كاتب الموضوع :
Electron
المنتدى :
القصص المكتمله
الفصل الثامن الجزء 2
الفصل الثامن الجزء 2
*********
جوزة كانت صامده .. كانت تدعي في خاطرها .. مب وقت الدموع مب وقت الضيق مب وقت الصدمات .. تحاول انهاتتفاءل ولاتزعل .. ان راح ماجد من يبقى لبناتها ؟؟ كان هذا الهاجس اللي اقلقها .. طالعت ماجد على سريره ..بأيلحظة بياخذونهللعمليه هو وشمس .. شمس .. صدمه ثانية .. تمت تدعي بصمت
(( يارب .. يارب .. لاتفجعني فيهم .. يارب قومهم بالسلامه والطف فيهم .. ))...
التفت تبي تشوف شمس لكن مالقتها
ــ وين اختكم ؟؟
نوير ـ خذوها يجهزونها للعملية ..
ــ من غير ما أشوفها ؟؟
صافية ـ لاتحاتين يمه .. بس تجهز بنشوفها ..
جوزة ـ أحاتي منو ولا منو ؟؟ . أحاتي هالفقير اللي حالته تتدهور كل لحظة..ولا الثانية اللي بتدخل العمليه بعد شوي .. ولا..
سكتت جوزة .. وطلعت جوالها من شنطتها وراحت للممر واتصلت بمعجبة ..
معجبة ـ الو .. جوزة ؟ ..
جوزة ـ أنتي وين ؟
معجبة ـ كنت نايمه .. ليش ؟؟
جوزة ـ ناصر جنبج ؟
معجبة ـ لا الريم ليش ؟؟ جوزة في شيء صوتج مو طبيعي ؟
تنهدت جوزة ـ ماجد سوى حادث ..جبده تضررت وايد .. بيسوون له عملية زرع .. ابيج جنبي ..
قامت معجبة على طولها ودخلت الحمام وصكرت الباب ــ شتقولين ؟؟ عملية زرع متى ؟؟
جوزة ــ بأي لحظة .. شمس بتتبرع له .. معجبة ..تعالي أنا مو قادره اتحمل ..اذا صار لعيالي شيء ما أضمن حياتي .. على الاقل تعالي انتي .. بناتي في رقبتج ..
حست معجبة بخنقه ـ اسم الله عليكم لاتفاولين . بس أوصل الريم لعايض بحجز تذكره وارجع .. طمنيني اول بأول ..
جوزة ـ لقيتوه ؟
معجبة ـ ايه .. هو زين وطيب ..
جوزة ـ سلمي عليه .. ناطرتج .زتعالي اليوم قبل بكره ..
معجبة ـ بحاول .. الله يقومهم بالسلامه .. طمنيني اذا طلعوا من العملية .
صكرت من عند جوزة وعبراتها اغسلت وجناتها .. طلعت لقت الريم ناطرتها ـ منو كلمج هالحزة ؟
بدت معجبة تجمع اغراضها ـ خالتج .. الريم اجمعي اغراضج .. ماعندنا وقت ..
خذت معجبة شيله وطلعت للوبي ..
ارتبكت الريم ـ شفيج ؟؟ وين رايحه .؟
طقت الباب على غرفة ناصر .. اللي فتح بعد لحظات كان يالس عالكمبيوتر
ـ معجبة ؟
ـ ناصر .. أبيك تحجز لي أسرع رحله للدوحه ..
ـ ليش ؟
ــ ماجد في المستشفى .. سوا حادث وجوزة منهارة ..
كانت معجبة ترتجف مسك يدها ناصر وضمها
ـ هدي .. هدي .. الحين بكلم السفريات واشوف ..
انسحبت من يدينه وقالت بعبره ـ بروح اقول للريم .. خليتها بروحها ..
ــ لاتقولين لها . .. بتحاتي عالفاضي .. قولي لها انه شغل في الصالون ..
