لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > قسم الارشيف والمواضيع القديمة > الارشيف
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الارشيف يحتوي على مواضيع قديمة او مواضيع مكررة او محتوى روابط غير عاملة لقدمها


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 31-03-08, 09:39 PM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2007
العضوية: 31147
المشاركات: 53
الجنس ذكر
معدل التقييم: ذ.عبد العزيز أبوالميراث عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدMorocco
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ذ.عبد العزيز أبوالميراث غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ذ.عبد العزيز أبوالميراث المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

القصة الرابعة :

لعبة القتل





" لن تستطيع فعل ذلك "
قال فريد والسائل الأحمر القاني يقطر من خنجره ، و أردف وهو ينظر لي بتحد :
- أراهن أنك لن تفعل
كانت الدماء تغلي في عروقي وقلبي يدق كطبول إفريقية بينما أحسست بأذني تشتعلان .. وبتردد رفعت يدي
ثم هويت بالخنجر
كانت شقراء فاتنة .. لها فم دقيق وصدر بارز .. وكانت باردة .. باردة جدا .. كحسنوات أوروبا الشرقية
كانت طعنتي عميقة نوعا .. ضحك فريد وهو يقول مشجعا :
- رائع .. أنت تتقدم بسرعة
قلت بغضب :
- هل يكفي هذا .. أم تريد دليلا أكبر على أنني أستطيع فعل ذلك ؟
أجاب وهو ما زال يضحك :
- يكفي .. يكفي صدقتك
واتسعت عيناه بجذل وحشي وهو يردف :
- والآن .. افعل مثلي
ورفع خنجره إلى فمه وأخد يلعقه بتلذذ مقزز
كان قلبي يرتجف .. لكنني لم أرد أن أظهر ضعيفا .. ورفعت خنجري بسرعة متوترة ورحت ألعقه ومعتدي تتقلص كما لو أنها تريد أن تثب خارجة من فمي
بلعت ريقي بصوت مسموع .. ولا أنكر أنني أحببت المذاق
ضحك فريد بهيستيريا وقال بجنون :
- ما رأيك ؟ .. إنه حلو المذاق
كنت حانقا بشدة .. فهو يريد دوما أن يلعب دور البطل الشرير
" كفى "
قالت أمل بضجر وهي تتقدم لتصعد خشبة مسرح الجامعة حيث كنا نقدم بروفا العرض المرعب .. وأردفت وهي تنتزع دمية الفتاة الشقراء من أيدينا وتحملها بخفة :
- أنتما مخبولان .. لقد أفسدتما الدمية المسكينة ولطختماها بعصير التوت دون أن تقدما عرضا مقنعا
وقالت لطلبة آخرين :
- والآن .. المشهد التالي

 
 

 

عرض البوم صور ذ.عبد العزيز أبوالميراث  
قديم 31-03-08, 09:41 PM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2007
العضوية: 31147
المشاركات: 53
الجنس ذكر
معدل التقييم: ذ.عبد العزيز أبوالميراث عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدMorocco
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ذ.عبد العزيز أبوالميراث غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ذ.عبد العزيز أبوالميراث المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

القصة الخامسة :

