::؛::
قالوا .. فاقد الشي لا يعطيه .. يمكن هالكلام صحيح وينطبق على الأشياء المادية .. لكن هل ينفع نطبقه على المشاعر والأحاسيس .. لأ .. مصدر الأحاسيس والحنان والمحبة داخلي .. نبع خلقه الله سبحانه .. وما يجف إلا بأمره .. يعنى لو ماحصلت بيوم من حن عليك .. مهوب معناه أن قلبك صخر ما يعرف يحن على الغير .. لو أحد حرمك الحنان والمحبة .. يبقى فى قلبك كنز منها .. ينتظر اللي يستاهله .. الدنيا أخذ وعطا .. وما يتوقف نصيب الأنسان إلا إن توقفت أنفاسه ..
::؛::
الجزء التاسع عشر
مرّت الأيام .. والعلاقه بين ماجد ومها فى هدوء .. صحيح تغيرت معاملة ماجد لمها شوي .. لكن للحين القلوب بعيدة .. مها اندمجت فى حياتها الجديدة .. وكانت تشوف تغيرات بنتها الجوري وراحتها فى ظل والد يراعيها ويهتم فيها .. لو شككت مها فى مشاعر ماجد صوب اى شي مستحيل تشكك فى مشاعره واحساسه صوب الجوري .. مها حاولت تعدل علاقتها مع ماجد .. برغم تجاهله لها كانت قايمه بواجبه على أكمل وجه .. ملابسه يلاقيها معلقه ومبخره فى الكبت .. غرفته وحمامه نظاف .. بيته هادى ومريح للعين والقلب .. تعاملها معاه بكل أدب واحترام .. لكن بقت بينهم فجوة كبيرة .. واللى ماقدرت تتجاوزها مها .. ولا حتى تفكر انها تتجاوزها .. كل اللي تبيه انها تعيش مع بنتها بهدوء وسلام ..
حتى لو كان على حساب مشاعرها كزوجة ومره قبل كل شي .. تجاهلت الحب اللى كان فى صدرها يكبر يوم ورا يوم .. برغم قسوته كانت مشاعرها مثل جذور النخيل .. اللي كل ما صادفت حجر والا جفاف .. تعمقت أكثر في قلب الأرض .. عسى تلقى الماء اللي يرويها ..
ماعمرها شكت فى نظرتها لماجد .. وبرغم أنها ما تصادفت معه واجد يوم كانت مرة اخوه .. بس معرفة ماجد وش يمثل لأهله واللي سمعته منهم ومن غيرهم عن شهامته وأخلاقه ورجولته تخليها تحاول مره وثنتين وعشر .. عشان تكسب القلب الطيب اللى ينبض فى صدره .. تكسبه زوج لها يحميها من غدر الزمن .. وتكسبه الجوري أبو عوضها به الله سبحانه عن أبوها اللي راح بخيره وشره .. وهذا اللي يستاهل التضحيه عشانه ولو على حساب كرامتها .. وكلام موضى صحيح .. لو ماحرصت عليه بيضيع من ايدي ..
حياتها مع بيت عمها كان يشوبها التوتر شبه اليومي .. كانت سالفة انهم يتغدون مع بعض بشكل يومي ترهق أعصاب مها .. عمتها شكلها للحين ما بلعتها .. ونوف واضح رد فعلها .. وزين انها أغلب الوقت تتغدى فى حجرتها .. ترّيح وتستريح .. روضة بس اللى كان وجودها يريح مها ويخفف عنها ..
فتحت مها باب قسمها وهى تشيل الجوري على يدها .. " اووف .. وش ذا الحرَ .." نزلت الجوري اللى كانت مغطيه راسها بفوطة عن الشمس .. وحذفت عبانها ونقابها على الكرسي .. حتى الحرّ له ريحه .. قالت مها فى نفسها وهى تلمس العباه الحارة وتحس بوهج حرارة الشمس فيها .. خذت العباة والشيلة والنقاب وحطتهم فى سلة الغسيل فى المطبخ .. ورجعت للصاله وخذت بنتها وطلعت فوق ..
" تغديتوا .." سألها ماجد من فوق الدرج وهو يشوفها طالعه هى والجوري .. " ايه الحمدلله .." ردت عليه بهدوء .. وهى تتذكر نظرته لها يوم دخلت الصالة هى والجوري قبل ساعه .. سلّمت ودنقت تحب راس عمها وعمتها .. ومسته بالخير وما رد عليها .. " هاتيها .." مد ايده للجوري يوم وصلت فوق يبي ياخذها .. مدت البنت له بهدوء ومرت من جنبه ودخلت غرفتها .. كانت تسمعه وراها يلاعب الجوري .. دخلت الحمام تغسل وجهها وترتب الكحل اللى سال من الحر .. غيرت جلابيتها ولبست لها روب قطن ناعم .. كان راسها يعورها وتبي بس تاخذ الجوري وترقدها عشان تقيل لها شوي .. تعطرت بشكل خفيف وحطت على راسها جلال وطلعت .. سمعت صوتهم جاى من حجرة ماجد .. دخلت عليهم .. كان ماجد راقد على السرير والجوري تلعب جنبه بجواله .. دخلت " ماتبي تقيل .." سألته .. التفت لها وهو يبتسم " وهى بتخليني اقيل .." رد عليها وهو يأشر على الجوري .. رقص قلب مها وهى تشوف ابتسامته " الجوري .. قومى يالله عشان نرقد .. " وجهت كلامها لبنتها .. " مابي .. باردد عند مادد " عيت الجوري تطلع .. ضحك ماجد يوم سمع ردها .. " شفتي .. قلت لس .. " شبك ايديه تحت راسه وهو يشوف مها " ماعليك منها .." التفتت على بنتها " تعالى معى ترى عندى حلاوا .. " حاولت مها تغريها عشان تقوم .. " لأ .. ديبيها هنا .. " دت بنتها بذكاء .. " لا هنا بتوصخين سرير ماجد .. بعدين بيهاوشنا .. " مدت مها ايديها لها عشان تشلها .. الجوري قامت ترافس ماتبي تروح معها .. " مسك ماجد ايد مها عشان تفكها " خلاص يا بنت الحلال خليها تقيل عندي .. " قال لها بهدوء .. " لازم اغير لها " ردت مها وهى تحس بمسكته قيد نار على ايدها .. " هاتي ثيابها هنا وغيري لها .. " انحرجت مها من مسكته لايدها وطلعت بسرعه .. جابت ملابس الجوري وغيرت لها .. ودخلت الجوري الفراش جنب ماجد وهى فرحانه .. لفت مها وراها تبي تطلع .. " وين بتروحين .." سألها ماجد بسرعه .. " باطلع اخليك تقيل .. " لتفتت عليه وهى ترد ..ا " وبنتس ذي من بيقعد عندها .. تعالى يابنت الحلال انا تعبان وراسي يعورني .. ارقدى جنبها لين ترقد وبعدين اطلعى .." رقد على جنبه وهو يشوف الجوري .. ترددت مها اللى كانت تعبانه ومافيها حيل تتكلم.. حطت ملابس الجوري على الكنبه ولفت من الجهه الثانيه عشان ترقد جنب بنتها .. دخلت تحت اللحاف .. وكان صعب تعطي بنتها ظهرها .. لفت عليها الجوري واندست فى صدر أمها .. كان ماجد يراقبها بهدوء .. مها حست أنها مستحيل ترقد بالوضع الغريب هذا .. غمضت عيونها وهى تحس أن ماجد يطالعها .. وهالشي سبب لها قلق كبير .. حاولت تتذكر لو على شفايفها روج والا لأ .. حست برغبه تحك خشمها .. بس ماتجرأت .. عشان ما ينتبه لها ويدرى أنها واعيه .. كان ماجد يدقق بهدوء فى ملامح مها اللى راقده قدامه .. ما يفصله عنها الا جسم الجوري الصغير .. لو مد ايده قدر يلمس خدها .. وهدب عيونها .. وخشمها .. وشفايفها المسكرة بقوة .. تبي توهمه أنها راقده .. ابتسم وغمض عيونه ونسى كل شي الا أنها جنبه ..
::
::
::
يوم الخميس كان عندهم عشا .. أخت نورة وبناتها بيجون يتعشون عند بيت عمها .. وقررت مها تسوي لهم نوع سلطه ونوعين حلويات .. كتبت اللى تبيه .. واتصلت فى ماجد .. " السلام عليكم .." .." وعليكم السلام " .. " ماجد بغيت اغراض " .. " وش اغراضه .. " .. " أغراض للمطبخ .. بيت خالتك بيجون يتعشون عندنا بكره .. وبغيت اغراض عشان أسوي لهم حلا " .. " زين برزي عمرس عقب صلاة العشا باجي اخذس " قال لها بسرعه بدون ما يناقشه واجد .. " مافيه داعي .. الاغراض شوي .. اعطيهم الدريول وهو يجيبهم " اقترحت عليه .. " لأ .. بنروح كلنا عشان الجوري تستانس لها كم يوم ماطلعت " رفض بصوت قاطع .." زين " ردت مها .. سكر الخط بدون ما يقول حتى مع السلامة .. شكّت مها اصلا أنه سمع كلمتها الأخير ..
جهزت مها نفسها ولبسّت الجوري .. كان قلبها يدق لانها أول مره بتطلع معه عقب ماتزوجوا .. وقفت قدام المرايه تشوف شكلها .. كانت عيونها محدده بكحل خفيف وشفايفها عليها روج لحمى فيه لمعه .. شعرها مرفوع بالعضاضه .. رتبت قذلتها .. كان عليها بلوزة حرير بيج بشرايط خفيفه سودا .. وتنورتها لونها بيج مموج بأسود .. لبست لها ساعه سيرها جلد أسود .. وخذت شنطتها وعباتها ونقابها ونزلت مع الجوري تحت ينتظرون ماجد ..
شوي وصاح جوالها وكان ماجد .. طلعوا له وكان عند الباب .. فتحته وسمت باسم الله وركبت الجوري وركبت .. " السلام عليكم .. " سلمّت عليه .. " وعليكم السلام .. رد ماجد اللى كان يمد ايديه ياخذ الجوري ويقعدها فى حضنه .. مسكها بيد وبالثانيه مسك الدركسون ولف .. " هاتها عنك عشان ما تلهيك " مدت مها ايديها عشان تاخذ بنتها .. " خليها شوي تساتنس ولمن وصلنا للشارع العام عطيتس اياها " رد ماجد وهو مركز على الطريق قدامه .. كانت الجوري تضحك وتسولف على ماجد .. ولما وصلوا للشارع عطاها مها مثل ما وعد .. ورفع عيونه وشافها .. دقق فيها النظر ومها شافته اول مره وعقبه انشغلت تعدل قعدة بنتها في حضنها .. رجعت تلف عليه شافته للحين يطالعها " وش فيك ؟ " هى تذكر ان نقابها نظيف ومكوي .. وش قاعد يشوف فى وجهي .. " مافيني شي .. بس بتطلعين معي كذا .؟؟ " سألها بأستغراب .. دنقت مها تشوف شكلها فكرت انها ناسية شي والا لابسة شي غلط .. " وش فيه شكلى ؟" سألته .. " مافيه شي .. بس عيونس ظاهره .." رد بكل بساطه .. " وشفيها زين " سألته بتعجب وهى للحين مهب فاهمه وش يقصد .. " مافيها شي بس نزلى شيلتس على عيونس أستر " قال لها كذا وصد عنها يسوق .. نزلت مها عيونها وغصتها العبرة .. سحبت شيلتها شوي وغطت عيونها وهي في قلبها تقول هذى اخر مره اروح معك .. لا والله والعيون عيون سميرة توفيق من العازة هذا لو هى مرسومه بالكحل كان وش قال .. مدت الجوري يدها للراديو تبي تشغله .. وفهمها ماجد وشغل لها الاف ام وكانت اليسا تغنى بصوت حنون ..
لو ماتجي
لو ماتجي عا نوم عينيي.. وبأيدك تهز الغفا
توعي الحنين اللي فيي.. اللي كان ع البعد انطفى
لو ماتجي
صالحتني مع هالدني .. رجعتني للولدني
طفلة زغيرة مشيطنة ..ع الارض عم تركض حفا
قبلك قلبي كان .. شجرة بلا عصافير
جنة بلا الوان .. فراشة مافيها تطير
غيرت الزمان .. وبدلت البرد بدفا
لو ماتجي
لو مالهوى يمرق ع بابي .. ويمحي بنسماتو الضجر
كنت رضيانة بعذابي .. لاهم حب ولاقمر
لو مالهوى
علمت قلبي ع الحكي .. نسيتني كيف البكي
ومسحت دمعة ملبكة ..ع رموش تعبانه سهر
تغرغرت عيون مها بالدمع .. كانت تسمع الأحساس اللى تتمناه واللى فقدته بحياتها كلها اللي قبل واللي اللحين .. تسمع الحسرة وحجم الخسارة اللى عاشتها واللي للحين تدفع ثمنها .. ليته ما رجع ولا جا .. بين ايدينى ومحرم عليّ .. وفوق هذا وذاك سوء ظن وقسوة بدون سبب .. كل اللي سويته له ما أثر فيه ولا حرك في قلبه شي .. ذابت دموعها فى النقاب .. وباقي الدموع نزلت بجوفها .. بلعتها عشان ما يحس فيها ..
