كاتب الموضوع :
MiSs nonnah
المنتدى :
الطفولة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ، والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد ( صلى الله عليه وسلم )، وآله وصحبه ومن اتبع سنته إلى يوم الدين .. وبعد :
قد ذكرت لكم في القصة السابقة أخبارا عن سيدنا نوح - عليه السلام - .. ونتكلم الآن عن ذريته ، إذ كانت ذريته هم الباقين .
قال تعالى : ( وجعلنا ذريته هم الباقين ) الصافات / 77 .
إنهم " سام ، وحام ، ويافث " ومن معهم .
- ويحكى أن " سام بن نوح " هو أبو العرب وفارس والروم .
- وأن " حام " أبو الأفارقة .
- وأن " يافث " أبو الترك ، ويأجوج ومأجوج .
وتزوج هؤلاء ومن معهم بالمؤمنات وتناسلوا وتكاثروا حتى ضاقت بهم قريتهم .
فتحولوا إلى أماكن حيث الزرع الكثير والضرع الوفير . فكثروا بها حتى بلغوا مئات
الآلاف ، وهم على الإسلام ... فصاروا ينتشرون هنا وهناك ملتمسين الرزق والعيش الهنيئ . وكلهم أمم كريمة الأصل قد تفرقت في البلاد .. منهم أهل المشرق ، وأهل
عُمان ، وأهل الحجاز ، وأهل الشام ، وأهل مصر .... ومنهم كانت الجبابرة - فيما بعد - والفراعنة والعماليق وقوم عاد وقوم ثمود .... وكان قوم عاد يقيمون في اليمن وحضرموت وما حولها ، وكان وقوم ثمود يقيمون بالحجر بين الحجاز والشام .
وهم كانوا من العرب العاربة .
وسأحدثكم عن أنبيائهم .
( 4 )
سيدنا " هود عليه السلام "
أرسل الله عز وجل إلى قوم عاد النبي " هود بن عبدالله " - عليه السلام -.. لأنها
طغت وعصت وعبدت الأوثان ، واعتقدوا أن الأصنام شركاء لله ، وأنها تشفع لهم عند الله . وكانوا يظلمون المسـتضعفين ويتجبرون في الأرض .
وكان نبي الله " هود " يدعو قومه عاداً إلى عبادة الله وحده وترك عبادة الأصنام ،
وكان يُفهمهم أن ادعاءهم شفاعة الأصنام لهم كذب وعبادتهم لها باطلة .
ولكنهم احتقروه واستصغروه ونسبوا له السفه والطيش والكذب .. واغتروا بأنفسهم
وقالوا : من أشد منا قوة ؟
فوعظهم " هود " .. وذكرهم بالله خالقهم ورازقهم ، و أنه أعطاهم نعم كثيرة، ومواهب عديدة.. وأعطاهم البنين للمعاونة ، والبساتين والأنهار الجارية.
وقال لهم : ( إني أخاف عليكم عذاب يومِ عظيم إذا عصيتم الله تعالى ) .
وكان جوابهم : يا " هود " ما أتيتنا بحجة واضحة ، أو معجزة ، لنقر لك بالنبوة ، ولسنا بتاركي عبادة آلهتنا من أجل قولك ، ولأنك سببت ألهتنا فقد أصابك بعضها بجنون .. فأنت الآن يا " هود " تهذي وتخرف . - هكذا أنطقهم كفرهم - .
فتبرأ " هود " قائلا : أني بريء مما تشركون من غير الله .. وهددهم بشجاعة ،
دبروا لي كل ما تستطيعون من أنواع الكيد أنتم وآلهتكم التي تزعمون أنها ضارة لي ،ثم لا تهملوني طرفة عين بل عاجلوني بالأضرار .
لكنهم رفضوا الاستماع له وتحدوه أن ينفذ فيهم إنذاره ووعيده .
وعندئذ قال لهم : لا بد أن يقع عليكم غضب الله ، فانتظروا عذاب الله .
فكان أول الهلاك الذي نزل بهم في الدنيا ، أن حبس الله عنهم المطر ثلاث سنوات ،
فجهدوا جهدا ، أوشكوا فيه على الهلاك .
وكان " هود " لا يفتأ يعظ قومه ويقول لهم : ادعوا خالقكم أن يغفر لكم ما سلف من ذنوبكم ، ثم ارجعوا إليه بالتوبة ، إنكم إن فعلتم ذلك يرسل لكم المطر متتابعا .
لكنهم لم يسمعوا ، بل جحدوا واستمروا على كفرهم وطغيانهم .
فساق الله إلى سـماء قوم " هود " سُـحُباً سـوداء . فلما رأوها اسـتبشروا بها وقالوا:
" هذا عارض ممطرنا " الأحقاف / 24 .
لكنه ليس مطراً فيه غياثهم .. " بل هو ما استعجلتم به ، ريح فيها عذاب أليم تدمر كل شيء بأمر ربها " الأحقاف / 24 .
وأوحى الله إلى " هود " أن يعتزل قومه ومن معه من المؤمنين لكيلا يهلك ومن معه بالعذاب الذي سينزل بقوم عاد .
وانطلق " هود " والمؤمنين إلى مكة ، وعاش فيها أمدا .
أما قوم عاد ، فقد سلط الله عليهم ريحاً عاصفة ، تتابعت سبع ليال وثمانية أيام فهلكوا
.. وتناثرت جثثهم على الأرض ، كما يطرح النخل الخاوي المنتزع من جذوره ولم يبقى منهم أحد وأصبحوا لا يرى إلا مساكنهم .
ماذا تعلمنا من قصة سيدنا " هود " وقومه ؟
1- موقف نبي الله " هود " مثال الثبات على الحق والشجاعة والصبر .
2- الاستكبار في الأرض بغير الحق والغرور ، يصيب صاحبها بالذل والهوان من الله تعالى .
3- الاعراض عن سبيل الله واستعباد الشعوب الصغيرة المغلوبة على أمرها ، واستغلال ثرواتها والسيطرة عليها بأي طريقة خسيسة ... كإشعال الفتن وشراء الضمائر وتفرقة الجماعات .. يكون مصيرهم كمصير قوم عاد -الهلاك في الدنيا والآخرة .
واقرؤوا قوله تعالى : ( ألم ترى كيف فعل ربك بعاد ، إرم ذات العماد ، التي لم يخلق مثلها في البلاد ) الفجر / 6 - 8 .
(5)
قصة سيدنا صالح عليه السلام
أهلك الله قبيلة عاد الكافرة، وجاء من بعدهم قوم صالحون يسمون بقوم ثمود، عمروا الأرض وغرسوا الحدائق والبساتين وزرقهم الله رزقا كبيرا. ولكنهم لم يشكروا نعمة الله وكفروا به وعبدوا الأصنام .. فأرسل الله إليهم نبيا منهم يسمى صالحا عليه السلام. ظل صالح يدعوهم إلى عبادة الله الواحد الأحد، ولكنهم رفضوا دعوته وطلبوا منه أن يأتي لهم بمعجزة تثبت أنه نبي من عند الله.وكان لهم عيد يخرجن فيه إلى أصنامهم ، وذلك في يوم معلوم من السنة .وقالوا لنبي الله " صالحا " : تدعوا إلهك ، وندعوا ىلهتنا ، فإن استجيب لك اتبعناك وإن استجيب لنا اتبعنا . فقال لهم : نعم . فخرجوا إلى أصنامهم في عيدهم وخرج معهم النبي عليه السلام ودعوا أوثانهم وسألوها أن لا يُستجاب لصالح في شيء مما يدعوا به . ثم قال رجل سيد في ثمود : يا صالح أدعو ربك يُخرج لنا من الجبل من صخرته هذه ناقة .. فإن فعلت آمنا بك وصدقناك. فأخذ عليهم صالح المواثيق والعهود: لإن فعلت لتصدقني ولتؤمنن بي. قالوا: نعم. فصلى صالح عليه السلامه ودعا ربه أن يحول هذه الصخرة الضخمة إلى ناقة وإذا بها بقدرة الله سبحانه وتعالى تتمخض الصخرة كما تمخض الناقة النتوج بولدها ثم تحركت الهضبة عن ناقة عظيمة عشراء وهم ينظرون إليها. مندهشين من هذه المعجزة التي أعجبوا بها وسموها "ناقة الله". فآمن كثيرا منهم ومعهم سيدهم وأراد بقية رؤساء ثمود أن يؤمنوا به ويصدقوه فمنعهم أصحاب الأصنام وكاهنهم فظل قسم كبير منهم على كفره تكبرا وتعنتا ومحافظة على المصالح الدنيوية