القرون


لعمي رفعت هواية غريبة حقا ..
كنت خارج الوطن .. ولقد وصلني خبر اختفاءه بعد مدة طويلة .. مرت بالضبط سنة ونصف .. ولولا زيارة عمل قصيرة لما علمت شيئا .. مررت مصادفة بمحامي العائلة السيد عمر .. الذي استقبلني بالخبر المؤسف
وفي سيارته السوداء القديمة سألني دون ان يحول عينيه عن الطريق :
- لا أتصور كيف لم تكن على اتصال بعمك الوحيد .. ؟ لقد بحثت في أوراقه كلها ولم أجد أي شيء يفيد في العثور عليك بعد اختفاءه .. حتى يئست من إيجادك وخلتك ميتا أنت الآخر
قلت بدهشة :
- ميتا ..؟؟ وهل مات عمي فعلا ؟
مط شفتيه وقال :
- بماذا تفسر اختفاءه الغريب هذا إذن .. لقد قامت الشرطة بتحريات واسعة ولم تصل إلى أية معلومة .. كأن الأرض انشقت وابتلعته ..
قلت :
- أنت تعرف أن عمي كان كثير الأسفار.. ربما استهوته إحدى تلك البلدان التي يزورها لإشباع رغبته في هوايته المجنونة تلك فاستقر بها
نظر لي المحامي لحظة ولم ينطق بكلمة لفترة قبل أن يحسم رأيه ويقول :
- حسب الشرطة .. فعمك لم يغادر البلد قط قبل اختفاءه .. ولقد عثرنا على جواز سفره في مكتبه بالفيلا التي سنذهب إليها الآن
نظرت إليه بدهشة .. أصبح أمر اختفاء عمي لغزا محيرا
ثم دخلنا بالسيارة الفيلا الكبيرة التي يملكها عمي في أطراف العاصمة بعد أن شغل المحامي زر بوابتها بواسطة جهاز تحكم عن بعد
لاحت لي نظرة إلى الحديقة الهائلة .. كانت في اسوإ حال ..
قال المحامي وقد لاحظ شعوري :
- إضطررت لصرف البواب والخادم الوحيد بالفيلا .. لهذا تراها هكذا
دخلنا المنزل الفخم .. وتذكرت بشيء من تأنيب الضمير أنه سيكون لي في حالة تبثت وفاة عمي .. فقد كنت وريثه الوحيد
كان بهو الفيلا كما ألفته رائعا فسيحا .. كالقصور الأرستقراطية القديمة .. نظرت للمحامي الذي كان يغلق باب الفيلا خلفه ويقول : - طبعا لم يدخل المكان أحد منذ اختفاء السيد رفعت باستثناء الخادم ورجال الشرطة الذين فتشوا أرجاء الفيلا .. بمرافقتي بطبيعة الحال
أخدت أسترجع ذكرياتي بالفيلا وأنا أتفحص المكان بشرود حالم .. ولم يقاطع صمتي مشكورا المحامي إلا حين توقفت بذعر غريب أمام الغرفة المشؤومة
قال المحامي وهو يحرك سلسلة مفاتيحه :
- تريد أن تلقي نظرة على المكان
بلعت ريقي بصعوبة وقلت بصوت مبحوح :
- نعم
فتح المحامي القاعة الرهيبة وذخلناها معا ، يبدو أن خوفي الطفولي من هذه القاعة لم يغادرني تماما
ثم رأيت على الجدران تحف عمي الغريبة المخيفة
عشرات القرون المحنطة لحيوانات من بقاع العالم كافة
كانت تلك هواية عمي كما أخبرتكم ــ لم أخبركم بها قبلا ؟ .. حقا .. ؟؟ ـــ
ما زلت أذكر هوس عمي بكل ما يحمل قرنين على رأسه .. ينتزعهما منه ليحتفظ به .. أكاد أجزم أنه يملك قرون أي حيوان على وجه الأرض .. أخبرني أبي أن أخاه بدأ يجمع قرون الحشرات صغيرا .. ثم قرون حيوانات المزرعة .. التي لها قرون بالطبع
ومع الوقت وبعد أن ورث ثروة ضخمة .. بدأ يجوب العالم ويشتري كل غريب وعجيب من قرون الحيوانات .. ولقد أضاع مالا ووقتا كثيرا في الولايات المتحدة بحثا عن الأرنب ذي القرنين ليتوصل أخيرا إلى أنه أسطورة
وكانت المحصلة هذه القاعة التي لن تجدها في أي متحف طبيعي في العالم
كان المحامي يتفحص القرون الملتوية الغريبة لوعل من منغوليا على ما يبدو ويقرأ اللوحات الصغيرة تحت كل قرنين بينما كنت أراجع الكتب السميكة والموسوعات القديمة على رف خزانة خلف مكتب عمي تماما
ويبدو أنني أطلقت صرخة استغراب عالية عندما قال المحامي وجلا :
- ماذا .. ماذا هناك؟
قلت مشيرا لمجموعة كتب :
- متى كان عمي يهتم بالسحر والشعوذة ؟
اقترب المحامي من الخزانة ليرى الكتب التي كنت أشير لها .. مجموعة كتب عن العوالم الماورائية وعبدة الشيطان والسحر .. حتى أن أحدها كان يحمل صورة للشيطان أكثر رعبا من كل القرون الغريبة في القاعة
قال المحامي :
- انت تعرف أن عمك كان قد مرض فترة .. قبل رحيلك مباشرة .. لقد تعب من كثرة السفر ولم يعد قلبه يحتمل .. يبدو أنه اقتنى وجمع كل القرون الممكنة في العالم .. ويبدو أن العلوم الميتافيزيقية كانت هوايته البديلة
رفعت حاجبي دهشة .. عمي يغير هوايته الأبدية .. مستحيل
وفجأة لمحت ذراعا تبدو داخل رف الخزانة حيث جذب المحامي الكتاب الذي كان يتصفحه وقلت بدهشة :
- ما هذا ؟
ثم جذبت الذراع بقوة لنكتشف أن الخزانة كلها كانت تهتز
تراجعنا للوراء وجلين حين غاصت الخزانة في الجدار خلفها قبل أن تنزاح يمينا كاشفة ممرا صخريا ينحدر لأسفل ... هذه البيوت القديمة وأسرارها لن تكف عن إدهاشي
كان هناك زر نور ضغطته فأنارت سلسلة مصابيح الممر الذي يمتد عبر درجات نزلناها أنا والمحامي بحذر و فضول
كانت هناك في الأسفل قاعة صغيرة في نهايتها دولاب كبير .. وبضعة كتب مرمية هنا وهناك في فوضى عارمة
ونجمة خماسية هائلة مرسومة على الأرض مع رموز شيطانية .. رهيبة
أحسست بقلبي ينتفض فجأة كأن يد جليدية عصرته في قبضتها عصرا بينما شعرت بيد المحامي ترتجف على كتفي وهو يقول بتوتر : - لا يعجبني ما يحدث هنا .. هيا نغادر
استجمعت شجاعتي وقلت : - ليس قبل أن نكتشف ماذا جرى هنا
اقتربت من مركز الدائرة الخماسية المرسومة على الأرض بلون أحمر غريب .. وأقسم أنها كانت تتوهج وأنا أعبرها إلى الدولاب الكبير
كنت أشعر برغبة كبيرة وفضول رهيب لفتح الدولاب في نفس الوقت الذي أحسست فيه بأصوات تدعوني ألا أفعل ... فقط لأكتشف أنه المحامي يصرخ بعصبية : - لا تفعل .. أل ترى أن شيئا غير طبيعي حصل هنا
قلت وأنا أكثر توترا لأن أعصابي كانت مشدودة كالزنبرك : - لا تصرخ في هكذا .. ارحل لو كنت خائفا
ولم ينتظر لأتم كلامي فعاد القهقرى وهو يكاد يتعثر في الدرج
بينما تحركت يداي إلى مقبض الدولاب وهما ترتجفان ، أمسكت بالمقبض بقوة وقلبي قد ترك صدري إلى رأسي يدق جمجمتي بقوة وعنق
ثم حسمت رأيي وفتحت الدولاب
............................................................ ......................
لا أذكر ماذا حدث بعدها بالتفصيل .. فجأة وجدت نفسي داخل القاعة الكبيرة أتصبب عرقا والمحامي بجانبي يهدئ روعي ونحن نراقب النيران تلتهم القبو السري ونسمع برعب هائل الصرخات الهائلة المنبعثة من أسفل
صرخات يبدو أنها تنبعث من قلب الجحيم
كان علي أن أفهم ، لحظة رأيت الكتب في الخزانة ، وصورة الشيطان تلك ، أن عمي لم يغير يوما هوايته
هو فقط لما انتهى من قرون الكائنات الحية ، شرع يبحث عن قرون أخرى لكائن أكثر خطورة
قرون شيطان

 
 

 

عرض البوم صور ذ.عبد العزيز أبوالميراث  
قديم 07-05-08, 09:40 PM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2007
العضوية: 31147
المشاركات: 53
الجنس ذكر
معدل التقييم: ذ.عبد العزيز أبوالميراث عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدMorocco
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ذ.عبد العزيز أبوالميراث غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ذ.عبد العزيز أبوالميراث المنتدى : الارشيف
افتراضي القصة السادسة

 

القصة السادسة :
الحمام المحشي



حمام حسب عدد افراد الأسرة
بصل مفروم
6 فص ثوم مهروس
قنص وكبد الحمام مقطعة قطع صغيرة بسكين حاد
أرز أو فريك
سمن او ذبد
ملح وفلفل وكبيبة صينى او جوزة الطيب ومستكة وحبهان وورق لورا وليمونة سوداء
بصلة صغيرة مقطعة أربعة متصلة ببعض
الطريقة
ينقع الأرز او الفريك فى ماء ساخن وينقى الفريك قبل النقع
تقدح الذبد ويضاف البصل الى اللون الأصفر ثم يضاف الثوم وتقلب قليلا 3 دقائق
نضع الكبد والقوانص ونضع الملح والفلفل والكبيبة الصينى او جوزة الطيب
وتقلب جيدا لمدة 10 دقائق ثم ننشل الأرز من الماء ونضعه مع الخليط السابق على النار وتقلب جيدا على نار هادئة لمدة 10 دقيقة
يغسل الحمام بالماء البارد ويزال من فتحة الرقبة الزور ومن البطن الدم وتنظف بحرص الفتحة السفلى حتى لا تنقطع
تقطع الرأس وتترك جانبا
تحش الحمامة بالخليط السابق مكان الحوصلة بالصدر بحيث تنتفخ قليلا ولكن لاتضعى كثيرا جدا من الأرز لأن الأرز سوف يتمدد بداخل صدر الحمامة وتكون عرضة لتمزق الجلد بعد حشو الحوصلة أثنى الرقبة بداخل الجلد للخلف ثم اثنى جلد الرقبة عليه للخلف
احشى البطن وضعى الرأس بعد حشوها حتى تحجزى الأرز وبحرص شديد أدخلى أرجل الحمامة واحدة واحدة بداخل الفتحة السفلى للحمامة
بعد حشو الحمام احضرى ابرة خياطة ونغزى صدر الحمام نغزات سريعة واحدة واحدة حتى تسمحى بدخول المرقة بداخلها ونضوج الأرز وحتى لا تنفجر الحوصلة
ضعى ماء فى قدر على النار والى يبدأ غليان الماءأسقطى الحمام واحدة واحدة الى ان تبدأ غليان الماء مرة اخرى زيلى الريم ثم ضعى البصلة المقطعة والمستكة والحبهان والليمونة السوداء واللورا والماجى
عند نضوج الحمام وأنتفاخ الأرز بداخلها أخرجيه من المرقة وأتركيه يبرد
فى طاسة كبيرة تقدح الذبدة او السمن مع قليل من الزيت وضعى الحمام ليقلى وقلبيه بالشوكة من حين لأخر حتى ياخذ لون واحد وهو اللون الذهبى
يقدم الحمام مع الملوخية او الكشك وتقدم مرقة الحمام ومعها عصير ليمون
وممكن عمل الحمام نىء فى نىء يعنى ممكن تضعى الحشو بدون تشويح على النار ولكننى افضل هذه الطريقة لأن مذاقها احلى بكثير وبالهنا والف صحة

