كاتب الموضوع :
بقايا بلا روح
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
::
الحياة كتاب .. عمرنا فيه الصفحات .. وايامنا السطور والكلمات ..
مرات تشوفها مرتبه ونظيفه ومرات تلاقيها مخربشه او تملاها بقع الحبر .. بالضبط مثل ما تملا الأحزان صفحة ايامنا .. وعشان نقدر نكتب صفحات جديده .. لازم نقلب الصفحات القديمة .. ونتجاوزها .. مهما كانت عزيزة أو غالية .. مهما كانت قاسية أو جارحة .. لازم نتجاوزها عشان نقدر نخّط شي جديد مختلف .. عشان نقدر نتصالح مع أنفسنا ومع ايامنا .. عشان بكل بساطه .. نقدر نعيش صح ..
::
الفصل الخامس والعشرون
" هو مهوب رجلس بعد وله حق عليس ..؟؟" سالتها أختها بهدوء .. " رجلى أعرف أتعامل معه .. ماعليس منى أنتى خلس فى حالس " ردت مها وهى ترتب أغراض أختها .. " تدرين .. أخس شي أن الأنسان ينصح الناس وينسى نفسه .. خافى ربس .. تراس بتحاسبين على هالشي يوم القيامة .." سحبت ساره فوطتها ودخلت الحمام وسكرت الباب وراها .. وقفت ايدين مها وهى تطوي الثوب .. غمضت عيونها وهى تتخيله .. بلعت ريقها وخذتها الأفكار بعيد بدون ماتحس ..
وهو .. ربي مهوب محاسبه على اللى سواه فيني .. ظلمه وشكوكه اللى مالها اساس .. اهمالهم لى ولبنتى عقب ما توفى أخوه .. ضغطه علي ببنتى عشان ياخذنى غصب وحرمانه لى من حق الأختيار مهوب ظلم .. بعده عنى عقب ما نفذ اللى في راسه ومعاملتى لى كأنى جماد ماله مشاعر .. لأ .. هو ما عاملس كذا .. بلى عاملنى .. والا وش اللى منعه عنى هالشهور كلها .. أنتى اللي منعتيه .. ما قدرت أنسى .. ولو هو يبي شي قدر يوصل له برضاى والا غصب عنى .. هذا أنتى قلتيها .. غصب عنس.. يمكن أنه ما يبي هالشي يجي غصب عنس .. يمكن يبيه برضاس .. وبرغبتس .. تبدين معه صفحه جديده .. تنسون كل شي وتبدون من جديد .. والماضى؟؟ .. الماضى انتهى .. وصار لازم تتجاوزينه أنتى أول عشان هو يقدر يتجاوزه .. لأنه حاول بس أنتى وقفتى بوجهه .. نسيتى يوم الجورى طاحت مريضة .. نسيتى اهتمامه *** ومعاملته لس يومس فى بيته .. تحمله وطولة باله .. تراه ما قصر عليس بشي .. ما أبي منه شي .. أبيه هو بس .. هالشي بيدس أنتى تحققينه .. ولا تنسين الوقت مهوب فى صالحس أبد .. الوقت يمر بسرعه وبياخذه منس ..
::
::
::
صحت مها على صوت جوالها يدق " ألو .." ردت وهى نعسانه .. " يالله حيها .. " صوت موضى النشيط كان يرحب فيها .. " يا مرحبا .. " فتحت عين وحده وهى تحاول تشوف الساعه على جوالها .. " وشلونس .." سألتها موضى .. " بخير الله يسلمس .. شلونس أنتى وشلون تركى والعيال .. " ردت مها وهى تتثاوب وتغطى اثمها بايدها .. " بخير الله ينشدمنس .. اسمعى شكلس راقده وما أبي أطول عليس .. شريتى أغراض العيد للجورى والا لأ .. " سألتها موضى .. " لا والله ما فضيت .. " ردت مها وهى مغمضه .. " خلاص بأطلع أنا ذلحين باشترى لها ولنجول سوا .. " .. " مافيه داعى تكلفين على عمرس أنا بأروح بعدين .. " .. " لا كلافه ولا شي .. الجورى كنها نجّول .. بعدين متى بتروحين يا حظى .. ما بقى على العيد شي .. يالله أخليس ذلحين .. فمان الله .. " قررت موضى عنها وانتهى الموضوع .. " فمان الكريم .. " سكرت مها السماعه وهى تشوف الساعه 10 الصبح .. للحين بدري .. حطت راسها على المخده ورجعت تنام ..
وعلى الفطور كانت مها وأمها بروحهم .. عقب ما راحت ساره لبيت رجلها .. فتحت أمها معاها الموضوع اللى تهربت من أختها يوم فتحته .." يابنتى ما يجوز .." ردت منيرة بضيق .. " يا يمه الله يهديس الرجال مرتاح كذا .. وشو له نغثه ونضيق علينا .." رفعت مها راسها وهى ترد على أمها وملعقتها فى بادية الشوربة .. " أى ضيق اللى بيضيق علينا فيه ..؟؟ يابنتى الرجال ما قصر خّلا بيته وأهله وقاعد عندنا فى المجلس مثل العزوبي .. يوم الناس رايحه وجايه علينا قلنا معليه بعيد عن الصوت وأريح له .. لكن ذلحين مابه احد يمرنا الا قليل .. خلى الرجال يعيّن له مكان يرتاح فيه .. تراس أهله وناسه ولو ما ارتاح عندس وين بيرتاح .. وجعل من جابه الجنه ما اشتكى ولا حسسنا بشي .. اختس سافرت والبيت فاضى .. انا فى حجرتها وأنتى حجرتس فاضيه .. جيبى أعراض رجلس جنبس وجنب بنته .." .. ضغطت مها على راسها بتعب .. ليتس تدرين بس يا يمه .. " لاتهزين لى راسس .. ترى ان ما قلتيه له قلته له أنا .. " قالت أمها بعزم وهى تحط فنجال قهوتها الفاضي في الصينية .. " ان شاء الله يمه .. ان شاء الله بأقول له .. بس إن عيا مهوب ذنبي .. ولا عاد تفتحين ذا الموضوع مره ثانية الله يرحم والديس .. " ..