كان يفكر في عيونها .. معقوله ماتعرف وشكثر عيونها حلوة .. لا وبتطلع كذا لكارفور وبالليل .. المفروض ما تكحّل عيونها .. عيال الحرام من يشوفون سواده لحقوها كيف وهى متكحله والا متعطره .. حاول يشّم ريحة عطرها بس ماقدر .. كانت خفيفه واجد .. زين بعد ما تسبحت بالعطر .. غابت صورتها هذي وحضرته صورتها أول مره شافها .. حاول يتذكر ملامحها عدل بس للأسف ماقدر كانت الصورة مشوشة .. تلاشت شوي شوي وحل مكانها صورتها وهى عروس .. ملامحها الناعمة رجفت ايديها يوم قعد جنبها .. رمشة عيونها السريعه وتوترها الواضح .. خوف والا رهبة والا ايش بالضبط .. كم مرّ على ذاك اليوم .. اسبوعين .. ثلاثه .. شهر .. سبحان الله ماسرع ماتمر الأيام والواحد مهوب حاس .. لها شهر جنبك وما لمستها ..!!! ما اقدر .. بعد كل هذا وماتقدر .. ولو قدرت .. عمرها ماكانت لي .. وبيتم اللي صار جدار كبير بيني وبينها .. مستحيل تلمسها الا وتتذكر أن أخوك لمسها قبلك .. أخوك اللي ظلمها وظلمك ..
وصلوا لكارفور ونزلوا كلهم .. خذوا عربانه ودخلوا .. تذكر ماجد آخر مره كان فيها هنا يوم ضاعت الجوري انقبض قلبه ومسك ايدها بقوة .. ومشوا سوا في كارفور بين الممرات .. تملل ماجد وهو يدور ورا مها .. مسكته الجوري وجرته صوب قسم الألعاب .. تردد ماجد يخلي مها لحالها .. " باروح مع الجوري اخذ لها لعبه .. لاتروحين بعيد زين .. " رفعت مها راسها له مستغربة " ان شاء الله .." قعدت تطالعه لين اختفى في الجهة الثانية .. يعنى وين بأروح .. والا مفكرنى بأطق منه .. رفعت شيلتها عشان تقرا الورقة الل في ايدها ورجعت تمر على الرفوف تاخذ الأغراض اللي تبيها .. وما انتبهت للي كان يمشى وراها بهدوء ..
خذا ماجد الألعاب اللى اختارتها الجوري ومسك ايدها ورجع معها يدورون مها .. وهو يمشى بسرعه قبل يوصل للمكان اللي تركها فيه .. شاف زول يشبه زولها رجع بسرعه يتأكد .. وكانت واقفه وجنبها واحد يكلمها .. أظلمت الدنيا فى عيونه .. سحب الجوري بلا شعور وهو يمشى صوبهم .. كانت مدنقة تلعب بالجوال .. من شافه الرجال اللى واقف وراها انسحب بسرعه .. " خلصتي " صرخ فيها ماجد .. فزّت مها من الروعه .. والتفتت وراها تشوف لو فيه أحد .. " اي خلصت .. " .. قط الأغراض اللي بيده فى العربانة وبدون سبب مد ماجد ايده لجوالها وسحبه وحطه فى مخباه " قدامي .." قال لها وهو يعض على ضروسه .. " شفيك .." سألته .. " ماتقولين خلصتي .. قدامي .." كرر كلامه بنفس القسوة .. " ليش خذيت جوالي .." سألته وهى واقفه قدامه بتحدي .. " الرقم مهوب أنا اللي مطلعه لس ؟؟.. " رفع حواجبه لها وهو يرد .. مشى قدامها وايده فى ايد الجوري .. وقفت وراه مستغربة تصرفاته .. رجع التفت عليها واشر لها بدون صوت انها تنزل شيلتها على عيونها وصد عنها يمشى صوب المحاسبين .. عدلت شيلتها وسحبت العربانه بهدوء ومشت وراه ..
::
::
::
دخلت نوف حجرة روضة اللى كانت مشغله اغاني على اللاب توب حقها وهى تدور لها شي في الكبت .. دخلت وقعدت على طرف السرير بدون صوت .. التفت روضة وفزت يوم شافت أختها " بسم الله الرحمن الرحيم .. أنتي ماتعرفين تدقين الباب ؟؟ " سألتها بضيق .. "الباب كان مفتوح .." ردت نوف ببساطه .. صدت عنها روضه تدور .. " رويض .." نادتها .. " خير .." ردت روضه بدون ما تلتفت لها .. " خلاص زين .. الى متى وأنتى زعلانه .." .." مانى بزعلانه .. تبين شي ثاني .." ردت روضه وهى للحين تدور فى الكبت .. " رويض .. ترى مافي البيت الا انا وانتى .. بتطولين وانتى مطنقرة .." .. ماردت روضة " اسفه .. زين .. بس ترى انتى اللى خليتينى اسوي كذا .." .. التفتت لها روضة " نوف .. ترى والله ماحد مخرب عليس غيرتصرفاتس .. انتى تغيرتي واجد .. ولسبب مايستاهل .." .. وقفت نوف " لا تفتحين الموضوع هذا مره ثانية " قطعت أختها وهى متوترة .. " الا بافتحه مره ومرتين وثلاث لين تصحين من الوهم اللى انتى فيه .." قربت روضه منها " علمينى انتى وش ناقصص يومس تسوين اللى تسوين ؟؟ ومعيشه عمرس بمأساة من خيالس .. تركضين ورا وهم وسراب .." سكتت روضة يوم شافت شفايف اختها ترتجف .. " نوف .. " نادتها بصوت خافت .. " خلاص مابي اسمع شي .. رضيتي بكيفس مارضيتي جعلس ماترضين .." وطلعت بسرعه وصفقت الباب وراها بقوة .. حتى امها اللى فى الصاله تحت سمعت صوته واستغربت ..
طلع ماجد من كارفور وكن وراه جن .. والهندى يلحقه بالعربانه ومها شلت بنتها عشان تقدرتجاري خطواته .. ركبت معه بهدوء وبنتها فى حضنها .. دق سلف وطلع من المواقف وهو ساكت .. مها كانت مدنقة بصمت وهى تفكر باللي صار فى كارفور .. يوم راح منها ماجد والجوري كملت الصف وطلعت لصف ثاني تدور باقي اغراضها .. وهناك نشب لها واحد قليل حيا .. بغت تدعمه وهى تدور .. ورفعت عينها له بدون شعور .. ومن لحظتها لزق لها .. يمشي وراها ويقط كلام وهى ما التفتت حتى صوبه .. حيا وخوف احد يشوفها فى الموقف هذا .. آآآه بس لو السوري معي كان غسلنا شراعه عدل .. حاولت تبتعد عنه بس هو كان مصمم يلحقها ويتعرف عليها خاصه انه شافها لحالها .. خافت يجي ماجد ويشوفه .. فقررت تفتح تلفونها وتكلمه عشان يجي هلى الاقل هالقليل الحيا يسمعها تكلم رجال فيستحى على وجهه ويذلف .. لكن ما امداها تطلع جوالها الا وصوت ماجد يخرق طبلة اذنها " خلصتي .." يالله .. ماعمرها فزت وطار قلبها مثل هالمره .. كانت عيونه مظلمه .. ونظرته تخوف .. التفتت وراها خافت لا يكون شاف هالخايس اللى مرابط وراها بس اشوى انه راح .. شكله مل منها وتركها وراح يدور له صيده جديده .. التفتت له تشوفه من طرف عينها .. لاحظت عرق فى فكه ينبض بقوة .. بس هذا وش فيه معصب كذا .. سألت نفسها هالسؤال اللى ظل بلا اجابه .. وقلبها مقبوض ..
كان ماجد راص على اسنانه بقوة لدرجه انه حس بالصداع يشتد فى راسه .. كنت غبي يوم طلعتها معى .. مقيولة ابو طبيع ما يخلي طبعه .. لعنبو غيرها هى مريضه والا فيها بلا والا مهب صاحية .. شلون تتجرأ وتسوي كذا وأنا معها .. هى تحسبنى خروف .. والا ثور ما أفهم .. لكن أنا أربيس .. كن منصور ماقدر عليس .. أنا أوريس .. مانا بولد عبدالله كان ماخليتس تمنين ان امس ما جابتس .. رن جوال مها فى مخباه .. ومع رنته زاد ضيقه .. وماطلعه حتى يشوف من المتصل .. انتبه لها وهى تشوفه .. تنتظر يرد على الجوال وعقبه صدت وراها ونزلت راسها .. قرب من البيت سحب جواله ودق على روضه " رويض .. اطلعى برا اخذي الجوري وخليها عندس .. أنتي تفهمين والا لا .. قلت لس اطلعي اخذيها نسينا غرض وبنروح نجيبه وهى تعبانه .. اخلصى انا عند لفة البيت .." وسكر على طول .. " اي اغراض اللى نسيتها .." سألته مها بارتباك .. " بعدين بتعرفين عطيها البنت بدون كلام .." تنفست مها بعمق وعرفت ان الليله مهي معدية على خير .. شوي والا هو واقف عند باب الفيلا .. طلعت روضه لابسه جلالها فتحت باب مها " حى الله مهوي .. وشلونـ .." تحفتها لكن صوت ماجد فجأها .. " اخلصي علينا اخذي البنت وخلى السلامات بعدين .." قطعها ماجد بصوت عالى .. تروعت روضه والجوري خافت يوم شافته كذا .. نطت فى حضن عمتها " الله الله فيها .. شوي محنا متأخرين .." قالت لها مها بصوت هادي .. خذت روضة البنت وهى تشوف أن الموقف ما يحتمل كلام سكرت الباب ودخلت وسمعت صوت كفرات الموتر على الارض يوم مشى ..
" من اللى عند الباب .." نشدتها أمها .." ماجد ومها .." ردت روضه .. " وينهم مانزلوا .." نشدتها أمها وهى مستغربه .." راحوا يجيبون لهم أغراض ونزلوا الجوري عندى .." ردت روضه وهى تفصخ نعال البنت .. " ولو فيهم بلاء .. مها ماتخلى بنتها " ردت نوره وهى تفكر .." مافيهم الا العافيه " قالت روضه وخذت الجوري للمطبخ تعشيها ..
::
::
::
وصل ماجد عند باب قسمهم ونزل " انزلى .." زعق على مها .. نزلت بهدوء ولفت ورا السيارة تنزل الإغراض " خليهم .. امشى قدامى داخل .." بنفس النبرة أمرها .. " بس الأغراض بتذوب فى الحر وبتخترب .." ردت مها وهى واقفه قدامه .." فى اللعنة .. ادخلى قلت لس .." صرخ كن مافيه صبر .. طالعته وهى ساكته وخذت شنطتها فتحت الباب ودخلت قدامه .. دخل وراها وصفق الباب بقوة رجتّ الصالة .. كملت مها مشي لفوق .. " لحظه .. انزلى ابيس " ناداها بصوت عالى .." خير .." لفت نص لفه وردت عليه .. " انتى ما تستحين .. مافي وجهس حيا .." زعق عليها .." احترم نفسك .." قطعته بسرعه .." وانتى خليتيى فيها احترام .. واقفة تغازلين عيني عينك .. ما خليتي لى حشيمة ولا قدر .. ولا حتى لابوس اللى مربيس .. " فتحت مها عيونها بقوة .. " حاسب على كلامك .. وانا ان ما حفظت عمرى والا ماحفظتنى انت .." ردت عليه .." وين الدليل .. اول ماطلعتى فصختى .. لازق فى ظهرس يسولف عليس لعنبو غيرس ما قدرتى انى معس وفى سوق تاخذين الرقم بوجه قوي " ارتفعت ايد ماجد في وجهها وهو يصرخ .. " انت وش تقول .. لا مانت بصاحى .." تروعت مها من تفكيره .. " لا صاحي .. ليش فاتحه تلفونس وهو جنبس .. لايكون يرسل لس أناشيد دينية ؟؟" رد ماجد وهو يتمقت عليها.." فتحته عشان أكلمك يوم تأخرت .. والله ما أدرى وش شكله اللى كان وراي .. واحد قليل حيا تبينى اتناشب معه فى السوق عشان تدري انى ما عطيته وجه ؟؟" دافعت عن نفسها قدام غضبه الشديد .. لفت عنه تطلع فوق .. طلع وراها درجتين مره وحده وسحبها من ايدها " ماخلصت كلامى .. وقد حذرتس .. ماتعطيني ظهرس وأنا أكلمس .. والله لولا حشمة ابوس كان صار علمن غير ذا .." ضغط على ايدها بقوة عكست الغضب اللي في صدره .." الكلام معك ضايع .." نفضت ايدها من ايده بقوة .. لكنه ماتركها .. مد ايده سحب نقابها وشيلتها بيده اليسار " وصلت فيس تقولين لى ذا الكلام .." وماحس بعمره الا ويده اليمين تفك ايدها وترتفع وتضرب خدها فى نفس اللحظه اللى طاح فيها نقابها على الارض وبقى طرف شيلتها في يده .. تردد صوت الكف فى المكان .. وتناثر شعرها على وجهها من قوة الصفقه .. لحظات تجمد كل شي .. ايد ماجد .. وجه مها .. التفتت عليه ببرود .. واثار اصابعه على خدها وأذنها " ارتحت .." لفت عنه وطلعت فوق بدون صوت .. وتركت بقاياها عنده .. نقاب على ألأرض .. وطرف شيله في يده ..
