لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > الروايات العالمية > أغاثا كريستي , روايات أغاثا كريستي
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

أغاثا كريستي , روايات أغاثا كريستي أغاثا كريستي , روايات أغاثا كريستي


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (3) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-10-07, 03:35 PM   المشاركة رقم: 26
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Aug 2007
العضوية: 38957
المشاركات: 1,636
الجنس أنثى
معدل التقييم: المرآة عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 21

االدولة
البلدAlgeria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
المرآة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : المرآة المنتدى : أغاثا كريستي , روايات أغاثا كريستي
افتراضي

 

ما ان انصرف بننجتون حتى تطلع الكولونيل ريسي الى وجه بوارو وقال له :
- ألديك فكرة عما يجب ان نعمله بعد ذلك ؟
- نعم ..فلدينا أولا ما حدث في حديقة اسوان ثم شهادة تيم الرتون ثم زجاجتا طلاء الأظافر ثم زجاجة النبيذي انا ثم الشال القطيفة ثم المنديل الرخيص الذي به أثر الطلاء الأحمر ثم المسدس الذي ترك في مكان الجريمة ثم وفاة مدام اوثربون
- وبناء عليه ؟
- بناء عليه لم يقترف بننجتون أي جريمة يا ريسي
- ماذا تقول ؟
- أقول ان بننجتون لم يقترف الجريمة أجل كان لديه دافع قوي وكانت لديه رغبة قوية وصلت به الى حد المحاولة امام معبد ابي سنبل ولكن الى هنا وينتهي دوره فان اقتراف هذه الجريمة كان يلزم له شيءلايتوافر لدى بننجتون
- وما هو ؟
- تحتاج هذه الجريمة الى جسارة ووقت وسرعة ودقة في التنفيذ وحيطة وشجاعة وعدم مبالاة بالخطر واحكام للخطة وصاحبنا بننجتون ليست لديه هذه الصفات فاذا قدرنا ان الجريمة لم تكن مأمونة العاقبة بل محفوفة بالمخاطر مهددة بالإفتضاح في أي لحظة ولأي سبب خارج عن ارادة مرتكبها عرفنا مبلغ حاجة مدبر الجريمة لإتصافه بالشجاعة وليس بننجتون بالرجل الشجاع المقدام
- يخيل الي يا بوارو ان القضية كلها أصبحت واضحة مرتبة في ذهنك اليس كذلك ؟
- أظن ذلك فيما عدا بعض ثغرات
- ماهي ؟
- أعني تلك البرقية التي قرأتها لينيت دويل
- أي والله لقد نسينا ان نسأل سيمون بل انه كان على وشك ان يخبرنا بمضمونها حينما اقتحمت علينا الغرفة السيدة اوثربون المسكينة فيجب ان نعيد سؤاله
- ولكن يجب اولا ان أتحدث الى تيم الرتون فورا
وماهي إلا لحظات حتى كان الكولونيل قد عثر على تيم الرتون وجاء به فقال له بوارو :
- ان كل ما أريده منك الآن ان تصغي الي ما أقول
- اذن فقد وجدت من تريد فاني أحسن خلق الله إصغاء
- عظيم والآن لنبدأ ...حينما التقيت بك وبوالدتك في اسوان راقتني صحبتكما كثيرا لأنني أولا وجدت
في والدتك شخصية من ألطف الشخصيات التي التقيت بها في حياتي ولكن كان هناك سبب آخر لمداومة الجلوس اليكما هو ان اشارتك الى احدى السيدات في تلك المقابلة الأولى قد أثار اهتمامي وأعني بها الآنسة جوانا ساوثورد ولعلك تتساءل لماذا أهتم بها ؟ الحقيقة هي انني في السنوات الثلاث الأخيرة عرفت ان حوادث سرقة الجواهر الثمينة في مجتمعات لندن وقامت ادارة
