[]
*****
- الو مرحبا (جوش) ....
- اهلا (نيرا) هل افهم انك وافقت على دعوتي للعشاء....
اسرعت تجيب:
- لا ......في الواقع انا من ادعوك للعشاء فقد دعوت (مارك) و (سوزن) واذا كنت ترغب في الانظمام الينا فساكون....
قاطعها:
- بالطبع هذا رائع ....ساتي حالا...
وحقا وصل جوش قبل الجميع,فتحت له (نيرا) الباب فقال مقطبا وهو يرى انه اول الحاضرين:
-هل اتيت مبكرا ؟!...
ابتسمت له ابتسامة مطمئنه:
- كلا هم من تاخروا .....
دخلا الى غرفة الجلوس الضغيرة والمرتبه,واشارت اليه ليجلس وعندما كادت ان تفتح فمها لتساله ماذا يحب ان يشرب ,سبقها معلقا وهو ينظر اليها من راسها وحتى اخمس قدميها :
- تبدين جميلة وانيقة ...
اعجبتها النظرة التي كانت في عينيه ,لانها لم تكن مجاملة بل صاده وقالت مبتسمة وهي تتجاهل كلامه بادب:
- هل ترغب ببعض العصير؟...
- نعم من فضلك ...وان كان هناك عصير تفاح سيكون ذلك رائع...
- حسنا سيد (ولش)....
ورفعت حاجبيها قبل ان تذهب وعلى وجهها ابتسامة ممازحة ...
كان الاجتماع جميل ومع ان (نيرا) انشغلت بتحضير العشاء .كانت تطل كل فترة لتجلس معهم قليلا لفترة قصيره ثم تعود الى المطبخ,لكنهم استمتعوا بذلك حقا ...
اخذو يتحدثون وهم يحتسون القهوة و(كاتي) تسير بينهم فرحة بلعبتها الجديده والتي اصرت قهرا على الحصول عليها وهي عبارة عن مفاتيح (جوش) ,وقد اسعدتها الاصوات التي تصدرها عند كل اهتزازه,سالت (سوزن) فجأة (جوش) بفضول ظاهر:
- (جوش) اتحب الاطفال....
- جدا...
- اذن لم لا تتزوج...
تلعثم ثم قال بهدوء وبطء:
- حسنا ....انني انتظر فتاة ان تحبني كما افعل ...
- اذن هناك واحده ...
ابتسم بسعادة ظاهره ,وهم يدعك رقبته :
- بالطبع...لكنها سريه...
بعدها انتقلوا للحديث عن امور اخرى ,ثم استاذنت (سوزن) وذهبت لتساعد (نيرا) في المطبخ :
- مرحبا...
- مرحبا....
قالتها (نيرا) ردا على تحية (سوزن) واتدارت لتجدها تعبث بشيء تحاول المساعدة ,وقبل ان تتكلم (نيرا) معترضة فجأتها (سوزن) بما قالته:
- ان (جوش) ينظر اليك باعجاب...
ابتسمت (نيرا) بسخرية وهي تسير نحو (سوزن) :
- بالطبع ...انه ينظر للجميع هكذا...
لكن في داخلها سرت لما قالته (سوزن) ,واعتقدت بل تمنت ربما في كلامها سيء من الصحة ,ثم قالت لـ (سوزن) وهي تبعد هذه الافكار من راسها بلهجة امره :
- ضعي هذا من يدك... انك ضيفتي...
ودفعتها الى خارج المطبخ ,وسارت نحو (كاتي) وقالت لها ممازحة :
- لا تدعي ماما تغيب عن نظرك ...في تعبث اذا تركت وحدها ...
ثم عادت,بينما نظر (جوش) و (مارك) الى (سوزن) ضاحكين ,وسال (مارك) وهو يجاهد لكتم ضحكته مما قالته (نيرا) :
- ماذا حدث؟....
ردت مبتسمة وهي تهز كتفيها :
- لقد تم طردي...
رفعت يديها منحينة بشكل استعراضي .واخذوا يصفقون لها وصفر لها زوجها ,اطلت (نيرا) بفضول لترى سبب هذا الحماس ,ليقع نظرها على (جوش) الذي ابتسم لها فبادلته الابتسامة ,ثم عادت الى المطبخ ,وهي تشعر بوجهها يلتهب , عاد لتفكيرها ما قالته لها (سوزن) لكنهاضربت راسها "لا تكوني سخيفه انه فقط يبتسم لصديقة قديمه" وركزت على ما هو امامها ...
كانوا قد هدؤوا وهم يطالعون التلفاز وقف (جوش) وقال مشيرا للمطبخ:
- ساذهب للمساعدة...
