كاتب الموضوع :
بقايا بلا روح
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
::؛::
كثير ما تصدمنا ظروف الحياة لما تجبرنا على اختيارات ما نبيها .. اختيارات تتحدد فيها مصايرنا ومصاير ناس تتعلق فينا .. اختيارات قد ننجبر فيها على خوض تجارب جديدة .. وبغض النظر عن نتيجتها راح تكون تجربة وتفيدنا فى ايامنا الجاية .. كل يوم بحد ذاته تجربة فيها الزين وفيها الشين .. فيها دروس والشاطر فينا اللى يتعلم منها بأقل خساير ممكنة .. ياترى .. كم منا قدر يتعلم من أمسه عشان يومه وعشان بكره ..؟؟
::؛::
الفصل الثالث والعشرون
وقفت مكانها تطالعهم ماتدرى وش كثر .. كان احساس بالفراغ يملا مسامات جسمها .. تنهدت بألم ولفت تدخل داخل البيت وفي قلبها ثقل الجبال .. سمعت صوت روضة عالى مع أمها .. شكلهم يتهاوشون .. مها كان اللى فيها كافيها وماكن لها خاطر تسمع شي .. دخلت خذت بنتها الراقده عشان تروح لبيتها ..
وهى تمر فى الصاله غارقه فى أفكارها سمعت صوت .. " وين بتروحين .." كانت أم محمد واقفة عند باب الصاله الداخلى .. " بأدخل أخذ الجوري وبأروح بيتى يمه .. تبين شي .." التفتت عليها مها بدون تعبير وهى ترد عليها بصوت بارد .. " لأ .." صدت عنها أم محمد ومشت .. طلعت روضه يوم سمعت صوت مها مع أمها برا " مهوي .." نادتها بصوت مرتجف " فديتس لا تزعلين .." قالت لها .. التفتت مها على روضه بهدوء " ليه .. وفيه شي يخلينى أزعل ..؟؟" سألتها مها وهى ترفع حاجبها .. " مهوي .." قربت منها روضه ومسكت ذراعها " تعرفين أمى .. بعض المرات تصرفاتها ترفع الضغط .. بس صدقينى هى ماتقصد .." حاولت تبرر تصرف أمها .. " صحيح ..؟؟ " نزلت مها نظرتها تشوف ايد روضه اللى على ذراعها .. رجعت رفعت راسها لها وكملت كلامها " فيه ناس واجد يسوون اشياء على قولتس .. مايقصدونها .." سحبت مها ذراعها بهدوء من ايدين روضه .. " وش قصدس .. " وقفت روضه مكانها مستغربه رد مها .. " قصدي واضح .. " لفت عنها مها وخذت بنتها وطلعت لبيتها بسكات ..
::
::
::
دخلت حطت بنتها فى فراشها .. وكأن هالشي كان مفتاح الدمع اللى نزل بدون حساب .. بدون صوت .. شهقات بس تقطع القلب .. وش اللى باقي ما سويته .. طلعت برا حجرة بنتها عشان ما توعيها .. كانت تدور فى المكان .. دخلت حجرته .. بقايا وجوده فى حياتها .. احترام واحترمته .. غلا وأغليته .. وحفظ وحفظته فى نفسي وفي ماله .. وش اللي باقي ما سويته .. أزعل .. أخلى البيت له .. التفتت صوب الدرج اللى جنب السرير .. الدرج اللى فيه قرار موتها وحياتها .. قربت منه .. فتحته .. كانت نفس الأوراق تنتظرها .. مدت لها ايد مرتجفه .. رفعتها .. نفس الكلام اللى قرته أول مره .. طبعاً نفس الكلام .. وش متوقعه يعنى .. الدموع بتغير المكتوب .. والا الحذر يمنع القدر ..!!!!
غمضت وهى تعض شفايفها بقوة .. صعب القرار .. وش تسوي ..؟؟ تتخلى عنه ..؟؟ يمكن .. يمكن لو ماكانت تدرى كان يمكن تتخلى عنه وتتركه .. لكن اللحين ؟؟ تتخلى عن حياة توها تبتدى معه .. تتخلى عن وقت وأيام تجمعها معه طالت والا قصرت بيجيها يوم وبتنتهي .. تتخلى عن حق جاها بالصدفه ولو كان متأخر .. لكنه يبقى حق لها كان ضايع واليوم دل الطريق لها ..
أبيك الجاي من عمري, أنا مابيك شيء وراح
ما دامك أجمل وآخر, ما دامك أول أحبابي
أبي أرتاح ياعمري أنا أدري هم تبي ترتاح
تعال وقبل ما أفرح, ترى تفرح بك ثيابي
أحبك يابعد عمر الحزن والجرح والأفراح
أحبك كثر ما نامت عيونك داخل أهدابي
أحبك كثر ما نامت عيونك داخل أهدابي .. تنهدت من أقصى جوفها .. ومن حرّ ما تحس .. ردت كل شي مكانه .. مسحت عيونها .. وخذت جلال صلاتها .. هذا الشي الوحيد اللى ممكن يطفي النار اللى فى صدرها .. توجهت للجبار .. الوحيد اللى يجبر قلوب الصابرين .. والمظلومين .. توجهت له بكل احساس فيها وكل ضعف ما يلمسه الا سبحانه .. وقفت بين ايديه عبد ضعيف .. وقلب محتاج .. وروح مظلومة تنتظر الفرج ..
::
::
::
قريب الساعه 1 ونص دخل ماجد .. مها اللى غسلت عيونها بماى بارد عشان مايبين الحمار اللى فيها ولا الانتفاخ عقب البكا اللى بكته .." صباح الخير " قالها بصوت واطي .. " صباح النور .." ردت عليها بسكون غريب .. " للحين واعيه .." سألها .. " أنتظرك .." رفعت عيونها له بكل هدوء .. " جزاس الله خير .. تعالى داخل تعبان مافيني حيل أسهر ولا أشوف تلفزيون .." قال لها وهو يمشى ويتعداها لحجرته .. " معناه ترقد وترتاح أحسن لك .." وقفت تطفى التلفزيون .. " وش بلاس .. " سألها مستغرب برودها .. " مابلاي شي .." ردت عليه وهى تشبك اصابعها فى بعض .. " زين تعالى داخل أبيس .." ومشى قدامها متوقع أنها تلحقه .. تنهدت بتعب وتبعته .. " يا شينس وأنتى مبرطمه .." قال لها وهو يشوفها بطرف عينه يوم دخلت .. فصخ غترته وثوبه وتمدد على طرف السرير .. " مهوى .. تعالى همزى راسي تعبان والله .." غمض عيونه ينتظرها .. سمع صوت خطواتها .. حس بلمسات أطراف أصابعها على راسه وابتسم فى داخله .. تنهد براحه " قولى لى وش مضايقس .." سألها بصوت مهتم .. وانتبه لتوتر أصابعها على فروة راسه .. " قلت لك مافيني شي .." ردت عليه وهى تهمزه .. سحب كفها اليمين لشفايفه وحبها ومسكه بايده .. " تحلفين انس ما فيس شي .." حركته الحنونه بعثت الحزن فى قلبها سيول ما تنتهى .. " متضايقه شوي .." ردت بصوت حزين .. " وش اللى مضايقس .." سألها وهو يداعب كفها بطرف ابهامه .. " أشياء واجد .." كان صعب تبوح .. وصعب تشتكى .. وصعب أنه هو بالذات يسمع .. " ما وراى أهم منس .. علمينى .." رد عليها بصوت هادى وايدها للحين فى كفه .. " تشوف اللي سويته اليوم يجوز ..؟؟" سألته بشكل مباشر.. تنهد فى داخله .. وصلنا مربط الفرس قال لنفسه .. " وش اللي سويته .. "سألها وهو مسوي روحه مايفهم .. فتح عيونه وهو يشوف وجهها فوق راسه بالمقلوب .. " يومك توصل نسوان مهوب محارم لك .. " واجهت نظراته المستغربة بقوة .. قبل يرد عليها .. سحب ايدها الثانية له ومسكهم الثنتين بكف واحد وضمهم على صدره .. " يعنى وش تبينى اسوي .. هذى مرت أخوى وأختها .. وأمى أحرجتنى قدامهم .. أقول لها لا مانى بموصلها .. والا أقول لمرة اخوى اركبى وأختس ما تركب ..؟؟ " تعمد يحرجها برده .. " بس هذا مهوب معناه تركبها جنبك .." رجعت مها تتهمه .. " يعنى وش رايس .. يركبن ورا كلهن وأنا قدام اسوق كنى دريول أبوهن ..؟؟ "رفع راسه شوي يطالعها .. رجع رد راسه لحضنها وغمض " والله ما ودى لا أوصلها ولا أجيبها شوفينى حلفت .. لكن غصب عنى .. بعدين كافى انهن ما يتغشن وهذا أكره ماعندى .. تدرين .. يوم ركبت جنبي آمنه قلت لها تغشى الله يرحم والديس ما ودى أحد يشوف معى نسوان مهوب متغشيات .. ضحكت تحسب انى أمزح معها .. يالله يالله نزلت شيلتها على وجهها .. وكنها بتستر شي بعد .. " تأفف ورجع يكمل " يالله بستر الدنيا والآخرة بس .." سحبت ايدها اليسار من ايده ورجعت تهمز راسه .. وهى تحس بهدوء ممزوج بخوف ماتدري ليه .. وما قدرت تحكم .. هل تصرفها صح والا غلط .. اللى تعرفه أنه مريض وتعرف أن كل لحظه معه ما تتعوض.. وكل دقيقه تروح بالزعل ما ترجع .. وكل ذكرى معه مصيرها تنتهى .. وتعرف قبل هذا كله أنها تحبه ..
انتظم تنفسه فى حضنها .. ولانت ملامح ذاك الوجه الحبيب .. وسحبت ايدها اليمين من على صدره .. لمست مكان ما حبها ولثمتها .. ليتك تدرى بغلاك فى قلبي .. كرهت أنها تغير جلستها وتزعجه .. لكن كان لازم يرقد مرتاح .. سحبت المخده ورفعت راسه شوي وحطتها تحته .. هو اللى فتح عيونه شبه صاحي وابتسم لها ورد يرقد عقب ما رجع يمسك ايدها ويخليها تنام بين أيديه .. ابتسم لها بسمة كانت كفيلة انها تغفر له كل شي في ذيك اللحظه ..
وقدرت تنام ؟
قدرت تغمض عيونك
وربك صدق ؟
قدرت تنام
وكيف ؟ وكم ؟
وأنا بين السهر .. و الهم
أقصقص في جناح الليل لين الصبح
وأكتب لك
عتب يشبه بكاء أطفال
سؤال فـ المدى يختال
ويبني خيام ..
قدرت تــنــاااام !!
::
::
::
" ليه تسوي كذا .. ماتخاف ربك .." صاحت فيه بحرقه .. " بس ولا كلمة .. سمعتى .. قصري صوتس ومرض .." قرب منها بعنف ومسك ايدها يبي يلويها ورا ظهرها .. " المرض والله بين جنوبك يا قليل الأصل .. الشرهة علي اللى سترت عليك ومافضحت سواد وجهك يا أسود الوجه .." قطع كلامها صوت الكف على خدها .. لطمة خلت الغرفه حولها تدور .. والا جسدها الضعيف هو اللى طار ..؟؟ طاحت على وجهها على الأرض .. رفعت ايدها تضغط على جبهتها .. حست بدوخه للحظات .. وانتبهت لبطنها .. حطت ايدها عليه تحميه منه .. " هذا اللى قدرت عليه صح ..؟؟" ردت عليه باستهزاء وهى تضغط عليه بالكلام أكثر .. تمسكت فى طرف السرير عشان تقوم بضعف .. " لأن مالك وجه تتكلم .. صار الضرب ردك الوحيد .." وقفت قدامه بكل صلابة .. كانت انعكاس لكل ضعف فى روحها حاولت تخفيه عن عيونه " طلقنى .." قطت الكلمة فى وجهه .. " لو تموتين ما طلقتس .. تعرفين وش تموتين .. والله لأوريس الويل وأخليس تمنين أمس ما جابتس .." قرب منها بوجه مظلم .. " والله .؟؟؟ واللى مثلك يعرف الله .. اللى مثلك ما يعرف الا بنات الشوارع اللى مثله .." ردت عليه وهى تمقت على كلامه ..
" شّب ولا كلمة .." مد ايده بكره وضغط وجهها بين اصابعه ودزها وراها للجدار " هذى عمتس وتاج راسس .. تسواس وتسوى قبيلتس اللى أنتى منها .." كان يضغط على فكّها بقوة مع كل كلمة تطلع منه .. " فكنى يا حيوان .." ردت بصوت متقطع .. " لاااااا .. خلس شوي عشان تعرفين قدرس .. وشو عليه شايفه عمرس .. هااااه .. وتقولينها بكل ثقه تبين الطلاق .. ليه فاكرتنى أعمى ما اشوف .."بدل ايده اليمنى باليسرى وهو للحين يضغط على رقبتها بحقد .. " مواعدته ومخليتنى الثور اللى يوديس له .. "
كانت أنفاسها معدوده .. وضغطه قوي ماقدرت اصابعها تفكه .. والدنيا حولها تدور .. صدت منه ماتبي تشوفه وجهه ولا تسمع كلامه اللى مثل السم .. بدت دموعها تنزل غصب .. يبي يذبحها عشان ماحد يدري بسواد وجهه .. يكذب عليها عشان يغطى على اللى سواه .. رجعت لا اراديا للموقف اللى صار قبل كم ساعه .. لها اسبوع تبي تروح للسوق وكل يوم يقول لها بكره .. كرهت الروحه من كثر ما قال لها لا .. اليوم جاها وقال يالله بنروح .. استغربت منه لكن ماحبت تضيع الفرصه محتاجه أشياء ولازم تاخذها .. في السيارة كان مستانس بشكل غريب .. قرصها قلبها منه .. لكن ماقدرت تقول شي .. وصلوا المول ونزلت .. وهو قعد فى السيارة " ما أنت بنازل معى .." سألته .. " جاى وراس روحى أنتى داخل عن الحر .." قال لها وهو يتعبث فى موبايله .. مشت قدامه ودخلت المول وراحت لمحل مذركير على طول بدون شعور .. كانت تلمس الملابس الصغيرة والبيجامات وهى تبتسم تحت النقاب .. ما تتخيل فى يوم بتشل طفل من لحمها ودمها ويكون صغير مثل هالثياب اللى تتحسسهم .. وهى بين أفكارها بعيد اتصلت فيها روضه .. تقول لها أن العنود عندها فى السوق بتمر عليها تعطيها أغراض وصتها تشتريها لها .. قالت لها مها زين هى بتتصل فيها وتشوف وين مكانها .. اشترت لها كم بدله للبيبي ماقدرت تقاومهم حاسبت وخذت أغراضها وطلعت الا تشوفه يمشى قدامها مسرع .. نادته بس ما سمعها .. خذت جوالها تتصل فيه بس كان خطه مشغول على طول .. تأففت ومشت وراه شافته طالع للمواقف .. استغربت وينه رايح ومخليها .. لكن هى لحظات بس وعرفت السبب .. عرفت ليش كان طالع ومخليها وراه ..!!!
::
::
::
كان الجو متوتر .. والنقاش اللى بدا بمزح انقلب فى لحظات لشي ثانى مختلف .. لفت وراها وهى معصبة " ما اتفقنا على كذا .." ردت ساره بعصبية .. " أدرى .. بس هذا اللى صار .. وش رايس يعنى أسافر لحالى ..؟" رد عليها بتوتر .. " والا أخلى جامعتى وأنا مابقى لى الا سنه وأتخرج .." لفت عنه وهى ضايقه .. " ما قلت لس خليها .. أجليها لين نرجع .." حاول يكلمها بهدوء .. " آسفه .." ضمت ايديها على صدرها " جامعتى هى مستقبلي ومستحيل أفرط فيها .." وقفت بتصلب وهى معطيته ظهرها .. " مستقبلس .." رد بصوت غريب " وأنا وين مكانى فى هالمستقبل ..؟؟ " ضربته كلمتها فى الصميم .. " أنت فاهم قصدي عدل .. الدكتوراه تقدر تأجلها .. لكن سفر معك وترك الجامعه لأ .. والا سافر لحالك .. " تراجعت بعد ما حست بقوة هالكلمة فى حقه لفت عليه وهى ترد بارتباك .. " وأنتى من عقلس بأسافر وبأخليس .. وأنا ليش متزوج دامنى باسافر بحالى .." وقف قدامها وصبره بدا ينفذ .. لفت عليه بسرعه " والله ما توقعت انك متزوج عشان تبي لك مرافق.." ردت عليه بتوتر وهى ترفع حواجبها له باستغراب .. " الكلام معس ضايع .. أنا ليه اشاورس أصلاً .." صد وراه يبي يطلع .. " تشاورنى لان هذا حقي .. ولا تفكر ان رايي بيتغير .." رفعت صوتها اللى ضرب فى ظهره قبل يطلع .. " بنشوف من اللى رايه بيمشى يا بنت خالد .." لف عليها وقط كلامه فى وجهها وطلع وصفق الباب وراه بقوة ..
