كاتب الموضوع :
Electron
المنتدى :
القصص المكتمله
تسلمي ... همسات على الرد ...
..............
تـتابع الفصـل الأول الجزء (2)
*********
الريم ..الريم ... تعالي يدتج تبيج ..
خافت الريم هذا صوت عمها بوطلال .. شغلت الفيديو تسجل عشان ماتطوفها الطلبات وهي تحت .. اوقفت جدام التسريحه وتحسرت .حرام هالجمال محبوس بين اربع حيطان سنين .. تنهدت ,, وانزلت بعد مالبست شيلتها عمها بو طلال مايرضى تبقى بدون شيله ..
"السلام عليكم "
سلمت على عمها اللي قال "شتسوين مخلية يدتج بروحها ؟"
ارتبكت وقالت " كنت أكوي ملابسي "
أدركت غلطتها في نفس الوقت وعضت على شفايفها وهي تسمع كلام عمها الجارح "حق ايش تكوينها وين تبين تطلعين ؟ شمسوه وتوها كانت عندج وين تبين تصيعين يالصايعة بنت الصـا.."
"بس.."
كان صوت جدها عيسى ..انخرس عمها بوطلال اللي راح يسلم على ابوه بس طنشه الأخير ..
" سعد .. آخر مرة أسمعك تتلفظ بهالالفاظ في بيتي و لبنت ابني .. والا أقسم بالله العظيم اني ما أخليك تطب هالبيت وأنا عايش ريم روحي غرفتج "
كان عمها يبي يتكلم ,, بس ماتكلم ..انخرس وكانت نظراته كره لها .. هو أصلا مايحبها من انولدت .. ويوم كان طلال يبيها بغى يذبحها ورحمها طلال ونسى الموضوع ,, كله من امها .قتلت قلبها وهي بنت 18 ..واتفقت هي وطلال أن يكونون اخوان .. ويتجاهلون هالمشاعر لان مافي شي في هالدنيا بيقنع ابوه انه يتزوجها ,,وبعدين التقى طلال بشمس ,, كانت فرحانه لهم بس قلبها يعتصر ألم ..تعودت مع الأيام . ..وتقبلت هالأمر .. ولما فتح الموضوع مع ابوه بغت تصير مذبحه ,, كانت موجوده لما سمعت طلال يرد على ابوه
"الريم وآمنا بالله أنها بنت مها ,, لكن شمس زينة البنات ,, يبه أنا ضحيت بالريم ..لكن مااقدر أضحي بشمس .."
كانت تبجي دم كلما تذكرت هالكلمات .. بنت مها .. كرهت امها في هذيك اللحظة ..واسودت صفحة من حياتها ,, ليش يا يمه .. شلقيتي في هالـ.. أزود عن أبوي ..
تزوج طلال بشمس .. ورضخ ابوه لطلبه .. وابتعد عن حياتهم .. لكن السعاده ما انكتبت لهم لما خيمت أشباح الماضي على حياتهم ..واشتغلت الوساوس في راس طلال ..
تمددت الريم على سريرها وقالت وهي معصبة "بنت الصايعه فهمناها ,,لكن .. أنا .. ليش ياربي ليش .. "
مسكت شعرها ومثل كل مرة تمر فيها بلحظة هم .. تمت تتسلى وهي تقطعه بيدها شعره شعره ........الألم كان ينسيها شوي من همومها ,,في نظرها الألم الحسي أهون ألف مرة من روحها اللي تصرخ من الظلم ..
*****
"من هو ؟ "
" ما أدري مجرد موظف .."
"شمس احترميني وأني سترت عليج بعد الفضيحة اللي كانت .."
