::؛::
مساكم الله بالخير يا أحلى أعضاء ..
حياكم الله كلكم .. القدامى والجدد .. وسعيدة جداً بتواصلكم الله لا يحرمنى منكم ..
وشلونكم عساكم بخير ..
اليوم جايبه لكم مفاجأة .. بارت اصغر من الصغير .. لذلك لاحد يزعل مني ..
بس راح يجاوب على أسئلة كثير فى بالكم ..
والمفاجأه هذي ماراح تتكرر .. لأنها هدية طارئة لضيفتنا الغالية زارا .. أتمنى يعجبها :)
::؛::
النفس الطاهرة .. هي أكثر نفس تتحمل و تشيل بصمت .. وتلوم ذاتها ولا تلوم الغير ولو كانوا السبب .. سعادة أقرب الناس لها أهم .. ولو كانت هالسعادة على حسابها هي .. يبقى الماضي يدور ويرجع في كلمة .. أو همسة أو حتى بقايا سؤال ..
كلنا .. صورة من الماضي .. تتشكل فى الحاضر .. عشان تقدر ترسم لها طريق في المستقبل .. ومرات هالطريق ينحرف .. لكن بالنهاية .. النفوس الطيبة تلاقى المقابل الطيب ..
الجزء الحادي عشر
كان ماجد وتركي قاعدين عند الضو في ليلة باردة هادية .. والكل كان راقد الا هم سهرانين .. وكان حال ماجد مهوب معجب خويه اللى نشده وش اللى متعبه وكان عنده أمل أن خال عياله يشكي له همّه مثل ماكان يسوي قبل سنين .. لكن ..
" والله يابو عبدالعزيز مابه شي متعبني .. لكن همّ العرب شاغلني بس .." كان رد ماجد على تركي يعني شي واحد .. خاصه لناداه ابو عبدالعزيز .. معناه حاجز بينه وبين ماجد .. معناه لا تسأل أكثر .. لكن تركي هالمره ماسكت .. " ماجد .." ناداه تركي .. رفع ماجد راسه لخوي عمره .. " لا تاكل بعمرك .. ترى الدنيا تمشي .. بكيفنا والا غصب عنا .. والمرحوم تحت رحمة ربه .. اللى ارحم منك ومني .. ماكان بيدك تسوي شي .. ولا بيدك اللحين تسوي شي .. غير انك ترضى بحكم ربك وأنت انسان مؤمن .. " اظلمت عيون ماجد .. وتنهد من اقصى ضلوعه .. " يابن الحلال مانقدر نرد عن عمارنا والا عن عيالنا .. وأنت من توفى المرحوم شي فيك مات .. واندفن معه .. وذا وانا اخوك اعتراض على حكم ربك وماهقيتك كذا .. وكنك مجبور على بنت عمك تذكر انك تضم لحم اخوك .. تضم لك يتيم وانت عارف قول الرسول عليه السلام عن اللى يحسن لليتيم ويكرمه .. " ابتسم ماجد بمرارة يوم ذكر تركي الجوري بنت منصور .. " اللهم صلي وسلم عليه .. يابن الحلال الواحد يكبر ويتعلم من دنياه .. وماحد يبقى على حاله .. وكل اللى قلته تحصيل حاصل .. أنت نسيت انى قربت الثلاثين .. وماعادني بالصغير اللى يسرح ويمرح بدون هم .. في رقبتي شيبة وعجوز عسى ربي يكرمنى بطاعتهم .. غير البنات وفهد .. والشغل لحاله همّ .. والشركة فوقه .. " رفع ماجد راسه لتركي وهو يبتسم .. " خلّ عنك أفكار الأفلام والمسلسلات اللى تشوفها يا ولد .. مافيني الا العافية .."
سكت تركي شوي وهو يشوف وجه خويه " الله يطول لك بعمر شيبانك ويعطيك العافية .. وأنت قدها وقدود .. بس أبيك ترجع ماجد اللى أعرفه .. الجبل اللى ما يهزه شي .. والبحر اللى ما يغرقه هم .." شدّ ماجد على ايد تركي اللى يعتبره مثل أخوه من زمان .. حتى قبل ياخذ أخته .. بس فيه اشياء ما نقدر نشارك حتى الأخوان فيها .. " مانت بقايم ترقد .." سأله تركي اللى حط غترته على كتفه وقام .. " بأرقد هنا .. عندى السليب باق حقي يكفيني .." رد ماجد .. " تبيني أرقد عندك .." سأله تركي .. " لا واللي يرحم والديك .. أنا طاق منك ومن شخيرك .. الله يعين مويضي عليك .." ابتسم ماجد وهو يشوف تركي .. " بسم الله عليك أنت .. من تحط راسك تدق سايلنت .." رد عليه تركي .. " اذكر ربك .." ضحك ماجد .. " لا اله الا الله .. بكيفك ارقد وين ماتبي .. يالله تصبح على خير .." صد وراه تركي .. " والساري على خير .." طلع تركي وترك ماجد مع أفكار.. وذكريات عمر كامل .. تلتهب بحناياه مثل الضو اللى قدامه .. صحاها تركي بكلامه وهو مايدري ..!!!
::
::
::
رجع ماجد دنق يزيد الضو حطب عشان ما تموت .. والضو اللى في جوفه تاكله ما ترمّد ابد .. وهو شي واحد اللى مات فيه مع منصور .. أشياء كثيرة ماتت قبله ومعه وبعده .. وماعاد فيه شي يخاف عليه الا الجوري .. هى العوض عن كل شي .. وعن كل انسان ..
.. الجوري هي البسمة الوحيدة فى دنياه ذلحين .. اللى معها ينسى كل شي وأى شي .. ويرجع ماجد الطفل .. يلاعب اخوه منصور اللى اصغر منه .. يشوف فيها كل مراحل حياتهم سوا .. يومهم بالمدرسة الأبتدائية بزران .. وكان منصور يشوف اخوه شي كبير .. يشوفه السند والظهر .. مع انه كان أكبر منه بسنتين بس .. وكان داخله طفل خايف مثل منصور بالضبط.. وشقاوة الأعدادية يوم يجيه منصور يبكي ويشتكي من العيال اللى يضربونه ويضربه ماجد كفّ " ما تقدر تاخذ حقك بيدك لا تبكي .. ما تبكي الا البنت .." .. ومع ذلك فزع له وفي الوقت اللى كان منصور يبكى في حضن امه .. راح ماجد وضرب العيال وضربوه .. وضربه ابوه عشان هالمشكله لكن كل شي يهون دامه خذا حق أخوه ..
تذكر يوم يطلعون القايلة يلعبون كورة ولمن رجعوا العصر مروا الدكان عشان يشترون عسكريم فراولة .. واذا ماكفت فلوسه شرى لمنصور بس .. اللى كان ينشده لمن شافه ما شرى الا واحد " وأنت ماتبي .." يرد عليه ماجد " لا مابي .. حلقي يعورني " يكذب عشان ما يشارك أخوه فى حاجه يشتهيها .. منصور اللى شافه يكبر قدام عينه .. شقيق روحه اللى ضربه عشان يكمل الثانوية ويدخل الجامعه .. واللى تخلى عن حلمه عشانه .. حلم كان ممكن يخلي الجوري بنته هو .. بنت ماجد ..
::
::
::
رجع به الوقت لأربع سنين قبل .. كان أول ايام عيد الفطر .. وكان الجوّ حار .. دخل ماجد عشان يتسبح قبل الغدا .. وانتبه ان فيه نسوان فى الصالة الداخلية .. صد ودخل بسرعه يرقى فوق لغرفته .. شاف باب حجرة نوف مفتوح وسمع صوتها داخل تدور شي .. مرّ عليها عشان يقول لها تخلي الخدامه تسوي له فحم عشان يتدخن عقب ما يتسبح لأنه مستعجل .. قرّب يبي يدق الباب المفتوح شوي .. سمع ضحكة غريبة .. وصوت نوف كنه من داخل الحمام ..
" شوفيه عندس في الدرج الأول .. " وشافها ..
كانت تدور في الدرج عن شي .. مايدري وش هو .. وسمعها ..
" مافيه شي في الدرج .. يمكنه عند روضة .. تبينى أروح انشدها .. " البنت سألت نوف .. " أكيد عندها الخبل .. روحي هاتيه بسرعة قبل يجون العرب خل نخلص .." كانت تتحرك بسرعة ورقة تفتح الادراج وتسكرها .. ماجد تجمّد .. اللى ماعمره ناظر له مره مهي من محارمه .. هالمره ما قدر يتحرك .. ولا قدر يفكر .. بس كان نبضه يقول له انها حلم قدامه .. مستحيل يكون بشر حقيقي .. سحره هالطيف اللى قدامه ..
التفتت تبي تطلع مسرعة تدّور روضه .. سكرت الدرج ولفت .. رفعت راسها تبي تطلع .. وكان هو هناك ..
كانت لابسة فستان صيني حرير .. لونه خمري .. ومشجر .. اكمامه قصيرة .. وايدها .. عليها رسمة حنا طويلة .. شعرها اسود .. ملفوف وفيه وردة جورية على جنب .. ملامح ناعمة .. خشم دقيق .. عيون أتعبت الرمش سهر .. وشفايف سبحان من رسمها .. تجمدت مكانها وهى تشوفه .. صدت تدور مكان تهرب من عيونه ..
لاتصد هناك ياعمري دقيقه ..
العمر محسوب.. بحساب الدقايق
في بحر عينك .. تبينت الحقيقه ..
كل موجه.. تنقل لعيني حقايق ...
الهوى.. دلتني عيونك .. طريقه ...
ثم سوت وسط قلبي .. لك طرايق ...
كم نفس .. في هوى عينك ..غريقه ..
واشهد اني رحت .. من ضمن الغرايق.. .
كل مافرجت .. يامحبوب ضيقه ..
غبت عني .. واصبح الخفاق ضايق ...
التفت يمي .. ترى عمري دقيقه ...
ليتي احيا .. في سماء عينك .. دقايق ...
كان يهمس لاشعوريا بصوت خافت .. صوت فكر أنه ما تجاوز قلبه .. لكنه وصل لها .. يمكن أرواح وتناجت .. دمعت عيونها وهى محتارة واقفه قدامه وتحس ان الصمت ثقيل وأنها لازم تهرب .. " مهووووي .. وينس .." صرخة نوف من داخل الحمام ردته للواقع .. ونبهت البنت اللى انتفضت قدامه وركضت تسكر الباب في وجهه .. واختفى الحلم ..
كانت لحظات بس من عمر الزمن .. لحظات بس عاشها كأنها عمر كامل .. كيف وشلون وليش مايدري .. بس لحظات انحفرت في روحه وذاكرته وشم عيا الزمن للحين يمحيه ..
سمع صوت موضي تحت ناداها .. " من اللى عندكم تحت .. " سألها بتوتر .. " ماعندنا أحد بس بيت عمي خالد .. وبيت خالتي بيجون على الغدا " ردت عليه موضي بدهشة .. " بناته معه ..؟؟ " رجع ماجد يسألها بألحاح .. " ايه معه .. " جاوبت موضي .. " وش اساميهن .." نشدها ماجد يبي يتأكد حلمه حقيقي والا خيال .. " وش تبي في اساميهن .. " استغربت موضي سؤاله .. " مويضي اخلصي علي .. " تنرفز ماجد .. " مها وسارة تنشد كنك ماتعرفهن .." ردت موضي عليه " ليه تنشد .. " حسّت أن في الموضوع شي .. مهوب من عادة ماجد ينشد عن النسوان اللى يجونهم .. " سمعت صوت غريب و وحده تنادي مهوي وماعرفت منهي .. " حاول ماجد يبرر أسئلته قدام أخته اللى عيونها كلها استغراب وأسئلة .. " هذي مها في حجرة نوف تسوي لها شعرها قبل يجون بيت خالتي .. " وضحت له موضي بهدوء اللى سمعه وعيونها تقول له انها مهي مصدقه كلامه اللى قاله .. " زين قولي للخدامه تسوي لى فحم .. وتحطه عند الباب .. باتسبح وبأطلع .." صد عنها ومشى لغرفته .. " ان شاء الله .. !! " حطت موضي ايديها على خصرها مستغربة منه ومن اسئلته .. التفتت تشوف باب حجرة نوف اللى مسكر .. وباب حجرة ماجد المقفول ..
::
::
::
دخل ماجد غرفته وسكر الباب .. غمض عيونه يسترجع الحلم اللى شافه .. يالله معقوله هذي بشر .. وبنت عمي .. يعني حلالي .. حلم ما انكتب له يعيش الا ايام في خيال ماجد .. اللى بنى وتمنى يكون له الملاك اللى شافه خاصه وهو يدرى أنه أولى به من اى احد ثاني .. ويقدر يوقف في وجه اللى يحاول بس مجرد محاولة انه ياخذه منه .. لكن اللى ماحسب حسابه أن اقرب الناس يكسر حلمه ويوقف بوجهه .. وعشان من !!!! ..
كان الحلم اللى مات وداسه عشان ابوه وأخوه " المره بدلها مره وأنا كلمت عمك من قبل عشان نخطبها لمنصور .. تبي سارة خطبتها لك .." هذا كان كلام أبوه يوم شاوره يبيها .. المره بدلها مره .. والقلب ..؟؟ بداله قلب بعد ..!!
غصب سكت وكتم حزنه وقهره.. وغصب تغير على الكل .. وانطوى على نفسه .. وهو يشوف فرحة أخوه وعلى قد مايقدر حاول ما يبين له شي وما يتغير عليه .. وصار يجهز لعرسه كأنه عرسه هو .. رضى بالقسمة والنصيب .. وعضّ على جرحه عشان ما ينزف .. وابوه فسّر هدوءه انه رضى بالواقع .. وعلم منيرة يوم نشدته عن تغير ماجد انه كان خاطره فى وحده وهو عيا عليه .. وماعلمهم منهي الوحدة ذي .. وانتشر الخبر ان ماجد يحب وان ابوه رفض اللى يبيها .. وصار الكل يحط سوالف ويزيد ويفسر على كيفه .. وماجد ساكت .. التفت لشغله وذبح عمره فيه بس عشان ينسى .. وداس قلبه عشان حلاله اللى حلم فيه صار محرّم عليه .. وللأبد ..
خرّت دمعة ألم من عين ماجد .. كان الليل والوحدة والضو الشاهد عليها بس .. تهَدج صوته وهو يروي قصة أحزانه شعر .. وانسكاب جروحه حروف ..
فمـان الله سافـر للنصيـب وديـرة المقسـوم
فمـان الله سافـر للحنيـن وحلـل أشـواقـي
فمان دموع عينـي والغـرام وحبـك المرسـوم
مثل نقش الحجر في وسط قلبي لـه أثـر باقـي
فمان الله فاتت شرهـة الخافـق ووقـت اللـوم
لك الله ما بقت غير الدمـوع تباغـت أحداقـي
ولا باقي سوى جسم(ن) نحيل وناظر(ن) محروم
يراقب شمس(ن) أقفت من سماي وشالت اشفاقي
زمن عدى على ذاك الفراق اللي تقـول اليـوم
وأنا أرشف من يمين الجرح نزفي وأشكر الساقي
نبت للحلم ريش وقلت أهده فـي سمـاك يحـوم
ولكن خانت فجـوج الوسـاع وضاقـت آفاقـي
رحلت وكل حرف ما لبس مـن هالكـلام هـدوم
تذكـر يـوم أصافـح غيبتـك وأمـد خفاقـي ؟
أنا للحين مدري هـو أنـا الظالـم أو المظلـوم
أنا مدري وإذا تـدري تعـال وفتـش أعماقـي
أعرف إني سقيت الليل دمع ولاظهـر بـه نـوم
عقب ما مرني فصل السهـاد وحتـت أوراقـي..*
تنهّد ماجد .. ودنق يضغط باصابعه على عيونه .. وما انتبه ان فيه عيون تراقبه من بعيد .. وقلب محروق على قلبه .. سمع شكواه وبثه لحزنه في القصيد .. لكنه صد عنه واختفى في الظلام ..
::؛::
الليل ولو طال يتبعه شروق .. والألم وان زاد له يوم وينتهي .. وكل شي مقدر .. مثل ما الفرح مقدر .. الحزن كذلك .. والأيام بينهم وبيننا تدور ..
أتمنى يرضيكم هالجزء البسيط .. :)
أترككم فى رعاية الرحمن ..
*الشاعر صالح السكيبي