نظرت (سوزن) الى زوجها بابتسامة مائله وهمست في اذنه :
- ماذا حدث للعالم (جوش) يساعد في اعمال المنزل...
رد (مارك) وهو يغمزها :
- تعلمين ماذا من المفترض ان يعني هذا!...
كان جواب (سوزن) ابتسامة واسعه.......
طرق (جوش) الباب مبسما:
- اتيت للمساعدة...
- لقد طرت (سوزن) والن جاء دورك.....انتظر لحظه...
وابتسمت متصنعة الخبث وقد فتحت عينيها العسليتين على اتساعهما:
- دعني امارس السيادة عليك .فانت تمارسها على في العمل...
ضحكا معا ,ثم ابتسمت (نيرا) وهي تشاهد عينا (جوش) قد تسمرتا عليها ,مما اربكها ,وشعرت بتورد وجنتيها,فقالت بادب :
- شكرا لقد انتهيت للتو...
ثم عادا معا الى غرفة الجلوس,بعد انتهاء ما كان يعرض على شاشة التلفاز صردت مسيقى النهاية,فقفزت (كاتي ) الصغير واخذت ترقص رقصا مضحكا ,بينما الجميع ينظرون اليها بتسليه مبتسمين, نقلت (نيرا) نظرها الى والديها ,كم يبدوان سعيدين وهما ينظران الى صغيرتهما خاصة (سوزن) فهي تهز راسها وتصفق وتحرك جسدها وكانها على وشك ان تقولم لترقص ايضا,انتقلت الى (جوش) كي تشاهد كيف ينظر للصغيرة (كاتي) ,لكنه كان ينظر اليها وليس ل(كاتي) وهو شارد في ملامحها ,ابتسمت له (نيرا) بحياء ,وطرأ على فكرها ما قالته (سوزن) ,لكن (جوش) استمر شارد ولم ينتبه الى ان (نيرا) ابتسمت له محاولة ايقاف شروده ,قطبت (نيرا) حاجبيها وهي تفكر" يجب لا استرسل بهذه الافكار"
بينما لكزتها (سوزن) وكانها قراءت ما في بالها ,وهمست في اذنها :
- الم اقل لك !!!!!!!!...
اثناء تناول العشاء علق (جوش) :
- انه الذ طبق تناولته في حياتي...
غمزت (سوزن) لـ (نيرا) "(سوزن) سوف اقتلك عندما يغادر (جوش) "
وتجاهلت (نيرا) نظرات (سوزن) لها وهي تشعر بالاحراج ,من نظرات الرجلين لها ,قالت بزهو محاولة تغطية احراجها :
- انا اعرف انني طباخة ماهره ...شكرا لتعليقك...
صمتت قليلا ,وقد مرت امامها مجموعة من الذكريات,وقالت مكملة وهي تشملهم بنظرة مملوءة بالمشاعر:
- انها ليست المرة الاولى التي تتناولون بها هذا الطبق من صنعي...
اكملت ببطئ وكانها تشاهد الذكريات امامها:
- لقد صنعته ومن اجلنا نحن ......منذ سنوات ...لقد ذهبت...
ثم قالت وكانها استفاقت من احلامها وشرودها :
- هل تذكرون ذلك ؟!....حقا اكاد ارى ذلك امامي...
شعرت بنفسها غبية وهي تذكرهم بذلك ,بينما تبادل الاربعة الابتسامات الصادقة ,بان الشرود على الجميع ليتمتم (مارك) وكانه يكلم نفسه :
- منذ ..7....6 ..سنوات ...مضت السنوات حقا ...
قالت (نيرا) بابتسامةغريبة هي اقرب للحزن منها للفرح والسعادة ,وعينيها تلمعان ببريق غريب:
- لقد كانت اوقاتا رائعه ,,وكل شيء سار بشكل رائع...
ابتسمت وهي تغمض عينيها :
- انتما اصبحتما والدين و (ديفيد) اصبح متزوجا , و (جوش) اصبح مير لاكبر الشركات ,,و....و....
اختنق صوتها ,فاسرع (جوش) قائلا وبصوت هادئ:
- كل شيء كما خططنا له بل افضل ...لا نريد ان نرى دموعا ...
اضحكة ضحكة قصيرة هادئه وهي تمسح دمعة تسللت من عينيها وقالت وهي تتنفس بعمق :
- يالي من حمقاء ضعيفة...
قالت (سوزن) وهي على وشك البكاء:
- حسنا (نيرا) لا اريد ان ابكي...
