::؛::
الحياة اختيارات .. مجموعة طرق نمشى فيها .. يمكن الظروف مرات تجبرنا نختار طريق دون غيره .. لكن الغالب .. دروبنا نمشيها برغبتنا .. وعشان تكون شخص مسؤؤل .. وتمشى حياتك صح .. لازم تتحمل نتيجة اختياراتك سواء نجاح والا خسارة .. تعليق الفشل على الآخرين شي سهل جداً .. ويخفف كثير من قسوة التجربة .. لكن بالنهاية .. خداع النفس مرّ وقاتل .. لأنك ماراح تتقدم فى حياتك أبد .. مثل الطير اللى جناحه مربوط .. مهما طار .. ما يقدر يطير بعيد ..
الجزء الثاني والعشرون
كان أول يوم صيام مُتعب للأعصاب خاصه للى تعودوا على القهوة وما يستغنون عنها .. وهالشي خلا نورة أم محمد عصبية بزياده تصرخ وتنطر الطباخ والشغالات ماحد سلم من شرها .. وكأن الصيام صيام عن الأكل بس ...!!!
دخلت مها الصاله عقب العصر عشان تحط بنتها عند روضه والا عند حد الشغالات وتدخل المطبخ تشرف على الفطور مثل ما تعودت فى بيت أهلها .. لقت روضه قاعده قدام التلفزيون فى الصاله .. " السلام عليكم .." سلمت مها .. " عليكم السلام .." ردت روضة بدون نفس .. " وشفيس .." سألتها مها وهى مدنقه تحط ألعاب الجوري قدامها .. " مافيني شي .. لكن سالفة كل رمضان .. أمى مولعه حريقه فى المطبخ .." ردت روضة بضيق وهى تفر بالريموت .. " ليه وش اللى صاير .." وقفت مها وسألتها .. " يعنى كأنس ما تعرفينها .. ضايقه وبس .. " ردت روضه .. " خير ان شاء الله .. خلى الجوري عندس بأروح اشوفها .." لفت مها جلالها عدل ولبست نقابها .. " تبين نصيحتى لا تروحين .. وأنتى بكيفس .." ردت روضة وهى تنزل عشان تقعد جنب الجوري .. ماردت عليها مها عدلت نقابها وطلعت للمطبخ اللى برا ..
" مساس الخير يمه .." دخلت مها المطبخ وكانت نوره واقفه على راس الطباخ وهو يضرب الهريس .. " مسا النور .." ردت نوره من بين ضروسها .. " الله يعطيس العافيه يمه .. وش موقفس هنا فى الحر .. ادخلى داخل وأنا بأشرف على الفطور .. " قالت لها مها .. " وش موقفنى ؟؟ اللى موقفنى انكن ما منكن فايده لا أنتى ولا حمواتس .. ماغير رقاد لا شغله ولا مشغله .. ماكن وراكن فطور رياجيل فى المجلس .." ردت نوره بصوت عالى لفت انتباه الخدم اللى واقفين .. التفتت مها حولها فى المطبخ .. الشغالات الاربع واقفات ينكبن الأكل فى الحرارات واللى تغسل الاكواب واللى تطلع الصوانى .. والصبيان برا ينقلون الأغراض للمطبخ والطباخ يشتغل بأيديه ورجيله .. استغربت منها وش تبي بعد " يمه هذى شغلتهم يعرفونها من زمان خليهم يسوونها ترى مهوب أول رمضان يمر عليهم وهم عندس .." حاولت مها تلطف الجو .. " وكاد ان ذا بيكون ردس عشان ترجعين ترقدين والا تقعدين عند التلفزون .. عودى داخل أنا بأقعد عندهم .." ردت نوره بضيق .. " ولا لس لوا ما قلت كذا عشان أعوّد ارقد .. أنا اللى بأقعد معس أعاونس .." ردت وهى تدخل المطبخ داخل .. قربت للفرن وكشفت اللى فوقه .. نعمة مالها حد الله لا يعاقبنا بس على الأسراف .. نادت الشغالات ينزلون صفرية الصالونه على الأرض عشان تسوي الثريد .. حطت الخبز الرقاق في الحرارات وبدت تصب عليه الصالونه الحارة وتتأكد أنها تشربت كفايه وعقبه تسكرها عشان ما تبرد .. وتردها وتاخذ غيرها .. وأم محمد وراها ماغير تصارخ على الخدم هذا ورا هذا حتى ماعطتهم فرصه يكملون الشغل اللى قالته لهم أول .. دخل الدريول وخذا صينية حرارات الثريد الكبيرة وطلع صوب المجلس .. نزّلت مها صفرية الشوربة وهى تصبها فى الحرارة سمعت صوت ماجد وراها .. يسلم على أمه .. ما التفتت صوبهم وكملت شغلها .. نادت الشغاله تحط الحرارات فى الصينية الثانية عشان ياخذها الدريول الثاني وعلى طول للمجلس .. قربت تبي تنزل صفرية العيش البرياني من الفرن .. " أنتى خبل .." سمعت صوته وراها .. " وخرى وراس .." أمرها ماجد وهو واقف جنبها .. " لا توصخ ثوبك .." قالت له وهى تعطيه الفوطة عشان الصفرية حاره .. " بسم الله .." وشد على ايديه وشلها وحطها على الأرض .. " لا عاد تنزلين القدور الثقيلة الطباخ موجود عشان كذا .." التفت لها وهو يمسح ايديه بالفوطة .." ان شاء الله .." ردت وهى تحس الخدم كلهم عينهم عليهم .. " الطباخ مهوب فاضي يشل ويحط .. هبابه اللى في ايده .." ردت نورة " ماعليها شر تشلها والا يشلنها الخدامات .." ورجعت تكمل كلامها وعينها على ولدها .. " الله يهديس يا يمه .. مهى بشالتها ولا بشالتها الخدامات .. يشلها ذا الرجّال اللى ضامينه بفلوس .. انفلع صدري وأنا رجال عشان أنزلها من ثقلها .." قط الفوطة من ايده وصرخ على الطباخ .." كبير .. ماتخلى مدام ولا حرمه يشيل هذا أكل .. خلاص سويته حار أنت تنزله تحت على الأرض عشان ينكبون .. سمعت .. " صرخ على الهندي وهو عاقد حواجبه .. " ان شاء الله بابا .." رد الهندى بسرعه وعين على ماجد وعين على أمه .. " قم خلاص بترقد على الهريس .." قالت له نوره .. قام الهندى وتربعت نوره قدام صفرية الضغط حقت الهريس " عطونى المواعين أنكب الهريس ما عاد الا المغرب .. مريم .. هاتى الدهنه من المخزن .." صاحت على الخدامات .. " الله يعينكم .." همس ماجد فى أذن مها وهو يطلع .. التفتت عليه تشوفه باستغراب .. عمره ما علق على تصرفات أمه .. ابتسمت ورجعت تكمل شغلها ..
نكبت مها البريانى فى صحون كبار وغطتها .. نفضت ايديها وقامت جنب عمتها تعاونها .. حطوا باقى أغراض الفطور واللقيمات والفيمتو وشالوها الصبيان للمجلس .. " خلاص يمه ما بقى الا فطورنا بأنكبه وبأجيبه .. قومى أنتى داخل ارتاحى .." قالت لعمتها عقب ماخلصوا .. " الله لا يبارك فيهم من صبيان ما منهم خير .." ردت نوره وهى تقوم بثقل .." يمه وين تبين الفطور فى الخيمة والا الصاله .." نشدتها مها وهى تنكب .. " في الخيمة واخلصن علينا .." ردت نوره وهى تطلع .. تنهدت مها عقب ما طلعت عمتها .. ورجعت تنكب من جديد فطور النسوان .. رفعت نقابها من الحر لأن الهندى ماكان موجود .. وقعدت تجهز الفطور .. " وش تسوين .." فزت مها من سمعت الصوت وتلقائيا نزلت نقابها .. " انكب فطورنا .." كان ماجد قاعد جنبها .." وليه ما ينكبنه الشغالات .. " سألها وهو يدقق في عيونها من ورا النقاب .." تعرف امى نوره لازم توقف على الفطور.. وقلت لها تدخل ذبحها الحر وأنا بأوقف على روسهن .. لين يخلصن .." ردت مها وهى مدنقه .. " خلهم يزيدون فى ملال التمر تراكم ماحطوا الا وحده .. " قال لها ماجد .. " ان شاء الله .." نزلت اللى في ايدها بتقوم .. " قولى لهن ما يحتاج تقومين .." مسك ذراعها وهو يتكلم .. " مريم .. عطينا ملة جديده حق تمر فى الستور .. هاتى 6 .." التفتت على ماجد .. " تكفى .." سألته .. " تكفى .." مد اصبعه يمسح قطرة عرق نزلت جنب عينها وهو يفكر .. أمه تبيه ياخذ آمنه .. تظن أنها يوم بتوقف مكانها فى المطبخ ؟؟.. وبتوصخ أظافرها وايديها وهى تنكب لها الفطور ؟؟.. والا بتحمل الحرّ وريحة الأكل بدل ريحه العطور والطيب .. والا بتحمّلها هى على اللى كل اللى يجي منها من كلام ..؟؟..
