كاتب الموضوع :
Electron
المنتدى :
القصص المكتمله
تردد قبل ما يدخل .. لكنه دخل .. كانت امه وخالته معجبة فالغرفة ..
" يمه .. "
لكن جوزة لفت ويهها عنه .. قالت معجبة تلطف الجو " جوزة .. ماجد .."
قرب ماجد من أمه وكانت حالته مبهدله .. عيونه حمرا .. وماحلق لحيته ,,
مر اسبوع من طاحت جوزة وحالتها كانت في تحسن مستمر ..
" يمه بتزوج الريم .. وبسوي كل اللي تطلبينه مني بس ابي رضاج .. سامحيني يا يمه .. "
ونزل يبي يحب يدها لكنها اسحبتها وقالت " خلاص ماجد .. روح الحين .. وانا مب زعلانه انك ما بتتزوج الريم .. ماله داعي تتزوجها انا مب قاسية حتى اظلم الريم بزواجك منها .. واخليك طول عمرك تظن أنك مغصوب عليها .. وتسود عيشتها .. اطلع الحين .. "
انسحب ماجد وهو مستغرب .. لكنه وقف شوي لما سمع امه تقول لمعجبة
" اتصلي في الناس اللي قلتي انهم يبون الريم خل ييون ..يتقدمون لها ويطلبونها من ابوها ... حرام نظلم البنت ونوقف نصيبها عشان احلام سخيفة .."
رددت معجبة " احلام سخيفة ."
هزت جوزة راسها والدموع في عيونها " كنا انا ومها الله يذكرها بالخيـر .. مخططين نزوج عيالنا لبعض .. عايض لشمس والريم للولد اللي بولده . . ماكنا مهتمين بفارق العمر .. راح عايض واختفى من هالديرة .. والريم بتلحقه .. كنت أحلم دايم انها تكون لماجد .. كنت اتمنى اني احقق حلم من احلام مها .. "
نزلت معجبة عيونها وقالت " تتكلمين كأن مها ماتت .. ولا كأنها برا البلاد عايشه حياتها وناسية قيمها ودينها وواجباتها ..."
"معجبة ..أنت ماتذكرين مها مثل ما أذكرها .. في نظري مها تموت ولاتسوي اللي انقال عنها .. أنا أصدق انها ميته وانها ماتقدر تدافع عن نفسها .. ولا اصدق في لحظة انها سوت المنكر واشردت مع هندي خايس .. مها كان نور عيونها عبدالهادي .. وعيالها كانوا عندها فالدنيا لاتصدقين انها تسوي شي مثل هذا . لاتجلطيني وتقولين انج صدقتي .. ابوي وامي ماربوا غلط ! "
استحت معجبة .. وقالت بصوت واطي " تعتقدين ان عبدالهادي بيوافق على فايز ؟ "
في هاللحظة كان ماجد خلاص .. حس بندم أكبر .. كان يبي يدخل ويقول لمه انه جاهز للي تبيبه .. لكنه سمع ردها
" في نظري فايز احسن من ماجد اللي خيب ظني فيه .. فايز يبيها وهو يعرف ظروفها .. وهم على ما أعتقد بيرتاحوون مع بعض اهم شي الريم تطلع من البيت وتروح لمجتمع ثاني أرحم فيها من هالمجتمع .. خصوصا هالنسرة مرت ابوها .. "
"صج نسره ماتخليني احاجيها وشمس توها توها متصلة وقالت لي انها صكرت التلفون في ويهها .."
انسحب ماجد .. كان يفكر انه مستحيل بيرضي امه ..ومستحيل يسعد الريم . طلع برا المستشفى وهو مكتئب ..أفضل شي الابتعاد .. لين ينسون موضوع الريم ..
قالت جوزة فجأة لما امسكت معجبة التلفون
. " أبيج تدقين على عبدالهادي وتطلبين منه أنه يمرني بكـره بعد صلاة المغرب "
هزت راسها بأوكي .. اتصلت معجبة في ناصر اللي كان في الدوحة
"السلام .. "
"وعليكم السلام "
"شلونك ؟؟ "
"الحمدالله بخير وعافيه "
" قول لفايز يجهز نفسه عشان يخطب الريم . "
" وافقوا ؟؟"
كان متفاجأ من صوت معجبة والخبر ..طالع هدى اللي كانت تجلس على بعد امتار منه تقلب في قنوات التلفزيون ..