ــ بتجي معاي ؟؟
هز راسه ــ أكيد طبعا ..
طلع معجبة ورجعت لغرفتها وحاولت أنها تهدى ..
ــ الريم لازم أرجع الدوحه .. في مشكله صايرة بالصالون وان مارحت بيكنسلون الرخصة ..
حست الريم أن معجبة تكذب عليها ..لكنها ما تكلمت ..
ــ بجهز أغراضي . برد معاج ..
معجبة ـ لاء طبعا .. ماتردين .. ريلج واخوج هنا ظلي معاهم .. وخذي ..
طلعت اوراق وبطاقة وفلوس ــ خلي اخوج او ريلج ياخذج تتسوقين .. وهذي ورقة بكل الأماكن الممتازة .. واياني واياج الاقي خلق اسود .. بذبحج ..
ضحكت الريم وحطت الأغراض بشنطتها الصغيرة ..
قالت معجبة ـ وفايز .. تراه ريلج ..
الريم ـ شلون يعني ؟
معجبة ـ يعني قطعه منج .. حبيه .. ابتسمي له ..لا تنكدين عليه ...كلميه زين واحترميه .. تآلفوا .. مابقى شي على زواجكم وانتم تكابرون ..
الريم ــ ماعرف .. ماعرف يا خالتي ..
معجبة ــ ابدي بأبسط الأشياء .. تعرفي عليه شوفي شنو يحب شتو يكره ..وبيني له ذوقج .. تكلموا عن حياتكم عن بيتكم المستقبلي .. لاتخلين بينج وبينه هوه ... ترا بيتعب وبيزهق وبيروح لغيرج..
سكتت معجبة كان فكرها مع ماجد ...هالولد ماله حظ ..هذا ثالث حادث ..
بعد ساعات كانت هي وناصر في المطار ..
ناصر ـ تعالي .. الله يعينا عالاسئله .. لقيت حجز بطيران الامارات .بنتوجه لدبي بعدين بناخذ طياره للدوحه ..
معجبة ـ لو ألقى طيارة تآخذني للمستشفى على طول.. مب قادرة اتحمل الانتظار .. أحسه يخنقني ..
مسك يدها ناصر وحاول يهديها ..
ــ عجوب لا تفكرين ..غمضي عيونج ونامي ..
كان فايز والريم يتمشون في التايم سكوير .. تكلمت الريم
ــ فايز .. أنت مصدق حجتهم ؟
فايز ـ لاء طبعا .. بس ناصر قبل لايروح قال لي الصج ..
الريم ـ فايز أمانه قول لي ...
فايز ـ ماجد ولد خالتج سوى حادث وخالتج منهارة فكلمت اختها تبيها جنبها ..
بدت الريم تبجي لا اراديا ــ شنو ؟ شلونه الحين ؟؟ حالته خطره ولا ؟؟
هز فايز راسه ــ مادري .. مادري يالريم .. بس شكله الامر خطير ..
ــ ليش ماقالت لي اروح معاها ؟؟
فايز ـ لاتخافين بنروح مبجر .. اذا استقرت حالته .. يلا تعال نتريق
الريم ـ مالي نفس .. هالخبر كدرني ..
فايز ـ ولا انا أشتهي .. تعالي نتمشى بعدين يصير خير ..عايض بيجي الفندق الساعه سبع .. قال عنده مشوار صغير ... خل آخذج في تور لين الساعه ست ..
طالعت الريم ساعتها كانت 9 الصبح ...
*******
نوير في الانتظار هي وشيخه .أما صافية وامهم وقفوا عند العمليات .. كانت جوزة تحاتي لانهم طولوا بالعملية , اللي خوفها أكثر هو الاوراق اللي وقعت عليها شمس موافقتها للخضوع للعملية واخلاء مسؤولية المستشفى .. طالعت الساعه وارتبكت ..
