بسم الله الرحمن الرحيم
الفصل التاسع:
( المواجهة)
جسد مستلقي , عينين جافاهما النوم, و عقل يأبى الركود, قرار مصيري على وشك أن يأخذ.
أأخبرها وأريح بالي, لكن هكذا سوف أفتح علي بابا من المشاكل أنا في غنا عنها , إذا ما الحل؟ ..( قطع هذا الصراع الداخلي بدخول مريم , التي كانت خائفة و بالكاد تستطيع التكلم)
بكلام غير مفهوم نطقه لسانها: خالتي...........تعبه.....خالتي......ماتت .....خا.....( و تكأة على الباب وهي تحاول أن تلتقط أنفاسها التائهة)
قام على الفور عمر المصدوم , و أقبل على مريم, و أمسك بساعديها و أخذا يانهال عليها بالأسئلة كالمجنون: ما الذي جرى لأمي؟ هل هي ماتت , ما الذي تريدي قوله, افهميني , ما الذي جرى لأمي؟
لا جواب يريده من قبلها فهي في حالت صدمه.
لم يضيع وقته في انتظار جوابها , فندفع إلى ناحية غرفة أمه ليجدها ممددة على الفراش بلا حركه.
............................................................ .........................................................
سمير بابتسامة عريضة : الحمد لله لأنك أحضرتي صغيري , كم أنا سعيد برؤيتك .
بوجه بشوش: و أنا كذالك يا أبي سعيد برؤيتك.
سمير: ما أخبارك , و ما أخبار المدرسة ؟ سمعة بأنك تواجهه مشكلة في الرياضيات.
رامي: نعم , لكن أعتقد أني سوف أحلها.
سمير: حقا , كيف؟
رامي: عمر سوف يساعدني.
سمير: ومن هو عمر هذا؟
رامي: هو الأستاذ الخصوصي الذي سوف يعلمني الرياضيات, أنه إنسان رائع, ليتك تقابله.
سمير: هذا أمر رائع.
رامي: أمي تعرفه, فهو كان يعلمها عندما كانت صغيرة, وكان يفعلان الكثير من الأشياء الجنونية.
وجه سمير بصره ناحية عبير الواقفة قرب الباب , و بابتسامة خطها على شفتيه قال: حقا.
وبابتسامة تغطي ارتباكها: أن رامي يبالغ بعد الشيء, على العموم أنا سوف أذهب لأحضر شايا, هل تريد أن أحضر لك شيء؟
هز سمير رأسه بالنفي , و أعاد بصره ناحية رامي و اخذ يحدثه .
في حين أن عبير خرجت لتحضر كوبا من الشاي ( حتى لا يشك بها أحد بأنها تهربت), بينما كانت تمشي جهة آلة صنع الشاي, استوقفها صوت صراخ ليس بالغريب عنها, التفتت ناحية مصدر الصوت لتجد عمر و وجهه حمر كدم و هو يصرخ في وجهه أحد الممرضات التي كان من الواضح أنها كانت مرتبكة و لا تعرف ماذا تفعل.
أخذ تقترب جهتهما, بدأت تلتقط أذناها بعض الكلمات , كا...
( ما هذا الأجراء السخيف , أسوف تطردون مرض بين الحياة و الموت فقط بسبب عدم قدرته على الدفع؟) كان هذا صوت عمر الثائر.
في حين أن الممرضة المرتبكة قالت:
سيد هذه القوانين, وأنا لست سوى شخص يعمل لهنا , ليس له أي سلطة , إذا كانت عندك أي شكوا, فذهب إلى مدير المستشفى
قال عمر و هو لازال على حاله: سوف أذهب, أين مكتبه؟
- لا داعي لكي تذهب أليه.
التفت عمر ناحية صاحب الصوت ليجد:
عبير !
لم تعطي عبير عمر بالا , بل ذهبت إلى جهة الممرضة و قالت: كم المبلغ المطلوب؟
عمر المستغرب من فعل عبير قال: ما الذي تفعلينه يا عبير؟!
عبير ببرود : ما الذي تراني أفعل , أنا أدفع حسابك.
هنا اجتاحت عمر نوبة غضب: لا شكرا لا أوريد مالك , أنا سوف أتدبر أمري.
عبير: وكيف سوف تتدبر أمرك؟ أسوف تذهب إلى المدير و تفتعل مشكلة و تجعل من نفسك فرجة لناس كما فعلت الآن؟
عمر الذي أشتدد غضبه قال: هذا ليس من شأنك.
كانت في داخلها ترقص فرحا, فهاهي تشفي غليلها منه, لم ترد عليه بل اكتفت بابتسامة واسعة خطتها على شفتيها الحمراوين.
هذا التصرف استفز عمر, الذي في وضعه الحالي, لا يستطيع أن يتحمل أي شيء, فأعصابه متوترة بسبب حال أمه.
قرر أن يتناس وجودها, فنقل بصره ناحية الممرضة وقال: أين مكتب المدير؟
عبير: عمر لا داعي للعناد, أنا سوف أدفع و سوف اخصمه من معاشك.
لا شكرا سيدتي نحن نستطيع تدبر أمورنا, بدون مساعدة الغير.
ألتفت الجميع جهة صاحب الصوت , ليجدوا: مريم ! قالها عمر المذهول.
ماذ..ماذا ..جاء بك إلى هنا ؟!
مريم: لقد تأخرت , فجأة لأطمأن إذا جرت الأمور على خير.
عمر: و أمي؟
مريم: الطبيب يعاينها الآن, لا ينفك يسأل عن إذا دفعنا للمستشفى.
ذاب الجليد ليحل محله نار القلق: الخالة هند مريضة؟!
قالت عبير.
بعينين يحملان آلاف التساؤلات ألقت مريم نظرتا على عبير المترقبة ردا من عمر الواقف كالجماد لا يعرف ماذا يفعل.