كاتب الموضوع :
ذ.عبد العزيز أبوالميراث
المنتدى :
الارشيف
القصة السادسة
القصة السادسة :
الحمام المحشي
حمام حسب عدد افراد الأسرة
بصل مفروم
6 فص ثوم مهروس
قنص وكبد الحمام مقطعة قطع صغيرة بسكين حاد
أرز أو فريك
سمن او ذبد
ملح وفلفل وكبيبة صينى او جوزة الطيب ومستكة وحبهان وورق لورا وليمونة سوداء
بصلة صغيرة مقطعة أربعة متصلة ببعض
الطريقة
ينقع الأرز او الفريك فى ماء ساخن وينقى الفريك قبل النقع
تقدح الذبد ويضاف البصل الى اللون الأصفر ثم يضاف الثوم وتقلب قليلا 3 دقائق
نضع الكبد والقوانص ونضع الملح والفلفل والكبيبة الصينى او جوزة الطيب
وتقلب جيدا لمدة 10 دقائق ثم ننشل الأرز من الماء ونضعه مع الخليط السابق على النار وتقلب جيدا على نار هادئة لمدة 10 دقيقة
يغسل الحمام بالماء البارد ويزال من فتحة الرقبة الزور ومن البطن الدم وتنظف بحرص الفتحة السفلى حتى لا تنقطع
تقطع الرأس وتترك جانبا
تحش الحمامة بالخليط السابق مكان الحوصلة بالصدر بحيث تنتفخ قليلا ولكن لاتضعى كثيرا جدا من الأرز لأن الأرز سوف يتمدد بداخل صدر الحمامة وتكون عرضة لتمزق الجلد بعد حشو الحوصلة أثنى الرقبة بداخل الجلد للخلف ثم اثنى جلد الرقبة عليه للخلف
احشى البطن وضعى الرأس بعد حشوها حتى تحجزى الأرز وبحرص شديد أدخلى أرجل الحمامة واحدة واحدة بداخل الفتحة السفلى للحمامة
بعد حشو الحمام احضرى ابرة خياطة ونغزى صدر الحمام نغزات سريعة واحدة واحدة حتى تسمحى بدخول المرقة بداخلها ونضوج الأرز وحتى لا تنفجر الحوصلة
ضعى ماء فى قدر على النار والى يبدأ غليان الماءأسقطى الحمام واحدة واحدة الى ان تبدأ غليان الماء مرة اخرى زيلى الريم ثم ضعى البصلة المقطعة والمستكة والحبهان والليمونة السوداء واللورا والماجى
عند نضوج الحمام وأنتفاخ الأرز بداخلها أخرجيه من المرقة وأتركيه يبرد
فى طاسة كبيرة تقدح الذبدة او السمن مع قليل من الزيت وضعى الحمام ليقلى وقلبيه بالشوكة من حين لأخر حتى ياخذ لون واحد وهو اللون الذهبى
يقدم الحمام مع الملوخية او الكشك وتقدم مرقة الحمام ومعها عصير ليمون
وممكن عمل الحمام نىء فى نىء يعنى ممكن تضعى الحشو بدون تشويح على النار ولكننى افضل هذه الطريقة لأن مذاقها احلى بكثير وبالهنا والف صحة
************************************************************ ***
كانت كيو واقفة أمام مرآة الحمام تتأمل الكدمة الزرقاء على عينها
انتهت للتو من وضع الصينية بالفرن معدلة درجة الحرارة على 200 كما يقول كتاب الأبلة نظيرة
كانت كيو خادمة فيليبينية طبعا
وكانت عربيتها ركيكة طبعا
لكن هذا لا يفسر لماذا تعاملها السيدة فتنة بهذا الشكل
لماذا تحطم وجهها وتنفش شعرها كلما راتها
ألأنها كانت تعمل عند طليقة زوجها السابقة
كانت كيو تعيش جحيما يوميا في تلك الفيلا الكبيرة بأحد أحياء الكويت السكنية الهادئة
جحيما يوميا
وكانت لا تنفك ترى تلك الأيام صورا رهيبة من ماضيها ظنت أنه بمجيئها وأمها إلى الكويت قد انطوت للأبد
وكانت مخطئة
قبيلتها في غابات الفيليبين .. الحرب الدموية .. العصابات .. كوخهم القشي يحترق .. ذلك الوغد السمين يعتلي والدتها وهي تئن .. أبوها تفصل رأسه عن جسده وسط ضحكات شيطانية
لقد أخبرتها والدتها وهما يطآن أرض الكويت أن الحياة بعد الآن ستكون جنة
فلماذا تعاني بهذا الشكل ؟
لماذا تقوم بصبر وأناة بأعمال الفيلا الكبيرة وحدها .. وتطبخ .. وترعى الرضيع الصغير في غياب والدته القاسية
وتلقى رغم ذلك من الضرب والشتم والمهانة ألوانا
حتى حمد .. إبن السيدة فتنة البدين ذو السبعة عشر عاما أصبح يزورها ليلا بغرفتها الحقيرة
حين اشتكت تصرفه هذا لوالدته أجابتها بحقارة أكبر :
- وماذا في ذلك ؟ .. هل تفضلين أن يذهب لأخرى تضحك عليه ؟ .. هل تريدينه أن يفسد ؟
لذلك يمكن أن نفهم لماذا صارت صورة والدتها تئن في كوخ القش تلح عليها
فهي تعيشها كل ليلة
كانت كيو تضرب رأسها بقبضتها مرة .. ومرة .. ومرة
لم تعد تحتمل صورتها في المرآة
أصغت السمع قليلا وهي تميل برأسها
لم يعد الرضيع يرغي كطائر الموت
هي تكره هذا الرضيع لأنه لا يحس بما تقاسيه
وتكرهه لأنه إبن السيدة فتنة
السيدة فتنة في النادي الآن مع جاراتها البدينات القبيحات
لذلك يمكنها أن تهرب من الفيلا
جرت بكل قوتها كأنما أدركت تلك الحقيقة الباهرة للتو
جرت وكأنها تهرب من الجحيم حقا
لذلك لم تلاحظ تلك السيارة الجيب التي صدمتها بقوة عند عبورها الطريق
وطار جسدها لحظات كأنه حمامة حرة
قبل أن يسقط محطما تغلفه الدماء
القصة السابعة :
سائق التاكسي
تفحص الدركي أوراق سائق التاكسي ، وألقى نظرة علينا مشهرا نور كشافه في عدائية غير مبررة .. وهمهم بعضنا بكلمات ساخطة وقد فاجأهم النور الباهر .. بينما لزم آخرون ، وبينهم أنا ، الصمت
وأخيرا .. تحركت سيارة التاكسي الكبيرة التي تقلنا ستة من الركاب إلى أغادير .. قادمة من مراكش
كنا متزاحمين كفراخ في قفص .. لكن ذلك لم يزعجني كثيرا وقد خففت هذه الحرارة البشرية بعضا من وطأة البرد في تلك الليلة القارصة
لو فقط أجد حلا لروائح العرق النتنة والأفواه المنخورة التي لا تكف عن التثاؤب في إيحاء مغنطيسي
قال السائق كأنما يحدث نفسه :
- الله ياخد فيهم الحق
وأردف بابتسامة شامتة :
- لقد نال منهم قرصان تارجيست .. أكثر الله من أمثاله
كنت قد سمعت عن قرصان تارجيست .. ذلك الشاب الذي يصور الدركيين أثناء تقاضيهم الرشاوى القسرية من أصحاب السيارات والشاحنات والحافلات .. ويعرض مقاطع الفيديو تلك في موقع يوتوب الشهير .. مما أدى إلى إيقاف ومحاكمة العديد من الدركيين
أذكر بكثير من الأسف وجه سائق تاكسي متدين يفيض النور من عينيه و دركي وغد يستوقفه قائلا بوقاحة لا تتصور :
- وأنت أيها اللحية ؟ .. ألن نتذوق نقودك ؟
أيقضني صوت السائق من شرودي وقد انتبه إلى أنني ما زلت مستيقظا :
- هل تعلم يا سيدي ؟ .. لي صديق سائق تاكسي مثلي يعمل على الخط الرابط بين أغادير ومراكش
نظرت إليه متسائلا فأردف وهو يعود ليراقب الطريق وأنوار السيارات القادمة :
- حدثني هذا الصديق عن حكاية حصلت له حين كان ينقل ركابا من أغادير
عاد يلتفت لي وقد بدأت أظهر اهتماما :
- لاحظ أن احد الركاب كان يتشبث بحقيبته بقوة بين يديه وملامحه تعكس توترا وخوفا كبيرين .. وكان لا يكف ينظر في مرآة السيارة وعبر الزجاج الخلفي
أومأت برأسي أستحثه ليكمل .. فقال :
- لما طال الأمر .. إستفسره صديقي عما يحدث له .. فأخبره أن سيارة بوجو زرقاء تتبعهم مذ غادروا أغادير .. طمأنه صديقي بأنه فقط يتخيل .. إنما هي فقط سيارة لها نفس وجهتهم .. ولتأكيد فكرته .. توقف عند باحة استراحة صغيرة لدقيقة متوقعا أن تتجاوزهم السيارة الزرقاء
نظرت للسائق وقد بدأ الحديث يشدني فعلا وأردف هو :
- لكنها لم تفعل .. وتوقفت على مقربة منهم
وصمت لحظات طويلة وهو يقود السيارة ليقطع منعرجا خطيرا .. على نحو أثار في الغيظ وجعلني أتحرق لمعرفة تتمة القصة
عاد يقول :
- هنا انتقل القلق إلى صديقي فعاد إلى الطريق وهو يفكر كيف يتصرف .. أخذ يراقب راكبي السيارة الزرقاء بين الحين والآخر عبر مرآة السيارة الجانبية .. كانوا أربعا أو خمسا
وعلم من الراكب الخائف أنهم كانوا يتبعونه مذ خرج من احد المصارف بمدينة أغادير حيث سحب مبلغا كبيرا من النقود
كانت أقرب نقطة مراقبة للدرك على بعد كيلومترات لذلك ضاعف صديقي من سرعة السيارة وهو يرى بخوف أن أحد راكبي السيارة المطاردة يحمل بندقية
قلت مشدوها :
- ومن بعد ؟ ..
