيارة ...
ساعدوا البنات نجمة تلبس وتاخذ عباتها ...وقربوا لها كرسي المكتب اللي بالعجلات ...يبون يحطونها فيه لين السيارة ..
جاهم فيصل : وش فيكم ؟
الجوهرة بصوت واطي : ماهي قادرة تمشي بنحطها على الكرسي
راح فيصل لين نجمة وانحنى عليها وشالها مثل الطفل الصغير بين ايدينه ....
شهقت نجمة ما توقعت هالحركة منه ...ويمكن خافت ...تعلقت بثوبه..وغمضت عيونها وهي تقول : لاتطيحني ماني ناقصة اليوم ....
طالعها فيصل وحست به يشدها لصدرها ...يوحي لها بالأمان بين يدينه :لاتخافين ..بس صرتي ثقيلة دبة !!
أسندت راسها عليه ....يمكن كان ودها هاللحظة على مافيها من ألم ووجع لو تطول ...عمره ما كان قريب منها زي هاللحظة ..ماقد حضنها ولمها لصدره ...كانت تبكي ...تبكي كل آلامها وأوجاعها
الجوهرة من وراهم : تو ما جاز لكم تنكتون أنت وإياها ...يالله
فتحت نوف السيارة وحط فيصل نجمة
نجمة من بين دموعها : تسلم
ساق السيارة بسرعة للمستشفى ...ووصلوا للطوارئ ....
بعد الفحص ...خرجت الطبيبة لهم ...
الطبيبة : أنت زوجها ؟
فيصل : خير
الطبيبة : أنا آسفة بس الجنين ميت ...وهي بتنزف ...لازم نحاول نولدها ...
فيصل حس بسكين تنغرز بقلبه ....
ما قدر يتكلم بس كان يردد : إنا لله وإنا له راجعون لا حول ولا قوة إلا بالله ويده تنقبض بقوة
الجوهرة : أنت متأكدة يا دكتورة
الطبيبة :والله يا أختي أنا طلبت طبيب استشاري كمان ..وهو نفس الشئ أكد أن الجنين للأسف ميت
والمهم اللحين سلامة الأم ....بس أحنا لازم نقول لها على اللي حا نعمله معاها اللحين ...
لأننا بنعطيها شوية أدوية ...ونحاول نولدها طبيعي ...
وكملت وهي تأشر لفيصل ممكن حضرتك تجي معاي علشان نحاول نبلغها وبعدين فيه شوية اوراق لازم توقع عليها
فيصل : الجوهرة تعالي معي ..
دخلوا لنجمة اللي كانوا الممرضات حولها ...تحاولون يهدونها ويساعدونها ..
الطبيبة : نجمة اسمعي ...أنت مؤمنة بقضاء الله ..
نجمة وهي تطالعها بخوف وتبكي : لاتقولين أنه مات ....لا تقولين
الطبيبة : ربنا بيعوضك أنت صغيرة وزوجك الحمد لله شاب ..والأيام الجاية تعوضون اللي فاتكم المهم اللحين أننا نوقف النزيف ...نبغى نسوي لك طلق صناعي ...ونخرج الجنين
لفت راسها عنها ..وهي تبكي وتشهق : لا .... خلوني أموت معاه
الجوهرة وهي تقرب منها وتمسد على شعرها : حبيبتي نجمة استغفري ربك ...وش هالكلام ...الله يعوض عليكم ...
فيصل : يالله يا نجمة تقوي ... الله معاك ...دايم أنت تتخطين كل المواقف الصعبة ...
حس نفسه مو قادر يقول أي كلمة زيادة ... أصلا مو عارف وش يقول
وده يطلع ويهرب من دموعها ..وعذابها ...ومن عجزه أمامها
كانت دموعها نازلة من عيونها مثل الشلال ...ما وقفت ....
بدأت الطبيبة بتجهيزها وحقنها بالأدوية اللازمة ..وطلبت من الجوهرة تطلع ....
طلعت الجوهرة عند خواتها اللي كان يبكون بالممر على بنت عمهم واللي صابها ...
في هالوقت وصل فهد ....
فهد : ها وش صار ؟
قالت له نوف كل شئ ...
فهد : لا حول ولا قوة إلا بالله ...
الجوهرة : اللحين قرب الفجر يالله نتوضأ ونصلي ..وندعي لها ...ربنا يقومها بالسلامة ...
بعد الصلاة رجع فيصل وتجمعوا كلهم قدام غرفة الولادة والقلق يقتلهم ....
بعد ثلاث ساعات من الآلام والعذاب والمعاناة في غرفة الولادة .....
و الأنتظار والقلق المميت والدعاء أمام عرفة الولادة ...

 
 

 

عرض البوم صور عزيزه 1   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
القسم العام للروايات, الكاتبة بنت الحموله, رواية جربت الحب بس حبك أنت غير
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 03:54 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية