كاتب الموضوع :
بقايا بلا روح
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
::؛::
حياكم الله يا كل الأعضاء المتابعين ..
والله لا يحرمني طلة اللي شفتهم في صندوق الرسائل الخاصة .. فعلا كل مره يتضح لي أن هالمكان ما يتعوض أبد :)
أترككم مع البارت والله يحفظكم كلكم ..
::؛::
يقولون أن الأنسان ما يعرف قيمة الشي إلا إذا فقده .. لكن بعد .. ما يعرف وش ناقصة إلا بعد ما يلقاه .. والموت لـ لقى اللي كان يتمناه وعرف قيمته وحس بحاجته له وانحرم منه .. الدنيا أخذ وعطا .. وساعات نشوف أنها تاخذ منا أكثر ما تعطينا .. يمكن هالشي صح ويمكن رؤيتنا احنا غلط ..
الحياة أحياناً تاخذ منا اشياء ما تتعوض .. لكن ما ننسى أنها هي اللي عطتنا هالأشياء في المقام الأول .. وأن الحياة مهما خذت منا لابد بيوم ترضينا وتعطينا اللي نستاهله ..
الجزء الثالث عشر
ومثل ما قلنا قبل .. دروب الحياة تتقاطع بين البشر .. عشان تجمع بين ناس .. وتفرق ناس عن ناس ..وفي حياة أبطالنا ما تختلف النظرية .. استمر الدرب وكل واحد من قلوبنا عايش بعالم خاص فيه .. ماجد .. مها .. موضي .. وسارة .. كلهم قلوب تنبض بألم من الماضي .. أو خوف من المستقبل .. وكانت دروبهم ترتبط بشكل والا بالثاني ..
كانت سيارة ماجد تتبع سيارة تركي .. والوجهه الخبر .. " ماجد .." انتبه ماجد على صوت روضه تنبهه لشئ .. " تركي يضرب لك اشارة من شوي ما شفته .." انتبهن البنات ورا لروضه .. مارد ماجد وخذا جواله يتصل في تركي .. " هلا الله حيه .. وش عندك .. أظن قدامك شيشة بترول .. ايه .. لا أنا كلمت الميريديان البارحه وحجزت هناك .. مالنا على غثا الشقق كلها يومين وبنرجع .. حجزت لنا ثلاث غرف ولكم غرفه وسويت .. تكفي يابن الحلال .. مافيني شي بس راسي يعورني .. خلاص خلني قدامك أنا أدل .. يالله في أمان الله .." وسكّر عنه وسكت وتقدم بالسيارة قبل تركي عشان يدّله .. التفتت روضة ورا تشوف البنات .. " ماجد .. تبي قهوة .." تفاجأ ماجد من صوت مها .. " ايه ولا عليس أمر .. " رفع عينه بالمراية اللي قدامه وهو يشوفها من ورا نظاراته .. مدت مها يدها لسلة الدلالّ وعطتها روضه عشان تقهوي ماجد قدام .. رفع ماجد عينه من ورا النظارات الشمسية وابتسم لمها اللى انحرجت ونزلت عينها .. شوي وراق مزاج ماجد وقعد يسولف مع روضه قدام وسارة ومها ورا يسمعون ..
وصلوا الفندق ونزلوا .. دخل ماجد والبنات لين يوصل تركي وأهله .. وراح يكمل الأجراءات حقت الحجز .. شوي وصل تركي وموضي ونوف وراح تركي لماجد خلصوا الغرف ونادوا البنات عشان يطلعون فوق يرتاحون .. كانت ثلاث غرف جنب بعض وخذاها ماجد وحده له والثانيه لخواته والثالثه لبنات عمه وغرفه شوي بعيده وجنبها سويت على الزاويه لتركي وموضي وعيالهم ..
::
::
::
" حلو الفندق يا مهوي .. " قالت ساره وهى تطل من البلكونه وتشوف المنظر من فوق والجو كان رهيب .. " ايه حلو .. " ردت مها وهى تغير لبنتها .. وفاطمه تدخل الشنط الخاصه فيهن .. " اللحين وش بنسوي .." سألت سارة وهى تلتفت لأختها .. " مادري عنهم بنشوف وش يبون يسوون .." ردت مها وهي مشغوله مع بنتها .. شوي ودق الباب فتحت فاطمة الا هذي روضة .. " واااو غرفتكم أوسع من غرفتنا .. " قالت روضة وهي تدخل الغرفة وتلف فيها .. " أحسن ترى حنا أربع انفار .. " ردت سارة وهى تبتسم .. " ثلاثة ونص وأنتي الصادقة .. فديت النص بس .. " ردت روضة وهي تقرص خدود الجوري .. "أقول مها .. ماجد يقول تعالوا غرفتنا .. " قالت روضة وهي ترفع راسها لمها .. " ان شاء الله .. " ردت مها .. " يالله يا السوري .. " .. " اوك صبر البس .." ردت سارة .. لبست مها عباتها ونقابها وخذت الجوري وطلعت لغرفة بنات عمها ورا روضة اللي سبقتها وتركت فاطمة فى غرفتهم ..
" السلام عليكم .." دخلت عليهم وكان ماجد قاعد على الكنبه ونوف على السرير و روضة تطل من البلكونه .. " عليكم السلام يالله حيهم .. " ركضت الجوري على طول لحضن ماجد .. " فديت قلبس بس .." حضنها ماجد وباسها وقعدها في حضنه .. " وين سارة .." سأل مها عن أختها .." بتجي اللحين .." ردت مها على سؤاله بهدوء .. " طيب ادخلى واقعدى شبلاس واقفه .." كلمها ماجد ورجع يلاعب الجوري .. دخلت مها وقعدت على طرف السرير الثاني ..
" جوالس معس يا نوف صح .." سأل ماجد أخته .." ايه معي .." ردت نوف .. " وأنتي يا مها .." وجه السؤال لمها .. " معي .." ردت عليه مستغربه سؤاله .. " تمام .. افتحوها واشحنوها اللحين عشان ماتطفا عليكم في السوق لأنكم بتستعملونها طول ماحنا هنا .. هذا شي الثاني .. تبون تريحون اللحين وتطلعون العصر والا تطلعون اللحين ساعتين وعقبه نتغدى ونريح شوي ونطلع عقب العصر .. " سكتوا البنات .. ومها ماردت .. " ترى أنا ماجيت الا عشانكم .. يعني وش اللى يناسبكم وأنا معكم فيه .." قال ماجد كلامه هذا وهو يطالع مها اللى دنقت .." براحتكم .." ردت مها وهي منحرجة .. " أنا اقول نطلع اللحين تو الناس على صلاة الظهر .." قالت روضة وهي تشوف ماجد .. " حلو .. معناه حطوا جوالاتكم على الكهربا وخلكم جاهزين بعد نص ساعه .." وقف ماجد عشان يطلع .. " ان شاء الله .." ردت مها .. " السلام عليكم .." دخلت سارة .. " وعليكم السلام .." ردوا عليها .. مشت سارة و وقفت جنب روضة وسكتت يوم شافت الموضوع اللي يبيهم فيه ماجد منتهي ..
" طيب وموضي .." سألت نوف قبل يطلع أخوها .. " وش فيها .. " التفت ماجد لنوف مستغرب .. " مهي برايحه معنا .." سألته نوف وأصابعها تلعب بالسلسلة اللى حول رقبتها .. " موضي مرة مع رجلها لبغتنا دلتنا .. مانبي ننشب في حلقها ولا تنشب في حلوقنا .." رد عليها ماجد بهدوء .. " بس حنا اتفقنا نروح سوا .. " ردت عليه نوف .. " خلاص روحي معها .." رد ماجد عشان يسّكر الموضوع ..