أجاب وهو يتجاوز شاحنة تتوزع المصابيح عليها كشجرة عيد الميلاد :
- يمكنك أن تتخيل ما حدث .. السيارة الأخرى تزيد من سرعتها محاولة اللحاق بالتاكسي ..ثم تتراجع مع اقتراب التاكسي من نقطة الدرك
والتقط نفسا عميق وهو يعقب :
- ترك صديقي زبونه عند رجال الدرك بعد أن حكى لهم القصة .. وأكمل سيره نحو مراكش وقلبه غير مطمئن تماما
نظرت له مستفسرا فأجاب :
- كان هناك ثلاثة دركيين فقط .. وتصور المعركة بين اللصوص المسلحين والدركيين .. لن ينجو زبونه حتما
حين وصل إلى مراكش بعد نصف ساعة أخطر الشرطة واصطحبهم إلى المكان على الفور
وتصور ماذا وجدوا ؟
قلت بتوتر :
- ماذا ؟
أجاب بأسف :
- وجدوا أحد الدركيين يغسل خنجرا من الدماء في ترعة صغيرة
وأردف وهو يرى علامات الهلع على وجهي :
- نعم لقد ذبحوه كالنعاج .. تصور صديقي أنه ترك الزبون المسكين في مأمن .. ولم يدرك انه تركه بين يدي شياطين فعلوا به ما لم يكن اللصوص ليفعلونه
القصة الثامنة :
عشرة دراهم
" ما الذي يفعله بالضبط ؟ "
يتردد السؤال في ذهنها وهي تراقبه بخوف
هادئا كان يداعب (تامر)
يخرج قطعة نقدية من جيبه
عشرة دراهم
قطعة على شكل حلقة صفراء تحيط بقرص أبيض
حين رأتها شعرت بقشعريرة باردة تعبر جسدها كتيار قوي
يقذف بالقطعة في الهواء ليلتقطها على ظهر يده
ويقول لإبنهما (تامر) :
- ملك أو كتابة ؟
تشد على أسنانها بغيظ وألم
هو يفعل هذا عن قصد
يعذبها به
لم يتبادلا الكلام و لا مرة .. إنه حتى لم ينظر إليها
كما لو كان يتجاهل وجودها من الأساس
على طاولة الغذاء كان ينتظر
طفلهما (تامر) بين ركبتيه
تضع الأطباق على المائدة وهي لا تكف تراقبه بنفس الذعر
يضحك بفرح غريب مع (تامر)
يداعبه كما لم يفعل من قبل
ويخرج القطعة النقدية من جديد
على المائدة الخشبية المصقولة .. يدير القطعة بسبابته وإبهامه
وتدور حول نفسها القطعة النقدية
تدور..
تدور..
تزداد سرعتها مع كل دورة..
وتزداد..
وتزداد..
وهي تقوم بحركة لولبية فوق سطح المائدة..
قبل أن تتهاوى فجأة..
للصوت المعدني في أذنيها وقع مختلف..
رنان..
مؤلم..
يتناولان الغذاء دون أن يتبادلا كلمة
ينقل الطعام إلى طبق تامر بنفسه ويحثه على الأكل
مستمرا في تجاهلها
كانت تحترق من الداخل ببطء
وألم
ترى (تامر) وكأنه يتجاهلها بدوره
ألم يجد ضالته في صحبة أبيه؟
وهو الذي كان يعاني من فقدانه صحبته كثيرا
الآن هو معه طوال الوقت
لم تعرف كيف لم يذهب للشركة منذ خمسة أيام متتالية
لكنها استنتجت أنه طلب إجازة
ربما لأول مرة في حياته يطلب إجازة
تتساءل كيف سيمر اليوم وهما على هذه الحال؟
منذ خمسة أيام وهو على هذا الحال معها .. لا يغادر الشقة
يراقبها
يلهو بالقطعة النقدية .. ومع (تامر)
يعذبها
ينتقم .. منها
كانت ترتجف لفكرة أنهم على موعد الليلة مع عائلتها
موعد الزيارة الشهرية لعائلتها
ما يعني أن عليها أن تعد طعام العشاء للعائلة
أبوها .. أمها .. أخوها .. زوجة أخيها..
لم ترد أن تطلب منه نقودا لشراء بعض الأشياء ..
لكنه فهم ما تفكر فيه
على طاولة المطبخ رأت المصروف الذي تركه هناك وهي تغسل الأطباق
المبلغ كله بقطع نقدية من نفس القيمة والنوع
عشرة دراهم
تراجعت بذعر لمرأى القطع النقدية
لن تحتمل هذا بعد
أرادت أن تبكي
أن تصرخ
لكن الدموع أبت أن تفر من عينيها
وكتمت صراخها بقوة القهر
نادت البواب ليشتري الحاجيات وعادت لتقوم بتنظيف الصالون
بينما هو كان يلهو مع (تامر) على جهاز اللعب في غرفته
كان ضحكات الفتى تصل أذنيها
فتتعذب
تحترق حية كأنها في جحيم حقيقي
كان مائدة العشاء معدة على أحسن ما يكون الإعداد
وكان الجميع سعيدا .. نشيطا .. باستثنائها هي
حتى هو
يتحدث مع أبيها بحميمية غريبة ..