سمعت طنين قوي فى أذنها .. وعقبه حست بشي حار ضرب وجهها .. طاح النقاب فى نفس اللحظة اللى شافت فيها ايد ماجد قدام وجهها وكانت رحمه من الله انها ماشافت تعابير الكره فى وجهه .. تردد الطنين بقوة فى راسها .. وللحظات ما سمعت شي .. نفرت الدموع بسرعه رهيبه لعيونها وبنفس السرعه تحجرت .. ومانزلت .. حست مها فى لحظتها بكل الأحلام اللى تمنتها معاه ماتت .. حست انها طاحت فى بير ماله اخر .. حست أنها عاشت الموقف مره ثانية وبعد مظلومة .. بس هالمره ماراح تسكت .. وماراح تبكي .. شافت تعابير الصدمة على وجه ماجد .. كأنها هى اللى صفقته .. " ارتحت .. " كلمة وحده بس كانت كافيه .. ماراح تسأله ليش .. ولا تلومه .. ولا تنهار .. ماعاد فى القلب مكان للبكا ولا للترجي .. لفت عنه وطلعت فوق .. دخلت غرفة بنتها وقفلت عليها الباب .. دخلت للحمام .. وهناك بس .. بكت ...
رفع ماجد شيلتها يشوفها .. شلون قدرت أسوي كذا .. وشلون قدرت أمد ايدي عليها .. ايدي اللى عمرها ما انمدت على مره .. تنمد عليها هي بالذات .. قط الشيله جنب النقاب على الأرض .. وطلع مايشوف قدامه .. رن جوال مها فى مخباه .. هذا جوالها .. نساه .. طلعه يشوف من المتصل لقاه روضه تركه يرن لين سكرت .. ولما تسكر لقا قائمة الاسماء مفتوحه على اسمه يعنى كانت تدور رقمى ..؟؟ فتح قائمة المكالمات الفائته .. لقى مكالمتين من ساره .. شاف الجهاز البسيط اللى في ايده .. حتى بلوتوث مافيه .. شاف المكالمات الوارده والصادرة .. شيك على الارقام .. كانت القائمة بسيطه .. اهلها وأهله .. وكم اسم لبنات .. والخياط .. ياترى هو تسرع وظلمها والا كان شكه فى محله .. طفى الجهاز اللى صار يحسه جمرة فى ايده ورجع للبيت ياخذ الجوري .. دخل على أمه وروضه عندها تعشي البنت .. سلم على امه وقعد " روضه .. نادى الخدامه خليها تنزل الاغراض من السياره وتدخلها المطبخ عند مها عشان باطلع .." مد ايده ياخذ فنجال قهوة من امه اللى ماعجبها كلامه " وش قومها مانزلت أغراضها بعمرها .." قالت له وهى تزم أثمها مهوب عاجبها كلام ولدها اللى حسته صاير يهتم بمرته أكثر من اللازم .. " يا يمه واللي يرحم والديس تراها شغاله .. ما تبينها تنزلها انا باروح انزلها " رد بصوت عالى وهو قرفان حتى نفسه قط فنجاله وقام .. " تعال بس بتروح الشغاله ما وراها شي .." ردت روضه وهى تقوم بسرعه وراه .. " ياخى ليش كلامى ما يمشى في البيت ذا .. لازم اشرح كل شي لبغيتكم تسووون حاجه .." وقف عند الباب وهو مهوب طايق عمره " الخدم وعندكم بدال الوحده اربع غير الطباخ .. مستكثرين علي خدامه وحده تنزل الاغراض .. الله لا يبارك فيهن من خدامات " طلع من الباب وخلا أمه وراه مندهشة من ثورته .. وروضه مبرطمه والجوري راقده جنب عشاها .. " هذا ما يمّل من الهواش .." قالت لهم نوف وهى تدخل عقب ماطلع ماجد ..
::
::
::
غسلت مها وجهها .. وتوضت عقب ماغيرت ملابسها وطلعت تصلي لها ركعتين .. كان وجهها يعورها وتحس بصداع .. صلت وقامت تدور لها بندول .. خذت لها حبتين ورفعت وجهها فى المرايه وشافت خدها منتفخ ومزرق .. والله مهوب بعيد من خد روضه يوم زلقت فى الحمام .. حسبي الله ونعم الوكيل .. تذكرت بنتها شلون بتجيبها ذلحين .. وجوالها مع ماجد .. وماعندها خدامه توصيها تجيبها من بيت عمها .. لبست عباتها وخذت لها نقاب وجلال ونزلت عشان تجيب بنتها من عقب ما سمعت صوت موتر ماجد يشتغل من ثلث ساعه .. نزلت وشافت الاغراض عند الباب .. دفت الاكياس بطرف رجلها وطلعت ..
وصلت بيت عمها ودخلت للصاله وشافت عمتها وبناتها كلهم قعود حولها .. والجوري راقده على الكنبه .. " مساكم الله بالخير .." سلمت عليهم .. دنقت على راس عمتها تسلم وهى بعباتها ونقابها .. وقفت لها روضه ونوف يسلمون .. " ما شاء الله عليكم ما تأخرتوا .." قالت لها روضه .." لقيت كيسة الاغراض اللي نبيها فى الكرسي اللى ورا عقب ما نزلنا الجوري .." ردت مها .." وشفيه ماجد .." سألتها نوره ,," مافيه الا العافية .. ليش وش فيه يمه .." لفت مها على عمتها وهى ترد عليها .. بدون ماترفع نقابها .. " مادري به .. كنه ضايق من شي .." ردت عمتها وهى تخز مها من فوق لتحت .. " مادرى عنه .. بس الظاهر انه مايحب الدوره فى الاسواق .." ردت مها وهى تقعد جنب بنتها .. " وش اللى حاده يروح والبيت فيه بدال الدريول اثنين .." نغزت نورة بكلامها وهى تقصد مها .. " قلت له يا يمه وعيا .. الله يعطيه العافيه .." كانت مها تبي تسكر على الموضوع عشان تطلع .. " ماعليه شر .. بيوديكم مره والا مرتين وعقبه بيمّل وبيقول عندكم الدريول .." ردت روضه وهى تبتسم تحاول تلطف جو الحديث بين أمها ومرة أخوها " مهوي .. اقعدى شفيس واقفه .. تقهوي .." عزمتها روضه .. ونوف كانت ساكته تراقب .. " معليه تعبانه والله .. والجوري يبي لها تبديل وهى راقده .." تعذرت مها وهى تشل بنتها .. " خليها بخلي الشغاله تشلها عنس .." قالت لها روضه .. " لا فديتس انا بأشلها ما فيه داعي .. " سمت عليها وشلتها .. " زين تعشى معنا .." عزمت عليها روضه وأم وأختها ساكتين .. " تعشى معكم العافيه .. ما انا بمشتهية .. يالله تمسون على خير .." ودنقت على عمتها تحب راسها وضمت بنتها لصدرها وطلعت .. " وانتى من أهله .." ردت عليها نوره وروضه .. طلعت وعيونهم تلاحقها مستغربين .. " فيها شي .." قالت نوف وهى تقرص عيونها في مرة أخوها اللى راحت .. " شكلها متضايقه .." ردت روضه وهى ترجع تقهوى .. " الله يضيق عليها مناسمها كنها ضيقت صدره .. " دعت عليها نورة .. " يمه حرام عليس .. وشدراس انها هى السبب .." دافعت عنها روضه .. " ومن غيرها وهو متقهوي عندى المغرب مافيه الا العافية .. مشغلته عندها دريول يوديها ويجيبها .." ضحكت نوف على كلام أمها .. " الأمر هين يا يمه لمن وداها .. تراها مرته .." ردت روضه وهى تزم شفايفها متضايقه من أختها اللي عاجبها كلام أمها .. " تمرمرتى انتى واياها .. أشوفس واقفه فى صفها .." قرصت نورة عيونها في بنتها .. ونوف ضحكت زياده يوم سمعت تعليق أمها .. التفتت روضه على أختها بضيق " يا حبكم للمشاكل .. ماتعرفون تعيشون مثل الناس .." تأففت روضه وقامت وخلتهم وراها " روحى يا المصلحة الاجتماعية .. " ردت عليها نوف والتفتت لامها تكمل كلامها " يمه .. تظنين ماجد متهاد معها والا ضاربها .." استنتجت نوف .. " وشو .." فتحت نوره عيونها مستغربه ..
شلت مها بنتها وطلعت من بيت عمها وهى تنهّد مرتاحه .. مشت لين وصلت لقسمها ودخلت وقفلت الباب .. طلعت الدرج ودخلت الحجرة وغيرت لبنتها وحطتها فى فراشها وقررت تنزل تحط الاغراض في الثلاجه قبل تخترب .. لبست جلالها وحاولت تغطى طرف خدها المزرق .. ضغطت على راسها من العوار وهى تنزل .. سحبت الاغراض للمطبخ ورتبتها بسرعه طفت الليت وطلعت ترقد جنب بنتها .. وماحست بعمرها وهى تقوم ثلاث مرات تتأكد أن باب الحجره مقفول ...!!
طلع ماجد ضايقه فيه الدنيا .. دق عليه اخوه فهد ينشده وين مكانه وقال له ان الشباب مجتمعين فى مجلس تركي وينشدون منه .. قال له انه بيجيهم عقب ما يخلص له كم شغله .. سكر منه وطلع للكورنيش .. كان محتاج يخفف من الضغط اللى في صدره ..
من بادي الوقت وهذا طبع الايامي
عذبات الايام ماتمدي لياليها
حلو الليالي توارى مثل الأحلام
مخطور عنى عجاج الوقت يخفيها
أسري مع الهاجس اللي ما بعد نامي
وأصور الماضي لنفسي واسليها
أخالف العمر وأراجع سالف أعوامي
وأنوخ ركاب فكري عند داعيها
تدفى على جال ضوه بارد عظامي
والما يسوق بمعاليقي ويرويها
الا صفى لك زمانك عل يا ظامي
اشرب قبل لا يحوس الطين صافيها
الوقت لو زان لك يا صاح ما دامي
يا سرع ما تعترض دربك بلاويها
حتى وليفك ولو هيّم بك اهيامي
سيور الأيام تجنح به عواديها
اييييييه .. شكل مالك فى السعاده والفرح نصيب .. كل ما قلت هانت جد علمن جديد .. لا كلام موضي قادر يقنعك .. ولا تصرفاتها بتقنعك .. وش اللي بيقنعك ؟؟.. تطلع اخوك من قبره تنشده ليه سوا كذا ؟؟.. واللي شفته اليوم .. وش شفت .. واحد خبل من واجدين مالهم لا شغله ولا مشغله الا الدوارة فى الاسواق وملاحق النسوان عطته وجه والا ماعطته ماتفرق عنده ..
تذكر كلام موضي يوم جاها ونشدها .. وعادت عليه كل الكلام اللى سبق وعلمته اياه يوم ملكته على مها .. " والله أنا ضايع ماعاد عرفت من اصدق .." رد عليها ماجد بحيره .. " صدق قلبك ياخوي .. صدق قلبك .. وشوف وش يقولك من صوب هالمسكينه " حطت موضي ايدها على صدر اخوها صوب قلبه وهى تتمنى أن كلامها يوصله .. دنق ماجد وهو يلعب فى فنجال قهوته .. " ترانى تعبت وأنا أعيد لك نفس الكلام .. أنا نشدتك يوم تملكتها ابوي غاصبك عليها قلت لى .. لاتعذبها وتعذب عمرك .. تبيها ياخوى لازم تفتح معها صفحه جديده .. ما تبيها خلها تربي بنتها مرتاحه .. قدرت تتحملها عندك خير وبركه .. ماقدرت ردها من حيث أخذتها " ملت موضي وهى تحاول تقنع أخوها .. " أردها ؟؟.. والناس وش بتقول .." رفع ماجد عيونه لأخته.. " ماعليك من الناس .. عليك من نفسك .. تبيها والا لأ .." ظل السؤال معلق بينها وبينه .. " الموضوع عندس بسيط لانس ماتدرين وش قال لي منصور .."