"للحين بس .. ان شاء الله "
عصب ناصر وانتقى كلماته بهدوء " مايصير نغربل الريال ونجيبه من آخر الدنيا عشان صفقة مب مضمونه ؟"
فهمت معجبة انه مب بروحه .. قالت بهدوء
" قوله يجي ,, وانه يا عن طريق خطابه .. يلا عن اذنك .. أخليك مع الجو .."
صكت التلفون والدموع اترست عيونها من القهر ..
على الطرف الثاني طالع ناصر جواله وقلبه مقبوض .. ((الجو ) ) .. أي جو ؟؟ أي جو يجمعني بهدى وبينا كل هالفضائيات ؟؟ كل هالمجرات ؟؟ طالع لهدى .. تمنى أنه يحبها .. بس لسبب يجهله قلبه مشغول باانسانه وحده ..معجبه .. لكن هدى ؟؟ بدون مشاعر او احاسيس .. كان يحسها مثل أخته !! رغم انه ماجرب شعور انه يكون له اخت .. بس وجودها في حياتها مايحرك فيه شعره ..
"من ؟؟"
" ها ؟؟"
" من اتصل فيك ؟؟"
هل هي غريزة المـرأة ولا الصدفة .؟ أول مرة تسأله هدى عن اتصال ! هل كانت تحس أنه من وحده ثانية ؟؟ كان بيقول لها محد ..بس قلبه ماطاعه فقال في لامبالاة
" وانتي شدخلج ؟؟ من متى تسألين ؟"
هزت كتوفها وقالت " شفت لون ويهك اختفى .. فخفت يكون شي جايد "
كان بيرد عليها لكنه سكت .. انسحب من الغرفه بتكاسل وهي ببساطه قامت وحطت راسها على المخده ..
طلع لحديقة البيت وتم يطالع النجوم في السما .. وطرا في باله معجبه .. اشتاق لها حيل .. لكنه تعود يكبت احاسيسه ..ويقتلها .. طلع جواله واتصل في آخر رقم في قائمته ..
"هلا بخويي .. توك عالبال ..هابشر ان شاء الله وافقوا الجماعه ؟"
ضحك ناصر من قلبه على كلمات فايز الملهوفة وقال مبتسم " والله ماعندي فكره .. اتصلت فيني المدام وخبرتني اخبرك انك تمر بيتهم .. وتقول لهم انك ياي عن طريق خطابة . .. سألتها ان كانت البنت موافقة ولا لاء عصبت علي "
ضحك فايز بدوره وقال " يالغبي مب لين اتقدم اول ويرضى ابوها ؟؟ انت مفكر نابغه ؟؟ من مسميك هالاسم غلطان صراحه .. "
********
رفعت معجبة التلفون واتصلت برقم الريم .. رد عليها الصوت المزعج اياه ..
" خير ؟"
" السلام عليكم ؟"
" وعليكم "
" أستاذ عبدالهادي موجود ؟؟ "
" من يبيه ؟"
سكتت معجبة ثواني بعدين قالت " مكتب الطيران "
ما تعرف ليش قالت هالشي ؟؟ ؟لكن طوال اسبوع تعقدت وهي تحاول تكلم الريم .وهي تعرف ان عبد الهادي مضطر يسافر كل اسبوع عشان تجارته ..
بعد ثواني قال عبدالهادي" السلام عليكم .. "
قالت معجبة بهدوء " عبدالهادي انا معجبة ,,, اختي ام ماجد تبي تشوفك بكره بعد صلاة المغرب بدون مايدري حد .. "
" ليش ؟"
" أرجوك عبدالهادي .. بدون أسئله ممكن ؟"
" ان شاء الله .."
وصكـر التلفون وحست معحبه ان هالامر ما بيعدي على خير ..
ارجعت لأختها وقالت " خبرته .. " ..