ارمشت مها ونزلت عيونها ورجعت تكمل شغلها .. وقف ماجد وطلع بدون اى كلمه ثانيه .. والصبي وراه يشل ملال التمر .. جهزت مها الفطور وقالت للشغالات يشلونه للخيمة .. وسبقتهم بصينية القهوة والشاهى والتمر .. دخلت لقت روضه قاعده مع الجوري يشوفون أم خماس على قناة دبي .. والجوري مستانسه ترقص على الأغنية .. " وش عندكم على ذا الصوت .. " سألتها مها وهى تدخل الخيمه .. " ابد بنت ماجد مستانسه وترقص على ام خماس .." ردت روضه وهى تصفق للجوري .. بنت ماجد .. ضربتها الكلمة فى قلبها مثل المخرز .. تنفست بقوة ودنقت تحط الصينية تحت .. دخلت وراها الشغاله تفرش السماط .. " قصري على الصوت تعرفين امى ماتحب تسمع شي قبل الفطور الا الحديث على قناة قطر .." ردت عليها مها وهى ترفع نقابها وتقعد .. شوي الا دخلت أم محمد .." قصري على التلفزن خلينا نسمع المذن .." صرخت قبل حتى تقعد .. " حاضر يمه .." ردت روضه وهى مبوزة .. " وين أختس .." نشدتها أمها .. " مادرى بها .. " ردت روضه .. " ماوعيتيها .." رجعت تسألها .. " بلى دخلت عليها وقومتها .." .. " السلام عليكم .." دخلت نوف تسلم .. " عليكم السلام .." ردوا عليها .. " شلونس يمه .." .. " بخير الله وش عندس راقده ما قمتى الا المغرب .." سألتها أمها .. " راسي يعورنى .." ردت نوف .. شوي وأذن المذن للمغرب .. وأفطروا الناس بسكينة وهدوء ..
::
::
::
عقب ما أفطرت مها قامت لقسمها عشان تتسبح بسرعه وتلحق صلاة المغرب .. خلت الجورى عند روضة عشان ما تأخرها .. دخلت لقسمها وهى قرفانه من الريحه .. حطت لها قطعة فحم على الضو وطلعت فوق تتسبح .. خلصت وطلعت .. ربطت شعرها بالفوطة عدل وخذت جلال الصلاة وفرشت سجادتها و وقفت تصلي .. خلصت رتبت الحجره ونظفت الحمام .. طلعت الثياب في سلة الغسيل .. ربطت شعرها بشكل سايب بالعضاضه ونزلت للمطبخ .. حطت الملابس فى الغساله على طول .. كافى ريحة المطبخ ملت البيت .. وطفت الضو تحت الفحم .. قربت المدخن وحطت الفحمة فيه التفتت وهى تنفخ عليها تبي تطلع .. " وش تسوين .." فاجأها صوته .. " بسم الله .. " فزت يوم سمعت الصوت .. " بسم الله عليس شبلاس .." قرب منها وهو يضحك على شكلها وهى متروعه .. " روعتنى .. متى دخلت .." سألته .. " من زمان .. يومس تصلين " .. انتبهت انه متسبح وشعره للحين مبلول .. وغترته على ايده .. " زين اصبر تدخن قبل تطلع .." قالت له .. مرت من جنبه بسرعه وطلعت فوق جابت له العود .. ودهن العود ونزلت .. كان قاعد فى الصاله .. " وين الجوري .." سألها .. " عند عمتها .. ما قدرت اجيبها معى وانا لازم اتسبح قبل اصلي عشان ريحة المطبخ .." ردت عليه وهى مدنقة تحط كسرة العود على الجمر .. كانت فرصه يدقق فيها .. بقلابيتها الحرير التفاحية المعرقة بخيوط بنية رقيقة .. وشعرها اللى نازل على ظهرها .. أذنها الصغيرة .. عيونها المكحلة بشكل بسيط .. شفايفها وهى تنفخ على العود .. رقبتها .. السلسلة اللى قطعها ذيك الليله .. " تفضل .." مدت له المدخن .. وقف قدامها وفتح غترته بايديه الثنتين .. ماكان منها الا أنها تقرب هى منه بالمدخن وتحطه بينه وبين غترته وايدها وراه عشان تحمى ثوبه .. بلعت ريقها وهى تشم ريحة عطره .. " بتروحين مكان .." سألها بصوت واطى وهو مغمض .. " لأ .. ليه .." ردت عليه .. " ابد أشوفس لابسه .. " فتح عين وحده وهو يشوفها .. " تدرى .." ردت وهى تنقل المدخن للصوب الثانى " وجبة رمضان وأكيد جماعتنا بيجون يباركون لأمى نوره فيه .. ومهوب عدله أطلع لهم بقلابية المطبخ وريحة الأكل.. " .. " الله يعطيس العافيه .. " قال لها يوم سحبت المدخن وابتعدت عنه مسافه .. " البسي لس شغاب .. " لمس شحمة أذنها بطرف أصبعه وهو يبتسم .. ارتجفت من لمسة ايده .. " ان شاء الله .. " دنقت وهى ترد عليه .. لف عنها عشان يطلع وهى تراقبه .. " ذكرينى بكره أقدم طلب للمكتب عشان أجيب شغاله حق الجوري .." التفت عليها وهو يفتح الباب .. ابتسم لها وطلع .. وقفت والمدخن فى يدها تلمس طرف أذنها اللى لمسه وفي عيونها دمعه رفضت تنزل ..
عقب التراويح .. كانت مها فى الصاله تبخر البيت عقب ما برزت القهوة والفواله والجوري قاعده قدام التلفزيون .. نزلت روضه من فوق وقربت لمها " عطينى فديتس خلنى أتدخن .." .. " عسانى أدخنس عروس قولى آمين .." ردت مها وهى تبتسم .. " آآآآآآممممممممممممممييييييييييين يارب العالمين .." رفعت روضه عيونها للسما وهى ترد .. " والله ماعاد فى وجهس حيا يا رويض .." ضحكت مها .. " يابنتى الطموح مهوب حرام .. مهوي قلابيتس تجنن .." ردت روضه وهى تلمس قماش القلابية والتطريز .. " هذا ذوق السوري فديتها .." دنقت مها وهى ترد تملس القماش الناعم .. " الله يا الأيام .. تدرين من متى ما شفتها من يوم الهدية حقتها يعنى اكثر من شهرين .. ما يسوى علينا عرسها .." رطمت روضه وهى تتذكر .. " ربس يعين وش يسوي الواحد .." حطت مها المدخن على الطاولة ولفت على روضه " حياس تقهوى وذوقي الحلو اللى سويته .." جرتها مها من كم بلوزتها .. " والله ماحد بمخرب رجيمى الا أنتى وحلوياتس .. خفي علينا ياختى ترانا أول يوم رمضان .. وأنا كليت من اللقيمات لين طلع من خشمى .." ضحكت عليها مها .. " ماعليس رمضان أصلا الواحد ما يمتن .." ردت مها وهى تغمز لها .. " هذا أنتى يا جدتى .. أنا ما أصدق أكل جالاكسى واحد يضرب الميزان اربعه كيلو زياده .." .. قعدن يتقهون وشوي ونزلت نوف .. " امى مابعد جات من الصلاة .." سالتها أختها .. " لأ .. اقعدى تقهوى معنا .." ردت عليها مها .. قعدت نوف وهى تطالع مها بشكل غريب وعلى شفايفها ابتسامة مالها معنى .. " وش عندس يا نوف .. شكلس في خاطرس شي .." نشدتها مها وهى تصب لها فنجال قهوة .. التفتت روضه بنظره ضيقه على أختها اللى قاعده تشرب قهوة وشكلها وراها خبر .. كانت فى نظرات روضه تحذير لكن نوف ما التفتت لها .. " أبد سلامتس .. بس كنى سمعت طارى عرس قريب .." ردت نوف وهى تبتسم .. " الله كريم ونفرح فيكن .." ردت مها بابتسامه هادية .. " الله كريم .. " ردت نوف بنظرات المتشمتة وهى تطالع مها .. كانت روضه على أعصابها لا تتهور أختها وتقط كلمة على مها بخصوص عرس اخوها عليها .." الا ماتدرون وش مسلسلات رمضان الزينه ذى السنه .." قطعت السالفه بين نوف وبين مها .. " خافى ربس توس أول يوم رمضان .." ضحكت مها وهى ترد عليها .." ذنبنا فى رقبتهم .. اللى يشوفهم وهم يصبون هالمسلسلات صب يقول التلفزون باقى السنه مسكر .." ردت روضه وهى تمد ايدها لصحن الحلو وتاكل منه .." أنا يمكن أتابع باب الحاره الجزء الجديد .." ردت مها .." هذا صار كنه مسلسل دالاس .. ما يخلص .." علقت روضه وهى تاكل .. " والله انس قديمة .. طلع من حلقس غبار .. دالاس اللى على وطر جدتى تعرفينه .." ردت نوف وهى تمقت على أختها .. " ايه أعرفه يا جدتى وترانى أصغر منس .." ردت روضه وهى تبلع لقمتها .. " مالت .. لا تغصين بس نبتلش فيس " ردت نوف وهى تصد عنها .. " السلام عليكم .." دخلت أم محمد عليهم عقب ما خلصت صلاة التراويح.." عليكم السلام .." ردن عليها.. " الله يعطيس العافيه يمه .. " قالت لها مها .. " الله يعافيس .. ماحد جاكم " نشدتها .. " لا يمه .. بس موضى اتصلت وقالت بتجى عقب الصلاة .. " ردت عليها مها وهى تقرب منها صحن الفواله .. " زين .. " مدت رجيلها وقربت روضه تهمزها .." ماعاد به صحه طاحت رجيلي وأنا اصلي .." قالت نوره .. " الله يواجرس يا يمه ." ردت مها وهى تصب لها فنجال قهوة .. شوى وجاهم نسوان يباركون لأم محمد فى رمضان .. وكانت مها فى الصورة .. قامت بواجبهم .. وروضة معها .. تقهوى وتدخن .. وانشغلوا معاهم ..