" أدري بالسالفه ماتبي لها ذكاء .. صحيح ما أعرف الكلام اللي قاله لك لكن وحق من رفع سبع أن مها مالها بالسالفه كلها .. والتلفون اللى شفته كسره كان له مهوب لها .. أنت شفت موقف واحد يا ماجد وبنيت عليه شكوك وظنون .. ومنصور الله يسامحه زاد الضو حطب .. خوفه منك خلاه يكذب عليك " شرحت له موضي .. " وفهد .. مالها في موضوعه بعد ..؟؟" رفع صوته بغضب وهو يسألها .. " وش فهد .." استغربت موضي من سؤاله .. " شفتي انس ماتدرين خير شر .." دنق ماجد .. " ماجد .. مها بنت عمي .. والله لو شفت عليها منقود كان علمت منصور قبلك .. والله انها تسوى وزنها ذهب .. لا تصدق كل ماتسمع .. هذا اخر كلامي لك .. وماعندى غيره .. أنا بريت ذمتى من صوب هالمسكينه .. يكفى اخوك راح بذنبها فى رقبته وهو ميت .. لا تشيل ذنبها أنت بعد وأنت حي .. "
دخل ماجد على الشباب فى بيت تركي وقعد معهم يسولف تعشوا وهو تعذر أنه متعشي قبل يجيهم .. قعد بروحه يهوجس عند القهوة .. خلصوا عشا وقعد بعضهم يلعب ورقة وبعضهم متكي يسولف قدام التلفزيون .. دخل عليهم فهد بن سعيد ولد خالتهم .. سلم عليهم وتحفوه قعد جنب ماجد " شلونك يابو عبد الله .. عساك بخير .." .. " بخير الله ينشد منك .."رد عليه ماجد .." وش علومك من عقب العرس ماعاد شفناك .." سأله فهد وهو يبتسم .." علوم خير .. ابد الدوام ماخذ وقتى كله .." رد ماجد ببرود .. " الله يعطيك العافيه .." حس فهد أن ولد خالته مهوب طبيعي فقصر السالفه .." ومن قال .." رد عليه ماجد وسكت .. دخل عليهم أحمد .. وتغير جو المجلس .. كلن قام يرحب ويهلي فيه .. وهذا يعزم وهذاك يحلف عليه .. " يا جماعة الخير انا جاي عشان أقعد خلصنا من بريطانيا .. وكل واحد عزم تراه ملزوم بعزيمته وباسجلكم فى دفتر .. عشان ماحد يجدحنى .." قال لهم أحمد بصوت مرتفع خلا الكل يضحك .. قعد جنب ماجد يسولف معه .. شوي شوي خلا المجلس قريب 11 ومابقى الا ماجد واخوه وتركي وفهد وأحمد .." وش جديدك يابوعبدالله .. من زمان ما سمعنا لك قصيد .. من عقب طلعتنا وقت الربيع .." نشده أحمد .. " جايك القصيد .." رد عليه ماجد ..
ياصاحبي دنياك هذي عجيبه
والوقت يا (فهاد) للناس خداع
كيف الخوي ياناس ينسى صحيبه
من عقب ما كان لمشاكيه سماع
اليوم صدري ودي آشق جيبه
ياكود انا القى لضيقة الصدر مطلاع
جتني على صدري هموم ٍ عصيبه
وابحرت فيها دون مجداف وشراع
يامن رمى ذاك الحجر في قليبه
وحرك سكون الجّم والناس هجاع
قلت: الطفل معقول؟؟ ينسى حليبه
يمكن..ولكن كيف؟! يذكر الياجاع
واخذت افكر بالفياض الرحيبه
يمكن بعد تنسى وفا الغيم للقاع!!
يا وقتنا والله ناسك غريبه
هذي صحيح وجيههم اوهي قناع!!
اشوف ناس ٍ من بعضها قريبه
واشوف ناس ٍ قربهم كنه وداع
واليوم يا(فهاد) بالنفس ريبه
يا صاحب ٍ كنت بيمينه له ذراع؟!
قل لي: وخبر صاحبك ويش عيبه؟؟
او عيبه: انه للوفا دوم تباع
وقل لي : من اللي غيّرك لأجل اجيبه
واعلمه من كان يشري وينباع!!
ان كنت ما تدري فهذي مصيبه
وان كنت تدري شف مسافات الاوجاع...
ترى الخوي وقت الشدايد يجيبه
والا الرخا كل ٍ يجي فيه فزاع
نسيت عشرة صاحب ٍ تلتجي به
ونسيت يوم نقسّم الهم بالصاع!
اي والله اشره والعتب ويش ابيبه
دام العتب مثل الصدى وسط الاسماع:
واحذر ترى دنياك هذي عجيبه
ووقتك ترى يا صاحبي دوم خداع...
" صدقت .. عز الله صدقت .. صح لسانك ولاهنت يا ماجد .." رد فهد وهو يحس بقلب ولد خالته عليه شي .. " جزله من جزل يا مجود .. صح لسانك .." قال تركي .. " صحت أبدانكم ولا تهونون .. " .." يا أخى وأنا .. ماعمرك طريتنى فى قصيدك .. ترى لى عليك ثلاث حقوق(ن) .." تدخل أحمد .. " وش حقوقك .." ضحك ماجد وهو يسأله .. " أول شي إنى خويك .. ثاني شي أنى تونى جاى من غربة .. ثالث شي وهو الأهم أنى عديلك .. ورجل خالة عيالك .." رد أحمد وهو مسوي عمره جاد بكلامه .. العيال ضحكوا عليه .. " ولا يهمك طال عمرك .. بأكتب لك قصيده ليلة عرسك وش تبي بعد .." وعده ماجد .. " عساك سالم يا العضيد ما قصرت .." وتقدم أحمد وحب خشم ماجد .. وفهد يراقبهم بسكات ..
::
::
::
وصل ماجد لقسمه قريب الساعه 1 الصبح .. دخل وشاف القسم هادي والليتات مبنده .. طلع الدرج وشاف باب حجرة الجورى مسكر .. دق شوي شوي وماحد رد عليه .. فتح الباب لكنه كان مقفول من داخل .. تنهّد ولف وراح لحجرته يرقد ..
توعت مها ما تدرى كم الساعه .. خذت جوالها وفتحته كانت الساعه خمس وعشر الصبح .. قامت توضا عشان تصلي .. لمست خدها وهى تحس بوجع فيه .. تذكرت وش سبب هالوجع رفعت وجهها فى مراية الحمام تشوف شكلها وتفاجأت بخدها المورم .. قررت تنزل وتحط لها كمادات بارده عليه أربه يخف .. صلت ولحفت بنتها عدل وطلعت من الحجرة .. التفتت على حجرة ماجد وهى ماتدرى هو رجع البارحه والا لأ .. رجعت تاخذ لها جلال تغطي راسها ونزلت للمطبخ ..
فتحت الليت ودخلت وراحت صوب الثلاجه وخذت لها كماده بارده وحطتها عليها .. شافت الأغراض اللي شرتها البارحه .. مافيها نوم .. فقررت تبتدي تسوي الحلا .. قعدت فى المطبخ تشتغل لحد ما صارت الساعه 6 ونص .. حطت صينية التشيز كيك فى الثلاجة .. وطلعت البسبوسه من الفرن .. كانت ريحتها تفتح النفس على هالصبح .. حطتها على الطاولة وغطتها .. نظفت وراها وتأكدت أنها سكرت الفرن .. وسكرت الباب وطلعت لحجرتها .. دخلت وسكرت الباب وراها بالمفتاح .. نزلت جلالها ودخلت فراشها عشان ترقد ..
رجع الحلم القديم يتصور لماجد فى نومه .. وجه أخوه الميت بين ايديه .. ومها واقفه بعيد عنه .. وبينه وبينها ضو شديدة .. ضمه لصدره وحس بحزنه على أخوه يشق صدره .. دنق يشوفه .. وتروع يوم شاف وجه أخوه أسود .. حاول يمسحه وينظفه بس ماقدر .. شاف جنبه طرف ثوب .. رفع عينه شاف مها واقفه على راسه .. تعطيه جلالها عشان يمسح وجه أخوه .. مد ايده بس ما قدر يوصلها ..
فزّ ماجد من فراشه متروع .. وقلبه مقبوض من الحلم .. وقرر يتصدق عن اخوه .. تسبح وراح يفطر عند أمه وعقبها طلع للدوام بدون مايشوف مها ولا يكلمها عقب اللي صار البارحه ..
قامت مها ثمان ونص على صوت الجوري توعيها .. قامت وغسّلت وغسلت وجه بنتها عقب ما بدلت لها .. فتحت الباب شوي شوي كان باب حجره ماجد مردود .. طلعت له الجوري تركض بس لقت الحجرة فاضيه .. وهالشي ريح قلب مها .. خذت بنتها ونزلت للمطبخ تسوي لهن فطور .. عقب ما أفطرن نظفت المواعين ورتبت المطبخ ورجعت فوق ترتب الغرف .. بدت فى غرفة ماجد .. وطلعت لها طقم شراشف جديد شرته الاسبوع اللى طاف مع ساره يوم راحت لبيت أهلها من المخازن الكبرى .. كان لونه عنابي مع دانتيل ذهبي .. عطت الجوري العاب وخلتها تلعب فى الحجره جنبها وهى ترتب المكان .. مسحت الطاولات والكومدينو من الغبار .. لقت جوالها على الكومدينو ومطفا .. بغت تاخذه لكن فى اللحظة الأخيرة تركته مكانه .. دخلت الحمام ونظفته وبدلت الفوط .. حطت الغسيل فى سله وحطت فوقه الشراشف الوسخه وطلعته برا الحجره .. عطرت السرير .. وشغلت المكيف وطلعت ..
دخلت حجرتها ورتبتها ورتبت فراش بنتها غيرت شراشفهم بعد .. ونظفت الحمام على السريع .. حطت الغسيل كله فى السلة .. ونزلت عشان تغسله .. نزلت بنتها معها .. خلصت شغلها تقريبا على 10 ونص .. وقررت تروح بيت عمها عشان تاخذ لها صواني حق البسبوسة وحق السلطه .. غيرت للجوري ولبست عباتها عقب ماحطت على وجها كريم أساس عشان يخش باقى اللون اللى معلّم على خدها من ضربة ماجد لها لبست نقابها وطلعوا صوب بيت عمها ..
دخلت على عمتها فى الصاله " صبحس الله بالخير يمه .. وشلونس " دنقت تحب راسها .. " صباح النور ..بخير الله يسلمس .." .. مدت الجوري لها تسلم على جدتها .. " وينس من رجلس اليوم .." توترت مها " عسى ماشر وشفيه ؟؟." سألت عمتها .." مافيه شي .. بس يبي له اللي يقابله لمن قعد يفطر .. " رفعت مها راسها عقب ماصبت لعمتها فنجال قهوة وردت عليها " والله يا يمه قلت له أسوي له فطور عندي عيا قال بيفطر هنا .." .. " تعالى هنا قبله وقومي بموجبه الصبح .. يبي اللي يسنعه .." ردت نوره وهى مصممة تحمل مها الغلط .. " ماعليه شر .. بنتى ترقد الصبح ومانا بمخليتها لحالها في البيت .. حتى ماجد مهوب راضي انى اخليها عشان فطور.. بعدين انتى عنده جعل ربي يعطيس الف عافيه .." قدرت ترد الكلام عليها .. " دامكم متراضين بكيفكم .. بغيتى تجين والا بكيفس .." ماردت عليها مها وسوت عمرها مشغوله تشرب لها كوب حليب ..
بعد لحظات من الصمت تكلمت مها " يمه تراني باخذ لي مواعين من المطبخ عشان احط فيها حلويات مسويتها عندى .." وتوقعت مها ان عمتها تعيي .. " وشو له تسوين حلويات .. الطباخ بيسوي كل شي .." ردت عليها نورة .. " الأمر هين .. أنا سويتها بس ماعندى مواعين ارتبها فيها .. " قالت مها لعمتها .." يا مريم .." صاحت نورة على شغالتها .." نعم ماما .." .." شوفى روحى مع مها وعطيها مواعين عشان اكل .. واعرفى مواعين عدل عشان ما تضيع .. زين .." وصتها نورة .. " زين ماما .." .. " ماقصرتي يا يمه .. يالله انا باروح اشوف اللى وراي .." دنقت على راسها وطلعت ورا الشغاله وهى تضحك فى خاطرها .. والله والمواعين .. لو انى باكلها ما وصتها هالوصاه كلها عليها ..
جهزت مها صواني الحلا .. وخلصت شغل السلطة وجهزت الخلطه حقتها وخلتها فى الثلاجة لين وقت العشا .. سوت غدا حق بنتها .. وخذت لها سندويشة جبن وكوب عصير .. غدت بنتها وتغدت وطلعت ترقدها فوق .. عقب ما رقدت الجوري تأكدت أن بابها مقفول ودخلت الحمام تسبح ..
كان ماجد فى الدوام وقلبه للحين مقبوض من الحلم .. قرر يدق على الاستعلامات وياخذ له رقم شيخ من الشيوخ اللى يفسرون ويفهمون فى الدين .. وكلمه وقال له عن الحلم اللي شافه بس بدون ما يذكر مها .. قاله الشيخ ان أخوه عليه دين والأغلب ظالم له أحد وأنه إن قدر يعرف من ظلم ويرد لهم الحق زين .. وإن ماقدر يتصدق عنه عسى الله يرحمه برحمته .. سكر عنه وباله مشغول .. هل ممكن يكون الظلم اللى قصده الشيخ ظلمه لمها ..!!!
