تابع الفصل الخامس
قاطعته وقد افاقت من دهشتها :
- كيف عرفت مكان اقامتي ؟!؟؟...
رد (جوش) وعلى وجهه ابتسامة ناقصة:
- هل ستجعليني اقف بالباب طويلا ؟!....
نطرت له (نيرا) للحظه ثم قالت وهي تفسح له المكان للدخول:
- تفضل !...
اتدار في المكان:
- انه ذوق رائع...
- شكرا... انك تعرفني ......ماذا تريد ان تشرب؟!...
- قهوة من فضلك...
اتجهت (نيرا) نحو المطبخ بينما بقي هو في غرفة الجلوس,بعد فترة عادت وهي تبدو طبيعية ومتاملكة لاعصابها,قدمت له القهوه وسالت بحذر:
- كيف عرفت مكان اقامتي؟!...
- لقد استاجرت مخبرا خاص.....
قالت بغضب وقد احمر وجهها:
- مخبرا!!!!!!!!!.......لماذا!؟!!!! ماذا تريد مني؟!....
- لم لم تخبرينني انك انقلت الى هنا؟....
- ومتى كان بإمكاني ذلك؟...
قالتها بسخرية ليرد علها هو بأسى:
- اجل فقد كنت مشغولا ......الى ان فات الاوان .......
- اجل مشغولا ...بالطبع ..هذا يفسر خروجك مع تلك الفتاة للتنزه...
- جيد انك فتحت الموضوع فانا اريد...
قاطعته بسرعه فهي لا ترغب ان تسمع :
- لا اريد ان اناقش شيء لا علاقة لي به...
رد هو حانقا من مقاطعتها له في كل مرة يحاول مناقشتها:
- ولماذا يزعجك اذا ؟!...........
- انه لا يزعجني......
- اذا دعيني اشرح لك.....
قاطعته مرة اخرى وهي تقف بارتباك:
- لا اريدك ان................
كان الان دور (جوش) كي يقاطعها:
- هل لك ان تصمتي قليلا وتتوقفي عن مقاطعتي...
عادت الى مقعدها وهي تزفر بغضب وعقدت يديها امامها,ابتسم هو قليلا بتفاؤل :
- هذا حسن...الان ساخبرك....لقد حضر والدها لاجتماع عمل واضطر للذاهب لامر طارئ ,ووصلت هي لتلاقي والدها وهو كان قد خرج قبل وصولها ,كانت تريد العودة بسيارة اجره ,فعرضت عليها من باب الليقاة ان اوصلها بسيارتي فوافقت ....
قاطته :
- يا للشهامه!..............
- اصمتي ودعيني اكمل....وعند ذلك عرضت عليها كاس من العصير فوافقت وهي اقترحت ان ننزل في هذه الحديقه,واخترعت انني اتحدث معها دائما ,ولم تسمع عنك من قبل بالطبع لان حديثي معها عن العمل فقط...
- ماذا تريد الان ؟؟؟...
- (نيرا) !!.........الم تصديقني؟!.....
- ما المطلوب؟!.....
قالتها بزفير"مالذي افعله هل جننت انه صادق" ولكنه قرب وجهه اليها وهو ينظر بنظرة صادقة جديه لا مجال للشك فيها:
- اننا اصدقاء منذ فترة طويله...طويلة جدا ...وانت عــ.........وانا لا اريد ان اخسرك...
ابتسم وهو يعيد جسمة وظهره الى الوراء بعد ان كانيجلس على طرف المقعد كي يكون بقربها:
- المطلوب ان تسامحينني ونعود اصدقاء...
نظر اليها بابتسامة لم تصل الى عينيه :
- هذا اقل شيئ...
ارتسمت على وجهها ابتسامة خجولة بعض الشيء وقالت بصوت حاولت جعله مرحا وهي تزيح الخصلات عن شعرها:
- هذا جيد ...اظن ذلك...
واردفت مستدركة :
- اليس لديك عمل اليوم؟!...
- كلا اليوم هو العطلة ...
اومات براسها وكانها تذكرت,فسال هو بتردد:
- هل لديك خطة لقضاء اليوم..ام انك ...اعني....... ربما....تخرجين ...اعني...
ابتسمت تقاطعه:
- ليس لدي أي خطه لكنني لا استطيع الخروج لان .....
هنا علا صوت بكاء(كاتي) فاشرعت (نيرا) نحوها واحضرتها ,بعد ان توقفت عن البكاء ,سال (جوش) وهو يتامل عيناها المتورمتين من النوم,قال باسى:
- انها لا تشبهك...
- بالطبع لا!!!!!...
مالذي قوله (جوش) انع غريب اليوم ,سال مرة اخرى:
- هل تشبه والدها؟!....
ياله من عديم الذوق كيف لها ان تشبه (مارك) انها نسخة مصغرة من (سوزن) ,ضحت (نيرا) وهي تنظر اليه :
- كلا انها تشبه والدتها...
- لم افهم انك تتحدثين بغرابة ....
- انت من يتحدث بغرابة ...مابك؟!.....
- اذن كيف تقولين انها تشبه والدتها ؟!...
- انظر جيد انها تكاد تكون (سوزن) الصغيرة...
كانت قد وجهت الضغيرة امام (جوش) الذي صرخ بدهشة ممتزجة بفرح:
- هل تقصين انها (كاتي) ابنة (سوزن) و (مارك) ؟...
- بالطبع!...لا تقل لي انك ظننتها ابنتي !!!...
- اجل!!!!!!!!!!!!...
اطلقا ضحكاتان مدويتان ,شاركتهم بها كاتي ,وبعد ان خفت موجة الضحك:
- لقد اكد لي المخبر انك لم تتزوجي...لكن عندما رايت الطفلة هنا تاكد لي خطأه...
اخبرته (نيرا) ان (سوزن) و (مارك) اضطرا للسفر وطلبت هي منهما ,ان يجلبا الصغيرة كي تسليها وتقدم لهم المساعده ,تحدثو طويلا وبدت كل الامور تعود لمجاريها اقترح (جوش) ان يخرجوا الى منتزه كاتي واستمتعوا جميعا بتلك الرحلة الجميلة واستعرضت (كاتي) حركاتها الطريفة والطفولية امامهم,حتى نامت بين ذراعي (جوش) الذي اصر ان يوصلهما في العودة...
********
بعد اسبوع ......
سال (جوش) :
- هل تفتقدين الطفلة؟!؟!؟!..........
ردت (نيرا) :
- كثيرا...افتقد شخصا يقلقني ويتعبني لملاحقته....
قال ممازحا:
- بامكانك الحصول علي فقط اطلبي ذلك......
- لا شكرا انني اسحب جملتي...
ضحك وهو يسالها :
- غدا ما رايك بتناول الفطور معي ....
- لا استطيع ...لقد حصلة على موعد من اجل مقابلة عمل...
قالتها مبتسمة بتعب ,فسالها باهتمام:
- هل انت بحاجة لعمل؟....
ردت مازحة :
- اريد سيارة فارهه سوداء...
ضحك وهو يقول:
- لك ذلك...
قالت تجيب عن سؤاله الاول :
- اسفه لا استطيع ..يجب ان اذهب لمقابلة الغد قد احصل على عمل ....
- لماذا لم تخبريني انني بحاجة لشخص ..فلدي وظيفة شاغرة...
- وهل يمكن ان اكون انا هذا الشخص؟....
- في حالة واحده!......
- وهي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟...
- ان تذهبي معي للفطور غدا...
- بالطبع موافقة...
****
اخذ (جوش) يدور بها على مكاتب الموظفين ويريا اقسام الشركة "انها شركة ضخمة بالفعل" شعرت (نيرا) انا (جوش) حقا متواضعا مقرانة بما لديه...
جلست (نيرا) على مكتبها بسعادة لقد اصبحت مديرة مكتب صاحب الشركة "يالي من مجتهدة كي احصل على هذا المنصب فورا" نظرت ولها انه مكان جميل حقا وفاخر للغاية وهذا طابق المديرفهو اكثر فخامة من الطوابق الاخرى,توجهت (نيرا) نحو باب المدير وطرقت الباب ,فاجابها:
- تفضل...
دخلت واغلقت الباب وقالت وعلى وجهها ابتسامة :
- لديك زائر سيد(والش)...
- دعية يتفضل انسه (ولسون)...
ثم انفجرا ضاحكين ,قال (جوش) بعدها بلهجة عاديه:
- كيف هو العمل؟!..ليس من المتوقع ان تستوعبيه في اليوم الاول..لذا لن استمع الى رايك اليوم,ولكن لن انقلك الى قسم اخر,افضل جعلك تحت مراقبتي فانت ان لم تكوني هنا فستجميعنهم حولك وتاخين بالقاء الطرائف وتقليد الشخصيات...
- هذه من صفاتك انت ...
اطلق ضحكة ساخرة وهو يمسج رقبته وقال:
- انني مختلف هنا تماما...
- لا اظنك كذلك...
قال لها بلهجة جاده وهو يغمزها بعينه :
- قفي هنا صامته وانظري...
كان قد عدل من كرسي وطلب منها الوقوف جانبا دون اية حركة,ثم طلب احدهم على الهاتف وغمزها مرة اخرى باسما ثم جمد وجهه وتظاهر بالجدية وهو ينظر الى الورقة امامه:
- تفضل...
قالها بعد عدة طرقات على الباب ,فتح الباب ليدخل احد ابطال المصارعة من الوزن الثقيل ,وقال بصوت هادئ لا يناسبه ابدا :
- صباح الخير سيد(والش) طلبتني!....
رد (جوش) بوجه جامد:
- صباح الخير ...
ثم اخذ يتصفح شيء بيده ثم اردف:
- اريدك ان تحضر لي مخططات المشروع السادس...
- حاضر سيد (والش)...
- لقد لاحظت بعض الاخطاء في المناقصة الي درستها انت؟...
- انني اسف سيد(والش) هذا لن يتكرر...
قالها بخوف ,فاستدارت (نيرا) واعطت الرجلين ظهرها:
- حسنا ....تستطيع الخروج الان...
