الفصل السابع
استمتعوا
بعد ان عبرت السيارة البوابة الحديدية سارت بمحاذاة ساحة مليئة بالزهور والاشجار,واثناء استدارت السيارة حول نافورة محاطة بالازهار من انواع مختلفه قال (جوش) بصوت رقيق وهو يبتسم:
- اهلا بك في منزلي...
"هل يمزح منزل انها كلمه لا تعبر عن ما تراه ,ربمى قصر"
توفقت السيارة امام منزل بالغ الجمال والروعه فتح لها الباب
وخرجت وهي مشدوهة تنظر الي البوابة العظيمه وكانها لوحة
لفنان عظيم, استدارت تبتسم للرجل المسن الذي فتح لها الباب,ثم استدارت للناحية الاخرى ووجدت تلك الابتسامة المدمرة على وجه (جوش) ,سار حتى وقف الى جانبها ,ثم قادها الى الداخل فتح لهما رجل تلك البوابه التي اعجبت بها (نيرا) كثيرا ,وقفت مشدوهة في مكانها عندما شاهدت داخل المنزل"لماذا لم ازور منزل (جوش) من قبل !؟",تحت (نيرا) عندما حيا (جوش) الرجل .
اخذت تنظر بدهشة الى ما حولها السجاد الرائع , الاثاث الجميل المتناسق,الجدران العاليه, الرخام, والتحف الكثيره بالغة الروعه والفخامه,لا بد انه استاجر مهندسا شهيرا للديكور, اشار اليها بان تجلس
في هذه اللحظه عادت لما كانت عليه من توتر واخذت الامور تدور براسها "لماذا انا هنا؟ كيف سمحت له بان يصطحبني هنا؟ ماذا يريد مني؟" ثم تنبهت الى انها اوقعت خاتم والدتها من شدة توترها ,فاسرت تختطفه وعندما رفعت راسها نظرت في عيني (جوش) واللتان كانتا مركزتان عليها , هنا ادركت انها ليست الشخص الوحيد المتوتر هنا,سالها بلطف:
- هل ترغبين ببعض القهوه؟!...
- نعم من فضلك...
اجابت ولم تنظر اليه, بعد ان طلب القهوه سالها وهو يشير بيديه قائلا:
- ما رايك في منزلي؟....
- جميل...
لم تنظر اليه ايضا فسال :
- فقط جميل...؟....
رفعت عينيها لتلتقي بعينيه,فابتسم لها لترد مستسلمة :
- انه رائع حقا...
ثم اخذت تدور براسها متاملة واردفت :
- احسنت صنعا...
ابتسم ابتسامه واسعة سعيده ,وكان رايها كان يهمه كثيرا ليقول:
انني سعيد انه اعجبك...
احضرت امراه متوسطة العمر صينيه القهوه وقدمت لـ(نيرا) فنجانها ,فابتسمت (نيرا) شاكره وقال (جوش) :
- شكرا .... (نيرا) هذه هي (ماغي)....
عرفتها (نيرا) انها الطاهيه,صافحتها (نيرا) :
- اهلا لقد حثني (جوش) الكثير من الامور الرائعه عنك...
ابتسمت بحياء وقالت:
- شكرا....
كانت قد وضعت الفنجان جانبا ,ليقدم لها (جوش) فنجانا اخر,ابتسم وقد تبع نظرها الى الفنجان الذي قدمته لها (ماغي) فقال ضاحكا:
- لقد وضعت فيه الكثير من السكر,دون ان تسالك, ولم ارد ان اخبرها امامك انك لا تشربين القهوه بالسكر ...لذا....
واشار الى فنجانه الذي قدمه لها ثم همس وكانه يخبرها سرا ما:
- انها رقيقة القلب وسريعة التاثر ....
كانت اجابته قد زادت الالم في قلبها وشرحت امورا كثيره,شردت وهي تنظر اليه " انت من هو رقيق القلب ",هذا هو (جوش) شخص لطيف يعامل الجميع بلطف ليس معنى هذا انه يرغب بالزاج منهم,يالي من حمقاء انانيه اريده لي انا فقط.
لقد احببته وظننته كذلك من طريقة معاملته لي ,لقد اخبرني احد الموظفين في الشركه ان (جوش) كان يوصله للشركة سائقا, بينما كان هو بنفسه ياتي لياخذني ويعيدني كل يوم,انه ذا اخلاق عاليه انه يظن من باب الزماله وقدم الصداقة بينهما يتوجب عليه ذلك.