شافت مها أن وجودها ماله داعي وقامت تبي تطلع ونادت الجوري .. " خليها عندي بأنزل أنا واياها اللوبي تحت .." قال لها ماجد .. " زين .." قامت مها وطلعت منهم .. وراحت لحجرتها .. ما أمداها تدخل الا الباب يدق .. فتحته لقته ماجد واقف .." اطلعي برا شوي أبيس .." ناداها ماجد بصوت واطي .. " خير ان شاء الله .." طلعت مها برا الغرفة وردت الباب وراها .. " خير ان شاء الله .. حنا متملكين قد لنا تقريبا ثلاث شهور .." تكلم ماجد .. ومها ماتت في ثيابها من الأحراج .. وش مناسبة هالكلام اللحين .. وش يبي مني عشان هالمقدمة اللى مالها معنى .. " وأنتي في ذمتي أنتي وبنتس .. " مد يده لمخباه وطلع منه ظرف ومده لها .. " وهذا مصروفس أنتي والجوري .. ماكان فيه مناسبة أنى أعطيس إياه قبل لكن الموضوع ماطافني .. اخذيه .." مد الظرف عليها ومها تجمدت .. " أحد قال لك إنى في حاجة مصروفك ..؟؟ " ردت عليه مها بتوتر .. أظلمت عيون ماجد عقب ما سمع ردها " لا يابنت عمي ماحد قال لي .. وأدرى مانتى بحاجتى بس هذا حقس بالشرع مهو فضل مني .. أخذيه .." كررها للمره الثانية بصوت واطي وهو يشدد على كلمة أخذيه ..
" كثر الله خيرك .. لمن احتجت قلت لك .." ردت مها وهي مدنقة .. " أنتي مادرى شلون تفهمين .. اقول لس حقس تقولين لمن احتجت قلت لك .. إلى متي يا مها .. إلى متى ؟؟" ارتفع صوته غصب .. قرّص عيونه فيها " هذي فلوسس تبينها والا احرقيها .. وتراها مهي بذاك الزود عشان تشوفين نفسس كذا " ورمى الظرف عليها .. ضرب الظرف بصدرها وطاح .. ما اهتم ماجد اللي رجع لغرفة خواته وخذا الجوري ومشي صوب المصاعد وتركها .. دنقت مها تاخذ الظرف اللى طايح على الأرض ودخلت حطته في شنطتها مثل ماهو .. دخلت سارة بعد دقايق .. علمتها مها عن اللى صار بغرفة بنات عمها وتجاهلت اللي صار قدام باب غرفتها .. بعد نص ساعه طلت عليهم روضة لابسه وقالت لهم ان ماجد اتصل من تحت ويقول لو جهزن ينزلن .. نزلن البنات وطلعوا كلهم مع ماجد صوب مجمع الراشد .. وقف ماجد سيارته ونزل معهن .. دخلوا المول التفت عليهن .. " كل وحده معها جوالها .. ما أبي أحد يضيع .. شوفن رقم البوابة اللي دخلنا منها " فتحت مها ونوف وروضة شناطهم وتأكدوا أن جوالاتهم شغاله .. ساره ضحكت فى خاطرها وهى تقول الله يرحم حال أهل البطاقات المدفوعه مقدماً .. " ترى المحلات تسكر وقت الصلاة .. بعدين انتبهن على عماركن .. أنا بأكون في الألعاب مع الجوري .. اي شي يصير اتصلن علي سمعتن .." وصاهن ماجد اللى كان متجاهل وجود مها عقب الموقف اللي صار .." ان شاء الله .." سمعها همهمة ومادرى من اللي رد .. خذا الجوري وراح ..
::
::
::
انفصلن البنات كل خوات مع بعض .. ومن محل لمحل .. كانت سارة مبسوطة وشوي شوي مها بعد انبسطت .. دخلوا محل أرواب حلوة .. " الله السوري شوفي هالروب .. " نادتها مها عشان تشوف الروب اللي بيدها .. " الحمدلله والشكر .. هذا روب رضاعه يا بنتى .. " ردت سارة وهي تكتم ضحكتها .. " طيب عادي .. بأخيط الفتحات .. شوفي لونه يجنن والشغل نظيف .. " قالت مها وهي تقلب الروب بين ايديها .. " مهوي من جدس .. هذي حقت حوامل وش تبين فيها .." استغربت ساره من أختها .. " طيب وحوامل .. حلوة وبارده يا الخبل .. بأخذ لي ولأمي .. ماتبين منها؟؟ " ردت مها وهي تختار لها ولأمها وتسأل سارة .. " ماعليس شرهه .. اخذيهم يا الجدة .. أنا ما ابي منها .. ما بعد وصلت الستين عشان أخذ لي أرواب حمل " نفذ صبر سارة مع أختها .. تخيرت مها لها ولأمها كم واحد .. وحاسبت وطلعت ..
" مهوي .. بغيتس بموضوع مهم .. " قالت لها سارة بتردد وهن يمشن في السوق طالعات من محل الأرواب .. " وش .. " ردت عليها مها وعيونها على فاترينات المحلات اللى يمرون عليها .. " وحده من البنات وصتني أشتري لها جهاز معي يوم درت إنى جايه للخبر .. " كانت عيون سارة تبرق من ورا النقاب وهي متوقعه رد فعل أختها شلون .. التفتت عليها مها مصدومة .. " وشو جهازه اللي تبيه .. " سألتها مها وعيونها شوي وتطلع برا النقاب .. " تبي قمصان نوم وأرواب .. يعني جهاز عروس وأنا استحيت اقول لها لأ .." ردت عليها سارة .. " اللى يسمعس ذلحين تعزمين وتشرين لخلق الله يقول على كيفس .. ماكنس جايه مع عرب وملزومه فيهم .. لا تكونين خذيتي منها فلوس بعد ؟؟ " ردت عليها مها وهي ترفع عباتها على راسها .. " لا ما خذيت منها شي .. بعدين أنتي ليه مكبرة الموضوع .. أنا قلت لها يمكن ما أطوّل .. قالت لي اللى بتشترينه لعمرس اشتري لى مثله .. وخلي الأسعار عليها مايهمني غالي والا رخيص المهم شي ذوق وحلو .. والبنت طيبة وتستاهل يا مهوي .. واستحيت اردها حطي نفسس مكاني .. " كانت نبرات صوت سارة لأختها تعور القلب .. طولت مها وهي تشوفها وتفكر في الموقف .. " بس أبيس تختارين لها معي .. وحنا جايين السوق وبنشترى بها والا بدونها .. تكفين مهوي .. " كانت نظرات عيون سارة لأختها كلها رجاء أنها ما تردها .. تنهدت مها واستسلمت لكلام أختها اللي عرفت توصل للي تبيه .. " خلاص .. معناه أنا اشتري لها من فلوسي .. وأنتي خلي فلوسس لعمرس اوك .. هذا اذا كفت .. " ردت عليها مها .. " اوكي فديتس يا مهوي .. ماعمرس فشلتيني في حاجه .. " استانست سارة وشوي وتنط تحب خشم أختها قدام العالم .. " صح على عكسس أنتي .. دايما مطيحه وجهي .." ردت عليها مها وهي تمشي وتتفرج على المحلات ضحكت سارة اللي استانست أن أختها ما فشلتها ..
دخلوا محل لانجري راقي .. " جنان يا مهوي شوفي القمصان بس .." قالت ساره بصوت عالي من الوناسة .. " قصري صوتس فضحتينا الله يفضح العدو .. حلوة وجنان ..اختاري لس خلصينا بس .. " ومرّ الوقت وهن يختارن لسارة ولصديقتها ..
" السوري شوفي هالقميص الساتان .. والله كنه قمصان نعومي شوفي فرق السعر بس بين هذا وذاك .. " كانت مها تلمس بيدينها القماش الساتاني اللؤلؤي .. كان قميص نوم طويل وعليه روب دانتيل فخم بلون العاج .. وعلى الصدر تخريمات ناعمة من نفس الدانتيل وله فتحات من الجنب توصل للركبة ومحدده بدانتيل مخرم .. " السوري .. وش رايس تاخذينه حق ليلة العرس .. " سألت ساره وهي تشوف تفاصيل القميص الناعمة .. ولّع وجه ساره وهي تسمع سؤال أختها المفاجئ .. " الله يفضح العدو بس .. " ردت سارة وهي مفتشلة .. " ليه وش فيه .. القميص حلو وراقي وفوق هذا كله محتشم .. والا تبينه عاري وقصير .. والخرابيط اللي نشوفها ونسمع عنها عند عرايس هالوقت ..؟؟ " التفتت مها على سارة وهي ناقده عليها .." ماقلت كذا .. أنا أصلا مفتشله من الموضوع كله .." قالت سارة وهي مبوزة من تحت النقاب وتلمس القميص بيدينها ..
" أنا اشوف هالقميص يجنن لا موديل ولا سعر .. خلينا ناخذه وإن عجبس غيره شريناه .. خسارة والله نخليه .. بعدين أكره ماعندي هالعرايس اللى من أول ليله قلة حيا وقمصان قصيرة وعارية وسخافات .. حطي في بالس أنه حتى الرجّال ينقد على المره اللى كذا .." كانت مها تسولف وهى تدور في القمصان اللي معلقه .." يووووووووه يا السوري شوفي هذا نفس الموديل بس خمري .. يجنن لونه .. شرايس ناخذه حق خويتس .." سألت مها أختها وهي تتحسس القماش .. " حق ليلة العرس ..؟؟" سألتها ساره .. " لأ .. حق ليلة العرس هذا شي خاص فيها تشتريه هي بروحها .. هذا مع الجهاز اللى بتشترينه لها .." ردت مها وهي تشوف باقي الألوان .. " اوك .. متأكده بيعجبها دامه أعجبس " ردت ساره وهي مبسوطة .. " وش مقاسها طيب .." سألت مها وهي تشوف ارقام القمصان .. " قريب من مقاسس بس هي أقصر شوي .. " جاوبتها سارة وهي مشغوله بمكان ثاني تتخير بيجامات .. طلعت مها المقاس قدام ساره عشان تشوفه .. " ايه شكله مضبوط .. تصدقين حتى اللون روعه .. " انبهرت سارة بلون القميص الغريب .. " طيب وأنتي ماتبين لس شي منها .." سألتها ساره بتردد وهي تشوفها بطرف عينها .. " أظن تكلمنا في الموضوع ذا من قبل .. لاتنكدين علينا وتفتحينه من جديد .. " ردت مها على أختها وهي تدور بيجامات لصديقة سارة .. وسارة شافت أن الموضوع بيضايق مها سكتت عنه ..
وبكذا مرّ الوقت على مها وساره وهم يتشرون .. ومانتبهوا أن الظهر أذن .. طلعن وقعدن على كراسي برا لين انتهت الصلاة .. وعقبه رجعن يكملن سوقهن .. وقريب الساعه 2 اتصل ماجد على مها .. " وعليكم السلام .. ايه خلصنا .. وينكم .. طيب عطنا عشر دقايق لاننا ماندل عدل .. ان شاء الله .." سكرت مها عنه والتفتت لأختها " السوري يالله العرب خلصوا ويبون يرجعون الفندق .." قالت لها وهي تشوف الأكياس اللى معهن .. " يالله خلصنا .. " شلن أغراضهن وطلعن مكان ما واعدهن ماجد .. وكان الكل هناك .. خذاهم ماجد وطلعوا .. تضايقت مها يوم لاحظت نظرات بعض البنات اللي بالسوق لماجد .. اللي متلثمات واللي بالنقاب .. وماقدرت تشوف رد فعل ماجد اللي كان يمشي قدامها ..
::
::
::
وفي السيارة كانت روضه تسولف عن اللى شرته هى وساره ومها تلاعب الجوري اللى كانت نعسانه بعد اللعب والدورة في السوق مع ماجد .. وقالت فاطمه لمها ان ماجد اشترى لها وللجوري غدا .. رفعت مها عينها لماجد اللى حست في قلبه حنان مايطلع الا على الجوري وهالشي وصل للشغاله الي خلاه يشتري لها غدا بعد وما ينساها .. لكن ماجد كان لاهي عن نظرات مها بالسواقه .. ندمت مها على تصرفها معه يوم عطاها الفلوس وشافت انها تحسست من الموضوع بدون داعي .. وهو كان قصده كله يحسسهم أنهم أهله ومهوب ضيفات ملزوم فيهن ..
" تبون تتغدون في الفندق والا أخذ لكم مندي على كيف كيفكم .." سألهم ماجد وهو يلتفت يمين يشوف السيارات .. " مندي يا ماجد أحسن من أكل الفندق .. " ردت روضة اللي كانت معروفة بحبها للعيش .. " هآآآه يا بنات .. " رفع عينه للمنظره يشوف مها .. " على كيفكم عادي .. " ردت عليه وماقدرت تشوف عيونه ورا النظارات الشمسية .. " خلاص .. بأجيب لكم مندي ماعمركم ذقتوا مثله .. " اتصل ماجد على تركي عشان يعلمه انه بيشتري لهم غدا .. وتواعدوا في الفندق .. وهناك تغدوا البنات فى غرفة نوف وروضة .. والعيال في غرفة ماجد .. وكان الجو حماسي والكلام يدور عن السوق وعن اللى اشتروه من هناك ..
عقب زحمة الغدا خذت مها بنتها وراحت لحجرتها رقدت الجوري وصلت الظهر ورقدت على طول من التعب .. ساره رتبت الأغراض ونامت على طول على سريرها جنب مها .. والعصر تكرر المشوار .. سوق وتمشية وأغراض وروحة وجية .. وكان بال ماجد طويل مع البنات وهالشي لفت نظر مها .. اللى ماعمرها احتكت مع ماجد بالقرب هذا وبدت تشوف وجه جديد له .. كانت موضي معاهم وكانت الدليل بحكم أنها زارت الخبر كذا مره قبل .. وما انتهى اليوم الا والكل مهدود من روحة السوق .. طلبوا لهم عشا خفيف وناموا بدري .. وماجد وتركي طلعوا يتمشون بعد ما تطمنوا على البنات ..
::
::
::
صحت مها على صوت غريب .. كانت الجوري تبكي وعليها حرارة .. شوي وبدت تستفرغ بقوة .. خافت مها وقامت بها على طول للحمام .. سمت عليها وغسلت وجهها .. كانت حرارة البنت عالية .. قعدت مها على أرضية الحمام مع بنتها لأنها رجعت تستفرغ .. صحت فاطمة على الصوت وقامت تساعد مها .. كانت الجوري من الحرارة مثل الخلق الذايب .. وتنفسها سريع وشفايفها بيضا .. شافت الساعه كانت 2:27 الفجر .. وكانت الطامة الكبرى أن مها نست شنطة الأسعافات اللى كانت مجهزتها .. وش السواة .. ماعرفت وش تسوي .. فكرت ترسل فاطمة على موضي توعيها .. يمكن عندها خافض حرارة .. بس الترجيع وش الحل معه ؟؟ .. " فاطمة .. عطيني جوالي .. " جابته لها .. مافيه الا حل واحد .. دقت الرقم وانتظرت بعيون مغمضة وهي ضامة بنتها لصدرها ..
" آلـو .. " كان صوته نايم .. " م م مااجد .. " نادت بصوت متقطع .. " من .. " سأل وهو نص نايم ونص واعي .. " أأ نا مها .. " .. فزّ ماجد من النوم .. " عسى ماشر فيكم شي .. " .. غصتها العبرة وما قدرت تتكلم .. " فيكم شي .." صرخ فيها ماجد .. " الجوري .. " ردت عليه وسكتت .. " شفيها الجوري .. " صرخ ماجد بلا شعور " تعبانه .. عليها حرارة عالية وتستفرغ .. " قالت له وهي تنتفض .. " جهزي عمرس عشر دقايق وأجيس أوديها للطبيب .. " قامت مها وغيرت جلابيتها ولبست ملابس نظيفة ولبست عباتها ونقابها وقالت لفاطمة تغير ملابسها .. وعت سارة وعلمتها أنها بتودي الجوري للطواري لأنها تعبانه .. دق خفيف على الباب نبه مها .. شلت الجوري ولفتها بشرشف وحطت على كتفها فوطة .. وطلعت قدام فاطمة .. فتحت الباب وكان ماجد يلبس غترته .. " بسم الله عليها وش فيها .. " سالها ماجد يوم شاف حالتها .. " مادري وعيت على صوتها تستفرغ وجسمها ضو .. " ردت عليه مها بصوت يرتجف .. " هاتيها عنس .. " خذاها ماجد من ايدين مها وانتبه للشغاله وراها .. " هذي وينها طالعه .. " وكان يقصد الشغاله .. " بتروح معي .." ردت عليه مها .. " خليها تعود تقعد عند سارة .. وأنا معس ماعليس خطر .. مالها حاجه تروح في نص الليل .. " ترددت مها .. لكن ماجد قال للشغاله ارجعي واقعدي عند ساره ولا تفتحين الباب حق أحد الا البنات .. رجعت فاطمة للغرفه ولما تأكد ماجد أنها قفلت الباب مشى قدام مها والجوري بين ايديه .. ولحقته بسرعه .. نزلوا وسألوا الأستقبال عن اقرب مستشفى .. طلع ماجد وأمر مها تركب قدام .. كانت منحرجه صرخ فيها أن هذا مهوب وقت الحيا .. ركبت قدام وحط الجوري في حضنها وركب بدوره وحرك .. وصلوا الطواري ودخلوا وقال للاستقبال انها بنته وهذي زوجته وهم قطريين وعندهم حالة طارئة .. دخلوا الجوري .. وفحص عليها الدكتور وقال انه يشتبه انه يكون تسمم ويفضل يخليها عنده تحت المتابعه كم ساعه .. كانت مها ترتجف وتبكي بصوت واطي .. وكان ماجد يكلم الطبيب يبي يعرف وش الأجراءات اللى بيسوونها .. قال له اول شي وأهم شي ينزلون حرارتها وان شاء الله تكون بخير .. دخلوها لغرفه متابعة مؤقته وركبوا عليها مغذي والبنت من السخونة كانت في عالم ثاني .. يوم شافت مها بنتها بالحاله هذي انهارت وصارت تبكي .. حست بالوحده بعيد عن أمها وأختها .. حست بالخوف والجزع على بنتها وحيدتها .. حست بأنها تشوف بنتها تتعذب وهي مافي ايدها شي .. احساس العجز كان قابض قلبها .. ومدمّرها ..
::
::
::
كان قلب ماجد يتقطع على الجوري وهو يشوفها .. بس لازم ما يبين شي .. يكفي مها منهارة .. كان يشوف الممرضة وهي تدخل الأبره في يدها الصغيرة كأنها تدخلها في قلبه هو .. عايرت الممرضة المغذي وطلعت وتركتهم .. فاجأه صوت بكا مها .. التفت لها كأنه أول مره ينتبه لوجودها معه .. حس بالألم يكوي قلبه وماعرف وش يسوي .. قرب منها .. وبلحظه .. ماعمره حسب لها حساب أو توقعها .. بلحظة احتياج بينه وبين مها .. قرب منه .. لفها مقابل وجهه .. وبدون حساب لأي شي حضنها .. غمض عيونه و ضمها لصدره " تعوذي من الشيطان .. ماعليها الا العافية .. أهدي أنتي بس .." همس لها بهدوء .. كانت بحضنه .. لحظه تمناها من سنين .. حس فيها تجمدت بين ايديه .. بس ما همّه .. شد ايديه حولها .. كان يحضن فيها الحلم اللى عاش في قلبه ومات .. كان يحضن فيها الأمل اللى كان يتمناه واختفى .. كان يحضن فيها حاجته للقلب اللى يدفي قلبه .. كان يحضن فيها الروح قبل الجسد .. سمع صوت بكاها زاد .. مسح على راسها وهو يسمي عليها .. حسها قربت منه أكثر وتعلقت فيه .. شدّ عليها أكثر .. كان مغمض عيونه يتمنى هاللحظه ما تنتهى .. وهو يحس كل الماضي رجع في هاللحظة .. كل الفرح والشوق واللهفه .. كل الأحلام انولدت من جديد في لحظه احتياج .. أنا وهي بس .. يالله .. ياليت الزمن يوقف .. ما أبي شي أكثر .. بس ماتبتعد عني من جديد ..حس بدفا جسمها في حضنه وبأنفاسها تهدا شوي شوي وتستجيب لدقات قلبه اللى تناديها .. كان احساس السعاده يسري بين جلده ولحمه .. احساس أن الحلم اللي حلم فيه بيوم صار واقع بين ايدينه .. واقع خلاه ينسى كل شي وأي شي .. ماعاد مهم وش اللي يبعده عن حلمه .. كل اللي يهمه أنه في حضنه وبين إيديه .. بس يبي ينسى .. حس أن هالجسد الضعيف ذاب فيه وفي أحضانه وأنه له بروحه .. كانت ناعمه ودافيه مثل العسل ..
حست مها بيد على كتفها .. التفتت وبين الدموع كان طيف ماجد .. اللي ما انتظر ضمها لصدره .. تجمدت .. وش يسوي هالمجنون .. حاولت تفك روحها منه .. بس كانت اضعف من اى محاولة .. بكت وهي تحاول .. بكت أكثر .. لأنها كانت بين ايديه هو .. اللى تمنته من سنين .. بكت الحلم اللى مات وهو مادرى عنه .. بكت الأمل اللى تسمم يوم انسقى بدمع الحرمان .. بكت وماحست بنفسها وهي تتعلق في صدره أكثر وهي تبكيه أكثر وتبكي فيه كل شي ضاع .. تبكي فيه أحلام وأيام عمر راحت وماراح ترجع .. تبكي ماضي على قد ماجمعها معه بدون قصد فرقها عنه بكسر قلب ما ينجبر .. ورجع هالماضي يجمعها معه غصب وهو بعده مايدري عن اي احساس بقلبها صوبه نشأ في يوم .. رجع هالماضي يجمعها معه غصب وهو يكرهها ويشوفها خاينة .. بكت فيه حاضر الضعف والحاجه .. بكت فيه حاضر الظلم اللى امتد من سنين والله العالم إلى متي بيظل .. بكت وبكت وبكت .. بكت لحد ماحست ان دموعها انتهت .. ماتدري عن الوقت .. هو دقايق .. هو ساعات .. هو العمر كله .. كل اللى تدري عنه انها كانت تسمع نبضات قلبه القوية .. وأنفاس صدره الدافية فوق راسها .. تطمنها .. كان الأمان اللي تحتاجه .. كل الوعد اللي تبيه .. كل الأحلام اللي تلاشت مثل السراب رجعت قدام عيونها تنبض من جديد .. بس كان لازم تتحرك وتنهي هالاحساس قبل يحس هو بضعفها .. وبحاجتها له وأهم من هذا وذاك .. بحبها له ..
::
::
::
حسها تتحرك بين ايدينه .. غصب عنه اضطر يحررها .. ابتعدت عنه وعطته ظهرها .. طلع ماجد من الغرفه مايدري وين يروح .. طلع لغرفة الأنتظار برا .. قعد على الكراسي وحط راسه بين ايديه .. وش اللى سواه .. ليه بس .. ليه يا ماجد ..؟؟ مادري مادري .. ماقدرت اشوفها كذا .. كنت محتاج أحس بقربها .. محتاج أتأكد أن الملاك اللى عاش في خيالي اربع سنين حقيقة مهوب وهم .. محتاج أحس أنى ماكنت مجنون يوم هويتها .. ماكنت غبي يوم حبيتها .. أنت نسيت وش سوت في أخوك .. هالملاك اللى تتكلم عنه ؟؟؟ نسيت خطاياها اللى بعينك سمعت وشفت أخوك يتهمها فيها .. بس موضي قالت لي غير كذا .. قالت انها مظلومه .. ولازم ما أظلمها بعد .. كل شي حولها يدل على براءتها .. قلبي يقول لي غير كذا فيه شي غلط .. قلبك هذا ميت والا لو فيه خير ما ظل للحين يحب وحده مثل هذي .. وحده كانت زوجة أخوك .. تفهم وش يعني زوجته .. يعنى محرمة عليك .. محرمة عليك .. محرمة عليك .. عورّه قلبه .. حط ايده على صدره لقاه رطب .. مكان دموعها على ثوبه .. أحرقه احساس الحاجه عندها له .. وصدمته درجة الضعف اللى ممكن يكون فيها قدامها ..
صدت مها عن ماجد بسرعه .. ماقدرت تشوف نظرة الشماته في عيونه .. وهي تعرف فكرته عنها .. ولا قدرت تنتظر منه يقول لها أنها ماصدقت وقطت روحها على صدره .. بس أنا ما قربت منه .. هو اللي بدأ .. ولو .. كان المفروض صديتيه .. ماقدرت .. ماقدرت .. لأول مره في حياتي ألمسه .. ماعمري تخيلت هالشي يصير .. واليوم تحقق .. غبية وبتظلين غبية .. اللحين لقى عليس حجه ثابته .. بيقول ما صدقت الف عليه وقطت روحها على صدري قليلة الأصل .. ضغطت مها على أذونها عشان توقف الصوت اللي في داخلها .. لأ .. لأ .. وش توقعين يقول يعني .. كشفتي عمرس بعمرس .. وبيقدر يتحكم فيس على كيفه .. بيعرف شلون يلعب فيس مثل الخاتم في إيده .. ذليله وخانعه لقلب عمره ما فكر حتى مجرد تفكير فيس .. لأنس لو كنتي لفتي نظره كان خطبس مهوب قعد يتمنظر في شكلس وأنتي واقفه قدامه مثل الهبله .. وبنيتي في الخيال قصور وبالأخير ياخذس أخوه .. وش توقعين تكون نظرته لس الا هالنظرة الدونية .. نظرته لوحده تعرض نفسها على واحد حتى ما فكر فيها مرتين .. شرقت مها بدموعها وهي تبكي كرامتها اللى داسها ماجد للمره الثانية .. تبكي حبها له اللى مادرى عنه ولا عرف قيمته .. تبكي السعادة اللى حستها في لحظات بين أحضانه وانحرمت منها العمر كله بدون ذنب .. قعدت تبكي لين غفت من التعب على الكنبة ..
::
::
::
بعد ساعه تقريبا دخل ماجد الغرفه .. كانت مها نايمه على الكرسي .. والجوري للحين غافيه ولون وجهها بدا يرجع طبيعي .. نزل الكيس اللى بيده وكان فيه ماي وعلب عصير .. ماعرف وش تحب مها فاشترى الانواع اللى لقاها .. شوي ودخلت الممرضه تاخذ حرارة الجوري .. وطمنته أنها نزلت .. وبمجرد ما تخلص المغذي يقدرون ياخذونها ويطلعون .. تنهد ماجد وحمد ربه أن الموضوع بسيط .. حست مها بالحركة حولها وفتحت عيونها .. تروعت لما شافت ماجد والممرضه عند راس الجوري .. فزّت " شفيها .. " قالت بصوت مبحوح من البكا .. " مافيها شي اذكري الله .. " رد عليها ماجد بتوتر .. " لا اله الا الله .. شلونها اللحين .." قربت مها من سرير بنتها من الجهه الثانية لماجد .. " يقولون أنها بخير .. وبيرخصونها متى ماخلص المغذي .. " جاوبها ماجد وعيونه ما فارقت وجه الجوري .. " اللهم لك الحمد .." قربت مها وحطت ايدها على راس بنتها بحنان .. " ترى شريت لس ماي " تكلم ماجد عشان يكسر الصمت اللى كان حولهم .. " ماقصرت الله يعطيك العافية .. " ردت عليه مها بدون ما تطالعه .. " أنا بأنتظر برا متى ماخلصتوا نادوني .. " وطلع ماجد وتركها مع بنتها بروحهم ..
وقريب الساعه 5:40 كانوا داخلين الفندق بعد ما استقرت حالة الجوري وسمحوا لها تطلع مع تنبيهات على الأكل والشرب و وصفة دوا جابها ماجد بطريقه .. انتظر لحد مادخلت مها وبنتها غرفتهم و وصاها لو احتاجت أي شي ما تتردد تدق عليه .. دخلت مها وتوعت سارة على صوتها .. علمتها مها وش صار معاهم في المستشفى باختصار وتوضت للفجر وصلت ونامت جنب بنتها .. والصبح انتشر خبر مرض الجوري وروحة مها مع ماجد للمستشفى .. كانت ساره عند بنات عمها يفطرون يوم دخلت عليهم موضي تسألها عن حال الجوري .. " الحمدلله للحين راقده وان شاء الله أحسن .. " ردت سارة .. " ليش ماوعتني مها يوم البنت مريضة أروح معها .. " سألتها موضي .. " ماعندها رقمس ويوم قالت لماجد نتصل على موضي عيا وقال ماله داعي نزعجها .. " قطعتها ضحكة نوف الساخرة من وراها .. التفتت سارة مستغربة على موقف نوف .. قرصت موضي عيونها في نوف " ماعليها شر ان شاء الله .. واللحين شلونها "رجعت موضي تسأل ساره .. " بخير طلعت منها وماعليها حراره ومها راقده جنبها تلاحظها .. " ردت عليها ساره .. " زين تبن تروحن للسوق قبل الصلاة .." طالعت خواتها .." أنا ما أظن بأروح بأقعد لين تقوم مها .." ردت ساره .. " قعادس مامنه فايده .. تحبسين عمرس في الحجرة .. بنخلي فاطمة عند مها ومعها رقم جوالي وماجد موجود في غرفته .. اطلعي معنا وسعي صدرس كلها ساعتين وبنرجع عشان صلاة الجمعه .." قالت لها موضي .. ترددت ساره لكن روضه أقنعتها تروح معهم .. وهذا اللي صار ..
::
::
::
قامت مها قريب الظهر وكانت الجوري تلعب عند فاطمة .. حست راسها لقتها بخير وماعليها حرارة .. كانت مها تحس بثقل شديد في راسها .. والثقل اللي في قلبها اشد .. رجعت نزلت راسها على المخده وهي تضغط عليه .. تذكرت اللى صار في المستشفى .. شلون لها وجه اللحين تقابل ماجد مره ثانيه بعد اللي صار .. عقب ما انهار كل شي قدامه .. وخسرت حتى كرامتها ماعاد لها شي يحفظها من نظراته الظالمة .. سالت دمعة قهر من عينها .. مسحتها بهدوء وقامت طلبت للجوري عيش أبيض ولبن عشان تعطيها دواها .. وخذت لها بندول ودخلت تسبح وما انتبهت للمسج اللي جاها ..
رجعوا البنات من السوق وكانت مها على سجادتها تقرا قرآن من مصحف صغير مايفارق شنطة يدها .. دخلت عليها سارة شايلة أغراض ومبسوطة .. تنهدت مها في قلبها .. على الأقل وحده منهم مبسوطة .. قعدت سارة جنب أختها وسولفت عليها باختصار وش سوو في السوق وفتحت أغراضها عشان تشوفها مها واللى كان أغلبها بلايز حلوة وكم صندل عالي .. " صحيح نسيت .. ترى موضي تنشد من الجوري .. شسوت اللحين .." تذكرت سارة .. " الله ينشد منها .. الحمدلله أحسن بواجد .. " ردت عليها مها وهي تشوف أغراض أختها .. " فديت ذا الوجه .." ردت ساره وهى تبوس خذ الجوري .. " زين ذكريني بعد الصلاة أكلم أمي وابوي .. ترى ما طمناهم علينا من أمس .." التفتت ساره على أختها تذكرها أنهم ماكلموا ابوها من أمس .. " صحيح نسيت .. أنا بأكلمهم اللحين وأنتي اخلصي توضي وتعالي .." خذت مها جوالها وفتحته لقت ثلاث مسجات من ماجد .. ينشد عن الجوري .. وشكله كان معصب لأنها ماردت عليه من أول مره .. أرسلت له رد أنها بخير وجزاه الله خير على سؤاله .. واتصلت على رقم ابوها وكلمته .. شوي وجات ساره وكلمت أبوها بعد وقالوا له انهم مستانسين و وصوه يسلم على أمهم ..
جات موضي تتطمن على الجوري عقب الصلاة .. وبعدها جات روضة ونوف .. كانت في نظرات نوف شي ما ريّح مها .. طلعت موضي تشوف العيال لو جابوا الغدا .. وسارة وروضه يشوفون الأغراض اللى شرتها ساره اليوم .. " سبحان الله .. الجوري ما مرضت الا يوم جينا الخبر .." قالت نوف .. " والمرض له مواعيد محدده عندس ..؟؟" ردت عليها مها .. " ما قلت كذا .. بس كان على الأقل مارحتي لحالس مع ماجد أبسط شي تخلين أحد يروح معس مهوب ظاهره نص الليل لحالس مع رجال غريب عليس .." ردت نوف وهي تشوف مها بطرف عينها .. " الرجال اللي تقولين عنه غريب علي رجلي وقبل لا يكون رجلي ولد عمي يعنى لحمي ودمي .. ومهوب ماجد اللي أظن فيه الردى .. يكرم عليه .. وإن كنتي نسيتي هذا عم الجوري ورجلي مثل ماقلت لس .. تشوفيني طلعت معه لحالي أتمشي ؟؟.. ظرف طارئ وبنص الليل .. بعدين مهوب أنتي اللى تعلميني الصح من الغلط يا نوف .. " انتبهت روضة للكلام اللى يدور وتفشلت من موقف أختها السخيف .. " كلامس صح يا مها ماعليس منها .. " التفتت روضه لأختها وهي واقفه " قومي عشان نشوف موضي وين راحت .. " طلعت روضه وهي شوي وتسحب أختها وراها ..
" صدق لقالوا الملافظ سعد .. " ردت ساره وهي تلم أغراضها بالأكياس .. " معها حق .. المفروض ما عرضت نفسي للموقف هذا .. عشان ما أصير علك في حلق اللي يسوا واللي ما يسوا .." ردت مها بألم وهي سرحانه تلعب بالسلسله في يدها .. " شوفي هذي بعد .. وأنتي طلعتي معه تمشيّن عشان تقولين ذا الكلام ..؟؟ وبالأول والأخير هو رجلس وماحد له كلمه عليس غيره .. فاتركي عنس حكي الخبل نوف .. فاضيه ما وراها الا التنغيص على العالم " قامت سارة عنها عشان ترتب الأغراض في الشنطة .. سكتت مها وسرحت تشوف الجوري .. غافله عن الهوشه اللي كانت في الحجره اللى جنبها ..
::
::
::
" وش السالفه .." كان هذا سؤال ماجد اللى لفت انتباهه صوت خواته العالي عقب مارجع من الصلاة دخل عليهن ولقاهن مجتمعات .. " مابه سالفه .. كنا نتناقش في موضوع .." ردت موضي .. " قعد ماجد على طرف السرير وهو يلاحظ الجو المتوتر بين خواته الثلاث .. موضي قاعده على طرف السرير الثاني .. نوف اللى واقفه متسنده على الجدار وشابكه ايديها على صدرها .. وروضه اللى قاعده على طرف الكرسي و وجهها أحمر .. " وش الموضوع طيب .. صار شي في السوق ..؟؟" كان شكل ماجد مرهق من بعد سهر وتوتر ليلة البارح مع الجوري في الطواري وماكانت موضي حابه تغثه أكثر .. " الموضوع أن أختك ذي ملقوفه ماتعرف تمسك لسانها .. ذلحين عازمين العرب معنا وهي الا تنكد عليهم وفي شي ما يخصها .." اندفعت روضه بالكلام وهي تمسح طرف خشمها .. انتفض عرق فى صدغ ماجد وعرف من تقصد روضة .. رفع عينه لنوف اللي بان عليها الأرتباك بعد كلام روضه .. " خير يا نوف .. " سأل أخته بصوت بارد .. " مابه موضوع ولا شي .. سوالف عاديه وتعرف رويض تسوي من الحبة قبة و .." ردت موضي اللى قطعها ماجد بدون ما يلتفت عليها وظلت عيونه مركزه على وجه نوف اللى صار ألوان " أنا سألت نوف يا موضي .." تكلم بصوت بارد وسكت ينتظر جواب نوف ..
" ياخي مافيه شي .. مجرد سوالف عاديه ورويض كبرت الموضوع .." ردت نوف تبرر موقفها .. " كبرته .. يوم تطولين لسانس عليها وتقولين لها طالعه مع رجال مهوب محرم لس نسيتي ان اللى تكلمين عنه أخوس .. وكلامس البارد كله لها تسمينها سوالف عاديه .." انفجرت روضه في وجه نوف بدون شعور .. " سوالف عاديه ..!!! " رد ماجد ودنق يشوف الأرض .. " طيب .. أنتي واياها وعشان نقطع هالسوالف العادية اللي مالها طعم .. والكلام للجميع .. وللمره الثانية أقوله .. مها مرتي .. واللى يمسها يمسّني .. يعني .. لاعاد اسمع من أحد منكن تلميح على مها لا بالزين ولا بالشين .. والا علي بالحرام لتندم على اللحظه اللى طلع منها فيها الكلام .. ترى أنا مهوب فاضي لكلام النسوان هذي قالت وهذي سوت .. " رفع راسه وهو يشوف نوف " واضح كلامي .. " ركز ماجد على اخر جملته وهو يدقق في وجه نوف .. " ان شاء الله .. " ردت نوف وهي تحاول تتجنب نظرات أخوها اللي كلها لوم .. التفت على موضي وهو يقوم " تركي جاب غدا .. " سألها .. " ايه .. " ردت عليه وهي تشوفه بتركيز.. "حطوا غدانا .. بأتغدا وبأقيل راسي يعورني .." وقام وطلع منهم .. كانت موضي تعرف أخوها عدل وتعرف أن فيه شي مختلف .. حست بسواد و حزن غريب في عيونه .. كأنه فقد شي .. أو كأن شي فيه مات ..!!
::
::
::
مضى باقي اليوم هادي اللى طلع السوق واللي قضاه قاعد بالفندق مثل مها والجوري .. يوم السبت كانت الجوري بخير .. خذتها موضي عندها عشان مها تتفرغ وتروح مع سارة تشوف فساتين العرس قبل ما يمشون بكره .. وكانت مها محتاجه فعلاً تطلع وتغير جو .. لأن مرض بنتها اثر على نفسيتها كثير وخلاها منطوية على روحها .. وفعلاً راحت مها مع سارة في تاكسي عقب ما تطمنت على بنتها وداروا لين قالوا بس .. ولقت سارة كم فستان عجبوها وخذت أرقام المحلات على اساس تمرها مع أبوها لمن رجعوا .. لاحظت سارة أن أختها هاديه على غير العاده وقالت يمكن من التعب هاليومين ومرض الجوري .. بس كانت تحس أن فيها شي متغير وماقدرت تحط ايدها عليه .. خلصوا سوقهم ورجعوا للفندق .. يوم دخلن انتبهت ان ماجد كان ينتظر في اللوبي بمجرد ما شافهن فزّ وجا صوبهن .. " وين كنتن ..؟؟" سأل مها بصوت مكتوم وعيونه تطلق شرار .. " في السوق .."ردت بصوت واطي .. " وشلون تطلعن بدون خبر .." رجع يسأل مها وهو يصرّ على ضروسه .. " موضي عندها خبر .." ردت مها وهي مدنقه .. " وجوالس وينه .." سألها .. " فضت بطاريته .." ردت مها وهي صاده عنه .. نزلت سارة راسها ومشت قدامهم ولحقتها مها ومشى وراهم ماجد .. دخلوا اللفت ساكتين وطلعوا صوب غرفهم .. وقبل تدخل مها غرفتها .. مسكها ماجد من ذراعها بقوة .. " هالشي لا يتكرر .. تبين السوق تعطيني خبر أنا اللي أوديكن وأنا اللي أجيبكن .. واضح .." كان التوتر ماخذ منه كثير وهو يحاول يمسك أعصابه .. " واضح .." ردت مها وهي مارفعت عينها في عين ماجد .. حسته تردد يبي يقول شي لكنه فك ايدها وراح ..
يوم الأحد الضحى مشوا راجعين للنعيرية .. وكان جو الرحله يختلف تماماً عن أول ماجاو .. هدوء قاتل يعمّ السيارة .. حتى الجوري كانت هاديه .. وكل واحد سارح في عالم خاص فيه .. وصلوا النعيرية ونزلوا أغراضهم ولاحظت مها سيارات قطرية جديدة صافة عند خيمة المجلس .. دخلن خيمتهن وسلمن على أمهن اللي جات تشوف أخبارهن .. وقعدن سوالف وش صار معهن وايش اشترن من السوق .. شوي وقالت منيرة " السوري .. ترى عمس وعمتس هنا .." رفعت سارة راسها " اي عمّ وأي عمة يمه .." سالت أمها .." عمس ابو رجلس .." تجمدت ايدين سارة على الكيس اللى في حضنها .. " بيقعدون يومين وبيروحون .. واللي جايبهم أحمد .." تنهدت سارة وهي تسكّر أغراضها .. " يالله يا يمه قوموا سلموا على العرب .. " تكلمت منيرة يوم شافت بناتها ساكتات .. " ان شاء الله يمه " ردت عليها مها .. قامت منيرة عن بناتها وراحت لخيمة أم محمد .. " يالله قومي نسلم على عمس وعمتس .." ابتسمت مها وهي حاسة بشعور أختها تجاه هالموضوع بعد ماعرفت حقيقة السالفة " شكله ربيع المواجهات على وزن صيف المفاجأت يا سويرة " علقت مها عشان تخفف عن سارة الضيق اللي تشوفه في عيونها .. " اى والله على رايس .. شكلهم متعاونين علينا هالعطلة .. كل اللي ما شفناهم من شهور طلعوا مره وحده مثل الفقع .." ضحكت مها على تشبيه أختها .." الله يقطع عدوس .. فقع عاد .. " قالت مها وهي تضحك .. " يا إني مشتهيه فقع من قلب " ردت ساره بسرعه .. وابتسمت مها على سرعة أختها في تغيير الموضوع ونسيان اللي يشغلها .. " كل ما زادوا الناس صار المكان أحلى قومي بس .." ردت مها .. " شكل خالتهم نجلا بتجي بكره هي وبناتها .." علقت سارة .. " الظاهر على كلام موضي .." ردت مها وهي تلبس نقابها وجلالها .. " يالله اخلصي .." قامت مها وسبقت سارة اللى لحقتها على طول ..
::
::
::
وفي خيمة المجلس كانوا الشيبان قاعدين عقب ماتقهوا يسولفون .. " حي الله الشيخ أحمد .." كان ماجد يبتسم لأحمد .. " الله يحييك ويبقيك .. شأخبارك يا ماجد .." رد عليه أحمد .. " يسرك الحال الله يسلمك .. شلونك أنت وشلون الأهل كلهم .. " قعد ماجد وأحمد بعيد شوي عن الشيبان يسولفون .. ودخل عليهم تركي وسلم وقعد معاهم .. وخذوا أخبار أحمد من أيام ما كان في بريطانيا يدرس لحد ما رجع في إجازة وجاب أهله عشان يتمشون ويمرون جماعتهم .. " جايبهم يتمشون والا خلت عليك الدوحة عقب المدام .." علّق عليه تركي وماجد يشوفه ويبتسم .. ضحك أحمد " الشكوى لله جاي اشوف المدام وعرفت أن نسيبك سرق العايلة كلها ورحّلها خارج الحدود قبل أجي بكم يوم .." غمز أحمد لماجد .. " لو أني داري أنك بتجي وراهم من بريطانيا كان رحلتهم من زمان .." علّق ماجد وهو يضحك على كلام أحمد .. " لا وبلشني في عمري .. ولد خالة ونسيب في نفس الوقت " رد أحمد وعيونه تبتسم لماجد اللي يعزه من قلب .. " تحمد ربك بيطلعون عيالك عيال خالة لعيالي .. ابشر بعزك والله .." رد ماجد وهو يقّرب الدلال من الضو ..
كانت أم أحمد مرة طيبة وأجودية .. هذي كانت نظرة مها لها قبل وما تغيرت وهي قاعده تحفاها وتنشدها عن بناتها .. وسارة قاعده وراها عقب ما سلمت على الجماعه وتحفت عمتها ونشدتها عن حالها .. وموضي تقهوي النسوان ومها تساعدها .. ومضى اليوم هادي وفي الليل وصلت أخت أم محمد وبناتها .. اللى ماقدروا ينتظرون لين بكره .. وتوزعوا من جديد على الخيام .. أم محمد وأم ناصر وأم أحمد وأم فهد نجلا قعدن في خيمة وحده بحكم السن والبنات توزعن مابين خيمة موضي وخيمة مها وسارة .. وجود هالضيوف خفف كثير من التوتر اللى كان بين نوف وروضة من جهه وبين نوف ومها وسارة من جهه .. وكانت العنود وخواتها طيبات فيهم من موضي واجد .. وانبسطوا البنات معهم كانت ايامهم ضحك وسوالف ولياليهم سمر وقصص ..
صارن البنات ينتبهن اكثر لمن طلعن برا المخيم .. علشان ماحد ينتبه لهم من الشباب .. غياب ماجد كان ملحوظ بس مها ما علقت عليه موضي بس اللى قطت ملاحظة بخصوص هالشي في ليله كانوا البنات متجمعات عند مها .. " تلاقينه مشغول مع هالشباب .." ردت روضة عليها وهي تاكل لها حب سعودي .. وحولها البنات قاعدين يتقهوون شاهي وياكلون حب ومكسرات .. " والله فهد اللي لنا كم يوم من وصلنا ما شفناه .." ردت العنود تتكلم عن أخوها .. رفعت نوف عينها لمها تطالعها اللي كانت مو منتبهه لها .. " شكلهم ما صدقوا يجتمعون وكل واحد نسى أهله .." ردت موضي وهي تضحك .. شرقت روضة بالشاهي قبل تتكلم " تراهم كل يوم يجتمعون عند أمي في الخيمة الصبح .. حتى أم أحمد استانست وقالت بتقعد لها كم يوم زيادة " ردت روضه وهي تغمز لسارة .. " مشتغله رويتر يا رويض .." ردت عليها سارة وهى تاكل حب .. " وش اسوي هذي هي التسلية الوحيدة هنا .. بس تدرون .. والله وناسه وتغيير عن الروتين اللي كنا فيه .." قالت روضه .. " اي والله ومابقى شي مسرع ما تمر الأيام وهذا حنا كم يوم ونمشي للدوحه .." ردت العنود .. " وش معجلكم .." سألتها موضي وهي تطالعها .. " نبي نمر الخبر يومين والحسا لازم تمره أمي خبرس بعد .. ماكن في الدوحة قهوة والا قناد .." ردت العنود وهي تاكل حب .. " ترا مثل ما نستانس في الخبر هم يستانسون في الحسا .. وترى أسواقها حلوة لا يغرس المحلات اللي نروح لها .." ردت مها على العنود وهي ترفع بيالتها وتشرب .. " صدقتي والله .." علقت موضي وهي تصب لها شاهي ..
" وشرايكم نروح سوق النعيريه بكره مع العجايز .." سألتهم روضه فجأة .." حلو سوق النعيرية .." ردت مها .. " وش اللي محليه .. الأقط والا السمن المغشوش والا الحنا اللي نصه رمل .." ردت نوف بسخرية .. " السوق حلو باللي فيه .. واللي يبي يشتري يشتري واللي ما يبي يتفرج .." ردت مها .. " زين من اللي بيروح ذلحين .. عني أنا باروح .." علقت موضي وهي تشوف وجوه البنات اللي قاعدين حولها .. " أنا بأروح معس .." قالت مها .." وأنا بعد .." ردت ساره " وأنا معكم .." قالت روضة وهي تشوف العنود " ماتبين تروحين .." سالتها .. " والله مادري .. بأشوف أمي قبل كنها بتروح رحت .." ردت العنود .. ومضت الليله سوالف وبعدها كل وحده قامت ترقد ..
::
::
::
والصبح تجهزوا يروحون سوق النعيرية بعد ماعطوا الشباب خبر ما يطلعون مكان .. ماجد بيودي أمه وخواته .. وفهد معه أمه وأم ناصر ومها وسارة وأخته العنود .. ماجد ماجاز له الوضع وماعجبه أن مها تروح معهم بس ماقدر يتكلم .. وأحمد خذا أمه .. وقبل لا يمشون راح ماجد على جنب وفتح جواله وأرسل مسج ورجع ركب السيارة .. ما ارتاحت مها لسالفة مراحهم مع فهد .. لكن ماقدرت تقول لأ عقب ما عرفت أنه هو اللى بيوديهم .. انشغل بال ماجد وعينه على الجوال ماجاه رد .. واضطر يحرك بعد ما مشوا الجماعه قبله ..
" حي الله أم ناصر .." كان هذا فهد يسلم على منيرة .." الله يحييك يا ولدي .. وشلونك .." .. " بخير طال عمرس وشلونس أنتي .." رد عليها فهد .." بخير جعلك بخير .. " ردت عليه منيرة اللي كانت تشوفه مثل ولدها .. " وشلونكم يا بنات .." كان فهد يتحفا البنات اللي معه عرف منهن أخته العنود ومها اللي كانت بيوم طيف تمناه .. " الله يسلمك .." ردت مها بصوت واطي .. " شحالس يام الجوهرة .. " كرر عليها السؤال بشكل خاص كأنه وده هالصوت ما يسكت .. " بخير الله يسلمك .." كانت مها منحرجة منه .. " هذي الصغيرة الله يبارك فيها .." سأل فهد وعينه على المرايه اللي قدامه يشوف الجوري في حضن أمها ويشوف فيه البنت اللي كان ممكن تكون بنته لو الزمن ما وقف ضده .. مها ما ردت عليه .. " عساني اشوف عيالك يا ولدي .." ردت نجلا على ولدها .. " الله كريم يمه .." تنهد فهد وهو يرد وفتح الراديو عشان ينهي اي نقاش ممكن ينفتح بخصوص عرسه اللي تأخر ..
وصلوا السوق ونزلوا .. وكل راح بصوب يتسوق .. كانت ريحة السوق حلوة .. خليط من نسمات الشتا المنعشة ومن ريحة البزار القوية والأقط الحامضة .. وأصوات البشر المختلفة بين همس وصياح وضحك .. واحساس دافي بحرارة الشمس الخجولة اللي تحاول ما تركز أشعتها على هالعالم اللي تسرح تحت .. راحت سارة مع أمها عشان تعاونها في شيل الأغراض .. وكانت مها تتبعهم وهي تشوف البساطات وش يبيعون .. اشترت أم ناصر لها حنا واقط ومرطبان سمنه على كلام اللي تبيع أنه اصلي .. خذتها ساره وقالت لأمها بتروح تحطهم في السيارة لأن الكيس ثقيل .. " الجوري .. " التفتت الجوري ومها للي ينادي .. قرّب منهم ماجد وسلم وردت عليه مها السلام وهي اللي كانت تتحاشاه من فترة .. وما تدري أنه هو بعد كان يتحاشا يشوفها .. خذا الجوري منها " افتحي جوالس .. " قال لها بهدوء وهو يمر من جنبها .. مرّ ماجد جنب مها ومشى لأمه وخواته .. غصتها العبرة وهي تحس أنه بعد سالفة المستشفى رجع ماجد الأولي اللي ما يطيق حتى يشوفها .. بعد ما حست أنه خلال الفترة الأخيرة كان متسامح معها .. حست به قريب منها ومن احساسها .. صح فيه بينهم استفزاز ماتدري ليش والا وش عشانه .. بس كان قريب .. لكن اللحين كل هالقرب والأحاسيس تدمرت عشان غلطه غير مقصودة .. صارت بلحظة طيش ماقدرت تمنعها .. بس لو هاللحظة تكررت .. يا ترى يا مها بتمنعينها والا بتعيشينها حلم من جديد ..!!!
مشت ساره بالأغراض للسيارة .. فتحت الباب وحطتهم فيها وقبل تسكره سمعت وراها صوت " حي الله السوري .." تجمدت وهي تتذكر الصوت اللي سمعته من قبل .. نفس النبرات ..
::؛::
الحرمان احساس فظيع ممكن تتحمله لو ماعرفت وش ينقصك أو ما حسيت فيه فعلاً .. لكن يكون أفظع لما تلمس حلمك بيديك بعد طول عطش .. تحس بحلاوته .. تحس بروعته .. تحس بضياع اللي فات من عمر بدونه .. وبحلاوة الأيام الجاية معه .. وتتفاجأ أن الزمن مخبي لك صفعه جديدة أقوى من كل اللي مضى .. عطاك عشان يحرمك .. خلاك تحس عشان يذبحك بالأحساس هذا .. وماتدري .. هل تندم أنك عشت احساس حلمك ولو للحظات وانحرمت منه .. أو تندم عليه وتتمنى لو ظليت على حرمانك وعشت بدونه أفضل ..
::؛::
هذي القلوب المحرمة على النسيان ..
أتمنى ينال الجزء رضاكم ..
وحتى نلتقى .. في حفظ الرحمن
|