صافية ـ يما صار لهم ثلاث ساعات بس ..لاتحاتين ..
حست جوزة أن تماسكها بدا ينهار تكلمت ودموعها في عيونها ـ بس .. بس .. هو ثلاث ساعات شوي .
صافية ـ يمه .. اكيد شوي .. هالعمليات يبي لها دقة وتخدير .. اذكري الله بس ..
جوزة ـ لا إله إلا الله .. ياربي .. ياربي ...
في غرفة الانتظار ..نادى أحمد نوير ..
ــ نوير . . تعالي اخذي هالشاي لمج ..
طلعت نوير مستغربة ـ أمي مب هنا .. أمي واقفه عند العمليات ..
طالعت لبنت عمها اللي كانت شايله دله الجاي والقهوة واكياس ..
ــ شلونج نوير ؟ ..
ــ هلا رباب .. شلونج ؟
ــ وين امج؟
ــ عند العمليات .. هي وصافية .. تعالي داخل ..
أحمد ــ حطوا لها شي تشربه علشان يقويها ..بنطر هنا علشان أوديه ..
قطت رباب غشوتها اول مادخلت .. كان وجهها محتقن وفيها عبرة ..
ــ توه خبرني أحمد .. أمي مب موجوده .. ولا كان جات معاي .. شلون ماجد ؟
نوير ـ للحينه في العملية .. هذي شيخه أختي .. شيخه هذي رباب ..
سلمت عليها شيخه ورجعت للقرآن اللي مسكته بيدها ..
رباب ـ الله يصبركم ..
ما أسوأ الانتظـار .. دقائق تقتل بقوة الجهل .. الجهل بما سيحدث والجهل بما سيطرأ .. ما أسوأ الانتظـار .. دقائق لاقيمـة لها في قلب أي أم .. ولا أي محب .. دقائق صمت يتساءل فيها عقلنا بمدى سوء ما سيأتي .. يتوقف فيها قلبنا عن النبض .. يصبح الهواء ثقيلا .. وتعاندنا الدقائق والثواني .. وترفض أن تذوب في أمواج الزمن .. فتمـر بطيئة غير قابله للتحلل ... لاقيمة للحياة ولا للدموع .. الانتظـار لحظات صمت الزمن .. لحظـات تقتل قبل أن تُقتل ...
انتظـار ... هذا هو ما يكتنز أرواحنا .. ينتظر اللحظـة المعلنة..
لحظة الصراخ .. أما بسعادة أو بألم .. .
كانت نوير ورباب وشيخه في الانتظار لما سمعوا الصراخ .. اركضوا بدون وعي لكنه كان صراخ لشكـر الله .. شكـر أقرب إلى البكـاء ..
قال لهم أحمد وهو يمسح دموعه ــ نجحت العملية والاثنين بخيـر ..
اجتمعوا حول أمهم اللي كانت تحمد الله بصوت عالي .. و هي تمسح دموعها ..
أحمد ــ يله ... بيطلعونهم بأي لحظة .. ابتعدوا عن الطريق بينقلونهم العناية الفائقة ..
جوزة ـ يلا يابنات .. أحمد .. في صندوق للصدقات تحت .. خذ ..
طلعت جوزة مبلغ في شنطتها ــ حطه في الصندوق كلها .. ولاتعده ..
أخذه أحمد ونزل تحت ... التفت جوزة لرباب اللي كانت تبجي ــ تعالي يا يمه .. تعالوا يا بنات .. وقفوا بعيد عن الدرب لكنهم راقبوا شمس وماجد .. وتموا يبجون ..
ارفعت جوزة التلفون وحاولت تتصل بمعجبة .. لكن تلفونها كان مغلق ..
*******
خلال يومين تحسنت حالة الإثنين .. وسمحوا لهم بزيارتهم .. رباب جات مرتين لكنها دخلت وسلمت على شمس .. لكنها مامرت ماجد .. ماجد كان يتحسن بشكل بطيء .. لكن شمس تحسنها أسرع بشوي ..
معجبة كانت تتناوب هي وجوزة .. جوزة تبقى عند شمس ومعجبة عند ماجد .. وبعدين يتبادلون .. البنات كانوا يجون فالليل .. وفي النهار يتمون مع محمد في البيت ..
أحمد ماقصر .. كل ساعه يجي ويسأل عن ماجد .. ناصر نفس الشيء .. بس بدون ماتحس معجبة ..
دخلت شيخه لعند ماجد كان أحمد موجود ..
ــ السلام عليكم..
أحمد ـ وعليكم السلام .. تراه نايم ..عطته الأدويه ونام على طول ..
شيخه ــ شلونه اليوم ؟
أحمد ـ الطبيب يقول حالته أحسن .. شلون شمس ؟؟ ..
شيخه ـ بتطلع خلال اسبوع أو عشرة أيام .. بس هي قوية .. بتتحسن ..
أحمد ـ وين نوير ؟
شيخه ـ تمت مع محمد في البيت ..
سكت أحمد عن لاينفضح .. كان يبي يشوفها .. بس ..
ــ بروح أشوف شمس ..
طق الباب راح أحمد وسعته شيخه يرحب بريال .
ــ ادخل ناصـر .. تفضل ..
انسحبت شيخه أول ما دخل .. بس طالعت له .. حست انها شايفته في مكان ..
في غرفة شمس ..
جوزة ـ وجه ماجد اليوم أحسن ..
معجبة ــ بروح أشوفه بعد شوي ..
شمس ـ مشتاقة لحمودي .. يبيوه بكره ..
مسحت جوزة راس بنتها ـ ان شاء الله ..شلونج الحين ؟
شمس ـ الحمدالله .. أحس أني طيبه ..
كانت تتألم ..لكنها تبي تخفي نظرة القلق من عيون أمها .. يكفيها ماجد اللي تحاتيه .. لكنها ماكانت تعرف أن أمها تعرف بألمها ..وتعرف أنها تكابر وتكذب .
قالت معجبة ـ تدرون ..كل ما أدخلالمستشفى أتذكـر نكته .. تموتني من الضحك ..
شمس ـ ضحكينا ..
معجبة ــ يقولج طلع الطبيب من غرفة العمليات وقابل أهل المريض وقال لهم (العملية نجحت نجاح مذهـل ..لكن للأسف المريض مات .. )) ..
ضحكت شمس لكنها تألمت فحاولت انها تخفي ألمها لكنها ماقدرت .. حطت معجبة كوب النسكافية وقامت جنبها و ضغطت تستدعي الممرضة
قالت شمس ــ لا .. ماكان له داعي بس مكان الجرح من الحركة ..
معجبة ـ كله بسبتي .. الحين تجي النيرس وتعطيج مسكن ..
دخلت شيخه في هاللحظة ـ صباح الخيـر ..
جوزة ـ من جابج؟
شيخه ـ جيت مع الخدامه والدريول .. يبت معاي ريوق وجريده اليوم ..
معجبة ـ أي زين .. عطيني اياها ..
مسكتها معجبة وتمت تقلب .. بعد ماشافت صورة ناصر في الصفحة الأولى ..
قالت شيخه ـ ايه .. أقول وين شايفته ..
جوزة ـ من ؟؟
شيخه وهي تراقب ملامح خالتها معجبة
ــ دخل واحد اسمه ناصر لعند ماجد.. كنت حاسه اني شايفته في مكان .. اتريه هالكاتب ..
كانت وجهه معجبة شاحب .. عرفت شيخه أنه ناصر نفسه اللي كانت تكلمه يوم ملجة الريم ..شسالفتهم ؟؟
لكن معجبة كانت في عالم ثاني .. طالعت لجوزة وضياع الدنيا في عيونها .. كانت تقرأ مقالة ناصر الأسبوعية .. اخنقتها العبرات لكن اكتمتها .. طلعت وهي ترتجف راحت لغرفة ماجد .. يمكن تلقاه .. طالعت من الزجاج ..كان موجود يتكلم هو وأحمد
بحرية كأنهم يعرفون بعض من زمان .. انطرته برا .. ماتدري كم من الوقت مر عليها يمكن لحظه .. أو يمكن ساعه .. أو أياام .. لكنها كانت من داخل متحجرة .. فتحت الجريدة لنفس المقال .. تتبعت بعيونها حروف المقال .. كان طويل ..واسمه
مـ ع جبـه ..
سكنت قلبي في ثانيـة .. وأعلنت نفسها حبيبه لي ..
لا أعرف ماذا أقول .. بمن هي معجبـة ؟ ...
معجبة ... سكنت روحي جدائل شعرها الأسود
وحزن عينيها السوداوين ..
سكنتنب بإستقلاليتها وحريتها ..
وفرحت لأني اول رجـل يأسـر قلبها ..
عشقت احزانها وعشقت دموعها التي لاتسقط..
عشقت ذكـرياتها وابتسامتها الحزينـة ..
معجبـة ..
لأجلهـا نسيت كـل حاضري .. وماضي .. واعتنقتها في ليل حالك ..
من عائلة مهشمـة .. بنت ثقتها بنفسهـا .. من سمعـة متهالكـة .. استيقظت .. كصغيـر العنقاء الذي ولد من الرمـاد .. عانت ظلم الحيـاة .. لكنها لم تيأس.. رغم الأشباح السوداء التي تلاحقها .. رغم ماضي مهـا .. ومعاناة زوجها وابناءها لهروبها الغامض ... .. لم تيأس من الحيـاة .. بل شقت طريقها نحو القمـة .. احترفت الأعمـال ..
لا أعرف مالذي يجمعنا .. لا أعرف أي تاريخ بيننا .. انها ليالي الألم .. لقد ذكـرتني بمعنى الحب بعد أن نسيته لزمن طويـل ..
. . معجبـة .. اسمك بحد ذاته اخترقني ... امسيت بين ليلة وضحـاها ملهمتي ..
_________
سكـرت معجبة الجريدة أول ماسمعت صوت ناصر يطلع .. ارتاحت انه انه كان بروحه ..
قربت منه ..
ــ سويتها ؟
طالع عيونها منصدم ــ صباح الخيـر ..شفيج ؟ شنو سويت ..
قطعت معجبة المقال .. وحطته بيده
ـ ناطرة ورقة طلاقي ..
تركته وراحت وطلعت جوالها .. وراحت لرقم خزنته تحت اسم ((الورقة الأخيـرة )) ..
ــ الو .. السلام عليكم .. ممكن أحجز موعد ؟؟ .. بكره .. اوك .. الساعه تسع الصبح .. اوكي .. معجبة غالب ..مع السلامـة ..
التفت لناصر اللي كان يقرأ المقالة بصدمه .. بعدين اركبت المصعد وغمضت عيونها مب نادمه ..
ناصر كان في صدمـة ..المقال .. ومعجبة ؟؟ .. طلع تلفونه اتصل في هدى .. وبعد صراخ وفقدان اعصاب .فهم انها ارسلت كل المقالات اللي على الطاولة بالفاكس..ركب سيارته وهو يطالع المقاله المشقوقه .. فكر (( هل خسرتها ؟؟ .)) ..
تذكـر آخر يوم لهم في مصـر . .. خلاص .. خسرها .. هالشيء الأكيد ..
معجبـة أول شيء سوته ..انها حجزت عشان تستعيد انوثتها .. امومتها .. بتعكس العملية .. ان شاء الله عمرها ماتزوجت .. لكن مجرد انها خضعت لهالعملية كان أكبر جرح في كرامتها .. طالعت للجريده الليس في يدها .. رتبت الجريدة لكنها انتبهت لشيء في الصفحـة الأخـيـرة ..