كان منذ الصغر يستمع لشكواي ويواسيني ويساعدني,ويحدثني ليبث في الامل,يربت على كتفي ويبتسم لي بحنان ,انه حقا صديق مخلص ولا يجب ان افكر انه يمكن ان يكون اكثر من ذلك , وان من حقه اختيار رفيقة حياته وهو شانه وحده , ولا يحق لي ان اغضب لانها لم تكن انا!!!
ان كان لا يريدني فهذا شانه,ولا يحق لي ان اقول ما قلته ونعتته به , تحثن (نيرا) مع نفسها حتى توصلت الى نقطة الرضى .
لكن ما ان رفعت راسها والتقت عينيها بعينا (جوش) حتى تحطم كل هذا الرضى وحل محله الاسى والاحباط " لقد خسرته "
نظر اليها بعينين قلقتين تعكسان ما عليه ملامح وجهها الحزين ,وسال :
- ماذا هناك (نيرا) ؟!...
هزت راسها :
- لا شيء...
ابتسم لها وقال ك
- هل هدئت الان؟...
- نعم شكرا لك....
ثم اخذت تشرح:
- اظنني كنت حمقاء انانيه .....انانية جدا...
ابتلعت ريقها لتكمل وقد احمر اسفل عينيها وكانها على وشك البكاء وقالت بقوت مهتز:
- كنت ارغب ان.............. فقط ظننت انه يمكن ان.....
اختنق صوتها وهي تبتسم بعينين مغرقتين بالدموع " لا استطيع ان اقوله له لقد كنت اريدك لي انا فقط",فجع (جوش) لمنظر (نيرا) وبالكاد استطاع ان يهدئ نفسه من ان يقفز لياخذها بين ذراعيه ويهدئها ,فقال بمراره وكانه يشعر بالالم:
- قولي ما تريدين ..اخرجي احزانك ...سوف ترتاحين وتشعرين بتحسن...
اومأت براسها :
- شكرا (جوش) على حسن معاملتك لي بعد كل ما فعلته لك... انك حقا اروع شخص التقيته في حياتي...
ابتسم لها بنظرات تملؤها المحبه :
- وانت ايضا (نيرا) اروع واجمل وارق انسانة قابلتها ...
ابتسمت له بالم وقلبها يتمزق" لا تقل لي هذا ثم ..." اردف:
- (نيرا) لقد اخبرتك انني اريد ان اطلعك على امر بالغ الاهمية بالامس .....ولكن .....تعلمين.......
قاطعته:
- انا اسفه....
سالت دمعة على وجنتها ,سار (جوش) نحوها وربت على كتفها وقال برقه:
- حسنا لا باس ... لا اريد ان ارى هذه الدموع في عينيك ..ابتسمي...
ازداد بكاء (نيرا) "يكفي (جوش) انك تعذبني بلطفك"تركها فترة لتبكي وقف امامها وقدم لها منديلا ,ثم ثنى ركبتيه واخذ ينظر الى وجهها المبلل بالدموع ,وضع يده على ركبتها وربت برقه :
- حسنا هذا يكفي ...
مسحت عينيها ونظرت اليه بضعف قائلة:
- انا اسفه ..زماذا كنت تقول؟!...
- لا سوف اخبرك به لاحقا...
- لا باس انا بخيرالان... يمكنك اخباري...
- هل انت واثه ؟!...
- اجل!...
ارجع ظهره قليلا الى الخلف وكانه يتطلع لرؤية افضل وقال برق بعد ان ابتسم بسعاده :
- لقد قررت ان اتزوج...
لم تظهر عليها علامات الدهشة كمل رغب (جوش) ولكن صدمه ايضا نظراتها المملوؤة بالاسى والالم والحزن:
- اعلم...
اردفت بابتسامه لم تزد الامر الا سوءا :
- انا سعيدة من اجلك (جوش) ...
- حسنا اذن ما رايك؟!...
- اظن ذلك رائعا انها ...فتاة جيده ,, اتمنى ان تسعدا معا...
شهقت غير قادرة على الصبر اكثر وهي تشيح بوجهها , وتضع احدى يديها على فمها لتكتم شهقات بكائها ,قاطعها بقلق:
- (نيرا) ماذا تقولين ؟ .... (نيرا)..!!!!... هل انت بخير ؟...
وضع يده على جبينها :
- انا بخير ...