مرّ الوقت وماحسوا الا بموضى دخلت عليهم .. اللى من رجعت من لبنان زارتهم بس مره وحده وعقبه انشغلت فى بيتها وفى تجهيز أغراض رمضان وتوها اليوم تمرهم .. دخلت عليهم وفى ايدها أكياس .. وعقب السلام والسوالف " مابغيتى .. وين أغراضي .." قربت روضة تفك الأكياس .." وجع اصبري .. كنس ما شفتى خير .. " ردت عليها موضى وهى تسحب الأكياس من ايدها .. " يمه هذي لس .." خذت أقرب كيس لها ومدته على أمها .. " الله يكثر خيرس ماله داعى يابنتى تكلفين على عمرس .." ردت نوره وهى تفتح الكيس .. " فديتس ماعرفت وش اشترى لس مناك .. فجبت لس نعال وشالات حق البرد عشان الربيع .." لفت وراها ومدت ايدها على اكبر كيسة " اخذى هذى لس يا المشفوحة .." وعطتها روضه .. " وهذى لس يا مها .." مدت لها كيستها وهى تغمز لها بعينها يعنى لا تفتحينها .. " فديتس كان ما كلفتى على عمرس .." ردت مها وهى منحرجه .. " لا كلافه ولا شي .. والله ودي لكم بأكثر من كذا .. ترى شريت للجوري فستان حق العيد مع اكسسواراته نفس حق نجول شوفيه يارب مقاسه زين .. وهذى لس يا نوف " مدت ايدها لاخر كيس لأختها .. فتحن البنات أغراضهن .. ومها حطت الكيس جنبها ما فتحته .. كانت شاريه لهم بلايز حلوة ونعال وشنط ..
ومر الوقت بين سوالف وقهوة لين قربت 11ونص وكانت الجوري راقده من زمان .. أستأذنت مها وقامت عشان تطلع وتخليهن لحالهن .. ونادت الشغاله تشيل الكيس معها وشلت بنتها وطلعت عقب ما سلمت عليهم .. وصلت بيتها غيرت لبنتها الراقده وحطتها فى فراشها .. خذت الكيس وفتحته .. كان فيه فستان للجورى حلو .. من التفتا العسليه وشرايط دانتيل .. معه شنطة صغيرة وتاج للشعر وشباصات .. حطته على جنب .. ولقت بلوزتين حلوات .. وقميصين نوم .. فتحت الاول .. كان بنفسجي بشرايط ستان بيضا .. قصير .. شافت سعره بس ماعرفت تحسبه من الليرة للريال .. نزلته وطلعت الثاني .. كان لونه أصفر .. طويل مزموم تحت الصدر ومشغول شغل خفيف .. وقفت قدام المنظره تشوفه عليها .. " حلو .. " بسرعه نزلت القميص وحطته ورا ظهرها وايديها تنتفض .. وهى تشوف ماجد واقف عند الباب ..
::
::
::
" يمه أنتى ما نسيتى ذا الموضوع .." سألتها موضي بتعب .. " وليه أنساه .. ولدى مهوب ناقص ياخذه له مرمل وقلتها لكم قبل غير ماحد سمع منى .." ردت نوره بصوت ثقيل .. " يمه .. مها بنت حلال والله لو يدور الشرق والغرب ما يحصل مثلها .." قربت منها موضى وهى تحاول تسايسها .. " بنت حلال ما قلنا شي .. بس ما تنفعه .. شوفيه من يوم ماخذاها والهم راكبه .." ردت أمها .. " يمه هذا ماجد من عرفناه .. " .. " ما صدقتى .." علقت أمها وهى تصد عنها .. " لا حول .. هو شكى لس الحال .." نشدتها موضي .. " من غير ما يشكى أدرى به .." ردت نوره بثقه .. " وهو موافق ؟؟ .." سألتها موضي بشك .. " مهوب مخالف(ن) شوري .. تراه ماخالف شور أبوس يوم زوجه بنت أخوه " ردت نوره بغيظ .. " يمه الله يرضى عليس .. ترى الموضوع مهوب عناد والا فرض راي .. ومهوب عشان المسكين يقدركم تسوون فيه كذا .. أبوي من صوب وأنتى من صوب .." ردت موضي بيأس وهى تهز راسها .. " وأنتى وش اللى حارق قلبس .. تراه راضي .." علقت أمها وهى تطالع موضي .." يا أختى اطلعى أنتى من الموضوع وريحي عمرس .. وش عليس من اللى بيتزوج والا بيطلق .." التفتت نوف على موضى تقطع كلامهم وهى تحط الشنطه فى حضنها.. " فال الله ولا فالس .. يا اختى خافى ربس .. تراه ما يضرب بعصا .." ردت روضه اللى حذفت أختها الوسطانيه بعلبة الفاين وهى ضايقه .. " وجع يوجعس .." قالت نوف وهى ترد لها الفاين .. " بس أنتى وهى .." تنهدت موضى بضيق والتفتت صوب أمها تكمل كلامها " يمه .. كنس معزمة وهو موافق شوفي له غير آمنه .. تراها ماتنفعه .." .. " وش فيها ما تنفعه .." ردت نوره وهى ترفع حاجبها .. " يمه ماجد غير محمد .. وتدرين .. " ردت موضي وسكتت ماكملت .. " وآمنه غير لولوة .. أنت بس ريحى ملايكتس .. ومهوب صاير الا الخير " قالت أمها تنهى الموضوع .. " الله يكتب اللى فيه الخير .. كان الواحد كل ماقال هدت أمور ذا العائلة رجعتوا تغثون بعض كنكم تدورون المشاكل من تحت الأرض .." علقت موضي وهى سرحانه .. ماردت عليها أمها اللى ماعجبها كلام موضي .. ولا ردت نوف وروضه اللى انشغلن فى الهواش بينهم وبين بعض على الأغراض ..
::
::
::
كان ماجد واقف قدام الباب وفي ايده أكياس .. كان ارتباك مها قدامه مصدر للرضى مايدرى ليش .. " ما شفتك .." ردت مها بأرتباك .. " واضح .." .. " شكلك ناوى تذبحنى .. ترى ذى ثالث مره تروعنى اليوم .." قالت له وهى تبلع ريقها .. ضحك وما رد عليها شوي وسألها " وش اللى في ايدس .." وهو يأشر براسها لقميص النوم اللى خشته ورا ظهرها .. " ولا شي .." كذبت مها .. " لونه أصفر فقع عينى وتقولين ولا شي ..!!!" علق ماجد بخبث .. " هدية من موضى .." ردت مها وهى تبلع ريقها قدام ماجد " وجابت بعد فستان للجوري عشان العيد .." كملت بسرعه عشان ما ينشدها وش نوع الهديه الصفرا .. التفت ماجد صوب سرير الجوري اللى غارق فى النصف الثانى المظلم من الحجرة .. " الله يكثر خيرها .. تعالى الحجره أبيس .." طلع قدامها وهو يأشر لها براسه تتبعه للحجره .. انتظرت مها لين اختفى من قدامها وخذت القميص الاصفر ودعسته فى الكبت بين أغراضها .. طلعت لها جلال والتفتت تشوف بنتها .. لقت القميص الثانى البنفسجي خذته ودعسته بسرعه جنب اللى قبله مهى بناقصه يشوفه بعد ..