اشترط عليهم صالح عليه السلام أن يتركوا ناقة الله تشرب يوما من البئر وهم يشربون في اليوم الآخر، وحذرهم من أن يمسوها بسوء حتى لايعذبهم الله. تضايق الناس من هذه الناقة، وأراد أن تكون البئر لهم وحدهم فقرروا أن يقتلوها ويستريحوا منها. واتفق الأشرار وقتلوا الناقة. غضب صالح عليه السلام غضبا شديدا، وأخبرهم بأن عقاب الله نازل بهم بعد ثلاثة أيام. في اليوم الأول اصفرت وجوههم. وفي اليوم الثاني حمرت وجوههم. وفييم . واليوم الثالث اسودت وجوههم. وبعد ذلك، سمعوا صيحة عالية واهتزت الأرض من تحت أرجلهم وماتوا جميعا، ونجا صالح عليه السلام ومن معه من ذلك العذاب.
واقرؤوا قوله تعالى : (كذبت ثمود بطغواها، إذ انبعث اشقاها، فقال لهم رسول الله ناقة الله وسقياها، فكذبوه فعقروها فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها، ولا يخاف عقباها) الشمس/ 11 - 15 .
العبرة من هذه القصة:
أن نشكر الله تعالى على نعمه الكثيرة حتى لانكون مثل قوم ثمود. وأيضا أن عذاب الله ينزل بالكافرين إن لم يعبدوه. وأن الله قادر على كل شيء، فقد أخرج من الصخرة ناقة لها لبن كثير يكفى الناس جميعا.
6
قصة سيدنا ابراهيم عليه السلام
ولد "إبراهيم" عليه السلام في أرض بابل بالعراق وكان الناس يعبدون النجوم والكواكب والأصنام ولكن إبراهيم عليه السلام لم يقتنع بتلك العبادة. كان والد إبراهيم عليه السلام كافرا، يصنع الأصنام التي يعبدها الناس من دون الله، فذهب إليه إبراهيم عليه السلام بأدب يدعوه إلى ترك مايفعله ولكن أباه رفض دعوته وهدده بالقتل. قرر إبراهيم أن يحطم الأصنام، فانتظر حتى جاء العيد وخرج الناس إلى الساحات للهو وللعب، فجاء إبراهيم عليه السلام وحطم جميع الأصنام إلا صنما واحدا تركه وعلق الفأس في رقبته. وبذلك أقام دليلا ملموسا على بطلان عبادة الأصنام. فلو كانت آلة لدافعت عن نفسها. ولما رجع الناس وشاهدوا الأصنام محطمة غضبوا وحزنوا على ماأصابهم وأخذوا يسألون من فعل هذا بآلهتنا، فعرفوا بعدها أن الذي فعل ذلك هو إبراهيم عليه السلام. قالوا: أأنت فعلت هذا بآلهتنا ياإبراهيم؟ قال: بل فعله كبيرهم هذا، فسألوهم إن كانوا ينطقون. فرجعوا إلى أنفسهم فقالوا إنكم أنتم الظالمون ثم نكسوا على رؤوسهم لقد علمت ماهؤلاء ينطقون، قال: أفاتعبدون من دون الله مالا ينفعكم شيئا ولا يضركم؟ أف لكم ولما تعبدون من دون الله أفلا تعقلون؟ قرر الكفار الكفار أن ينتقمون من إبراهيم عليه السلام فأوقدوا نارا عظيمة، ورموا إبراهيم فيها وأمر الله النار، ألا تحرق نبيه وقال لها: كوني بردا وسلاما على إبراهيم. استمرت النار مشتعلة عدة أيام، ولما انطفأت خرج إبراهيم عليه السلام سليما لم تحرقه النار، فتعجب الكفار ولكنهم لم يؤمنوا به. وقال له أبوه: نعم الرب ربك ياإبراهيم، لقد حماك من الجحيم. ولم يسلم بعد أن رأى هذا البرهان.