"طلال ..بس حدك عاد …! "
وامسكها من شعرها وانتفضت وهو يصرخ
" من هذا اللعين اللي كنت تكلمينه بهاللهجة .. من ؟ من ؟ "
فتحت شمس عيونها برعب . كانت تكلم نفسها بهمس
. الحمدالله .. حلم ..حلم يا شمس .. انتهت هذيك الأيام .. و..طلال مات ..مات يا شمس ,, صار له شهور ...صار له شهور مات ..مات "
قامت للدرج وطلعت ملف .. كانت تحط فيه الظروف اللي توصلها من خلود ..ماكانت تفتحها .. قالت والدمعة ترقرق في عيونها
"يا قسوة قلبي .. ما كان عندي أمل انه بيرجع ..بس الحين بيرجع لي ولدي .. "
ارتجفت يدها وهي تبي تفتح الظروف .. لكنها ما اقدرت .. عودت قلبها أنه يقسى .. طلعت ملف ثاني .. رسايل طلال لها ايام الخطوبة وبداية الزواج .. صورهم .. الرسايل ارقدت من كثر ماكانت تقرأهم .. والصور تكسرت .. من كثر ما كانت تحضنهم وتبجي .. ليش يهون على قلبها أنها تتذكر ايام قبل ..ولايهون عليه أن يفتح هالمظاريف ؟
يمكن لانها جربت الم هالرسايل القديمة .. وهو أهون بكثير من ألم هالمظاريف ,,لكن محمد بيرجع لها.. عمها بو طلال قال لها انه ولدها انه من حقها هي ...بس هل هي مستعده ؟ ..كان الخوف مستعمر قلبها استعمار ماله حدود ..الولد مايعرفني ..
ولما تذكرت آخر مرة شافته ..اذرفت دموعها مثل الشلال ..
"تعرفين اني بفضحج .. أنا بآخذ الولد .. وأذا اعترضت .,,تعرفين شينطرج وينطر هلج وخواتج من فضايح "
خذه من يديها .. وماخلاه حتى يتغذى من حليب صدرها .. تذكرت دموعها وهي تقول له " بس خل تكون عنده مناعه . بعطيك اياه . بس خل يشرب حليب صدري .. "
صرخ فيها طلال " مايبي حليبج الخايس .. .بتلوثينه بخيانتج .."
اصرخت بكل قوتها " لكنه دمي ..دمي الي يمشي في عروقه أكثر من دمك .."
قال لها ببرود "لاتزيدينها ..ما يكفيه انه بيضطر لمواجهه هالواقع المر " .
شهقت في هذيك اللحظة ..وكانت بتموت .. توها كانت تعاني من مخاض مدته عشرين ساعه .. وأول ماانولد البيبي .. بياخذه منها وهو عمره ساعتين ؟ .. ادمعت عيونه وهي تسأله " شبتسميه ؟"
قال بلؤم قتلها "محمد.."
انهارت بالبجي أيام .. وما اقدرت تتكلم .. اخذ الولد منها ..وحلف عليها ماتمسكه .. والا .. بيفضحها ويفضح أهلها كلهم ويخلي سيرتها على لسان اللي يسوى اللي مايسوى .. وشمس كانت تعرف أنه بيسويها ,,فإشترت سمعة أهلها مقابل ولدها .. اللي كان يسلي قلبها أن خلود زوجته اليديده .. طيبه .. كانت تطرش لها ظروف فيها صوره .. لكنها كانت جبانه .. وما تجرأت تشوفها . ..هي ماتذكر ريحه ولدها .. ولاتذكر ملامحه ..وقررت أنها في غنى عن وجع هالقلب .,,خلود كانت تطرش لها بانتظام .. لكنها كانت تحطهم في الملف وهي واثقة أن قلبها مايقدر يتحمل أين يشوفه .. امنعت نفسها من شوفته .مع انها كانت تفكر أكيد عيونه مثل طلال .. وخشمه .. مثلها .. وأكيد أبيض ..لانها بيضا وطلال ابيض .. بس .. هذي الصورة الي كانت في بالها .. عيون طلال وبشرته .. وخشمها ..
طالعت الساعة .. اربع الصبح .. اكيد أذن الفير .. بتقوم تيدد وتصلي .. وتدعي الله أن يمر الشهرين الجايين بسهوله ..
كانت تنطر خلود تخلص العده قبل لاتروح وتآخذ ولدها .. أكيد خلود محتاجه ونيس .. العده مب هينه .. اكيد بيسليها محمد .. وهي لاتستعيل.. بتقضي العمر كله معاه .. .. خلود كانت طيبه معاها .. بعدين انطرت أربع سنوات .. تقدر تصبر بعد شهرين ..
********
"بتترك القسم وتخليني مع البنات ؟"
قال عبدالعزيز " تحمل .. قلت لك انتقل معاي .. بس أنت ماتبي .."
سحب سلطان نفس من الشيشة .. وقال
"عبدالعزيز .. خلك من هالكبرياء الماصخ وتم معاي في القسم .. أنا جربت كل الأقسام وهذا القسم هو الوحيد اللي ارتحت فيه .. الشغل معقول والإدارة معقولة .. تدري أن ناصر لما درى بنقله انغث ؟"
ضحك عبدالعزيز لكن ضحكه انقلب لعبوس لما دق تلفونه ومكتوب عالشاشه "ام العيال " ...
"لاحول ولاقوة الا بالله .. تعبت يا أخي ..تعبت .. كل دقيقتين تدق علي ..شكلي بسوي لرقمها ترشيح .. والله تعبت منها "
قال سلطان وهو يدخن " للحينها تغار ؟؟"
قال عبدالعزيز" ايه .. ماصار زواج .. سجن تبيني اقابلها واطلع معاها .. مليت منها ياريال .. "
استغرب سلطان " بس ليش ؟؟ تو الناس .. ماكملتوا سنة .. أنا المدام تمت غاثتني ثلاث سنوات قبل لا اقرر اطلقها ..وتميت سنة كاملة اراجع قراري .. كسر خاطري الولد .. بس اشتريت راحتي ..ما أتحمل صراحه ..وافترقنا بالمعروف "
قال عبدالعزيز " والولد للحين عندها ؟"
هز سلطان راسه وقال " ماصدقت خلصت العده تزوجت وحذفت الولد على أمي .. تقول ولدكم وتحملوه .. "
ضحك عبدالعزيز وقال وهو يطالع سلطان اللي مستغرب من ضحكه
"ما أدري يا أخي انت تنصحني ولا تحذرني "
ضحك سلطان .. بس في قلبه ماكان يضحك .. فيه جرح لكرامته .. ماصدقت العده خلصت وعوضته بريال ثاني .. توقع أنها تحاول ترجع له .. ماكان مقصر معاها .. وتوقع انه كان في ذرة حب في قلبها تجاهه ..على الاقل تنتظر سنة .. ست شهور .. لكن.. انكمش سلطان من داخل .. صعب بعد عشرة ثلاث سنوات وشي .. تنساه وتستبدله بسهولة ..صج ان حياتهم كانت صعبة والتفاهم بينهم كان معدوم .. لكن .. ماكان يتوقع العيش والملح اللي بينهم ماله أي قيمة ..
"وين سرحت ؟ "
طالع سلطان عبدالعزيز . "لبيه .."
عبدالعزيز "لامافي شي .. أنا بروح البيت ..عن اذنك .."
طالع سلطان الساعة كانت تسع ونص .. "الله معاك "
عبدالعزيز ماقدر مايطالع لسلطان قبل لايركب سيارته .. وسط الربشه وسوالف الشياب ومباراة الكورة اللي عالتلفزيون ..كان سلطان مغمض عيونه يدخن القدو ولا كأنه حد جنبه ...ما فهم عبد العزيز اللي يدور في بال سلطان .. قال في نفسه وهو يركب السيارة " خوفي أنتهي مثلك ...أيلس في القهاوي لآخر الليل أدمر نفسي بنفسي بهالقدو ..خل أصبر على نورة ... الله يهديها بس .."
