كاتب الموضوع :
زيزو عتباوى
المنتدى :
الارشيف
كان المشهد مؤثر وحزين الى الدرجة القصوى
ام محموله وهى تنتحب وتبكى بكاء حاار على ولدها
ومن وراءها النساء يبكين بحرقة ولوعة على موت جابر ,,
وهى تحاول جاهده ان تصل الى جثمان ولدها المسجى على الارض
ومن حوله ضباط المباحث ووكيل النيابة وبعض كبار البلده
وكانت الاسئلة أعتيادية ..
هل علي المجنى عليه أي خصومات ثأرة او اعداء .؟
الاجابه لا ,,
وكان التحقيق يكتنفه الغموض .. والاسئلة بلا أجابة مفهومة لتكون خيط دال على جريمة قتل ..
وتم حمل الجثة التى تغيرت معالمه الى سيارة الاسعاف لمعرفة رأى الطبيب الشرعى
وكان التقرير ما يلى ,,ان الموت كان نتيجة الخنق الناتج عن الغرق وان الموت كان فى تمام الساعة الثانية والربع صباحاً
ولا توجد أى أثار اعتداء واضح على الجثة ,,وكان هذا لغز امام الرائد أشرف
ولكن لو افترضنا ان السقوط ناتج عن زلة قدم من جراء الامطار والوحل فلا لغز هنا
ودوّن ما جال بفكرة فى مذكرة واغلق القضية او بالمعنى الاصح تم الحفظ ,,
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وكان يوم حزين على القرية وعلى الأم الثكلى ,,
تم الدفن وسط نياح النساء وبكاء الرجال واصاب الناس الترقب والخوف فمع اى حالة موت تستيقظ
النفوس وتلهج الألسن بذكر الله دوماً من ناحية ومن ناحية أخرى تكثر الزيارات الى قبور المجاذيب
تبتغى الحماية للأولاد والرجال من اى خطر او مصيبة
ولا مانع من ذكر أسم المزورة ,,
,,وانتهت تلك الذكرى بعد شهران ورجع الناس لحالهم القديم ,,
ولكن تلك المرة ستكون المواجهة صريحه مع المزورة
,,وسيكون الموت قريب من الأذقان \,,الموت الذى يصحبه الرعب ..
ــــــــــــــ
يقطن خليفة حفار القبور فى بقعة مرتفعه تسمى التل ,, يعيش بمفردة وليس له ولد ولا زوجة ولا يذكر ما هى سمات وجه أمه
وابوه مات منذ سنين حيث كان يعمل حفار للقبور وورث خليفة المهنه عن والده وحيث أنه ليس لديه أرض ولا عزوة كانت تلك هى مهنته الوحيدة ومنها يأتى الدخل القليل الذى جعله يعيش على العمل فى الافراح كمقدم للطعام والشراب وفى آخر الليل يأكل ويشرب ولا مانع أذا أخذ بعض كسيرات الخبز الباقية
كان ذلك الشاب منبوذ من القرية وليس له أصحاب الا القليل وكأن هذا الشاب يعمل لدى ملك الموت
حيث أن سيرته تاتى بذكر الموت ,الموت الذى يفر منه الكثير ويشأم البعض من ذكره ,!
ولكن خليفة يسرّ ويسعد أذا سمع بالموت ,,فالموت معناه انه سيطعم بطنه الجائعة وسيدخل المال الى جيبه الخاوي
عاش وسيموت فى تلك القرية ولن تكون له ذكرى غير انه كان هنا رجل مقيت يدفن الموت
جعله ذلك الفكر المتازم يفضل العزلة والخلوة بنفسه وكثيراً ما كان يحدث نفسه بصوت مسموع
وافاق من تفكيره أثر طرقات على بيته المكون من غرفة واحده
طرقات من اصدقائة ,,اصدقاء السوء بالنسبة للكثير أما بالنسبة له فهم مصدر رزق
يتخذون من بيته وكر لتعاطى الحشيش ويناله فى آخر السهر بعض القروش لكى يغلق فهم
عن تلك الجلسات ونظير خدمته فى أشعال الفحم وتنظيف النارجلية
وفى اخر الليل لا مانع من توصيل البعض الى الديار حتى لا يناموا فى الطريق من جراء شرب الحشيش
,,
يتبع ,,
|