"ساعديني ونزلي السرير شوي .. اكره سراير المستشفى ... متى أطلع ؟؟ ماقالوا ؟"
" قالوا ان شاء الله الأسبوع الياي .. "
" الاسبوع الياي ؟؟ أنا كرهت المستشفى يا اختج .. "
" جوزة حبيبتي .. المهم صحتج .. لاتكرهين المستشفى قبل لانتطمن عليج .. العملية اللي سويتيها خطرة .. ويبون يراقبون قلبج خلال هالمدة .. ابشرج شيخة و نوير راحوا اليوم للجامعه . وشمس بعد .. اقنعتهم بالغصب.. بس صافية تمت في البيت عندها مقابلة مع مدرسة من هالمدارس .. "
كانت جوزة متضايقة .. قالت بعبرة " معجبة .. العيال ما بينسون .. ما بيعيشون عمرهم مثل غيرهم .. بيظل هاجسهم اللي سوته مها .. يتكلمون فيه طول اليوم كانه أمس صاير .. أحنا ماتكلمنا يوم صار اللي صار مثلهم .. كلن خنق مشاعره داخل صدره وعشنا حياتنا .. اربع وعشرين سنة مرت .. ولاهم قادرين ينسوون أو يطوفون .. "
بدت جوزة تمسح دموعها ومعجبة مسحت دموعها بدورها .. وقالت
" جوزة .. يا قلبي لاتضايقين عمرج .. الدكتور حذرنا من ان نزعلج .. "
قالت جوزة "وين يا حسرة .. كلما التفت قلبي عورني .. ألتفت لج عورني قلبي عليج .. "
" أنا بخير ؟؟ "
" أي خير ؟ تسمين عيشتج هذي خير ؟؟ مشتتة مالج أرض تركنين لها ,, التفت لشمس .. حالها أخس من حالج ,, التفت للريم .. ياويل قلبي عليها ,, التفت لصافية ونوير وشيخة واقول في قلبي الله يستر عليهم .. ماطق بابنا حد من طلق طلال شمس .. وآخركم ماجد .. ماجد اللي شايل كره العالم في قلبه .. للي يحقد علينا وعلى اخواته .. وعلى خالته .. "
امسكت معجبة يد جوزة "فديتج .. لاتفكرين جي .. ماجد يعزكم وانتم اعلى من روحه .. ومايبي يزعلكم .. تخيلي اليووم اللي رجعت فيه من السفر كان مسوي حادث وسيارته متكنسله ؟؟ اشترى سيارة يديده نفس سيارته بس عشان مايضايقكم بخبر الحادث ويشغل بالكم .. والبنات الله يرزقهم بالزوج الصالح .. وشمس ... خلاص هانت ويجتمع شملها بولدها .. وأنا .. الحمدالله عايشه ومرتاحه .. صج حياتي مع ناصر مشتته ومخربطة .. بس أهون علي من أني اعيش عانس مثل قبل ... أنا أحب ناصر وهو يحبني . بس ظروفي وظروفه مثل الماي والنار .. مانقدر نجتمع بدون ما نأذي حد .. بس حبنا لبعض معيشنا أحلى حياة .. وهذا يكفينا .. بس انتي هوني على عمرج . .. والريم هذا نصيبها ان شاء الله تتوفق وتتزوج بفايز .. والله لما يتكلم عنه ناصر احس انه ريال عاقل وفاهم ... بس انت حاسبي على عمرج وترا بلاج حياتنا بتضيع وهالبيت الصغير بينتهي "
حطت معجبة راسها على صدر أختها اللي ضمتها والدموع غرقت عيونها ..
بعدين انسحبت داخل للحمام عشان ترتب الكحل الي سال ..
دخلت الممرضة .. " مساء الخير .. "
"مساء النور .. وين هدى ؟ "
طالعت لها الممرضة مستغربة " أنا بنوب عنها اليوم .. تعرفين .. بتذكريني بحدا .. بس مش ذاكره مين .."
استغربت جوزة وقالت مبتسمة " أكيد شفتي بنت من بناتي تحت .. بنتي تشبهني وايد .. وأختي بعد .. وبنت اختي بعد .. "
قالت الممرضة وتهي تغير الفراش " شو أسماءهن يمكن بتذكر ؟"
"بنتي شمس . بس بنتي احلى مني أنا صرت عيوز .. "
" شو عيوز كل هالحلا .. ماشاء الله احلى مني .. نيال جوزك فيك "
" جوزي عطاج عمره من وقت وطويل .."
انحرجت الممرضة " اوه انا آسفه الله يرحمه ... شمس ما بعرف حدا اسمها شمس .."
قالت جوزة " عيل اختي معجبة .. "
هزت الممرضة راسها " لاء .. معجبة ؟؟ كنت اتذكرت لان الاسم مش دارج "
قالت جوزة في استسلام " بس مستحيل تعرفين الريم .. لانها ماتطلع .. "
" بنت اختك ؟ الريم ؟ لا ما اعتقد .. أنت بتشبهي لحدا .. بس ماقدرت اتذكر من بالضبط بس انت مألوفة كتيـر .. "
طلعت معجبة من الحمام وقالت جوزة " هذي اختي معجبة "
" ماشاء الله ام الريم ؟؟ "
هزت معجبة راسها " لاء .. الريم بنت اختي الثانية .. من انتي ووين النيرس هدى ؟"
قالت الممرضة " أنا فيريال بنوب عن هدى هالاسبوع لانها بدا تسافر .."