طأطات راسها فنسدل شعرها على وجهها مخفيا اياه , رفع (جوش) خصلاها عن وجهها ووضعها خلف اذنها , ثم همس وهو لا يرغب بالضغط عليها :
- (نيرا) ماذا تقصدين؟!...
ردت بصوت مختنق :
- ( ماري) مناسبة جدا...
اتسعت عينا (جوش) وابتسم ابتسامة سعيدة لم ترى (نيرا) مثلها من قبل :
- يا الهي (نيرا) .... انا احبك...
وضع يده على يديها المضطربتين وقال وهو ينظر في عينيها بفرح:
- الان عرفت فقط ما يقلقك... انت تظنيني ساتزوج (ماري) اليس كذلك؟ ... يا لك من حمقاء مسكينه ....
ابتسمت وسط دموعها التي عادت تسيل على خديها, ليبتسم هو ايضا وقال بحنان :
- هل اعلم من تصرفك الجنوني عندما ظننت انني ساتزوج (ماري).... انك تحبينني ايضا ؟!....
رفعت عينيها لتلاقي عينه وقالت بصوت الصحة بعد السقم:
- اجل ...اظنني افعل كثيرا ...
توردت وجنتاها من اعترافها المتحمس ,وقف (جوش) ضاحكا وهو يشيراليها ضاحكا :
- هذه هي (نيرا) التي احببتها من تتورد خجلا عندما اقول لها تبدين في اروع صورة اليوم ...
ابتسمن (نيرا) وهي تمسح دموعها وقالت وهي تتنفس الصعداء ضاحكه:
- بعد كل هذا البكاء لا اظنني كذلك...
واردفت متسائله:
- لكن اخبرني لقد سمعت بالامس (ماري) تقول انها سعيدة انكما ستتزوجان ...
هز (جوش) راسه وقال وقد رفع حاجبه:
- نعم ,هل تتذكرين الشاب الذي صادفناه في الفندق...
وذكر الفندق لتومئ (نيرا) براسها اكمل (جوش) :
- لقد تحدثمعي على انفراد وقال انه سيتزوج (ماري) وانا استقبلتها واخبرتها انه يمكنها ان تطلب الاجازة التي تريدها...
وقفت وقالت:
- انا سعيدة هذا يفسر كل شيء ... بقي امر واحد فقط...
قالت جملتها الاخيرة باسى ...
سال (جوش) بقلق :
- ماهو؟...
- انا اسفه لما سببته لك من الم وقلق ومتاعب ....هل تسامحني؟...
- لقد انتهى الامر...
- شكرا لك...
- وانت يجب ان تسامحينني فقد سببت لك الالم لدرجة الارهاق , وغضب لم يسبق لي ان رايت (نيرا) عليه الا مرة واحدة قبل الان ...
ابتسمت :
- حسنا اثرت اهتمامي ومتى كان ذلك!....
- عندما سكبت (ساره) عليك العصير...
- اوه الا زلت تتذكر ذلك... منذ قترة طويله وقتها اتهمتك بانك مخادع بغيض ...
- حسنا ااريتِ انك دائما تظلمينني!...
- لا تحاول فلن اعتذر...
ضحك مسرورا :
- عادت (نيرا) ...
قالها صارخا ثم امسك بيدها وقال :
- اريدك ان تري جميع اجزاء البيت ...
قالت انا اسفه لكنني اشعر بالان بالغربة في النوم بعد ساعات من التعب والارهاق ,واريد ان اسرع بالعودة قبل ان يهجرني النوم مرة اخرى...
عند خروجهما كانت لسيارة جاهزة والسائق بداخلها" كل يوم اكتشف ان (جوش) ثري حقا اكثر مما ظننت", فتح احدهم الباب الخلفي لكن (جوش) اومأ للسائق بالخروج:
- انا ساقود...
جلس (جوش) في المقعد الامامي والى جانبه (نيرا) والتي تشعر انها لن تستطيع النوم رغم عجلها من شدة الفرح, بعد ان اوصلها قال مبتسما :
- في الساعة الثامنه ... لا تهربي ...
- لن افعل ...
قالتها مبتسمة ثم اردفت قائله :
- سيد (والش) اظنني ساتغيب عن العمل اليوم ...
قال وعيناه تكاد تقبل عينيها:
- يمكنني التغاضي عن ذلك...
باقي بس الخاتمه
بعدين انشالله انزل الخاتمه
انشالله عجبكم الجزء
تحياتي
رين