في ذمـة الله
انتقـلت إلى رحمة الله تعالى خلود خليل غالب أحمد .عن عمـر ناهز ال47 سنـة .. ويوارى الجثمـان عصـر اليوم في مقبرة أبو هامور ..
انا لله وانا إليه راجعون ..
حست معجبة بصدمـة .. خلود خليل ..وغالب احمد ؟؟ ..
شالصدفه اللي تجمع هالاسمـاء في اسم واحد .. ؟؟
اسم امها ..خلود خليل .. واسم ابوها غالب احمد ..
حست بخوف .. نغزها قلبها .. نزلت تحت بدون وعي ...سألت عن المشرحه وقلبها يدق بقوة .. كلمت الموظف ــ أبي أشوف خلود خليل ..
الموظف ــ والسبب ؟؟ ..
معجبـة ـ من الأهل ..
الموظف باستغراب ـ لكن مب مذكور في ملفها أي عايله ..
حست معجبة ان قلبها بيوقف ..
ــ أرجوك .. لها عنوان مذكور ؟
الموظف ـ بس مستشفى الرميلة ..
بدت تفكـر معجبة بجنون .. بدت الأشياء تصير منطقية في نظـرها..
ــ أرجوك ..
مامانع الموظف دخل المشرحه وخذها صوب الثلاجة .. كرهت البلاط الأصفر .. كرهت البروده ... لكنها كانت تنتظر ..
ـ مذكور في ملفها شلون ماتت ؟؟
الموظف ـ موت طبيعي .. كانت في غيبوبه من الثمانينات ..
بدت معجبة ترتجف أكثر تسللت البرودة لجسمها .. نست كل شيء .. نست ناصر نست ماجد وشمس .. نست موعد بكـره .. ركزت عيونها في الثلاجـة .. سحب الموظف الدرج العود .. حست معجبة بهبوط في قلبها .. كانت تشوف نسخته الريم .. بس متمددة جدامها .. بدون وعي مسكتها وهي تبجي
(( مها .. ))
مسكت ملامح وجهها .. شعرها الاسود .والخصل الرمادية .. الوجه الأبيض اللي مافيه أي حياة .. شافت ماضيها ..شافت جروحها .. امها وابوها .. انهارت تبجي على صدرها .. تودعها ولا تستقبلها ؟؟ تحزن ولا تفرح ؟؟
بدت تناجيها (( ليش يا مها ؟ .. ليش .. ليش غبت كل هالسنين ؟؟ يش .. ليش ظلمناج .. ليش يا مها .. ليش متي ؟؟ مها .. مها شفت عايض يا مها .. شفت الريم . الريم ..ليش يا مها .. ))..
طلعت جوالها وهي ترتجف .. دورت اسم عبدالهادي وهي تبجي .. تبجي خسارتها .. تبجي موتها وظلمها .. تبجي دموع تحجرت من سنين طويله ... دموع مره
قالت اول ماسمعت صوت عبدالهادي
ــ لقيتها ..
عبدالهادي ـ منو ؟
ــ مها .. .. لقيتها يا عبدالهادي .. ظلمناها يا عبدالهادي ..
ــ انت شتقووولين ؟؟ وينها ؟؟ .. وين انت؟
ــ في المشـرحه ..
صكت الجوال وهي تعرف الصدمه اللي بثتها لعبدالهادي .. طلبت من الموظف انه يطلب الشرطه .. والطبيب اللي كان مسؤول عنها .. وعطته بطاقتها الشخصية وركضت لغرفة شمس .. شلون بتقول لها ؟؟ شلون بتقول لها ؟؟ هل بتمـر الصدمـة بسلام ؟؟ ولا .. بتخسر اختها الوحيده من فظاعه الموقف ؟؟ ..
يتبع ..
|