دخلت الحجره وكان ماجد قاعد على طرف السرير .. " تعالى .." أشر لها على السرير جنبه .. قربت وقعدت .. شافت الأكياس اللى كان عليها اسم محل مشهور للعود .." مادرى شلون نسيت اشترى العود حق ابوى ذى السنه .." مها اللى كانت تعرف ان ماجد متعود يشترى العود ودهن العود لأمه وأبوه مخصوص قبل رمضان .. وقبل العيد .. فهمت وش عنه يتكلم .. ومع ذلك ما ردت .. انشغلت تشوف اصابعه وهى تفتح الأكياس .. " هذا لأبوي .. أربع كيلو عود .. وهذا لأمى .. " سكت ودنق وهو ياخذ أخر كيس " وهذا لس .." مده لها وهو يبتسم .. مدت ايدها له وهى مندهشة .. أول مره يجيب لها شي .. فتحت الكيس .. شافت كيسة عود .. وغرشة دهن عود فى علبة .. وغرشة ثانية لونها غامق .. " هذى مخمرية .. يقول الهندى اللى يبيع انها زينه حق الشعر.. شميتها وعجبتنى ريحتها وشريتها .. مادرى هى زينه والا هو لعب علي .." رد ماجد وهو مغضن حواحبه .. فتحتها مها وهى مترددة .. حطت منها على ايدها .. شمتها .. ريحتها حلوة .. كانت سائل لزج غامق وفيه مثل الرمل الناعم .. " هاتيها .." مد ايده لها وخذاها منها .. التفت كله صوبها ومد أيده يسحب جلالها وينزله عن رقبتها .. " كذا يحطونها .." صب على اطراف اصابعه منها ومد ايده ورا اذنها .. وغمر شعرها بالعطر الثقيل .. غمضت مها من حست بلمسته .. وصار حلقها جاف .. مد ايده للجهة الثانية ودخل اطراف اصابعه بالعطر فيها .. " بس .. كذا " قال بصوت هامس .. بلعت مها ريقها وفتحت عيونها .. كانت عيونه حكاية .. " مبارك عليس الشهر .." تغرغرت عيونها بالدمع وهى تتذكر أنها ممكن تنحرم منها قريب .. غمضت ونزلت راسها .." ليه البكا .." سألها .. رفع راسها بايده .. " ولا شي .. بس تذكرت أهلى .." ردت بغصه .. " ولا يهمس .. بكره نفطر عندهم كلنا .. " قال لها وهو يضم راسها لصدره .. خنقتها العبره وهى تشوفه يعاملها بطيبة زايدة .. لازم تتماسك .. " ماتقصر .. " رفعت ايدها تمسح خشمها .. مد ايده يمسح وجهها " خلاص ما ابي أشوف دموعس .. أنا بأطلع لأبوي في المجلس يبينى ضرورى عنده رياجيل .. والا ماكن خليتس لحالس .. تبين شي .." قال لها وأصابعه تمسح عيونها .. " سلامتك .." .. قام وخذا الكيس حق ابوه وطلع .. وهى تطالعه بعيون كلها دمع ..
::
::
::
ثانى يوم رمضان قبل الفطور نزل ماجد ومها والجورى فى بيت ابو ناصر .. وكانت سياره أحمد قدامهم واقفة .. دخل ماجد المجلس ومها وبنتها البيت .. كانت فرحة منيرة بشوفة بناتها كلهم عندها كبيرة .. خاصه عقب ما فضى البيت عليها .. وصارت تحس بوحشة كبيرة .. لجزء من اليوم .. رجعت حياة بيت ابو ناصر لماضي حلو كان يجمعهم مع بعض .. لحظات ضحك وفرح بين الأم وبناتها اللى كانوا يجهزون الفطور .. ويقسمون الصحون بين المجلس والبيت داخل .. جو كانت تغمره السكينة والأطمئنان والفرح البسيط الخالى من أى هموم .. مها اللى لاحظت الحزن في عيون أمها .. واحساس الوحدة اللى كان غريب على ملامح الوجه الحبيب كان قاتل .. متى وشلون كل هذا صار .. التفتت لساره اللى كانت بكل حيوية تسولف لهم عن بيت أهل زوجها وعن طيبتهم معاها .. معقول ما انتبهت للشي هذا .. والا مثل دايما .. تتجاوز كل أزمات الحياة بروح عاليه وبقلب مليان أمل وفرح .. على عكسها هى .. ابتسمت وهى تشوف أمها تضحك على كلام أختها ..
أبو ناصر .. كان مرتاح وهو يشوف رياجيل بناته حوله .. اختيار الله سبحانه وفقه فيه .. عشان يرتاح قلبه .. ويتطمن على بناته بعد عينه .. مروءة وشهامة وطيب اصل ودين .. كان يسمعهم يتهاوشون حوله من الأغلى عنده .. زوج الكبيرة والا زوج الصغيرة .. وكل واحد يعدد الاسباب اللى تخليه أغلى من الثاني .. والجوري فى حضن ماجد مستانسه .. تنهد براحة .. وحمد ربه وشكر فضله اللى أنعم عليه بولدين مهو من صلبه .. بعد ماحرمه الذرية الا من بنتين ملوا عليه حياته سنين وعقبها كل وحده توفقت مع زوج .. وراحت معه تملا حياته وتكمل دورها فى الحياة .. أذن المغرب .. افطروا على تمر وقاموا يصلون وعقبها قعدوا يفطرون سوا .. وعقب الفطور استأذن أحمد وماجد عشان يطلعون .. وقبل لا يطلع ماجد نادى مها .. " لخلصتى دقي علي تلفون عشان أجى أخذس .." وصاها قبل لا يطلع .. " ماله داعى بأروح مع دريول أهلى .." قالت له .. " لأ .. أنا اللي بأجي أخذس .. زين .." حذرها وهو يمسك طرف خشمها بمحبه .. " ان شاء الله .. " ردت وهى تبتسم .. لمس خدها " يالله مع السلامه .." .." فى أمان الله .." ردت عليه وعيونها تتابع طيفه لين اختفى .. " أنتو ماتستحون .. شيبان وعدكم تسوون ذى الحركات .." قالت ساره وهى تطل من ورا الباب .. " شيبان فى عينس .. وش عندس واقفه مثل ابليس عند الباب .." انحرجت مها من أختها وردت عليها بعصبيه عشان ما تضحك .. " انتظر دوري يا جولييت .." ردت ساره وهى تسبل عيونها .. " أنتى قبل العرس مافى وجهس حيا عشان نقول ذلحين انس تستحين .. وخرى وراس .." دخلت مها ودفت أختها من طريقها وهى تكتم ابتسامتها .. " الله يرحم الحال بس .. باروح اشوف روميو السوري وينه .." قالت ساره وهى تطلع جوالها عشان تتصل في رجلها .. " طلع .. شكلس مجننته وما صدق ينزلس عند أهلس .. " قالت مها بشماته .. " أفااا .. يا اختى حرام كسر الخواطر .." ردت ساره بحزن وقطعها صوت جوالها " موتوا بغيظكم .. هذا هو يتصل .." ردت بفرح وهى ترقص حواجبها .. " الله يهنى سعيد بسعيده .." لفت مها عشان تدخل وهى تضحك وخلت أختها برا تكلم رجلها ..
::
::
::
دخلت على أمها فى الصالة .. " راح رجلس .." سألتها أمها .. " ايه فديتس .." .. " وش علومه معس .." نشدتها .. " علوم خير يمه .. الحمدلله .." ابتسمت مها لأمها اللى للحين تحاتيها عقب حوالي نص سنه من زواجها .. نص سنه ..!!! مسرع ما تمر الأيام .. سرحت مها وهى تقهوى أمها .. اللى تسولف لها عن جيرانهم و ولدهم المسجون عشانه دعم هندى ومات .. دخلت عليهم ساره وقطعت حبل أفكار مها .. شوي ودخل عليهم أبوناصر عقب ما تسبح عشان يعلمهم انه بيطلع بيصلي التراويح وعقبها بيروح معزوم على السحور .. قامت له مها تدخنه قبل لا يطلع .. حب راسها بكل حنان الدنيا .. غارت منها ساره وقامت تحضن أبوها وتدف أختها بعيد عنه .. " والله مانتوا ببعيد من رياجيلكم .. كل واحد يقول لى من الاغلى عندك .." ضحك أبو ناصر وهو يعلمهم .. " ماتبي لها كلام يبه .. طبعا أنا وأحمد .." ردت ساره وهى تطلع لسانها لأختها الكبيرة .. " أنتى واختس عينين فى راس .. الله يكبر حظوظكن ويفرح عيونكن بعيالكن .." ضم ابو ناصر بناته لصدره وطلع .. انقبض قلب مها ماتدرى ليه .. تعوذت من الشيطان ورجعت تقعد جنب امها تدخنها ..