كم مره حاول يرفع السماعه عشان يكلمها ويتردد .. لكن ماقدر .. اللي سواه البارحه شي كبير ومهوب بالسهولة انه هو ينساه والا هى تنساه .. بس هل أنت فعلا صدقت أنها كانت تغازل .. كل شي صار يدل على هالنتيجة اللى وصلت لها ؟؟.. ترى كان تصرف اخوك شي والحقيقة شي ثاني .. كل الحب اللي كان يحبه لها كان مجرد قناع يخفي فيه تصرفاته الشاينة .. واللحين هذا أنت فى وضع صعب .. لا أنت بقادر تنسى وتكمل حياتك .. ولا أنت بقادر تتخذ قرار تبعدها عنك .. وفى الحالتين أنت متعذب .. ومعذبها معك .. وش اللى مخليك ما تصدق موضي ؟؟.. أنا ما كذبتها .. بس أنت ما صدقتها .. ما اقدر أنسى أخوي وهو يموت بين ايديني .. ما أقدر أنسى كلامه .. ما اقدر أصدقها وأكذبه .. معناه ما من الكلام .. كل الكلام فايده .. دامك مقتنع انه صادق .. حتى لو حلفت لك على المصحف ما صدقتها .. حتى لو عادت لك موضي كل اللى تعرفه مره ومرتين والف مانت بمصدق ..
ليش .. لأن قلبك وعقلك مقتنع بالكلام اللي سمعته .. وتفسر كل شي يصير على هالاساس .. ماتركت للمخلوقة شي تدافع فيه عن نفسها .. كل حركة مصدر شك .. كل تصرف فيه ريبة .. إلى متى .. كم مره راجعت نفسك وقلت بتعطيها فرصه .. ومع ذلك من أول لحظه تحطها فى خانة الشبهة .. شلون تبيها تتعامل معك .. نسيت أنك طردتها فى أضعف لحظاتها .. خذتك العزة بالاثم وطردتها حتى بدون ماتسمع منها تبرير او دفاع عن النفس .. ظلمت وشكيت وقسيت ووصلت فيك تضرب .. ولا هذا أنت ولا هذي تربيتك .. ليش .. ليش .. لأنى أحبها .. غمض ماجد عيونه يوم أعترف أخيرا بينه وبين نفسه أنه كان .. ومازال وللحين رغم كل شي .. يحبها ..
::
::
::
رجعت ساره من الجامعه عقب ما قدمت امتحانها .. وصلت للبيت الا تشوف رنج أبيض عند الباب .. التفتت على فاطمة " فاطمة من فيه عند ماما ؟؟.." سألتها .. " مادرى انا يروح مافيه نفر .." ردت فاطمة .. رفعت ساره ساعتها تشوف الوقت .. كانت 10 ونص الصبح .. وش هالزيارة الغريبة .. نزلت من السيارة وخذت شنطتها وشالت الملزمة والكتاب في ايدها .. وعطت فاطمة كيس هدايا من صديقاتها عشان تشله لها وتدخله .. " مدام .. هذا بابا أهمد .." تكلمت فاطمة من ورا ظهرها .. " وش بابا أهمد بعد .." ردت ساره وهى مدنقة في السيارة تاخذ اغراضها " أنا يا ماما سارة .." .. طلعّت راسها بسرعه بدون ما تنتبه ويضربها حد السيارة من فوق فى راسها .. اممممممم .. كتمت أنة الوجع بقوة .. بلعت ريقها والتفتت له .. " سلامات .." كان أحمد واقف قدامها لابس ثوب أبيض .. وغترة بيضا .. يبتسم .. كان شكله أضعف مما تتذكر .. " الله يسلمك .." ردت بضعف .. " تبينها فى شي .." وأشر براسه صوب فاطمة .. هزت راسها تقول له لا وهى ميته تبي تفرك مكان الضربة فى راسها .. " روحى ودي اغراض داخل .. وهاس هذا بعد .. " مد ايده وخطف الكتب والملازم اللى في يدها .. وعطاها فاطمة .. ابتسمت له فاطمة ابتسامه عريضة ودخلت ..
" وشلونس .." سألها بهدوء وهو يدقق في وجهها .. " الحمدلله .." المفاجأة صعقت سارة .. وماخلتها تعرف تتصرف .. وسع عنها عشان تمر وتمشى جنبه للبيت .. " وش سويتي فى امتحانس .." سألها أحمد .." زين .." ردت ساره بضيق .. " طيب قولى لى الحمدلله على السلامه .." عاتبها أحمد بمزح .. " ليه .." كانت ساره مركزه عيونها قدامها وتقول متى أوصل لباب الصاله .. ضحك أحمد بقوة على جوابها .. التفتت له مستغربه بس انتبهت لروحها وبسرعه دنقت .. " ليه .. لانى واصل تونى من يومين من بريطانيا .." وسكت شوي " وما قدرت أصبر اكثر عشان أجي أشوفس .." تعثرت ساره فى طرف عبايتها وبغت تطيح على وجهها .. " بسم الله عليس .." بادرها أحمد بالكلام .. وخرت عنه ومشت أسرع للبيت وهى تسمعه يقول " انتبهي لنفسس ترانى دافع فيس 100 الف .. " التفتت عليه بسرعه وشافته يضحك .. صدت عنه ودخلت وهى تبرطم من الضيقه والاحراج .. " وين ماما .." صرخت على فاطمة .. " ماما فى مجلس مع ماما مال أهمد .." .. ضمت سارة شفايفها بقوة ودخلت حجرتها وصفقت الباب .. قطت عباتها وشيلتها ونقابها على السرير .. رفعت ايدها قدامها كانت اصابعها ترجف .. كان قلبها يدق بجنون .. فكرة انه مشتاق لها وماقدر يصبر عشان يشوفها هزتها بقوة .. غطت وجهها بيدها .. وتسللت ابتسامه لشفايفها ..
دخل ماجد القسم بهدوء .. ماسمع حس أحد فيه .. استغرب ان مها ماجات تغدى ولا طلبت غدا للجوري .. عسى ماتكون مريضه بس .. طلع فوق ودق الباب .. ما سمع رد .. دق أقوى .. نفس الشي .. ناداها .. سمع صوتها من ورا الباب .. " نعم .." ردت مها .. " الله ينعم عليس .. عسى ماشر .. ليش ماتغديتي .." سأل ماجد .. " مابي غدا .. كثر الله خيركم .."ردت من ورا الباب .. تنهد " الجوري فيها شي ؟؟ ."سأل بخوف .. " مافيها الا العافيه .." .. " وأنتى .." سأل بصوت واطي .. " بخير مافيني شي .." .. " زين افتحى الباب والا عاجبس الكلام من وراه .." تضايق ماجد وحاول يمسك أعصابه .. " ماعندى شي أزيده .. كنت راقده وصحيت على صوتك .." سكتت شوي ورجعت كملت " تبي شي ..؟؟" نشدت بضيقه .. " سلامتس .." لف وراه دخل حجرته يقيل وقلبه يهوجس وهو يغير ثيابه باللي سواه مع مها .. وشلون قررت تعاقبه بطريقتها .. من أمس ماشافها .. ومهوب عوايدها ماتنتظره في الليل ولا تقعد تسولف معه عقب الغدا .. بدا يتذكر لحظات بسيطه معها لكن حلوة .. شلون تنتظره فى الليل وتنشده لو تعشى والا لا .. ويوم سألها " لو قلت لس انى ماتعشيت بتسوين لي عشا ..؟؟ " .. لمعت عيونها وهى ترد عليه " أكيد ما يبي لها سؤال .." .. طريقة لفها للجلال حول وجهها حتى قدامه هو .. زوجها حلالها .. خجلها وشلون تتأثر لما تطلع من قذلتها شعره .. وتحاول تردها مكانها .. ملابسها اللي لاحظ أنها محتشمة واجد .. على عكس اللي يشوفهن معه فى الدوام والا فى الأسواق .. صوتها الواطي لمن تكلمت .. هدوء حركتها كلها أشياء تدل على رقتها وعلى معدنها .. التفت للكومدينو شاف موبايلها مثل ماهو .. تذكر فواتير مكالماتها يوم شافها .. استغرب من بساطة المبلغ الموجود واللي قارنه مع موبايل اخته نوف اللى توصل فاتورته للالفين والثلاثه على غير داعي .. لاحظ أن كل مكالماتها ما تتجاوز اربع خمس دقايق .. وأغلبها حق محلات والا لدريولهم .. حتى مالها صديقات واجد اغلب المخزن عليه ارقام خواته واهلها بس .. هل معقول تكون هذي راعية تلفونات ومغازل .. قعد على السرير وضغط بايديه على راسه وتنهد بقوة .. ليتنى قدرت أمسك عليها شي واحد بس يثبت الفكرة اللى في راسي .. معناه .. عطها فرصه .. واحكم عليها بشكل محايد .. بعيد عن كلام اخوك وكلام موضي .. أنت بس ماجد .. وهى مها .. بدون اى احكام مسبقة ماخذها عنها يمكن تكون صح ويمكن تكون غلط .. عشان تكون مرتاح من اى قرار تتخذه معها .. وماتكون ظلمتها .. وبدا يخطط للشي هذا بعيد عن أهله وأهلها ..حط راسه ورقد بعد ما أرهقه التفكير ..
::
::
::
كان اليوم الخميس ليلة الجمعة عشا خالة ماجد أم فهد .. تجهزت مها وحطت لها مكياج خفيف ابرزه جمال بشرتها وهدوء نفسها اللي انعكس على عيونها حنان وحزن مكتوم عطاها رقه وحاذبية .. استشورت شعرها وقذلتها .. وغيرت ملابس بنتها وكانت تنتظر بس يطلع ماجد عشان تروح تاخذ لها بدلة من الكبت وعباة مرتبه .. أذن المغرب قامت وصلت واستغربت انها ما سمعت صوت ماجد وهو يطلع .. جننتها الجوري تبي تطلع فقررت تفتح الباب .. طلعت الجوري قبلها تركض لحجرة ماجد .. انتظرت مها تسمع صوته يلاعبها والا يضحك .. لكن كان الجو برا هادي .. رجعت لها بنتها مبوزة .. لحقت بنتها ودخلت الحجره اللي كانت فاضيه .. زين انه طلع بدري .. رتبت السرير وخذت لها بدله وطلعت مع بنتها ..
خلصت لبس .. وقفت تشوف روحها فى المرايه .. بدي وردي فاتح .. وتنورة حرير سودا .. حطت قلوس وردي على شفايفها ولبست لها خاتم وساعة آجنر بسير أسود .. تعطرت بدهن العود .. وطلعت عباتها وشيلتها وعطرتهم .. اتصلت على روضه عشان تطرش لها الشغاله تساعدها فى الأغراض .. وخذت بنتها ونزلت تحت .. وهى فى نص الدرج .. انفتح باب الفيلا .. " ادخلي حبيبتى .. شيلى صينية على طاولة فى
مطبخ .. ودي بيت ماما .." قالت مها بدون ماتنتبه للي دخل عليها وهى تلبس شيلتها .. " ولا يهمس .." رد عليها ماجد .. انصدمت مها ورفعت راسها بسرعه .. حطت الشيلة على شعرها .. ودنقت .. ماعاد قدرت ترجع فوق .. وماتبي تنزل تحت عنده .. فكت الجوري ايدها وركضت لماجد اللى شالها .. اندهش ماجد من جمال مها .. اللى ماكان جمال بمعنى الشي الخارق الواضح .. لا .. كان جمالها هادئ .. ما يبين من أول نظره .. صحيح ملامحها جذابه .. بس فيه شي ثانى .. يأسرك أول ماتشوفها .. يمكن براءتها يمكن بساطتها .. شي عميق .. بس حلو ..
خذت مها نفس عميق ونزلت ومرت من جنبه تبي تروح للمطبخ .. " لحظه .." نادها ماجد .. " نعم .." ردت مها برسمية .. " لفى علي زين ترانى أكلمس .." رد عليها وهو يحاول يمسك أعصابه .. " تفضل اسمعك .." وقفت مها على جنب .. " بخصوص اللي صار .." وسكت وهو منحرج مهوب عارف كيف يعتذر .. مها كانت ساكته ومابينت أي ردة فعل .. " اللى صار غلطة .. وأوعدس ما تتكرر .. " رد باختصار شديد .. التفتت له بكل برود " أفهم من كلامك انك غيرت نظرتك لي .." سألته بصوت بارد .. " وش تقصدين .." ماتوقع ماجد هالسؤال منها .. " تعرف وش قصدي .. أنا في عينك مجرد وحده خاينه .. مالها أمان .. وهذا سبب الغلطة اللي صارت .. ما تثق فيني .. وماراح تنسى الماضي .. حاولت أكسبك بكل وسيلة وماقدرت .. ما اهتميت ببرودك معي .. وتجاهلت نظراتك لى .. قلت تصرفاتي راح تغير رايه فيني .. لكن للأسف أنت مثل ما أنت .. ماتغيرت .. فما فيه داعي تعتذر .." كان كلامها قاسي .. وماتوقعه منها قربت منه خطوتين و وقفت " لمن تأكدت انك ظلمتنى .. ذيك الساعه بس أبي اسمع اعتذارك .." تجمد ماجد وهو يشوفها .. فى نفس اللحظه اللي كان بيرد عليها دخلت روضه والشغاله من الباب .. وقفت روضه تنقل عيونها بين ماجد وبين مها " مساكم الله بالخير " سلمت بتردد .. "هلا روضه .. " التفتت لها مها .. " قلت اجى اساعدس بالصواني .. " تكلمت روضه اللي حست أنها جات فى وقت غير مناسب .. " جزاس الله خير ..حياس المطبخ .." لفت مها عن ماجد وراحت للمطبخ .. " شلونك ماجد .." سألته روضه .. صد وطلع بدون حتى مايرد عليها .. " هذا وش فيه .." سأل روضه مستغربه تصرف أخوها .. " لا تندشيني عنه .." ردت عليها مها وهى تعطي الشغاله صينية السلطة وتطلع الخلطه من الثلاجه .. " والله ماحد بيطلعه من طوره الا أنتي .." قالت روضة وهى تاخذ قطعة من صينية البسبوسة .. " شمعنى .." سألتها مها وهى تلبس عبايتها .. " مادرى .. بس أحسس الوحيده اللى ممكن تطلعه من طوره و اللى يداري خاطرها بنفس الوقت.." ردت روضه وهى تشوف مها .." غلطانه .." ردت عليها مها وهى تعطيها صينيه البسبوسة عشان تشيلها .. ابتسمت مها وهى تتذكر اللى صار البارحه .. " فنانة هالبسبوسة .." قالت روضة وهى تمص أصابعها .. " يالله مشينا قبل يوصلون العرب وما يلحقون على شي من البسبوسة .." ردت مها وهى تضحك على روضه .. طلعت الشغاله والجوري وروضة ولحقتهم مها بعد ما قفلت الباب ..