::
::
::
وفى بيت أبو محمد عقب صلاة المغرب .. موضى وأمها يتقهوون وماجد معهم ..
" ترى نوف موافقه .. " قالت موضى وهى تمد فنجال القهوة لأخوها .. " زين .. الله يبشرس بالخير .. والله ان عبدالله رجّالٍ فيه خير وما ينرد .. " رد ماجد وهو يتفاول " تبين الصدق ماتوقعتها توافق .. لكن الحمدلله " .. " الله يوفقهن كلهن.. " ردت موضى وهى تبتسم .. " اللهم آمين .. " .. " وش سويت فى موضوع آمنه .. " سألته أمه .. " تنهد ماجد قبل يرد " وش فيها آمنه .. " نزل فنجاله وهو يرفع عيونه لأمه .. " ياولدي العرب شارينك والبنت ماعليها قاصر .. " ردت نوره تحاول تقنعه .. " ماعليها قاصر لعمرها بس ماتنفعنى يا يمه .. من الاخير .. أنا رجّال جربت حظى وخلاص لا عاد تفتحين ذى السالفه معى فديت قلبس .. يالله انا ماشي " دنق ماجد يحب راس أمه وهو يغمز لموضى وطلع .. " يمه مها ما فيه مثلها لا تعقدين حياته على الفاضي .. وتراس مجربتها ومجربه لولوه .. " تكلمت موضى بهدوء وهى تطالع أمها .. " آمنه مهى بمثل لولوة .. " ردت أمها بحده .. " وماجد مهوب مثل محمد من غير قصورٍ فيه .. يمه .. والله ما تعينين مثل مها ستر وغطا عليكم وعلى عيالكم .." همست موضى وعيونها تطالع أمها بدون ما تشوفها .. " وش فيهم عيالي تغطى عليهم .. " ردت نورة بضيقه وهى تقرص عيونها في بنتها .. تنهدت موضى وعرفت أنه صار الوقت اللى لازم أمها تعرف كل شي .. تنهدت وهى تتمنى أن الليله تعدي على خير ..
::
::
::
عقب صلاة العشاء مرّت عليهم موضى تسلم على أم ناصر وعطت مها أغراض الجورى اللى شرتها لها .. مها انحرجت منها .. " ماعندس سالفه .. ترى ماجد هو اللى دافعها ولو مادفعها دفعتها أنا .. ماعندنا أغلا من الجورى .." ردت موضى وهى تبتسم .. " هو اللى موديس .. " سألتها مها .. " لأ .. بس وصانى اشترى لها حتى مطرش الفلوس لى فى ظرف .. ولولا خوفى منه كان رديته عليه .. " علقت موضى وهى تاخذ بيالة الشاهى من مها .. " ما يقصر عسى عمره طويل .. الله يرزقه الذرية الصالحه ويعوضه عوض الصابرين .." دعت له أم ناصر اللى أثر فيها أنه رغم الظروف ما نسى بنت أخوه فى وجبة العيد .. " اللهم آمين .. كلها كم شهر ويخلص الملحق اللى يبنيه وتنورين بيت ولدس يمه .. " ردت موضى وهى تبتسم وتاكل من الحلا اللى مسويته مها .. " وشو ملحقه ..؟؟ " سألت مها باستغراب ..
" ملحق يبنيه متصل فى فيلتكم لأمى منيرة .. غرفتين نوم وصاله ومطبخ صغير وغرفة شغاله .. لهم باب داخلى عليكم وباب خارجى على الحوش .." سكتت شوى وكملت " شكلى خربت المفاجأه عليه" قالت موضى يوم شافت مها وأمها متفاجأين من الموضوع " ومن اللى قال له يتكلف بذا كله ؟؟.." علقت مها بتوتر.. " يادافع البلا وش كلافته .. يبنى لأمه وجدة عياله .. والله لو تشوفون فرحة أمى يوم درت أن أمى منيرة بتجى عندها .. " رجعت موضى تكمل صحنها " تسلم ايديس يا مهوى .. يجنن الحلو .. عطينى طريقته .. " .. " ان شاء الله .. " رفعت مها وجهها لأمها لقتها تطالعها بنظرة غريبة .. دنقت مها وما علقت وهى تقهويهم ..