وكأنه يسخر منها
طبعا هو يسخر منها
لاحظ أخوها أنها ذابلة .. شعر بمعاناتها
لكنه لم يعرف كيف يتصرف
" لن يستطيع فعل شيء " .. قالت لنفسها
في وقت ما من العشاء .. أخرج زوجها القطعة النقدية
هنا جمدت مكانها من الرعب
تحول قلبها إلى مضخة قوية تضخ الماء المثلج في عروقها
تعلق كيانها كله بشفتيه
سأل ببراءة موجها كلامه لأبيها :
- هل تعرف يا عماه لماذا تبدو قطعة النقود وكأنها تدور بطريقة متسارعة على الطاولة ؟
وأعقب قوله بأن أدار القطعة المعدنية بسباته وإبهامه على السطح المصقول للمائدة
قال الأب وقد اندهش للسؤال :
- لا ... ربما لأنه خداع بصري؟
هز هو رأسه نفيا وقال بابتسامة :
- أخطأت يا عماه .. ليس بخداع بصري
كانت القطعة تدور حول نفسها متسارعة وراسمة مسارا لولبيا على الطاولة قبل أن تسقط فجأة بين الأطباق
وقال وقد جذب انتباه الجميع ..
واستغرابها الفزع :
- من العجيب أن يقف العلم حائرا أمام ألغاز فيزيائية بسيطة كهذه .. نفس العلم الذي اخترع القنبلة الذرية .. وأوصلنا إلى القمر ..
قال أخوها بفضول :
- أرني القطعة ..
وعاد يدير القطعة على سطح الطاولة والجميع يتابعها باهتمام غريب .. كانت القطعة تدور
وتدور
وتدور
ثم تسقط فجأة دون إنذار
وبينما ترتسم على ملامحهم علامات الإستغراب كمن يكتشفون شيئا جديدا
كانت هي تحترق
لم تعرف ما الذي يفعله بها بالضبط لكنه ينجح
وقال وقد سلب انتباه عائلتها كلهب شمعة يجذب الحشرات الليلية :
- في أبريل سنة 2000 قام الفيزيائي الإنجليزي (كيث موفات) بنشر أول دراسة نظرية حول دوران قطعة نقدية معدنية على سطح أفقي .. ولاحظ أنه لو لم يكن هناك فقدان للطاقة فنظريا لا تتوقف القطعة العدنية عن الدوران لأن سرعتها ستبقى ثابتة
ولكن .. في الواقع فالقطعة تدور بسرعة أكبر شيئا فشيئا أثناء حركتها على الطاولة قبل أن تتوقف بغتة .. استنتج( كيث) بأن هناك فقدان للطاقة .. وبوساطة حسابات ميكانيكية بين أن تلاشي طبقة الهواء المحصورة بين القطعة والطاولة كاف لتفسير الظاهرة
ستة أشهر بعد ذلك .. فندت فرضية (كيث) .. عندما قام الباحث الأمريكي (جير فان دير انج) بإعادة التجربة في الفراغ ولخص إلى أن وجود الهواء أو انعدامه لا يؤثر على الحركة الدورانية
كان الجميع يتابع درسه كمن يستمع لحكاية مسلية .. لم لا .. بعض الفيزياء لن يضر أحدا
أما هي فكانت تشعر بالقهر ..