سكوتلانديار وقعدت واتضح ان هذه السرقات تقوم بها عصابة وبوسيلة لاتتغير قوامها إبدال الجواهر الثمينة بشبيهة بها متقنة التقليد وتدل جميع الظروف على ان من يقومون بهذه العمليات أشخاص
ممن يحتلون مراكز إجتماعية طيبة ثم اتجهت ظنون صديقي كبير المفتشين الجنائيين الى الأنسة جوانا ساوثوورد فقد كان جميع ضحايا هذه السرقات إما من أصدقائها أو معارفها.
واتضح في جميع الأحوال ان الآنسة اما ان تكون قد تناولت الجواهر المسروقة قبل ذلك بيدها لمشاهدتها أو تكون قد استعارتها بعض الوقت وتبين أيضا ان مستوى معيشتها ونفقاتها يتجاوز
طاقة دخلها الخاص بكثير ولكن كان واضحا أيضا ان عملية الإبدال نفسها لاتتم بيدها شخصيا ففي بعض الأحوال يتفق غيابها عن انجلترا في المدة التي لابد ان تكون عملية الإبدال قد تمت فيها وشيئا فشيئا تكزنت صورة تامة لهذه العمليات في ذهن صديقي كبير المفتشين وبمقتضى هذه الصور تكون الآنسة جوانا عضوا في جماعة تعاونية لسرقة الجواهر عن طريق الإبدال فهي التي تتيح للشركاء تقليد الجواهر ذلك التقليد المتقن ..اما عملية الإبدال نفسها فيقوم بها عضو آخر من
أعضاء العصابة يكون من الثابت المقطوع به انه لم يمسس الجواهر الأصلية ولكن صديقي كبير المفتشين لم تكن لديه أي معلومات محددة لشخصية ذلك الشريك المجهول
وقد لفت نظري في حديثك سقطات منها الخاتم الذي فقدته تلك السيدة في جزيرة ماجوركان
وانك كنت حاضرا في الحفلة التي اكتشفت فيها حقيقة جواهر احدى السيدات وكيف انها جواهر مزيفة فاذا أضيف ذلك الى صلتك الوثيقة بالآنسة جوانا رغم نفور والدتك الظاهر منها وانك تضيق
بصحبتي وكثيرا ما ضغطت على والدتك كي تصدني فقد حاولت ان أستشف ما وراء ذلك واذا بنا
نعلم بعد مقتل لينيت دويل ان لآلئها الثمينة قد سرقت وحل محلها تقليد متقن لها فاتجه ذهني
اليك وعلمت انك انت الذي قمت بهذه العملية بعد ان زودتك الآنسة جوانا بالعقد المزيف
وتريث بوارو برهة وهو يحدق في تيم فاذا بالشاب وقد اكفهر وجهه حتى حاكى وجوه الموتى ولكنه تحامل على نفسه وسأله :
- ةاذا كان ذلك صحيحا ..فماذا صنعت بالعقد الصحيح ؟
- لست أجهل ماذا صنعت به هناك مكان واحد تستطيع ان تخفيه فيه وقد هداني تفكيري اليه فهذه الآلىء يا مسيو الرتون مخبأة داخل حبات المسبحة ذات الحبات الخشبية الكبيرة المجوفة المنقوشة المعلقة في قمرتك وقد استعنت بأنبوب السيكوتين الموجود ليك كي تتم تلك العملية وقد حرصت وانا أفتش الحجرة على ان أبحث عن الوسيلة التي أرسلت اليك بواسطتها الآنسة جوانا ساوثوورد العقد المزيف فعثرت بكتاب ضخم وصل اليك بالبريد الأخير من لندن وقد نقبت صفحاته نقبا كبيرا من وسطها فصارت كالصندوق المحكم وقد تأكدت من الحديث معك ومع والدتك ان الكتب تصلك بالبريد دون ان تفتحها الجمارك لأنها تكون مفتوحة من أعلى وأسفل عند الشحن
وساد الصمت لحظة ثم بلع تيم ريقه وقال بصوت متحشرج :
- لقد كانت الخطة محكمة وكانت تؤتي ثمارا طيبة باستمرار ولكنك هتكت أستارها أخيرا ولم يبق أمامي إلا ان أتجرع دوائي
- ولكن هل تدري انك شوهدت تلك الليلة ؟
- ماذا تقول ؟ من الذي شاهدني ؟
- شهدك انسان وانت خارج من قمرة لينيت دويل تلك الليلة بعد الساعة الواحدة صباحا
فقفز تيم مرتعدا وهو يقول :
- لاأظنك تتهمني بقتلها ؟ أقسم لك لنني لم أقتلها لقد كنت في أشد حالات العذاب منذ علمت بمصرعها وكنت أسب سوء طالعي الذي جعلني أختار تلك الليلة من دون الليالي جميعا لإتمام العملية يا إلهي كم قاسيت