طالعت الممرضة معجبة وهي تدقق في ملامحها " يا الله شو مألوفين .. بس مش قادرة اتذكر وين شفتكن ... مألوفين كتيـر .. يمكن بشبهه عليكن بس .. حاسه اني بعرفكن من زمان "
قالت معجبة في بساطة " أنا عندي صالون في العاصمة .. يمكن شفتينا هناك .. "
ضحكت فيريال فإستغربت معجبة
" ليش تضكين ما أعتقد قلت شي يضحك "
ابتسمت الممرضة وقالت " ويني ووين الصالونات .. بتعرفي ما دخلت صالون من عرس ابن اخي من سنتين .. تجوز في بيروت "
انحرجت معجبة وهي تتأمل الممرضة اللي تعطيها من العمر اربعين او خمس واربعين ..سنة
سألتها معجبة " متزوجة ؟"
هزت راسها بلأ ومدت يدها عشان تراوي معجبة الخاتم
" انخطبت من خمس وعشرين سنه لشب حبيته .. بس مات في الحرب .. قبل ما ينكتب كتابنا .. فنذرت حياتي للتمريض والأعمال التطوعية ..لأن ببساطة ما قدرت حب غيرو "
تضايقت معجبة على حالتها ... رغم كبرها لكنها كانت جميلة وعيونها خضر مع بشرة بيضا ..قالت لمعجبة
"يادلي شو مشبهه عليكن .. بس مش قادرا اتذكر وين .."
قالت جوزة " من متى انتي في الدوحة ؟ "
ضحكت الممرضة " من زمان ..ما قدرت ظل في بيروت بعد موت خطيبي ..من أكثر من خمس وعشرين سنة .. اشتغلت اول عشر سنوات في مستشفى الطب النفسي .. وبعدها انتقلت لهون . .. "
قالت معجبة " المفروض بخبرتج لج منصب كبير "
هزت راسها بإمتعاض " رئيستي أصغر مني بعشرين سنة .. بس لأنها هندية بتتكلم انجليزي نصبوها رئيسة الممرضات .. بس الخبرة مش شرط .. بس أنا مابدي كون الرئيسة .. بحب اختلط مع المرضى .. "
بعد ماخلصت شغلها استأذنت وطلعت .. قالت معجبة بحسرة
" حرام .. حياتها راحت هدر .. شفتي يا جوزة ؟؟ في ناس حالهم أسوأ من حالنا .. احمدي الله على الصحة والعافية .. "
قالت جوزة بقناعة " الحمدالله "
**********
كانت شمس تراجع الأوراق وهي متوترة .. غيابها هالأسبوع راكم الشغل عليها .. ومحد من الموظفين إلتزم بأي دوام حتى الآن .. سلطان غايب .. ناصر غايب عبدالعزيز سجل حضورة وطلع .. الأستاذ طارق طرش مذكـرة وبخها من خلالها على تأخر العمل .. الظاهر انها خلال هالسنة بتفقد عملها اللي تفانت له سنين .. وماوصلت لهالمركـز إلا بعد تضحيات كبيرة .. أول شي وفاة طلال .. والحين .. مرض أمها .. حياتهم في تغيير مستمر .. في نقص في عدد الموظفين .. والاستاذ طارق مايساعد في تأديبهم ..
شالت أول دفعة ملفات واتجهت لمكتب الأستاذ طارق ..
حطت الملفات عند السكرتير وكانت تبي تنصرف لكن طارق طلع وناداها
" آنسة شمس ممكن تتفضلين لمكتبي ؟"
هزت راسها وإلحقته . .. أول مادخل قال بعصبية
" الإدارة ملاحظة قصور كبير في عمل قسمج "
تنهدت وجلست وهو يشير لها انها تيلس عالكرسي
" أستاذ .. أنت ما تساعدني .. "
" شلون ما أساعدج ؟"
" الموظفين "
قالت بحزم وهالمرة ناوية انها تلقى حل للموضوع
" ناصر عدد ايام دوامه في السنة تنعد على الاصابع .. عبدالعزيز يغيب أكثر مما يحضر .. سلطان يمكن مداوم بانتظام بس حضرتك ماتسمح لي أوظف موظفين وماتسمح لي أن أصرف الموظفين اللي مايبالون بالعمل القسم يحتاج على الأقل خمس موظفين علشان ما تتراكم المعاملات والملفات .. واللي يشتغلون عندي ثلاث .. أو اثنين .."