************************************************************ ***

كانت كيو واقفة أمام مرآة الحمام تتأمل الكدمة الزرقاء على عينها
انتهت للتو من وضع الصينية بالفرن معدلة درجة الحرارة على 200 كما يقول كتاب الأبلة نظيرة

كانت كيو خادمة فيليبينية طبعا
وكانت عربيتها ركيكة طبعا

لكن هذا لا يفسر لماذا تعاملها السيدة فتنة بهذا الشكل
لماذا تحطم وجهها وتنفش شعرها كلما راتها

ألأنها كانت تعمل عند طليقة زوجها السابقة

كانت كيو تعيش جحيما يوميا في تلك الفيلا الكبيرة بأحد أحياء الكويت السكنية الهادئة

جحيما يوميا

وكانت لا تنفك ترى تلك الأيام صورا رهيبة من ماضيها ظنت أنه بمجيئها وأمها إلى الكويت قد انطوت للأبد

وكانت مخطئة

قبيلتها في غابات الفيليبين .. الحرب الدموية .. العصابات .. كوخهم القشي يحترق .. ذلك الوغد السمين يعتلي والدتها وهي تئن .. أبوها تفصل رأسه عن جسده وسط ضحكات شيطانية

لقد أخبرتها والدتها وهما يطآن أرض الكويت أن الحياة بعد الآن ستكون جنة

فلماذا تعاني بهذا الشكل ؟

لماذا تقوم بصبر وأناة بأعمال الفيلا الكبيرة وحدها .. وتطبخ .. وترعى الرضيع الصغير في غياب والدته القاسية

وتلقى رغم ذلك من الضرب والشتم والمهانة ألوانا

حتى حمد .. إبن السيدة فتنة البدين ذو السبعة عشر عاما أصبح يزورها ليلا بغرفتها الحقيرة

حين اشتكت تصرفه هذا لوالدته أجابتها بحقارة أكبر :
- وماذا في ذلك ؟ .. هل تفضلين أن يذهب لأخرى تضحك عليه ؟ .. هل تريدينه أن يفسد ؟

لذلك يمكن أن نفهم لماذا صارت صورة والدتها تئن في كوخ القش تلح عليها

فهي تعيشها كل ليلة

كانت كيو تضرب رأسها بقبضتها مرة .. ومرة .. ومرة

لم تعد تحتمل صورتها في المرآة

أصغت السمع قليلا وهي تميل برأسها

لم يعد الرضيع يرغي كطائر الموت

هي تكره هذا الرضيع لأنه لا يحس بما تقاسيه

وتكرهه لأنه إبن السيدة فتنة

السيدة فتنة في النادي الآن مع جاراتها البدينات القبيحات

لذلك يمكنها أن تهرب من الفيلا

جرت بكل قوتها كأنما أدركت تلك الحقيقة الباهرة للتو

جرت وكأنها تهرب من الجحيم حقا

لذلك لم تلاحظ تلك السيارة الجيب التي صدمتها بقوة عند عبورها الطريق

وطار جسدها لحظات كأنه حمامة حرة

قبل أن يسقط محطما تغلفه الدماء


القصة السابعة :

سائق التاكسي


تفحص الدركي أوراق سائق التاكسي ، وألقى نظرة علينا مشهرا نور كشافه في عدائية غير مبررة .. وهمهم بعضنا بكلمات ساخطة وقد فاجأهم النور الباهر .. بينما لزم آخرون ، وبينهم أنا ، الصمت

وأخيرا .. تحركت سيارة التاكسي الكبيرة التي تقلنا ستة من الركاب إلى أغادير .. قادمة من مراكش

كنا متزاحمين كفراخ في قفص .. لكن ذلك لم يزعجني كثيرا وقد خففت هذه الحرارة البشرية بعضا من وطأة البرد في تلك الليلة القارصة
لو فقط أجد حلا لروائح العرق النتنة والأفواه المنخورة التي لا تكف عن التثاؤب في إيحاء مغنطيسي

قال السائق كأنما يحدث نفسه :
- الله ياخد فيهم الحق

وأردف بابتسامة شامتة :
- لقد نال منهم قرصان تارجيست .. أكثر الله من أمثاله

كنت قد سمعت عن قرصان تارجيست .. ذلك الشاب الذي يصور الدركيين أثناء تقاضيهم الرشاوى القسرية من أصحاب السيارات والشاحنات والحافلات .. ويعرض مقاطع الفيديو تلك في موقع يوتوب الشهير .. مما أدى إلى إيقاف ومحاكمة العديد من الدركيين


أذكر بكثير من الأسف وجه سائق تاكسي متدين يفيض النور من عينيه و دركي وغد يستوقفه قائلا بوقاحة لا تتصور :
- وأنت أيها اللحية ؟ .. ألن نتذوق نقودك ؟



أيقضني صوت السائق من شرودي وقد انتبه إلى أنني ما زلت مستيقظا :
- هل تعلم يا سيدي ؟ .. لي صديق سائق تاكسي مثلي يعمل على الخط الرابط بين أغادير ومراكش

نظرت إليه متسائلا فأردف وهو يعود ليراقب الطريق وأنوار السيارات القادمة :
- حدثني هذا الصديق عن حكاية حصلت له حين كان ينقل ركابا من أغادير

عاد يلتفت لي وقد بدأت أظهر اهتماما :
- لاحظ أن احد الركاب كان يتشبث بحقيبته بقوة بين يديه وملامحه تعكس توترا وخوفا كبيرين .. وكان لا يكف ينظر في مرآة السيارة وعبر الزجاج الخلفي

أومأت برأسي أستحثه ليكمل .. فقال :
- لما طال الأمر .. إستفسره صديقي عما يحدث له .. فأخبره أن سيارة بوجو زرقاء تتبعهم مذ غادروا أغادير .. طمأنه صديقي بأنه فقط يتخيل .. إنما هي فقط سيارة لها نفس وجهتهم .. ولتأكيد فكرته .. توقف عند باحة استراحة صغيرة لدقيقة متوقعا أن تتجاوزهم السيارة الزرقاء

نظرت للسائق وقد بدأ الحديث يشدني فعلا وأردف هو :
- لكنها لم تفعل .. وتوقفت على مقربة منهم

وصمت لحظات طويلة وهو يقود السيارة ليقطع منعرجا خطيرا .. على نحو أثار في الغيظ وجعلني أتحرق لمعرفة تتمة القصة

عاد يقول :
- هنا انتقل القلق إلى صديقي فعاد إلى الطريق وهو يفكر كيف يتصرف .. أخذ يراقب راكبي السيارة الزرقاء بين الحين والآخر عبر مرآة السيارة الجانبية .. كانوا أربعا أو خمسا
وعلم من الراكب الخائف أنهم كانوا يتبعونه مذ خرج من احد المصارف بمدينة أغادير حيث سحب مبلغا كبيرا من النقود
كانت أقرب نقطة مراقبة للدرك على بعد كيلومترات لذلك ضاعف صديقي من سرعة السيارة وهو يرى بخوف أن أحد راكبي السيارة المطاردة يحمل بندقية

قلت مشدوها :
- ومن بعد ؟ ..

أجاب وهو يتجاوز شاحنة تتوزع المصابيح عليها كشجرة عيد الميلاد :
- يمكنك أن تتخيل ما حدث .. السيارة الأخرى تزيد من سرعتها محاولة اللحاق بالتاكسي ..ثم تتراجع مع اقتراب التاكسي من نقطة الدرك

والتقط نفسا عميق وهو يعقب :
- ترك صديقي زبونه عند رجال الدرك بعد أن حكى لهم القصة .. وأكمل سيره نحو مراكش وقلبه غير مطمئن تماما

نظرت له مستفسرا فأجاب :
- كان هناك ثلاثة دركيين فقط .. وتصور المعركة بين اللصوص المسلحين والدركيين .. لن ينجو زبونه حتما

حين وصل إلى مراكش بعد نصف ساعة أخطر الشرطة واصطحبهم إلى المكان على الفور

وتصور ماذا وجدوا ؟

قلت بتوتر :
- ماذا ؟

أجاب بأسف :
- وجدوا أحد الدركيين يغسل خنجرا من الدماء في ترعة صغيرة

وأردف وهو يرى علامات الهلع على وجهي :
- نعم لقد ذبحوه كالنعاج .. تصور صديقي أنه ترك الزبون المسكين في مأمن .. ولم يدرك انه تركه بين يدي شياطين فعلوا به ما لم يكن اللصوص ليفعلونه


القصة الثامنة :


عشرة دراهم

" ما الذي يفعله بالضبط ؟ "

يتردد السؤال في ذهنها وهي تراقبه بخوف
هادئا كان يداعب (تامر)
يخرج قطعة نقدية من جيبه
عشرة دراهم
قطعة على شكل حلقة صفراء تحيط بقرص أبيض
حين رأتها شعرت بقشعريرة باردة تعبر جسدها كتيار قوي
يقذف بالقطعة في الهواء ليلتقطها على ظهر يده
ويقول لإبنهما (تامر) :
- ملك أو كتابة ؟
تشد على أسنانها بغيظ وألم
هو يفعل هذا عن قصد
يعذبها به
لم يتبادلا الكلام و لا مرة .. إنه حتى لم ينظر إليها
كما لو كان يتجاهل وجودها من الأساس

على طاولة الغذاء كان ينتظر
طفلهما (تامر) بين ركبتيه
تضع الأطباق على المائدة وهي لا تكف تراقبه بنفس الذعر
يضحك بفرح غريب مع (تامر)
يداعبه كما لم يفعل من قبل
ويخرج القطعة النقدية من جديد
على المائدة الخشبية المصقولة .. يدير القطعة بسبابته وإبهامه
وتدور حول نفسها القطعة النقدية
تدور..
تدور..
تزداد سرعتها مع كل دورة..
وتزداد..
وتزداد..
وهي تقوم بحركة لولبية فوق سطح المائدة..
قبل أن تتهاوى فجأة..
للصوت المعدني في أذنيها وقع مختلف..
رنان..
مؤلم..
يتناولان الغذاء دون أن يتبادلا كلمة
ينقل الطعام إلى طبق تامر بنفسه ويحثه على الأكل
مستمرا في تجاهلها