- أصدقائك ..لكن أريد منك ان تساعدنا ما دامت الحقيقة قد عرفت فهل كانت مدام ديل حية أم ميتة
حين كنت في قمرتها ؟
- لست أدري وأقسم بالله أنني لاأدري..فقد تسللت الى موضع الجواهر بغاية الخفة فاختلستها ووضعت العقد الآخر في مكانها وانا أظن طبعا انها نائمة
- وهل سمعت تنفسها ؟ ..انت طبعا حولت ان تتسمعه فهل سمعته ؟
فجعل تيم يفكر قليلا ثم قال :
- كان الصمت سائدا الى أقصى حد كلا لا أدكر انني سمعت تنفسها وانا هناك
- هل كانت هناك رائحة كرائحة الدخان في جو الحجرة ؟
- لاأظن..لاأدكر
- اذن نحن للأسف لم نتقدم في بحثنا
- ولكن من الذي رآني تلك الليلة خارجا من هناك ؟
- روزالي اوثربون ..فقد كانت على سطح السفينة من تلك الجهة حين رأتك تخرج من هناك وتتسلل الى قمرتك
- اذن هي التي وشت بي
- كلا انها لم تتعرف عليك
اذن كيف عرفت ؟
- لأنني هركيول بوارو فلا حاجة بي الى ان يخبرني احد وعندما واجهتها بما عرفت أصرت على الإنكار
- ولكن لماذا ؟
- ربما لأنها ظنت ان الذي رأته هو القاتل وهي معذورة في ذلك الظن
- وهذا سبب ادعى لأن تخبرك عني
- يظهر ان هذا ليس رأيها في المسألة
فهز تيم الرتون كتفيه ثم قال :
- لقد أوقعتني في الفخ وستجد الآلىء حيث دكرت ولكني لاأعترف على الآنسة ساوثوورد بأي شيء وليس لديكم أي دليل ضدها أما كيف حصلت على العقد المزيف فذلك شأني وحدي
- تصرف سليم كريم ولكن انتظر لحظة حتى أبعث في طلب الآنسة روزالي اوثربون نعم لامناص من هذا
وبعد لحظة كانت روزالي قد حضرت وقد تورمت عيناها من كثرة البكاء فلما أبصرت تيم الرتون هناك اتسعت حدقتاها بعض الشيء ثم جلست تنقل بصرها بين بوارو وريسي ثم قال بوارو :
- اضطررنا الى ازعاجك للأسف الشديد كي نستوضح بعض النقط فعندما سألتك هل رأيت أحدا في تلك الليلة أجبت بالنفي ولكنني تمكنت لحسن الحظ من الوصوال الى الحقيقة عن غير طريقتك وقد اعترف المسيو الرتون بأنه كان في قمرة لينيت دويل في تلك الليلة اليس كذلك يا مسيو الرتون؟ وعندئذ صاحت روزالي مأخوذة
- ولكنك ..لم..
- نعم لم أقتلها انا لص ولكني لست قاتلا وسيفتضح كل شيء بعد قليل فلا ضير في ان تعرفي انت أيضا لقد كنت أسرق الجواهر هذه هو تخصصي
وعندئذ قال بوارو :
- ان رواية مسيو الرتون تقوم على انه تسلل تلك الليلة الى مخدع مدام دويل فأخذ العقد النفيس ووضع مكانه عقدا مزيفا يشبهه كل الشبه وتتفق هذه الرواية مع شهادتك وشهادة الآنسة فان شويلر من حيث التوقيت اتفاقا جزئيا فالإتفاق خاص بوجوده في ذلك الوقت هناك ولكن ليس هناك دليل على غرضه من تلك الزيارة المريبة فمن يدرينا انه لم يقتل مدام دويل في سبيل الحصول على جواهرها وربما فعل ذلك مضطرا لأنها تنبهت لوجوده فهناك فرض لابأس به نظريا خلاصته انه ربما شهد خلسة منظر المشاجرة بين جاكلين دي بلفور وسيمون دويل في الصالون فلما سنحت الفرصة التقط مسدسها من تحت المقعد واقترف به الجريمة
فشحب وجه تيم وكاد يغشى عليه فأردف بوارو موجها الحديث اليه :
- ولكن فتاة رأتك فتاة أخرى غير الآنسة اوثربون هي الخادمة لويز وفي الصباح ذهبت اليك وهددتك بالفضيحة اذا لم تدفع اليها مبلغا كبيرا فتظاهرت بالقبول ووعدتها بزيارتها في قمرتها عندما يدق جرس الغداء وذهبت اليها بالمبلغ وفيما هي تحصيه طعنتها في قلبها فقتلتها بيد ان سوء الحظ لازمك فقد رأتك امرأة أخرى وانت خارج من قمرة الخادمة هي السيدة اوثربون