**
في شقة فخمة كانت تيلس فاردة شعرها الأسود الطويل الناعم .. والكحل في عيونها اللي سوادها من سواد الليل ...هالعيون اللي تنطق حزن .. هدبها الطويل نسى طعم الدموع .. نست عيونها الواسعه شلون تبجي ..تحجرت كل دموعها ..
طلع من الحمام وهو لابس الروب ..ابتسم لهالملاك اللي ييلس عالسرير ينطره .. ببشرتها البيضا وثوبها الأبيض .. كانت جميلة بشكل يسحر ..
يحب اللون الأبيض عليها .. وهي ماتغير هاللون أبد ..
"معجبة ..."
"لبيه "
"رجعتي تفكرين ؟"
"ايه.."
يلس مقابلها وقال
"بشنو تفكرين ..ممكن أعرف ؟ "
طالعت له معجبة ..وهمست
"بعد يومين برد الديرة .. وبتمر شهور وايد قبل لا أشوفك.."
قال متلوم " صدقيني .. كنت أبي أجي أبجر .. بس .. ماقدرت إلا اليوم ..أنا مشتاق لج .. وأفكر فيج ليل مع نهار .. وكل لحظة أقول الحين أروح بيتهم وأقولهم وين عجووب ...بس .. أتراجع عشانج "
ابتسمت معجبة وهي تقول
" ولا عشان نفسك ؟ والله أن شافتك شمس بتآكلك ..اليوم كلمتني أختي وقالت لي أنها سألت عني اليوم الصبح ..وعاتبتها .."
قال ناصر بتعب " واليوم كلمني عبدالعزيز وقال لي انها قدمت طلب نقلي .. يعني بعد اليوم أذا أبي أشوفج ما أقدر أقولج مري شمسوه ."
قالت معجبة "خل أقول لها انا تزوجنا .. "
"لاء .."
كان رد ناصر حازم .. ما حاولت معجبة أنها تناقشه لانها ملت .. فسكتت.. لكنه قال " أحنا اتفقنا ان اختج جوزة بس هي اللي تعرف ..وتزوجنا برضاها وبعيد عن الناس كلها .. "
"بس شمس بنت اختي جوزة .مب ناس .."
قال بعصبية
"شمس تكرهني ..وأنا أعتبرها من الناس .. خلاص لاتفتحين الموضوع .."
استسلمت معجبة .. عشانها تحبه ماتقدر تعانده .. هي قوية .. ايه .. بس ماتقدر تستغني عنه .. لأنه الشي الوحيد اللي يعطي حياتها أهمية وكيان .. لو تبقى بين احضانه للأبد ماتمانع.. لكن هذا التشتت اللي هي فيه يتعبها .. ماتلتقي فيه إلا كل كم شهر .. طالعت له .. ما عرفت أبوها ..ولا عاشت في حياتهافي ظل رجل .. كانت هالشخصية طوال حياتها ناقصة ..توفى ابوها وهي صغيرة ..وزوج امهم خذ أمهم وتركها في بيت اختها جوزة .. كان عمرها ثمان سنوات لما انولدت شمس ..وكان عمرها 12 سنة لما شردت مها وصار اللي صار ..ماتنسى امها للي رجعت مطلقة وعايروها ببناتها اللي مالهم لا اب ولا اخ ,,.ولا ريال يأدبهم ... واختها جوزة اللي بجت دم بس عشان مايتركها زوجها ثامر .. واقتنع ثامر ان جوزة مالها ذنب ..لكنه طردها هي ورجعها بيت امها .. اللي ماتحملت الصدمة وتوفت بعدها بشهرين .. ما ازعلت على امها ..كثر ما ازعلت على مها ..مع اللي سوته مها .. واللي كان شيء مفاجيء ..بس تذكر مها أكثر ماتذكر أمها ..تذكر طيبتها وحنانها وجمالها ..الجمال في عايلتهم لعنة .. ولا وحده فيهم لاهي ولاخواتها تهنت بحياتها .. وحتى شمس اللي كانت نسخه من مها ما تهنت ..ولا الريم اللي حبسها ابوها في البيت ولاخلاها تكمل دراستها .. نوير وصافية وشيخة يمكن بينجون من هاللعنة ... لأن في نظرها ولا وحده ورثت ملامحهم .. واكيد ولا وحده بتورث حظها وحظ خواتها السيء ,..كانوا يشبهون ابوهم ثامر في طباعهم وملامحهم ..في عيونهم العسلية وشعرهم المموج البني وبشرتهم القمحية .. لكن شمس والريم ..كأنهم خواتها هي وجوزة من الشبهه الشديد اللي بينهم ..