كانت تحترق من الداخل ببطء
وألم
ترى (تامر) وكأنه يتجاهلها بدوره
ألم يجد ضالته في صحبة أبيه؟
وهو الذي كان يعاني من فقدانه صحبته كثيرا
الآن هو معه طوال الوقت
لم تعرف كيف لم يذهب للشركة منذ خمسة أيام متتالية
لكنها استنتجت أنه طلب إجازة
ربما لأول مرة في حياته يطلب إجازة
تتساءل كيف سيمر اليوم وهما على هذه الحال؟
منذ خمسة أيام وهو على هذا الحال معها .. لا يغادر الشقة
يراقبها
يلهو بالقطعة النقدية .. ومع (تامر)
يعذبها
ينتقم .. منها
كانت ترتجف لفكرة أنهم على موعد الليلة مع عائلتها
موعد الزيارة الشهرية لعائلتها
ما يعني أن عليها أن تعد طعام العشاء للعائلة
أبوها .. أمها .. أخوها .. زوجة أخيها..
لم ترد أن تطلب منه نقودا لشراء بعض الأشياء ..
لكنه فهم ما تفكر فيه

على طاولة المطبخ رأت المصروف الذي تركه هناك وهي تغسل الأطباق
المبلغ كله بقطع نقدية من نفس القيمة والنوع
عشرة دراهم
تراجعت بذعر لمرأى القطع النقدية
لن تحتمل هذا بعد
أرادت أن تبكي
أن تصرخ
لكن الدموع أبت أن تفر من عينيها
وكتمت صراخها بقوة القهر

نادت البواب ليشتري الحاجيات وعادت لتقوم بتنظيف الصالون

بينما هو كان يلهو مع (تامر) على جهاز اللعب في غرفته

كان ضحكات الفتى تصل أذنيها
فتتعذب
تحترق حية كأنها في جحيم حقيقي

كان مائدة العشاء معدة على أحسن ما يكون الإعداد
وكان الجميع سعيدا .. نشيطا .. باستثنائها هي
حتى هو
يتحدث مع أبيها بحميمية غريبة ..
وكأنه يسخر منها
طبعا هو يسخر منها

لاحظ أخوها أنها ذابلة .. شعر بمعاناتها
لكنه لم يعرف كيف يتصرف
" لن يستطيع فعل شيء " .. قالت لنفسها
في وقت ما من العشاء .. أخرج زوجها القطعة النقدية
هنا جمدت مكانها من الرعب
تحول قلبها إلى مضخة قوية تضخ الماء المثلج في عروقها
تعلق كيانها كله بشفتيه
سأل ببراءة موجها كلامه لأبيها :
- هل تعرف يا عماه لماذا تبدو قطعة النقود وكأنها تدور بطريقة متسارعة على الطاولة ؟

وأعقب قوله بأن أدار القطعة المعدنية بسباته وإبهامه على السطح المصقول للمائدة

قال الأب وقد اندهش للسؤال :
- لا ... ربما لأنه خداع بصري؟

هز هو رأسه نفيا وقال بابتسامة :
- أخطأت يا عماه .. ليس بخداع بصري

كانت القطعة تدور حول نفسها متسارعة وراسمة مسارا لولبيا على الطاولة قبل أن تسقط فجأة بين الأطباق

وقال وقد جذب انتباه الجميع ..
واستغرابها الفزع :
- من العجيب أن يقف العلم حائرا أمام ألغاز فيزيائية بسيطة كهذه .. نفس العلم الذي اخترع القنبلة الذرية .. وأوصلنا إلى القمر ..

قال أخوها بفضول :
- أرني القطعة ..

وعاد يدير القطعة على سطح الطاولة والجميع يتابعها باهتمام غريب .. كانت القطعة تدور
وتدور
وتدور
ثم تسقط فجأة دون إنذار
وبينما ترتسم على ملامحهم علامات الإستغراب كمن يكتشفون شيئا جديدا
كانت هي تحترق
لم تعرف ما الذي يفعله بها بالضبط لكنه ينجح

وقال وقد سلب انتباه عائلتها كلهب شمعة يجذب الحشرات الليلية :
- في أبريل سنة 2000 قام الفيزيائي الإنجليزي (كيث موفات) بنشر أول دراسة نظرية حول دوران قطعة نقدية معدنية على سطح أفقي .. ولاحظ أنه لو لم يكن هناك فقدان للطاقة فنظريا لا تتوقف القطعة العدنية عن الدوران لأن سرعتها ستبقى ثابتة
ولكن .. في الواقع فالقطعة تدور بسرعة أكبر شيئا فشيئا أثناء حركتها على الطاولة قبل أن تتوقف بغتة .. استنتج( كيث) بأن هناك فقدان للطاقة .. وبوساطة حسابات ميكانيكية بين أن تلاشي طبقة الهواء المحصورة بين القطعة والطاولة كاف لتفسير الظاهرة
ستة أشهر بعد ذلك .. فندت فرضية (كيث) .. عندما قام الباحث الأمريكي (جير فان دير انج) بإعادة التجربة في الفراغ ولخص إلى أن وجود الهواء أو انعدامه لا يؤثر على الحركة الدورانية

كان الجميع يتابع درسه كمن يستمع لحكاية مسلية .. لم لا .. بعض الفيزياء لن يضر أحدا