وتكتم في صدرها
هذا كان واضحا في حركتها العصبية والهيستيرية وهي تضرب بالشوكة والسكين طبقها بعنف
لكن أحدا من عائلتها لم ينتبه لها
وانغمسوا في حديثه العلمي الغريب :
- منذ ذلك الوقت نشأ ميدان جديد في علم الديناميكا .. وأخذ الجميع يحاول وضع خاتمة للقصة
بين الفيزيائيان الأمريكيان (ألكسندر) و(كيرك ماكدونالد) في نهاية 2000 ، وبافتراض أن القطعة تدور على السطح الأفقي ولا تنزلق ، أن الاحتكاكات الداخلية تفسر نظريا الملاحظات التجريبية
وفي فبراير 2001 قام البولونيان (ألكسندر ستانيسلافسكي) و( كاتارزينا فيرون) بتحليل الطيف الصوتي الناتج عن دوران القطعة لكنهما لم يتوصلا لشيء جديد
وأخيرا في فبراير 2002 افترض الفيزيائيان الأمريكيان (باتريك كيسلر) و(أولوفر أوريلي) ، بحسابات معقدة ، أن تشوهات القطعة النقدية والسطح .. عوامل لا بد أن تؤخذ أيضا بعين الإعتبار
بعد هذا كله .. لا زال العلم حائرا .. عاجزا عن إيجاد حل نهائي للغز ..
لكنه ، كما اعترف كيرك ماكدونالد ، لابد أن يكون حلا معقدا جدا.
بعد نهاية كلامه .. كان الساعة الحادية عشرة
وكانوا جالسين في الصالون بعد أن شربوا الشاي
وكانوا يتبادلون الأنظار لبعضهم البعض
سألتها أمها عن سكوتها الغريب فأخبرتها أنها مرهقة فحسب
لكنهم كانوا يعرفون أن شيئا ليس على ما يرام مع زوجها
وكانت خائفة من أن يتكلموا معه بشأن هذا
لذلك تظاهرت بالنعاس
هنا .. قام الأب معلنا على رغبتهم في المغادرة
ورافقهم هو حتى باب العمارة
تبادل الأب كلمات مع الزوج وهي تراقبهم من نافذة الشقة التي ترتفع إحدى عشر طابقا
تراقبهم بتوتر
وخوف
حين عاد هو .. اطمأن على أن تامر ينام بعمق .. وقصد غرفة الضيوف ليطفئ النور من فوره
بينما هي تنظف الأطباق في المطبخ وتفكر في ما يجب أن تفعله
كانت تبكي بصمت
بحرقة
وبدأت ترى الوجود كله من حولها كأنما يعاقبها
حين نظفت المطبخ جيدا
مرت أمام غرفة ابنها
فتحت الباب
ألقت نظرة على تامر النائم كملاك
ذرفت المزيد من الدموع بصمت
وخرجت ..
من الشقة.
كان الخارج باردا والنيل كئيبا كأنما يناديها لتنفذ ما عزمت عليه
وكانت تقف كالمحطمة على طرف الكورنيش
والريح الباردة خلفها تدفعها بخفة
هي أيضا تقدم لها دعما إضافيا
على الصفحة السوداء للنيل
والأنوار المتلألئة على سطحه كمئات القطع النقدية
وقبل أن ترمي نفسها
رأت كل شيء
رأت نفسها مع عشيقها في غرفة النوم وزوجها يدخل فجأة عليهما
لم يفعل شيئا
لم يقتلهما
أو يتصل بالشرطة
بقي ثابتا يرمقها بغضب
هي
هي فحسب
أمر العشيق بأن يغادر
لكنه استوقفه قائلا :
- انتظر .. لقد قضيت وطرك منها .. ادفع لها
اندهش العشيق ونظر للزوج بخوف قبل أن تمتد يده لحافظة النقود بتوتر ويخرج رقة مالية
لكن الزوج فاجأه :
- هذه مجرد مومس رخيصة .. ماذا تفعل ..؟؟ .. عشرة دراهم وحسب
عشرة دراهم
أعطى العشيق الدراهم لعشرة للزوج وغادر غير مصدق
عشرة دراهم
كل ما تساويه
عشرة دراهم
|