فضى البيت بعد ما راحت ساره .. كانت ماليه المكان على أمها وأختها برغم الحزن .. وكانت ترد الصوت على مها .. ضغطت بايدها على راسها وهى تحس بوجع .. من العصر وحلقها يعورها .. وشكل البندول اللى خذته عقب الفطور ما فاد .. غمضت عيونها وهى تمشى لحجرتها .. دخلت شوي شوي وشافت الجورى اللى كانت راقده فى سريرها .. خذت ثلاث حبات بندول و مدت ايدها للفقس وخذت منه تمرخ رقبتها وصدرها .. حطت شوى على جبهتها يمكن يخف الصداع .. ربطت راسها بجلال ورقدت .. قامت ثانى يوم تحس براسها ثقيل .. وعيونها تعورها .. طلت على امها اللى ماعجبها شكلها .. " يا بنتى افطرى وخذى لس دوا والا روحى للمستشفى .." قالت لها منيره وهى على سجادتها تصلي الظهر .. " مافينى شي يمه .." ردت مها بصوت مبحوح " شوية احتقان وبيخف .. لمن أفطرت خذيت لى مضاد .." .. نامت اغلب اليوم .. وصحت على موعد الفطور تعبانه والصداع تحول لسخونه .. كان حلقها يعورها وماتقدر تبلع .. خذت لها شوي شوربة عشان تاخذ المضاد .. كانت حرارتها مرتفعه .. لكن عيت تروح للمستشفى وتخلي أمها .. " بأروح بكره الصبح .. ما ابي اطلع في الليل .." ردت مها وعيونها محتقنة من السخونة .. " خلى الجورى ترقد عندى عشان ما تعادينها .." قالت لها أم ناصر .. " زين يمه .. أنا بأتسبح يمكن تخف الحراره وبأرقد .." قامت لحجرتها ما تقدر تشيل عمرها عشان تسبح لكن حست بدوخه حطت راسها على المخده شوى عشان تخف الدوره وتقوم بعدها تتسبح ..
مر الوقت ومها راقده .. فقدتها أمها قريب الساعه 2 يوم ما قامت توعيها للسحور .. دخلت عليها الحجره .. " مها .. مها .. قومى السحور .." وقفت توعيها عند الباب .. قربت منها شافت تنفسها سريع .. " بسم الله عليس .. مهوى .. مهوى .." حطت ايدها على راسها .. كانت عليها حمى قويه .. تروعت ام ناصر .. وراحت تنادى الشغاله .. رجعن لها وحاولن يوعنها لكنها كانت تهلوس من الحرارة وشفايفها ناشفه .. حاولت أمها تسقيها .. لكنها رجعّت .. كانت أضعف من أنها تاكل من الحمّى .. كان لازم تروح للمستشفى .. لكن من اللى بيوديها نص الليل .. " مافيني شي .." ردت بضعف وصوت مبحوح وعيونها ذايبة من السخونه .. " انتى ماتشوفين شكلس .. بأدق على السورى تجى تاخذس هى وأحمد .." قالت أمها وهى ترفع جوال مها .. " لأ يمه ..مافيه داعى فديتس .." ردت وهى ترتجف وتحاول ترفع نفسها على السرير " باقوم اتسبح وبتخف الحرارة .." نزلت رجلها من السرير ودارت بها الدنيا وتمايلت وطاحت على الشغالة .. " روحى للمجلس شوفى ماجد هناك خليه يجى يوديها المستشفى .." صاحت ام ناصر على الشغاله .. " لا يمه .." تلاشى صوتها مع الوجع وهى تبلع ريقها ..
::
::
::
غطى عيونه بذراعه عشان يرقد .. وهو يتذكر الغبقه اللى كانت عند ابوه والهواش اللى صار فيها .. قبل هالوقت بساعات ..
كان مجلس ابو محمد مليان بالرياجيل .. وريحة العود ماليه المكان .. وفهد يقهوى الرياجيل .. وماجد يراقب المكان بصمت بعد ما تأكد أن الغبقة جاهزة في المقلط .. كان بنظرة وحده منه يآمر المقهويين اللى كانوا يركضون يمين ويسار يوجبون الضيوف .. قريب الساعه 11 قلطوا الشيبان على الغبقة .. وعقبهم الشباب .. على 12 ونص كان أغلب الموجودين أستأذنوا وما بقى الا خاصة العائلة .. استأذن ابو محمد بيقوم .. " لحظه يبه بغيتك بموضوع .." وقف فهد يكلمه .. " خير يبه .." رجع أبومحمد يقعد مكانه .. " خير يا عمى .. ما رديتوا علي بخصوص موضوع الخطبة .." سأله فهد وهو يقرب منه .. رفع ماجد عيونه لولد خالته .. " العرب موافقين يابوك .." التفتت ابو محمد صوب ماجد وكمل " أنا ظنيت أن ماجد عطاك خبر .." طالع ولده بنظرة استغراب .. " لا والله ياعمى .. على العموم الساعه المباركة وقربكم يشرا يابو محمد ما يباع.. ومتى تبون العرس .." سأل ابو محمد .. " معليه يبه لكن مابه عرس ذلحين يا فهد .." تكلم ماجد يقطع ولد خالته .. التفت عليه فهد بدهشة ..
" عمنا .. وجد عيالنا توه متوفي .. ومهى بعدله نعرس ما مر عليه حتى شهر .." كل الهمس اللى كان فى المجلس توقف عقب كلام ماجد .. وبعضهم أستأذن وطلع .. " ما هنا الا العافيه يابوك .. والمره مرتك لو تبيها ذلحين خذيتها بثيابها ..أنا بأقوم أريح شوي قبل القيام .. واللى تبيه يا ولدي بيصير .." قال أبو محمد الكلام لفهد وطلع وهو يقرص عيونه في ولده .. " خير يا أبو عبدالله .. اللي يسمعك يقول انى قايل لك بأعرس بكره .." رد فهد على ماجد بهدوء وعتب بين الحروف .. تنهد ماجد ورفع عيونه لولد خالته " معليه يا فهد .. أأجل الموضوع شوي مهوب وقته ذلحين .." رد ماجد بتوتر .. " خير ان شاء الله .. أكرمكم الله .." استأذن فهد وطلع .. " يا اخى وش اللى سويته .." تكلم فهد بن عبدالله .." فهيّد .. لا تزعجنى .." رد ماجد عليه وهو يرفع ايده فى وجه أخوه الصغير.. " وش اللى لا أزعجك .. شفيك على الرجال .." رد عليه .. " مافيني شي .. بس ذا وقت يتكلم فيه عن عرس وخرابيط .." حاول ماجد يبرر تصرفه لأخوه .. " ايه وقته .. الرجال ماغلط .. ولا قال لك بيعرس بكره عشان تهّب فيه ذى الهبّه .. ترى كنك ضايق مادرى عنك .." رد فهد بقسوة على أخوه وهوينزل الدله من ايده عشان يطلع .. " اقطع .." لقط ماجد فنجال القهوة اللى قدامه ورش اخوه به .. " مهى بجديده عليك .. عدّل أخلاقك .. ترى لك فتره نفسك فى خشمك .. وفهد ان تحملك غيره مهوب ملزوم يتحملك " قام أخوه وهو ينفض ثوبه من القهوة وطلع ..
توعا على دق خفيف على الباب .. فتح عيونه .. هو يحلم .. صوت الدق رجع من باب المجلس الداخلي " نعم .." صاح وهو يرفع نفسه على ايده .. انفتح الباب شوي .. وشاف وراه زول " من .." صاح .. " بابا هذا ماما داخل يبي أنت .." .. تروع وفزّ على حيله .. تبينى داخل .. الجورى ...!!! " الجورى فيها شي .. " صرخ على الشغاله وهو يلبس ثوبه .. " لأ .. ماما مها مريز واجد .." .. مها مريضه .. له كم يوم ما شافها .. دخل يمشى ورا الشغاله وهو مهوب عارف وشبلاها .. " يمه .." نادى من الصاله .. " لبيه .. تعال يبه .." .. ما صدق نادته دخل بسرعه أول غرفه قدامه .. " عسى ماشر يمه وشبلاكم .." نشدها وهو يقرب من السرير .. " يا ولدى مادرى شبلاها .. عليها حمى وماترد علي .. " ..
قرب منها شاف وجهها الشاحب وخصلات شعرها لاصقه بوجهها من الحراره .. بسم الله عليس رددها فى قلبه .. قعد جنبها على طرف السرير " مها .. مها .. " ضرب بايده على خدها بشويش .. فتحت عيونها اللى كانت ذابله .. وأول ما فتحتها تسربت دمعه ساخنه منها نزلت احرقت كفه اللى حاضن وجهها .. " هاتي عباتها .." تكلم بحزم مع الشغاله سحب اللحاف منها .. " خلنى اعاونك .." قربت ام ناصر .. لكن ماجد ما التفت لها .. حط شيلتها على راسها ولفها ودخل ايديها بالعباية وهى توّن من التعب .. دخل ايده اليسار تحت راسها ويمينه تحت رجيلها ورفعها .. ومشى بسرعه للصاله .. ضمها لصدره وهو يحس بحرارتها تخترق ثوبه .. نزلها على الكنبه .. " بأروح معك يبه .." قالت له أم ناصر بخوف وقلق .. " وين تروحين يمه فديتس .. أنا بأك*** .. " رد عليها بسرعه وهو مشغول يتحسس مخباه ويدور مفتاح السيارة .. " زين خلى الشغاله تروح معك تعاونك .. " رجعت كررت له الطلب .. " ولا الشغاله .. أنتو بس سكروا الباب .. عليكم .. وأنا مفتاحى معى .. وان شاء الله ما نتأخر .." التفت على الشغاله " اقعدى عندها .." وطلع وراه بسرعه .. مر المجلس سحب غترته وخذا جواله وطلع .. شغل الموتر ودخله للبيت داخل وفتح باب السياره ورجع للصاله .. لقا مها تحاول توقف وهى ترتجف " مشينا .." قال لها بصوت واطي .. وقفت تحاول توازن عمرها .. اندفع صوبها يوم شافها بتطيح وشلها من الارض وهى تعترض بصوت واهن .. ضمها بقوة لصدره " اسكتى بس .. اسكتى" همس عند اذنها وهو يطلع بها ..
ارتخت على صدره .. ودموعها تغسل شيلتها .. من الوجع .. من الألم ومن التعب .. ومن حاجتها له وضعفها بين ايديه .. تحس بضربات قلبه تحت اذنها وصوت تنفسه وهو يسرع فيها .. ليت المسافه تطول ولا تبعد عن ايدينه .. قربوا من سيارته .. رفعها وحطها على الكرسي الجلد .. تاوهت من التعب .. سنّد راسها شوي شوي .. دخل عباتها وسكر الباب .. ولف يركب .. دق سلف ورجع ورا ومشوا للمستشفى .. فى الطريق .. كانت تبلع عبرتها من التعب .. تحس عيونها مجامر من الحراره .. فتح التكييف يبرد عليها .. حسته مد ايده ورا ولقط بطانية حطها على رجيلها .. ورجع يلتفت صوب الطريق .. اللى كان فاضي آخر الليل ..
::
::
::
وفي بيت أبو محمد ..