أما هي فكانت تشعر بالقهر ..
وتكتم في صدرها
هذا كان واضحا في حركتها العصبية والهيستيرية وهي تضرب بالشوكة والسكين طبقها بعنف
لكن أحدا من عائلتها لم ينتبه لها

وانغمسوا في حديثه العلمي الغريب :
- منذ ذلك الوقت نشأ ميدان جديد في علم الديناميكا .. وأخذ الجميع يحاول وضع خاتمة للقصة
بين الفيزيائيان الأمريكيان (ألكسندر) و(كيرك ماكدونالد) في نهاية 2000 ، وبافتراض أن القطعة تدور على السطح الأفقي ولا تنزلق ، أن الاحتكاكات الداخلية تفسر نظريا الملاحظات التجريبية
وفي فبراير 2001 قام البولونيان (ألكسندر ستانيسلافسكي) و( كاتارزينا فيرون) بتحليل الطيف الصوتي الناتج عن دوران القطعة لكنهما لم يتوصلا لشيء جديد
وأخيرا في فبراير 2002 افترض الفيزيائيان الأمريكيان (باتريك كيسلر) و(أولوفر أوريلي) ، بحسابات معقدة ، أن تشوهات القطعة النقدية والسطح .. عوامل لا بد أن تؤخذ أيضا بعين الإعتبار
بعد هذا كله .. لا زال العلم حائرا .. عاجزا عن إيجاد حل نهائي للغز ..
لكنه ، كما اعترف كيرك ماكدونالد ، لابد أن يكون حلا معقدا جدا.

بعد نهاية كلامه .. كان الساعة الحادية عشرة
وكانوا جالسين في الصالون بعد أن شربوا الشاي

وكانوا يتبادلون الأنظار لبعضهم البعض
سألتها أمها عن سكوتها الغريب فأخبرتها أنها مرهقة فحسب
لكنهم كانوا يعرفون أن شيئا ليس على ما يرام مع زوجها
وكانت خائفة من أن يتكلموا معه بشأن هذا
لذلك تظاهرت بالنعاس
هنا .. قام الأب معلنا على رغبتهم في المغادرة
ورافقهم هو حتى باب العمارة
تبادل الأب كلمات مع الزوج وهي تراقبهم من نافذة الشقة التي ترتفع إحدى عشر طابقا
تراقبهم بتوتر
وخوف
حين عاد هو .. اطمأن على أن تامر ينام بعمق .. وقصد غرفة الضيوف ليطفئ النور من فوره
بينما هي تنظف الأطباق في المطبخ وتفكر في ما يجب أن تفعله
كانت تبكي بصمت
بحرقة
وبدأت ترى الوجود كله من حولها كأنما يعاقبها
حين نظفت المطبخ جيدا
مرت أمام غرفة ابنها
فتحت الباب
ألقت نظرة على تامر النائم كملاك
ذرفت المزيد من الدموع بصمت
وخرجت ..
من الشقة.

كان الخارج باردا والنيل كئيبا كأنما يناديها لتنفذ ما عزمت عليه
وكانت تقف كالمحطمة على طرف الكورنيش
والريح الباردة خلفها تدفعها بخفة
هي أيضا تقدم لها دعما إضافيا

على الصفحة السوداء للنيل
والأنوار المتلألئة على سطحه كمئات القطع النقدية

وقبل أن ترمي نفسها

رأت كل شيء

رأت نفسها مع عشيقها في غرفة النوم وزوجها يدخل فجأة عليهما

لم يفعل شيئا
لم يقتلهما
أو يتصل بالشرطة

بقي ثابتا يرمقها بغضب

هي

هي فحسب

أمر العشيق بأن يغادر

لكنه استوقفه قائلا :
- انتظر .. لقد قضيت وطرك منها .. ادفع لها

اندهش العشيق ونظر للزوج بخوف قبل أن تمتد يده لحافظة النقود بتوتر ويخرج رقة مالية

لكن الزوج فاجأه :
- هذه مجرد مومس رخيصة .. ماذا تفعل ..؟؟ .. عشرة دراهم وحسب

عشرة دراهم

أعطى العشيق الدراهم لعشرة للزوج وغادر غير مصدق

عشرة دراهم

كل ما تساويه

عشرة دراهم

 
 

 

عرض البوم صور ذ.عبد العزيز أبوالميراث  
قديم 18-05-08, 10:25 AM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2007
العضوية: 31147
المشاركات: 53
الجنس ذكر
معدل التقييم: ذ.عبد العزيز أبوالميراث عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدMorocco
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ذ.عبد العزيز أبوالميراث غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ذ.عبد العزيز أبوالميراث المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

القصة التاسعة : لأنني أحبك

لطالما أحببتك
لكنني لم أجرؤ يوما على مصارحتك بمشاعري تجاهك
مذ كنا في الثانوية .. إرتبط عقلي وقلبي بك
صرت متيما إلى درجة أن الوجود كله بالنسبة لي إختزل في رغبة واحدة وحيدة هي حبك
إفترقنا .. واخترت أنت كلية الهندسة .. وأرغمني مجموعي على دخول كلية مختلفة .. لكن قلبي وفكري بل وجسمي كله كان معك أينما تواجدت
أنا آسف لمصير صديقك سامي الذي وجدوا جثته بالنيل .. لكنه لم يع عواقب تقبيله لك على الكورنيش ذات ليلة
ليلى لم تكن لتسخر منك في تلك السهرة بالمرقص .. لذا لن يلومني أحد لأنني إعتصرت رقبتها في سيارتها الصغيرة

