كاتب الموضوع :
ام عمرو
المنتدى :
روايات زهور
والتفت إلى أم إبراهيم التي كانت واقفة على مقربة منهم وتستمع الى الحديث بفضول قائلا:هل استرحت وأشبعت فضولك
ثم التفت إلى أبيه واختة قائلا لهما :اعتقد إننا نستطيع ان نتناول فطورنا الآن
سأله الأب وهو يتناول طعامه قائلا:وما قصة هذة الفتاة؟
لم أحاول ان اعرف عنها الكثير .........بل في الحقيقة هى لم تروى عن نفسها الكثير .كل ما اعرفه انها كانت فى زيارة لمنزل الحاج إبراهيم السويفى وأنها كانت زميلة لابنه صلاح فى الكلية
-الحاج إبراهيم وما علاقته به؟
لقد قلت لحضرتك إنها كانت زميلة لابنه صلاح فى الكلية وجاءت لزيارته
وهل يكفى ان تكون زميله لابنه فى الجامعة لكى تأتى لزيارته ؟لا بد انه تربطها بهم صلة قرابة
-اشك فى ذلك فلو كانت قريبته لهم لما سمحوا لها بالسفر بمفردها فى وقت متأخر كهذا
قالت نجوى :إذن فهي مهندسة زراعية مثلك
قال سامح فى ضجر :نعم ولكن إلا يمكننا التحدث فى شئ آخر؟
*******************************************
وفى تلك الأثناء كانت الشمس قد بدأت تعكس أشعتها داخل الحجرة التى تنام فيها يسرا من خلال الستائر الخفيفة المسدلة فوق النوافذ ليسقط الضوء على وجهها
كانت تشعر بالرغبة فى المزيد من النوم بعد التعب الشديد الذى صادفها ليلة أمس لكنها قاومت هذة الرغبة وهى تشعر بان هناك دافعا يدفعها الى الاستيقاظ
وتثاءبت وهى تلقى نظرة فيما حولها بعد ان فتحت عينيها بصعوبة
ثم ما لبثت ان هبت مذعورة وهى تستوي جالسة فوق الفراش وقد بدت لأول وهلة وكأنها نسيت كل ما مر بها بالأمس
فتساءلت قائلة:أين أنا؟وماذا افعل فى هذا الفراش؟
واستيقظت حواسها على اثر استيقاظ جسدها فاستعادت أحداث الليلة الماضية قائلة لنفسها:آه تذكرت ذلك الشاب الذى اصطحبني الى منزله وسيارته المعطلة
وأمسكت برأسها وقد أحست بصداع قائلة :يالها من ليلة !
ثم نظرت الى ساعتها وهى تهتف قائلة:العاشرة صباحا!لقد نمت عددا طويلا من الساعات أرادت أن تغادر الفراش ولكنها أحست بان جسدها لا يطاوعها على ذلك وأنها ما زالت فى حالة استرخاء شديد
وتذكرت الحلم الذى رأته فى نومها كان حلما غريب لقد رأت نفسها تغوص في الرمال المتحركة وتبحث عن أي شئ لتتعلق به فى محاولة إنقاذ نفسها دون جدوى وفجاه اتى ذلك الشاب الذى احضرها الى منزله بلامس ومد لها يده قائلا لها بصوته الرخيم ونبرة أعادت لها الاطمئنان الى نفسها:لا تخافي لقد جئت لأنقذك
وتعلقت بيده فقام بجذبها من الرمال الناعمة بقوة وصلابة حتى نجح فى انتشالها منها
وابتسمت لنفسها وهى مازالت ناعسة قائلة :لابد ان الحلم كان تعبيرا عن مساعدته لى ليلة امس
فى الحقيقة لقد تصرفت معه بوقاحة اما هو فكان مثالا للنبل والشهامة لكنه مع لك يبدو فظا احيانا وتساءلت قائلة لنفسها :ما اسمه؟
