كاتب الموضوع :
ام عمرو
المنتدى :
روايات زهور
جزء جديد وكبير
3-الخـــــــــــــــــــــــــــــــــــائفه
وقفت يسراعده ساعات فى انتظار مرور سياره ركاب دون جدوى
وبدا الليل يلقى بظلمته على المكان مما زاد من سوء حالتها واضاف الى عبئها النفسي ارهاقا بدنيا شديد
واحست انها تكاد ان تفقد وعيها من شده التعب فارتكزت علة احد جذوع الاشجار وهى تفكلر ماذا تفعل؟اتعود الى صلاح وتطلب المبيت لديهم هذه الليله حتى ياتى النهار وتجد من يوصلها الى محطه القطار؟
كان من المستحيل ان تنفذ هذا الحل
انه لم يعرض عليها حتى ان يوصلها بسياره والده وهى تعلم بانه يمتلك سياره خاصه بل اكتفى بمرافقتها لتستقل احدى سيارات المكروباص لتنقلها الى المحطه ويا له من حبيب شهم!
اتلجا الى احد منازل الفلاحين القريبه من المكان وتطلب المبيت لديهم حتى الصباح .؟ام تبحث عن ايه وسيله مواصلات اخرى حتى ولو كانت دابه لتنقلها الى المحطه
وبينما هىغارقه فى افكارها فوجئت بسياره زرقاء تتوقف الى جوارها وقد اطل من نافذتها وجه احد الاشخاص يسالها قائلا:يبدو انك غريبه عن هنا
هزت راسها قائله :نعم
سالها قائلا :هل انت بحاجه لمساعد ما؟
اجابت قائله :اننى فى انتظار سياره مكروباص لتقلنى الى الحطه
نظر الشاب الى ساعته قائلا :سياره ميكروباص لكن سيارات المكروباص لا تعمل الان
انالسائقين يتوقفون عن العمل على هذاالخط بعد الخامسه مساء فهم مرتبطون بموعد القطار المتجه الى القاهره غالبا و القطار الاخير المتجه الى القاهره تحرك منذ ساعه
ارتسمت على وجهها ملامح القلق وهى تقول :منذ ساعه .ولكن.
سالها قائلا :
هل ان مسافره الى مصر؟
-نعم
عاد ليسالها قائلا :لماذا لاتقضين الليله فى البلده وتسافرين غدا في الصباح ؟سيكون هذا افضل
-لا استطيع
قال لها :حسن.يمكنك ان تستقلى احدى سيارات الركاب المتجهه الى مصر .انها تعمل طوال الليل.ولكنى لا افضل سفر فتاةجميله مثلك بمفردها
-هل استطيع ذلك حقا ؟
اجابها قائلا :نعم
عادت لتقول بقلق:ولكن كيف اصل الى موقف هذه السيارات ؟
اجابها :انها بجوار محطه القطار ويمكننى ان اوصلك الى هناك
احت بارتياح وهى تقول له :حقا
فتح لها الباب الجانبى المجاور له قائلا:اركبى
ركبت الى جواره وقد احست بان لقاءها به جاء نجده من السماء فى هذا الوقت
سالها قائلا وعيناه معلقتان على الطريق امامه:هل هذه هى المراه الاولىالتى تاتين فيها الى هذة البلده؟
اجابته قائله :نعم
عاد ليسالها قائلا:
الك اقارب فيها؟
-كلا .لقد كنت ازور بعض المعارف
-التفت اليها قائلا:لكن كيف يتركوك ترحلين وحدك هكذا ؟ودزن ان يذهب احدهم لتوصيلك!
كانت هذه هى المره اولى التى يتاح لها فيه ان ترى وجهه عن قرب.كان شابا جذابا له عينان يشعان دفئا وبشره سمراء محببه
وكانت خصلات شعره السوداء المتهدله فوق جبينه من اثر نسمات الهواء المنعشه ,تضفى عليه مزيدا من الجاذبيه
اما صوته .فكان قويا رخيما وان كان لا يخلو من دفء مماثل لذلك البريق فى عينيه
لم تجد ما تجيبه به .وان اثار سؤاله شجونها
ظل يحدق فى عينيها لبرهه من الوقت .ثم عاد لينظر الى الطلريق امامه
وقد ادرك ان الفتاه تعانى من مشكله ما.وانه من الافضل ان لا يلح عليها فى السؤال
قال لها دون ان يلتفت اليها مره اخرى :
لقد نسيت ان اقدم لك نفسي (سامح عبد الفضيل)
قالت له بصوت خافت(:يسرا اسماعيل)
ابتسم لها قائلا:اسم لطيف
واردف قائلا :هل تعملين يا يسرا؟
- نعم اننى مهندسه زراعيه
- اتسعت ابتسامته وهو يقول:شئ مدهش
- نظرت اليه باستغراب قائله:وما المدهش فى ذلك؟
- اجابها قائلا :لاننى انا ايضا مهندس زراعى .الى أي جامعه تنتمين يا يسرا؟
- -جامعه القاهره
- آه.لهذا لم اتعرف اليك .فمن المستحيل الا يلحظ المرا فتاه جميله مثلك خاصه ونحن نبدو متقاربين فى السن او ربما اكبرك ببضع سنوات ذلك للاننى حصلت على شهادتى من جامعه الاسكندريه
- سالته :هل تقيم هنا ؟
- اننى اقيم فى قريه تبعد عن هنابعض كيلو مترات
- وهل تمارس عملك هنا ايضا؟
- ليس بالمعنى الصحيح لهذه الكلمه ولكنى اشغل وقتى برعايه مزرعه والدى لاننى لم اعين فى مكان ما بعد
- اذا فهو عمل مؤقت
- واقامه مؤقته ايضا فانا لا انوى قضاء بقيه حياتى فى تلك القريه بالطبع
- هل تنوى السفر الى الخارج؟
- كلا ولكنى ارغب فى ممارسه الاعمال الحره
- واستطرد:ولكنك لم تخبرينى من هم معارفك الذين كنت تزورينهم هنا لابد اننى اعرفهم لان لى ايضا معارف واصدقاء كثيرين فى هذة البلدة
- اطلقت زفره قصيره وهى تنظر الى الطريق امامها قائله بعد تردد :المهندس صلاح ابراهيم
- ابتسم سامح قائلا:صلاح ابراهيم السويفى
- هل تعرفه؟
- لقد تقابلت معه مرتين او ثلاث مرات فمعرفتى به سطحيه ولكنى على صله صداقه وطيده بابن عمه محمود
- لابد انكما كنتما زملاء دراسه فهو ايضا خريج كليه الزراعه جامعه القاهره
- نعم نحن زملاء
- ولكن الدافع الذى يجعلك تاتين لزياره الاسره هنا لابد انه هناك صله قويه تربط بينك وبينهم اكثر من صله الزماله
- ولما رآها طامته وغير راغبه فى استكمال الحديث
- اعتذر لها قائلا:اسف اننى لا اريد ان ابدو متطفلا كل ما هناك اننى احاول ان اتجاذب معك اطراف الحديث حتى نصل الى موقف السيارت المتجهه الى مصر
- نظرت يسرا الى الطريق الذى انحرف اليه سامح بسيارته والذى يخترق الحقول قائله:
- ولكن ليس هذا هو الطريق
- ابتسم قائلا اعرف هذا
|