قريب الساعه 11 جا أحمد وخذا ساره .. وعقبها بشوي طلعت مها وبنتها مع رجلها .. " عسى استانستوا .. " سألها ماجد وهو يشوف الجوري اللى راقده على حضنها .. " ايه الحمدلله .." ردت مها .. " امى منيره فيها شي .." سألها .." مافيها الا العافيه .. ليه .." استغربت مها سؤاله .. " مادرى والله .. بس مهى بمثل ما أنا خابر .. قلت يمكنها تعبانه والا شي .." حتى هو .. الغريب .. حس بأمها .. وهى التهت بحياتها ومشاكلها .. اللى خذتها بعيد عن الأحساس بأمها وبضيقة صدرها .. لامت نفسها وقررت ماتخلى شي يبعدها عنها مهما كان .. ضمت بنتها لصدرها بدون شعور .. وصلوا للبيت .. انتبه ماجد لسياره واقفة عند باب بيتهم " شكل أمى عندها نسوان .." .. التفتت مها صوب ماكان ماجد يطالع " هذى مهوب سيارة بيت خالتك .." سألته .. " قرص عيونه عشان يشوف عدل " اى والله .. فرصه اسلم عليها وأبارك لها فى رمضان .. بتجين معى .." التفت لها يسألها .. " شوفة عينك .. الجوري راقده وما أقدر أخليها لحالها .. وأنا والله تعبانه والا لها الحق نجيها .." ردت مها .. " أنا كلمت المكتب خلاص والشغاله ان شاء الله بتجى عقب العيد .. يوم قلتس لس ذكرينى وما ذكرتينى .. خلاص أنزلى وأنا بأروح أسلم عليها .." .. " أسوي لك سحور .." سألته .." لا معزومين عند تركي .." .. نزلت مها ونزل ماجد قبلها عشان يشل الجوري الراقده .. نزلهم ماجد ومر على البيت العود يسلم على خالته ومن هناك راح يتسحر عند تركى ..
::
::
::
مرّت ايام .. ومها ما خلت أمها .. أن ما مرتها نص ساعه والا اتصلت فيه مرتين ثلاث فى اليوم تطمن عليها .. كانت الأوضاع بين ماجد ومها عادية .. مها اللى فكرت واجد أنها تغير من حياتها معه .. كان يمنعها شي واحد .. موقفه من الزواج الثاني .. اللى للحين ماتحدد .. كل ما قررت تبدا الخطوة الأولى تذكرت أخر مره وش صار لها يوم جرحها بكلامه .. صدق معاملته لها تغيرت للأحسن .. بس يمكن هذا تمهيد عشان يعلمها أنه بيعرس عليها .. ينكسر قلبها لوصلت للمرحلة هذى من التفكير .. الحنان اللى تحسه فى عيونه وفى لمساته لها .. الشعور بالذنب اللى يظهر مرات بشكل خاطف في نظراته .. كل هالأشياء تخليها ودها تقرب منه وتضمه وتقول له لا .. لا تاخذ غيري .. أنا بس اللى اقدر أعوضك .. وأنت بس اللى تقدر تحتويني ..
لحظات الفرح تجبرنا نتصرف بدون شعور .. وبيأس بعض المرات .. مها اللى حست براحه أكبر فى التعامل بمحبة وحنان مع ماجد .. أدمنت لحظات الود والراحه اللى تجمعهم بعيد عن التوتر والخلافات .. تجرأت أكثر وصارت تمشى قدامه بدون جلال .. بس عشان تحس بشعور غريب من البهجة والخجل لشافت نظراته لها وهى تتبعها .. رجعت تنتظره مثل أول .. تسهر عشان تشوف بسمته لمن رجع ولقاها قاعده فى الصالة تنتظره .. مجهزة الشاهى والكيك .. تسرق من الزمن لحظات لها وله .. تكون فيها بس مها .. ويكون هو فيها حلم ماجد .. اللى ماتحقق لها ..
وهى واقفه قدام المنظرة تشوف وجهها .. تلمسه .. هل معقوله هذى أنا ؟؟ هالانسانه اللى واقفه قدامى تتعدل وتتزين عشان زوج يشوفها مثل أخته .. وناوى يتزوج عليها .. هى أنا ..!!! شافت قميص النوم الوردى اللى لابسته .. كان نص كم .. مشقوق بدانتيل ناعم .. وطويل يغطيها كلها .. هل هذى هى مها اللى توعدت وحلفت انها ماتسامح ولا تنسى .. تغيرت اشياء واستجدت أشياء .. وفيه أشياء ما ماتت رغم الوقت .. والماضي .. وبالنهاية هو زوجى وهذى حياتى .. وأنا استحق فرصة ثانية .. عشان أعوض كل اللى فات .. مستحيل أكون غلطانه .. هو يميل لى .. وأنا أقدر أحول هالميل لحب .. وأكسبه طول العمر زوج لى وأبو مايتعوض لبنتى .. لمست وجهها وهى تبتسم ..
::
::
::
ماجد .. اللى غزا قلبه شعور الذنب واحساس أنه أهان مها قبل يهين نفسه لما حاول ياخذ حقه منها بالقوة .. أو هذا اللى خطر في باله .. واللى زاد هالشعور ألم أنه مهوب قادر يتذكر اللحظات اللى عاش عمره على رجاها .. لحظة لما يقرب منها .. اللى بدأت يوم حضنها على أرض غريبة وفى مكان غريب لما حس انها محتاجته مثل ماهو محتاجها يوم مرض بنتها .. وصارت تتراكم فى صدره .. يوم ورا يوم وليلة ورا ليله .. حبسها كبرياء روح وخوف قلب أنها ترفضه .. وهذا اللى صار .. بعدها انقلب شي في قلبه الى سواد يلتهم كل احساس حسه صوبها .. لكن سبحان الله .. قدرت ترّجع مكانتها فى قلبه مثل أول ولا كأن مر عليها شي .. صارت اللحظات الهادية اللى تجمعها معه غالية .. وصار هو حريص عليها أكثرمنها .. يحاول يتجنب زعلها مثل ما يدرى انها تتجنب زعله وتسعى انها ترضيه .. صارت الراحه اللى توفرها له كل مارجع بالليل جنة فى حياته .. برغم ان علاقتهم ناقصة كزوجين .. إلا انه راضي فيها .. وبيخليها للوقت .. هو الكفيل بس أنه يداوى كل جرح فى النفوس .. مثل ما حاولت أنها تتحرر من قيود واجد في حياتها معاه .. وأبسطها غطا راسها قدامه .. هو بعد صار الماضى بالنسبة له أشباح قديمة ما لها اساس على الواقع .. صار بكل سهولة يقدر يبعدها عنها بنظرة رضا من عيون مها ..
دارت كل هالأفكار فى راسه وهو يدخل مفتاحه فى الباب ويدخل البيت قريب 12 ونص ..
ابتسم وهو يشم ريحة العود .. وريحة خفيفة لعطرها اللى تحبه .. تقول له انها كانت هنا قبل لحظات بس .. طلع فوق .. ومثل ماتعود كانت قاعده قدام التلفزيون تنتظره .. " السلام عليكم .." سلم عليها .. " عليكم السلام يا مرحبا .. " .. " تسحرت .." سالته .. " ايه الحمدلله .. " رد عليها وهو رايح صوب حجرته .. " تعال اقعد تقهوى .." نادته .. " زين خلنيى افصخ ثوبي بس .." دخل حجرته وحط مفاتيحه وجواله على الكومدينو .. وفصخ غترته وثوبه .. دخل غسل وجهه وايديه وتعطر ومشط شعره وطلع لها .. " شأخباركم .." .. " أخبار خير الحمدلله .. " ردت عليه وهى تصب له شاهي .. " شأخبارك .." نشدته بهدوء .. " الحمدلله .. وين الجوري .." سألها وهو يلتفت ورا لحجرتها .. " راقدة .." .. " فديت قلبها .." قعدوا يتقهوون بصمت وهم يتابعون النلفزيون .. " الا باسألك .. أمى نوره متضايقه من شي ؟؟.." سألته .. " لأ .. ليه وش بلاها .." رد عليها وعينه على المسلسل .. " مادرى .. من أمس وهى متغيرة .. حتى روضه مهوب طبيعيه .. ونوف كله تعبانه وقاعده لحالها .." قالت مها .. " ما قالت لس روضة شي ؟؟.." سألها وهو يشوفها بطرف عينه .. "شي ..؟؟ وشو عنه .." سألته وهى تعقد حواجبها .. " خالتى .." رد بكلمه وحده .. " لأ .. وش فيها خالتك .. عسى ماشر .." نزلت بيالتها وانتبهت له .. " خالتى خطبت روضه لولدها فهد .." تجمدت مها لثواني .. كانت كافيه عشان يلاحظ ماجد ردة فعلها وينكمش هو بعد .. " خطب روضة ..؟؟" سألت بصوت مبحوح .. " ايه روضة .. وش فيها .. ناقصة شي عشان ماتعرس .." رد بتوتر.. " لأ .. بس .. نوف .." وسكتت .. " نوف بيجيها نصيبها .. " سكت ودنق يشوف الشاهى .. " يضايقس الموضوع .." سألها .. " وليه يضايقنى .. بالعكس .. روضة بنت حلال وتستاهل كل خير .. و ولد خالتك ماعليه كلام .. الله يوفقهم .." ردت مها وهى تاخذ بيالتها وتشرب .. " للحين ما وافقت .. " .. " ما سألتها ليه .." رفعت راسها له تنتظر جوابه .. " شكلها مهى بمرتاحه للموضوع كله .." رد ماجد وهى يقرص عيونه فى الفراغ اللى قدامه .. " ماتدرى وش الصالح فيه .." ردت مها وهى سرحانه .. " ليه ما تكلمينها وتقنعينها .." .. " أكلم روضه .." .. " ايه .. طبيعي انها تخاف وماتقدر تاخذ القرار لحالها .. كلميها وشوفي وش تقول لس .. " .." يمكن أمى نوره ماتبينى أتدخل .." .. " ماعليس من أمى خليها علي .. أنتى شوفى وش مضايق روضة ومخليها مترددة بس .. " .. " ان شاء الله .." .. مها اللى حست أن الجو تغير .. وماكان هذا اللى تبيه .. لامت نفسها .. والله أنى ملقوفة والا وش لى أجيب طاري أمه اللحين .. وقته عشان نسولف فى أشياء تجيب الهم .. التفتت عليه شافته سرحان حاولت ترجع مزاج ماجد مثل ماكان .. " ودي أشوف مدرسة
زينة للجوري .." قالت أول شي خطر على بالها .. " وش مدرسته .. تراها صغيرة .." رد مستغرب .. " ذلحين يدخلون من عمر 3 سنين .. بتستانس أحسن من قعدة البيت .." ردت عليه وهى تبتسم .. " مهى بمشكلة .. نشوف لها مدرسة .." .. قعدت تمسد قماش الروب الحرير على رجيلها بتوتر .. لمحها ماجد من طرف عينه ..