ثامر .. ما حسسها لحظة أنه مرحب فيها في هالبيت .. فتحاشت أنها تطلع جدامه .. لين توفى .. وكان عمرها 17..وعمر شيخة سنتين .. والحين شيخة كملت العشرين ..مرت ثمنطعش سنة ...كانت تحقر نفسها انها انصاعت لمشاعرها تجاه ناصر .اللي يكبرها بسنة وحده بس ! ما قدرت تتجاهل رغبتها انها تسأله ..
وكان يطالع لها نظرة غريبة ..
قالت "أنا أحقر نفسي أني طول عمري أنتقد تصرف مها ..والحين أنا أسوي مثلها .. أنت تحتقرني ناصر صح ؟؟ ..أني هربت معاك وتزوجتك بالسر ؟؟ ..أنت تحتقرني لأني قلت لك أني أحبك .. قبل ماتقولها لي صح .. جاوبني ناصر .. جاوبني أنت تكرهني ..تحتقرني ؟؟"
كانت ماسكه روبه وهي تسأله ..ماكانت تصرخ .. بالعكس ..كان تسأله بإلحاح يصدمه .. أي .. في قلبه هو يحتقرها ومايشوفها الزوجة اللي تشرفه .. ولا يشوف فيها صفات ام عياله .. هدى ...هدى اللي ماترفع عينها في عينه وهو متزوجها من عشر سنوات .. لكن معجبة .. رغم ان علاقتهم عمرها سنة .. بس .. كانت غير .. عوضته عن النقص في حياته .. وعن المشاعر اللي كان يكتمها في قلبه سنين ..وماحركتها هدى ولو مرة ..هدى امرأة .. لاء ..مايسميها امرأة ..رغم أن فيها الجمال والجسم بعد اربع اولاد .. لكن.. ماحسسته مرة أنها أمرأة .. وما أرضت غروره ! كانت علاقته فيها رسمية .. وهي ..كرست حياتها لأولادها .. وبيتها وصديقاتها .. لكن ماقد مرة حسسته أنها تحتاج له مثل ماتحتاج له معجبة اللي علمته الحب والشوق والأحساس ورجعت فيه حبه للقراءه والكتابه والسفر ..كانت عيونه تترقرق بدمعه وهو يشوف معجبة تنتظر اجابته .. وعيونها كلها حيرة ..بؤبؤ عيونها يهتز بطريقه عورت قلبه ..
" أنا أحبج .."
ماكانت اجابته شافية .. ماأرضت معجبة .. لكنها اكتمت تمردها لما حضنها .. وقالت في قلبها "يومين ويسافر .. ومابشوفه لين شهور ..شهور أو سنين ما أقدر أزعل منه .. وما أقدر أعاتبه .... ناصر مب ملكي .. ناصر ملك هدى ..امتلكته هدى من انولدت .. يومين وأسافر ياقلبي .. ليش أعلك زياده .. هو يحتقرني ..أكبر دليل صمته .. الدقايق اللي اخذها قبل لايرد علي .. لو انه يحبني صحيح ..ومايحتقرني كان رد علي بسرعه قبل لايفكر.. ذبحتني يا ناصر .. بس أحبك .. أحبك .. أحبك .."
**
جلس على البلكونة اللي تطل على منظر روعه في الليل .. جات معجبة وهي شايله قلاص العصير وحطته جدامه وجلست وحطت ريل على ريل .. كان يلبس بدله سبورت ..طالع لها وشاف الحزن اللي صار جزء من عيونها ..ومايقدر يتخيل عيونها من دونه.. اصلا لما يتذكرها ما يتذكر شي الا الحزن اللي توسد عيونها .. مايذكر عيونها ولاشعرها ولاشفاها .. بس الحزن .. اللي تجسد في كيانها .مايقدر يتخيلها سعيده . ولا يبي يشوفها سعيده .. لانها .. بتكون انسانة ثانية غير معجبة اللي يعرفها .. صج انه ولامرة شاف دموعها .. بس ماكان يحتاج ..
"شتكتب ؟"
كان سؤالها مفاجيء ..كان يعرف انها تبي تطلعه من حالة التأمل اللي انتابته وهو يركز في عيونها ويفكر .. ونسى العصير اللي حطته جدامه .. طالع القلم اللي بيده والدفتر .. طالع الحروف اللي توسطت السطر ..قال وهو معجب بذكائها " مقال .. حق الجريده .. تعرفين رجعت أكتب مثل أيام قبل .."
قامت وشالت الدفتر من يده وحذفته بعيد " ماعندي الا هالليلة وبكره بسافر الصبح .. وانت بتم اسبوع هنا .. اكتب فيهم على راحتك ..لكن أنا أبسولف معاك .. مشتاقة لك وايد ..لسوالفك .. تذكر أول ليلة بيننا ؟؟ كنا نسولف طول الليل هنا .. في هالبلكونه .. تكلمنا ساعات .. لدرجة اني لما رجعت الديرة ما ابي أكلم أحد كنت أحس أني طلعت كل اللي في قلبي وعقلي من كلام .. ماله داعي أتكلم .. جوزة تسألني عنك وعن اخلاقك .وانا بس مبتسمة .. حتى اللي مايعرف .. كان يحس أني متغيرة .. أن فيني حياة .."
مسك يدها ووقف .. كانت تحس انه متغير .. آخر مرة لما التقوا في البحرين .. كان ساكت بس يطالع لها ..رغم انه كان اسبوع من أحلى الأسابيع في حياتها .. لكنها كان تحس فيه شي غير ..لين عرفت بعدين ان ابوه توفى .. وكان ساكت طول الوقت ..ليه ماقال لها ؟؟ هي زوجته.. لكنها ما سألته .. عزته .. وحتى ماعاتبته انه ماقال لها وأن شمس هي اللي نقلت لها الخبر ..بعد ماكانت تستدرجها في الحجي عن موظفيها ..
"غريبة .."
نطق هالكلمة وهو يركز في المنظر ..القاهرة في الليل تكون رائعه ..الأضواء تنير المكان كأنه العيد ..
"شالي غريب ؟"
" انت ..."
التفت لها متأملها .. نزلت عيونها وفهمت شيقصد .. أكيد غريبة .. في وحده في هالعالم ترضى بهالحياة ؟ بزواج سري ؟؟ وممنوع الأطفال .. ممنوع ان يكلمها وهم في الديرة ..ممنوع يلتقون .ممنوع يسافرون مع بعض . كل واحد يسافر بروحه ويلتقون في الشقة اللي يأجرونها دايم ..
. ممنوع تقول لأهلها ؟ .. هو مايعرف أنها تحتاجه .. وانها ما
راضية بهالجدول والشروط الصعبة الا عشان حبها له ..
قال بعد لحظة صمت "ماحددت موعد لقانا الياي .. دايما كنت تحددين أول مانلتقي عشان ماننسى .. "
غمضت عيونها ...هي تخاف أنه ينسى لكنها ماتنسى أبدا .. قالت له
" نلتقي في لبنان ؟ "
"لبنان ؟"
قالت ببساطة " بروح بعد شهر أدور لي كوافيره لصالون جوزه .."
قال هو يفكر " أجليها لين شهرين .. بسافر مع العيال وهـ وامهم ... ولا نسيتي اني كل صيف آخذهم لأوربا ؟ "
هزت راسها وهي تطالع بعيد " لاء .مانسيت .. بس انت نسيت .. عشان جي ما حددت موعد لانك بتسافر .. وبعدين ترجع تشوف أشغالك ..ومابتفضى لي إلا في الخريف .. ""
قال لها وحس أنه لقى الحل " الخريف بنقضيه في نيويورك .. أحلى مافي نيويورك هو الخريف .. نسافر لمدة شهر .. أنا وانتي .. نتي ماقلت أن ابن اختج في امريكا ؟ "
حست معجبة بغصة ..وهي تقول "بس .."
" أنا موافق أنا نقول لابن اختج .."
على قد فرحتها لكنها .. ترددت تقول له أن ابن اختها هذا بالذات ...ماتقدرتقرب منه ..
قالت بتردد "بحاول . .. "
حس أن فيها خيبه .. عندها غموض وسر ماتبي تكشفه . .. لكنه سكت .. معجبة كانت تفكر بعايض ! .. مستحيل .. مستحيل تتصل به .. عايض من وصل السن القانوني تركهم وهاجر ...ماقدر يعيش في هالعار اللي صار لهم .. ترك الريم اخته وترك ابوه يواجهون الوضع بروحهم ..
مسك ناصر يدها وقال " ودي أفهم لو لثانية .. شالحيرة اللي انتي فيها "
ماقدرت تبتسم .. عبست غصب عنها وهي تقول "ماراح تفهم "
سحبت يدها ودخلت داخل .. تمددت عالسرير وغمضت عيونها .. لكن جا ناصر وقال لها "قومي .. بنطلع نتمشى .. "
ابتسمت ..هو الشخص الوحيد اللي يفهمها .. يفهم أنها في هاللحظة ماتبي تنام ولاتبي تفكر ولاتبي شي غير انها تطلع تتمشى.. البست بننطلون وجاكيت طويل وحجاب أبيض .. والبست نظارتها الشمسية ..ضحك لما شاف النظارة .. كانت الساعة وحده فالليل . .. بس ما علق .. هذي وحده من عاداتها الغريبة اللي مايفهمها ..وبينه وبين نفسه مايبي يغيرها ..
لكن معجبة كانت تحب تخفي عيونها.. ماتبي يكون وقتها معاه كله حزن .. ماتدري انه يحب حزنها ومايحب شي فيها كثر هالحزن ..
بعد ساعات أذن الفجر وهم واقفين عالنيل .. نزعت النظارة آخيرا وهي تطالع عيونه .قالت له بثقة " أنا أحبك .. "
ما رد عليها بس ابتسم .. حتى ماطالع في عيونها .. لكنها ما اهتمت ..المهم أنها قالت له ..
لكنه ..ما كان يبي يرد عليها .. بكره تسافر ويغيب عنها شهور ..خل يبقى عندها شي تفكر فيه .. خل تفكر ليش مارد عليها وشسبب ابتسامتة ..أحسن من أن تفكر في حبه واشواقه وتزداد لوعتها .. هو يعرف أنها ذكية ... وأنها أكبر من هالامور التافهه .. بس هي أنثى ..ومافي انثى ترضى أنه تتقابل اعترافاتها بمشاعرها بالصمت !!
******
التعديل الأخير تم بواسطة Electron ; 24-01-08 الساعة 12:07 AM
|