كان كل شي جاهز .. مها اللى متعوده تشرف على كل شي ماقدرت الا انها تمر على المطبخ تتأكد من العشا ومن ترتيب البوفيه .. نزلت نوف لابسه فستان حرير كحلى .. كانت شاريته من مانجو .. " الله يانوف .. فستانس يجنن .." قالت مها بصدق .. " أدري .. " ردت نوف بدلع .." الله يحفظس من العين .." .. " كنى سلمت من عينس ماعلي خوف .." ردت نوف بوقاحه .. " لا اله الا الله .. عيني باردة .. ولو ضرت الناس كلهم ما ضرتس أنتي .." ردت عليها مها .. وقفت نوف تحد النظر في مها .. لفت عنها مها ودخلت الصاله .. بدوا الناس يوصلون .. وصلت أول شي موضي وبنتها نجول ..
وقعدوا يسولفون لين وصلت خالتهم وبناتها .. وكانت العنود كاشخه تجنن .. لابسه بدله لونها أخضر زمردي .. ومكياجها خفيف وشعرها مرفوع .. وكلهم علقوا عليها لو شافها فهد بن عبدالله ماطلعت من بيتهم .. تفشلت واجد وصار وجهها أحمر وقامت عنهم ..
وصلت ساره وأم ناصر وكانت مها فرحانه فيهم .. سلموا على الموجودين وراحت أم ناصر قعدت مع النسوان وساره راحت لروضة وشلتها .. ومها كانت توجب الموجودين وتقهويهم هى وموضي .. شوى والا دخلت عليهم اللاه وأختها آمنه .. " السلام عليكم .." .. التفتت مها يوم سمعت الصوت استغربت وجودهم وما توقعت عمتها تعزمهم .. تكدر مزاجها لكن ما بينت شي .. " عليكم السلام والرحمة .." واجهتها وسلمت عليها .. " حى الله آمنه .. وشلونس .." تحفت مها آمنه .. " بخير الله يسلمج .. شلونج أنتي .." ردت عليها.. " بخير الله يعافيس .. يا مرحبا ومسهلا .. " دنقت آمنه على أم محمد تسلم عليها " مساج الله بالخير يمه .. شلونج .." .. " يامرحبا والله يا بنيتي .. طاب لونس وشلونس أنتى وشلون أخوانس .." ردت نورة عليها .." يسرج الحال فديتج .." كانت آمنه حلوة التقاطيع ولابسه فستان أسود حرير عارى وعلى صدره بروش كريستال كبير شكله يلفت النظر لصدرها اللى كان مزموم فى الفستان بشكل جذاب .. قارنت مها بين صدرها الصغير وصدر آمنه .. وكانت النتيجه لصالح الثانية .. خلصوا سلام على الضيوف ونادت أم محمد آمنه تقعد جنبها .. ومرت لولوة من جنب مها وهى تطالعها بطرف عينها وتبتسم .. " ماعليس منها .. تذكرى أن البيت بيتس .." همست لها موضى وهى تاخذ منها دلة القهوة .. عطتها الدله وهى تبتسم من ورا قلبها وراحت تشيل صينية الحلا صوب اللاه " وش أخبارس يا أم راشد .. وشلون البنات .." .. " بخير .. شلون مايد عساه مرتاح .." .. " الله ينشد منس .. الحمدلله مرتاح ومستانس دامه مع الجوري .." ابتسمت مها وهى ترد عليها بغيض ومرت صوب آمنه " وش أخبارس يا آمنه .. " .. " بخير الله يسلمج .." .. " تخرجتى والا للحين .." .. " تخرجت السنه اللي طافت واللحين اشتغل .." .. " ماشاء الله .. الله يوفقس .." .. " مشكورة الشيخة .." .. ولفت عنها مها وهى تحس وجهها بيتشقق من كثر ما تغصبت الابتسامه .. أشرت لموضى انها بتروح تشيك على العشا .. طلعت من الصاله وهى تأأفف .. حطت ايدها على وجهها تضغط عليه .. وش هالعالم يا ثقل دمهم .. شوي ولحقتها موضي وهى تضحك .. " أنتى هنا .." .. " وين تبينى أروح .." ردت عليها مها .." والله ان مرة اخوي هذي نكته .." .. " شفيها بعد .. " .. " تكلم عن اللى خطبوا أختها .. فلان مادرى وش فيه .. وعلان مهوب من مواخذينا .. خرابيطها واجد .. لا وتقول لو عند محمد اللى هو أخوى المحترم اخو مثله كان زوجته آمنه .." ضحكت موضي .. " هذي ما تستحى .. " استغربت مها من جرأة الللاه قدام نسوان ماتعرفهم .. " لأ ما تستحى .." ولفت عليها بوجه جاد " عشان كذا احرصى على رجلس .. الزمن ذا المره هى اللى تطرد الرجال .. فهمتى كلامى .." كانت نظرات موضي فيها كلام واجد .. " ايه .." ردت عليها مها ..ولفت موضي عنها ورجعت للصاله .. شوي ولحقتها مها وهى بالها مشغول باللي سمعته .. كان الكل يسولف ويضحك ومها مركزه على عمتها وشلون مستانسه وتسولف مع آمنه .. والللاه مثل الحية تبتسم بشماته كل ماطاحت عينها فى عين مها .. كان العشا بوجودها شي لا يطاق .. الله يعدي هالليلة على خير ..
::
::
::
صار وقت العشاء وقاموا الناس تعشوا بعد ما شيكت موضى ومها على الترتيبات .. وخلصوا وقعدوا يحلون .. كانت مها تطل على البنات كل شوي تتأكد أنهن تعشن ومهوب ناقصهن شي .. قامت ساره تغسل ايديها وأشرت لمها تروح معها .. " عسى تعشيتيى زين .." سألت مها أختها .. " ايه الحمدلله .. بس أبي أقول لس شي .. " ترددت ساره .. " قولي .. " ابتسمت مها وهى تشوف توتر اختها .. " أنا متبهدله مهوب عارفه اسوي شي ... " قالت ساره .. " ليه وش فيس .." سألتها مها .. " مادري .. كل شي يمشى بسرعه وماباقي على العرس الا 21 يوم .." ردت ساره وهى مرتبكه .. " زين وش مبهدلس .. اغراضس وجهزناها .. والكوشة واتفقنا خلاص مع الرجال وش باقي .." نشدتها مها .. " مادرى .. بس حاسه فيه شي ناقص .. وشي كبير .. " قالت ساره وصوتها يرتجف .. " تعوذي من الشيطان بس .. وركزى فى امتحاناتس مابقى شي .. " حاولت مها تهديها .. " مهوي تكفين قولي لماجد يخليكم تمسون بكره عندنا فديتس .. هذا لس من يوم ما أعرستي فوق الشهر تجين عندنا بس ساعه وتروحين .. تكفين قولى له .." ترجتها ساره وهى تمسك ايديها .. " ان شاء الله باقول له لا تحاتين .." طمنتها مها .. " بكره زين .. والا ذلحين حياس معنا .. ومالازم ثياب الكبت حقس مليان .." كانت ساره محتاجه لأختها واجد .. " زين قلت لس .. بس مهوب ذا الليل .. يمكن بكره .." ردت عليها مها .. سكتت ساره يوم دخلت عليهم العنود عشان تغسل ايديها .. " الله يغنيكم ويكثر خيركم .." شكرتها العنود .. " جعل فيه الف عافيه والله .." ردت عليها مها بابتسامه .." الله يعافيس فديتس .." .. " هاه متى ناوية تشرفين بيتنا يا عنوده .." نشدتها مها وهى تبتسم .. " الله العالم .." وقلب وجه العنود الوان .." الله يوفقس بس ونفرح فيس .." قالت ساره .." أنتم السابقون ونحن اللاحقون .." ردت عليها العنود وهالمره صار دور ساره يتلون وجهها بعشرين الف لون ومها تضحك عليهم ..
كانت بسبوسة مها ماخذه الجو .. " ماشاء الله يا أم محمد .. طباخكم كل شي يعرفه حتى البسبوسه .." قالت أم فهد .. " ايه معلمته موضى والبنات .." ردت نورة بفخر .. " حتى الحلويات يعرفها ..؟؟" نشدتها أم فهد .. أم ناصر كانت ساكته لأنها تعرف شغل بنتها .. ومع ذلك ماعلقت .. " ايه كل شي يعرفه .." ردت نورة بثقه .. "بس ياأم محمد هذا مهب شغل مها .." نشدتها منيرة أم ناصر .. " هآآه .. والله مادرى البنات وصوا على العشا والحلويات .." ترددت نورة وهى تجاوبها .." هذا شغلها وأعرفه من بين الف .. " ردت منيرة وهى تبتسم .. " مها ماشاء الله عليها مرة وراعية بيت .. الله يوفقها ويرزقها الذرية الصالحه ويعوضها خير .. " دعت لها أم فهد .. " آمين .." ردت منيرة .. " اللحين الكتب تعلم حتى الشغالات .. ماعاد فيه شي كايد .." علقت اللاه بفتور .. " على كذا تعرفين تطبخين يا أم راشد .." ردت عليها أم فهد .. " ويه وشعليه أطبخ .. ابوي الله يطول بعمره حط بدال الطباخ اثنين وبدل الشغاله خمس .. ومحمد موب مقصر علي بشي .. شله التعب والغثا اروح أطبخ .." ردت الللاه وهى تفر اثمها .. " الحمدلله .. كلنا عند خدم وحشم .. غير المره السنعه هى اللى تعرف للمطبخ لاحتاجت لعمرها .. الخدم مهوب دايمين للوحده .. والرجّال يحب ياكل من ايد مرته .." ردت أم فهد ..
" ولعت بين خالتى وبين الللاه .." همست روضة بصوت واطى فى اذن مها .. خلها عسى تولع في ثيابها .. ردت مها فى خاطرها .. " هذاك أول يا خالتى .. اللحين المطاعم ماتقول لا .. " ردت لولوه بوجه قوي .. " دام الرجال مهوب مقصر على المره وحاط لها خدامات تفرغ له ولبيتها وتخلى الطبخ للشغالات .." تدخلت نوره فى الكلام .. " تسجيل حضور لامى وتهدئة موقف .." رجعت روضه تهمس فى اذن مها .. اللى دنقت وهى تبتسم .. " كذا والا كذا .. البسبوسة تجنن .. جعل ربي يسلم ايدين أم عبدالله .." ردت موضي تحاول تسكر الموضوع .. وجه مها ضرب ألوان من الاحراج لما قالت موضي أم عبدالله .. والللاه رفعت عينها لموضى اول وبعدين لفت على مها تبتسم من طرف اثمها .. " اللهم آمين .. ويسخر لها هى ورجلها " ردت أم فهد وهى تطالع مها بمحبة ..
البنات مدحوا التشيز كيك حقت مها والعنود خذت طريقتها منها .. وموضي طاحت فى البسبوسه وسحبت دلة القهوة جنبها وقعدت تاكل .. وام محمد ماعلقت بشي .. شوي ودق جوال روضه .. طلعت برا الصاله ترد عليه .. لحظات ورجعت تقول لأمها أن فهد ولد خالتها يبي يسلم عليها وأنه واقف برا هو وماجد .. يقول يدخل والا تطلعون له .. " لا يا حبيبتى بنطلع له .. حتى أنا أبي أواجه ماجد .." ردت أم فهد وخذت جلالها عشان تطلع .. وقامت هى ونوره .. مها طلعت وراهم عشان تشوف بنتها .. دخلت عليها كانت تلعب عند فاطمه وتنعس .. " حطيتى لها عشا .. " نشدتها .." لا مدام .. " .." حسبي الله عليس ليه لا .. كان قلتى لى الخدامات فى البيت اربع .." تضايقت مها وقامت مها للمطبخ عشان تحط لبنتها عشا .. فكرت العيال برا والا دخلوا البيت عشان يسلمون .. يوم طلعت ورا عمتها وأم فهد كانوا العيال برا .. خلنى أروح بسرعه للمطبخ أجيب عشا للجوري .. خطفت مها بسرعه فى المسافه اللى كانت فاصله بين الحجر الداخلية وبين المطبخ .. وما انتبهت أن العيال كانوا موجودين عند الباب الداخلى وأن ماجد شافها ..