" جديد ..؟؟" سأل عقب لحظات صمت .. " وش الجديد .." سألته .. " قميص النوم .." .. " ايه .." ردت باحراج وهى مدنقه .. وش تقول بعد وثلاث أرباع جهازها للحين جديد .. بتوتر .. دخلت شعرها ورا أذنها .. وحست بالحر .. وهى تلاحظ نظراته لها .. وقلبها يدق بقوة .. " لاتقصين شعرس .." قال بصوت ناعم .. " هاه .." .." شعرس .. لا تقصينه ابد .. لأنى أحبه طويل .." تكلم بصوت واطي وهو يلمس خصلات شعرها .. بلعت ريقها بصعوبة .. " مها .." .. رفعت عيونها له بدون ماترد .. " أبي أكلمس فى موضوع شاغل بالي .. " .. " خير .." .. " تذكرين يوم كنت مريض .." هزت راسها له .. " أبي أعرف .. " تردد شوي " صار شي بينا ؟؟.." سألها وعيونه في عيونها .. يدور الحقيقه .. " شي ..؟؟ شي مثل ايش ..؟؟" ردت وهى مافهمت وش يقصد .. " مثل اللى يصير بين اى زوج وزوجته .. " .. ولع وجه مها من الأحراج وماعرفت وش ترد .. " جاوبيني .." سألها وهو يرفع وجهها عشان يشوفه .. " لا .." ردت بصوت واطى .. " والله .." .. " ايه .. ليه أنت ما تتذكر وش صار .." سألته وهى ترفع عيونها له بتردد .. مارد عليها ضم راسها لصدره وهو يتنهد براحه ويحمد ربه فى قلبه أن الشي اللى كان خايف منه ماصار .. " لا .. ما أتذكر .." رد عليها وهو مغمض ومسند دقنه على راسها .. هى ذابت فى احساس الدفا على صدره .. ودقات قلبه القويه تحت راسها تقول لها وش كثر هى تحبه .. حطت ايدها على صدره فوق قلبه .. كأنها تلتمس منها الأمان والسكينة .. والفرح .. " قولي لى .. وش صار .." همس فوق راسها .. تنهدت وحكت له وش صار فى ذيك الليله يوم تعب .. ويوم شق بيجامتها .. ويوم سهرت عليه وهو مسخّن .. كان ماجد يسمعها وهو مغمض عيونه ويتخيل شكلها .. وريحة عطرها تملا كل خليه فيه .. يحس بكفها الصغيرة على صدره .. هى سكتت من زمان .. بس هو ماكان ناوى يكسر هاللحظة اللى تجمعهم .. ولا دفا قرب هالانسانه اللى سكنت روحه من سنين ..
مها من التعب غفت على صدره .. حس ماجد بانتظام تنفسها وعرف أنها رقدت .. ناداها بهمس بس ماردت عليه .. هزها بشويش .. " هاه .." .. " قومى خلينا نرقد داخل .. " قال بصوت واطى .. " زين .. " وقف ماجد وطفى التلفزيون .. مسكها من يدها ومشوا خطوات صوب غرفة النوم .. ماجد اللى كان خاطره تنام مها بغرفته تضايق يوم شافها دخلت حجرة الجوري ببساطه .. دخل وراها .. وضمها وحب راسها " تصبحين على خير .." تجاوبت معاه بشكل تلقائى .. ما حبّ أنه يضغط عليها أكثر .. طلع لغرفته .. وقرر يتهجد شوي ويدعى ربي أنه ييسر لهم كل خير ..
::
::
::
ومثل هالوقت .. قبله بكم ساعه .. فى حجرة روضه .. اللى كانت تتكلم على الجوال ومتضايقه " يعنى وش أسوي .. " .. " أمى مهى براضيه .. ونوف مطنقرة ومن أمس وهى مسويه حملة بكا لها أول ومالها تالى .. " .. " يا أختى الحمدلله اللى قالت لنا أمى وحنا لحالنا .. لو تشوفين كيف تغير وجهها كنه دخلها شيطان .." .. " الله لا يبارك فيها من خطبة .. ناقصين وجع راس .." .. " ما قلت فيه شي .. بس تعرفين .." .. " داريه .. يعنى وش تبينى أسوي وهذا موقفها غير انى أرفض .." .. " ما عطتنى فرصه أكلمها .. زين انها نزلت اليوم تفطر معنا وعقبها ماعاد شفناها .." .. " والله يا موضي تعبانه وماجد يضغط علي .. مكلمنى يقول الرجال يبي رد وماله داعى التفكير .. " روضة اللى كانت تدور حول نفسها فى الحجرة من التوتر .. " واللى يرحم والديس كلمى أمى وقولى لها انى معيه .. وانى ما أبي العرس ذلحين .. قلت لها وضاقت علي ولعنت خيري .." .. " تقول وش فيه ولد اختى ماتبينه .." .. " خلاص تصرفي أنتى .. يالله اخليس ذلحين .. زين .. لا ما انا بمكلمتها لين تجين .. زين .. يالله تصبحين على خير .. فى امان الكريم .." .. سكرت من أختها وقعدت على طرف السرير تتنهد .. تعبانه من التفكير .. ضغطت على عيونها وقطت الجوال جنبها وطاحت على ظهرها وعيونها ترسم أشكال خياليه على السقف ..
مرت ايام رمضان وقت الفطور مثل كل يوم .. أم محمد تركت تنظيم الفطور لمها .. لكن هالشي ما منعها من التنكيد على الكل .. قبل الفطور كانت مها قاعده على السفره مع بنتها وروضة قاعده جنبها ورابطه راسها اللى كانت تشتكى منه من الظهر .. وأم محمد قاعده على أعصابها .. شوي ودخلت عليهم نوف .. " السلام عليكم .." دنقت على أمها وما عبّرت الباقيين .. " تو الناس كان رقدتى للعشا .." نقدت عليها أمها .. " وش تبينى أقوم اسوي يمه .." ردت نوف بملل .. " قومى قابلي الفطور .." .. " وهالخدم والصبيان وش حاجتهم حاطينهم .." علقت نوف .." مالت على شبابكن .. يوم أنا فى عمرس ابزى فهود وأشتغل في البيت لا خدامه ولا غيره .." .. " يمه واللي يرحم والديس ما أبي محاضرة ..راسي يعورنى ومهوب ناقصه " ردت نوف وهى تقلّب عيونها .. مها ماعلقت ودنقت تأكل بنتها .. وروضه ما طالعت أختها اصلاً .. أذن المغرب وأفطروا .. وكالعاده راحت مها لقسمها وغيرت ثيابها وصلت .. ورجعت عقب صلاة العشاء .. مرت الصاله تشيك عليها وحطت بنتها عند الشغاله وطلعت فوق .. مرت من قدام حجرة روضه وكملت مشى .. وقفت عند بابها .. خذت نفس عميق ودقت الباب .. " نعم .." سمعت الصراخ من داخل .. فتحت الباب ودخلت ..