كانت نوف قاعده فاتحه التلفزيون فى حجرتها .. وفي ايدها الريموت وعيونها ما تشوف الشاشه .. مجرد مناظر تمر قدام عيونها وبالها مشغول .. " كرهتينى وأنا بنت عمس عشان موضوع خطبة ماتم .. مستعده تكرهين روضة .. أختس .. عشان هالشي بعد ..؟؟" كان كلام مها في بالها من ذاك اليوم .. يتردد بينها وبين نفسها .. ماقدرت تعترف أنها صابت الحقيقة .. فهد .. الحلم اللى ما تحقق .. وماراح يتحقق عقب ما خطب أختها ..عضت شفايفها بتوتر ..
كانت تحلم فيه من عمرها 14 سنه .. وكل حياتها الجاية تدور حوله .. أحلام كثيرة جمعتها معه وشكلت مستقبل هى الوحيدة اللى تحلم فيه .. القيود العائلية منعتها تبين له مشاعرها .. ماقدرت تعبّر له عن احساسها فى مجتمع يرفض اى علاقة خارج اطار الشرعية .. ودين يرفض اى ارتباط خارج حدود الشرع .. لكن هو .. لو كان يبينى ما منعه شي عنى .. مثل ما قالت لى موضي .. مادرى عنى ولا عن هوى دارى .. وبالنهاية كل شي قسمة ونصيب .. تنهدت بمرارة .. " يمكن فيها خيره .. وهذا اللى جاس يعوضس عن اللى راح .." قالت موضي لها اليوم عقب صلاة المغرب " فهد صفحة لازم تطوينها خاصة انه بياخذ أختس ومشاعر مثل اللى بتكتمينها قنبلة موقوتة .. بتسممس وتسمم حياتس وحياتنا معس قبل تنفجر .. ولمن انفجرت خذت الاولى والتالى" قرّبت منها تمسك ايديها بين ايدها " صدقينى .. لو حسيت منه بميل لس كان أنا بنفسي كلمت خالتى .. وتصرفت .. لكن الرجّال ما يفكر *** .. وهذا اللى خاطبس خوي ماجد فى البنك .. رجّال ولد عرب وفيه خير .. العمر يمشى ما نحس به يا نوف .. هذا انتى قربتى 26 .. نبي نشوف عيالس .. والا ما تبين عيال يشيبون براسس .." دنقت تطل فى وجه أختها اللى مدنق وهى تبتسم ..
وقفت قدام المرايه تشوف شكلها .. حست باليأس يملاها .. لكن ماكان فيه شي ممكن يغير الواقع .. ويغير ان هالأنسان مهوب مكتوب لها .. نزلت دمعة على خدها مسحتها بطرف ايدها وهى تّنهد .. لفت وراها وطلعت من الحجرة .. بتروح لحجرة أختها .. روضه ..
::
::
::
وصلوا الطوارئ .. نزل ماجد ودخل ياخذ لها كرسي متحرك .. وصل صوبها وفتح الباب .. مدت له ايدها ترتجف .. مسكها بحذر لين نزلت وقعدت على الكرسي .. تأكد انها متغطية عدل .. ومافيه شي من عباتها نازل تحت الكرسي .. دفها ودخلوا الطوارى ..
" السلام عليكم .. وين الدكتور .." سأل الممرضات .. " عليكم السلام .. ايش المشكلة .." شرح لهم وضعها وبدوا فى الاجراءات .. دخلوها وخذوا حرارتها وضغطها وكان لازم يركبون لها مغذي وتاخذ المضاد الحيوي .." فيه احتمال حمل .." سأله الدكتور.. سؤاله صب على مها المحمومة ماى بارد خلاها ترتجف زياده .. " لأ يا دكتور .." رد عليه ماجد بهدوء وعينه ما فارقت رجفة مها .. كان سؤاله سكين حركت جرح ماجد شوي شوي .. بدوا يعطونها الدواء وقال الدكتور يبي لها ثلاث ساعات تقريبا وبعدها تقدر ترجع البيت وتتابع العلاج هناك .. طلع الدكتور وخلاهم مع الممرضه .. قرب منها وهى نايمه على السرير وسحب شيلتها اللى مغطيه وجهها .. وقعد يتأمل وجهها الغالى على قلبه " ماشاء الله .. واجد حلوة .." قالت له الممرضه الهندية وهى تبتسم .. " ايه حلوه .." رد عليها وعيونه ما فارقت وجهها .. طلعت الهندية وخلتهم وسكرت وراها الستارة .. سحب الكرسي جنبها وقعد .. رفع ايده يشوف الساعه كانت قريب 3 ونص .. خذا جواله واتصل على أم ناصر يطمنها ..
::
::
::
قعدت عقب ما صلت القيام .. تحس بالضيق اللى كان كاتم على صدرها بدأ يتلاشى .. وتحول الكمد والحرقة لدموع شفافه .. بكت .. كنها ما بكت عليه من قبل .. كنها ماعرفته من قبل .. وليتها ماعرفت .. بكت ظلمها وظلمه لهم كلهم .. بكت حزنها وخوفها عليه يوم لاقى ربٍ رحيم .. لكن شديد العقاب .. وأعمالٍ فى كتابٍ مرصود لا يغادر كبيرة ولا صغيرة الا أحصاها .. بكت حاجته لهم اللحين وهو كان مستغنى عنهم قبل .. رفعت ايديها تطلب ربها أنه يرحمه ويغفر له ويتجاوز عن سيئاته .. وقررت أنها تحاول تصلح الغلط اللى صار .. منه ومنها هى .. مسحت دموعها تعرف مافيه شي ينفعه الا الدعاء والصدقه .. قررت تطلع عنه صدقه الصبح إن الله أحياها .. وتطلب السموحه من اللى ظلمها يمكن هالشي يخفف عنه ..
