يوم جميل ومبهج .الشمس ترسل اشعتها الذهبية الي الارض .. وراحت الطيور هنا وهناك تطلق اصواتها العذبه
وهفهفت نسمات الصباح محملة برائحة النعناع و اوراق الكافور ... مع وميض ماء النهر المتلألىء بأسماكه الذهبية .. و لمعت براعم الكركدية الاحمر تحت ضوء الشمس ..واتجهت زهرة تباع الشمس بوجهه الباسم الي ناحية الشمس ,,لتبث لونها الاصفر الذي يسرّ النفس ...كان يوم جميل بديع والسماء صافية رائقة ...
وهذا هو فصل الربيع فى الريف ..شفاء للعين وراحة للنفس ونقاء للصدر من خلال الهواء المعبق بالاكسجين ,,
صورة لن يستطيع مونيه ولا حتى فان جوخ التعبير عنها ,,فتلك اللوحة لابد لها من فنان تخطى كل مراحل الابداع ... لكي ينقل ولو صورة زيتية لأبداع الخالق ,,,
ولكن اين الأعين التى تستيطع ان ترى ذلك الجمال الخلاب ,,,وأي عين حزينة دامعة خائفة يمكنها ان تتذوق ذلك السحر ..ليتنا نعيش مرحلة الطفولة طوآل حياتنا .. فهى ازهى مراحل العمر واجملها ,,,
مثل ذلك الصبى الذى يرتع ويلعب بين الزروعات وهو يحاول ان يمسك بالفراشات التى تطير ببطىء متحدياّ له ,,
وراح يقفز والابتسامه تعلو وجهه.. ولامست اصابعه اجنحة الفراشات ولكن بلا طائل ..فجلس يريح قلبه الصغير من التعب بجوار نخلة صغيرة,, ..وهنا ,,,مرّت المزورة بجواره دون ان تلتفت اليه وأظنها لم تراه فى الواقع.. وراحت تقترب من النهر , , و الولد يضع يده على فمه خوفاً من ان تسمع صوت انفاسه ..ولما وجدها ابتعدت بالقدر الكافى ..ولي راكضاً الى البلدة فى فزع واضح ..كان ذلك الطفل لايسمع فى الاوان الاخيرة الا حديث المزورة ..المرأة ذات الوشاح الاسود ..التى تسكن المقابر وتمشى بين الحقول فى تخفى ..
ولمّا وصل الى البلدة دخل الدوار الخاص بكبير العائلة وهو يلهث من شدة التعب ,,
فقال له ما بك يا ابو حسيبه .؟
.قال :رأيت المزورة يا جدي ,,,,
المزورة ,, ,,أين ,,,أين يا ولدى ,,؟
متجهه نحو الهرف الغربي {الهرف هو المكان المرتفع على النهر}
الهرف الغربي..ما السبب الذي يجعل أمراة تذهب الى الهرف ,,,؟ هذا مكان لا يصلح لرسو القوارب ..
فأذاً كلام الصبي يبدو معقول ,,
...قام كامل ابو سلامه بالنداء بصوت مرتفع على ابنه وطلب منه احضار الرجال من اي مكان على الفور ومعهم السلاح
وبالفعل ما هى الا دقائق حتى حضر كمّ كبير من الرجال مدججين بالسلاح وحكي لهم كبيرهم ما حدث
ووصف لهم خطة للألتفاف حول الهرف ,,خطة شديدة الحذر ,,فلا ينبغى ان تهرب تلك المرأة من بين ايديهم ..
واسرع الرجال على عجل وقوة وانضم اليهم بعض رجال البلدة .,, وفى رأسهم هدف واحد ,,
قتل تلك المرأة ولو كانت حتى من الجنّ
يتبع ,,