::؛::
تحكمنا الذكريات ولو غصب .. كل الحاضر اللى نعيشه انعكاس لقرارات وذكريات ومواقف الماضي .. كل صورة في الحاضر يعكسها طيف من الماضي .. ممكن يشجعنا نكمل طريقنا وممكن يكون عقبة في وجه المستقبل .. ومثل ما قلنا .. للظلم أكثر من وجه .. وعشان اللي رابطة الدم ممكن نظلم أنفسنا .. ونظلم الناس .. ونظلم ايامنا ..
مواعيد الفرح .. نادراً ما تكتمل بالسعادة .. إلا تمر علينا ذكرى فيها .. ذكرى انسان أو موقف أو حزن .. نتمنى وجود البعض .. ونذكر البعض بالخير .. والبعض يكون عايش بينا وبين الفرحه اللى نتمناها .. وكل ما اشتدت الرغبة بالنسيان صار حضور الماضي أقوى .. وصار تجاوز السد اصعب .. خاصه لو تعلق الموضوع بقلوبنا ..
الجزء السادس عشر
دخل ماجد بسيارته عقب المغرب للبيت .. لفت انتباهه موتر أخوه اللى واقف في نص الدرب للكراج .. هو ومرته .. شكلهم مهوب طبيعي .. طفى الموتر ونزل يشوفهم ..
" قلت لس الموضوع انتهى وماعندي كلام غيره .." صاح منصور بتوتر " مره بتمشين على كلامى حياس الله .. والا بيت ابوس وراس .." هددها وهو يرفع اصبعه في وجهها .. " أنت مثل ماخذيتنى من بيت أبوي تردني له .. تراك ما لقطتني من الشارع .. " ردت بصوت يرتجف .. " قلت لس خلصنا والجوال ماعاد به جوال .." ضرب الجوال باقوى ماعنده على الارض وتكسر عشرين قطعه .. انتبه منصور على ماجد جايهم .. " تعوذي من ابليس وعودي حجرتس .. وبكره يصير خير .." حاول منصور ينهي النقاش قبل ما يوصل أخوه عندهم ..
" السلام عليكم " سلم ماجد ببرود وهو يحاول يستوعب الموقف .. " وعليكم السلام والرحمة .." رد عليه منصور .. " عسى ماشر .. وش فيه صوتكم واصل لاخر الشارع ..؟؟"" سأل ماجد ويده تلعب بمفتاحه وهو ينقل عيونه بين أخوه ومرة أخوه .. " مابه شر .. خلاف بسيط " رد منصور بتوتر .. التفت ماجد على مها اللى صدت عنه .. " زين والخلاف ذا ما ينحل في البيت .. لازم صراخ وصدعه راس قدام الله وخلقه .." كان صوت ماجد بارد يبي يحسسهم بالغلط اللى سووه ..
نزّل منصور غترته " خلصنا بندخل داخل .. قدامي يا مها .." قرب منها .. طالعته بنظره حاده وابعدت عنه قبل يلمسها .. مشت صوب البيت بدون ما تلتفت لهم ولحقها منصور ..
" منصور .." ناداه ماجد .. " نعم .." رد عليه وهو معطيه ظهره .. " لا ترد علي وانت معطيني ظهرك .." كان صوت ماجد واطي ومع ذلك أجبر منصور يرجع ويلتفت له .. " وش الموضوع .. وش سالفة هالجوال المكسور .." سأله ماجد بشك .. " مابه موضوع .. مشكله بسيطه وحليتها " رد منصور وهو يتابع مها بنظره لين دخلت البيت .. " متأكد ؟؟ " كانت عيون ماجد مركزه على وجه أخوه المتوتر .. " ايه .." رد منصور بسرعه يبي يخلص .. " ترى بعض الأمور ما ينسكت عنها .." حذره ماجد .. " وش قصدك .." رفع منصور عيونه بخوف لأخوه .. " قصدي كل شي الا السمعه .. المره بدالها مره لكن سمعة الواحد وشرفه ماتعوض .." دنق منصور يوم عرف تفكير أخوه لوين وصل " الأمور بسيطه ما توصل للدرجه ذي .. لا تشيل هم .. " التفت منصور وراه صوب الجهاز المكسور ورجع شال الشريحه من الجوال ودخل البيت .. وقف ماجد يراقبه لين دخل .. والتفت بهدوء يشوف الجوال المكسور ويحاول يربط الأفكار اللي في راسه مع بعض ..
ضغط ماجد على راسه عشان يوقف الأفكار اللى اندفعت تملاه .. والشك اللى ياكل قلبه وماعرف له طريق يبعده .. واللى يزيد كل ما قرب وقت عرسه .. وتملاه ألم وخوف من الجاي .. وصارت تحرمه حتى النوم زي العالم .. اللي شافه وسمعه من أخوه بعدين يقول له أن مها خاينه .. واللى قالته له موضي وشافه عقب وفاة منصور شي ثاني مخالف للي في باله .. وش الصحيح و وين الحقيقة .. هى خاينه والا طاهرة ؟؟.. هى مذنبة والا بريئة ؟؟ .. يتبع قلبه والا يتبع عقله .. هالتشتت ذبحه .. عذاب نفسي ماحد يقدر يطيقه .. حتى هو عجز منه من كثر ما يفكر ولاهو بقادر يوصل لقرار .. يالله ترحمنى وتغفر لى كني ظلمتها وترشدني للحق .. يالله .. غمض عيونه يحاول ينام وهو موكل أمره للحي الذي لا ينام ..
::
::
::
انفتح باب غرفتها .. رفعت راسها تشوف من اللى دخل .. طلت ساره براسها " واعيه .." سألتها .. " لا راقده .." ردت مها عليها .. دخلت ساره وقعدت على طرف السرير قدام مها اللى كانت تقرا لها رواية وهي راقده .. " خير .. وش تبين .." سألتها مها وهى تنزل الرواية اللى في يدها وتشوف أختها .. " ولا شي .. بس قلت أجي أنكد عليس قبل ما أرقد .." قالت ساره بابتسامه .. تنهدت مها ورفعت الرواية ورجعت تقرا .. " أقول مهوي .. " تكلمت ساره بتردد .. " خير .." ردت مها من ورا الرواية .. " أقول وش بتسوين ذلحين .." نشدتها ساره وهى تراقبها بهدوء تحاول تفهم تعابير أختها الجامده .. " في وش ؟؟ .." ردت مها من ورا الرواية بدون اهتمام .. " عرسس اللى بعد كم يوم .." كملت ساره كلامها .. " ولا شي .." ردت مها وكان راسها للحين ورا الرواية .. " مهوي ترى ما يصير .. والله مهي بحلوة لا بحقنا ولا بحقهم .. وش بيقولون العرب عنس ..؟؟" سألتها ساره وهى تحاول تسحبها بالكلام .. " ماعلي منهم .. اللي له عندي ريال ياخذ بداله عشره .. " ردت مها بدون اهتمام و وجهها بعده ورا الرواية .. " كيف ماعليس منهم .. تبينهم ياكلون وجهس و وجه هالضعيف اللى ماخذس ويقولون مقصر عليها .." كانت ساره عارفه ان مها بتتضايق من كلامها .. بس تتضايق ذلحين أحسن ماتندم بعدين وتقول ليتنى سويت وما سويت .. نزلت مها الرواية وهى شوي وتدخلها فى حلق اختها من الحرة " تقولين لى الضعيف والعرب ..؟؟ والعرب وينهم يوم طلعت من بيت رجلى مطرودة .. وينهم يوم ربيت بنتى لحالى وماحد نشد عنها كنها بنت حرام .. وينهم يوم احتجت احد يوقف جنبي .. وهالضعيف وينه عن بنت اخوه ولحمه ودمه يوم ولدتها .. لا هو ولا أهله نشدوا عنها .. تبينى ذلحين أهتم لهم والا أنشد عنهم ؟؟ .." انفجرت مها بدون شعور في وجه أختها اللى انبهتت من كلامها وما قدرت ترد إلا بكلمة وحده ثبتت في راسها .. " مطرودة ..؟؟" كررت ساره الكلمه بصوت واطي .. " ايه مطرودة .. واللى طردنى اللى بياخذنى ذلحين .. الضعيف اللي تبينى اتعدل عشان الناس ما تاكل وجهه .. " قالت لها بصوت مقهور وسالت دموعها بدون ماتحس .. ساره انخطف لونها من ردة فعل أختها اللى ماتوقعتها كذا .." وش الموضوع زين علمينى .." قربت ساره منها وسألتها بصوت واطي .. " مابه علوم .. طول عمرس تنشديني ليه انا اخاف منه وليه أكرهه وليه رفضته يوم خطبني .. الانسان هذا ظلمنى بدون سبب .. ظلمنى بس عشان اخوه .. وجاي ذلحين يكمل ظلمه .. عرفتي السبب .." شرحت لها مها وهى مدنقة تمسح عيونها .. هزت ساره راسها بدون شعور وهي تحاول تفهم " وش فيه ظلمس .. فيه شي غير حلالس وحلال الجوري .." سألتها ساره بخوف .. " فيه حساب عمر كامل .. ما ترجعه فلوس ولا حلال .. فيه حساب شك للحين رصيده مفتوح في نفسه .. قاله لي من سنتين .. وللحين أحسه فى نظراته وتصرفاته يكبر كل ما شافني .. شك بيرافقه لأخر العمر صوبي .. شك مادري وش اللي يمكن يزيله من نفسه ؟؟ واللي أكيد بيزيد ذلحين .. وظلم مادري كيف أنا بأنساه ؟؟" ردت مها بحزن وقهر ياكلها من سنين .. " بس مهوي الناس مالها الا الظاهر .. ولو هو ظلمس تراهم مايدرون .. هم بيشوفون تصرفاتس أنتي وبيحكمون عليس أنتي .. مايدرون عن اللي بينس وبينه .. وبتطلعين قدامهم بالشينه لو سويتي اللى في راسس .. وبتغدين علك في حلق اللي يسوا واللي مايسوا .. وأنتي ما تستاهلين هالشي .. وأبوي ما يستاهل منس بعد .. " حاولت ساره تشرح لها بهدوء .. مها ظلت مدنقة تفكر في كلام أختها تدري أنه صح .. بس هي ماتقدر تسويه .. انتهزت ساره فترة الصمت وكملت كلامها " ما قلنا البسي فستان عرس وطرحه .. لكن لازم يكون شكلس مرتب .. عشان تقهرين العدو قبل الصديق .. وتدرين أن الناس يروحون للاعراس عشان يشوفون العروس مهوب عشان الاكل .. وماجد مطمع لبنات واجد .. " قالت لها ساره وهى تضغط على أخر جمله .. " ليتهن ياخذنه ويفكّنى منى .." ردت مها بيأس وهي مدنقه تمسح دمعه نفرت من عينها اليسار .. " مهوي .. البكا والعناد مهو مرجع لس شي ولا هو بماخذ لس حقه اللي تقولين أنه عند ماجد .. وعنادس هذا هو اللى بيضيع عليس كل شي .. أنتى بس بطيبتس وبتصرفاتس الصح صدقيني تقدرين تشيلين أى شك وأى حاجز بينس وبينه .. وأنا متأكده أنه لمن عرفس عدل أنه بيموت في التراب اللي تمشين عليه .." نصحتها ساره .. " خلينى أفكر.. وربس يعين .." ردت مها وهى تضغط على عيونها بايديها .. شافت ساره انه كفايه كلام لليلة .. ودامها بتفكر يعني فيه فرصه توافق .. " زين .. اقوم أرقد أنا بعد وراي دوام بكره .. امسحى وجهس وتعوذي من الشيطان " قربت وباست أختها على راسها وطلعت عنها وهي تحس أنها ضغطت عليها واجد .. بس يمكن هالشي أحسن عشان تخفف من توترها اللى البيت كله ملاحظه .. لفت مها تطمنت على بنتها وطفت الاباجورة وحطت راسها على المخده .. تعوذت من الشيطان وحاولت تنام .. برغم الدموع اللى سالت في الظلام ..