::
::
::
الساعه 7 طلعوا من الطواري وكانت مها تقدر تمشى وحالتها شوي أحسن .. ركبوا السياره بصمت .. " شلونس ذلحين .." سألها .. " الحمدلله .." ردت بصوت مبحوح .. " أهم شي تداومين على المضاد تراه خمس ايام .. عشان ما تنكسس السخونه .. زين .." رد عليها وهو يلف يطلع برا المستشفى .. " زين .. " ردت بهدوء .. " افطرتى اليوم وأفطري بكره والله يعينس على القضا بعدين .." التفت لها يكلمها .. " لأ .. اليوم بس .. وبكره بأصوم .." ردت عليه .. " عناد السالفه ..؟؟ جسمس تعبان ومحتاج يرتاح .. والله سبحانه عاذرس فخلى عنس الخبال .." رد بعصبية .. " أنا بخير الحمدلله .. " .. " ولا تلقوا بأيدكم إلى التهلكة .. ماانتى بأقوى من أمر ربس .. واللى تسوينه فيه مضره لس .. اهتمى بعمرس مهوب عشانس .. عشان بنتس اليتيمه وأمّس " قط الكلام عليها بضيق يبي يوجعها وصد عنها .. ما ردت عليه صدت وراها تشوف الشوارع .. بلعت غصتها ..
صرت ما أهمه .. وليش تهمينه .. أنتى اللى بديتى تحملي ذلحين .. هو اللى بدا .. من سنين مهوب من ذلحين .. من سنين .. شفته .. ومن سنين نبت بقلبى غصن أخضر أورق فرح .. ومات .. وتحول لشوك ينغرس بنفس القلب .. كيف كان وشلون تحوّل وصار ..
شوك ينتهز كل فرصة عشان يجرحها بلا سبب .. يضحي فيها بدون ذنب .. غامت عيونها بدمع رفض ينزل ..
عنيده ومهى متغيره .. تعاند في أتفه الأشياء .. ضغط على البترول أكثر .. يقول لها الدكتور تعبانة ولازم تفطر .. تقول بتصوم .. الواحد ينصحها كانه ماكل حلال أبوها .. عقل ناقص و.. " جزاك الله خير .." قطع صوتها المرتجف أفكاره .. " هااه .." رد عليها وهو مايدرى وش قالت .." أقول جزاك الله خير .." ردت بصوت واطي .. " عشان ..؟؟" سألها بضيق .. " تعبت عمرك وديتنى للمستشفى .." التوتر كان مالى صوتها .. وايدها في حضنها فضحت ارتباكها اللى غطته الشيله على وجهها .. " اى تعب ؟؟ أنتى نسيتى انس مرتي وملزوم *** بكل حاجه..؟؟ " رد عليها ببرود .. " لأ ما نسيت .. بس شكلك أنت اللى نسيت .." طلع منها الكلام بدون ما تحاسب عليه .. التفت لها متفاجئ " نسيت ..!! وشلون نسيت بعد؟؟ علمينى ..؟؟ ".. انتبه لحركة ايدها بحضنها بعصبية .. " ولا شئ .. " ردت بهروب .. " لا فيه شي وبتقولين .. مهوب على كيفس تفتحين المواضيع وتسكرينها وقت ماتبين .." صرّ على ضروسه .. " تكلمى .. " نزرها .. " قلت لك ماعندى شي أقوله .. " ردت بعصبية وهى تبتعد صوب الباب .. رحم مرضها .. ويتمها .. صدّ عنها .. وبصوت هامس تكلم ..
اباتركك للوقت و أنـت وضميـرك
إمـا تغيـب العمـر والا تجينـي
بالحيل ظامي ما روانـي غديـرك
و بالحيل عنك بعيـد لا تحترينـي
أنا ضرير الوقت وأنـا ضريـرك
بعيـد لكـن كنـك قـدام عيـنـي
يمكن مـع الايـام باحـب غيـرك
مـادام قلبـك صـادقٍ مايبيـنـي
يمكن ادله وانكـر انـي عشيـرك
و بعد ارتحال العمر يمكن تجينـي
أبي قليل الحب مـا ابـي كثيـرك
ارجوك عطني بس لو بعض دينـي
شرّك محى في صفحة العمر خيرك
وحبك تركني هايـمٍ فـي سنينـي
و انا ادري ان كل الحكي ما يثيرك
لكن لزوم اقول وش صـار فينـي
لابد ياتي يوم و تعـرف مصيـرك
و تقول بعد غيـاب عاميـن وينـي
خل الهوى خله لغيـري وغيـرك
ذا ما جنته ايديـك ماهـي يدينـي
اباتركـك للوقـت لازم يـديـرك
ولا جيت ابا صافحك فاقطع يمينـي
ذبحتها كلماته .. وماعاد للكلام داعى .. غرقت دموعها وجهها وهى تسمعه .. وصلوا البيت .. التفت عليها بهدوء " ماعندس شي تقولينه .. زين .. بأخليس ذلحين .. مقدر وضعس وتعبس .. لكن صدقينى ماراح أنسى لس ذا الكلمة .. وما اكون ولد ابوى إن ما طلعت عليس الأولى والتالى " رد عليها بصوت واطي لكن مليان قسوة .. دخلها الصاله وعطاها دواها وطلع .. سمعت صوت موتره برا .. وينه رايح ..؟؟؟
::
::
::
قربت العشر الآواخر تنتهى .. وقرّب رمضان يرحل بكل ما فيه من خشوع وسكينة ورحمة .. بكل ما حمل من طهارة وفرح .. وحزن .. قرب ينتهى وماندرى نلحق عليه السنه الجاية والا لأ ..
وقبل العيد .. وقبل ما ينتهى رمضان برحمته .. وبكل اللى راحوا فيه .. ساره سافرت مع زوجها .. وكان وداعها يقطع القلب .. تعب فوق تعب .. والله المستعان .. اضطر أحمد يستعجل في السفر حتى قبل العيد .. لأنه تأخر واجد فى التسجيل ودامها وافقت تروح معه لازم يسافرون قبل نهاية 8 .. وداع تفجرت فيه كل المخاوف من الجاى .. وكل احزان الماضى .. كل قلق اليوم .. والخوف من بكره .. انتزاع ساره من بيتها ومكانها وأمها وأختها كان مثل انتزاع نخلة من جذورها .. مهما كانت الأرض اللى بتنزرع فيها خصبة يبقى البتر قاسي مؤلم ..
سافرت وهالسفر ربطها بزوجها بشكل أكبر واقوى .. كان الملاذ والحصن لقلب قسمته صدوف الأيام .. وشطرته الغربة وقبل الغربة شطره الحزن واليتمْ .. ياترى .. وش مخبي لها هالوقت ..!!!
قرّب العيد ..
تكاثر الهم على قلب مها .. وشلون يعيدون وهو مهوب معاهم ..
يبه شلونك ... ملل هالــكــون من دونك ..
يبه شلونك ؟؟ وتمضي رحلة الدنيا..
بليا طلة عيونك..؟؟!!
يبه شلونك ؟؟ وشلون المرض وياك ؟؟
بعد ماهدك بدنياك .. عساها تغمض جفونك ؟؟
تبي تدري عن احبابك ؟؟ عن عيون تغنا بك ؟؟
عن قلوب دفنها الشوق .. واذا جاها الغفا جابك ؟؟
يبه امي تخيلك دوم .. تغني لك مع القمرا ..
يبه واللي خذاك بيوم .. خذا بنيتك بكرا ..
خذا.. وياماخذا.. وياما .. خذا ناس يحبونك
يبه شلونك ؟؟تبي تدري عن اخباري ؟؟
عن افكاري وتذكاري ؟؟
اشيلك داخلي جمره .. وبعيون الحزن عبره ..
تغرقني .. وتحرقني ..
اشوفك نجمة تجبر.. مراعيها .. يراعيها ..
واشوفك للرجوله اسم .. اذا شد الزمن تقسى .. وحلم من معاني الحلم ..
احسك مقبل بكرى ..
وعيا لايجي بكرى
!!
ما عاد بي من حيل .. وين الحيل ؟؟
وانا اشوفك نهار و ليل .. مع اني ادري ما ترجع ..!!
غريبه .. بعدها تدمع .. عيوني من هموم البين ..
وادريبه مكانك وين !! ... مع َ هذا ..
ارد و اسأل !!
يبه .... وينك ؟؟
ولا كني اعرفك وين !!
شبكت العشر في غيابك ... على راس ٍ كساه الشيب ..
ومن وداك ... ما جابك ..
ولا ادري وش يخبي الغيب
وجرح ٍ عذّب احبابك ..
يبه ..عيّا يخف و يطيب !!
يبه ..
كل جرح في الدنيا .. مصيره بالدوا يلتم ...
ولكن البلا من جرح .. نزف فرقاك ... بليّا دم
وهذا الفرق في جرحي ... عجز يلقا الدوا دكتور .. !!
انا جرحي غريب الطور !!
ينزف ... بس بليّا دم .. و زاد الهم فوق الهم ...
و دام انك يبه غايب ... جروح الغيبه ما تـلتم ..
بس عندي امل للحين !! ... و لا كنّي اعرفك وين !!
يبه ..
ذكراك تفرحني ....
في نفس الوقت تجرحني !! ...
لا من جبت في طاريك ... دموعي غصب تفضحني ....
يبه تذكر زمانٍ مر؟؟
يبه تذكر مجالسنا ؟
مقلطنا ومجلسنا ؟
وحارتنا ومسجدنا ؟
يبه تذكر هدايا العيد ؟
صلاة العيد؟ وبشت العيد؟
يبه تذكر سوالفنا ؟
لاجل هذا ..
وكل هذا ..
اقول اليوم يايبــه ..
