::؛::
تعرفنا فى الجزء الأول على جزء من شخصيات قصتنا ..
واليوم نستكمل الأحداث وشخصيات جديدة ..
أتمنى ينال رضاكم هالجزء .. ومن الأسبوع الجاى ان شاء الله بتكون الأجزاء بمعدل جزء ثابت كل اسبوع ..
ولو قدرت أكتب اثنين راح أنزلهم ان شاء الله ..
::‘‘::
الجزء الثانى
الشخصيات :
أبو ناصر (خالد) - أم ناصر (منيرة) وبناتهم :
مها : أرملة عمرها 24 سنه . وعندها بنت (الجوهرة) عمرها سنه ونص.
ساره : طالبه جامعية عمرها 21 . متملكة وعرسها قريب .
" يا منيرة .. القهوة عندى رياجيل .. " دخل أبو ناصر صالة البيت عقب المغرب .. " ان شاء الله .. سارة قومى زينى قهوة جديدة لابوس .. " " زين يمه .. بس من اللى عنده .." .. " تبينى أروح انشده ..؟ " ردت عليها أمها .. تفشلت سارة وقامت " لا يمه وشعليه تنشدينه .. أنا بأنشده .." .. ضحكت مها وهى داخله تشل الجورى .. " والله انس ملقوفه يا سويره .. وش عليس من اللى عند ابوس .. ؟ قومى سوي القهوة ولا تحوسينها مثل كل مره " .. " اقول وش رايس تسوينها أنتى يا السنعه .." ردت عليها ساره .. " بأسويها وش عليه .. تراها قهوة ماهى بخروف .. بس انتبهى للجورى .." وه بس فديت الجورى .. تعالى عند خالوه خلى ماما تروح تسوى القهوة .." مدت يدها وهى مو مصدقه ان مها تروح وتسوى القهوة عنها .. " يا مال اللى ماني بقايله .. آمر عليس وتامرين على اختس اللى أكبر منس .." نهرتها أمها .. " يا يمه هى تحب تنفع .. وبينى وبينس قهوتها شي يفتح النفس .. ماهى بالماء اللى اسويه أنا .. " ولفت تناغى الجورى .. ابتسمت مها " زين انس اعترفتى .. اخذى البنت خلينى استعجل اروح للمطبخ .." عطتها الجورى و طلعت للمطبخ ..
" تعرفين يمه ان صديقاتى فى الجامعه يقولون قهوة اختس فيها سحر .. " قالت سارة وهى تلاعب الجورى .. " يكفاهم الله .. يهبون وش يبون باختس الضعيفة يتهورونها .. يكفيها اللى فيها .. الله يعوضها خير .. " .. " آمين يارب .. بس يمه هم موب قصدهم شي شين .. بس هم صادقين قهوتها زينه .. " .. " فديتها من يوم يومها مرة سنعه .. غير الحظ يا بنتى اللى ربس ماعطاها منه .. ما بغت تفرح وترتاح .. الا ويصير اللى صار .." .. " تهقينها يمه للحين تعبانه من الموضوع ؟؟" " تعبانه وبس .. هذى بنتى وأعرفها .. " .. " بس يمه كم مره فتحت معها الموضوع وما تكلمت فيه ولا اشتكت .. " " ومهى مشتكيه .. أعرفها .. اللى في قلبها ما يطلع لو تموت .. ما اقول غير الله يعوضها خير ويكتب لها اجر هاليتّيم اللى تربيها .. ويرحمها برحمته .." ..
::
::
::
كانت مها تتحرك بشكل آلى فى المطبخ .. ايدها تشتغل وعقلها يفكر .. من اللى عند ابوها لا يكون الرجال اللى خطبها ويبي الرد ذلحين .. ارتجفت ايديها وهي تكيل الهيل فى الدلة .. كان بتقول لى امى لو عندها خبر .. غمضت عيونها ودعت من قلب أن الله ييسر الامور .. وإن كان فى الأمر خيره يتممه وإن كان فيه شر لها والا لبنتها أن يرده ويكفيها شره .. تعبت من كثر التفكير فى الموضوع وبالنهاية وكلت أمرها لله سبحانه .. نادت الشغاله عشان تاخذ القهوة لابوها فى المجلس .. وجهزت صينية قهوة ثانية وخذتها لامها فى الصالة ..