وتحتم عليك مرة أخرى المبادرة بالعمل قبل ان تبلغ هذه السيدة عنك وكنت قد سمعت من بننجتون انه يحمل معه في جميع أسفاره مسدسا ضخما فأسرعت الى قمرته واستوليت على المسدس ووقفت تتسمع عند باب قمرة الدكتور بسنر وفي اللحظة المناسبة صرعت مدام اوثربون
برصاصة صائبة
فصرخت روزالي اوثربون :
- كلا كلا انه لم يقتلها ليس هو القاتل
- ثم أقدمت بعد ذلك على المسلك الوحيد الذي كان أمامك ان تسلكه : فقد درت حول مؤخرة السفينة فلما جريت انا في ذلك الإتجاه درت على عقبيك وتصنعت انك قادم من الجهة الأخرى وكنت قد أطلقت المسدس بقفاز كان في جيبك في ذلك الوقت فأخرجته عندما طلبته منك
- أقسم بالله العظيم انه ليس فيما قلت حرف واحد صحيح
وعندئذ تفطنت روزالي الى الحقيقة فهدأت روع تيم قائلة :
- هذا طبعا غير صحيح والمسيو بوارو يعرف هذا ولكنه يقول ذلك الكلام لغرض في نفسه
- الحق ان الآنسة شديدة الذكاء فأنا أعلم فعلا ان هذا غير صحيح ولكن اليس هذا الفرض معقولا وكفيلا بالإطباق على عنقك يا تيم الرتون ؟ والآن سأقول لك شيئا لم تسمعه من قبل اني لم أفحص مسبحتك حتى الآن وربما اذا تركتك الآن ربع ساعة او نحو ذلك وذهبت لأفحصها لم اجد بداخلها شيئا ولما كانت الآنسة روزالي لاتزال مصممة على انها لم تر احدا تلك الليلة فقد انهدمت جميع الأدلة التي تدينك وسيقال ان الشخص الذي سرق الآلىء سيدة عجوز مصابة بداء السرقة وان الجواهر قد أعيدت بسلام الى هذا الصندوق الذي يروقك ان تأخده معك انت والآنسة كي تفحصا العقد الذي بذاخله معا في الربع الساعة القادمة خارج هذه القاعة
فوثب تيم الرتون وصاح :
- شكرا لك لقد منحتني فرصة الحياة
وبسرعة البرق جذب روزالي من ذراعها وحمل الصندوق الصغير ثم خرجا من القاعة فلما صارا وحدهما قال تيم لروزالي
- ان الرجل طيب القلب جدا وعندما نعيد هذا الصندوق اليه سيكون بداخله العقد الصحيح بدلا من
هذا العقد المزيف
- ولكن لماذا فعلت ذلك
- الفراغ والسأم
- ولكنك لن تقدم على ذلك مرة أخرى
- طبعا ولكن لماذا أبيت ان تذكري انك رأيتني ؟
- لأنهم قد يظنونك القاتل
- أولم تظني انني القاتل ؟
- كلا..ما ظننت لحظة انك تقتل احدا
- صدقت ..فلست قاتلا ضاربا بل سارق جبانا
فوضعت يدها فوق فمه وقالت :
- لاتقل ذلك
فقبل تلك اليد وقال :
- أنت تعرفين من انا فأنت وحدك المطلعة على السر فهل تقبلين انت تعرفين ماذا أعني ؟ أم
تراك ستحتقرينني ؟
- ولماذا أحتقرك ؟ ان كلا منا يحمل عيوبه فوق جبينه ومن منا لاذنب له ولاصمة ؟ ولكن هذه المذعوة جوانا ؟
- انك كوالدتي في هذا الأمر فهي تظن ان بيننا شيئا مع ان كل ما بيننا صلة عمل انقطعت منذ الآن
- لالزوم لأن تعرف والدتك عنك شيئا
- لست أدري..إذ يخيل الي إنني يجب ان أكاشفها بالحقيقة وهي خير من يحتمل الصدمات بشجاعة وسيسرها انني قطعت علاقتي بجوانا وسيسرها أكثر من ذلك ان تتأكد انها كانت علاقات عمل ليس إلا
وفي ربع ساعة التالي كانت روزالي قد أفضت الى السيدة الرتون بخطبتها الى تيم فراحت السيدة العجوز تقبلها بسرور لأنها كانت قد تعلقت بها كثيرا أما تيم فكان معتكفا في حجرته منكبا على استخراج حبات العقد النفيس واعادتها الى مكانها من الصندوق.