............................................................ ....
ولما انتشر خبر نجاة سيدنا إبراهيم عليه السلام من نار المشركين وصل الخبر للملك نمروذ فاستدعاه وقال له: ياإبراهيم إن ربك نصرك فأخبرني من هو ربك؟ فقال سيدنا إبراهيم عليه السلام: ربي الذي يحي ويميت. قال الملك: أنا أحيي وأميت. قال عليه السلام: فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأتي بها من المغرب. فبهت الذي كفر والله لايهدي القوم الظالمين ومع ذلك أبى هذا الكافر أن يسلم. فقال إبراهيم عليه السلام: إجمع جموعك وأجمع جموعي، فجمع النمروذ جيشه وجنوده وقت طلوع الشمس فأرسل الله عليه ذبابا من الباعوض بحيث لم يروا عين الشمس وسلطها الله عليهم فأكلت لحومهم وامتصت دمائهم وتركتهم عظاما بادية.
ودخلت واحدة منها جوف رأس النمروذ فمكثت فيه زمنا يعذبه الله تعالى بها فكان يتصدع رأسه ألما بين حين وآخر وكان يعالجه من كان بجواره بالضرب على رأسه بأي شيء حتى يهدأ وهكذا حتى أهلكه الله عزوجل.
............................................................ ....
أمر الله إبراهيم أن يهاجر إلى بلاد أخرى لعله يجد من يؤمن به وبدعوته، فهاجر إلى الشام ثم جاء إلى مصر، وتزوج من هاجر عليها السلام ورزقه الله بولد اسمه إسماعيل عليه السلام.
أمر الله تبارك وتعالى إبراهيم أن يهاجر بزوجته هاجر وابنهما إسماعيل إلى مكة ويتركهما هناك عند البيت الحرام، فنفذ إبراهيم أمر ربه، وفي مكة ترك معهما طعاما وشرابا، وصبرت السيدة هاجر وطفلها على الحياة في هذا المكان حتى نفد ما معها من ماء وشراب، وراحت تبحث عن ماء في الصحراء فلم تجد، فأرسل الله ملكا ينبش الأرض بجناحيه حتى تفجرت عين زمزم فشربوا منها وسقوا من حولهم من القبائل. ورجع إبراهيم إلى أرض الشام في بلدة تسمى فلسطين، وكان يمر عليهما بين كل فترة ليطمئن عليهما، ولما كبر إسماعيل أحبه إبراهيم حبا شديدا وتعلق به، وأراد الله تعالى أن يمتحن إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام فأمر إبراهيم أن يذبح ولده، ولم يتردد إبراهيم ولم يضعف، فذهب إلى ابنه إسماعيل وأخبره بما أمره الله به. لم يتردد إسماعيل وقال: يا أبتِ افعل ماتؤمر فأمسك إبراهيم السكين وهم أن يذبح ابنه، فجاءه ملك وقال له: نجحت في الاختبار ياإبراهيم. أمر الله إبراهيم ألا يذبح ابنه وأن يذبح بدلا منه كبشا أي خروفا عظيما، نزل من السماء ليذبح فداءً لإسماعيل.
ولما صار إسماعيل عليه السلام رجلا أخبره أبوه إبراهيم بأن الله يأمره بأن يبني البيت الحرام، فكان إبراهيم يبني وابنه يناوله الحجارة حتى أتما بناء الكعبة التي صارت قبلة يأتيها الناس من كل مكان ليحجوا إليها.
,,,,,,,,,,,,,,,,,,
العبرة من قصص سيدنا إبراهيم عليه السلام في الجزء الأول: قدرة الله سبحانه وتعالى العظيمة التي جعلت من النار بردا وسلاما على سيدنا إبراهيم عليه السلام.
العبرة من الجزء الثاني: تقديم البرهان والحجة في أمر ما دليلا للصدق.
العبرة من الجزء الثالث: طاعة الوالدين واجبة إذا كانت لا تخالف أوامر الله.
|