كاتب الموضوع :
بقايا بلا روح
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
::؛::
مساكم الله بالخير كلكم ..
وحياكم الله يا كل القلوب القديمة والجديدة ..
رجعت لكم بجزء جديد أتمنى يرضيكم ..
وهو اهداء منى لكل من انضم لقراء قلوب .. ولكل من شبك النت تهريب في هالوقت الحاسم من الامتحانات .. وأولكم الشيخة زارا ..
واهداء بعد لعضوة اشتقت لتواجدها .. أقـدار
ما أطول عليكم ..
هذا رابط الجزء الثالث عشر
وهذا بارت اليوم .. وحصري على ليلاس ..
::؛::
في الحياة نلتقى بناس كثير .. تظل ذكراهم تأثر على مسار حياتنا حتى بعد ما يرحلون .. بعضهم نذكرهم بالخير كل ما تذكرناهم .. وبعضهم يمتد أثرهم السئ حتى بعد ما يغيبون .. وبين هذا وذاك الذكرى تقبض على خيوط حاضرنا وتحدد مرات غصب عنا مسارات نسلكها .. وقرارات نتخذها .. على ضوء تجاربنا السابقة .. ويكون مستقبلنا نتيجة حاضر ممزوج بماضي من الصعب التخلص منه ..
::؛::
الجزء الرابع عشر
وعند السيارة .. وهى تحط الأغراض فيها تجمدت سارة مكانها يوم سمعت صوته .. قالت يمكن يفكر أنه غلطان ويروح .. " شلونس يا الغالية ؟؟.." كان يسألها وهو يبتسم .. رجع يكمل كلامه " تصدقين ماتوقعت اشوفس بالسرعة ذي .. يعني أدري أنس موجوده هنا بس قلت فرصة أن حنا نتقابل هنا صعبه شوي .. " كان يكلمها وهى ساكته ومعطيته ظهرها .. ماقدرت تتحرك وحست بصوت قلبها مثل ضرب الطبول .. هذا صوته وإلا أنا واهمة ..!! كانت تمنى تكون واهمة .. غمضت عيونها وبدت ترتجف وهي موب عارفه وش تسوي .. " شكلس ماعرفتيني .. أنا أحمد بن محمد .. رجلس يا سارة بنت خالد .. والا يمكنس نسيتي .. تراس ما شفتيني إلا مره وحده .. تذكرين .." كان يتكلم وصوته مليان سخرية .. " والله أنا أذكرها كنها أمس .. والكلام اللي كان ينقط عسل منس .. على واحد كل غلطته أنه نسى جواله في مجلس ابوس .." كان كلامه كله لوم لها .. تأكدت سارة اللحين أنه هو وماعاد شالتها الأرض من الفشيلة يوم سمعت كلامه وتذكرت الموقف .. فكرت لو ما رديت يمكن يظن أنه غلطان ويروح .. كانت تحس بالعرق بارد ينزل على طول ظهرها .. هو خوف هو خجل ماتدري .. وطال الصمت اللي أربكها زود .. " عسى ماشر وين لسانس .." سألها أحمد وفي صوته ابتسامه يوم لاحظ أن سكوتها طوّل ..
ما من المواجهه مفر .. خلني أتصرف قبل أحد يشوفني واقفة معه قالت ساره في قلبها .. التفتت وراها شوي شوي وكان فعلاً هو .. " حي الله ذا العين .. " غمز بعينه لها يوم شاف عيونها من ورا النقاب .. دنقت تتحاشى نظرته المباشرة " يالله صباح خير .. " ردت سارة باستسلام .. " ايييييه هذا هو الصوت اللي وحشني .." صفق بأيده بهدوء .. ارتبكت سارة .. " سمعت أنكم رحتوا للخبر .. " ابتسم بمكر وكمل كلامه " عسى جهزتي عمرس .. ترى مابقى شي على العرس .. ثلاث شهور بالكثير .. ويا طولها على المنتظر .. " رفعت ساره عيونها له موب مصدقة جرأته تنفست بقوة لدرجة أن نقابها تحرك على وجهها " أربع شهور يا الملقوف .. وعساك تنتظر دهر مهوب شهر .. " طلع الكلام منها بلحظة تهور وهي اللي كانت مقررة ما ترد عليه .. ضحك أحمد عليها لأنه في النهاية قدر يخليها ترد عليه " أشوى رديتي فكرت أني غلطان .. بس ذلحين عرفت أنها أنتي .. لأني ماعمري سمعت أحد له مثل لسانس اللي ينقط عسل .." سكت شوي وكمل بصوت تعمده ناعم " وأنتي بعد تعدين الأيام ظنيته أنا بس لحالي اللي مافيني صبر .." كان أحمد يستفزها بكلامه .. كانت بترد بلحظة انفعال بس بعدها مسكت روحها وصدت عنه وقالت له " لو سمحت وخر عني خلني امشي .." ردت عليه وهي تصّر على ضروسها عشان ما تقط الاغراض اللي حطتها في السيارة في وجهه .. " بأوخر يا سارة .. يا السوري " قالها بعذوبة خلت عروق ساره تنتفض وعيونها ترمش .. " بس أبيس تذكرين كلام من اللي مشي في الأخير .. " وابتسم لها ابتسامه على جنب وراح وتركها ..
::
::
::
فتحت مها جوالها ولقت رساله من ماجد – هاتي الجوري وتعالوا لاتركبون مع فهد أنا بأوديكم – وشافت وقت الرساله لقت انها قبل ما يتحركون من المخيم .. وش عنده هذا .. استغربت مها من تصرفه وما ردت عليه .. هذا مهوب جايبها لبر .. ينغص على الواحد لو هو بعيد .. استغفر الله بس .. رفعت مها عباتها على راسها ودارت بعيونها في السوق تدور ساره .. وفي لحظه اشتبكت عيونها بعيون فهد اللي كان واقف جنب أمه من بعيد .. شكله كان سارح يطالعها لأنها استغربت نظرته ونزلت عيونها على طول .. والتفتت وراها وشافت ساره جايه .. " وين رحتي .." سألتها .. " أحط اغراض أمي في السيارة .. شرت لها حنا وسمنه تقولين لورباك مذوبة وهي مصدقة أنها سمن صافي .." ردت ساره وهي شبه ضايعه في الموقف اللي صار لها مع أحمد .. ضحكت مها وكملن مشوارهن يدورن أمهن ..
ماطولوا في سوق النعيرية بعد ساعه تقريبا الا الكل متجمع عند سيارة ماجد .. اللي كان شايل الجوري بيد وبالثانية كيسة ألعاب ماتدري مها من وين جابها .. وكل وحده من البنات تنشد الثانيات وش شرن .. " شريت لكن اونو تقليد وبطاريات حق رادو أمي السهره صباحي ذا الليل " قالت روضة بفرح وهي تأشر على الكيس اللي بيدها للبنات .. " مانتي بصاحية يا رويض .. مالقيتي منبولي بعد .." ضحكت ساره وهي ترد عليها بصوت واطي .. " سألته والله قال ماعنده .. تهقين شي مهم مثل كذا يطوفني .. " ابتسمت روضه وهي ترد على سارة ..
" من اللي بيخاوينا أنا والجوري .." قال ماجد وهو يلاعب الجوري " ترى الأماكن محدودة اللي يبي يتكلم بسرعه .. " وكان يقصد بكلامه مها اللي ما ردت عليه .. " السوري تعالي معنا واللي يرحم والديس .." مسكت روضة طرف عباية ساره اللي التفتت لأختها تشوفها .. " روحي معهم .. وأنا بأرجع مع أمي .. " ردت عليها مها .. " حتى أنتي يا مهوي تعالي .. فيه مكان .." قالت لها روضة وهي تأشر على سيارتهم .. " بأروح مع أمي ماله داعي أضيق عليكم .." ردت مها على روضة بصوت واطي .. كان ماجد يسمعهم .. التفت لها بهدوء " ترى الجوري بتعوّد معي ما أبيها تبكي .." كان يشوف مها بتحدي .. عضت مها شفايفها من تحت النقاب " الأمر هين .. مع عمها وعماتها وخالتها .." وشددت على كلمة عمّها .. قرص ماجد عيونه فيها وما رد عليها .. التفت يلبس نظاراته الشمسية والجوري معه .. مصمم على كلامه ياخذها .. ركبها قدام قبله وركب وراها السيارة .. نادى أمه وخواته عشان يركبون وركبت معهم ساره ومشوا وعيون مها تتبعهم ..
ركبت أم فهد وام ناصر وكانت مها في السيارة قبلهم .. كانت العنود تحط أغراض أمها ورا وتفصلهم عن أغراض أم ناصر .. " وين سارة ؟؟.." سألتها العنود عقب ما ركبت جنبها مستغربه أنها مهي موجودة .. " ركبت مع روضه وبيت عمي .." ردت عليها مها .. ركب فهد وسلم عليهم .. " كل اخويانا هنا .." نشدهم وعيونه تدور في الموجودين .. " ايه كلهم هنا .." ردت عليه العنود .. " كن فيه واحد ناقص .." سألها وهو يطالع بعينه في المرايه ورا .. " ساره راحت مع بيت عمها وأنا أمك .." ردت عليه ام ناصر .. " ايه زين ..الله يحفظهم .. " طالعها لمره اخيره ونزل عينه وشغل السيارة .. وكانت هي لاهيه تلعب بأصابعها وتفكر في بنتها اللى راحت مع ماجد ..
::
::
::
في الليلة الأخيرة قبل سفر فهد وخواته للخبر ورجعة أحمد وأهله للدوحة .. كانت السهره في خيمة مها وساره .. شاي الحليب والخبز والجبن والحب السعودي والاقط لزوم التجربة والمسجل اللي يغني .. والاونو حقت روضه .. ومضت الليله لعب وضحك وسوالف على نورالسراج والضو .. وكانت المفاجأة يوم علمّت روضة على العنود أنها سمعتها تغني وصوتها حلو .. وحلفت عليها تغني .. العنود صار وجهها أحمر .. وحاولت تتهرب لكن البنات ماعطوها فرصه .. وسكتوا كلهم وعيونهم على العنود .. تركوا اللي في ايديهم اللى كانت منسدحة واللي كانت قاعده جنب الضو واللي تشرب حليب كلهم انشدوا لها يوم بدت تغني بصوت كان فعلاً رخيم .. غمضت العنود .. وسرى صوتها صافي في ليلة الشتا ..
ليالي نجد ما مثلك ليالي
غلاك أول وزاد الحب غالي
ليالي نجد للمحبوب طيبي
أمانه يانور عيني يا ليالي
ليالي نجد ما مثلك ليالي
حبيبي ولذكرت أنه حبيبي
درت أني حظيظ وزان بالي
على شانه تهاونت المصاعب
أذوق المرّ لأجل رضاه حالي
ليالي نجد ما مثلك ليالي
ولمن الزمان اشتّد حره
لقيت بقرب مضنوني ظلالي
عفى الله عنه مما جاني الاول
غسل حبه جميع الهمّ تالي
ليالي نجد ما مثلك ليالي
ليالي نجد ما مثلك ليالي
وانتهى الصوت الحلو .. لكن الأحساس كان مالي الجو .. والكل سارح فيه .. لثواني عمّ الصمت .. وبعدها انتبهوا أن العنود سكتت صفقوا لها البنات وصفرت روضة .. وكانت لحظات من العمر .. خذت مها لوقت(ن) بعيد .. وسارة سرحت في اللي صار اليوم وابتسامة سرّية على شفايفها .. سرحت في شكل أحمد .. مع أنها شافته قبل كذا بس ..
شلون عرفني ؟؟ .. ماخاف أنه يخطي في وحده غيري ؟؟ ابتسمت وهي تتذكر شكله .. ونغزاته .. موب هين .. بس على مين .. أنا أربيه على كلامه اليوم .. نزلت راسها وهي تتخيل الموقف من جديد وتبتسم ..
::
::
::
وفي خيمة المجلس .. كانوا العيال مجتمعين يلعبون بيلوت اللعبه اللي انتهت بهوشه يوم فاز ماجد وأحمد على تركي وفهد .. بعد ما خلصوا هوشتهم قعدوا على الضو يتسامرون .. سوالف بهدوء وكان فهد أغلب الوقت سرحان .. " عسى ما شر يا فهد .. وش فيك .." نشده ماجد .. " سلامتك مافيني شي .." التفت له فهد وهو يبتسم .. " شفت بنت منصور اليوم .. الله يحفظها ماخذه من أبوها واجد .." تكلم فهد وهو يشوف الضو تستعر .. " ايه فديتها .. أبوها راح الله يرحمه وأنا ابوها ذلحين .." رد عليه ماجد بحدة .. التفت تركي لماجد يوم سمع نبرة صوته .. يعرفه زين نبرته ما تطمن .. " والعم والد .. " رد فهد بدون ما يلتفت على ماجد وهو يبتسم بهدوء .. " أكيد .. " رد ماجد وهو مركز نظراته على ولد خالته ..
" إلا صحيح ماعندك نيه تعرس .." سأله ماجد وهو متكي جنبه يشرب من بيالته .. " ماعندي نيه ذلحين .." طالعه فهد وكمل " خلنا نفرح بك أنت وأحمد قبل وعقبها تفضون لي تدورون لي عروس .." علق فهد وهو ينقل عيونه بين ماجد وأحمد .. " ولا يهمك .. خلني بس أفضى عقب العرس يعني يبي لي بين ست شهور وسنه .." رد أحمد وهو يشرب حليب .. ضحك تركي يوم سمع تعليق أحمد وقرر يتدخل يغير الجو بينهم " يعني ردد يا ليل ما اطولك يا فهد .. عز الله ما اعرست كانك ترجي ورا هالاثنين عرس .." علق تركي وهو يشوف فهد .. " اذا على كلام أحمد ذلحين صدقت .. " علق فهد .. وكان ماجد يتابع كلامهم ساكت .. " أنت بس اشر وقل يا عرس وأنا اللي بأخطب لك .." ابتسم ماجد لولد خالته وهو يقوله هالكلام .. " لا خلا ولاعدم منك .. عساك ذخر يابوعبدالله .." رد فهد على ولد خالته وهو يطالعه بهدوء .. وكملوا ليلتهم سوالف وكل واحد غارق في أفكاره .. ماجد ما نسى أن فهد بيوم خطب مها قبله .. وفهد يهوجس أن اللقمة كل ما وصلت لحلقه خطفها واحد من عيال خالته .. يمكن مهي من نصيبه طال الزمان والا قصر .. تذكر يوم راح يخطبها مره ثانيه لحاله .. عقب وفاة منصور بشهور .. وكان الرفض للمره الثانية وهالشي كان أثره أعمق لأنه كان الرفض الثاني .. وكانت المفاجأة اللي حطمت حلمه لشظايا للأبد .. ولد خالته خطبها وأهلها وافقوا ..!!!
انكسر حلمه أنها تكون من نصيبه .. الحلم اللي ابتدا يوم شافها بيوم عيد من سنين .. في بيت خالته .. توقعها وحده من بنات خالته نوف والا روضه .. والمفاجأة أنها كانت بنت عمهم هم .. فزّ قلبه يوم لمح الطيف اللي استقبل أمه وخواته قريب من باب الصالة الداخلي .. كان نازل عشان يعايد خالته وقف عند باب الصالة اللي برا عشان ما تضربه الشمس وعطاه الباب المفتوح بشكل جزئي فرصه يشوفها للحظات وهي تبتسم .. وترحب بأهله .. وتضحك مع خواته .. كانت لابسه فستان خمري فارق في صفا لونها وبشرتها وشعرها الأسود .. حسها نسمة ربيع باردة في قيظ حياته .. حتى أمه يوم تكلمت عنها ماخلت شي ما مدحته .. دخلت خاطره وتمناها أم عياله .. ويوم شاور أمه فرحت وباركت له ودعت له تكون من نصيبه .. لكن ..
" أقول يابو عبد الله .." نادى أحمد .. " سم يابو محمد .. " رد ماجد .. " وين قصيدك يا ولد .. " سأله أحمد وهو يمد فنجال قهوة على تركي اللي كان نص راقد .. " والله ما يحضرني شي ذلحين .." رد عليه ماجد .. " شف لك بيتين منا والا مناك .. " كررعليه أحمد الطلب .. " وهو صادق ما للسهر معنى دون قصيدك الشين ياماجد .. " رد عليه تركي وهو يضحك .. " ايه عشان ترقد عدل .. " علق أحمد على شكل تركي النعسان .. اللي صد عنه وهو يتثاوب .. " هات لنا في الفراق وموت الرجا .. " طلبه فهد وهو مدنق يشوف الضو .. تنهد ماجد " ان شاء الله تامر أمر يا فهد .. " سكت شوي ماجد وسكتوا الشباب .. وبعدها تردد صوته في هدوء الليل .. احساس الألم في صوته كان قاتل .. تسلل لكل من سمعه.. يفتح جروح ما اندملت .. ويعمي عيون أشقاها ذبول الحلم ..
هذا المدى طال وسنين الوصل ممحلـه
يبست مواعيد واخّضرت فروع النـوى
طلح الشقايا شعيب الهـم ليـه اسئلـه
دام الشقا في غصونه مـورقٍ مـاذوى
صحيح دمعي ونزف الجرح قـد سيلـه
البارحه سال قلت: اشوى غديه ارتوى
وشلون يروى؟وسيل العـام مـابلله!!
وش عاد لو سال باكر دام سيله سوى
تعبت اشوف(النهار)...الليل يتسربلـه
والنوم غادي وذيبٍ بالمحانـي عـوى
وايدينـي اللـي بقـل الحيلـه مكبلـه
ان قلت:هانت يرد الجرح:مالك لـوى!!
حزن الفرح باد ثوب الهـم مـا بدلـه
مليت جمر ٍ طويل الصبر منه اكتـوى
كيف اجمع الشوق بغيابه وألم الولـه؟؟
تعبت اجّمع شتات الجرح وين الدواء؟؟
نخيت حظي بغيت الطيـب والمرجلـه
اثره: ردي ٍ بخطواتـه تعثر..ثـوى!!
الله لا يرحـم فـراقـه ولا يــحلله!
لامن طرالي يشق العين ملـح الجـوى
واللي عطاه الدلال وصـار قبلـة هلـه
انه نبت في خفوقي من عروقـي روى
حدثت قلبي وقلـت: العلـم قال:ازهلـه
عز الله انه بحبه يـوم شافـه نـوى
والله لـاحبه واضم الجرح واستقبلـه
مدام روحي تشمه فـي حياتـي هـوى
والله لـاحبه واضم الجرح واستقبلـه .. مدام روحي تشمه فـي حياتـي هـوى .. والجرح طال والأمل مات .. صفحة ولازم تسكرها يا فهد .. ترى العمر يمضي وأنت ماتحس فيه .. ولو هو نصيبك انكتب لك .. لكن اللي صار أنها عمرها ماكانت لك .. ولو ماشفتها ماكنت عرفت بوجودها .. مرتين وما صارت من نصيبك .. تفتكر بتكون فيه مره ثالثة ؟؟.. سرح فهد مع قصيد ماجد وما انتبه انه انتهى ..
" صح لسانك وعلا شانك يابوعبدالله " رد تركي .. " صح بدنك ولا تهون .." رد ماجد وهو مركز عيونه في الضو .. " صح لسانك يا ولد .. مبدع من يومك .." رد فهد على قصيد ولد خالته اللي كان يحب يسمعه من زمان .. " صح بدنك عسى بس جازت لك .." سأل ماجد فهد اللي حسه تأثر واجد من الكلمات .. " والله طحت على العوق .." ابتسم فهد بمرارة وهو يرد على ماجد .. " الله يصلح الحال .." علق ماجد بهدوء .. " شكلك عاشق يا فهد .." رد أحمد وهو يغمز له .. ضحك فهد وهو يسمع تعليق أحمد .. " لا هونت عن العشق .. خلصنا .." رد عليه فهد ..
" يا ولــد .." صاح أحمد .. " هآآه .." انتبه تركي على صوت أحمد يناديه .. " وش هآآه .. لي ساعه أناديك .. " رد أحمد .. " وش تبي .." رد تركي وهو منزعج منه .. " سلامتك .. تبي حليب .." سأله أحمد .. " لأ مابي حليب .. بأقوم أرقد .. تمسّون على خير .." وقام عنهم تركي يرقد .. شوي وتفرقوا وكل واحد قام لفراشه تملاه الهواجس والأفكار ..
::
::
::
كانت ايام الأجازة ما تنسي عند الكل .. لكن مثل كل شئ حلو ما يدوم .. ولازم له نهاية .. تفرق المخيم .. اللي ضم ناس مختلفة وقلوب عطشانه .. وأرواح تدور لها وليف .. منها اللي ارتاح ومنها اللي زاد شقاه .. أحمد خذا أمه وابوه ورجعوا الدوحة عقب ما ترك أسئلة أكبر من الأجابات في صدر سارة .. وفهد اللي قرر يطوي صفحة ماضي ما انكتب له خذا أمه وخواته ومشوا للخبر وعسى في الأيام خيره له .. ورجعت الأوضاع هادية مثل ماكانت .. وبدا الأستعداد للرجعه للدوحة ..
مها .. على كثرما حست أنها قربت من ماجد .. على كثر ما حست أن الحدود ما بينهم لا يمكن تذوب .. صحيح أن الجوري صارت تعتبره جزء كبير وأساسي من عالمها لا يمكن تستغنى عنه .. وصحيح أن العلاقة مع بيت عمها تحسنت واجد .. لكن فيه بعض الحواجز اللي لا يمكن بيوم تتجاوزها .. ومع ذلك نعمه أنها قدرت توصل للمرحله هذي ..
سارة رجعت للهواجس والتفكير بأحمد .. بعد ما نسته فترة .. وأشغلها كلامه عن العرس والأنتظار .. واحتارت شلون تفسر معانيه .. وخافت أكثر من اللي جاي ..
قرر أبوناصر يمشون قبل بيت ابو محمد بيومين علشان يمرون الخبر يشوفون الأغراض اللي محتاجتهم سارة .. واللي حجزتهم عشان ترجع تشيلهم .. وكان بيت أبو محمد بيمشون عقب يومين .. فاتفقوا يتخاوون بالطريق ..
يوم الثلاثاء الأخير في العطلة .. في خيمة مها اللي بدت تفضى من الأغراض عقب ما ركبوا الشنط وسكروا الموتر وراحوا البنات يسلمون على عمهم ومرت عمهم وبناتهم .. وكان الموقف بالرغم من كل شي محزن .. كان ماجد شايل الجوري ويسولف عليها وينتظر بيت عمه يطلعون من الخيمة .. مشى معهم وتعمد يوقف بعيد عشان يركبون الا مها اللي رجعت تاخذ الجوري منه .. " الله الله في الجوري يا مها .." كان صوته واطي وفيه حزن .. " ان شاء الله .. لا توصي .." ردت عليه وهي مدنقة .. " رقمي عندس والمكان ترى مهوب بعيد .. اى شي تحتاجينه .." تردد شوي بالكلام .. وكمل " قصدي تحتاجه الجوري كلمينى .. سمعتي " ضاقت عيونه وهو يركز في عيونها .. غصتها العبرة وما قدرت ترد .. هزت له راسها باشارة نعم .. مد لها الجوري وتعمد يمسك يدها ويضغط عليها .. رفعت مها عيونها له وكانت مليانه دموع .. تفاجأ ماجد من دموعها وتمنى لوعنده الوقت عشان يسألها ليه الدمع .. لكن مثل كل مره .. عوايد الوقت يخونه وبدل ما يحل الأسئلة يزيدها علامات استفهام جديدة صعب تنّفك .. صدت عنه تشيل بنتها وما قدرت حتى تقول له مع السلامة .. قفّت وهي تحاول تبلع ريقها المرّ .. عيونها ترمش بسرعه في المسافة الفاصلة بينها وبين سيارتهم عسى تختفى دموعها قبل توصل .. حاولت تكلم بنتها بس حلقها كان جاف .. سمعت صوته يودعهم وما قدرت ترد ركبت السيارة والجوري تبكي تبيه .. ومشوا .. وظل هو هناك .. واقف مكانه ...
::
::
::
الله لا يرحـم فـراقـه ولا يــحلله!
لامن طرالي يشق العين ملـح الجـوى
هالفراق اللي انكتب كل ما تعلق بالحلم واقترب .. آآآه .. ماعرفت لك يا المها .. أنتي حلم وأمل .. والا جرح وألم .!!! تعبت ومليت من هالضياع .. لاني عارف لك أرض ولا طايل لك سما .. تمكنتي وما قدرت أنزعك .. سكنتي الروح وعجزت أمنعك .. ورغم كل شي بعادك لهفة وشوق يحرق القلب .. آآآه يا التعب .. لا بقربك فرح ولا في بعدك راحة .. وقفت عينه تشوف طيفهم يوم رحل .. لا الرجل قادرة تتحرك .. ولا العين قادرة تصد عنهم .. وسمع صوت قلبه .. مهوب صوته هو ينظم سلاسل الوجع حرف وقصيد ..
فراق مر في حدب المعاني تقل اخِيذة قوم
ضحى منى نهبك بغفلتي واستسهل وثاقي
يقولون العرب أن الأوادم ماعليها وسوم
وأنا لو ادري أنك من نصيبي مانكسر ساقي
يمر الشعر في درب الجديد ولا يجيب علوم
بقى عندي كلام من رحلت يدور اعتاقي
فمان الله وجّه للغياب وخلني موهوم
ابعصر الحنين بغيبتك وأعتق أشواقي
غابوا .. وغاب الحلم من جديد .. دمعة تسللت .. لكن نزلت بجوفه تحرقه .. وتزيد جروح الزمن ملح .. مشوار التعب بعده بأوله .. تنهد و توجه شمال بعيد عن المخيم .. ما يبي يكلم أحد أو يشوف أحد ..
::
::
::
وصلوا الخبر .. وخذا لهم ابوها شقة أريح وأوسع من الفندق .. كان احساس مها بالمكان غريب .. كل شي مختلف عن المره الاخيرة .. ليش ؟؟ يمكن غياب ماجد له أثر كبير .. تذكرت كل مكان راحوا له كأن كل شئ فقد معناه وفقد طعمه بغياب ماجد .. ومع ذلك ما بينت شي لأهلها .. كانت تضحك وتبتسم لكن من غير روح .. تحس أن روحها تركتها وسافرت له .. أي سافرت له ؟؟.. هي من عرفته وروحها متعلقه به .. لكن النصيب حال بينها وبينه .. وأجبرها تعيش بقلب ميت .. كثير سألت روحها واستغربت من احساسها .. هل ممكن انسان يتعلق بأنسان ثاني من مجرد لحظات شافها فيه .. كانت تلوم روحها على هالأحساس وتفسره أنه طيش مراهقة وسخافة مالها معنى .. لكن كون هالشعور يستمر سنين .. أكيد له معنى ..
تسوقوا وحجزوا فستان العرس حق سارة .. كان روعه .. لونه عاجي من التفتا الفرنسية .. وشغله دقيق .. صدره واسع وأكمامه طويله تنتهي بقصة فرنسية واسعه .. واختارت معه طرحه بسيطه ما تغطي جمال الفستان لكن في نفس الوقت متناسقه معه برقة .. خذت لها فستانين بعد حلوة ناعمه لبعدين .. مها اختارت لها فستان للعرس لونه ذهبي محروق بأكمام طويلة من التور المشغول تنزل للأرض بأطراف مشغولة بكريستال حلو .. وما نست تاخذ فستانين للجوري .. وخذت لفاطمة بعد بدلة حلوة انبسطت عليها الشغاله .. دفعوا البنات العربون وعطوهم العنوان على اساس يشحنون لهم الأغراض كلها من يضبطون مقاس الفساتين .. لأن السيارة ماكانت تتحمل زود أغراض ولا زود شنط أكثر من اللي فيها ..
اتصل ماجد في أبو ناصر ينشده متى بيمشون واتفقوا على بكره الساعه 10 عشان يمديهم يتلاقون على الخط .. اصبحوا وقامت مها من بدري وسوت القهوة والحليب و شوي سندويشات لهم .. قام أبوها وأمها تقهووا ونزل أبوناصر يشيك عشان يطلعون .. جمعوا أغراضهم وحملوها في السيارة .. وكانت الساعه قريب تسع ونص وتوكلوا على الله متجهين للحسا .. وصلوا الحسا قبل بيت ابو ناصر اللي كان وراهم يمكن على بعد نص ساعه .. ونزل ابو ناصر وأم ناصر يشترون لهم قهوة وهيل والبنات قعدوا في السيارة وفتحوا الدرايش كان الجو حلو وبارد .. وقعدن يسولفن ويتقهون .. ويتفرجن على الناس اللي جايه ورايحه ..
دق قلب مها وماتدري ليش .. التفتت وراها وشافت سيارات تدخل السوق .. عرفت كروزر ماجد الفضي ووراها الجي الاسود وكروزر تركي الأبيض .. ماتدري تفرح والا تحزن مشاعرها كانت مرتبكه وهي تحس فيه قريب منها .. وقفت السيارت جنب بعض .. شوي ولمحته ينزل من السيارة ويعدل غترته .. يالله توها تعرف وشكثر كانت مشتاقه له .. تمنت يجي صوبهم ولو عشان الجوري .. بس المهم تسمع صوته اللي غاب عنها .. لمحت عمها نزل ومرت عمها .. التفت صوبهم ماجد من بعيد وما قدرت تلمح نظرته .. كانت الشمس في وجهه مد ايده داخل السيارة وطلع نظارته الشمسة ولبسها والتفت على أبوه اللي قاله شي خلاه يلتفت مره ثانية صوب سيارة عمه .. شافته رد عليه لكن ماقدرت تفهم وش قال له .. شوي ومشوا كلهم داخل السوق ..
" يا هووووه .. " صرخت سارة .. " وجع قصري صوتس .. " نزرتها مها .. " وهو عاد فيه صوت .. انبّح وأنا أكلمس وأناديس .." ردت عليها سارة وهي مستغربه حالة أختها .. تنهدت مها بخيبة أمل وهي تشوف ماجد يبتعد بدون ما يفكر يجي يشوفها .. " خير وش عندس .." التفتت مها وهي ترد على أختها .." ماعندي شي خلاص .." انتبهت سارة وين كانت أختها سرحانه .. " ايوااااا عرفت اللحين .. ما ألومس سرحانه .. بأنزل أروح اسلم على رويض وحشتني " قالت ساره وهي مستانسه .. " وين تنزلين صاحية أنتي .. ترانا في السوق مهوب في حوش بيتهم .." التفتت لها مها بضيق .. " وخير يا طير في السوق .. تراه سوق الحسا مهوب اللاند مآرك والا فيلاجيو .." ابتسمت ساره .. " يا حظس بقلبس البارد بس .." ردت عليها مها وصدت عنها .. " بتجين معي ..؟؟" سألتها سارة وهي تعدل نقابها .. " لأ .. مانابجايه روحي لحالس .." ردت مها وسكتت عنها وعيونها تدور في السوق عساها تلمح خياله .. عدلت سارة عباتها ونزلت لسيارة بيت عمها وعيون أختها تتبعها .. تضايقت مها من القعده وجننتها الجوري تبي تنزل من السيارة .. عطتها فاطمه وقالت لها " انزلي معها وخلكم حول السيارة لا تبعدون " .. نزلت الجوري وهي تضحك مع فاطمة وكانوا يدورون حول السيارة تحت شمس الشتاء الدافية .. وقت الضحى العود بين الناس اللي في السوق ..
سرحت مها تفكر .. يعني ولا همه يجي ينشد حتى عن الجوري وهم مسوي عمره يحبها ؟؟.. ولا هان عليه حتى يرسل مسج واحد يتطمن علينا وصلنا والا ما وصلنا .. متقلب هالأنسان ما ينعرف له .. مره أحسه مهتم فينا صدق ومرات ...!!! بس هو فعلا يهتم والا نسيتي وقفته معس يوم الجوري مريضة ؟؟.. انتفض قلبها يوم تذكرت اللي صار في المستشفى .. غمضت عيونها وتنهدت بصوت حسته وصل آخر الدنيا من الألم اللي فيه .. بدت عيونها تحتر من حرارة الدمع اللي حبسته في عيونها خوف أحد يشوفه وخوف اللوم .. لوم نفسها قبل ما يلومها أحد ثاني .. لأنها مالها حق تحلم ولا لها حق تتأمل بيوم أنه بيكون لها .. وفوق هذا كله بيظل أسم أخوه بينه وبينها .. حتى هي ما تتجرأ تنساه .. سرق منها السعادة وهو موجود .. وسرق منها الفرح لباقي العمر بعد ما توفى .. وحرّم عليها الأحلام .. اللى جبرها النصيب تعيش معها بس محرومه تذوقها .. ماجد لها وبنفس الوقت مهوب لها يا قربه ويابعده بنفس الوقت .. وياحرقة القلب جنبه ..
" ماما .." توعت على صوت الجوري يناديها من قريب .. فتحت عيونها غصب وغافلتها الدموع اللي حجزتها ورا جفونها .. ونزلت مندفعه مثل الأسير اللي أطلقوا سراحه .. التفتت على بنتها لا شعوريا .. لكن الجوري ماكانت بيد فاطمة .. كانت بيد ماجد اللي وقف يطالعها مثل التمثال .. تجمدت مها حتى ماقدرت ترفع ايدها تمسح عيونها .. تجمدت لأنها اشتاقت لصورته ولملامح وجهه المحفورة في قلبها .. خافت تمسح عيونها وتختفى صورته ماقدرت الا أنها تحاول تسرق كل تفاصيل هالوجه الحبيب لقلبها وتغمض عليها ..
مرت لحظات السكوت ثقيلة لكنه ما تكلم .. مدّ لها الجوري من الدريشة وراح .. مثل الطيف صدّ وتركها لحالها .. قعدت بنتها بحضنها تسولف عليها ومها غايبه عنها بعالم ثاني .. تمنت تشوف نظرته اللي حجبتها عنها نظارته الشمسية .. شفايفه كانت مزمومه بتوتر .. عوارضه ثقيله على غير العادة بس معطيته جاذبية .. بس تفاصيله كانت تعب .. وجهه مو مثل ما كانت خابره شكله تعبان .. بس ليش ما كلمها .. ولا سلم عليها ؟؟ مهما كان هي .. هي وش ؟؟ بنت عمه .. وخير يا طير .. مرته ؟؟ وهو اختارها بكيفه ؟؟ هواجس عصرت قلب مها كل ما زادت .. وما انتبهت الا يوم ركبت سارة السيارة جنب أختها ..
::
::
::
مشى وهو مدنق .. فكّ غترته وتلطم بها .. ضاقت به الدنيا .. كان جاي يبي يشوفها .. مشتاق يسمع صوتها الواطي لما ترد عليه .. صوتها الخجول لما يحرجها .. لمعة عيونها وهى تطالعه .. وخذا الجوري حجه عشان يجيبها لها يوم شافها مع الشغالة .. شل الجوري وجا وقف قدام بابها توقع ترفع عيونها له وتسلم عليه .. ويسألها وش سوت في غيابه .. بس تفاجأ أن الأخت سرحانه ولا همها هالصنم اللي واقف جنب الدريشة ولا حتى حست فيه .. للدرجة ذي ما يهمها ؟؟ والمصيبه يوم انتبهت أنه واقف وجا بيهاوشها صدمه منظر الدموع اللي نزلت من عينها .. هالبنت مهوب طبيعية ابد .. كل ماشافها لأنها تبكي ؟؟ فيها شئ .. فيه سر بحياتها ولازم يعرفه .. كسرت قلبه نظرتها وهي تلتفت له .. واختفى كل الكلام اللي كان مجهزة .. ماقدر يتكلم حتى .. خاف تفضحه نبرة صوته وتبين اهتمامه كره نفسه وكره ضعفه قدامها .. وكره مها أكثر منهم ..
" جبت لس الأخبار .." قالت سارة .. " وش أخباره .." ردت مها بهّم .. " شوفي يا ستي .. الشيخ ماجد كان مريض .." وسكتت تبي تشوف ردة فعل أختها .. مها دنقت يوم رجف قلبها .. وحاولت ماتبين خوفها .. " ليه وش فيه ؟؟ .." سألت بهدوء .. " يعني ولا كأن قلبس وقف يوم قلت لس " ونغزتها سارة بكوعها في جنبها .. " اخلصي علي قولي والا اسكتي .." ردت مها .. " زين زين بأقول .. كان فيه حرارة وسخونة .. شكله برد .. من عقب ما مشينا أول أمس وهو مريض وما طاب الا اليوم .." قالت لها سارة .. " ما يشوف شر .." ردت مها وسكتت ..
" على فكرة .." قالت سارة بتردد .. " روضة تقول أن القسم اللي يبنيه ماجد لكم خلص .." وسكتت كانت سارة تدري أنها قطت قنبلة على مها .. " أي قسم ..؟؟ " التفتت مها على أختها اللي كانت عيونها تبرق من ورا النقاب .. " ما أدري .. بس تقول أن ماجد بنى لكم قسم برا الفله حقتهم منفصل عنهم وقال لهم أن المهندس كلمه وقال له أن القسم خلص ويبيه يجي يشوفه عشان التشطيبات النهائية .. وهذا اللي خلا ماجد يستعجل الرجعه وهو مريض .. وقالت بعد .." وسكتت شوي تبلع ريقها " أنه يقول أن عرسكم قريب " .. مها تجمدت نظرتها .. حست أن فيه أحد صب عليها ماي مثلج .. كانت تسمع كلام سارة وماتدري عن أي قسم تتكلم .. يبي يعزلها عن أهله .. معناه للحين شكه فيها موجود .. طيب دامه يشك فيني ليش خذاني ؟؟.. ما يكفيه طردني من البيت بعد موت أخوه .. هالمره يبي يدفني بالحياة وتحت عيونه .. رنّ في راسها كلمة ( عرسكم قريب ) ما قدرت تتخيل أن هالشي ممكن يتحقق .. صحيح هي زوجته .. بس ماعمر جا في بالها ولا فكرت أنه في يوم بيجمعهم مكان واحد .. كان الموضوع مثل الحلم .. أو سالفة عناد وانتهت .. واللحين صار لهم عرس ولا قريب بعد !!! .. برغم الكره والشك اللي مالي قلبه صوبها .. أي حياة هذي اللي بتعيشها معه ؟؟؟
بردت أطرافها وحست بلوعة .. مدت الجوري لأختها ومسكت راسها ونزلته تحت .. سارة تروعت عليها " مهوي وش فيس .. مهوي وش يعورس .." كان صوت سارة يرتجف وهى ماسكه أختها بيد والجوري باليد الثانية .. " مافيني شي .. بس حاسه بلوعة .." ردت مها بصوت ضعيف .. عطت سارة الجوري فاطمة اللي كانت قاعده في الكرسي اللي ورا ومدت يدها لراس أختها ورفعت نقابها عشان تتنفس عدل .. " تبين ماء بارد .." نشدتها بخوف .. " ايه .. " ردت مها بصوت خافت .. مدت لها سارة بيالة فيها ماي بارد .. " فاطمة وين غرشة مال ماي حق ماما مال مكه ..؟؟" التفتت سارة تنشد فاطمة .. اللي مدت لها مطارة ماي زمزم كانت لأمها .. خذتها سارة ورشت على وجه أختها من الماي وتشهدت عليها.. غمضت مها عيونها وحست أن اللوعة خفت بس مسكها صداع قوي .. طلبت بندول من أختها .. وسكرت الدريشة المغيمة عشان ترفع راسها وتنزل النقاب وخذت لها شيلة وربطت راسها بقوة وغمضت واسندت جبهتها على قزاز الدريشة البارد .. نادتها سارة ولا ردت عليها أختها .. خافت وارتبكت وماعاد عرفت تتصرف .. طالعت بعيونها برا السيارة يمكن تشوف أمها وأبوها بس ماكان حولها أحد .. نزلت من السيارة وهي مثل الضايعه بين أختها اللي ماتدري وش بلاها وبين أمها وأبوها اللي لهم قريب الساعه ما بينوا .. انتبه ماجد لسيارة عمه وشاف تصرف سارة مهوب طبيعي .. ترك اللي في ايده وجاها " عسى ماشر وش فيكم ..؟؟" نشدها وقلبه قارصه .. " مها تعبانه وأبوي مهوب هنا .." ردت ساره وصوتها يرجف من الخوف .. " وش فيها .." سألها بتوتر .." ما ادري مسكت راسها تقول يعورها وغمضت ما ترد علي .. " كانت شوي وتبكي .. خذا ماجد جواله واتصل على عمه .. صاح الجوال في السيارة قدام .. ما كان فيه حل قدام ماجد الا أنه يشوفها بنفسه .. " زين اركبي وأنا بأروح لها من الباب الثاني .." قال لها وهو يلف من قدام الموتر .. " زين .." ركبت سارة جنب أختها .. ودار ماجد حول السيارة وقلبه يدق بجنون .. فتح الباب من صوبها شوي شوي .. حس فيها طاحت عليها بمجرد ما انفتح الباب .. مدت سارة يدها تمسك اختها .. فتح ماجد الباب على وسعه عقب ما مد ايده ومسك جسم مها البارد بيد متجمده من الخوف .. سمّى عليها وخذاها بحضنه وضربها على وجهها .. " مها .. مها .. قومي فديتس .." كانت سارة تبكي بدون صوت ..
شاف شفايفها البيضا و وجهها المبلل الشاحب .. مسك يدها لقاها مثل الثلج .. وحس بتنفسها يتردد ضعيف .. " مها .. مها .." ناداها بصوت خافت شك أنها سمعته .. فتحت عيونها بشويش كانت نظرتها زايغة ومو مركزة على شي ورجعت غمضت .." هي كلت شي من الصبح .. " سأل سارة .. " لا شربت لها فنجال قهوة بس .." ردت عليه ساره بين دموعها .. " ماعليها شر شكل ضغطها نازل بس .. خليها عندس بأروح أجيب لها شي وبارجع .." وشوي شوي رد جسم مها اللي كان مرتمي على صدره صوب أختها وسكر الباب .. وكان الود وده يضمها لصدره ويركض فيها ..لف ماجد وراه يدور أقرب بقالة وراح لها يركض وشرى لها عصير طمام وكيسة ملح وغراش ماي بارده ورجع لها بأسرع ما يقدر كان يتمنى بس يطوي المسافة بينه وبينها .. وصل السيارة ودق على الدريشة ينبه سارة انه بيفتح الباب .. فتح الباب وكانت مها مرجعه راسها على الكرسي ورا وكانت واعيه بس بحالة ضعف ودوخة .. التفتت له بعيون زايغه نزل كيسة الأغراض عند رجيلها بعد ما طلع لها علبة عصير فتحها وحط معها شوي ملح ورجها عدل .. مد يده ورا راسها وقرب العلبة من اثمها .. " أنا بخير .." قالت بصوت ضعيف .. مارد عليها ماجد واسقاها العصير المالح شوي شوي .. بدا يرجع اللون لوجهها وشفايفها وبدت ترفع ايدها لوجهها بارتباك توها تنتبه أنها بدون نقاب .. نزلت عيونها وراسها منحرجة منه " خلاص .. أنا بخير .. " كررت الكلام عليه .. " متأكدة .." سالها بتردد .. " ايه مشكور .. الله يرحم والديك .." ردت وهي تحاول تغطي وجهها بس مهوب عارفه شلون .. " متأكده .. ماتبين مستشفى .." رجع يسألها وده يطول وقفته جنبها .. " لأ ما فيه داعي .. " حسها تمللمت من ايده اللى ورا راسها .. سحبها بشويش وسحب معها خصلة من شعرها طلعت من تحت شيلتها .. ردها بلطف تحت الشيلة وهو يتحسسها بنعومة .. " لو تعبانه نقدر ناخذ فندق ونرتاح .. " حاول يقنعها وايده بعدها ورا راسها .. " لا جعل ربي يعطيك العافية ماله داعي .." ردت عليه مها وهي تحاول تنسى احساسها بيده على رقبتها .. " زين .. محتاجة شي بعد .." سألها وهو يشوفها منحرجة .. " سلامتك .. " ردت ودنقت راسها .. طالعها شوي ورجع التفت لسارة " خليها تاكل شي خفيف ولا تكثر عشان ما تحس بلوعة .." وصاها عليها .. " ان شاء الله .. ما قصرت الله يعطيك العافية " ردت عليه سارة .. التفتت عليه مها وهو يسكر الباب .. وغامت عيونها بالدمع .. وبكت بصوت مكتوم .. دمعت عيون سارة على أختها وضمتها لصدرها وبكت معها وبكت وراهم الجوري يوم راح ماجد ولا عبرّها .. تمددت مها على الكرسي وهي تمسح خشمها وحطت راسها على رجل أختها وغمضت .. وخذتها الأفكار بعيد .. لعمر مرّ من ثلاث سنين تحسها اللحين ثلاثين سنه .. يوم تزوجت من منصور ..
::
::
::
رجع ماجد لسيارتهم وكان صداعه بدا يشتد .. ماتخيل أنه بيخاف على مها هالشكل .. بس شكلها كان يخوف لكن الحمدلله أن الموضوع ضغط دم نازل والا الله العالم وش كان بيسوي لو ما فاقت .. ركب السيارة وسمع صوت همس وراه وبعدها سكون .. " رويض صبي لي بيالة قهوة راسي يعورني .." كلم أخته بدون ما يلتفت عليها وهو يضغط بيديه على راسه وينزل غترته وطاقيته .. " ان شاء الله .." دنقت روضة على الدلال تطلعها .. " عسى ماشر .. وش فيهم بيت عمي .." سألت نوف بسخرية .. تنهد ماجد كنه ناقص تمقت نوف ذلحين .. نغزتها روضة في جنبها عشان تسكت .. " مافيهم شي .." رد بطولة بال ما كانت موجوده عنده أصلاً .. التفتت نوف لأختها وكملت كلامها لماجد " مافيهم شي وانت تركض في السوق رايح جاي لهم ..؟؟" .. قرصت روضة عينها في أختها عشان تسكت " تراس فاضية ماجد يقول راسه يعوره يعنى اسكتي .." قالت لها روضه ومدت البياله لماجد " مها كانت تعبانه شوي وضغطها نازل رحت جبت لها عصير " رد عليها و وجع راسه يزيد ويخليه حتى ما يقدر يفتح عينه من وهج الشمس .. ضحكت نوف " عوايدها وهي أول مره تسوي كذا .." التفت عليها ماجد بعصبية وعيونه شوي وتطلع برا " اقطعي .. ولا عاد أسمعس تكلمين عليها كذا قطعت لسانس .." رد عليها بعصبية .. " تو الناس ياخوي .. هذا وأنت ماخذيتها للحين .. الله يعين بعدين .. شكلها عامله عمل لعيال هالعايلة .." ردت نوف بطولة لسان وتمقت .. التفت عليها ماجد ورفع البيالة اللي في ايده وبعده ما شرب منها ورشها بالقهوة الحارة في وجهها .. نوف شهقت من الخوف رفعت ايدينها تحاول تحمى وجهها من السايل الحار اللي طار وغرق وجهها وشيلتها وعباتها .. روضة صدت وراها متفاجئة وغطت وجهها بيدينها عشان تحمي عيونها .. " هذا ردي عليس .. وعلي بالحرام لا عاد تطرين مثل هالكلام ان تمنين أن الله ياخذ روحس ولا تطيحين بين ايدي .. سمعتي .." قال الكلمة الأخيرة بصوت أقرب للصراخ ونزل صفق الباب وكان شوي ويكسره .. نوف قعدت تبكي بصوت واطي وروضة تجمدت مكانها ولا قدرت تسوي أي تصرف وهي تشوف ثورة ماجد ..
نزل ماجد من السيارة وهو حاس الأرض ضايقة به .. اتصل بتركي ونشده عن موضي وخذاها كلمها وسألها لو عندها حبوب بندول قالت له انها معها في الشنطة وطلبت منه ينتظرها عند سيارتهم وهي جايته اللحين .. سكر منها وكلم أبوه يستعجله عشان يمشون ورد عليه انه جايه ذلحين .. التفت على سيارة عمه وشافه يركب السيارة عقب ما حمل له كراتين في الموتر من ورا .. ما يدري وش سوت مها اللحين ..!!
" عسى ما شر وش فيكم .." سأل ابو ناصر سارة يوم شاف شكل مها اللي رابطه راسها وراقده على رجل أختها .. " ما به شر ان شاء الله .. بس مها تعبت شوي ونزل ضغطها وماجد جزاه الله خير راح وشرا لها عصير طماط وشربته وصارت أحسن اللحين .. بس راسها يوجعها وتبي ترقد .." ردت سارة بعد ما هدت من الموقف اللي صار لهم .. " ماتبي تروح للمستشفى .." نشدها أبوها بقلق .. " لا يبه سألها ماجد وسألتها أنا وقالت ماله داعي وانها بخير .." جاوبته ساره وهى تشوف وجه أختها الراقده .. " بسم الله عليس .. هذا من قل العيشة .. لها يومين وهى ماتذوق الزاد .." ردت أم ناصر .. " ماعليها شر .. دامها بخير خلنا نكمل طريقنا نوصل قبل القايلة .." وحرك أبو ناصر واتصل على أبو محمد يعلمه أنهم بيمشون ومايقدرون ينتظرونه لأن مها تعبانه شوي .. ورد عليه أبو محمد أنهم وراهم ماشيين وخلصوا من السوق .. وبكذا تحركوا من جديد صوب الدوحة ..
::
::
::
كانت الفرحة الخجولة يوم علمتها أمها أن عمها جا يخطبها لواحد من عياله .. عقب ما حجر على فهد بن سالم ولد خالة عياله .. وقالت أكيد هو .. بنت أحلام على مجرد لحظات شافته فيها .. وهمس قصيدة وصل لها .. لا تصد هناك يا عمري دقيقة .. كان حتى الحلم ممنوع عليها .. مجتمع يرفض ودين يحكم وعادات وتقاليد ما تسامح من يتجاوز الخطوط الحمرا خاصة لو كانت بنت .. لكن القلب فزّ في لحظة ماكانت مقصودة .. وكتمت الحلم .. على قد ما قدرت ما سمحت له يكبر .. بس غصب كان الأحساس يزهر في الروح خمايل ورد .. وغصب كانت الريح تنثر عطر الشوق في قلبها .. ونفس الريح كانت سموم .. حرقت كل الاحلام يوم عرفت من اللي خاطبها ..
عاشت بقلب ميت .. وحاولت تنسى أو تناست كل حلم أزهر في قلبها بيوم .. وكانت نعم الزوجة الوفية .. اللي حفظت نفسها وحفظت زوجها وتحاشت أي موقف ممكن يحيي أي أمل في قلبها تجاه الحلم اللى مات .. تحاشت أي موقف مع أخو زوجها .. أو تواصل بغير حضور الأهل .. وكانت رسمية جداً معه .. وعاشت حياة عادية مع زوج تحترمه أكيد وتوده .. لكن خفقات القلب اللي تسمع عنها ماحستها معه .. عاشت شهرين معه قبل تعرف أنها حامل وصار هالكائن اللي يتكون فيها هو الأمل الجديد والحلم اللي تعيش عشانه ..
لكن كأن الوقت مستكثر عليها الفرح مجرد ما استقرت احوالها بدت المشاكل تظهر مع منصور .. تصرفات غريبة وشكوك تنسج خيوطها حوله .. وزاد الجرح أن أهله كانوا عارفين بالشي هذا ومع ذلك ظلموها ..
انتظر ماجد أخته لين جاته وشافت وجهه الأسود وما علقت .. طلعت من شنطتها شريط بندول وعطته .. خذاه منها وصد وراه يوم شاف أبوه رجع للسيارة رجع لهم وركب وهو ساكت .. وما التفت لنوف اللي سمع صوتها تنشق ورا .. " وش الموضوع .." سأله ابوه .. " يبه واللي يرحم والديك راسي يعورني خلنا نوصل البيت ويصير خير .." رد ماجد وهو يعض على ضروسه من الوجع .. " نشدتك وش الموضوع رد علي .. وش قومك على أختك .." كررابوه بعصبية سؤاله .. " أختى مره طول وعرض لكن يبي لها تربية .. وما أظن لمن ربيتها أنك تزعل .." جاوبه ماجد .. " خواتك متربيات عدل .. ولو مالت وحده منهن تراني حي أعدل ميلها .." زعل أبوه من كلامه عن أخته .. " يا يبه انا تصرفت والموضوع انتهى خلصنا طال عمرك .." كان ماجد طفشان وماله خلق حتى للكلام و وجع راسه معميه .. " اذكروا الله وخلونا نمشي .. ولمن وصلنا البيت خير وبركة تكلموا لين تشبعون .." ردت منيرة اللي كانت تشوف وجه ماجد الاسود من التعب وخايفه عليه .. حرك ماجد سيارته وهو ساكت وكان وجع راسه يزيد مع كل كيلو يقطعه .. لكن الله ستر عليهم ووصلوا بالسلامة .. نزل ماجد وصفق الباب وراه كان صداعه وصل لدرجه خلته ما يطيق حتى نفسه .. اول ما دخل حجرته شغل المكيف واتصل على عمه يتطمن عليهم .. ورد عليه أنهم وصلوا قبل نص ساعه .. تحمد له بالسلامة ونشده عن مها قال له أنها بخير وراقده في حجرتها .. سكر عنه وهو متردد يتصل فيها .. لكنه كان محتاج يتأكد أنها بخير .. دق الرقم وسمع صوت رنة الأتصال .. وكان قلبه يدق أسرع منها ..
::؛::
بني آدم ضعيف .. وربه سبحانه خلقه بالشكل هذا لحكمة كبيرة .. مثل ما خلق فيه الغضب خلق التسامح .. ومثل ما خلق الخطأ خلق النسيان .. والضعيف فعلاً اللي ما يقدر يسامح .. ولا يقدر يغفر .. مهي قوة لما نتسلط .. ولا شرف لما ربنا يعطينا الفرصة ونقدر ننتقم .. النفوس الكبيرة هي اللي تقدر تتجاوز عن الأخطاء وتقدر تغفر بدون حقد .. تغفر من منطلق قوة .. مو منطلق ضعف وخنوع ..
::؛::
هذا الجزء .. لآخر حرف انكتب ..
أتمنى يرضيكم ويكون على قد الوعد ..
وكلكم ::؛ قلوب مُحرمة على النسيان ؛::
في آمان الله
|