::
::
::
صحت مها عرقانه وقلبها ينبض بسرعه .. تعوذت من الشيطان ومسحت على وجهها .. وش جاب هالأحلام ذى من جديد .. أعوذ بالله من الشيطان بس .. شافت الساعه ما بقى على الفجر الا ساعه الا ربع .. قامت تشرب لها ماي وتغسل وجهها .. طلعت تطل على ماجد لقته راقد .. دخلت توعيه عشان يشرب ماء قبل الامساك .. قعد وهو يمسح وجهه ويتشهد .. عطته كوب الماء ولفت وراها بتطلع .. مسك ايدها .. التفتت عليه مستغربه حركته " للحين متضايقه ..؟؟ " سألها .. عقدت مها حواجبها وهى موب فاهمه وش يقصد .. " عشان موضوع مرة محمد وأختها " رد بصوت واطى .. تنهدت مها " لأ .. " ردت عليه بهدوء .. ابتسم لها وهو يشوف ملامحها الهادية رفع الكوب لشفايفه يشرب .. " بس أنت متأكد الموضوع انتهى عند ذا الحد .." سألته وعيونها فى عيونه تحاول تكشف وش مخبي عليها .. " وش قصدس .." سألها .. " كلامى واضح .. هى بس توصيلة والا فيه شي ثانى .." كررت سؤالها الغامض اللى طلع غصب عنها .. زم ماجد شفايفه بضيق .. جاه احساس انها تعرف شي ومخبيته عليه " مافيه الا الخير ان شاء الله .." حاول يطمنها برد بارد يمكن هو نفسه مهوب مقتنع فيه عقب حنة امه على موضوع الزواج الثاني .. " ان شاء الله خير.. يالله أنا بأقوم اصلي قبل الفجر ركعتين .. لا ترقد قبل الصلاة .." قامت عنه وخلته وراها يهوجس فى كلامها ..
::
::
::
عقب كم يوم وعلى الفطور .. كان كل واحد غرقان فى افكاره .. مها اللى مثل كل يوم أشرفت على الفطور وهالشي ساعدها تبعد هواجسها عن ماجد وعن مرة عمها اللى مصممة تعقد حياتها أكثر ما هى متعقده .. روضه كانت ساكته .. وتحس مها متضايقه منها عشان اللى سوته أمها البارحه مع أن هالشئ ماجاز لها ومالها ذنب فيه .. نوف كالعاده دخلت وسلمت وقعدت بدون تعليق .. ام محمد قاعده بينهم تسبحن وتنتظر الأذان .. اذن المغرب وافطروا بهدوء ما تسمع الا صوت الملاعق والفناجيل فى المكان .. مها اللى كانت متعودة تخلى صينية القهوة جنبها وتقهوي أم محمد كل يوم وتصب على البنات .. تركت القهوة اليوم لروضه تصب عليها .. " هاس الفنجال .." قالت ام محمد وهى تمده على روضه .. " أصب لس بعد يمه .." سالتها روضة وهى تاكل لقيمات .. " وش اصب لس بعد..؟؟ صبي مثل العرب والا عطينى الدله بأقهوى عمرى " نزرتها أمها .. " وأنا وش قلت .. خلاص أنا بأصب لس يمه .." ردت روضه وهى ترفع عيونها لأمها " حشى يمه بغيت أغص روعتيني .." كملت كلامها واثمها مليان من اللقيمات .. " اكلى اللى في حلقس عقبه تكلمى .. ماكنس شايفه خير.. وأنتى الثانيه وش قومس اليوم .." لفت أم محمد صوب مها تسألها اللى كانت غافلة عن الموقف اللى صار بين روضه وأمها .. " مها أمى تكلمس .." التفتت روضه لمها تنبهها .. " لبيه .." التفتت مها لعمتها .. " وش قومس ضايقه؟؟ .. لا افطرتى .. ولا صبيتى قهوة ولا انتى بصوبنا .." سألتها .. " مافيني شي يمه سلامتس .. " رجعت مها تدنق تعشي بنتها اللى جنبها .. " اليوم بيجونا نسوان ابيكن عقب الصلاة ترتبن المكان وتبرزن الفواله .." وجهت الكلام بشكل عام لكنها كانت تقصد مها فيه .. " أنا اسمحى لى يمه .. بأروح أطل على أمى لى منها كم يوم .." رفعت مها راسها لعمتها وردت بهدوء .. " بكره من الشهر .. روحى لها .. اليوم عندى عرب وأبيس تواجهينهم .. " ردت نورة وهى تهز الفنجال وتمده على بنتها .. " وش العرب الغرب اللي بيجون .." تنهدت مها وسألتها .. " بتجى اختى ولولوة واختها .. " ردت نوره وهى تقرص عيونها فى مرة ولدها .. " أم فهد البيت بيتها .. ومرة محمد وأختها عندنا من ثلاث ايام .. كل يوم والثانى وهم هنا .. يعنى مهوب غرب .. لا يكون يبون أحد يوصلهم بعد .." ردت مها بتحدى مكبوت .. " أنا أمك يا محمد .." ضاقت نوره وهى تشوف تحدى مرت ولدها لها " لقد البيت بيتس احكمى وانهى على كيفس .. وامنعى اللي تبين .. لكن دامنى موجوده ماحد له كلمة(ن) غيري .." ردت نورة وهى ضايقه .. " مثل ما قلتى يا يمه .." ردت مها وهى توقف وتشل بنتها " عسى عمرس طويل .. والبيت مهوب بيتى .. عشان كذا اسمحى لى مانا بمقابله أحد .."..
طلعت مها منهم بكل هدوء وفى داخلها بركان غضب .. تفكرنى غبيه والا وش .. وهى كل يوم دازتهم فى حلقي .. خنقتها العبره .. تبيها هذا ولدها وهذا هى .. لكن انى اضغط على عمرى عشانهم لا .. دخلت قسمها وصلت المغرب وبرزت أغراضها وأغراض بنتها عشان تطلع عقب صلاة العشا .. اتصلت فى ماجد مارد عليها .. ارسلت له مسج تعلمه انها بتروح بيت أهلها مع الدريول .. شوي ورد عليها بمسج لا تروح يبيها بموضوع .. تأففت مها وقعدت تنتظره ..
::
::
::
طلعت ساره من الحمام عقب ما تسبحت .. لفت الفوطة على راسها عدل وقعدت على طرف الكرسي تحط الكريم على جسمها .. أول مره يمر عليها يوم كامل وهى زعلانه من رجلها .. اللى حتى ما فكر يراضيها .. دخل وقيل وطلع عقب العصر بدون كلام .. تنهدت ورجعت تحط الكريم بقوه على ذراعها .. خله .. يزعل ويرضى بروحه .. أنا ما غلطت عليه في شي عشان يسوي لى فيها كرامه ..
والا مستقبله هو المهم وهى تضرب راسها فى الطوفه .. فكرت البارحه طول الليل في الموضوع ولقت انها مهى بمخطيه عليه .. موضوع الدكتوراه ممكن يتأجل سنه لكن جامعتها لأ .. مابقى عليها شي ولو تركتها ذلحين عجزت ترجع لها بعدين .. هذا غير السفر والغربة .. وش اللى حادها .. هو رجّال تعود يعيش برا والحياة تناسبه .. لكن هى لأ .. تعرف عمرها ماتقدر تعيش بعيد عن أمها وأبوها وأختها .. ما تعودت ولا تبي تتعود .. وقفت وقطت الفوطة على الكرسي ونفضت شعرها .. وراحت تلبس لها تنورة حرير وبلوزه .. تعطرت وحطت لها مكياج خفيف .. لبست لها ساعه وشافت الوقت .. تأخر مهوب من عوايده .. بالعاده يجي عقب الفطور يتسبح ويتدخن ويطلع قبل صلاة العشاء .. وقفت تطالع انعكاس صورتها فى المنظرة قدامها .. ماتنكر ان زعله ضايقها .. وكم مره فكرت تصالحه .. كان نايم جنبها البارحه وهى حاسه انه صاحى .. كان ودها تلتفت صوبه وتحضنه عشان تنام مرتاحه بس ماقدرت .. خافت يصدها ويفشلها .. بروده كان شي غريب ماتعودت عليه .. حسته بعيد .. وكله عشان سبب تافه كان ممكن يعالجونه بطريقه أحسن .. بس شلون الوضع تطور بطريقة سريعه وغريبه ..؟؟ .. انتبهت من أفكارها على صوت الباب اللى انفتح .. دخل أحمد وهو ساكت وحذف غترته على السرير .. ورقد بثوبه وغطا عيونه بذراعه .. توترت وهى تقرب جنبه .. " يعورك شي .." سألته .. مارد عليها .. قربت أكثر وقعدت على الطرف جنبه " أحمد .." نادته بصوت واطي ..