"وين راحت الشيخه سارة والجورى .." " قامت تصلى المغرب و الجورى معها .. أنتى صليتى ..؟" سألتها أمها .. " ايه يمه صليت جعلنى قبلس .." .. قعدت مها تقهوي أمها وتسولف معها وجاتهم سارة وازعجتهم بلعبها مع الجورى ام سنه ونص .. وصوت ضحك الجورى الشي الوحيد اللى ينشر الفرح ولو للحظات فى قلب امها .. " اقول سويّر .. متى بتخلصين نروح السوق نتقضى لعرسس ترى ما بقى عليه شي " التفتت مها تكلم أختها .. " يا سيرة النكد .." تأففت سارة " وش اللى معجلس ذالحين .. باقى ست شهور على العرس .. " .. " ست شهور غير شهر امتحاناتس فى الجامعه .. وغير شهر رمضان .. وعقبه العيد .. كم بقى يا حلوة ..؟؟ حطى فى بالس هالوقت الخياييط مهوب فاضيين " .. تكلمت امها " اختس صادقة .. خلصى عمرس وعقبه اقعدى براحتس .. خرابيطكن يا بنات ذا الوقت واجد .. " ضحكت سارة ومها لان امهم بترجع مثل كل مره تقارن بين اعراسهم من اكثر من 20 سنه وبين اعراس ذا الوقت اللى على رايها مالها طعم ولا فيها بركة .. وقعدوا ضحك وسوالف لين دخل أبوهن ..
كان وجهه غريب .. وتعبيره صعب يتفسر .. البنات كل وحده شافت الثانية وفهموا أنهم يقومون ويخلون ابوهم مع امهم لحاله ..قامت سارة وخذت الجورى معها .. قعدت مها تقهوى أبوها اللى كان ساهم وساكت على غير عادته .. عقب ماتقهوى قامت مها بتدخل .. " اصبرى لاتروحين .. " نادى مها بدون ما يرفع راسه .. " خير يبه .. عسى ماشر .." .." اقعدي أبيس فى موضوع .." انقبض قلبها .. بشكل لا شعورى التفتت داخل البيت مكان ماتسمع صوت الجورى تلعب مع خالتها ..
::
::
::
" تدرين يابنتى .. الواحد مهو بضامن عمره .. والمره مالها الا العرس .. اليوم جانى رجال يطلبس .. " .. تجمد الدم فى عروق مها .. استغربت تردد أبوها .. وهى اللى كانت تظن ان هذى رغبته .. " قالت لى أمى .. وأنا فى شورك يا يبه .. واللى تبيه أنا موافقه عليه .. " تكلمت عشان توفر عليه الأحراج .. بسرعه رفع عيونه لها .. ما قدرت مها ترد النظر لابوها .. نزلت عيونها وايدها تلعب بالفنجال حق القهوة .. وأبوها ما كان قادر يتكلم .. أمها ضاعت بينه وبين نظرات بنتها المكسورة حست أن فيه شي فى الموضوع ناقص .. الرجّال اللى هى خابرة جاي له كم يوم .. وأبو ناصر يقول جاية اليوم ..!!! " من اللى جاك يابو ناصر .. ؟؟" .. سكت ابو ناصر دقايق كنه ماسمع السؤال .. " أبو محمد اللى جانى .." رفعت مها راسها.. مستغربة .. " ابو محمد أخوك عبد الله ماغيره .. " سألت ام ناصر .. " ايه هو ماغيره .. وجاى يخطب مها .. .."
وجاى يخطب مها .. ..
وجاى يخطب مها .. ..
وجاى يخطب مها .. ..
وجاى يخطب مها .. ..