-هذا هو القاتل-


أخذ بوارو يقنع الكولونيل ريسي بعد ان تركهما وحدهما تيم الرتون ورزالي بالإغضاء عن ذلك التساهل الذي تورط فيه مدفوعا بعطفه على روزالي التي أصبحت ولا معين لها في الحياة ولا سند
وكان يعلم انها تحب ذلك الشاب حبا تكتمه عن جميع الناس
فقال له ريسي :
- دعك من هذا..انني أعتقد انك تعرف من هو القاتل..ولكنك تمتحن صبري امتحانا عسيرا أو لست تعرفه بربك ؟
- بل أعرفه ..ولكني أريد ان استوثق أولا بشكل قاطع
- هيا بنا نستعرض النتائج ..فلدينا أولا من الدلائل ما يؤكد بأن بننجتون ليس هو القاتل وهوكذلك
ليس الرتون وهو ليس فليتوود فمن هو اذن ؟
وفيما كان بوارو يفتح فمه ليجيبه دوى طرق قوي على باب الحجرة ثم دخل الدكتور بسنر ومعه كورنيليا التي صاحت :
- لقد عرفت الآن فقط من الآنسة بويرز بمأساة خالتي وأصابتها بما يسمونه داء السرقة فعظم ذلك
على نفسي وقد دفعها الى مصارحتي انها لم تعد تستطيع احتيال المسؤولية وحدها ولم أصدقها في مبدأ الأمر ولكن الدكتور تفضل لي بشرح الموضوع شرحا علميا مبينا صلة هذا المرض
باختلال الأعصاب ولكني مشفقة ان تذاع هذه الوصمة فلا يستطيع أهلي رفع رؤوسهم بعد ذلك أمام الناس
فقال ريسي وهو ينظر بنظرة جانبية الى بوارو :
- لقد قر رأينا على تكتم هذا الموضوع فاطمئني ولن يذاع على الناس إلا ما يتصل بجرائم القتل
وعندئذ قال الدكتور بسنر بلطف لم يعهد فيه :
- ان لها قلبا رقيا جدا
- أوه يا دكتور ليس لي قلبا رقيق ولكن حسب ظنك وجميل رأيك
وتضرج وجهها حياء فنظر بوارو اليها بخبث وقال :
- ألم تري فيرجيسون في الساعات الماضية ؟
- كلا...ولكن خالتي ماري حدثتني كثيرا في الساعة الماضية عن مزاياه فهي تقول انه عريق المنبت
- وما رأيك انت ؟
- رأيي انه انسان مخبول
فاتجه بوارو الى بسنر وسأله عن حال مريضه سيمون دويل فقال له :
- ان حرارته قد ارتفعت شيئا ما ولكن بنيته القوية ستساعده ولاشك على المقاومة وان كانت جاكلين دي بلفور شديدة القلق عليه لغير داع وقد طمأنتها واني لأعجب في نفسي من هذه الفتاة التي تطلق الرصاص على رجل في لحظة ثم يجن جنونها قلقا عليه في اللحظة التالية
- مادامت حالته مطنئنة فليس هناك ما يمنع اذن من توجهنا اليه لإستكمال الأسئلة التي فاجأتنا السيدة اوثربون قبل ان نتمها حين كنا معه في آخر مرة ..فقد كان بصدد اطلاعنا على مضمون تلك البرقية
- لامانع عندي طبيا وهي فعلا برقية مضحكة كان يحدثني عنها منذ قليل تتضمن هذيانا مضحكا من بطاطس وخرشوف وبنجر
فقفز ريسي واقفا وصرخ :
- يا الهي ان رشتي هو ضالتي هو المتآمر الدولي فهذه الشفرة الدولية الجديدة لتلك العصابة
الخطيرة فالبطاطس كناية عن الديناميت والخرشوف كناية عن الرصاص والبنجر كناية عن المسدسات ولاشك انه مصمم على قتل لينيت دويل لأنها فضت تلك البرقية خطأ وقرأت محتوياتها لأنه أيقن ان حياته في خطر إذا باحت بها وهي برقية تلفت النظر وتستحق الرواية ولو على سبيل التندر فما قولك في هذه النظرية يا بوارو ؟ أليس هو رجلنا ؟
- انه رجلك انت..وقد كنت دائما أرتاب في هذا الشخص لأنه كان لايتحدث إلا عن الحفريات وذلك يوحي بأنه يمثل دور عالم الآثار في اصرار شديد غير طبيعي في العلماء الحقيقيين ولكن ريتشي هو الذي قتل لينيت دويل فاني أعرف القاتل ولكن لاأمل عندي في اثبات التهمة عليه ما لم أستدرجه الى الإعتراف
فقال الدكتور بسنر :
- ولكن الإعتراف يكاد يكون معجزة مستحيلة الوقوع
- لاشيء يستحيل على هركيول بوارو
فمن هو القاتل ؟
- انني ايها السادة ممثل لايقدم روائعه إلا أمام جمهور والحقيقة يا جمهوري العزيز انني كنت غبيا فقد سمحت لذلك المسدس الصغير المرصع ان يحيرني ويضللني وكان سبب حيرتي ان المسدس قذف به في النيل ولم يتركه القاتل في مكان الجريمة مادامت خطته قائمة على القاء الشبهة على جاكلين صاحبة ذلك المسدس وقد افترضت شتى الحلول لهذه المعضلة ما عدا الحل الصحيح الوحيد الذي كان آية في البساطة فالقاتل لم يترك المسدس بل أخذه معه بعد القتل مباشرة لأنه لابد له من ذلك وهذه هي الحقيقة التي ستظهر فيما بعد.