صدقيني انا أحبك

ولأنني أحبك فلن أجعل مخلوقا يمسك بسوء أو يستغلك في شيء

سأقتلهم جميعا

لم يكن على حماي العزيز .. والدك الفظ .. أن يلكمك في عينك اليمنى لأنك تأخرت يوما بالليل حتى ساعة متأخرة .. لهذا انفجرت سيارته نتيجة عطب في الفرامل

أخوك .. أخوك الصغير .. ذلك التافه .. يعاتبك على خروجك مع زميل لك في الشارع .. من هو ليعاتبك على شيء ؟ لي وحدي الحق في ذلك .. ثم .. لماذا يلعب في الشارع تحت الأعمدة الكهربائية وأسلاكها العارية لا تكف عن التساقط

زميلك وجدوه في شارع مظلم مطعونا بألف خنجر .. ألم يكن السبب في تعرضك للعتاب ؟

صدقيني لم ولن أحب غيرك

لذا .. منطقيا .. لم ولن يحبك غيري

معيد الجامعة ذلك السافل .. صارحك بحبه دون أن يدرك أن هذا يصيبني بالجنون لدرجة أنني بعد أن انتزعت لسانه من الجذور .. سلخت وجهه قبل أن أرمي جثته للكلاب السعرانة بالمقطم

عليهم أن يكفوا عن مضايقتك .. لأنني لن أسمح لهم .. ولن أسامحهم
ضابط الشرطة .. ذلك البدين الذي كان يستفسرك كلما وقعت جريمة قتل .. وكأنك .. أنت الملاك الرائع الرقيق .. مجرمة عديمة الإحساس

لقد أفرغت طلقات مسدسه الميري في بطنه الكبيرة .. فلن يزعجك بعد

آه كم أحبك

واليوم .. ميعادنا .. حبيبتي ..

أرسلت لك أخيرا رسالة كتبت فيها رغبتي في التحدث إليك .. ومصارحتك بالحب الذي زرعته بذرة في قلبي .. فنما وترعرع سنوات حتى صار شجرة توزعت فيها الغصون

على الكورنيش أنتظرك ..

أرتجف رعبا كما لو كنت طفلا صغيرا خائفا من العقاب

نفس هذا الطريق كنت تجتازينه صغيرة نحو الثانوية القريبة هناك ..

أكاد أراك بالظفيرتين الطويلتين .. والتنورة الزرقاء القصيرة الرائعة

يتعرق جبيني وأشعر بالبلل في يدي كأنني أمام امتحان صعب

هل تلقيت رسالتي ؟؟ .. هل قرأت ما في تلك الورقة البيضاء؟؟

طبعا لا .. فلم أجرؤ على كتابة شيء

أنا خائف من ردة فعلك .. خائف ومرعوب بشدة من أن تقولي لا

لماذا لم تحضري في الموعد ؟؟

النيل تحت يناديني ليخلصني من هذا العذاب .. هو وحده .. يؤكد .. يفهمني.

وداعا حبيبتي

 
 

 

عرض البوم صور ذ.عبد العزيز أبوالميراث  
قديم 18-05-08, 10:27 AM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2007
العضوية: 31147
المشاركات: 53
الجنس ذكر
معدل التقييم: ذ.عبد العزيز أبوالميراث عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدMorocco
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ذ.عبد العزيز أبوالميراث غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ذ.عبد العزيز أبوالميراث المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

القصة العاشرة : أخيرا

ترينها أمامك مهشمة العظام على الأرض
بركة واسعة من الدماء المتخثرة تحت رأسها الذي تفجر المخ أبيضا من جانب منه بين خصلات شعر أشقر لطخته الدماء الحمراء فأعطته لونا إضافيا

على الأرض كانت .. مهشمة العظام ..
والصورة تبعد شيئا فشيئا ..
تحطمت ركبتها اليمنى .. ففقدت الساق اتجاهها الطبيعي .. واتخذ ذراعاها وضعين غريبين

أنت من رماها من فوق .. من هناك .. من الطابق العاشر

كانت بمنامتها الحريرية البيضاء على وشك الإستغراق في نوم عميق حين أبيت إلا أن تغرقيها في نوم أشد عمقا

للأبدية

لا تهم الأسباب .. فالموت واحد

هل تعذبت ؟؟

باستثناء الصرخة الرنانة التي فجرتها حنجرتها وهي تهوي من عل

فموتها كان سريعا .. عنيفا .. مفاجئا .. مــ .. مريحا

لماذا تظنين ذلك ؟؟

لأنك تحررت أخيرا من جسدها وها أنت ترتفعين إلى أعلى تتألقين بنور باهت كما يحق للأشباح أن تتألق

 
 

 

عرض البوم صور ذ.عبد العزيز أبوالميراث  
 

مواقع النشر (المفضلة)
facebook




جديد مواضيع قسم الارشيف
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 10:31 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية