::؛::
مساكم الله بالخير ..
وحياكم الله يا كل المتابعين القدامى والجدد ..
أشوف اسماء جديده يسعدني ويشرفني تواجدها في قلوب .. وراح أرجع لكم بالردود ان شاء الله ..
بس أتصور أن الجزء أهم عندكم اللحين :)
زي ما وعدتكم الجزء حصري على ليلاس لمدة يومين والله يصبر المنتديات الثانية ..
بكل الود اقدم لكم ..
::؛::
نعيش لحظات بحكم الزمن كأنها سنين .. ونعيش سنين تمر بلحظة .. وبين هذي وذيك نتغير .. مثل مياه النهر الجارية .. تمر وتاخذ وتعطي وهي ماشية .. ايامنا كذلك .. مثل ماتعطينا تاخذ مننا .. لكن طبع البشر بخيل يحب ياخذ ونادرا ما يعطي ..
لكن توجد فيه أرواح طيبة وبذرة خير في كل نفس .. فيك وفيني وفيهم .. بس تبي لها رعاية وحنان عشان تنبت أفضل الغرس .. خلك دايماً اليد الممدوة بالحب مو بالغدر .. القلب اللى يدعي بالخير حتى ولو انظلم .. لانه ما يضيع شي عند العزيز الحكيم ..
الجزء العاشر
بدا أول يوم ينتهي .. وبدت الشمس تغيب .. وطلعت مها وسارة يتمشن قريب من المخيم .. شوي وشافن سيارة ابوهن جايه من بعيد فعودن للخيام .. كان ابوهن يقرب سيارته عند خيمة المطبخ .. وفتح الدبه ونزل منها اربع خرفان .. " وعععععععع ابوى مركب خرفان في الجي .. يا حسافة على الكراسي بس .. " قالت سارة بقهر .. ضحكت مها " وين تبينه يركبها يعني .. " ردت عليها وهى تشوف سيارة أبوها من بعيد وكان الهندي يساعده يمسك الخرفان ويدخلها حوش الغنم .. " يااختي اي مكان بس مهو بالجي .. هذا موتر حشيمة مهوب عراوي .." ضحكت مها عليها لين قالت بس ..
قربن من ابوهن يمسينه بالخير .. " مرحبا ومسهلا .." سلمت مها على ابوها وحبت خشمه .. " حي الله المها .. هلا وغلا يا السوري .. شلونس .." حبت ساره خشم ابوها .. " بخير فديتك .. أنت وشلونك .." ردت مها على أبوها .. " بخير عساس بخير .." والتفت ابوناصر على الهندي يكلمه .. " يبه وش انت جايب .." سألت سارة وعينها على الأغراض اللى ينزلها الهندي .. " كل خير يابنتي .. زاد للمطبخ وماء لكم .. خلى فاطمة تاخذ لكم كرتونين ماء لخيمتكن وقبل يخلص علمني .. والباقى وزعوه على خيام الجماعه .." أشر لها أبوها على الأغراض .. " جعل خيرك واجد يا يبه .." قالت له مها وهى تشوف ان ابوها ماخلا شي .. عوايده مايحب يثقل على احد ولا يحب يحس انه ضيف .. " عمى عبد الله مهو معك .." نشدت ابوها .." بلى معى ونزل .. الظاهر أنه عند اهله .. " التفت ابوناصرعلى الخيام وهو يأشر على خيمة مرت عمهن .. " زين فديتك حياك تقهوى .. بتروح خيمة عمي والا اجيب القهوة لخيمتنا .." سألته مها .. " لا باشوف وين عمس وباروح عنده .. يمكنه فى المجلس .." خلوا الطباخ ينزل باقي الأغراض عقب ما قالت له مها يفصل كراتين الماء ويودي حق بيت عمها لهم بعدين وخلت لهم كرتونين على جنب .. وكرتونين لخيمة العيال .. راحوا يمشون ويسولفون لين وصلوا خيمة ام محمد وكان ابو محمد هناك وبناته وام ناصر كلهم ..
دخلوا الخيمة ابو ناصر وبناته سلمن البنات على عمهن اللى صار لهن منه فترة .. صحيح عمهن ما قطع بيت ابوناصر .. لكن كانت جياته من فترة لفترة .. يبارك برمضان والا بالعيد .. لكن ماعمره نشد عن الجوري الا رفع عتب .. ولا طلب يشوفها .. ومها ما حبت تربطها بجد والا بأهل ابو ما يبونها ولا يبون أمها .. لكن اللحين .. وهى تشوفها تلعب بين جدانها ويلاعبونها .. أشياء كثيرة تغيرت .. وعالم الجوري صار أكبر من مجرد أم تخاف عليها من النسمة الطايرة .. وخالة تدللها وجد وجده يحبونها عشانها بنت بنتهم .. نشد ابو محمد من العيال وقالت له نورة انهم طلعوا يصيدون من عصر .. ضحك ابو محمد وقال " عسى يجبون لنا اللى يعشينا ذا الليل .." .. " بيجيبون ان شاء الله .. ماجد هبّ ريح .. مايعود وايديه فاضية .." رد ابوناصر وهو يتفاول من التمر ..
::
::
::
غابت الشمس .. وكان المنظر خيالي .. والهدوء مريح .. برد الجو وجاب الهندي الدوّة والضو فيها تشتعل .. اذن ابو محمد لصلاة المغرب وقام الجميع يصلي .. كانت النفوس هاديه وكأن الجو والفضا اثر عليها .. نورة ومنيرة ماغير ضحك وسوالف على الجوري اللى تلعب جنبهن .. وروضة تسولف مع سارة عن الجامعه والمقررات وتشتكى لها من الدكاترة .. والثانية ترد عليها " لا تشتكى لى أبكي لك .. حسبي الله عليهم ما يبونا نتخرج .." وكملن سوالفهن لحالهن .. قامت نوف وطلعت منهن ..
كانت موضي تراقب مها .. اللى كانت هادية بشكل كبير وسرحانه .. " وش بلاس .. يوجعس شي .." سألتها بصوت واطي .. رفعت مها راسها " لا سلامتس .. ليه .." نشدتها مها .. " مادري .. بس اشوفس ساكتة .." ابتسمت مها من تحت النقاب " وش تبيني اقول .." ردت عليها مها .. " اللى في خاطرس .. " كانت نظرة موضي كأنها تقول لها تكلمي قبل تنفجرين .. سكتت مها شوي .. وعقبه صدت تشوف الظلام برا .. " تهقين يفيد الكلام ذلحين يا موضي .." ورجعت تشوفها بعين لوم .. نزلت موضي راسها وتنهدت .. " سامحي يا مها .. ترى اللوم ياكل فى النفس قبل ياكل الغير .. انشديني أنا .." رفعت راسها لمها وعيونها تلمع بدموع ما سمحت لها تنزل .. ارمشت بسرعه عشان ماحد ينتبه .. ضغطت مها على ايد موضي بدون ما تتكلم ..
::
::
::
بعد شوي سمعوا صوت هرن الجي حق ماجد .. فزت الجوري تبي تطلع .. قامت مها وراها بسرعه عشان تلحقها لان الظلام برا شديد ويمكن ما يشوفونها .. وصلت لها وشلتها بسرعه .. بكت الجوري تبي تطلع برا عند ماجد .. " فكيها فكيها .. " صاح ماجد من بعيد وهو مشغل ليتات الموتر عشان يشوف الجوري .. شافت تركي نزل وراح للمجلس .. عدلت نقابها وجلالها عليها ومشت معها وهي شايلتها لعمها عند السيارة .. " مرحبا ومسهلا .. " كان ماجد واقف عند باب السواق مد ايده وشل الجوري من أمها .. ضمها لصدره وحب خشمها وقعدها على الكرسي .. شافت مها هالموقف وحست انها مالها مكان بينهم .. ضاق صدرها .. واحرقتها عيونها صدت وراها تبي تمشي ..
التفت ماجد لمها اللى صدت عشان تروح .. " مها .. " وقفت مكانها وقلبها يدق بجنون .. التفتت صوبه وهي ساكته .." وشلونس .." سألها .. " بخير .." ردت بصوت واطي .. " شبيتوا ضو .." قال لها وهو يبتسم .. نزلت عيونها وهي ترمش بسرعة " شبها الهندي وجابها .." ردت بسرعة وهي تذكر الموقف اللى صار بينهم .. " زين .. اخذي هالطيور الله لا يهينس وعطيها الهندي ينظفها ويملحها ويلفها بقصدير ويجيبها لى للمجلس .." ومد ايده لها بالطيور .. كانت صغار اكبر من كف اليد .. يمكن سته او سبعه .. حط ايده تحت كفوفها وهى فاتحتها وحط الطيور فيها .. شافتهم بنظرة فزع .. كانت روسها مقطعه .. وبعضها للحين جسمه دافي ودمه يسيل بشويش .. " لاتروعين .. تراها حلال .. " لمس ايدها بايده .. كانت لمسته شرارة .. مها ماقدرت ترفع عيونها " ان شاء الله .. بأوديهم له .. انتبه للجوري " ضمت الطيور بيدينها وصدت وراها للمطبخ .. عطت الطباخ الطيور وعلمته وش يسوي فيهن وطلعت من عنده .. شافت روضة تدخل خيمة موضي .. فكرت يمكن سارة سبقتها بتروح لهن .. يوم قربت سمعت صوت صياح عالي .." اكرهها ماتفهمين وش يعنى اكرههاا .. " كان صراخ نوف واضح .. " زين قصري صوتس مالازم يسمعونس العرب كلهم .. " كان صوت موضي واضح .. " اسمعي يا نوّوييف .. جنبي مها أحسن لس .. والا شغلس بيكون عندي .. سمعتي " كان تهديد موضي لاختها واضح .. يالله باصير انا سبب خلاف جديد بين موضي ونوف .. وليه بس .. تضايقت مها وراحت لخيمتها بدون ماتحسس احد باللى سمعته ..
::
::
::
اتساع الشوف وامتداد المدى .. يعطى الروح حرية كانت تفتقدها في البيوت المسّورة والمدى المنكسر على جدار او بيت او حتى شارع مزفلت .. هنا الواحد يحس نفسه والسما وحده واحده .. كيان كان بالاصل واحد وبيوم انفصل .. حنين الفرع للأصل .. والجزء للكل .. في هالمكان يحس همومه مهما كبرت صغيرة فى هالكون الشاسع .. هالمكان برغم انه فاضي .. الا انه مليان بكل شي نفتقده فى حياتنا .. التنفس بعمق براحه .. حرية الروح بلا موانع .. السكون اللى صار سلعه نشتريها فى المدن ..
كانت مها قاعده برا على الرمل قدام خيمتها .. في الظلام .. كانت الافكار تدور فى بالها .. حطت لها شال صوف على كتوفها وقعدت تدفن رجيلها فى الرمل اللى مازال دافي من حرارة شمس غابت من فترة .. جاتها سارة " وش عندس يا فاتن حمامه .." التفتت لها مها وهى تبتسم " وش فيس .." سألتها مها وهي ترجع تشوف الافق الاسود .. تربعت سارة جنب أختها " انا اللى فيني والا أنتي اللى سرحانه .. وياليت فيه شي مبين عشان تسرحين فيه .." كانت سارة تلفت تشوف الظلام اللى حولها .. " وهنا المضمون .. انس تتخيلين اي شي تبينه وتشوفينه قدامس .." ردت عليها مها وهى تتنهد .. " يا سلام .. طيب وش تخيلتي .. " التفتت سارة تشوف وجه اختها اللى مو مبين منه الا ملامح بسيطة في الظلام .. " ولا شي .. كنت افكر كيف ان الانسان مهما كبر ومهما تزايدت همومه مايجي نقطه في بحر رحمة الله .." سكتت ساره شوي تفكر في كلام اختها " والله كلامس خطير يا مهوي .. يبي له قعده ومخمخه .." فصخت سارة نعالها وتربعت جنب أختها .. " مخمخى براحتس باروح اشوف بنتي .." نفضت مها ايديها من الرمل عشان تقوم .. " بنتس ماعليها شر عند جداتها جابها ماجد لهم من شوي .. وناديت فاطمه عندهم عشان تراقبها .." التفتت مها صوب خيمة عمها شوي .. ورجعت تعدل قعدتها جنب اختها .. وكل وحده سرحت فى عالم .. شوي وسمعن صوت غريب يشق هدوء الليل .. لحظات وكان النور واشتغلت الكهربا .. " لااااااااااااااااااااااااا .. " صاحت سارة بحسرة وهى ترفع راسها وتغمض عيونها ..
" وجع وشبلاس .." تروعت مها .. " كهرباااااااااااا .. ليتنى جبت اللاب توب معي .. مادريت ان فيه كهربا .." .. ضحكت مها على أختها " مالت عليس يا الخبل ومن وين بتشبكين من الشمَعة ؟؟ " طالعتها مها وهي تبتسم .. " موب مهم من وين .. حتى لو أكتب مذكراتي عن هذي الرحله الغريبه .. ليتنى جبته بس .. " برطمت ساره وهي تشوف المخيم والع بشكل حلو بس ضجيج الماطور اللى كانت تحمله نسمة الليل هو الصوت الوحيد اللى كدّر هدوء المسا .. " كان مارجع فيه شي صاحي من ذا الرمله .. قومي بس نروح نشوف العرب .." كانت مها تبي تقوم بس ايد اختها اللى مسكت ذراعها وقفتها .. " لحظه بس .. " قالت سارة باضطراب ..
رجعت مها قعدت جنبها " وش فيس .. " سألتها بقلق .. " ابي اروح قريب وخايفه اروح لحالى .. حياس معى مهوي تكفين .." للحظات بسيطة ما استوعبت مها وش تبي منها أختها بالضبط لكن من فهمت قصدها طاحت على جنبها تضحك .. " ذالحين وش الداعي للضحك ذا كله .." استغربت سارة .. " ولا شي بس تقولين خايفة .. " كملت مها ضحك .. كانت متوقعه أختها بتكلمها فى موضوع خطير .." احلفي .. والله أشك انكم بشر .. ياختى ماتبون تقضون حاجاتكم الطبيعية .. " كان وجه ساره مبوز .. مها ماردت عليها كانت غافلة تضحك .. " خلاص عاد .. ياختى وش اسوي مافيه الله يعزس حمامات وهذا اشين شي في البر .. والا والله ما قطيت وجهي عندس .. يالله عاد مهوي والله انى متورطه " ترجتها ساره .. " زين زين .. قومي هاتى لى بجلي من شنطتي وحياس بسرعه .." كانت عيون مها تدمع من الضحك على اختها اللى قامت بسرعه وراحت تجيب اللى يحتاجونه .. وتغطن عدل ومشن فى الظلام بعيد عن الخيام ..
::
::
::
أذن ماجد لصلاة العشا .. كان صوته يسري في الظلام يوّحد الخالق سبحانه .. فقدت منيرة بناتها .. ارسلت فاطمة تشوفهن .. راحت الخيمة ولقتها فاضيه .. رجعت علمت ام ناصر .. قالت جربي خيمة موضي والا المطبخ .. طلعت الشغاله ومثل ما طلعت رجعت .. استغربت منيرة غياب بناتها بس سكتت .. قالت يمكن راحن قريب .. صلوا العرب العشاء وامر ابو محمد يحطون عشاهم .. قامت موضي تنكب العشا ..
كانت مها وسارة يمشن على نور البجلي معودات للمخيم .. " تشوفين نوف شلون صايرة .. كن احد لاطمها على خشمها .." نشدت سارة اختها .. " عادي هذي هي من يوم ما ربي خلقها .." ردت مها وعينها على الارض تتبع النور على الأرض .. " عز الله خلق وفرق .. اللى يشوفها ويشوف روضه مايصدق انهن خوات .." ردت سارة وهى ترفه راسها تحس بنسمة الليل الباردة .. " حتى روضه تراها مو بعيد(ن) منها .. لمن طاشت قامت تقط خيط وخيط .." ردت مها اللى تعرف بنات عمها عدل .. " ولو .. روضه الطف شوي .. هذيك اعوذ بالله تنسد نفس الواحد لشافها .." تكلمت سارة وهى تمد الشوف للمخيم .. " ماعليس منها .. اسفهيها .." نصحتها مها اللى تعرف نوعية نوف بنت عمها .. " على رايس .. " استجابت سارة لاختها ..
يوم قربوا من المخيم طفت مها الليت .. ومرن خيمتهن حطن الاغراض وفصخن عباياتهن ومشن لخيمة عمهن .. دخلن وسلمن على العرب .. انتبهت مها لنظرة أمها لها وجات وقعدت جنبها .. " عسى ماشر يمه .. " همست لها بصوت واطي .." انشغل بال مها يوم شافت نظرة أمها .. " وينكن من عقب المغرب .. " ردت أمها بهدوء وهى عاضة على ضروسها .. " رحنا قريّب يمه .. وهذا حنا جينا ما تأخرنا .." ردت مها .. " لاعاد تروحن بلحالكن .. خطر عليكن .." جاوبتها أمها بدون ماتلتفت لها .. " يعني من ناخذ معنا يا يمه الله يرضى عليس .. ابوي والا من ..؟؟ " نشدتها مها مستغربة من ضيق أمها عليهن وهن رايحات في شي ضروري .. " أنا باروح معكن .. والحديث قصير .. " صدت منيرة عن بنتها .. سكتت مها يوم شافت أمها معصبة .. التفتت حولها وماشافت الجوري " يمه وين الجوري .." سألتها بخوف .. " مع ماجد .." شوي الا صوت ماجد برا ..
دخل عليهن ماجد يشل الجوري بيد وفي اليد الثانية صحن فيه الطيور اللى صادها بقصديرها .. " مساكم الله بالخير .. هذا عشاكم شوته لكم الجوري .. " كانت مها تشوف وجه بنتها شلون تعابير السعادة مرسومه عليه .. سعادة من نوع ثاني .. ماتوفرها الالعاب ولا الملابس الجديده .. نزلها ماجد وعطاها الصحن ومشت به لامها .. خذتها مها وحطتها في حضنها .. " ابشروا بالعوض بكره .. " قال لهم وهو يوقف وينفض ايديه .. " عسى مانعتاض فيك يا ولدي .." ردت امه .. " عسى عمرك طويل ياولدي جعل خيرك واجد .." ردت عليه منيرة .. التفت ماجد لامه " يمه ترى فهد يسلم عليس .. كلمته يسرس حاله .." .. " الله يسلمك واياه من الشر .. وش أخباره .. " نشدته أمه .. " ابد في الزام واموره زينه .. " رد عليها ماجد وعيونه على الجوري اللى تفك القصدير عن الطير اللى في ايدها .. " ياقلبي قلبه .. كان وده يطلع معنا بس ما حصل له .. " ابتسم ماجد وهو يتذكر ليه يبي يطلع معهم فهد .. دخلت موضي بالعشا .. " أنت هنا .. عشاكم راح للمجلس .. " كانت تكلم ماجد .. " يالله طالع .. " ..
طلع منهم ماجد .. فزت مها تفرش السماط مع موضي .. " مادريت انس تحطين العشا والا كان جيت عاونتس .." همست مها بصوت واطي .. " ماتقصرين .. الشغالات معي وماهنا تعب .." حطوا عشاهم وكانت نوف غايبه .. " نوف وينها .." نشدت نورة .. " في خيمتي ماتبي عشا .." ردت موضي وهي تصب اللبن .. " عيالس تعشوا .. " نشدتها أمها .. " ايه يمه العيال مع ابوهم ونجول عند خالتها تعشيها الشغاله .." سكتوا و تعشوا الباقيين بهدوء .. وكل (ن) سرى لخيمته يرقد ..
::
::
::
رقدت الجوري ولحفتها امها عدل .. وقامت تقعد عند الضو مع سارة .. " طلعن الضو قبل ترقدن .. لاتنسنها .." قالت منيرة لبناتها وهى معطيه البنات ظهرها .. ومتوسده يمينها عشان ترقد .. " ابشري يمه .. تصبحين على خير .. " ردت عليها مها وهى تشوفها منسدحه فى طرف الخيمة اللى بعيد عن نور الليت .. " وانتن منه أخير .." ردت منيرة بصوت نعسان .. سرحت مها في الضو اللى قدامها وكانت ساره تقرا لها روايه ومندمجه فيها .. شوي وغاب النور .. وسكت صوت ماطور الكهربا اللى كان يزعج الليل ..
" افااااااا .. طيب عطونا انذار قبل تفصلون .. " تكلمت سارة بغيظ .. ابتسمت مها لاختها .. " زين طفوه .. كان صوته مزعج .. " ردت عليها مها وهي تسمع طقطقة الحطب في جوف الضو حطت سارة علامه على الصفحة اللى كانت تقراها وسكرت الرواية وحطتها جنبها .. التفتت مها على امها اللى رقدت ويدل صوت تنفسها الهادي والعميق أنها في سابع نومه .. ورجعت تطالع وجه اختها في نور الضو .. " السوري .. " نادتها بصوت واطي .. رفعت سارة وجهها لاختها وكانت عيونها تعكس وهج النار .. " ابي اكلمس في موضوع شاغلني .. " تكلمت مها بهدوء .. " وش موضوعه .. لا تكونين بتروحين قريب مثلي .." ابتسمت سارة لمها اللى ردت ابتسامتها انها دققت في وجه أختها بهدوء " وش الموضوع يا مهوي تراس شغلتني .. "سألتها سارة وهى مستغربة .. " انتى اللى قولي لي وش موضوعه .." مالت سارة راسها يمين باستغراب .. " سالفة عرسس اللى ما تبينه .. وبكاس اليوم اللى اكبر من مجرد رفض لواحد صار بحكم الزوج لس .." ارمشت ساره بعيونها كم مره ولفت بوجهها تشوف الضو بعيد عن عيون مها اللى كلها اسئلة كانت سارة عاجزة في اللحظة هذي أنها ترد عليها ..
" السوري .. أنا اختس وموضع سرس .. واللى يهمها امرس مهما كان الوضع .. ولو ماقدرت اساعدس باكون على الاقل الصدر اللى تشكين له لضاقت دنياس ..وتبكين عليه لضدس الزمن .." حارت الدمعه في عيون سارة وبالأخير انتهت على رموش عيونها .. ترفض تنزل .. ترفض تعترف .. قربت مها من سارة .. وعلى حرارة وهج النار والاحساس بانك انسان تهم شخص ثاني بدون اى غرض خلا سارة تتنهد من أقصى جوفها .. وتنفجر تبكي بصوت مكتوم فى حضن أختها .. مسحت مها على راس اختها .. وتركتها تاخذ كل وقتها اللى تحتاجه .. عشان تزيح الهمّ اللى كاتم على نفسها بروحها .. ما اشتكت ولا بينت ولا غثت خاطر أحد .. ياما سمعت لمها .. واللحين جا دور مها تسمع لسارة ..
::
::
::
قبل اربع شهور .. ليلة الثالث من رمضان .. كانت سارة قاعده عند أمها تسولف .. ومها فى حجرتها تصلي .. دخلن نسوان على ام ناصر عقب صلاة التراويح .. دخلن النسوان فجأة .. سلمت عليهن سارة ودخلت تجيب القهوة والقدوع .. كانت فاطمه تعشي الجوري .. " فاطمة وين القهوة .. " سألتها سارة مستعجلة .. " في مجلس عند بابا رجّال .. " ردت فاطمة .. " ماطلعوا للحين .. " التفتت بحيرة .. " مادرى ماما .. " ردت الشغاله " تبين اروح اشوف ؟؟ " سألت ساره .. " لا لا عشي الجوري أنا بأروح " .. مشت ساره على أطراف أصابعها للمجلس تسّمع .. ما سمعت صوت .. طلت براسها شوي كان المجلس فاضي .. والباب الخارجي مفتوح .. شكلهم راحوا .. وابوها قال بيطلع لبيت عمها يسلم عليهم .. " خلاص هذي القهوة جاهزة وش له اسوي جديدة .." دخلت سارة عشان تشل الصينية وهى مستعجلة .. دنقت تجمع الطفايات المستعملة .. ابوي مايدخن وش هالزقاير كلها .. وقفت سارة على حيلها وفي ايديها الصينية .. لكن ..
شافت أطراف ثوب ابيض واقف قدامها وجوتي اسود .. مهوب ابوها .. شمت ريحة عطر رجالي قوي غريب .. ماقدرت ترفع عينها .. ضربتها نفاضة .. حست ركبها ما تشيلها .. ايديها ذابت .. وطاحت الصينية باللى فيها على رجيلها ..
" سلامات عسى ما تعورتي .. " تكلم الرجال اللى عند الباب وهو يقرب شوي .. " الله لا يسلم فيك عظم .. وقف مكانك .." ردت سارة بغضب مكتوم .. انصدم الرجال من ردها ووقف .. " شلون تدخل البيت بدون ما تستأذن يا قليل الأصل .." كان صوت سارة حاد مرتبك متوتر .. " تعوذي من الشيطان يابنت الحلال ومهو بانا قليل الأصل اللى يدعر بيوت العرب بدون خبر .." رد عليها وهو يصّر على ضروسه .. ما قدرت سارة ترفع عينها اللى كانت غايمة ورا دمع غضب ودمع خيبة ودمع فضيحة .. " سارة .." التفتت وهى منزلة راسها لا شعوريا .. سمعت صوت مها تناديها من داخل البيت " اطلع الله لا يبارك فيك .. " تكلمت سارة بمرارة وعيونها على باب المجلس اللى وراه .. وتتصور وش بيكون موقف ابوها لو دخل عليها ذلحين .. وش بيكون موقفها هي قدام أبوها لو شافها بالمنظر هذا كاشفة قدام واحد غريب ووين .. في مجلس ابوها !!!..
" بأطلع يا بنت خالد .. لكن ذا الشنب مهوب على رجال ان ما ربيتس .. " كان في صوته غضب مكتوم .. " تخسي .. متربية قبل اشوف وجهك .. " قرب الرجال منها و وجهه مظلم .. " وحق من رفع سبع لواللى قايلها رجال .. لادفنه مكانه .. لكن مردودة ماكون أحمد بن خالد أن ما أدبتس .. " قرّب الرجال منها .. وبردت عظام سارة وهى مكانها .. لكنه دنق ياخذ جوال جنب المسند ما شافته سارة وطلع ما التفت عليها ..
دخلت مها وشافت شكل اختها المتجمد .. " السوري شبلاس .. " قربت منها وتروعت يوم شافت الدلال متكسرة عند رجيلها والفناجيل صايرة كسر .. " احترقتى .. " صاحت وهى تدنق تشوف رجيلها اللى غرقها الشاهي والقهوة .. " لا .. " ردت سارة بصوت ميت .. " لا تحركين يدخل القزاز فى رجيلس اصبري شوي .." وطلعت مها تركض للمطبخ ورجعت جايبه لسارة نعال تلبسها وقعدت تنظف القزاز اللى على رجلها .. " وش اللى جاس .. " سألتها مها بتركيز وهي تشيل القطع المكسورة من رجيلها .. " حسيت بدوخة وطاحت منى الصينية .." ردت سارة بدون شعور .. " زين روحي داخل خلينى انظف المكان .. شفتي ابوي .." نشدتها مها وهي تجمع باقي القزاز المكسور .. " لأ .. " ردت سارة وهى تطلع من المجلس وتقول في قلبها الحمدلله انى ما شفته ولا شافني .. دخلت حجرتها تغسل وجهها .. وتصب ماء بارد على رجيلها مكان ما احرقتها القهوة يوم انتثرت عليها .. وكلام الرجّال يرن في راسها .. انا شلون كلمته كذا .. بيقول ما تربت .. ولا على راسها ولي .. يا الفضيحة .. وش بيقول أبوي لو درى .. حسبي الله عليك وش اللى جابك فى طريقي .. حطت ايديها على وجهها ودنقت تبكي .. وصوت الماء الجار يغطي على صوتها المكتوم ..
::
::
::
فتحت مها عيونها مصدومة .. وهي تسمع من أختها تفاصيل الموقف اللى جمعها مع أحمد ذيك الليلة .. " والباقي تعرفينه .. " تنهدت سارة وهى تخلص كلامها .. " ايه اذكره .. عقبه بكم يوم طاح ابوي من الجلطه .. جعلها ماتسقا ذيك الأيام .. وجا أحمد وأهله يخطبونس .. وابوي وافق وأنتي عييتي .. " كانت مها تتذكر اللى صار .. مسحت سارة دمعه من طرف عينها بصمت .. " ليه ماعلمتيني ..؟" سألتها مها وهى تشوفها بتدقيق .. " وش أعلمس به .. ولو علمتس وش بتسوين ..؟" ردت عليها سارة وهى ترسم بعود حطب خطوط على الرمل .. " مادري بس أكيد بأسوي شي .. " قالت مها وهى تحط يدها على خدها وهي متربعه جنب أختها .. " يوم جات امى تعلمنى .. وعييت .. تفاجأت يوم وافق ابوي .." تكلمت سارة وهى تمسح خشمها ..
" اذكر خذيتي لس مده زعلانه وضايقه .. " ردت مها وهى تحرك الحطب في الضو .. " بس تدرين .. ترى مثل ماقلت لس .. نصيبس وجا وماحد قدر يوقفه حتى أنتي .. وماتدرين وين الخيرة فيه .." حاولت مها تهدي من احساس أختها المؤلم .. " تفتكرين عقب كلامه لي بيكون فيها خيرة .." ردت سارة وهى سرحانه تحاول تتذكر تقاطيع وجه أحمد اللى ما تتذكر منها الا الفضيحة والخوف وسواد الوجه .. " تعوذي من الشيطان .. كل أمر المؤمن خير يابنت الحلال .. وصدقينى القسمة والنصيب هي اللى جابته لس .. والا على علمي أنه يدرس برا وكان معيي يتزوج .. " كانت مها تكلم أختها وعيونها مركزة تشوف الجمر شلون يتوهج وسط الضو .. تنهدت سارة .." ايه على حظي انفكت عقدته .. " تكلمت سارة بصوت مهو مسموع ..
" لكن الغريب انه طلع يقرب لبيت عمي .." تذكرت مها كلام ماجد .. " مهوب بيت عمي .. عم أبوي .. " صححت لها سارة .. " ادرى بيت عم ابوي .. بس حنا طول عمرنا نقول له عمي .. ما اختلف الوضع اللحين .. بس الغريب ان أمي ماكانت تدري .. " كانت مها تفكر .. " زين من أمي تدري عن جيرانها اللى جنب بيتها بس .. " علقت سارة .. " وجع .. عشانها مهي براعية سوالف ولا مسايير .. امى مرة(ن) تستحي .. تسوي الواجب اللى عليها وبس .. مهي براعية حكي ونقل سوالف .. فديتها بس .." دافعت مها عن أمها الطيبة اللى فعلا كانت مثل ماقالت .. لاهي براعية نميمة ولا نقل كلام .. همها الأول والأخير بيتها وبناتها ..
" واللحين وش السواة ؟؟.." نشدتها سارة .. " في وش .." ردت مها مستغربة .. " في ذا اللى بيهدف عقب كم يوم .." برطمت سارة وهي تذكر جية أحمد .. " وأنتي شعليس منه .. رجّال ومع الرجاجيل .. اللى يسمعس يقول بيجي ياخذس ذلحين .. " ردت مها وهي تلعب بعيدان الحطب المجّمرة .. " خذاه العزيز القوي .. " دعت عليه سارة بقهر .. " حرام عليس .. خافي ربس .. له عجوز وشيبة يرجون عينه .. استغفر الله بس .." رفعت مها راسها بضيق لأختها وهي ترد عليها .. " استغفرك وأتوب اليك يارب .." استغفرت ساره ولو انها ماندمت على كلامها في قلبها .. رجعت مها تتذكر كلام اختها للرجال .. وضحكت .. " بس تعالي .. أنتي ليش كلمتيه كذا صحيح .." شكل طولة اللسان وراثة في ذي العائلة فكرت مها فى نفسها .. " والله مادرى يا مهوي .. غير ان لساني كان طويل .. الظاهر من الفشيلة .." التفتت لها سارة تبتسم بحزن .. " لا عز الله ماقصرتي فيه .. ومثل ماخبصت قدام ماجد هذا انتي خبصتي قدام أحمد .." ابتسمت مها لعيون أختها اللى تذكرت موقفها الأخير قدامه اليوم قبل المغرب .. " أما تخبيصس اليوم غير شكل يابنت .. والله موقف ما ينسى .. " وضحكت سارة .." ذكرتيني .. " التفتت مها تشوف امها الراقده " شلون تطلعين وتخليني معه لحالي .. " قرصت عيونها في أختها .. " وش تبيني اسوي يعني .. قلت اطلع احسن مايحط حرته فيني .. بس شكلس بدون نقاب و وجهس احمر وخشمس منتفخ يساوي مليييون ريال .." .. لمست مها خشمها الدقيق " وجع خشمي مهوب منتفخ .." ارتاحت مها من تغير مزاج أختها وماحبت ترجع للموضوع تنكد عليها ..
" اسمعي .. متى تبينا نقول لابوي يودينا الخبر ..؟؟" نشدت سارة وهى تضم ايدينها على ركبها لصدرها .. " شدراني .. متى تبين أنتي .." ردت سارة وهى تطالعها .. " والله مادري بكره بنقول لأمي وبنشوف .." سمعن صوت حركة برا الخيمة .. " من .. " صاحت مها وهى توقف عند الباب .. " انا أنا لاتروعين .. " كانت موضي جايتهم .. " حياس الله .. ادخلي .. " دخلت موضي وعلى راسها شال صوف وفي ايدها غوري حليب حار بخاره يفتح النفس .. وفي اليد الثانية بيالات " سويت حليب للعيال وقلت بأشوف كانكن واعيات باجيب لكن منه " ابتسمت موضي وهى تشوف مها وسارة .." ماتقصرين .. ذا الليل برد .. " ردت مها عليها " حياس الله يام عبد العزيز.. " تحفتها سارة .. دخلت موضي وقعدت جنب مها وحطت الغوري على الضو والبيالات جنبها " الله يحييس يابعدي .. ذا الليل مهوب برد وبس الا جليد .. " التفتت موضي تشوف اغراضهن في الخيمة .. " عندكم دفا كفاية ..؟ " سألت مها .. " ايه عندنا كفاية .. تبون أنتو .. " ابتسمت مها وهي ترد عليها .. " ترى الملاحف عندنا واجد .. والحلال واحد .." ردت موضي .. شافت ام ناصر راقدة " امى منيرة رقدت .." .. " اى والله تعبانه والجوري رقدت معها .. " التفتت مها تشوف بنتها وأمها في ظلام الخيمة اللى ما يكسره الا وهج الضو من بعيد .. " عساه منام العافية .. " صبت موضي الحليب لمها وسارة وصبت لها بياله .. وقعدت تسولف عندهن لين قربت الساعه 11 وطلعت منهن ..
::
::
::
كان ماجد وتركي قاعدين عند الضو .. الشيبان راحوا لخيمتهم يرقدون من بدري .. والشباب قعدوا يتقهوون حليب .. " والله خوش حليب .. " قال تركي .. ضحك ماجد " أكيد خوش حليب دام ام عبد العزيز هي اللى مسويته .." ابتسم وهو يرفع عيونه لتركي اللى ضم شفايفه .. " يالله جارك من الحسد .. ياخي قل لمرتك تسوي لك .. " رد عليه تركي .. رفع ماجد عيونه وكأنه مندهش من كلمة مرتك .. " وش بلاك .. شكلك نسيت انك معرس .." ضحك عليه تركي .. " اى والله مرات أنسى .. " رد ماجد وهو مدنق يحرك الحطب في الضو .. " هاه وش عندك من جديد .." سأل تركي .. " وش جديده .." رفع ماجد راسه لتركي مستغرب .. " لنا وقت ما سمعنا قصيدك .." ابتسم ماجد واتكى تركي وراه على المسند وبيالته في ايده .. وقعد يراقب تعابير رفيقه اللى سرح في عالم ثاني ..
تنهد ماجد .. وسرى صوته في هدأة الليل عذب صافي ..
قريت الشوق ف اعيونك وفي ونّة تراتيلك
أثاري الحبّ يا عمري توسّد وسط أوصالك !
هقيتك ما تعبّرني ولا تكشف تفاصيلك
ولكنّ الهوى فضّاح وطيبه عطّر أقوالك
تلاقيني بدمع الشوق اذا ما جيت اببكيلك
وامد يمنى ومن خوفن تصافحني بها اشمالك !
حروف القاف لا شافتك من فرحه تغنّيلك
تهلّي بك وتنشد عنك يا قلبي: وش احوالك ؟
عساك دّوم بوصالي ولا تقطع مراسيلك
ولو دهري يطاوعني أقضّي عمري اقبالك
على همس الهوى والشوق راح اضوي قناديلك
واخلّي الوقت بالأفراح والبسمات يصفا لك
مع النجمات والدلّه أبسهر في تعاليلك
أناظر وجهك البدري وخمر الشوق فنجالك
تعال اقرب هنا عندي وسمّعني مواويلك
وخلّ الحلم يسرح بي ويمسي بجنة اظلالك
انا ادري العين ما تشبع تناظر في تهاويلك
ولا القيفان لا هلّت تفارق مفرق اقذالك ..*
تنهد ماجد وسكت .. " صح لسانك يا ولد .. لا هنت " رد تركي بإعجاب .. " صح بدنك .. ولا تهون " رد ماجد بهدوء .. " وش اللى متعبك يا ماجد .. " كان تركي يقرأ ماجد مثل الكتاب المفتوح .. عِشرة سنين بينهم .. خلت تركي يفهم خويه وخال عياله من نظرة .. كان يدري بين ضلوعه همّ مشقيه .. وحزن ماكل كبده .. مهما حاول يخفي هالشي .. يبان بعيونه .. وفي لحظات يقلبه من ماجد الحبيّب اللى يعرفه لشخص ثاني داخله سواد .. يبطش بأقرب الناس له كأنه يعوض ألمه فيهم ويعاقب نفسه بألمهم ..
ما رد ماجد على تركي .. كان يهوجس أن تكلم فضيحة .. وإن سكت قهر .. وهو ضايع بين اللى شافه بعيونه وسمعه بآذانه وبين الكلام اللى قالته له موضي .. من يصدق .. وشو الصحيح .. من الظالم ومن المظلوم ..؟؟ .. يصدق نفسه والا يصدق أخته .. وأخوه .. اللى راح .. واللى ما يقدر يرد ويدافع عن نفسه .. وخايف يظلمه لو سمع فيه .. ضغط على عيونه بابهامه والسبابة ..
::؛::
لما تجف الأحلام وتطيح على أرض الواقع مثل الطيور الميتة .. ولما تضيق فينا حتى أنفاسنا ومانلقى مفر ..
نتذكر أن فيه ربّ اسمه الرحمن الرحيم .. ما ربطهم في أسمه سبحانه عبث .. الا عشان نعرف أنه أقرب لنا من قلوبنا اللى تنبض بصدورنا ..
أتمنى الجزء ينال رضاكم ..
أشوفكم على خير .. :)
* القصيدة للشاعر البارق النجدي