طالعهـا الأستاذ طـارق بغضب
" وغيابج ؟؟ واهمالج ؟؟ كم ملف سلمت عند السكـرتير ؟"
" أستاذ طارق كان عندي ظروف ماتسمح أني ألتزم هالفتـرة ومنها مرض الوالدة .."
"كلنا عندنا ظروف يا آنسة شمس .. لاتحاولين أن تنتقدين غيرج والنقص بادر منج مثلج مثلهم .. تفضلي لمكتبج .. "
حست شمس أنه أفحمها.. فقدت القدرةعلى الرد .حست أنها مظلومـة .. طالعت الباب وقالت بلحظة جنونية " أنا أستقيل .."
انصدم الاستاذ طارق .. طالع له مب مصدق " نعـم ؟"
انهمرت دموعها وانهار الحائط اللي بنته بين عواطفها وبين موقفها الحالي .. بين الحق وبين الظلم ..
" أستاذ طـارق .. مابتصدق قدرالتضحيات اللي بذلتها علشان أوصـل لهالمـركـز .. أنا ما أقبل أنك تساوي عملي وجهدي طوال سنوات بجهد موظفين لامبالين لمجرد أن الظروف قست علي وصادتني بعض المواقف اللي تحتاج تواجدي في البيت .. ما أصدق أنه خلال هالايام تجاهلتهم جهد سنوات كان خلالها هالقسم أفضل قسم في الوزارة .. .. أنا أقدم استقالتي .. وأتمنى تقبلها .."
وقفت شمس وطلعت برا المكتب وهي رافعة راسها .. دخلت مكتبها وفتحت درج من الأدراج وشالت منه بعض الاوراق والمذكـرات .. طالعت المكتب مافيه أي شيء تحتاجه اكسسوارات المكتب .. بتتركها .. دخلت لحمامها الخاص افصخت نقابا وانتبهت لإحتقان عيونها . .. طلعت عدتها من الدرج أدوات مكياج ومشط وفرشاة أسنان . ماكانت تستخدمهم وايد بس في الايام اللي يكون عندها دوام طول اليوم ,,طلعت علشان تكتب الاستقالة لقت الاستاذ طارق في مكتبها ..
نزلت راسها ودخلت الحمام ولبست نقابها ورجعت ...
"آنسة شمس انت مصـرة ؟"
" أستاذ طـارق .. أتمنى أن تقبل أسبابي واستقالتي "
"آنسـة شمس .. أسبابج ماتقنعني .."
"خلاص ..هذي أسباب اضافيه .. أبي أتفرغ لولدي وأمي المريضة "
" ولدج ؟"
" أي .. "
" أنت متزوجه ؟"
" مطلقة .. "
الذهول على ملامحه واضح .. فهمت شمس أنه رغم أنه مديرها بس مايعرف شي عنها لأنه جا بعدها بفترة ..
"مانقدر نخسـر موظفة بكفاءتج .. "
قالت شمس في استسلام " وأنا ما أقدر أستمـر في وظيفة كلها قهـر وظـلم "
" محد ظلمج .."
" أنت ظلمتني .. "
طلعت شمس برا المكتب بعد ما شالت اسمها من على الباب .. مرت مكتب السكرتيرة وودعتها ..
************
" جوزة شتقولين ؟؟"
طالعت جوزة للرجل اللي كان زوج اختها .
" عبدالهادي .. الريال طيب وولد ناس .. "
" ولد ناس ؟"
سكت جوزة والدمعه في عيونها " عبد الهادي . .. أرجوكـ .. ارحم الريم .."
"تبيني أيوزهـا لواحد ما أعرف أصله ..؟"
" هو الريال رجل أعمال .. أنا كلمت الخطابـة وقالت لي أنه وحيد هله .. انت تعرف ابوه .. مبارك بن عيسى النوخذه .."
فكـر عبد الهادي شوي وضاقت عيونه وقال "مبارك اللي خذ هنديه ؟؟"
اسكتت جوزة وهزت راسها ..