عشت مها بنتها وغيرت لها ولبستها بيجامه وخلتها راقده عند فاطمة .. ورجعت للصاله تشوف من بقى من العرب .. سمعت صوت ضحك ماجد .. معقوله للحين واقفين يسولفون .. طلعت وحده من الشغالات من المطبخ وأشرت لها مها تعالى .. ويوم جاتها سألتها من اللى واقف برا .. قالت هذا بابا ماجد مع واحد حرمه .. طلعت مها تشوف من اللى واقف معه برا .. انصدمت يوم شافته واقف يسولف مع آمنه .. " ولا يهمس .. مايصير خاطرس الا طيب .." .. " مشكور ماتقصر .. قالت لى لولوة ماحد بيساعدج الا مايد .." .. " توكلى على الله وأنا بنفسي بأتابع الموضوع .." .. " أعتمد عليك يعني .." ردت آمنه بدلع .. " اعتمدى على الله وان شاء الله خير .." قربت منهم مها وهى تبتسم ابتسامه صفراء .. انتبهت لها آمنه وعدلت شيلتها على راسها " خلاص .. اذا بغيت شي كلمنى اوك .." .. " ان شاء الله .. يالله مع السلامة .. " وصد ماجد وهو يشوف مها وطلع بدون ما يكلمها .. ولفت آمنه بعد بتدخل للصاله " لحظه .." نادتها مها .. " تكلمينى .." سألتها آمنه ببراءة .. " ايه أكلمس .." .. واجهتها آمنه وهى تنزل شيلتها عن شعرها وتنثره .. " خير .." .. " أشوفس تكلمين ماجد .. عسى ماشر ..؟" سألتها مها بتوتر .." مافيه شر .. بس أنتى ليش تبين تعرفين ..؟" سألتها آمنه وهى تبي تضايقها .. " وهذا سؤال .." ابتسمت مها ببرود .. " موضوع خاص بينى وبين مايد .." ردت آمنه وهى تكتف ايديها على صدرها .. " أهاااا .. وهالموضوع سر ؟؟.." ردت مها .. " تبين تعرفينه أسأليه .. يمكن يقولج .." وابتسمت آمنه بدلع ولفت عنها .. سكرت مها ايديها بتوتر ملحوظ .. وهى تتنفس بضيق .. مهوب من حقها تكلمه كذا .. تطلع قدامه كذا .. مهما كان هذا مهوب محرم لها .. وأنتى وش يهمس منها .. ماتهمنى بشي .. بس منهى عشان تكلمه بشي خاص .. وشو السالفه اللي بينها وبينه .. وليش يوم شافنى سكر الموضوع وطلع .. وش قالها عشان تكون واثقه من نفسها كذا وتكلمنى بكل جراءة .. تجمعت الدموع فى عيونها بسرعه .. مسحتها بطرف اصبعها ورجعت للمطبخ تشرب ماي .. مرت الحمام رتبت شكلها وطلعت للصاله .. دخلت عليهم وهى تبتسم .. كانت آمنه لازقه فى أختها وتشاورها بصوت واطي .. وتضحك .. قعدت جنب موضي " وش طافنى .." سألتها .. " ولا شئ .. ليه .." ردت موضي .. " آمنه كانت برا تكلم ماجد .." .. " فتحت موضي عيونها " وش .." .." اللى سمعتيه .." .. " وش تبي منه .." .. " علمى علمس .." سكتت مها وموضي لفت تشوف مرة أخوها وأختها اللي قاعدين يضحكون بصوت واطي ..
::
::
::
خلص العشا والضيوف سروا .. كانت مها تعبانه على الاخر ومافيها شدة حتى تمشى .. شلت بنتها وراحت لقسمها .. دخلت وسمعت صوت التلفزيون في غرفة ماجد يشتغل .. قفلت الباب وطلعت الدرج تشيل بنتها .. دخلت غرفتها وحطت بنتها على فراشها ورجعت تقفل الباب .. غيرت ملابسها بصعوبة وغسلت وجهها ورقدت على طول .. صحت يوم الجمعه وطلعت تسوي فطور للجوري .. شافت باب حجرة ماجد مفتوح .. نزلت جلالها على صدرها ودخلت .. كان ماجد يمشط شعره عقب ما تسبح للجمعه .. " صباح الخير .." .. " صباح النور .. " .. " تبي أسوي لك فطور .. " .. " مشكورة .. " طلعت عنه مها ومازادت ولا كلمة .. جهزت له الفحم تحت عشان يتدخن قبل يطلع .. وعلى نفس المنوال .. مرت ايامهم .. برود فى التعامل كلام محدود جداً .. إن دخل لمكان طلعت هى .. وأن تكلم سكتت .. والجدار اللي بينهم يوم عن يوم يقوى ويرتفع .. حتى كأن الواحد منهم ماتزوج .. بس عايش بعيد عن أهله .. استغنى ماجد بنفسه وأحاسيسه عن وجود مها .. وتعودت مها على غياب ماجد عن حياتها .. وحاولت تعّود بنتها اللى ظلت الحلقة الوحيده بينهم .. في ليله انتظرت مها ماجد عشان تطلب منه تروح لأهلها .. رجع قريب 11 ونص .. كالعاده المكان هادي .. وهو طالع على الدرج انفتح باب غرفة الجوري .. تلقائياً رفع راسه .. شافها واقفه .. معقوله تنتظرنى ..؟؟.. " السلام عليكم .." سلّم بصوت واطي .. " عليكم السلام .." ترددت شوي " بغيتك بموضوع .." تكلمت مها .. " خير ان شاء الله .." وقف ماجد على أخر درجه يطالعها .. " تدرى عرس ساره الأسبوع الجاي .. وهى محتاجه إنى أكون جنبها .." وسكتت " زين روحي لها .." رد ماجد ببساطه .." أبي أمسى هناك .." ردت مها .." متى .." سألها .." الأسبوع الجاي كله .." .. رفع ماجد حواجبه مستغرب " كله .." رد عليها .. " أغراضك كلها مرتبه وتكفيك اسبوع وزياده .. عيشتك عند بيت عمى .. وأظن وجودى مثل عدمه .." ردت عليه بهدوء ..سكت ماجد شوي وهو يدقق فى ملامحها .. " خير ان شاء الله .. روحي لها .. " رد عليها بصوت ميت الأحساس .. مشى من جنبها ودخل غرفته وسكر الباب وراه .. وقفت مها لحظات تشوف الباب المسكر .. دنقت ورجعت لغرفتها وسكرت بابها ..
مر آخر اسبوع قبل عرس ساره بتوتر شديد .. كانت مها تتابع أخر ترتيبات العرس .. وتطلع ملابس ساره الباقية عند الخياييط .. وترتب غرفتها .. اللى امتلت من الأغراض .. واضطرت مها تفضي الكبت حقها عشان تحط باقي أغراض ساره وتكون حجرتها مرتبه شوي عشان ما يزيد توترها اللى مهوب محتاج شي يزيده .. يوم الثلاثاء وصلت الحناية .. دخلتها مها الصالة ودخلت تعلم سارة .. دخلت عليها مالقتها في حجرتها .. دقت باب الحمام " السوري .. الحناية هنا اخلصي اطلعي .." .. انفتح الباب وكان وراه وجه السوري المنتفخ والمحمر من البكا .." بسم الله عليس وش فيس .." .." ما .. مافيني .. شي .. بس .. مابي .. اعرس .." كان كلام ساره مقطع لانها تشهق وهى تبكى .." تعوذي من الشيطان بس .." ضمتها مها لصدرها وخلتها تطلع اللى في خاطرها كله " توس اللحين تنتبهين انس ماتبين تعرسين " قالت لها مها بمزح .. وهذيك من سمعتها زادت في البكا .. ضحكت مها " والله أنس خبل .. اللي مثلس تحمد ربها .. عند أهلها وعند ولد عمها .. واللى مثل أحمد ما ينخاف منه .. تعوذي من الشيطان بس .." حضنتها لين حستها هدت .. " يالله فديتس .. خلي المره تدخل عشان تخلصين .." مسحت مها على راس أختها .. " طلبتس قولى تم .." .. " تم وأنا أختس .." قالت لها مها .. " تحنين معي .." رفعت ساره راسها تشوف وجه أختها .. " بس .." ردت مها .. " لا بس ولا حاجه .. أنتي تممتي لي .. من لى غيرس يفرح معي .. " دمعت عيون ساره وهى تحاكيها .. بكت مها وضمتها لصدرها ..
تحنت مها وساره والجوري ومنيرة حتى فاطمة .. تحنت معاهن .. وجاء يوم الأربعاء الأخير في حياة ساره كانت مثل اللي عايشه حلم .. ومجرد ماتصحى منه راح ينتهي ..قضت ليلتها الأخيرة مع أختها على فراش واحد .. وصار فجر الخميس ..
قامت مها من بدري تجهز أغراض أختها رن جوّالها وهى ترتب الأغراض .. تركت اللي في ايدها وراحت له " الو .." .. " حى الله العروس .. " كانت صوت موضي .. " الله يحييس .. شلونس .." تحفتها مها .. " بخير جعلس بخير .. شلونس انتى وشلون ماجد .." .." يسرس الحال بخير .. شلون تركى والعيال .." .. " ابد ماعليهم .. بخير وسهاله .." ردت موضي وسكتت " اقول مها .. وش أخبارس مع ماجد .." سألتها بتردد .. " الحمدلله .." ردت مها بكلمتين .. " الحمدلله يعني معاملته لس زينه .." رجعت موضي تنشدها .. " الله يعين .." .. " مها .. اسمعيني وأنا أختس .. ماجد غير عن المرحوم وقلتها لس ألف مره .. صدقيني قلبه قلب بزر وتقدرين تكسبينه .. أنا تكلمت معه وقلت له الموضوع كله .. حتى سالفة التلفون علمته بها " وضحت لها موضي .. " بس أنا أحسه ما صدقس .. عيونه تقول كذا .. " .. " معليه عطيه وقت .. وأنا متأكده متى ماعرفس بيعرف طيبتس وبيعرف ان الله يحبه يوم صرتي من نصيبه .. " كانت موضي تكلم وهى تسمع صوت تنفس مها المضطرب .. " مهوي .. خلس ذكيه ولا تضيعين ماجد من ايدس .. مصيره يصدق لكن كل شي بايدس .. " .. " وش اللى بيدي بس .." ردت مها بيأس .. " باسألس سؤال .. سؤال واحد بس .. وعليه يعتمد كل شي .. أنتى تبينه والا ماتبينه .. " ..
صارت الساعه 12 وكان لازم يمشون كلهم للفندق .. فى زحمة الأسبوع اللى فات كان صعب على مها تتذكر ماجد .. الا فى لحظات سكونها فى الليل .. ما اتصل يتطمن .. ولا حتى أرسل مسج .. شكله ما صدق انى اخليه .. حتى لو اتصل في ابوي يتطمن علينا ما يكفي .. ايه وش عليه دام بينه وبين آمنه سوالف خاصه .. تكدر خاطرها يوم تذكرت الموضوع .. كلام موضي خلاها تشيل همّ جديد .. خلها تخلص الليله من ساره .. وعقبها بيحلها ألف حلال ..
مرّ الوقت بشكل سريع غير معقول .. صارت الساعه 9وربع .. دخلت مها الحمام تلبس فستانها الذهبي وخلت ساره برا تخلص اخر اللمسات على مكياجها وشعرها .. حست أن مقاسه صار أكبر .. أو هى ضعفت .. مهوب مشكله .. وسيع أحسن من ضيق .. لفت تشوف تسريحه شعرها اللى كانت رفع ومكياجها الحلو .. لبست صندلها الذهبي وطلعت برا .. طلعت من الحمام كانت مدنقة .. رفعت راسها وتفاجأت ..
كانت سارة وسط غيمة حرير سكرية .. كانت أختها قدامها لابسة فستان العرس .. واقفه وايدها تنتفض وشفايفها ترتجف وعيونها تلمع بالدموع .. " لأ .." مشت لها بسرعه " الليلة ليلة فرح فديتس .." كانت ساره بديعة المنظر .. ماتوقعتها مها بتكون هالشكل .. قعدت عشان تثبت لها الكوافيرة الطرحه .. قعدت مها تقرا عليها .. كانت ايدين ساره مثل الثلج .. جهزت وكان لازم تنزل .. دخلوا عليها بنات عمها عبد الله .. موضي لابسة فستان أخضر .. ونوف فستان اسود .. وروضة فستان اصفر .. اتصلت عليهم العنود .. ونادوها بعد .. جات المصورة وكانت فرصه يصورون قبل الزحمة .. وجود البنات معها خفف عليها هم اللحظات الصعبة الجاية .. وجا دور أبو ناصر .. دخل وعيونه دموع .. باس راس بنته .. ومسكته مها عشان يصور معاهم .. للحظات وقف يتامل بنته .. خرت دمعه من عينه كسرت قلب ساره .. صد أبوها وطلع .. دخلوا عليها البنات من جديد عشان ينزلون معاها .. دخلوا قبلها وسكروا الباب عشان الزفة .. وقفت ساره عند باب القاعه المسكر .. وصوت دقات قلبها غطى على صوت الزفة .. انفتح الباب .. ماعرفت تمشى والا لأ .. ماتسمع غير طنين قوي فى اذنها .. التفتت لمها اللى أشرت لها تمشى .. ومشت ساره .. على صوت محمد عبده ..