تكررت الجملة فى راس مها بدون وعى .. تجمد كل شي فيها .. الا دموع ساخنه بدت تنزل من عيونها .. جاى يخطب مها .. .. جاى يخطب مها .. .. رجعت بها السنين لنفس الموقف ونفس الجمله .. كانت توها مخلصه الثانوية .. وكان العمر حلو بكل مافيه .. لا حزن ولا آلم ولا احساس قاتل بالذنب .. " مها .. وش قلتى .. "
" يخطبها لمن .." سألت أمها مستغربه .. " لولده ماجد .. " رد ابو ناصر بصوت واطى .. تكلمت مها .. بصوت ماكان صوتها .. " وش تقول يبه .. يخطبنى لمن .. " .. " يخطبس لولده ماجد .. " .. هدوء قاتل .. صوت تكسر قزاز كسر هالصمت .. " بسم الله عليس .. ايدس يا بنتي .. " سحبت امها يدها اللى جرحها الفنجال المكسور .. ورفعت كفها المجروح بشكل بشع .. صدمة كلام ابوها انعكست على يدها اللى ماسكة الفنجال .. كسرته في يدها بدون ماتشعر .. لون الدم وغزارته كانت دليل أن الجرح عميق .. " قومى للطوارى بسرعه .. " سبقها ابوها للسيارة .. دون احساس قامت مها ولفت يدها بفوطه .. لبست نقابها وعباتها وطلعت مع ابوها .. بدت تحس بدوخه .. من النزيف .. والا من صدمة الموضوع الجديد ؟؟ .. ماجد .. مالقيتوا غير ماجد ..؟؟
::
::
::
هذى آخرتس يا مها .. بتحملين الذنب لين تموتين .. لكن هالمره بيكون الهم أثقل والعقاب أقسى .. ومِن مَن .. من ماجد .. وش يبي منها .. اللى تعرفه انه يبي له وحده وابوه عيا عليه .. وش اللى خلاه يخطبنى أنا .. وش يبي منى .. وبعد ذا الوقت كله ؟؟ وش اللى ذكره فيني .. وراه مصيبه أعرفه .. الذيب ما يهرول عبث .. " اى ذيب يا ست مها .." .. " هآآه .. " .. انتبهت مها على صوت الممرضه اللى تنظف لها الجرح .. واللى شكل افكارها كانت بصوت عالى وسمعتها الممرضه .. رفعت عيونها لها وماتكلمت .. دخل ابوها وراه الدكتور .. " انتى لازم تنتبهين اكثر يا أخت مها .. هذا قزاز مو لعبه .. الجرح كبير ولازم له خياطه .. " .. " الحمد لله يادكتور بسيطه ان شاء الله .." .. تكلم ابوها .. " الحمدلله بس لازم تنتبه .. بنعطيك ابره بنج موضعى عشان نخيط الجرح وابرة مهدئ لأن شكلك فى حالة صدمة للحين .." كانت مها فى افكارها وما حست باللى يدور حولها .. كأنت فى عالم ثاني .. ولا كأن الدم اللى تشوفه ينزف دمها هي .. ولا كأن الجلد اللى ينشد عشان يسكر الجرح جلدها هي .. ولا كأن اليد اللى يخيطونها يدها .. يا ليت كل الجروح تطيب بسهولة والا تخايط كان ماحد اشتكى من زمانه .. وماحد تعذب لين يشوف له ربه .. انتهت عملية خياطة الجرح ولفوا لها ايدها بشاش مطهر .. " راح اعطيك حبوب مهدئة للألم .. ولازم تحافظين على جفاف الخياطه .. وبعد يومين تراجعين المركز الصحي عشان يغيرون لك على الجرح .. " ان شاء الله يا دكتور .. " رد ابو ناصر .. الدكتور من كثر هدوء مها ظن أنها يا ماتسمع أو ما تتكلم .. " مثل ما قلت لك .. لازم بعد يومين تغير على الجرح عشان ما يلتهب .." وجه كلامه لابوناصر .. " ان شاء الله .. " .. " الف سلامه عليها .. " .. " يعطيك العافيه يا دكتور ما قصرت .. " .. طلعوا من الطوارئ وكل واحد بعالم افكاره .. وصلوا البيت ونزلوا ودخلت مها لغرفتها وسكرت الباب ..