::
::
::
دخل ماجد على مها قبل صلاة العشاء بشوي .. " السلام عليكم .." .. " عليكم السلام .. تأخرت اليوم .." سألته مها يوم شافت وجهه متكدر .. قعد ماجد بتعب على الكرسي " كنت عند أمى .." قال لها وهو يفصخ غترته ويحك شعره " أنتى وش قايله لها .." سألها بهدوء غريب .. " ما قلت لها شي .. " ردت عليه .. " ها وشبلاها ضايقه وزعلانه منس .." تسند على ركبته وشبك ايديه ببعض وهو يسألها .. " أبي أروح لأمى اليوم .. ضايق صدري .. وهى تقول بيجونها نسوان وتبينى اقابلهم .. ومنهم هالنسوان ..؟؟ خالتك ومرت أخوك وأختها .. يعنى مابه أحد غريب .." قالت له وهى تصب له فيمتو بارد وتمده له وهو يلاعب الجوري اللى نطت فى حضنه .. " شرايس تروحين لأمس بكره وتفطرين عندها وتقعدين للسحور .." سألها وهو عده يلاعب الجوري .. " وهذا كله ليه ؟؟.. ترى من هّل رمضان وقبله وأنا كل وقتى للبيت .. حتى أغراض العيد ما شريتها للحين والسبب كل يوم عندنا نسوان وكل يوم عندنا أحد .. لوهم غرب كان من عمرى قعدت وما طلعت وما انتظرت أحد يعلمنى المواجيب .. لكن خالتك والبيت بيتها .. ومرة اخوك وكل يوم والثانى عندنا .. يا اخى طفشت من مقابلها هى وأختها .. أبي أشوف أبوي .." قعدت مقابلته وهى تشبك ايديها فى بعض .. نزّل الجوري وقال لها تروح تشغل التلفزيون .. شبك اصابعه فى بعض والتفت لها " اسمعينى عدل .. تبين تروحين لأهلس وديتس ذلحين .. لكن لو قلت لس عشان خاطرى أجليها لبكره .. اليوم بالذات أمى ماعندها أحد .. تونى مكلّم روضه عشان موضوع خطبة فهد اللى فشلتنا معه .. وفتحت لى مناحه ومهى بنازله تحت عشان خالتى بتجى وما تبي تنحرج معها .. ونوف تبي لها قعده ثانية مادرى وش سالفتها وأنا والله مهوب فاضي حق هالخرابيط كلها في بالي الف شغله وشغله غيركم .." دنق لحظات وشوي رفع راسه لها " هاه .. وش قلتى .." سألها برجاء وعيونه فى عيونها .. تنهدت مها بصوت مسموع وردت عليه " ولا يهمك .. اللى تبيه يمشى .." ماقدرت مها ترفض وهى تسمعه يقول لها عشان خاطرى .. " جعلنى ما اذوق حزنس .." وقف قدامها وسحبها عشان توقف على رجيلها وحضنها وهو يحب راسها بحنان وكمل كلامه " يالله اكشخى .. واقهريهم ولا تخلين احد يضيق صدرس وأنا جنبس .. سمعتى " قال لها بصوت واطى وهو مغمض عيونه ومسند دقنه على راسها بحنان .. " ان شاء الله .." ابتسمت مها وهى مدنقه ..
::
::
::
" نعم .. " رد عليها أحمد وايده للحين على راسه مغطى وجهه عنها .. " يعورك شي .. " سألته .. " لأ .. " رد بكلمة وحده .. " شفيك طيب .." رجعت تسأله وهى تدرى لو رفع ايده عن عيونه وطالعها راح تسامحه .. " راسي يعورنى .. خلينى أرقد .." نزرها بصوت حاد وهو يصد عنها ويعطيها ظهره .. تضايقت منه ومن نفسها قبله .. قامت من جنبه .. أنا اللى استاهل .. كاسر خاطرى وأقول بأسامحه مع انى ما أخطيت عليه .. شاف نفسه علي زين .. أنا اللى بأدبك .. انتفض احساس بقلبها لكنها بسرعه دفنته داخل صدرها .. خذت جلالها من الكبت بدون ما تلتفت عليه وطلعت .. طفت الليت قبل لا تسكر الباب ..
::
::
::
وفى بيت أبومحمد .. في الصالة بعد صلاة التراويح .. كانت أم محمد وأختها قاعدين يسولفون فى جهة .. ونوف اللى كانت قاعده بين مرة أخوها لولوة وبين آمنه تسولف معهم .. روضه نزلت غصب عقب ما حلفت عليها أمها .. كانت هادية بشكل غريب .. قعدت جنب العنود بنت خالتها ومها تسولف معهن وارتاحت ان ماحد منهم فتح معها موضوع الخطبة .. كانت جية العنود مفاجأة حلوة غيرت من الجو المتوتر الموجود .. مرّ الوقت وهن شوي يسولفن وشوى يراقبن اللى قاعدين بصمت وكل وحده غارقه فى أفكارها الخاصة .. كان بال روضه مشغول بكلام ماجد لها .. بخصوص خطبة ولد خالتها اللى طولت وهى تفكر فيها وصار منظرهم قدام بيت خالتهم بايخ .. كان كلام ماجد لها صريح و واضح .. حيرتها وترددها معناه أنها تبيه وما تبيه .. تبيه ومعروف ليه .. رجّال ولد حلال وفيه خير وعارفين أصله وفصله .. ولوكانت ماتبيه .. ليه .. وش السبب ..؟؟ روضه اللى ماقدرت تردعليه .. ولا تقول لأخوها عن موضوع أختها الحساس .. حاولت تجيب الموضوع بطريقة ثانية .. وهى أنها ما تقدر تتزوج قبل أختها الكبيرة .. وأن هالشئ لو تم ممكن يضايق نوف حتى لو هى ما بينته .. لكن روضه حاسه فيها وماتبي تخسر أختها عشان هالموضوع .. ماجد .. قال لها لو كان هذا السبب بس فهو يقدر يتصرف فيه .. لكن لو فيه شي ثانى غيره المفروض يعرفه .. روضه أكدت له أن مافيه اى شي ثاني .. وأن علاقتها مع أختها أهم من اى زواج ممكن ياثر بينهم .. ماجد رفض هالفكرة .. وقال أن الموضوع بالاول والأخير قسمة ونصيب .. ولو كان فهد من نصيبها لو ترفضه عشر سنين خذاها في الأخير .. أما عذر أن أختها أكبر منها ومفروض تعرس قبلها فهذا صارعذر قديم وماله أى معنى .. وقال لها أنه هو اللى بيكلم نوف وبيعرف يتفاهم معها .. وأنه بيرد خبر لولد خالته بموافقتهم على الخطبة .. روضه فى النهاية استسلمت للواقع وقالت أن الشور شور أبوها وأخوانها .. وهى مالها راى بعدهم .. ماجد حبّ راس أخته وبارك لها وطلع منها على أن الموضوع منتهى بالموافقه .. وهى كانت تفكر تدخل أحد فى الموضوع كحل أخير عشان تقدر تتفادى مصيبة ممكن تصير ..