::
::
::
بعد التراويح .. وفى مجلس أبو محمد .. كان المجلس مليان .. والعيال يقهوون الرياجيل .. شوى وقعد فهد جنب ماجد .. " يا اخى مايسوى علينا .. قل لأبوك يجيب له مقهوى .." .. " وليه المقهوى تراك موجود .." رد ماجد وهم يكتم ضحكته .. " يا اخى تعبت ما يسوى علي .. لا وهذا وأنا قايل باخذ نص رمضان أجازة .. عز الله ما ارتحت شكلى بأكنسلها خير شر .." قال فهد لأخوه بصوت واطى .. " يعنى ذلحين هذرتك ذى كلها عشان وقفت نص ساعه تقهوى .. ترانى قبلك أقهوي سنين .." رد عليه ماجد بصوت جدى .. " ايه وأحالوك ذلحين على التقاعد وأنا مسكت مكانك .. والله العالم الى متى .." ضحك ماجد ومارد عليه .. " ألا أنت ما أنت بناوى تجيب لك عيال يمسكون عقبي القهوة .." انعصر قلب ماجد من كلمة أخوه اللى قطها عليه وهو مايدرى .. " عيالي مهوب ماسكين القهوة .. وبتمسكها أنت وعقبك عيالك .." رد ماجد عليه عشان يرفع ضغطه .. " الا على طارى العرس .. صحيح بتاخذ الثانية .. " سأل فهد أخوه بهمس .. قرّص ماجد عيونه فى أخوه " لا تخايلنى كذا .. معناه العلم صحيح .. يا أخى ارحمنا .. توك معرس مالك سنه وتبي تثني .. خل الدور لى .." .. " قم قهوى العرب قم .. ماعندك الا ذا الكلام الفاضي .." نزره ماجد بعصبيه .. " لاتدف زين .. بأقوم بأقوم ..لكن ترى مافيه عرس الا عقب ما اعرس أنا .. " قام فهد وهو مايدري أنه فتح فى قلب أخوه جرح جديد ..
::
::
::
" السلام عليكم .." سلمت مها .. " عليكم السلام .." ردت نوف من بين ضروسها ورجعت تبحلق في شاشة اللاب توب حقها .. " صليتى .." سألتها مها وهى للحين واقفه عند الباب .. " وأنتى وكيل علي ..؟؟" ردت نوف وهى ترفع حواجبها مستغربه .. " لا والله .. بس قلت أنشدس يمكن نسيتى وأنتى قاعده على النت .." ردت مها بهدوء وماخلت أسلوب نوف البارد يأثر عليها .. " لا ما نسيت .." ردت نوف ونزلت شاشة اللاب وهى تكمل كلامها " نعم .. فيه شي .." سألتها بضيق .. " بغيت أتكلم معس فى موضوع .." قالت مها .. " وش موضوعه ..؟؟ ما أخبر بينى وبينس مواضيع .." ردت نوف وهى تمط شفايفها .. " لأ فيه .. ومواضيع قديمة بعد .. " ردت مها بثقة .. قرصت نوف عيونها فيها " وش عندس .." سألتها بضيق .. " ممكن أقعد قبل ما أتكلم .. " سألتها مها .. " تفضلي .. " ردت نوف من ورا خاطرها .. دخلت مها وسكرت الباب وراها بكل هدوء وقربت منها وقعدت على طرف السرير .. " شوفى يا نوف .. أنا قبل أكون مرة أخوس بنت عمس .. يعنى دمنا واحد .. وتعرفين مكانتس عندى .." سكتت مها تشوف تأثير كلماتها قبل تكمل .. " وبعدين .." قالت نوف بملل .. " يعنى بكلمتين .. أمرس يهمنى .. " سكتت مها تنتظر تعليق نوف ولما شافتها ساكته كملت كلامها " أبي أسألس سؤال .. عاجبس وضعس .." .. " أى وضع بعد .." نشدتها نوف .. " اللى أنت فيه .. عزلتس عن أهلس .. قعادس طول الوقت لحالس .. نفسيتس التعبانه من كل شي ومن أى شي .. معاملتس الجارحه لى بدون سبب .. ليه يا نوف .. ليه تسوين بعمرس كذا .." تكلمت مها بحرقه قلب .. " وأنا شكيت لس الحال ..؟؟" توترت نوف من كلامها .. " مهوب لازم تشتكين عشان أحس فيس .." انقبض وجه نوف للحظات .. دنقت وماردت .. " نسيتى .. ترانى مها .. اللى كانت لس أقرب حتى من خواتس .. أعرف وش اللى مضايقس قبل لا تقولين .. وش اللى تفكرين فيه .. ليه يا نوف تغيريتي .." سألتها بصوت واطي .. " ماتغيرت .. كنا بزران ولا نفهم .. " بررت نوف .. " واللى أنتى فيه ذلحين تسمينه فهم والا كبر سن ..؟" سألتها مها بشك وهى ترفع حاجبها .. " ذلحين أنتى وش تبين بالضبط ..؟؟" تنرفزت نوف وسألتها بتوتر .. " أبيس تفهمين وتصحين من الوهم اللى أنتى فيه .." ردت مها بصوت حاد .. " أى وهم أنتى بعد .." رفعت نوف حواجبها .. " نوف .. أنتى كرهتينى وأنا مالى ذنب .. وقلبتى حياتى فوق تحت حتى عقب ما تزوجت أخوس ومع ذلك .. سكت وما تكلمت .. ناويه تكررين القصة نفسها مع روضة ..؟؟ " وقفت نوف وهى تنتفض " وش قصدس .." سألتها بصوت قاسي وشفايفها ترتجف .. " أنتى فاهمه قصدي عدل .. يا نوف .. ماحد ياخذ الا المكتوب له .. وهالأنسان مهوب مكتوب لس .. لا تضيعين حياتس وحياة أختس وتخسرينها عشان وهم .." ردت عليها مها وهى تطالعها واقفه قدامها تنتفض وعيونها مليانه دموع .. " أنتى اللى خليتيه وهم .. لو ما وقفتى فى طريقي كان خذانى من زمان .." ردت نوف وهى ترتجف .. " وقفت فى طريقس ؟؟ " وقفت مها تكلمها " اللى يسمعس يقول انى مسكته من ايده وغصبته يخطبنى .. والا ربطت عيونه عشان ما يشوفس ومنعته عنس .." قربت منها " يا نوف هذا ولد خالتس .. يعنى أقرب لس منى .. أمه خالتس .. لو يبيس ما منعه عنس شي .. لا أنا ولا ألف غيري .." صدت عنها نوف بعصبية " وش تبين منى ذلحين .." عطتها ظهرها وهى تكلمها .. " أبيس تهدين وتفكرين عدل .. وقبل هذا وذاك يكون عندس ايمان أن الله ما يظلم عبيده .. وماحد ياخذ غير المكتوب له وتكون عندس ثقه فى أن الخيره فيما اختاره الله .. لا تخسرين أكثر مما خسرتى ترى مابقى فى العمر شي .. والنفوس ما تتحمل ظلم أكثر من اللحين " حست أن الكلام فى الموضوع هذا انتهى .. وحالتها ما تحتمل نقاش أكثر من كذا .. لفت عنها عشان تطلع .. وقبل ما تفتح الباب التفتت عليها " كرهتينى وأنا بنت عمس عشان موضوع خطبة ماتم .. مستعده تكرهين روضة .. أختس .. عشان هالشي بعد ..؟؟" نوف .. ماردت عليها .. مها اللى شافت ظهرها يرتجف وهى تحبس دموعها .. تنهدت وطلعت سكرت الباب وراها بهدوء .. وايدها ترتجف .. وهى تدعى في قلبها أن الله يهديها لنفسها ..
مرت على حجرة روضه اللى كانت على سجادتها تقرا قرآن .. حست فيها يوم دخلت .. سكرت المصحف ولفت عليها " أهلين مهوي .. وش عندس مشرفه البيت فوق .." .. " أبد خلصت صلاتى وجيت أشوفكم ..