- اشكرك سيد (والش)...
خرج الرجل واغلق الباب خلفه فاستدارت (نيرا) نحو (جوش) وقد دمعت عينيها نتيجة كتم الضحك الذي فجأها,قالت له بنفس متقطع وهي تجاهد ضحكتها:
-هل هذا (جوش) اقصد السيد (والش) المتسلط ,,صاحب الشركة العظيمه ..لن استغرب ان كانو يكرهونك...
- لا اظنهم يفعلون...
ثم قال متصنعا الحزم:
- كيف تجرؤين ....الا تخشين ان اطردك!!!!!...
قالت وقد بدأت بالسخرية وهي تضحك:
- وهل يجب على ان ارتجف كما فعل ذلك المصارع الغبي...
ثم اخذت تضحك بشدة لتجاهد لتخرج هاتين الكلمتين:
- كان باستطاعته لكمك...
- لم افعل ما يستوجب ذلك ...كوني عادله...
قالها ضاحكا ,لكنه اكمل وهو ينظر الى ساعته :
- الان وقت العمل لدي 3 عملاء مهمين ..انا اسف...لا املك الوقت لاخبرك عن المزيد من العمل ولكن لا باس سوف اطلب...
قاطعته وقد لمع سؤال في راسها فجأة:
- من كان يشغل عملي؟!...
- بشكل مؤقت (ماري)...
- ولماذا مؤقت؟!...
- انها تعمل في قسم اخر وقد احضرتها الى ان اجد مديرة لمكتبي...
فجأته بقولها :
- حسنا شكرا لك ..اراك لاحقا...
بقيت (نيرا) عدة دقائق حائرة لا تعرف ماذا تعمل لكن يبدو ان (جوش) ارسل لها احدهم ,اخذ ذلك الموظف اللطيف يشرح لها ما يتجوب عليها عملة كمساعدة للمدير العام,تركهامع قائمة عريضه معتذرا ان لديه الكثير من الاعمال بالانتظار ,واخذت (نيرا) تراجع ما عليها فعله,رفعت راسها لتفاجئها تلك المراة الواقفة تتاملها ,انتبهت تلك من شرودها ,فاقتربت قائلة:
- مرحبا...
لقد طلب منها الوقوف لدى حضور ضيوف فوقفت مبتسمة ترد التحية ,اردفت تلك وهي تجلس امام مكتب (نيرا) :
- اذا انتي هي الموظفة الجديده.....اممممم جميلة...
قالتها بلهجة لم تعجب (نيرا) فجلست وقالت بحزم :
- انني هي ....هل يمكن ان اخدمك؟!...
مدت يدها:
- انا (ماري) لقد كنت ...
قاطعتها (نيرا) مصافحة :
- اعلم اعلم.. انا (نيرا ويلسون) الموظفة الجديدة كما ذكرت...
كانت فتاة متوسطة الجمال لكن يبدو انها تهتم بما ترتدي كثير ,الى حد انها لبست الزي الغير مناسب لبسه في عمل ,سالتها (نيرا) لتقطع الصمت :
- تعلمين انني جديدة هنا ,هل استطيع ان اسالك عن بعض الامور؟؟!...
- هل استطيع ان اسالك اذا كنت هنا بصفة دائمة او مؤقته ايضا؟!...
- لا اعلم بعد...
سالت بدهشة:
- كيف للسيد( والش) ان ينسى ذلك؟..انه حريص على توضيح هذه الامور...
سالت (نيرا) ببراة وهي تبتسم:
- هل لي بنصيحة؟...
ابتسمت (ماري) بخبث :
- لا اظن ذلك لانك لن تبقي هنا ..اعلم انني ساعود قريبا للعمل هنا..وبصفة دائمة ..فانت غير مؤهلة لهذاالعمل كما يبدو ...وانه يريد شخصا يثق به لهذه الوظيفة ..فهي متعبة ومعقدة ةبها الكثير من الاسرار ..زلن تبقي هنا طويلا ..لذا فنصيحتي دعيها لمن هو اجدر بها ...
اطلقت (نيرا) ضحكة مندهشة ,مما فجأ (ماري) التي ظنتها ستستشيط غضبا:
- يالها من نصيحة ..ثم ما دامت الوظيفة متعبة ومعقدة لماذا تريدين العودة اليها ؟!..وبصفة دائمة ايضا .......!......
قالت بغرور ممتزج بدلال:
- كي ابقى قريبة من السيد(والش)...
قالت (نيرا) بغضب :
- لدي عمل هنا ..وان كنتي تريدين الطرد من الشركة كلها ابقي هنا..فالسيد(والش ) لن يتاخر عن فعل ذلك...والكثيرون يرغبون في الحصول على وظيفة هنا...
ردت بخوف حاولت ان تتظاهر بعكسه :
- لا اظنه سيغضب من شيء افعله ..لكني لن ابقى واضيع وقتي بصداقة ستنهار قريبا...
ابتسمت (نيرا) وهي تقول :
- اخرجي الان ...
وضحكت على شكل (ماري ) وهي تخرج...
"هذا هو اليوم الاول فقط وقد ابتدأ للتو"