مها اللى كانت مستانسه وما بينت أنها متضايقه لأى سبب .. أخر موقف بينها وبين ماجد ما عطى فرصه لأي شئ ثانى يكدر عليها .. عشانه هو بس قعدت ويكفى أنه قدّر هالشي .. هالأحساس الخفى من الرضا بين على وجهها وعلى ابتسامتها اللى كانت مشرقة وصافية وعلى الراحه اللى حست فيها وهى قاعده بينهم .... كانت سعيده أنها قدرت وإياه تتجاوز كثير من العقبات اللى كانت فى حياتهم .. صحيح للحين باقى سدود بينها وبينه .. بس المهم أنها عرفت حقيقة ماجد .. الطيب الحنون اللى بالاخير قدر يفهمها .. وقدر يحتويها ولو أنه احتواء ناقص .. لكن الأيام الجايه كلها أمل بحياة تتكامل بينها وبينه .. بحياة تستحق أنها تدافع عنها ضد اى احد واى شئ يهدد استقرارها .. رفعت عيونها بثقة تشوف آمنة ..
::
::
::
مَرّ الوقت بسرعه .. شوي وسمعوا صوت سيارة وقفت عند الباب .. كان صوت الكفرات قوى لدرجه أنهم استغربوا من اللى برا .. سمعوا صوت الباب الخارجى يفتح ويسكر بقوة .. العنود على طول لبست نقابها.. روضه ومها طالعوا بعض مستغربين من اللى بيدخل عليهم من العيال وهم عارفين أن عندهم نسوان .. .. مها عدلت جلالها على راسها .. " يمه .. عندكم أحد .." نادى صوت ماجد من برا بقوة .. " اقلط يبه ماعندنا غريب .." ردت عليه أمه .. دخل عليهم ماجد بوجه أسود مختلف عن الوجه اللى ترك مها عليه .. الغريب أنه دخل على طول وماسلم على الموجودين .. اتجه صوب مها اللى من شافت وجهه منقلب وقفت بلا شعور .. " وش فيك .." سألته متروعه .. كان يبعد عنها خطوات محدودة .. بس حست بينها وبينه أميال .. ما رد عليها وعيونه متعلقه بوجهها .. كأنه يشوفها لأخر مره .. الصمت كان ثقيل .. أم فهد استغربت انه ماسلم عليها ولفت تطالع أختها .. حتى لولوة وأختها سكتوا .. " عسى ماشر وش بلاك .." سألته أمه وهى توقف .. كانت عيونه متعلقه بوجه مها .. اللى طار اللون منه وصار أبيض ما يفرق عن لون الجلال اللى لابسته .. قربت منه خطوة وهمست بصوت ضعيف " يعورك شي .." ..
::
::
::
رجع للبيت بسرعه .. ماكان يشوف قدامه من الحزن .. شلون بيعلمها .. شلون بيقدرلسانه يقول لها كلمه يدري بتقلب عالمها كله .. شلون بيقدر يسبب لها الألم من جديد .. مكتوب عليها تعيش الالم معه هو بالذات .. قبل وبعد .. مكتوب عليه قبل يدخل السكين فى قلبها يدخلها قلبه بالاول .. غريب شلون ارتبط مصيره بمصيرها من البداية بكل لحظة موت كان هو معها .. وقف سيارته بعنف قدام البيت .. خايف يجيها الخبر قبل يوصل لها .. هو الوحيد بس اللى يقدر يضمد حزنها .. ويشرب وجعها كله .. هو بس اللى يحق له يجبر كسر قلبها هالمره .. دخل بسرعه نسى أن البيت فيه نسوان .. تراجع بآخر لحظه ونادى " يمه .. عندكم أحد .." دخل يوم سمع الرد .. يدورها بعيونه بين اللى قاعدات .. شافها بجلالها الأبيض تبتسم له وهى عاقده حواجبها باستغراب من دخلته .. شوفة عيونها الحبيبة ربطت لسانه وماقدر يتكلم .." وش فيك .." سألته وهى بعيده .. ماتدرى .. للحين ماجاها الخبر .. سيول الحزن اللى جاى عصر قلبه بقوة .. يسمع حوله كلام ولا يدري من اللى يتكلم .. يبي بس يملا روحه من تعابيرها قبل لا يكسرها .. قربت منه فى لحظه كان وده يرجع ويركض بعيد بعيد ابعد مايقدر .. يدري .. اللحظه اللى بتجى بتهدم حياتها وحياته اللى مابعد ابتدأت .. بتكرهه .. يمكن .. وهى حبتك بالأصل .. ايه .. صوت ضعيف من أقصى روحه جاوبه .. " يعورك شي .." سألته بهمس .. خايفه عليه .. ليتها تدرى وش كثر هو بيموت من الخوف عليها .. شفايفه تيبست على الكلام اللى يبي يقوله .. ماقدر ينطقها .. " ماجد .." قربت منه ولمست ذراعه " عسى ماشر .." .. عيونه امتلت دموع .. " ابوس .." كلمة وحده بس خطفت نور الحياة اللى كان مشرق في عيونها .. فيها شي انطفا .. ولون من وجهها خبا .. رفعت ايدها عن ذراعه بهدوء .. تراجعت خطوة وراها بعيد عنه .. تبعتها خطوة .. كأن البعد عنه بيبعد الخبر اللى سمعته.. ابتعدت وراها ولونها يشحب وشفايفها تتمتم بدون صوت .. خلاص .. ماقدر يتراجع .. " يطلبس البيحه .." وغرز السكين في قلب مها ..