::
::
::
خلصتى .."سألتها .. " ايه الحمدلله .. " قامت تطوى سجادتها وجلالها وتحطهم مع المصحف على السرير .. "روضه .. " .. " خير .." .. " ودى أكلمس بموضوع .. " .. " قولى .." ردت عليها وهى تفك شعرها قدام المنظره وتربطه مره ثانيه بالعضاضه .. " أنتى ليه ماتبين ولد خالتس ؟؟.." .. تجمدت ايدين روضه وهى ترتب قذلتها دنقت للحظات " من اللى قالس .." .. " مهوب مهم اللى قال لي .. أنا أشوفس مثل ما اشوف ساره .. وتهمنى مصلحتس .. واللى نعرفه كلنا أن فهد رجال ونعم .. وياحظها اللى بتكون مرته " .. لفت عليها روضه وعيونها كلها حزن " دامه مثل ماتقولين .. ليش ماخذيتيه يوم خطبس .." سألتها .. " لسبب بسيط .. أنه مهوب نصيبي .." ردت مها وهى تبتسم بهدوء .. لفت روضه ومشت عشان تقعد على طرف السرير " والله ما أدرى .. الوضع صعب .." قالت وهى تلعب بأصابعها .. " أنتى عندس اعتراض على الرجّال .." سألتها مها وهى واقفه قدامها .. " لأ .. لكن .." سكتت روضة بيأس .. " قصدس عشان أختس .." قطعتها مها بسرعه .. رفعت روضه عيونها متفاجئه " شدراس .. " سألتها مثل اللى انكشف له سر مايبي الناس تدري به .. " أدرى .." قعدت مها جنبها وكملت كلامها " صلي استخاره وشوفى ربي وش كاتب لس .. أنتى انسانه مؤمنه .. ولو هو من نصيبس لو يوقفون الخلق كلهم ضده ما منعوه .. وأختس الله يهديها لنفسها .. أنتى مالس ذنب .. ولو رفضتيه عشانها يمكن ما ياخذها .. غير أن رفضس بيكسر قلوب واجد حولس وأولهم خالتس .. وأمّس " نصحتها مها بهدوء وهى ماسكه كفها بين ايديها .. " الله يكتب اللى فيه الخير .." ردت روضه .. " يالله ننزل تحت .. يمكن أمى نوره جات .." قالت لها مها وهى تبتسم لها .. " مشينا .." ..
نزلن تحت وقعدن فى الصاله يتقهون .. شوي ودخلت عليهن لولوة وأختها .. وبعد السلام والتحفى قلطوهن للخيمه .. " شلونس يا أم راشد .." سألتها مها .. " بخير الله يسلمج .." ردت لولوة .. " مبارك عليكم رمضان .. عاش من شافس ماعاد مريتينا .. " قالت لها مها وهى تمد لها فنجال قهوة .. " الله يبارك بعمرج .. ترى مرينا على أم محمد ثانى أيام الصيام نبارك لها وما لقيناج .." ردت اللاه وهى تلوى اثمها .. " صادقه .. رحت أفطر عند أهلى .. " ردت عليها مها .. " ايه .. عيل ما قال لج مايد أنه شافنا عندهم .." ردت اللاه وهى تبتسم وتشوف أختها من طرف عينها .. " والله مافيه مناسبه تجيب الكلام عنكم عشان يقول لى أنه شافكم .." ردت عليها مها بهدوء .. وهى مستغربه ليش ماحد جاب لها طارى أن لولوه وأختها كانوا هنا .. لا رجلها ولا عمتها وبناتها ..
" عيل أم محمد وينها .." التفتت اللاه تسأل روضه .. " راحت تصلي لكن أمداهم خلصوا .. " زين .. بننطرها نسلم عليها .." ردت اللاه وهى ترتاح فى قعدتها وتبتسم .. رفعت روضه عيونها ولقت مها تطالعها بشكل غريب .. تضايقت وقربت دلة الشاهى عشان تقهويهن .. كان وجود اللاه وأختها يشكل ضغط كبير على مها اللى حاولت ماتبين هالشئ على قد ما تقدر .. شوى ودخلت عليهم أم محمد اللى استانست يوم شافتهن .. ومها تستغرب من محبتها لهن على كثر ماكنت تدعى على اللاه يوم تشوفها تمشى ولدها على كيفها .. انحصرت السوالف بين أم محمد ومرت ولدها الكبير اللى كلامهم كان أقرب للهمس .. وبين روضه وبين آمنه اللى كانوا يتكلمون عن الأسواق والملابس والمكياج .. وكانت مها تتابع الكلام بهدوء وهى تراقب القاعدين .. شوي وسمعت صوت برا " يا عرب .." صوت رجّال يستأذن عشان يدخل .. " ادخل فديتك ماهنا غريب .." ردت أم محمد وهى مستانسه .. مها تعلقت عيونها بالباب وماعاد سمعت الا دقات قلبها تدوى فى راسها .. دخل عليهم .. ورجع وراه شوى يوم شاف نسوان .. " ماقلتى لى يمه عندكم أجناب .." قال ماجد من ورا الباب .. " تعال يبه مابه الا لولوة مرة أخوك .." نادته أمه عشان يدخل .. دخل وهو مدنق شوي " السلام عليكم .." .." عليكم السلام والرحمة .. " ردوا الموجودين عليه .. دخل ودنق على أمه يمسيها بالخير .. رجع وراه وقعد جنبها وسلم على اللاه " شحالس يا أم راشد .. وشلون العيال .." .. " بخير ربي يسلمك .. شلونك يامايد .." ردت عليها وهى مغطيه وجهها بشيله خفيفه .. بخير ربي يسلمس .." .. " شحالس يا بنت عبد الرحمن .." سأل آمنه بدون ما يلتفت عليها اللى كانت قاعده قدامه وماخذه راحتها .. " بخير الله يسلمك .. شلونك أنت .. " .. " الله يعافيس .." .. وقفت مها تقهوى ماجد وهى تحس قلبها يتقطع .. وأم محمد تسحبه للسوالف مع اللاه وأختها .. " مها قهوي لولوة وآمنه .." قالت أم محمد بصوت واضح .. مها اللى استغربت الطلب قامت وهى ترد بكلمة وحده " ان شاء الله .." .. شلون يتقهون قدام رجّال غريب ؟؟.. أصلاً ليه تستغرب وهى تشوف وحده منزله غشوه شيفون على وجهها بلفيت متغطيه والثانية شيلتها كاشفه نص شعرها .. وقاعدين قدام رجّال مهوب محرم لهن وكنه العيد .. يعنى جا العيب على فنجال قهوة ..!!!
بدت مها بأم محمد وصبت لها .. وعقبه خذت فنجال ماجد وهى مهى بقادره تحط عينها في عينه .. صبت على اللاه وأختها .. وقامت روضة وراها تمد لهم صينية الحلو .. " من اللى مسوي الحلو .." رفع ماجد راسه يسأل روضه .." .. " هذى مها .. " ردت وهى تغمز بعينها وتضحك .. " الحلو ما يجيب الا الحلو .. " رد ماجد وهو ياخذ قطعه ثانية .. " غير مهنا تعب .. الكتب واجد تعلم اللى ما يتعلم .." ردت أم محمد بنكد .. " ولو .. شغل أم الجورى غير .. " رد ماجد وهو يبتسم لمها وملاحظ توترها .. قعدت مها فى مكانها ورفعت راسها وجات عينها فى عين آمنه اللى كانت تبتسم لها من ورا ضروسها .. " يالله ارخصوا لى .." أستأذن ماجد عشان يطلع " وين يبه تو الناس .. " ردت أمه .. " بأمر المجلس يمه وعقبه بأطلع معزوم على السحور .." رد ماجد وهو يدنق يحب راسها .. " زين فديتك ماتوصل لولوة معك .." سألته .. تجمد ماجد " تامر أمر أم راشد .. بس وين الدريول .." سأل أمه .. " طرشته فى حاجه وبيتأخر .. ودريولهم مهوب هنا" .. " خير ان شاء الله .. زين أنا بأطلع للمجلس لمن خلصتوا دقوا علي .. " قال ماجد .. " خالصين فديتك .. اصبر بس دقايق .." أمه اصرت ما يطلع الا وهم معه .. قعد ماجد جنب روضه اللى التفتت على أخوها وهى متضايقه من تصرف أمها .. مها اللى كان لونها مخطوف .. حاولت تخفى رجفه ايديها ورا دلة القهوة اللى كانت ماسكتها بقوة لين ابيضت مفاصل أصابعها .. وتحاول ترسم على وجهها ابتسامه .. جابت الشغاله المدخن .. ودخنتهم أم محمد وطلعوا قدام عيون مها .. تبعتهم مها وروضة لين الباب الخارجي .. شافتهم مها وهم يركبون مع ماجد .. آمنه ركبت معه قدام .. التفت صوبها وقال لها شي وضحكت .. شغل الموتر وحرّك .. وراه طار قلب مها اللى وقفت على الباب تشوف خياله لين غاب .. في عينها دمعة قهر .. وفى قلبها نار .. فكرت أنها خمدت لكن كان الجمر صاحي تحت الرماد ..
كل الأحلام واياه رماد ..
كل الأمانى معه رماد ..
::؛::
مهما نعيش .. ونخطط .. مفاجأت الحياة كثيرة .. وعوائق الدروب أكثر .. ياترى .. هل راح نطير بعيد .. والا راح نظل فى نفس المكان نبكى ..الرماد ثقيل .. وكاتم للأنفاس .. لكن نسمة هو كفيله أنها توديه بعيد ..
::؛::
كان هذا بارت طويل من القلوب المحرمة ..
أتمنى لكم قراءة ممتعة ..
وانتظرونى ان شاء الله بعد اسبوعين ..
أترككم فى رعاية الرحمن ..
بقايا