هذا المسا للحب للشوق للمواعيد
هذا المسا في القلب شمع وأغاني وعيد
هذا المسا لك أنت .. هذا المسا لك أنت
مهما تكون بعيد .. مهما تكون بعيد ..
زغاريد فرح وتبتدى الزفة .. لعيون ساره ..
][`~*¤!||!¤*~`][
لعيون ســــاره][`~*¤!||!¤*~`][
لعيون ساره تشرق الشمس وتغيب
نبض الحياه بخافقي من نظرها
بنت القصيد اخت النجوم المراقيب
وجه السنين المقبلات وقمرها
كن اسمها عطر القلم والمكاتيب
لامن بدت فيه القصايد شهرها
من بعدها مالي جروحن معاطيب
من بعدها عيني هجرها سهرها
هذا غلاها له بالاعناق تجريح
انشد وتلقا بالمحاني خبرها
هي مطلبي هي لاتعدى المطاليب
هي بسمتي ايامي وغيري قدرها
بنت الرجال اللي بهم ينظرب صيت
افعالهم بحبر القلم ماحصرها
مادامها تسند على القلب تجريب
معذور لو قلبي وروحي نهرها
مشت ساره .. بين الهزج والأغانى والفرح .. نجمة منورة وسط قاعة الفرح الداكنة .. يتبعها قلبين .. حبوها أكثر من كل البشر .. منيرة .. ومها .. قلبين بكوا قبل تبكى العيون .. بكوا فرح .. بكوا خوف الفراق .. بكوا أمل فى بكره .. كانت لحظات لا توصف .. ساره تمشى زي اللى تطير على سحابه .. تتبعها من بعيد عيون مها .. وصلت للكوشه .. وزغرد الكل .. والتموا الحبايب حولها .. أهل أحمد .. وأهلها .. صديقاتها .. مرت الساعات .. واتصل ابو ناصر على مها عشان تطلع أختها فوق .. رجلها ينتظرها .. وطلعت سارة وكنها بالحلم .. لبست مها عباتها وتغطت عدل .. غطت أختها عشان تطلع فوق مع أمها .. مشوا وكانت ساره ترتجف .. مها عورها قلبها على أختها .. قعدت تقرا عليها لين وصلوا الجناح .. لقوا أمه وخواته قد سبقوهم .. كشفت مها شيله ساره عن وجهها .. ابهرها النور .. والصوت والزغاريد .. مشت بدون شعور من اللى يدفها صوبه .. كان أحمد واقف قدامها .. عليه بشت بيج .. كانت عيونه تبرق بالفرح .. وعلى شفايفه ابتسامه .. تجمدت ساره .. وقفت جنبه ماتدرى شلون .. ابتسمت فى الصور بدون شعور .. لحظة بدا الكل يطلع .. والمصورة تصورها لقطات واجد .. ماتدرى ساره شلون قدرت تسويها .. والا شلون صبرت عليها .. " الله الله فيها يا ولدي .. تراها أمانه فى رقبتك " كان صوت أمها مبحوح .. وعيونها تدمع .. وين بتروحين يمه .. كانت ساره تشوف أمها تقرب منها وتحب راسها وتصد تطلع عنها .. قربت مها منها ووصتها على عمرها وعلى رجلها .. باستها وهى تبكى .. ليش يطلعون .. راح أحمد وسكر الباب ..ورجع لها .. وقف قدامها يبتسم .. بدت شفايفها ترتجف .. قرب منها .. مسكها بيديه الثنتين من ايديها ..
"
من كُتب الحب العتاق .. وتاريخ الفراق
وستاير الدمع الرقاق ..
جمعت قلبي غبار .. وقطع فخار ..
ومن على المرمر البارد ..
ومن ما نسته النار .. من غيمي المحروق ..
وحملت عيوني وركبت أول سفينه تبحر ..
على وجهي الاصفر .. خريفٍ طال ..
وسلال من رذاذ وملح ..
وفي صدري حجارة نسيوها بحاره ..
مروا علي فـ يوم ..
وقالوا تعال معنا .. وما كان يجمعنا ..
إلا الضياع والريح ..
راجع من الايام .. من الاحلام ..
ومن الف سناره .. مغروسة بقلبي ..
لقيت لي بشارة .. ما اغلى عطا ربي ..
أثر العمر ساره .. وموج البحر ساره ..
وكل المدى ساره ..
سافرت كل العمر .. وراجع احب سارة .. "
انتهت ليلة الفرح .. وكل رجع لبيته .. طلعت مها برا تنتظر ماجد .. عقب ما تأكدت أن أمها رجعت للبيت مع فاطمة والجوري .. كانت تعبانه على الآخر .. وماجد اتصل فيها عشان تنتظره .. وترجع معه للبيت .. قالت له انها بترجع مع أمها والجوري .. عيا .. قال خلي الجوري ترجع مع جدتها .. وهو بيوصلها لهم بعدين .. قالت لها أمها ترجع مع رجلها للبيت صار لها اسبوع عندهم .. عيب في حقها وفى حقهم .. قالت مها بتشوف وش يبي وبترجع للبيت .. جا ماجد فى موتره .. ركبت معه مها " السلام عليكم .." .. " وعليكم السلام .." .. حرك ماجد للبيت .. وهو يشوف طرف فستانها .. وايديها عليها حنا .. يالله .. يوم عرسنا ماتحنت .. ولا لبست كذا .. ليه ؟؟ شايفتنى ناقص .. والا غيري يستاهل وأنا لأ .. ضاق صدره واجد .. لكن مسك أعصابه .. " قلت تبينى في موضوع .. عسى ماشر .." التفتت عليه مها تنشده .. " نوصل للبيت ونتكلم .. راسي يعورنى من عقب العرس .." رد عليها وعيونه على الطريق .. صدت عنه وهى للحين متغشيه .. وصلوا بيتهم ونزلت مها .. فتح ماجد الباب و وسع لها تدخل .. دخلت قبله .. دخل وقفل الباب .. راح للمطبخ جاب له ماء وهو واقفه تشوفه .. مر من جنبها وطلع لحجرته فوق .. خذت نفس وطلعت وراه .. وقفت عند الباب برا .. " وصلنا البيت .. تكلم .." .. كان مشتاق لها .. بس مهوب قادر يقول .. حس بفراغ كبير عقب ما راحت لكن صعب يعترف .. التفت عليها ومشى صوبها .. مسكها من ايديها ودخلها للحجره .. مد ايده وقلبه مضطرب .. رفع شيلتها شوي شوي .. شافها .. بكل جمال وكل عذوبة .. حلمه القديم قدامه لحم ودم وروح .. فصخ عباتها وهى مثل المنومه .. عيونها ما فارقت عيونه ..
كان قلبها يدق بجنون .. وش عنده يا ساتر .. تبعته للطابق الثانى .. وقفت عند الباب ماتجرأت تدخل .. " وصلنا البيت تكلم .." .. ما تكلم.. لف عليها وهو مركز النظر عليها .. مشى صوبها .. جف ريقها .. وماعاد فيه مجال تهرب منه .. ثبتت مكانها .. وقف قدامها .. تعالت فى راسها اصوات الفرح والخوف .. حست فى صدرها الاف القلوب تنبض في نفس الوقت .. بلعت ريقها .. مد ايده لراسها .. غمضت .. حست بشعاع النور يلمس جفونها .. فتحت عيونها .. وقابلت عيونه .. المخلوقة عشانها .. وأطياف الشوق فيها تدور .. لمست ايدينه على جسمها نار .. انفاسها ريح تضطرب .. رفع ايدينها يشوف نقش الحنه .. قربها من نار شفايفها وباسها .. أحرقتها أنفاسه .. وجننت أسراب خيل تحت جلدها فزت تسبق الشوق فى جسمها كله .. قرب منها " مهـأ .." كان صوته مبحوح .. رغبة عمر مضى وحلم وعد جاي .. كان صوته كل الفرح وكل الحلم وعد بأجمل اللحظات .. بس .. بعد ما تنتهى اللحظة .. من أنا ..
" لا .. يا ماجد لا .." صرخت بصوت هامس .. عقد ماجد حواجبه مستغرب .. " ليه لأ يا مها .. ليه .." .. حست بأصابعه تنغرز فى لحم ذراعها .. " لأا يا ماجد .. أرجوك .." .. ضغط أكثر عليها .. حست بوجهه تغير .. اسودت النظرة فى عيونه .. " تبين تذبحينى .. تبينى أذل نفسي لس .. لا واللي رفعها سبع وبسطها سبع .. " كانت نبرته مخيفة قربها منه واجد .. حتى ما بقى بينه وبينها الا ما بين الشفه والشفه .. شافت انعكاس وجهها فى عيونه .. قال
هذا ثمر قلبـي تدلـى قبـل .. يأتـي موسمـه
مدي يدينك واجمعي فرقـاك مـن عـذق العتـب
أنا ثملت من الفراق اللـي خـذا وجهـي سمـه
شوفـي ملامـح غيبتـك تقـرا قبـل لاتنكتـب
في وجهي الشاحب وفي آهات صـدري ونسمـه
في ناضر عيون ٍ هميـل الوجـد منهـا ينسكـب
يا نور لحظات ٍ غدت مـن دون وجهـك معتمـه
وينك؟بدا هذا الحنين بجـوف صـدري يحتطـب
ياحب ٍ إجتـاح الضلـوع وفـج قلبـي وقسمـه
نصفين..وأزريت اجمع النصفين وغيابك سبـب!
حب ٍ بقى لـو واقعـه مـره بحاليـه.. صدمـه
عشق ٍ حيا رغم العطش في روض روحي معتشب
ليـت الغـلا ذنـب ٍ تجنـاه الخفـوق ويندمـه
وليت الصبر جرم ٍ اليا طاولـت همـي يرتكـب!
ليـت الغـلا ذنـب ٍ تجنـاه الخفـوق ويندمـه
وليت الصبر جرم ٍ اليا طاولـت همـي يرتكـب!
ليـت الغـلا ذنـب ٍ تجنـاه الخفـوق ويندمـه
وليت الصبر جرم ٍ اليا طاولـت همـي يرتكـب!
إلى متى وأنا اهيـن الوقـت وأرجـع واحشمـه
وأنا على رجم الوصال اشرف.. وأنادي.. وأرتقب
يـاأم العيـون الفاتـرات الناجـلات المغـرمـه
يا من رموش عيونها تشكي سبب عكش الهـدب
يامبسـم ٍ لـه ضحكـة ٍ تنطـق بشـي ٍ تبهمـه
يانبـرة ٍ لامـن حكـت كـل المعانـي تنقـلـب
ياللـي خذيتـي خافقـي قبـل اعرفـك واقدمـه
ياللي غيابك لحن ٍ تغنـي بـه أعـواد القصـب
عودي على قلب ٍ طواه الهـم والشـوق هزمـه
قلب ٍ معك غنايمه ضاعت ولاادري وش كسـب؟
أنا انتهيت وشوقي بصـدري بـدت لـه همهمـه
جمر انتظاري سَمدت ناره وانا صـرت الحطـب
حتـى ثمـر قلبـي تدلـى قبـل ياتـي موسمـه
هزي طرف جذعه تساقط لك من عذوقـه عتـب!
كرر البيت اللى بالنص ثلاث مرات .. وبكل مره يغرس سكين فى قلب مها .. كانت تسمع القصيدة وهى مهوب مصدقة .. وش يقول .. معقول .. كانت دموعها تنزل على وجهها بدون شعور .. ماعاد حست باصابعه اللى انغرزت فى لحمها .. يوم انتهى .. ارتجف دقنه .. دفها بكل قوته وراها على السرير .. وطلع من الحجره .. وتركها مذهولة .. لحالها .. ومع حقيقة قلب ماجد ..
::؛::
وتبتدى ليلة فرح .. وليلة حزن ,, ليلة وصل .. وليلة فراق ..
والحياة مجموعة حقايق .. ولكل حقيقة وقت .. ولكل وقت أحاسيس .. ولكل احساس قصة .. تبتدى وتنتهى داخل القلوب المحرمة .. حقيقة أحمد ظهرت فى سطور بسيطة ~ راجع أحب ساره ~ .. وحقيقة ماجد ظهرت فى نفس السطر .. لكن بشعور مناقض تماماً ~ أنا انتهيت وشوقي بصـدري بـدت لـه همهمـه ~ تدور فينا الحياة .. وكلنا نتحمل عاقبة اختياراتنا ..
::؛::
كانت هذي القلوب المحرمة على النسيان
أتمنى لكم قراءة ممتعة ..
وأنتظر ردودكم بكل الحب
عيدكم مبارك
فى أمان الله