وسرعان ما تذكرت قائلة:آه اسمه سامح لقد تذكرت
وفى تلك اللحظة دخلت عليها ام إبراهيم الحجرة قائلة:هل استيقظت حظرتك؟
نعم يبدو أنى قد تأخرت فى النوم
قالت لها المراة بحنو:نوما هنيئا لقد أحضرت لك طعام العشاء بلامس لكن وجدتك مستغرقة فى النوم فلم ارد إيقاظك لابد انك تشعرين بالجوع
لا أستطيع ان أنكر لك
ساعد لك الطعام ريثما تنتهين من حمامك
استقبلها سامح بعد انتهائها من تناول طعامها قائلا:أرجو ان تكوني قد نمتى جيدا
ابتسمت يسرى قائلة:لقد استغرقت فى النوم بمجرد ان وضعت راسي على الوسادة آسفة لاننى تأخرت فى الاستيقاظ حتى الآن
لقد كنت بحاجة الى ها النوم العميق وقد نبهت بألا يوقظك احد قبل ان تستيقظي بنفسك
أشكرك على كل هذا الاهتمام وعلى كل ما قدمته لى
اننى لم افعل سوى الواجب
وكان ابوه واخته قد لحقا به فقدمهما إليها قائلا:تعالى لأعرفك بابى واختى هاهو ابى الحاج عبد الفضيل صاحب هذة المزرعة واختى نجوى التى حدثتك عنها
ثم أشار إليها قائلا :الباش مهندسة يسرا
وصافحها الأب قائلا :أهلا بك يابنتى لقد شرفت منزلنا
صافحتها نجوى وهى ترنو إليها فى إعجاب قائلة:أهلا بك يا يسرا
أهلا نجوى
واصطحبا الاب إلى الشرفة قائلا:لقد لروى لى سامح ما تعرضت له من متاعب بلامس
فى الحقيقة لولا انى التقيت به فلا ادري ما الذي كان يمكنني ان افعله؟
لقد فعل سامح ما كان يتعين عليه ان يفعله
قال سامح وهو ينظر اليها نظرة ات مغزى :لقد قدمت لى خالص الشكر والامتنان الذى استحقه بلامس
أحست يسرا بالخجل من نفسها وهى تستمع الى تلميحاته
بينما أردف الأب قائلا:ولكن قولي لى هل أنت على صلة قرابة بالحاج إبراهيم السويفى
وتلعثمت يسرا في الإجابة:كلا....... اننى..........اننى.....زميلة لابنه صلاح وقد ذهبت لتهنئته على زواجه من ابنه عمه
لكن هذه التهنئة متأخرة فقد مضى على زواجهما حوالي شهر ونصف تقريبا حسب ما علمت
لم تتح لى الفرصة لتهنئته من قبل
ولكن كيف سمحوا لك بمغادرة منزلهم في هذا الوقت المتأخر ؟وبدون أن يكلف احدهم خاطره ليوصلك إلى المحطة؟
أثار هذا الحديث شجونها وودت لو توقفوا عن الاستمرار فيه فقالت سريعا:أنا التي أصررت على الرحيل فى هذه الليلة ولم ارغب في أن يصطحبني احد
سألها سامح :لماذا؟
صمتت دون أن تقول شيئا في حين قال الأب لابنه:ربما كان للفتاة دوافعها الشخصية في ذلك فلا تلح عليها بالسؤال
سالت نجوى:ولكن الم يقلق عليك والديك لعدم عودتك بالأمس ؟
والدي متوفى ووالدتي كانت تظن اننى سأقضى بضعة أيام في ضيافة أسرة الحاج إبراهيم
ونهضت يسرا قائلة:اعتقد انه يتعين على أن انصرف الآن وأشكركم جميعا على ضيافتكم الكريمة
سألها الحاج عبد الفضيل :لما لا تبقين يوما او يومين فى ضيافتنا فى المزرعة؟!
|