" تبين أيوز بنتي لابن الهندية ؟؟ اكملت والله اكملت ! بنت مهيه تآخذ ابن الهنديـة فضايح مالها أول من تالي "
عصبت جوزة " عيل تبيها تعنس ؟؟ حابسها ومانعها عن دراستها وأنها تعيش طبيعية مثل أي بنت فعمرها .. حرام عليك .. أنت ماعندك بديل .. محد تقدم لها .. والوحيد اللي تقدم لها قبل بظروفها وبسمعـة أمـ"
سكتت جوزة لما شافت عبدالهادي نزل راسه ..
" والريال وينه ؟"
" في مصـر .. بيآخذها مصر .. أعماله معروفه وثروته بالملايين .. بيعزها وبيكرمها .. وفوق هذي كله .. هو صديق ريل خالتها .. وبتكون خالتها جنبها "
" خالتها ؟؟"
كان عبدالهادي مستغرب .. التفت جوزة لمعجبة وقالت " معجبة تزوجت بريال طيب .. بس ماخبرت حد من العيال .. لابناتي يعرفون ولا الريم .. والريال يمدح بأخلاق فايز "
قام عبدالهادي وهو معصب وقال " من هالريال .. من أصله ؟؟ "
" الريال من اصل طيب .. ومعروف بهالبلد .. وهو متزوج بنت تاجر مشهور .. بس مب مرتاح معاها .. فلما شاف معجبة تقدم لها وتزوجوا فالبحرين من سنة "
"ليش متكتمه ماتقولين اسمه .. ماتوثقين فيني ؟"
" يابوعايض شفيك معصب ؟"
"يا ام ماجد .. لاتنسين القرابة اللي بيننا ..مسألة حرص مب أكثر "
" عمي يعرف معجبة خذت من . ووافق عليه .. واذا تبي تتطمن .. معجبة خذت ناصر بن يوسف بن يوسف .. "
"الكاتب ؟"
هزت جوزة راسها .. هدت أعصاب عبدالهادي وقال
" زين .. دام فايز صديقه .. زين .. أناسمعت عن اخلاقه .. واعرف الحرمة اللي ماخذها بنت ناس كبار .."
"أرجوك عايض لاتجيب طاري زواج معجبة لحد .. الريال عنده عيال ومايبي يضرهم وما يبي بيته ينهد "
هز راسه وطالع لجوزة اللي كانت تلبس حجابها وبرقعها .. وهي على السرير ..
" متى بتطلعين ؟" "
" يمكن في هاليومين " "
" لاطلعت أبيج تيين بيتي وتخبرين ابوي وامي باللي قلتيه .. وتشوفين رايهم .. لأني ماعد الريم بنتي لأنها تربت بين يدينهم .وإذا وافقوا .. بوافق "
"انا مايهمني إلا رايك .. ولا عمي أنا عارفه انها يبدي مصلحة الريم على كل شيء "
"شتقصدين يا جوزة ؟؟ أنا ظالم يعني ؟"
طالعت له جوزة وقالت بحسرة " واللي سويته فالريم ماتسميه ظلم ؟ لاتزر وازرة وزر أخرى .. وأنت انتقمت من مها فالريم .. هذا قمة الظلم "
عصب عبدالهادي وقال وهو متجهه للباب " أنتي وعمج بس اللي ترددون هالحجي .. أي ظلم ؟؟ بس لأني ما خليتها تكمل دراستها ؟ هذي هي عايشه ماقاصرها شي في بيت ابوي .. لو أني ظالم جان ذبحتها بفعايل اامها .. "
" بس يا عبدالهادي .. لاتقول هالكلام .. أنا وانت نعرف من مها .. نعرف ان في لغز كبير مانعرفه .. ومستحيل تصدق "
" عيل شتفسرين الذهب اللي اختفى وجوازها وملابسها و حتى عقد الزواج مقطع ومرمي عالارض كل خلاقينها مب موجوده .. حتى شباصات شعرها ولما سألت الخدامة قالت انها راحت مع روبي السواق .. ولما رحت غرفة روبي تخيلي .. الغرفة ولاكأن حد عايش فيها .. الشرطه دورت شهوور .. وآخر شيء قالوا لي انها شردت بكيفها ! .. مايقدرون يسوون شيء .. "
انهار عبدالهادي وادمعت عيونه .. وبجت جوزة اول مرة تسمع هالتفاصيل ..
"مها ماتسويها .."
"جوزة .. صدقيني قلبي يقولي انها ماتسويها .. لكن الواقع والناس وعقلي .. كلهم يجبروني أصدق .."
طلع عبدالهادي برا الغرفة ..
التعديل الأخير تم بواسطة Electron ; 24-01-08 الساعة 12:29 AM
|