::
::
::
كانت تحاول تستقر في حياتها مع منصور .. خاصه أنها صارت حامل في بنته والا ولده .. فرحت يوم عرفت انها حامل .. بس فرح مليان خوف من الجاي .. لكن قالت يمكن هالطفل يقدر يجمعنا بشكل أقوى .. ويثبت حياتنا سوا .. ويعوضني عن كل شي تمنيته في حياتي .. كانت منحرجه شلون تبلغه بالخبر.. ويوم قالت له تقبل الخبر بهدوء هذا إذا ماكان برود .. ماكانت ردة الفعل اللى تخيلتها بس قالت زين أنه ما زعل .. بعدها حسته تغير أكثر .. كان يتأخر واجد في الليل .. ليلة الجمعة والسبت يطلع ويقول مع اخوانه والعيال .. لو حاولت تتصل فيه خطه دوم مشغول .. كانت هي فى فترة الوحم وتعبانه حتى أنها تكلمه .. أو تدقق على تصرفاته .. لين كانت ليلة ..
رفعت راسها عن المخده .. كأنها سمعت صوت سيارته .. شافت الساعه كانت قريب 3 الفجر .. طلت من الدريشة شافته في السيارة يتكلم بالجوال .. استغربت وش هالمكالمه الضرورية تالي الليل .. انتظرته .. لكنه تأخر .. ساعه ونص وهي على أعصابها .. حست فيه دخل القسم .. سوت روحها راقده .. سمعته يدخل .. نزل مفاتيحه وجواله على الكومدينو .. صوته يفصخ ثوبه ويقطه على الارض .. دخل الحمام .. رفعت راسها وقلبها يدق بجنون .. نزلت من السرير وراحت لجواله وايدها تنتفض .. دقت أخر رقم .. وحطته على أذنها .. وظلام الغرفة يحيط فيها .. شافت نور .. باب الحمام انفتح .. التفتت بعيون تجمدت فيها الدموع صوبه ...
::
::
::
" هآه وش رايك .." سألته موضي بفخر .. كانت عيون ماجد تدور في القسم بدهشة " وش سويتي أنتى .." سألها بفرح ممزوج بدهشة.. " ما سويت شي .. شوية حركات عشان يكون المكان لايق فيك وفي بنت خالد .. أنت مفكر عمرك رخيص عندنا ؟؟ " ابتسمت موضي وهي ترد عليه .. تغير القسم واجد .. اي تغير بس .. هذا شكله مكان ثاني مختلف .. الصاله صارت أحلى .. الزرع اللى في الزوايا عطاها حياة .. الخداديات المطرزة كانت حلوة .. الزولية اللى في نصها عطت المكان فخامة .. اللوحات كانت حلوة .. الاباجورات .. الشموع .. ماعرف وش يشوف وش يخلي .. دق قلبه وهو يتخيل وش سوت في غرفة النوم ..
طلع معها الدور الثاني .. دخل غرفة النوم .. كانت الاباجورات عاكسة ضوء ناعم على الملحف الابيض الفخم اللى كان على السرير .. قرب منه ماجد يلمسه بشغف .. كان ملمسه ناعم ذكره بملمس يدها يوم عطاها الطيور اللي صادها في النعيرية .. المخدات كانت منثورة عند راس السرير بترتيب رايق .. الشموع على أطراف الكومدينو والفواحات المنتشرة في الغرفة .. الزولية عطت دفء للمكان وكسرت حدة اللون الغالب للقص .. طلع لغرفة الجوري وشاف الألعاب المصفوفة على جنب .. والاباجورة الصفراء على شكل دب حاضن شجرة .. والقصص في المكتبه الصغيرة والزولية على شكل ميكى ماوس بنص الغرفة .. التفت صوب السرير المفرد شافه بدون غطا .. كأنه يشتكى له .. عوره قلبه وصد عنه ..
كانت موضي تراقب تعابير اخوها وقلبها فرحان .. انها قدرت تعوض هالاثنين ولو بشي بسيط عن كل اللى مروا فيه .. حاولت تكون هذي أول خطوة عشان تجمع بينهم ويسكرون صفحة الماضى اللى غطت على ايامهم سنين .. " والله مادرى وش أقول لس يا موضي .." التفت ماجد لاخته عاجز عن التعبير .. " لاتقول شي .. الا أنك راح تبتدي حياتك ان شاء الله بقلب وعقل جديد .. وتترك الماضي وراك بكل اللى فيه .." قالت له موضي برجاء مرسوم في عيونها و وجهها .. " الله لا يحرمنى منس .." كانت نظرته لها كلها محبة وشكر وحنان .. خلت عيون موضي تدمع .. وهى تعرف وش كثر أخوها انظلم في حياته وتعب عشان الكل ومع ذلك كان آخر واحد يفكرون فيه .. " ولا يحرمنى شوفة عيالك قول آمين .." دعت من قلب صادق لأخوها .. " آمين .." رد عليها وهو منحرج .. " يالله هذي بطاقتك وهذي مفاتيح قسمك .. " مدت موضي يدها بالأغراض صوب أخوها اللى ما شبع من شكل القسم للحين .. " خليهم عندس .. " رد عليها .. " المفاتيح باحطها عند أمي .. والبطاقة مالى فيها حاجه فديتك .. خيرك واصل عسى يومي قبل يومك .. " قالت له موضي وهى تمد له البطاقة .. " ابد حلالس .. " التفت ماجد يشوف القسم من جديد .. تغير واجد عن ذاك المكان المظلم اللى شافه أول مارجع من السعودية .. ذا المكان فيه ريحة الحياة .. والوعود المقبلة .. والأمل .. والفرح اللي يتمناه يكتمل ..
::
::
::
مابقى على عرس مها شي .. وهي للحين ماردت خبر لاختها .. وموضي جننت ساره بالتلفونات تبي ترتب كل شي .. دخّلت ساره أمها اللي كلمت أختها وقالت لها أنها مهي بعدله تروح للعرب كأنها رايحه لعزا والا لعشا عادي .. حتى العشا العادي الوحده تعدّل له والناس بياكلون وجهها هي و وجه أهلها .. غير عن أنه بيكون هناك الصديق والعدو .. واللى جاي يفرح واللي جاي يشمت .. والمره العاقل ما تخلى لأحد عليها منقود .. ولو سوت الشي غصب عنها دامه شي يرفع راسها وما يوطيه .. ومها ما سوت شي غلط .. وهذا نصيبها وسالفة أن ماجد أخو رجلها لاهو بعيب ولا هو بغلط .. ولاهو بشي يخليها تخاف من الناس .. هذا نصيبها وماجد الف وحده تمناه .. ولو ما شاف فيها هي شي زود عن غيرها ماخطبها .. وكل اللي تبيه منها أنها ماتخلى لاحد عليها فرصه وأنها تكون مثل ما ربتها وعلمتها مرة(ن) عاقل ورزين ما تطلع منها العيبه ولا الغلط .. سكتت مها و وعدت أمها خير .. وقامت عنها تروح لغرفتها ..
اتصلت موضي في مها قبل العشا باسبوع .. وافقت مها انها تقعد على كرسي عشان الناس تبارك لها .. وحذرتها موضي لاتكون تسوي فيهم مقلب وتقعد بالعباة والنقاب .. ضحكت مها وقالت لها لأ .. بتلبس شي بسيط وماراح تفشلهم .. لكن اشترطت ان ماجد ما يدخل ولا يجلس معاها .. وافقتها موضي .. واتفقوا على التفاصيل ..
" هآآه وش قلتى لها .." سألتها ساره بفضول .. " ابدا .. قلت بالبس شي بسيط بشرط ما يدخل اخوها وهي وافقت .." ردت عليها مها .. " قالت لس وين بحطون الكوشة .." نشدتها ساره بسرعه .. " قلت لها ما أبي كوشة .. مكان مرتب بس استقبل فيه الناس ساعه يباركون وخلصنا .. تقول بيكون في القسم الجديد حق ماجد .." ردت مها وهى ترفع عيونها لأختها بتوتر.. " أريح .. عشان تاخذين راحتس وتكون الجورى عندس .." ردت عليها ساره وهى تلوح بيدها .. " وش عندي بعد .. بتكون جنبي .." ردت مها بعصبية .. " فوق راسس ياختي ولا يهمس بس لا تزعلين .. زين وش بتلبسين ..؟؟" سألتها ساره وهى تفكر وتحط اصبعها على اثمها .. " مادرى بأشوف لى قلابية والا بدلة مرتبه .." ردت مها بدون اهتمام .. " جدتى .. وش قلابيته اللى بتلبسينها .. صاحية أنتي .." فتحت ساره عيونها ع الآخر وهى تسمع كلام أختها اللي يقهر .. " وش تبيني ألبس يا حظي .. " ردت عليها مها وهى تحط يدها تحت خدها .. " فستان وش بعد .. وش رايس باللي خذيناه من الخبر .." اقترحت عليها ساره .. " لا هذا حق عرسس .. وبعدين شغله واجد ما ينفع .." رفضت مها اقتراح أختها .." وانتى تبين تلبسين ساده .. البسي ساري أحسن .." ارتفع صوت ساره وهى ترد على أختها .. " تطنزين ؟؟" قرصت مها عيونها فيها .. " أنا أدري عنس .. شوفى لو ما لبستى فستان بالبس مثلس ترى .. وعساني ألبس خيشه آثامي في رقبتس ترى " حذرتها ساره ..
" سويرة .. اطلعي من راسي .. ترى بأهون عن الموضوع كله .." هددتها مها .. " لا ياختى وش عليه تهونين .. بس والله الفستان حلو وخساره تخلينه لعرسي .. " ردت عليها ساره عقب ما غيرت نبرة صوتها للمسكنه .. " قلت لس لأ .. يعنى لأ .." صممت مها على رايها .. " خلاص بكره نطلع السوق ناخذ لس واحد خفيف.. ونمر نفصل لس عباة بعد .. " قامت ساره تخطط وهى تتكلم مع أختها بنفس الوقت .. " وش له العباة بعد .." سألتها مها مستغربة .. " بتروحين بعباتس القديمة ان شاء الله ؟؟" استنكرت ساره سؤال أختها وشافته عجيب .. " صدقس محتاجه لى عباة .. خير ان شاء الله نشوف بكره .. " ردت مها بهدوء .. وثاني يوم طلعن للسوق .. وخذت لها فستان بيج فاتح قطعتين تنورة وكورسيه مطرز خفيف وعليه شال ستان من نفس القطعه .. وشرت لها صندل عالى فضي غصب يوم حنت عليها ساره تاخذه في المحل .. ومروا محل العبايات وفصلت لها ثلاث عبايات بالغصب كانت شوي وتضرب أختها في المحل .. ورجعوا البيت ماتشوف من الصداع ..
::
::
::
اتصلت ساره على موضى وعلمتها بالترتيبات .. واتفقن على شكل الكوشه والوانها اللى مقاربة لفستان مها .. وطلبت منها تجيب أغراض مها والجوري وترتبها قبل العرس بيومين على الأقل .. منها تعرف ساره المكان ومنها ماعاد شي يشغلها عن أختها اللى بتكون قنبلة موقوته في ذاك الوقت ..
رجعت ساره لأختها " ترى حجزت الحنايه وبتجي يوم الثلاثاء .." أعلنت بسرعه وهى متخوفه .. " كنسليها .." بكلمه وحده قطعت مها كلام أختها .. " والله مانتى بصاحيه .. ماتبين تحنين .." قالت لها ساره وهي حاطه ايديها على خصرها .. " قلت لس كنسليها .." ردت مها بهدوء وكملت وهى مارفعت راسها عن الدرج اللى تنبش فيه .. " ترى وافقتكم على اشياء واجد لهنا وبس .." قررت وما التفتت حتى على أختها تشوف شكلها .. " بكيفس ياختى .. هذا عرسس أنتي مهوب عرسي .. بعدين مهوي أبي فلوس .. " طلبت منها ساره بخجل .. " كم تبين .." سألتها مها .. " تقريبا خمس الاف .." ردت ساره وهى تشبك اصابعها ببعض .. " وشو له .. " نشدتها مها وهى تشوف شكل أختها المريب .. " ابي أشتري لس هديه " ردت ساره بابتسامه عريضة يوم شافت نظرة الشك في عيون مها .. " الحمدلله والشكر بس .. البطاقة عندس في بوكي في الشنطه والرقم السري بتلاقينه في ظرف صغير معها .." ردت عليها مها ورجعت تدور في الدرج .." فديتس يا احلى مهوي .." قامت ساره وضمت أختها .. " تبيني أروح معس ..؟؟ " سألتها مها .. " وشلون تصير مفاجأة لو رحتى معي يا ذكيه .." ردت عليها ساره وقامت بسرعه عقب ماخذت البطاقة وطلعت .. البنت ذى مهي بصاحيه .. الله يعين اللى بياخذها .. قالت مها في قلبها ..
قامت مها الصبح وما لقت لا أمها ولا أختها .. قالت لها الشغاله انهم طلعوا من بدري .. توقعت مها انهم راحوا السوق .. أفطرت وفطرت الجوري وخذتها لحجرتها .. شغلت لها التلفزيون على الكارتون عندها وهى قامت تشوف كبتها وش ممكن تاخذ معها لبيت ماجد من ملابس .. سبحان الله شلون تتغير الأيام وتختلف .. من اللي كان يتوقع أنها بترجع بيت عمها مره ثانيه عروس عقب ماطلعت منه أرمله .. فرق كبير بين ذاك الوقت وهالوقت .. يمكن غياب الفرح كان الشي المشترك بينهم .. بس .. اللحين تحس بثقل في قلبها .. كأنها شايله حجر في صدرها .. يضغط على أنفاسها قبل ما يضغط على أيامها ولياليها .. مدت ايدها تلمس الملابس المعلقة .. كل ملابسها عاديه .. من زمان ما خيطت شي جديد .. أو شرت لها شي .. كأن الحياة تتوقف لما يتوقف القلب عن النبض .. وقلبها توقف من سنين .. حذفت قلابياتها اللى شافت أنهم أحسن الموجود عشان تروح فيهم لبيت عمها على السرير عشان تحطهم في الشنطة بعدين .. لقت لها كم جلال جديد حطتهم معهم .. فتحت درج ملابسها الداخليه .. صح قديمة بس زينه بعدين من اللي بيشوفها عشان تشتري لها جديد .. تنهدت وسكرت الدرج .. عندها أرواب النوم اللى شرتهم من الخبر مابعد لبستهم .. دورتهم لقتهم في اخر الكبت مثل ما خذتهم من المحل .. طلعتهم من الكيسة وحطتهم معهم على السرير .. كانت تتحرك بشكل آلي وفي عينها دمعه رفضت تنزل .. تدري لو نزلت راح تكون بداية سيل ما ينتهى من الألم .. وفي العمر اللي جاي باقي أنها تبكي كفاية .. المهم اللحين تتماسك عشان بنتها .. وعشان تقدر تواجه الأيام اللي جايه .. هالمره مع انسان تعرفه عدل .. وماراح تكون غشيمة وغبية مثل أول مره .. تعلمت الدرس عدل ودفعت الثمن غالي .. دفعته من عمرها وروحها وقلبها اللى مات لولا رحمة الله .. حفظ لها هالبنت اللى خلت عندها أمل في الجاي من الايام ..
رجعت ساره ومعها أغراض الدنيا وأكياس غريبه من محلات السلام وطقم شنط سفر واكياس محلات عطور عربية وأكياس محل الخياطة اللى حطوا عنده قلابياتها قبل يسافرون النعيريه .. دخلت مها على ساره الغرفه وهى تكوّم الأكياس فوق السرير .. " وش أنتي شاريه .." سألتها مها مستغربة من كثرة الأكياس .. " شوية أغراض .." ردت عليها ساره باختصار.. " طلعت قلابياتس من الخياط ؟؟.. " سألتها مها يوم لمحت كيسة الخياط .. " اي قلابيات ؟؟ ايه قصدس هذي طلع نصها ونصها عقب اسبوعين .. " ردت ساره وهى تفتح الاكياس وتسكرهم .. قعدت جنبها مها ومدت ايدها للكيس حق الخياط .. " وش تسوين .." سألتها ساره وهى تمد ايدها للكيس تخطفه من بين ايدين أختها .. " وجع روعتيني .. وش بأسوي يعني باشوف القلابيات .. " نقمتها مها يوم شافت سوات أختها .. " لا واللي يرحم والديس لاتفكينها خليها في أكياسها عشان ما تعفس .. مافيني بعدين أرتب وأعدّل .." ردت ساره وخذت الكيس بعيد عن مها .. استغربت مها ردة فعل اختها وتركت الكيس الثاني وقامت عنها وهى شايله في خاطرها منها .. " وين بتروحين .. " نشدتها ساره .." بأطلع اشوف أمي واحط غداها .. شكلس لفيتي بها الدوحة كلها وما رحمتيها .." طلعت مها بدون ما تنتظر رد أختها وما شافت ابتسامة ساره وراها ..
عقب المغرب دخلت سارة غرفة اختها اللى كانت مقلوبة فوق تحت .. وشافت قلابياتها وثيابها على السرير وعلى الأرض وحالتهم حاله وأختها حايسه على الأرض بينهم تشل وتحط .. " جايكم قصف ؟؟.." سألتها ساره بتمقت .. رفعت مها راسها لأختها بتعبير اللى مافهم .. " وش بلاس تشوفينى كذا .." نشدتها ساره وهى متكيه على حافة الباب .. " أنتى ما وراس شي غير التمقت ؟؟.." سألتها مها بضيق.. " لا وراى كل خير ان شاء الله .. وخري خليني اشوف .. وين ثيابس اللى بتاخذينها معس .. " سألتها ساره وهى تدخل الغرفة .. تنهدت مها ورجعت تشوف الملابس المكومة قدامها " والله مادري .." قالت وهى تحط ايدها على راسها .. " ذلحين ماتدرين ؟؟ .. يوم أقول لس قومي نخيط لس كم قلابية تلبسينها قدام العرب هبيتي فينى وكليتيني بثيابي .. ذلحين تقولين ما أدري .." ذكرتها ساره بكلامها لها قبل .. رفعت مها راسها لاختها بحزن .. " قومي بس .. خليني أشوف .. " قالت لها ساره و قعدت جنبها تدور في الثياب .. " الله يفشل العدو .. هذا بس اللى ينفع تروحين فيه .." فرزت ساره الملابس وطلعت بس اللى تشوفه ينفع تاخذه اختها لبيت رجلها .. " بس ..؟؟" انصدمت مها يوم شافت الخمس قلابيات اللى اختارتهم ساره .. " وش اسوي لس .. هذي العدله عشان تقابلين فيها العالم .. الباقي شماطيط " ردت ساره وهى تدور بين القمصان وطلعت لها كم تنورة وبلوزة .. " وهذي بالغصب بعد .. بأحط لس معهم كم بدي من اللى عندي " لمتهم ساره في ايدها وقامت بتطلع .." وين بتروحين بهم .." سألتها مها .. " بأعطيهم فاطمة تكويهم عدل وبأحطهم في الشنطة ".. وطلعت عنها .. شوي ورجعت لها بشنطة صغيرة من الطقم الجديد اللى شافته مها وقالت لها " حطي أغراض الجوري هنا .. ملابسها المهمه والباقي تقدرين تاخذيه عقب ما تستقرين هناك .." قالت ساره وهى واقفه حاطه ايديها على خصرها .. " بس هذي شنطتس أنتي .." قالت مها وهى تشوف الشنطة الجديده .. " لأا هذي هديتى لس اللي شريتها من فلوسس .." وابتسمت ساره ابتسامه عريضه .. خلت مها غصب تبتسم " حلال ابوه طالبوه .. هآآه " ردت عليها مها وهى تفتح الشنطه تشوفها .. " أنا مادرى لو أنى مهوب عندس وش سويتي .." قالت ساره وهى تتنهد وترفع عيونها.. " اى والله .. " ردت عليها مها وهى تبتسم ..
::
::
::
كان الوقت يمر وماجد مهو متخيل أنه فى اخر هالاسبوع بينتقل لقسم جديد ولحياة جديدة .. حياة كان يحلم فيها .. بس للأسف تحقق الحلم فى الوقت الضايع مثل ما يقولون .. تنهد ودنق وهو في سيارته .. كان واقف قدام قسمه عقب المغرب يشوفه منور .. عرف ان موضي وسارة هناك يرتبون أغراض مها والجوري .. وبكره موضي بتنقل أغراضه هو.. باقى يومين بس .. ضغط بايديه على دركسون السيارة بدون ما يحس حتى ابيضت مفاصله .. يومين بس .. ويعيش في المكان هذا معها .. مكان واحد بلا فواصل .. ولا حواجز .. الا اللي بيقدر يحطها هو عشان يحمي نفسه لا يضعف .. ولا ينهار وينسى اخوه .. اللى وقف بينهم بأول العمر .. وللحين واقف حتى بعد ما رحل ..
يوم الخميس .. كان الكل مشغول .. موضي في قسم ماجد ترتب كوشة مها .. وتدخّن غرفة النوم وتعطرها للمره العاشرة خلال اليومين اللى طافوا .. وفهد وتركي برا يشرفون على ترتيب الطاولات والبوفيه .. وماجد ومحمد في الصالة اللى حجزوها حق عشا الرياجيل يتأكدون من كل شي .. ومها ..
كانت مها تعيش ذكريات يوم شبيه بهاليوم .. بس الأول كان بقلب بارد واليوم تعيشه بقلب مهموم ونفس خايفه وقلب واجف .. اتفقت موضى أن مها تجى عقب صلاة العشاء عشان ترتاح وتاخذ وقتها قبل يسلمون عليها الضيوف .. وكلها ساعه أو اقل وتخلص منه هالصدعه كلها ..
العصر طلعت مها من الحمام بعد ما خذت لها شاور .. وكانت تنشف شعرها يوم دخلت عليها سارة .. " وين الجوري .." سألتها مها .. " راقده .. مهوي ترى الكوافيره برا .." قالت لها ساره .. " اى كوافيرة ؟؟ " التفتت مها لاختها باستغراب عقب ماكانت معطيتها ظهرها .. " اللي بتسوي لس شعرس ومكياجس .. " طاحت من يدها الفوطة وهى تسمع كلام ساره .. " ومن اللي قال لس انى باتمكيج والا باسوي شعري .." سألتها مها بغضب .. " حنّا وقلنا ماتبي بكيفها .. لكن وشلون بتلبسين فستان وبتروحين بدون مكياج ولا تسريحة ؟؟" كتفت ساره ايديها على صدرها وهى مستعده تواجه غضب أختها اللى شكلها واصله معها للاخر .. " ما يحتاج ترانى دايما اسوي شعري بعمري ومكياجي انا احطه .. " ردت مها وهى تدنق تلقط الفوطه من الأرض .. " معليه يا بسام فتوح .. هاالمره جاملينا وخلي المره تسوي لس المكياج .. اخلصي عشان يمديها تسوينى عقبس .. " ردت ساره ولا كأنها سمعت أختها تعيي .. " قلت لس مابيها .. خليها تشتغل لس أنتى وتخلص .. " صدت مها عن أختها تنشف شعرها .. " مالى شغل فيس .. ترانى طفشت منس وأنتى كنس بزر اغصبس على كل شي .. هذي المره جاتس وتفاهمي معها والا اطرديها .. وشوفي .. سالفة انس تروحين كذا شيليها من بالس .. وش بيقولون العرب لمن شافوس .. بيقولون أختها مثلها وأهل أحمد بيكونون هناك .. ترضينها لى .." نزلت دموع ساره وطلعت بسرعه قبل تسمع رد أختها .. تنحت مها شوي مستغربة موقف أختها وحساسيتها الزايده .. دق الباب ودخلت فاطمة وراها الكوافيرة اللبنانيه .. اللى دخلت وسلمت وحطت أغراضها وكأن المكان مكانها .. وقربت تفحص شعر مها و وجهها وتمدح تقاطيعها وبشرتها .. مها تفشلت تقول للمره اطلعى مانبيس عقب ماتعنت وجات .. وبدت اللبنانيه تفتح شنطتها وتظهر العدة ومها بالها مشغول مع أختها .. استأذنت منها وطلعت شوي .. دخلت حجرة ساره لقت الليت مطفى والجوري راقده على السرير بين المخدات .. راحت للحمام دقت الباب شوي شوي .. " السوري .." نادت أختها .. كانت تسمع صوت الماء بس .. " السوري .. ردي علي أنتى بخير .." سألتها بصوت خايف .. كانت ساره تضحك فى الحمام على التمثيليه اللي سوتها .. يوم سمعت صوت مها يناديها من برا تعبرت وهى ترد عليها " أنا بخير .. " .. " السوري فديتس اطلعي .. واللى تبينه بيصير .." تنهدت مها وهى توافق غصب .. قعدت السوري ترقص تحت الشاور .. " سوي اللى تبينه .. أنا تعبت معس .." ماقدرت ساره الا تكمل تمثيليتها على أختها .." سويرة خلصنا .. اطلعي خل المره تسوي شعرس وتضبط مكياجس عشان ما نتأخر .." قالت مها .. " مانى بمسويه شي قبلس .. إن سويتي سويت والا مالازم خلي الدريول يرجعها .." كانت ساره تدرى ان مها بترضخ لها .. تنهدت مها " اخلصي زين انا باسبقس .. لا تأخرين " قالت مها وهى تطلع من حجرة أختها .. كتمت ساره ضحكتها وهى مستانسه ان اللى في بالها صار .. وبدت تغسل شعرها بسرعه .. رجعت مها للكوافيرة وطلبت منها تبتدي فيها على بال ماتخلص أختها .. دخلت عليهم فاطمة بدلة شاهي وصحن بسكوت وفطاير .. سألتها وش لون فستانها طلعته مها لها من الكبت .. وبدت المره شغلها في مها ..
::
::
::
وفي ليلة الفرح .. كانت الصاله مليانه بالضيوف .. من معارف ماجد في البنك ومعارف أبوه وجماعتهم .. كان واقف في نص الصاله وابوه عن يمينه وعمه عن يساره .. وتركي وفهد بين الضيوف يستقبلون ويسلمون .. ويمرون على ماجد يقطون عليه نغزة ويمشون .. كان ماجد تعبان من كثر ما قام وقعد عشان يسلم .. حس ان ريقه ناشف وانه من سنه ما شرب ماء .. انتبه لغرشة الماء اللى قدامه لقاها فاضيه .. التفت للى قدام ابوه وعمه وكانوا بعد فاضيين .. رفع راسه يدور تركي .. اللى انتبه له وجاه بسرعه " هآآه وش فيك .." سأله تركي وهو يبتسم .. " ياخي عطوني ماء ذبحنى الظما " قال له ماجد بصوت واطي .. " لعنبو غيرك قربه .. تراك شربت ثلاث غراش قدامك وانت ماتحس .. بسك .." رد عليه تركي وهو يضحك .. " تريكي .. عطنى ماء قلت لك .. " كرر ماجد كلامه بصوت واطي وهو مسوي معصب .. " مهوب منك .. يا المعرس .. زين اصبر باجيب لك ماء .. والا اقول لك ماتبي بيبسي أحسن .." قرص ماجد عيونه في تركي اللى راح وهو يضحك على خويه ..
::
::
::
جهزت مها وسارة والجوري .. تأكدت مها قبلا لا تطلع أنه مهو مبين شي من مكياجها ولا شعرها وركبت السياره وركبت معهن فاطمة .. لان منيرة سبقتهم لبيت ابو محمد عشان تكون مع ام محمد فى الأستقبال .. كان قلب مها يدق ولا دق الطبول .. تحس الخوف شلّ كل احساس فيها ماعادت تشعر بأي شي بس ببرودة خفيفة تسري على طول ظهرها .. وصلوا بيت عمها وكانت الحديقة منوّرة والمعازيم موجودين .. بعضهم واقف يسلم وبعضهم قاعد يتقهوى .. ساره وصت الدريول يلف من ورا الحديقة مثل ماعلمتها موضي عشان يجون قدام باب القسم حق المعاريس وتنزل مها براحتها عشان ما يزعجونها المعازيم .. وما أمداهم وصلوا باب القسم الا كانت موضي و روضة قدامهم وكل وحده متغطيه بجلال عشان الدريول .. نزلوا مها ودخلوا معاها داخل ..
" يامرحبا مابغيتي ترجعين لبيتس " قالت روضة من بين دموعها وهي تضم مها بمحبة .. " رويض و وجع مانبي دموع .. الليله فرح وبس .." نزرتها موضي اللى خذت عباة مها منها وهى تلاحظ رجفة ايديها وشفايفها .. دخلتها الصاله وقعدتها على الكنبة وراحت تجيب لها عصير .. الجوري كانت مع فاطمة مبسوطه بالبيت الجديد وماتدرى انه بيتها خلاص .. ساره فصخت عباتها وعدلت تسريحه شعرها وقعدت جنب أختها .. مسكت يدها اللى كانت قالب ثلج " بردانه .." سألتها .. " لأ .." ردت مها بصوت تايه .. " اخذي اشربي وارتاحي لس شوي .. " جات موضى وعطتها كوب العصير .. خذته مها وقربته من شفايفها بدون ماتحس بطعمه .. كانوا البنات حولها يمزحون ويضحكون ويمدحون فستان مها .. وفستان ساره اللى كان لونه اصفر وفيه طبعات زي ريش الطاووس باللون الأزرق والأخضر والموف .. طلعت روضه كاميرتها وقعدت تصور مها والبنات ومرّ الوقت وماحسن الا بنوف داخله عليهم .. سلمت على مها من طرف خشمها وباركت لها وقالت لموضي أن أمها تقول اخلصوا عشان العرب بيجون يباركون لمها .. عشانهم بيحطون العشا .. قالت لها موضي عطينا ربع ساعه بالكثير ..
خذت موضي ايد مها ودخلتها للغرفة اللى حطت فيها الكوشه .. شغلت الشموع حولها وجابت البخور وبخرت مها .. وشغلت روضه شريط زفات بصوت واطي .. وكانت مها زى الغزال اللى مبهور بليت سياره .. جامده مكانها وموضي هى اللى تحركها يمين ويسار وترتب لها فستانها .. وقعدت الجوري جنبها على الكرسي الطويل .. شوي ودخلت نوره أم محمد وكانت لابسه قلابية حرير سودا فيها ورد أحمر تلمع من كثر الرينبو اللى فيها .. دخلت وسلمت على مها وباركت لها وكانت وراها منيرة أم ناصر اللى ماقدرت تحبس دمعتها يوم شافت بنتها .. وبدن يدخلن عمات ماجد وخالاته وبناتهم وامتلت الغرفة بالناس وفلاش الكاميرات اللى تصور .. مسكت منيرة ايد الجوري وفاطمه معها وطلعت عقب ما سلمت على بنتها .. كانت مها ما تسمع إلا اصوات وضجيج وترد بشكل آلي " الله يبارك فيس .." ورغم برودة المكان حست مها بالحر من كثر الناس اللى حولها والتفتت تدور موضي اللى كانت حولها في ثانيه " وش بلاس .." سألتها موضي بصوت واطي .." أحس بالحر .. الناس زحمة .." قالت مها وهى تحاول تتنفس بهدوء .. " ذلحين بيطلعون ..اهدي أنتي بس .. وتنفسي شوي شوي" رجعت موضي وراها شوي ونادت النسوان " العشا يا جماعه .. تفضلوا حياكم الله .." بدوا المعازيم يطلعون وموضي قدامهم .. وبدا يهدا المكان ويبرد .. شوى ودخلت لولوة مرة محمد ومعها أختها آمنة .. انقبض قلب مها يوم شافتهن بس ما بين عليها انشغلت بترتيب طرف فستانها .. " مبروك مها .." مدت لولوة يدها تسلم على مها .. " الله يبارك فيس يام راشد .. " ردت مها عليها .. " الف مبروك يا عروس .." قالت آمنه وهى تسلم بطرف ايدها .. " الله يبارك فيس " ردت مها بابتسامه ..
" ماشاء الله يا مها .. ماتغيرتي .. نفس شكلج يوم عرس منصور .." تعمدت لولوة تجرح مها بتذكيرها بالماضي .. " والذهب ما يتغير لو تمر عليه السنين .." انقذتها روضة من الرد على لولوة اللى قعدت تطالع مها بنص عين .. " على رايج .. " ردت لولوه وهى تلوى اثمها .. " أقول لولوة ما تبين عشا .. ترى البوفيه رهيب لا يفوتس .." قالت لها روضة بابتسامة عريضة يعنى اطلعى من غير مطرود .. " شقالوا لج .. ميته من اليوع .." تنرفزت لولوة من نغزة روضه .. " ماحد قال لي شي بس ابي تسوين درب عشان ماجد شوي ويدخل .. " ردت عليها روضة .. " أبركها من ساعه .. فرصه عشان ابارك له .." ابتسمت لولوة ابتسامه كبيرة وردت على روضة وهى تلتفت على أختها وراها .. انصدمت روضة من ردها " طيب براحتس .." رجعت روضة وراها شوي عشان ترد على جوالها .. دقايق ودخلت موضي تبتسم .. " حي الله اللاه .. وشلونس .." سلمت موضي على مرة اخوها .. " بخير ربي يسلمج .. " ردت عليها بغرور .. " شلونس آمنه .. " سلمت موضي على أختها " هلا موضي .. بخير ربي يعافيج .. شلونج أنتي .." ردت عليها آمنه وهى ترفع شيلتها الخفيفة على راسها .. " بخير عساس بخير .." ردت موضي وهى تبتسم لها .. " أقول موضي .. " قربت روضه من اختها وهمست في اذنها بكلام ما سمعوه الموجودين .. " طيب .. طيب .." هزت موضي راسها وهى تسمع اختها .. التفتت موضي على لولوة وأختها " اقول اللاه ترى ماجد بيدخل ذلحين بتقعدين والا نطلع سوا .." حاولت موضي للمره الأخيره تطلعهم من الغرفة .. " لا بايلس عشان ابارك له .." ردت لولوة ببرود متعمد.. " براحتكم .. " ردت عليها موضي بدون تعبير ..
مها انصدمت وش ماجد اللي بيدخل .. نادت موضي اللى دنقت عليها وقالت لها مهوب وقته تهاوش والعقرب قاعده عندها .. هذي جايه تبي تشمت وموضي ماراح تخليها تبرد قلبها فيها .. ضغطت على ايد مها اللى كانت ثلج وهى تطالعها بتركيز في عيونها وقالت " ماجد رجلس وماعليس من أحد .. لا تصرفين تصرف يبرد قلبها فيس وفي اخوي سمعتى .." كانت عيون مها غايمه بالدمع .. اختفت ملامح موضي اللى قدامها .. هزت مها راسها لمها .. ومسحت موضي دمع مها قبل ينزل وضغطت على ايدها عشان تماسك .. ساره باركت لأختها واستأذنت وطلعت برا .. ومابقى الا مها وموضي وروضة اللى كانت زى رجال المخابرات بالتلفون تكلم فهد عشان يدّخل ماجد .. ولولوة وأختها اللى واقفين بالزاوية .. سمعوا هرنات السياره برا .. شوي ودخلت أم محمد وكان ماسك يدها ماجد ولابس البشت وهو مدنق يبتسم لشي قالته أمه له و وراه اخته نوف .. بدت روضة وموضي يزغردون يوم دخل .. انتبه ماجد ورفع راسه وشافها ..
خبروا(ميل) الكحل عن رمش عينه
وعلمـوه انه بليـاه اكتحـل!!
وانشدوا ذاك الشفق عن شفتينه
هو صحيح انه من شفاته ثمـل؟؟
وأسألـوا دمٍ (يبش) بوجنتينه
عن خدودٍ يشتكي منها الخجـل
كل ما ازجى :ضحكتةٍ مع يا سمينه
يلعب المرمـر (بسلسال العسـل)!!
النسايـم ما تهب الا لعينـه
والنفـل لولاه ماسمي نفـل
تنتصف كل:الشهور أعلى جبينه
وكل بـدرٍ للدجي غاب وأفـل
وللحريـرحكايةٍ بين اصبعينـه
تبتدي لأظلـم جديله وانسـدل
المرايـا تستحي توصيف زينـه
ينكسـر خاطر صورها لاوصـل!!
اشهـد ان البرد ما صافح يمينـه
يوم صافحت الدفـا بردي جفـل!
ان حكى له نبرةٍ ماهي حزينـه
تتجـه بالروح لديـار الامـل
بـه دلال ودللـوه مدللينـه
يبتسم بين الهدب بنت وطفـل
ان زعل تزعل علي احلى سنينـه
وان رضى يزعل علي كل الزعـل!!
ايه احبه وازعلو يا حاسديـه
وأيه لا شفته بلاحفل احتفـل
لــ..اتبعه لو للوهم موج وسفينه
ان حصـل لاماه والا ما حصـل
لايمي جعل العمى يمسي بعينـه
وسـط عينه لايميـل ولا يـزل
نفس الحلم القديم .. والملاك اللى تمناه .. صار حقيقة قدامه .. نفس ذاك الشعور .. ونفس ذيك اللهفه وذاك الشوق القديم بدا يرجع ويتنفس .. انتبه على امه تجره عشان تسلم عليه .. وقالت له موضي يقرب يسلم على عروسه .. قرب منها وحط ايده على راسها وسحبها صوبه بشويش وباسها على جبينها .. وصوت القصيد يرتعد في صدره .. وده يرفع الصوت ويحتفل فيها .. بس لا المكان مكانه ولا الزمان زمانه ..
التفت وراه وشاف نسوان واقفات وحده مغطيه وجهها بشيله خفيفه والثانيه كاشفه وجهها .. نزل راسه على طول .. " ماجد هذى لولوة مرة محمد بتسلم عليك .." قالت موضي عشان تخلص منها هى واختها وتسلم وتطلع .. قربت لولوة " مبروك يا مايد .. " قالت لها بصوت هادي .. " الله يبارك فيس يام راشد .." رد عليها وهو مدنق .. " هذي أختي آمنه تبي تبارك لك .." قالت وهى تسحب أختها جنبها كأنها تقول له شوف وش طافك يوم تركتها وخذيت الأرملة .. " مبروك مايد .." قالت آمنه بصوت رقيق .." الله يبارك فيس ماقصرتي .." رد عليها وهو ما رفع راسه من الارض .. قربت موضي وبيدها صينيه عليها علبة مجوهرات كبيرة .. وفتحتها قدام ماجد .. كانت طقم ألماس روعه .. انبهروا منه المعازيم برا يوم لفت فيه موضي عليهم .. حتى لولوة بان القهر على وجهها اللى توها تشوف هدية ماجد لمها .. قرب منها ماجد وخذا العقد والتفت على مها يلبسها إياه وروضة تصور كل حركه .. وماجد يمزح مع موضي ويضحك .. وأمه تدعي له وتبارك له وسارة دخلت متغطيه مع أمها عقب ما نادتهم موضي عشان يحضرون ويشوفون هدية ماجد اللى مرروها على النسوان برا قبل العشا .. " يالله عشان العرسان ياخذون راحتهم .. واصورهم .." قالت روضه كأنها تطرد لولوة وأختها اللى ماكان لوجودهم داعي أبد .. طلعت لولوة وأختها وبدت روضة تصور المعاريس وأمها بينهم .. ونوف وموضي وعيالها وجابوا الجوري اللى نطت في حضن ماجد .. وهو شالها بفرح ظاهر ..
::
::
::
مها من شافت الباب انفتح وشافت طرف الثوب الأبيض والبشت غامت عيونها .. دنقت راسها وما قدرت ترفعه .. صوت دقات قلبها غطى على أى صوت ثاني .. برغم برودة الجو كانت تحس بالحر .. كانت تلوى اصابعها في ايديها بتوتر .. كانت ردود أفعالها آلية سحبتها موضي عشان توقف .. لمحت طرف الثوب جنبها وشمت ريحة دهن العود والعطر الرجالي اللى اسكرها .. حست بيده تلمس راسها غمضت عينها يوم لمست شفايفه جبينها .. ومن لمسة شفايفه اشتعل .. اشتعل الدم فى عروقها .. صار صوت النبض أعلى من أى صوت ثاني . صارت تحس أنفاسها اسرع من الريح .. حست جو الغرفة يضيق حتى ما يبقى الا هو .. وهي .. وأنفاس العطر المسكرة اللى تهب من صوبه .. وحنين الماضي اللى صحى بلحظة شوق على غفله .. وحلم وعا عقب غفوة سنين .. كأن الزمن دار وتغيرت الأوضاع وصارت الأماني حقايق ..
حست بالجوري تمسك طرف فستانها .. توها تنتبه لبنتها .. عضت على شفايفها وهى تحس بالندم .. ابتسمت لها الجوري وهى توريها الخمسمية اللى في يدها وتصد عنها تتركها وتركض لفاطمة اللى كانت عند الباب وخذتها وطلعت .. حست رجيلها ما تشيلها من الرجقه .. قعدت بسرعه .. وقعد هو جنبها .. حست بدفا جسمه أو هي حرارة المكان !!.. حاولت تبعد عنه شوي بدون ماحد يحس .. لكن كان المكان ضيق ويا الله يكفيهم .. حطت ايديها في حضنها تلعب فيهم .. قربت لهم موضي العصير عشان يشربون .. وقعدوا يسولفون عقب ماطلعوا العالم ومابقى الا موضى وروضة .. حاولت موضي تخفف التوتر اللى حسته مكهرب الجو بشكل كبير ..
" ماقلت لى مجود .. وش رايك بالكوشة .." سألته موضي وهى تبتسم له .. " شغل مرتب ياام عبد العزيز .. عسى تحطينها على عرس عيالس .." رد عليها ماجد بمحبة .. " في حياتك جعلني قبلك .. " كانت موضي تراقب مها اللى ساكته كأنها صنم .. " والموسيقى مجود .." قالت روضة وهى تخش وجهها من أخوها .. " خالفتي شوري صح .. " عاتبها ماجد .. " وش اسوي فديتك هنا بس حطيتها .. ترى ما يصير زفة داقه سايلانت " قالت له روضة وهى ترمش بعيونها .. " عشان خاطر مها باعديها لس هالمره .. " قال ماجد وهو يبتسم لأخته .. " الله لا يحرمنا من بركات الشيخه مها .. " غمزت روضه عينها لأخوها وهي تضحك .. " اقول ابوي .. ترى عشاكم فى المطبخ .. تبني اجهزه لكم ؟؟ " سألته موضي وهى تشوف ساعتها .. " الله يعطيس العافيه ماله داعي .. تعبناس معنا " رد ماجد .. " تعبكم راحه .. يالله معناه أطلع أنا .. قربت الساعه 11 ونص .. " التفتت موضي تغمز لاختها روضة عشان تطلع قدامها .. " وين بدري .. " قال لهم ماجد وهو يشوفهن بيطلعن .. " بدري من عمرك فديتك .. الله يبارك لكم ويجمع بينكم على خير .. " ردت عليه موضي وهى تشوفه بمحبه .. " الله يبارك فى عمرس ويبلغس في عيالس .." رد عليها ماجد وقام من الكرسي .. صدت موضي عشان تطلع ..
" موضي .. " نادتها مها بصوت واطي .. " لبيه .." ردت عليها بسرعه .. " فديتس قبل تروحين شوفي الجوري مع خالتها .. هاتيها عشان ارقدها تأخر الوقت واجد .. " قالت لها مها بارتباك .. التفتت موضي صوبها بهدوء ورجعت تطالع ماجد .. " بس الجوري راحت مع خالتها وجدتها للبيت عقب ما تعشوا العرب .." ردت موضي بتردد .. وقفت مها بلا شعور " وش يعني راحت .. " سألت موضي وبدت عيونها تدمع وشفايفها ترتجف .. " مها .. اهدي .. " قال ماجد والتفت لاخته " متأكده أنهم راحوا البيت " سأل موضي .. " ايه عقب ما باركوا لكم طلعت امى منيرة وساره وقالوا لى ابلغس انهم بياخذون الجوري معهم عشانها نعسانه وتبي ترقد .. وهالكلام له اكثر من ساعه الا ربع .. وأنا انشغلت ماطرى علي الا ذلحين يوم نشدتيني .." قالت موضي وهى تنقل عيونها بين مها وبين ماجد .. بدت شفايف مها ترتجف " عطينى .. عطينى جوالي اكلمها .. " طلبت من موضي .. " هذا جوالي هاس .. " مدت لها موضي جوالها .. خذت مها جوال موضي وبدت تدق رقم أختها باصابع ترتجف .. كان يصيح وماحد يرد ..
" يابنت الحلال اهدي ماعليها شر .. " قالت لها موضي وهى تشوف توترها .. " الساعه قربت 12 واكيد العالم رقدوا ذلحين .." كملت كلامها .. " بس شلون تاخذها وماتقول لى .. هذي ماترقد الا معي .." قالت مها وهي شوي وتبكى .. " وخذتها وش صار يعني .. تراها خالتها وبكره الصبح بتشوفينها عندس تعوذي من ابليس الله يهداس .." حاولت موضي تمتص خوف مها وتكلمها بصوت هادي .. " تبينها باروح أجيبها لس ذلحين .." سألها ماجد بهدوء وهو مركز عيونه على وجهها .. التفتت مها صوبه ورجعت دنقت بسرعه كأنها توها تحس بوجوده ارتبكت يوم سألها وماعرفت وش تجاوب .. " مهوي فديتس .. البنت تعبانه من اللعبه برا طول الليل وماعليها شر .. خليها ترقد فى مكانها وترتاح وبكره من الفجر أنا بأجيبها لس .. وش قلتي .." طمنتها موضي وهى ماسكه ايديها وتدعى ان الله يهديها .. انحرجت مها من تصرفاتها ومن كلامهم وهم يهدونها كنها بزر زعلانه ويحاولون يراضونها بأي شكل .. " خير ان شاء الله .." ردت مها وهى مدنقة .." ايه الله يرضى عليس .. يالله تصبحون على خير .." طلعت موضي وسكرت الباب وراها وتركتهم بروحهم ..
::
::
::
رجعت مها قعدت مكانها .. حست بالغربة والخوف .. " ماتبين تعشين .." سألها ماجد بهدوء .. " لأ .." ردت بكلمة وحده وهى مدنقة .. " طيب قومي فوق ارتاحي .. " رجع يكلمها بنفس النبرة الهادية .. " مرتاحه هنا .." ردت بتوتر .. لاحظ ماجد اصابعها اللى تلويها في حضنها ورحم حال ايديها .. " زين .. خذى وقتس لكن لا تتأخرين .. أنا بأطلع فوق أصلي لي ركعتين .. " قام عنها ومشى صوب باب القسم وقفله وحط المفتاح فى مخباه .. مها من سمعت تكة المفاتيح في الباب رفعت عينها وشافته ياخذ المفتاح ويروح يمين صوب الدرج .. شكله خايف لا أطلع واخليه .. تنهدت ورفعت ايديها قدام وجهها وهى تشوف رجفتهم السريعه .. غطت وجها بايديها البارده وتعوذت من الشيطان .. وتذكرت أنها ما صلت العشا .. قررت تطلع بهدوء فوق وتسكر على روحها فى الغرفة الثانيه اللى قالت لها ساره عنها .. اللى فيها أغراض الجوري .. قبل ما ينتبه لها وينزل .. قامت وطفت الشمع وطلعت من الصاله .. رقت الدرج بهدوء .. لين وصلت فوق وشافت ثلاث غرف قدامها والصاله المفتوحه .. احتارت اى غرفة .. بس نور باين من تحت باب الغرفة البعيده قال لها أن ماجد هناك .. فتحت اقرب غرفة لقتها فاضية .. سكرت الباب ومشت للغرفة اللى جنبها .. فتحتها .. وكانت غرفة الجوري مثل ما وصفتها ساره لها .. اعجبتها واجد .. وعرفت أن الجوري بتستانس فيها .. دخلت وسكرت الباب وراها .. لقت الشنط مصفوفة على جنب .. زين عشان ابدل .. قربت مها من الشنط وشالت اقرب وحده لقتها فاضيه .. جربت اللى بعدها وكانت مثل الاولى .. معناه ساره فضت الشنط .. التفتت وراها للكبت الصغير وهى تسأل نفسها وين حطت أختها أغراضها .. قامت للكبت وفتحته لقت ملابس الجوري وبيجاماتها وأغراضها .. فتحت باب ثاني شافته قالت يمكن غرفة ملابس طلع حمام ملحق بالغرفة .. سكرت الباب وهى تفكر .. وين حطت أغراضي الله ياخذ عدوها ؟؟ حست ببرودة يوم تخيلت أنها حطتها في غرفة النوم الرئيسية .. وشنطتها وعباتها كانت مع موضي .. وأكيد حطتها هناك بعد .. وش السواة ذلحين .. التفتت مها حولها في الحجره الفاضية كأنها ممكن ترد عليها الجواب ..
كان ماجد في الحمام يغسل وجهه بماي بارد وايديه ترتجف .. ليه خذوا الجوري .. ليتهم خلوها .. كانت على الأقل بتكون حاجز بينه وبينها وبتخلي هالليله تعدي على خير .. للدرجه هذي أنت ضعيف قدامها ؟؟ مهوب ضعف .. وشو طيب اذا ماكان ضعف .. أنا اصلاً ماخذيتها الا عشان بنتها وجودها هنا لحاله ماله معنى .. بلى له معنى .. أنها زوجتك وحتى لو الجوري موجوده تراها تثبت هالشي أكثر .. وتثبت أنها محرمة علي بعد أكثر وأكثر .. غمض عيونه بقوة وهو يتذكر شكلها ورجفة ايدينها .. لمعة عيونها .. حسها أحلى بواجد من الصورة اللي كانت في باله .. بلع ريقه بصعوبة .. مد ايده للفوطه ونشف وجهه بقوة .. طلع من الحمام وتعوذ من الشيطان وقرر يصلي السنه وركعتين عسى الله يهدي باله ويطفي النار اللى بصدره .. خلص صلاته وسلم وقعد مكانه يهوجس .. أنا كيف خليتها تحت لحالها .. وهى بزر بتضيع ؟؟.. بس المكان غريب عليها وماتدل .. خلها شوي تاخذ على المكان وهى لحالها بتجي .. بعدين الخوف واضح عليها .. أى خوف ؟؟ أنا اللى هو أنا فيني توتر الدنيا .. كيف هي ..؟؟ أنت معذور أول مره تعرس لكن هي .. هى أول مره تعرس ؟؟ انقبض قلبه .. خلنى أنزل أشوفها مهوب زينه ادخل واخليها لحالها برا .. كلها ليله ومصيرها تعدي بالطول والا بالعرض .. رجع لبس ثوبه ودخل اصابعه فى شعره يرتبه قبل ينزل .. طلع من حجرته ونزل الدرج .. كان المكان تحت هادى ومظلم .. الصاله فاضيه .. والغرفة الثانيه بعد ليتها مطفى .. يمكن في المطبخ .. فتح باب المطبخ ومالقاها .. وين بتروح ذي ؟؟ .. شاف صينية الأكل مرتبه بس ماكان له نفس ياكل اي شي .. فتح الثلاجه وخذا له غرشة ماي بارد وطلع من المطبخ .. التفت صوب باب القسم .. انا قافله بيدي .. حط ايده في مخباه يتحسس المفتاح .. لكن وجود المفتاح معه مامنعه يتأكد من مسكة الباب اللى عيت تنفتح .. معناه طويلة العمر فوق .. رجع يطلع الدرج وهو في وسطه شاف باب غرفة الجوري ينفتح ..
مرت ساعه الا ربع وما سمعت صوت .. قررت تطلع بهدوء وتستكشف المكان حولها يمكن يكون نام وتقدر تاخذ لها شي يغطيها على الاقل عشان تصلي .. فتحت الباب شوي شوي وطلت براسها صوب الغرفة اللى المفروض تكون غرفة ماجد .. كان الباب مفتوح والنور فيها خافت .. فصخت الصندل عشان ما يسوي صوت على الرخام وطلعت .. " لازم أدورس يعني .." .. التفتت مها بعصبيه صوب الصوت اللى كان جاي من وسط الدرج .. شافته واقف هناك وفي ايده غرشة ماي .. " أحد قال لك انى بزر بأضيع ..؟؟" ردت بتوتر .. كمل ماجد طلعته على الدرج لين صار قدامها .. لفت نظره سرعة تنفسها وشكل صدرها يرتفع وينزل بتوتر مع كل نفس مضطرب تاخذه .. تنهد من أقصى جوفه .. " انشغل بالي يوم تأخرتي قلت أنزل اشوفس يمكن يعورس شي .." قال لها بهدوء وهو يحاول يهدي الجو .. دنقت مها من شافته قدامها .. " أنا ما صليت العشا .. أبي لي ثياب عشان أصلي .. " ردت بتوتر .. " زين كان جيتي ودورتي في الغرفه .. غرفة الجوري مافيها كبت ثاني عشان تحطين أغراضس .. حياس .." مشى قدامها للغرفة .. مشت وراه كأنها تمشى على الجمر رغم برودة الرخام تحت رجيلها .. دخل قدامها و وقف عند الباب .. وسع لها عشان تطوف .. دخلت وهى تحس قلبها بيوقف من قوة ضرباته .. سكر الباب وراها .. التفتت برعب كأنه سكر مجرى الهوا اللى تتنفسه .. مشى صوب الكبت وفتح الباب اللى بالنص واللى جنبه " أظن ثيابس هنا .. وشكل الأدراج اللى هناك بعد لس .. دوري براحتس " ولف عنها وتركها قدام الكبت .. قربت وشافت الثياب اللى معلقه مهوب لها .. قلابيات جديده وقمصان دورت بيد مرتجفه عن أغراضها لقت لها قلابيتين من حقاتها القديمه .. راحت صوب الباب الثاني واحترق وجهها يوم شافت وش الموجود وتخيلت أنه شافه يوم فتح باب الكبت .. حست الدم نشف من عروقها يوم شافت قمصان النوم اللى شرتها هى وساره يوم كانوا في الخبر .. اللى قالت لها أنها لخويتها .. كلها موجوده هنا .. يعنى كانت تكذب عليها والا وش ..؟؟ .. حست في عيونه تخترق ظهرها وهو يطالعها وهى واقفه قدام الكبت ماقدرت حتى تلف تتأكد هو يطالعها والا لأ .. مدت ايدها تدور لها روب نوم من اللى اشترتهم بس مالقت .. غمضت عيونها شوي .. من اللى رتب الشنط ؟؟ حاولت تتذكر .. ساره .. من اللى خذا ملابسها وحطها فيها .. ساره .. من اللى جا هنا ورتب الأغراض .. ساره .. حسبي الله عليس يا سويرة كنس حطيتينى في موقف ما يحط العدو عدوه فيه .. دنقت وحاولت تاخذ نفس عميق .. سمعت صوت الباب انفتح .. ترددت شوي والتفتت وراها لقت الغرفة فاضيه .. بسرعه رجعت تدور في قمصان النوم واختارت لها بيجامه حرير لونها بنفسجي فاتح شافت أنها أفضل الموجود واسترهم .. راحت بسرعه لخزانة الأدارج .. فتحت أول درج لقت عطورات وبخور ومخلطات .. سكرته .. فتحت الثاني .. لقت بعض اغراض مكياجها وأغراض ثانيه واجد .. سكرته .. فتحت الثالث لقت ملابس داخليه جديده بأوراقها .. وأطقم حرير قلبتها بين ايديها مستغربة .. سكرته ومخها مهوب قادر يستوعب وجود هالأشياء كلها .. فتحت الرابع لقت بعض ملابسها الداخليه القديمة خذت لها غيارات وسكرته .. فتحت الدرج الأخير لقت الأجله وسجادتها سحبتها بقوة وسكرت الدرج والتفتت تبي تطلع قبل يدخل .. لكن كان الوقت متأخر .. كان واقف قدام الباب يراقبها ماتدرى من متى ..
::
::
::
كان وجودها معه وفى نفس الغرفة وبالشكل هذا أقوى مما تحتمل أعصابه .. الضعف اللى بانت فيه وهى تطل من الغرفة .. شكلها وهى تدور في أغراضها .. الضياع اللي باين في ملامحها كل هالأشياء تغريه أنه يروح ويحضنها ويقول لها لا تخافين .. ولا تشيلين هم .. أنا موجود عشانس .. طاح الشال عن كتفها وهى ترفع ايدها تدور في الملابس .. رجعت رفعته .. تذكر ملمس ايدها .. تذكر يوم حضنها .. تذكر .. ماقدر يستحمل أفكاره أكثر طلع من الغرفه بسرعه .. نزل تحت يدور في الصاله زي المحبوس .. حاول يهدا وياخذ أنفاس عميقه ويتعوذ من الشيطان .. دخل المطبخ وحاول يشغل روحه بالأكل .. فتح الصواني .. لقا أكل ماله حد وسلطات .. خذا له قطعة سندويش وكلاها .. حس طعمها مثل الورق في حلقه .. رد راسه لورا وهو مغمض يحس بتشنج فى رقبته وكتوفه .. وبداية صداع راح يقلق ليلته أكثر من القلق اللى هو عايشه .. لف رقبته يمين ويسار يحاول يخفف من توترها .. خذا له صحن وحط فيه كم قطعة سندويش وطماط وخيار .. وخذاه معه فوق ..
دخل الغرفة .. واستغرب شكلها وهى تدور بسرعه كنها حرامي يسرق وخايف أحد يمسكه .. ماتكلم .. خلاها لين تخلص دواره .. والتفتت عليه بسرعه عقب ما لقت اللى تدوره .. توسعت عيونها يوم شافته كنها تفاجأت بوجوده .. شكلها مفكره أنها بتعيش هنا لحالها .. حسها لمت الأغراض لصدرها بقوة .. " عينتي اللى تدورين .." سألها .. " ايه الله يعطيك العافيه .. ما ودى أزعجك .. تصبح على خير .. " ردت مها وهى تحاول تمر من جنبه بدون ما تلمسه .. " لحظه .. وين بتروحين ؟؟ " سألها .. " باروح الحمام .." ردت عليه بدون ماترفع عيونها .. " حمامس هنا .. أظن الحمام الثاني مافيه حتى الصابون .. اخذي راحتس هنا .." بلعت مها ريقها وغصب لفت ودخلت الحمام وقفلته وراها .. حط ماجد الصحن اللي في يده على الطاولة وغطاه بورقة فاين .. فتح الكومدينو يدور حبوبه حقت الصداع .. مالقا شي .. دور في الكبت حقه ونفس الشي .. تذكر شنطته السمسونايت .. فتح الكبت وطلعها لقى فيها شريط طلعه ورد الشنطه مكانها .. خذا له اربع حبات عشان يعرف يرقد .. فصخ ثوبه وعلقه .. تعطر شوي وحط له دهن عود وراح انسدح على الفراش ينتظر مها لين تطلع ..
قفلت الباب مرتين .. ونزلت كرسي التواليت وقعدت عليه واغراضها في حضنها .. ركبها تنتفض وتحس بتطيح من طولها .. ارمشت بعيونها كذا مره بسرعه تحاول تطرد الدموع .. الحمام حلو ومرتب .. وهذا وقته تمقلين في شكل الحمام ؟؟.. حاولت تشغل نفسها باي شي يبعد تفكيرها عن الشخص اللى ينتظرها برا .. قعدت تشوف رسمة السيراميك الدقيقه باللون الذهبي والأسود .. الفوط الفخمه المعلقة بترتيب كأنها فى حمام فندق .. أطقم الشاور المشكله .. سلال الورد المجفف الصغيرة الموزعه فى زوايا الحمام .. وشموع بعد .. ياعيني .. يا زين السبوح ذلحين .. اى سبوح اللى في نص الليل ؟؟.. وقفت قدام المغسله وشافت شكلها .. غمضت واستغفرت ربها .. وبدت تغير ملابسها .. ابتلشت بالعقد خافت تنزله يضيع .. خلته لين تطلع وتسأل ماجد وين تحطه .. لبست البيجامه ولبست الجلال على راسها وشلت السجاده والفستان وفتحت الباب بهدوء ..
لفحتها ريحة الحجره المعطرة بشكل يسحر والبارده بشكل يغري بالنوم .. والضوء الخافت .. وشكل ماجد اللى راقد على الفراش الأبيض الساتان .. بلعت ريقها وطلعت .. ما التفت لها .. توقعت انه رقد .. قالت الحمدلله .. سكرت باب الحمام بهدوء .. وش تسوي بالعقد ذلحين ؟؟ .. مافيه الا الكومدينو .. فتحت اول درج ولقت علبة الطقم .. أشوى .. نزلت السجاده من يدها وفصخت جلالها .. ودنقت عشان تفك سلسلة العقد ..
" خليني اساعدس .." قال لها بصوت خافت من وراها .. التفتت بسرعه لدرجه هزت الكومدينو .. " ماله داعي .." ردت بسرعه وهى مستغربه شلون ماحست فيه يوم قام .." لفي اشوف لا تكثرين كلام .." رد بتعب .. لاحظت عيونه شبه مغمضه وباين انه تعبان .. عطته ظهرها وعضت على شفايفها عشان ما تركض برا هالمكان الخطر على مشاعرها وقلبها وتوازنها .. ولو بغت تركض مافيها حيل .. قرب منها ولمس رقبتها وهو يفك السلسلة .. غمضت عيونها وهى تحس بأنفاسه ثقيله ودافيه على رقبتها .. حست كفوف ايديها عرقانه .. سكرت ايديها بقوة .. لحظات مرت كانها ساعات قبل تسمع تكه خفيفة من السلسله .. وزلق العقد البارد على صدرها .. رفعت يدها بسرعه تمسكه .. سبقتها ايده ومسكت العقد على صدرها .. حراره كفه أحرقت المكان اللى يلمسها فيه تناقضت برودة الماس مع حرارة الدم فى كفه .. وجننها هالأحساس .. لفها بيده الثانيه وصارت مقابلته .. سحب العقد وحطه في يدها اللي رفعها بكفه الحار .. " فكيته .." همس بصوت خفيف .. " مشكور " ردت بصوت ما ينسمع .. صدت عنه وهى تحس انه للحين وراها حطت العقد بيد ترتجف في العلبة وابتعدت عنه .. " جبت لس شي عشان تاكلين .." قال لها يوم شافها ابعدت عنه .. " مشكور .." ردت بصوت آلي .. " وين القبلة .." سألته بسرعه .. أشر لها على الأتجاه .. " تصبح على خير .. " ردت وهى بتطلع .. " وين .." سألها بعيون ذابله من تأثير الدوا .. " باصلي برا .. " ردت عليه وهى تشوفه بخوف وتضم السجاده مانع بينها وبينه .. " صلي عندي .. لا تطلعين ..أنا باروح أرقد تعبان " .. لف عنها بهّم .. ماتحركت لين شافته لف وراه وراح للسرير ينام .. فرشت سجادتها ولبست جلالها وكبرت تصلي ..
ماعمرها صلت صلاة طول هالصلاة .. بتأني وخشوع ويمكن بخوف .. سلمت ورفعت عينها له .. شافته معطيها ظهره ومتغطي .. قامت بهدوء وطوت السجاده .. شافت الصحن حق الفطاير كشفت عنه الفاين وخذت لها قطعه وغطته .. وقررت تنام في غرفة الجوري في السرير الثاني اللى شافته يوم دخلت هناك .. طلعت بدون مايحس وردت الباب وراها .. دخلت الغرفة وفتحت الليت .. شافت ان السرير ماعليه لا شرشف ولا غطا .. تنهدت .. مستحيل ارجع انام معه ولو رقدت على الأرض .. نفضت السرير بيدها .. وفرشت جلالها عليه .. وخذت مخده الجوري وحطتها فوقه طفت الليت وسكرت الباب .. خذت الغطا من السرير وحطته فوقها .. سحبته وصل لين ركبتها .. مهوب مشكله .. ليله وبتمر .. كانت تحس راسها بينفجر من الصداع وجسمها متوتر .. غمضت تحاول ترقد .. والغريب أنها رقدت .. صحت على صوت مزعج .. فتحت عيونها وماعرفت وينها فيه .. تكرر الصوت والصراخ .. قامت وتعوذت من الشيطان .. حست بخوف .. فتحت باب الحجره تسمع برا .. التنهد والونين جاي من غرفة ماجد .. وش هالليله اللى ماراح تعدي على خير .. عضت على شفايفها وهى محتاره تروح له والا لأ .. تكررت الآهات بصوت يقطع القلب .. وش فيه بعد .. أخاف مريض والا فيه عله .. بخطوات متردده قطعت المسافة بين غرفة الجوري وغرفة ماجد .. وفتحت الباب المردود .. وشافته ..
::
::
::
بس هي لحظه .. خطوة وحده لو قدر يتجاوزها راح يحطم كل شي .. يعرف تأثيره عليها .. يشوفه في عيونها ورجفة جسمها جنبه .. خطوة وحده تحدد مصير حياته معها .. لو استسلم لها يمكن يصير له مثل منصور .. يعيش الحلم لحظات .. ويذوق السعاده اللى تمناها .. لكن بعدين أكيد بيندم .. يوم يصحى على الحقيقة ويكتشف الكابوس اللى ورا الحلم .. كانت تدور فى باله هالأفكار وهو مغمض .. حس فيها طلعت من الحمام .. ماتحرك .. شافها قدام الكومدينو .. تحاول تفك العقد .. ماحس بروحه الا واقف وراها .. بس يبي قربها .. كانت ريحتها حلوة .. وملمسها ناعم ودافي .. تعمد يتأخر في فك العقد .. وهو يشم
عبير شعرها .. زلق العقد على صدرها وحط ايده عليه عشان يمسكه .. حس بدقات قلبها المجنونه تحت ايده .. ماتفرق عن دقات قلبه ابد ..
لفها عليه يبي يشوف عيونها بس ما رفعت راسها .. سحب العقد وفتح كفها البارده وحطه فيه .. بدا يحس بدوار من تأثير الحبوب المسكنة والا من تأثير قربها منه .. حس بحاجه لوجودها جنبه .. تركها تصلي وراح يرقد ينتظرها تخلص .. ونام بدون ما يشعر .. مثل دق المطارق في راسه وعاه .. فتح عيونه بثقل .. راسه يعوره واجد .. ماعرف وينه فيه .. حاول يقوم من السرير لكنه مانتبه ان هذي مهى بغرفته القديمة .. ضرب في رجل الكرسي .. صرخ بألم وهو ماسك راسه بين ايديه بقوة .. ترنح في وقفته .. ورجع قعد على طرف السرير وهو منزل راسه بين ايديه .. وجسمه كله عرقان .. ماحس ان صوته عالى .. ونسى .. أن فيه أحد جنبه نايم في الغرفة الثانية ..
::
::
::
شافته .. كان قاعد على طرف السرير في الظلام راسه طايح بين ايديه .. يوّن بصوت واطي .. فتحت الباب .. " ماجد .." نادته بصوت يمكن ما سمعه .. رفع راسه مثل المصدوم .. " من " سأل بتشنج وهو يقرص عيونه في الخيال اللى يشوفه واقف برا الباب .. " أنا .. يعورك شي .." سألته بخوف .. " مها ..!!! " رد كنه مهو مصدق أنها هى اللي واقفه قدامه .. " عسى ماشر .. أنت مريض .." قربت منه وهى تشوف حالته الغربية .. عيونه الحمرا شعره العرقان .. " راسي يعورني .." رد بضعف وهو يغمض عيونه عنها .. " اجيب لك بندول ؟؟ " سألته وهى تقرب منه تلمس جبهته .. تنهد من ملمس كفها البارد .. " ماعليك حراره .. وين البندول " سألته وهي تلتفت في الغرفه ماتدري وين تدور .. اشر لها على درج الكومدينو اللى جنب السرير .. راحت وفتحته لقت بندول وحبوب ثانيه .. خذت حبتين بندول ورجعت له .. مشت من جنبه " وين بتروحين .." نادها بلهفه وكنه ماصدق أنها جاته .. " بأجيب ماء من المطبخ وبارجع .." لفت وراها بسرعه ونزلت ..
رجع ماجد يضغط على راسه .. وماحس الا بيدها على كتفه .." سمّ بالرحمن وأخذها .. ماعليك شر ان شاء الله .. " مدت له الحبوب .. وكوب الماء .. شرب الماء ورد لها الكوب وحطته على الطاوله .. لفت بتروح .. مسكها من يدها .. سحبها بشويش جنبه وماتكلم .. حط كفها على راسه .. ماقدرت مها ترد عليه ولا قدرت تبتعد عنه وهي تشوف حالته .. قعدت جنبه ومدت يدها الثانيه لراسه تمسده .. كان أطول منها واضطر يحنى راسه عشان تمسده له .. " قم ارقد عشان أمسد لك راسك عدل .. كذا بتعورك رقبتك .." قالت له بصوت واطي .. قام بدون مايرد ودخل الفراش مكانه .. لفت مها من الجهة الثانيه ودخلت في الفراش قرب ماجد من رجلها وحط راسه عليها وغمض .. بدت مها تمسد راسه وتقرا عليه وهو مغمض " لا تروحين وتخليني .." همس من بين شفايفه بصوت خلا دمعة مها تنزل .. " ماانا برايحه .. بس أنت ارقد .." بلعت ريقها وتركت دموعها تنزل .. وهى تشوفه بين ايديها .. محتاج لها .. وماتقدر تكون له اللى تمناه ...
::؛::
وبكذا .. يموت الفرح .. وتنكسر القلوب .. مابين اقبال وصد .. مابين رغبة حلال في الحب والهدوء والسكينة .. والعيش برضى .. وما بين اشباح ماضي تفسد كل لحظة حنان .. وكل أمل في العيش باقى العمر براحه .. صور مختلفة في النفوس .. و واقع ما يتشابه برغم الظروف .. وعقد كل مالها وتزيد .. وقلوب تنادي بصمت " يا أنا أنت .. ياحلم الماضي وحنان الحاضر وأمل بكره .. افهمنى .. سامحنى .. واحضني "
::؛::
وهذي القلوب المحرمة على النسيان ..
اهداء لكل قلب جديد انضم لنا وتابعنا بكل الحب
أتمنى البارت ينال رضاكم ..
وحتى نلتقى في أمان الله
بقـايا