قال (مارك) بسعادة :
- ان صداقتنا شيء رائع ونادر حقا ...انه لشيء جميل اننا ما زلنا اصدقاء حميمن بعد كل هذه السنوات...
بكت (سوزن) وضحك (مارك) معلقا:
- زوجتي تطلق تحذيرا قبل البكاء...
- انني واثقة انني فعلت ...
قالت ذلك وهي تضم صغيرتها الى صدرها ,وضحك الجميع من (سوزن) فهي مرحة حتى في بكائها وشارتكهم ايضا الضحك على نفسها ,قالت (نيرا) وهي تلوم نفسها لكلامها الذي اثار شجون الجميع:
- حسنا انتهت فقرتنافقرة البكاء لهذا اليوم ,والان جاء دور الضحك...
- انك جيدة في ترتيب البرنامج بالتسلسل ...
قالها (جوش) وانفجروا ضاحكين ,وقد تبدل الجو حقا الى جو مرح .
قالت (نيرا) :
- حسنا سوف اقلد لكم (جوش) في العمل ...
اكملت حديثها بعد ان سحبت الكرسي بيعدا بحيث تكون امام الجميع وقالت لـ (جوش) :
- انني استغرب كيف لم تصب بانفصام في الشخصية حتى الان ...
ضحكوا وساد المرح حتى نهاية السهره ...
كان عشاء جميل بقيت (نيرا) و (جوش) بعد ان غادر (مارك) وعائلته :
- هل تمانعين لو ابقى هنا لــ......
قاطعته:
- ابدا ولكنك ستضطر الى غسل الاواني معي...
- هذا ما ارغب به...
قالت (نيرا) بتعجب:
- لقد قلت ان غسل الاطباق يجلب لك الملل...
ابتسم (جوش) واجاب :
- وقد قلتِ انكِ ستسعدين لادخال الملل على حياتي...
سعرت (نيرا) بسرور وسعادة غامرة حتى كادت تبكي ,لقد كانت تريد مفاجأته بتذكرها حوار ,دار بينهما في الاعوام السابقه عندما كانا في بيت (ديفيد) و (سوزن) وقت مرضها
لكن هو من فاجأها بتذكر ردها ,كانت تتوقع منه اجابة اخرى.
كمن قال لك ذلك مثلا ؟,او متى قلت ذلك؟,ابتسمت له بذهول والسعادة تشع من عينيها,ومع انها لم تسمح له بغسل الاطباق
الا انها اسمتعت بالحديث معه اثناء ما كانت تقوم بذلك فقد سلاها بالفعل...
رافقت (نيرا) (جوش) الى الباب فقال :
- غدا ساتي لاصطحابك.واريدك ان..........
قاطعته:
- لا لا.ليس عليك ذلك منزلك بعيد جدا من هنا كما انني ساسعد في عمل رياضة في الصباح ...
- هل تقصدين انك ستاتين مشيا ؟!.هي!!!... لا تحاولي ذلك يا انسه انها بعيدة جدا .انا ساتي لتوصيلك لا تقلقي لاانها رغبتي ...
- حسنا ساتي بسيارة اجره ..فلا تتعب نفسك...
قاطعها :
- (نيرا) ما بك؟!..؟!.... لم تحاولي رفض كل م اعرضه عليك ؟...
- لا الامر ليس كذلك فقط انت المدير ....وانا موظفة عندك...
- هكذا اذن ...حسنا انا الامر مختلافا عما تريه انتِ ..فلا تحاولي الرفض...
سار مبتعدا وهو يقول بصوت اعلى :
- شكرا للعشاء ..لقد كان رائعا ...لا تنسي السابعة سامرك سنتناول الفطور معا...
***
مر شهر على استلام (نيرا) لوظيفتها ,تعرفت خلاله على جميع امور مكتبها ,وعلى امور (جوش) ايضا ,وقد احبتها ,لقد توطدت العلاقة بينهما كثير الى الحد الذي جعل (نيرا) تفكر ان (جوش) اكثر من صديق بالنسبة لها لكنها احتفظت بذلك لنفسها .
اليوم هو عطلة دعت (نيرا) (جوش) لتناول العشاء في مطعم فاخريقصده كبار الشخصيات رغبت بالذهاب اليه منذ زمن طويل.
اسمتعت كثير بالمكان الراقي والطعام اللذيذ والرفيق الظريف العزيز والقريب الى القلب ,ولا تستطيع ان تغفل انه متحدث بارع من الدرجة الاولى ولا تستطيع الملل من حديثه ,كان كل شيء يسير على ما يرام الى ان جاء ذلك الصوت من الخلف الذي قطع عليهما هذه اللحظات الجميلة :
- (جوش) !!!...
[/color]