ملــــــــــــــل هالكون من دونك
::
::
::
قريب الساعه 1 ونص بالليل كانت مها تدور فى البيت الخاوى .. كانت صحتها أحسن .. بس روحها مريضة .. من يقدر لتعب الروح شهور .. سنين .. مرده بيطيح لو قاوم .. وآخرته بينهار ولو تظاهر بالصمود .. ماحد حولها أمها راقده فى حجرة أختها .. والجورى فى سريرها فى حجرتها .. وأختها سافرت .. يفصل بينها وبينها بحر .. وعمر بتعيشه كل وحده لحالها .. بعد ماكانوا توأم روح .. الوحده تحس باللى في قلب الثانية قبل لا تتكلم .. تحس بوجعها قبل تقول .. تحس بفرحها عمر جديد يمدّ بعمرها .. وينها راحت .. وينه .. راح وتركنا وراه .. الله يرحمك .. بلعت غصتها وطلعت تدور على شي ماتدرى وش هو .. طلعت للصاله .. للمطبخ .. للمجلس .. دخلت شافت سحور ماجد مرتب .. كم صار لها ما أشرفت عليه ..؟؟ الشغاله تحطه له .. والشغاله تشيله بدون ماتدرى هى حتى هو تسحر والا لأ .. تنهدت .. وكلام أختها يتردد فى راسها " أمانة وبتتحاسبين على هالشي يوم القيامة .." غمضت عيونها بقوة .. مقصرة تدرى .. بس ما تقدر تجبر نفسها .. كافى تعب وحزن .. ماعاد فيها تنكسر أكثر .. أخوه كسر كل شي حلو فيها .. اربع شهور كانت أكثر من كافيه تستنزف كل المشاعر والأحاسيس وتقتلها .. أربع شهور كانت أكثر من كفايه تسلخ روحها حية .. نكران وجحود وخيانة .. أربع شهور كانت كافية تنتزع ثقتها من نفسها عشان يدوسها منصور تحت نعاله .. وهو .. ظلمها .. وهى ظلمت نفسها أكثر ..
وموت أبوها كسر الباقى فيها .. ماعاد فيه وقت للحساب .. ولا للعتاب .. له طريقه وهى لها طريقها .. فتحت عيونها اللى امتلت دموع .. وهى تشوف فراشه قدامها .. حست رجيلها ما تشلها من التعب .. طاحت جنبه .. مدت ايدها تلمسه .. تلمس المخده وايديها ترتجف .. رفعتها تشمها .. ريحة عطره هى الباقيه منه .. مافيه شي منه فى هالبيت .. وعقب ما يغيب .. ماراح تتذكره بشي .. دست وجهها فى المخده تبكيه قبل الغياب .. وبعد الغياب .. بكت كل شي حبته فيه.. وكل شي فقدته معه .. بكت أبوها اللى خذاه الموت .. بكت سنينها اللى حبست فيها الوجع فى نفسها لحد ما صار جرح ملتهب .. يهدد أنه ينفجر مع أى نسمة حزن جديد .. بكت .. فجأة ..
انتزعها من حزنها جذبة ايد قويه .. سحبتها من ذراعها ورفعتها برعب وصوت يهدر فى أذنها " وش *** تبكين .." رفعت وجهها بصدمه .. وما شافت من الدمع اللى ملا عيونها .. بس الصوت اللى تعرفه خرق طبلة أذنها ..
مدت ايدها بخوف تعدل جلالها اللى سحبه يوم سحب ايدها .. " ردي عليّ .." كان وجهه أسود وهو يقرص عيونه فيها .. خذت لحظات عشان ترجع للواقع .. وقفت وحاولت تسحب ايدها منه بس هو ماكان معطيها فرصه .. شدّها من ايدها لصدره وهو يصر على ضروسه "سألتس ليه تبكين.." صرخ بنبرة ارتفعت مع آخر كلمة .. " مافيه شي .. فك ايدي .." ردت بصوت مرتجف .. " وش تسوين هنا.. ".. " ما أسوي شي .." .. " هذا كله وما تسوين شي ..؟؟" .. ماقدرت تجاوب نزلت عيونها وثبتت نظرتها على ايده اللى ضاغطه عليها .. شحوب وجهها ودمعها كان أصدق من أي كذبة بتقولها .. " الجورى فيها شي .. " هزت راسها بلا وهى تحاول تسحب ذراعها من ايده .. " أمّس فيها شي .." .. " لأ .." .." ها وشو عليه ذا المناحه كلها اللى وقفت قلبي يوم دخلت ..؟؟" نشدها والغضب والخوف يملا كل كلمة تطلع منه ..
" فك ايدي زين عورتنى .. " حاولت تبعد عن صدره .. " عورتس ..؟؟ طلعتى تحسين ومن لحم ودم .." قالها وهو يتمقت عليها عقب ما فك ذراعها .. " أمى .. أمى تقول لك تعال ارقد داخل .." ردت عليه وهى تسحب ذراعها وتفرك مكان مسكته .. " وش المناسبة ..؟؟" سألها وهو يطالعها من فوق لتحت .. " مهى بعدله ترقد هنا .. ماعاد به أحد عندنا .. غير أن وراك دوام ولازم ترتاح .. " قالت بتردد .." زين .. قلتى داخل .. وين داخل ..؟؟" رجع يسألها وهو يشبك ايديه على صدره .. " في حجرتى .. " قالت بهمس .. "وأنتى وين بترقدين ..؟؟ " سألها .. " مع أمى .." ردت وهى تحس بالخوف من أسئلته اللى ماتدرى وش وراها .. " سلامتس .." رد بكلمة وحده .. رجعت وراها بدون شعور .. " بترقدين عندى وبتقومين بواجبي .. كفاية قعدتى هنا كنى هندى والا عزوبي .. كلامى واضح .." .. " من فضلك .. مافيه شي تغير .. " .. " لا فيه .. وأشياء واجد تغيرت .. إذا مهوب عندس عندى أنا .. مهوب انا نسيت أنس مرتى .. يالله هذا الوقت جا .. ردي لى الذاكرة يابنت عمى .. يا زوجتى .." ابتسم بشماته وهو يشوف تعبير وجهها المصدوم ..
|