::
::
::
وش فيه .. خافت .. دار السؤال في بالها وهو واقف مثل الصنم يطالعها .. أخاف يعوره شي ومستحى يقول قدامهم .. بس لو يعوره شي وش جابه هنا أصلاً كان اتصل فينى وجيته أسابق الوقت .. عيونه حزينه .. قلبي قارصنى وش عنده على هالوقفه قدام الناس .. قربت منه ولمست ذراعه " عسى ماشر .." سألته بصوت واطي .. حسته يبلع ريقه غصب .. يالله وراه شي كبير .. عيونها كانت مليانه أسئلة تبي اجابات .. ماتدرى ان الأجابات بتذبحها .. " أبوس .." رد بصوت ميت .. أبوي .. أبوي وش فيه .. رددت السؤال في نفسها .. حرقتها لمسته .. هو وش يقول .. ابوي .. تونى مكلمته عقب المغرب .. أبعدت ايدها عن ذراعه .. أبعدت عنه ماتبي تسمع أكثر .. شافت في عيونه رجاء .. ماقدرت تستجيب له .. ماتبيه يتكلم .. لا تقول شي .. كانت تتكلم بدون صوت .. لا تكمل .. " يطلبس البيحه .." قط الكلمه فى وجهها .. كسرت ظهرى يا ماجد .. لا تكمل .. بدت ترتجف بعنف .. تبي بس تطلع من هالبيت .. تبي تروح لابوها وتضمه وتحضنه وتقول يا يبه يكذب عليك .. هو مايدري أنك بخير .. تبي ترقد تحت الرجل اللى تعبت عشانها.. واليد اللى شالتها ومنعت عنها كل شر هالعالم .. تبي تحب هاليد اللى حضنتها هاليد اللى ربتها .. تبي تملا عيونها من ذاك الوجه الحبيب اللى علمها الصلاة والدين .. اللى شرى لها الحجاب أول مره .. وحطه على راسها ودعى لها وهو يبتسم " عساس للستر يا بنتى .." .. تبي تملا قلبها وروحها من العيون اللى ضمتها بزر وضمتها بنت وما نستها مره فى بيت رجلها .. العيون اللى بكت عشانها قبل هى تبكى .. وسهرت عليها قبل هى تعرف وش معنى السهر .. لا هو بخير .. ايه أكيد بخير .. لازم أروح له .. شافته واقف بينها وبين الباب .. بدون شعور اندفعت عشان تمر من جنبه وتطلع لأبوها اللى ينتظرها ..
::
::
::
أبعدت عنه .. لا لا تبعدين .. اقربي .. الحزن أكبر من أنه تشيله ضلوعك .. خلينى معس .. أشيله يوم تتعبين .. تكفين لا تبعدين .. كانت عيونه ترجاها .. بس الظلام اللى ملا نظرتها منعه يقرب منها .. ذبحه خوفه عليها ولهفته عشان يخفف الوجع اللى حسه ياكل فى روحها .. هى فهمت وش أقول ؟؟.. قعد يدور فى وجهها عن اجابه .. يسمع همهمة الناس حوله .. ويشوفهم يقربون منها .. أخته وأمه وخالته .. متى دخلوا ؟؟؟.. شافها تتحاشى لمستهم .. وعيونها زايغه تدور شي وراه .. حس فيها بعيده .. ما يقدر يوصل لها مهما نادى .. شوي وعيونها توسعت على كبرهم .. اندفعت له .. تبي تضربه .. لأ .. حاولت تتجاوزه .. وين .. بتخليه وهذا المستحيل .. بلحظه خطا خطوة وحده للجنب عشان تصطدم بصدره .. وتحضنها ايديه وهى تصرخ صرخه وحده " يبــــــــه ..." وانهارت .. تفجرت هالكلمة من أقصى روحها وهى تنادى اسم .. عرف وعرفت أنها راح تنحرم منه باقى العمر كله ..
وبكذا .. رحل السند والظهر .. وصارت يتيمة أبو ويتيمة زوج .. رحل قلب تعب عقب ما تطمن على بناته .. عيونه الثنتين اللى طلع بهم من الدنيا .. توقف نبض عاش عمره كلهم عشانهم .. وداس على نفسه عشانهم .. ولو وصلت يقطع من لحمه ما تأخر .. مثل ماعاش في الدنيا بهدوء رحل منها بهدوء .. دخل يتوضأ لصلاة العشاء .. حسّ بتعب وقال لمنيرة بيرقد شوي يرتاح .. وغمضت عيونه للمره الأخيرة وأطياف مها وساره تملاه حب .. دخل عليه منيرة توعيه للصلاة .. لكن كان الله سبحانه وتعالى قد أخذ أمانته .. وكان حكم الله اقرب ..
::؛::
وتبتدى .. سلسلة حزن جديدة .. سنة الحياة .. ننولد .. ونعيش .. وبعدها نموت .. حياة مليانه أعمال تفرق بين الصالح والطالح .. وللكل يوم .. يجتمع فيه عند رب العباد .. ومعاه كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها .. اللهم اجعلنا من حملة اليمين يوم الدين ..
::؛::
كانت هذى القلوب المحرمة على النسيان ..
أتمنى لكم قراءة ممتعة ..
حتى ألتقى فيكم .. أترككم بحفظ الرحمن
|