" هآآه يا بو ناصر .. عسى الجرح ماهو بكبير .. " .. " خيطوه لها وعطوها حبوب ولازم تروح بعد يومين تغير اللفه اللى على الجرح عشان ما يلتهب .." .. " يا عزتى لس يا بنتى .. الحمدلله جات على كذا .. بعدين الله يهداك يا بو ناصر هذا كلام تقوله قدام البنت " .. " وش كلامه اللى قلته .. " .. " موضوع ابو محمد و ولده .." .. " هذا اللى صار .. تبينى اكذب .. بعدين بنتس ماعاد هى ببزر .. ولازم تقرر عشان مصلحة بنتها .." .. " بس يابو ناصر هذا ما يجوز .. الخطبة على الخطبة ماتجوز .." .. " أنا ما كملت كلامى .. ابو محمد جاى ويقول .. كان المره تبي العرس ماجد ماعنده مره .. وهو أولى بها .. وكانها ماتبيه بنتنا ما يضمها غريب .. " .. " كيف بنته ما يضمها غريب .. بياخذ الجوهرة غصب ..؟؟ .. توها صارت بنتهم .. اللى ماحد منهم نشد منها .. " .. " البنت بنتهم .. رضينا والا زعلنا .. ومها لو تزوجت لهم حق ياخذون الجورى .." .. " كيف لهم حق .. وامها حيه .. يبون يقطعون نصيب البنت ..؟؟ " .. " يا منيرة .. ماجد رجال ماعليه كلام .. وكان مها بتسمع كلامى تاخذ ماجد .. تراه اقرب للبنت ورحم ودم .." رد ابو ناصر بهدوء .. " يا حسرتى عليس يا بنتى .. مالس حظ .." همست ام ناصر بهّم ..
::
::
::
على الكورنيش .. كان ماجد يتمشى بسيارته لحاله .. وكان يسمع محمد عبده .........
شبيه الريح ...
وش باقى من الآلآم والتجريح ..
وش باقى من الأحلام .. وش باقى من الأوهام ..
غير إنى .. الاقى فى هجيرك فيء .. والاقى فى ظلامك ضي ..
وأوقد شمعتى فى الريح ..
كانت الكلمات تسرى فى روح ماجد .. كانها تتكلم عن حاله .. حياته وقلة حظه فى هالدنيا .. " وش اللى سويته يا ماجد .. هذى ماهى بسواة عاقل .. وش سويت .. طعت شور ابوى .. وش كان بيدى أسوى .. كان بيدك تعيي .. البنت اللى هى البنت ذا الوقت ماتنجبر على العرس .. وأنت ماجد بن عبدالله تاخذ لك مره غصب ولا عندها بنت .. هذى بنت اخوى ماهى غريبة .. ويكفى انى باضمها وباعوضها حنان ابوها الله يرحمه .. وبنت اخوك توها تطرى عليك ..؟؟ له متوفى سنه ونص حتى مافكرت تمر وتشوفها .. جاي ذلحين تاخذ امها عشان تضمها ؟؟ ..
" هآآه يا ولد ماعندك نيه تعرس .." سأله منصور .. " ليه قالو لك خبل مثلك .. عشان اورط نفسي بمره وعيال .. خلنى اتمتع بحريتى احسن من التحقيق كل ليلة وينك جاى وين بتروح وهات معك وجيب .. " .. " ومن قال لك ان الزواج تحقيق وشرطة .." .. " مالازم حد يقولى .. أقرب مثل أنت .. الله يعينك بس .. " رد عليه ماجد ..
" والله ماعندك سالفه .. ماتعرف وش احساس ان فيه شخص يخاف عليك ويهتم فيك ..ويحاتيك لتأخرت ومارجعت .. احساس اللهفه اللى فى صوته لنشد عنك .." .. " مشكور يا الحبيب الله الغنى عن هالاحساس .. خلك أنت فى العسل بس .. وشلنى من راسك " .. رد منصور" قول آمين .. بس .." .. " يا ليل .. آمين .. وش بتدعى .. " ضحك ماجد وهو يشوف اخوه بطرف عينه .. " عسى الله يرزقك بوحده مثل مها .. " ..
لا اله الا الله .. كنها دعوة من اثمك لاثم مَلَك يا منصور .. الله يرحمك .. هذانى باخذ مها بنفسها .. مسح ماجد دمعه ازعجت سكون عينه .. تنهد .. ماحد ياخذ غير اللى ربه قاسمه له .. الله يكتب اللى فيه الخير بس .. رفع صوت ابو نورة .. وكمل مشواره بهدوء ..
::‘‘::
وبهالشكل .. انتهى فصلين من فصول بداية قصتنا ..
عرفتوا فيها شخصيات يمكن تعجب البعض ويكرهها البعض .. بس هذى حقيقة الحياة والواقع اللى نعيشه .. راح يكونون معنا لفترة طويلة نعيش ونتعايش معاهم بكل لحظه حزن قبل لحظات الفرح ..
وحتى نكون على وعد الأسبوع الجاي .. أترككم بحفظ الله ورعايته ..
ولا تنسون أن فيه ..
::‘ قلوب محرّمة على النسيان
‘:: :)