 
 

 

عرض البوم صور المرآة   رد مع اقتباس
قديم 01-10-07, 05:47 PM   المشاركة رقم: 27
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2006
العضوية: 8999
المشاركات: 33
الجنس أنثى
معدل التقييم: Venus عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSweden
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Venus غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : المرآة المنتدى : أغاثا كريستي , روايات أغاثا كريستي
افتراضي

 

الله يعطيك العافية اختي

رواية اكثر من رائعة

وانا شاكة بجاكلين و سيمون

متشوقة للنهاية

وننتظر التكملة

تحياتي

 
 

 

عرض البوم صور Venus   رد مع اقتباس
قديم 02-10-07, 01:06 PM   المشاركة رقم: 28
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Aug 2007
العضوية: 38957
المشاركات: 1,636
الجنس أنثى
معدل التقييم: المرآة عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 21

االدولة
البلدAlgeria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
المرآة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : المرآة المنتدى : أغاثا كريستي , روايات أغاثا كريستي
افتراضي

 

شكرا أختي venus على مرورك ............أما بالنسبة لشكوكك فستعرفينها لأنني بصدد إنهاء كتابة
الرواية....................

 
 

 

عرض البوم صور المرآة   رد مع اقتباس
قديم 02-10-07, 01:30 PM   المشاركة رقم: 29
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Dec 2006
العضوية: 18574
المشاركات: 14
الجنس أنثى
معدل التقييم: foxfoxy48 عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدAustralia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
foxfoxy48 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : المرآة المنتدى : أغاثا كريستي , روايات أغاثا كريستي
افتراضي

 

شكرا لك و يعطيك العافية على هذه الرواية الرائعة وفي انتظار البقية .

 
 

 

عرض البوم صور foxfoxy48   رد مع اقتباس
قديم 02-10-07, 02:46 PM   المشاركة رقم: 30
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Aug 2007
العضوية: 38957
المشاركات: 1,636
الجنس أنثى
معدل التقييم: المرآة عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 21

االدولة
البلدAlgeria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
المرآة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : المرآة المنتدى : أغاثا كريستي , روايات أغاثا كريستي
افتراضي

 

ومال بوارو فوق صديقه الكولونيل ثم قال :
- لقد بدأنا البحث يا صديقي وفي ذهننا فرض معين وهو وجود شخص ثالث عدا جاكلين وسيمون من مصلحته القضاء على لينيت مع إلصاق التهمة بجاكلين ولكن تلك النظرية كانت خطأ محضا
لماذا ؟ لأنه اذا صح ذلك لوجب القول بأن القاتل لم يدبر الجريمة من قبل اذ ان استخدام مسدس جاكلين ما كان ليتيسر لولا إطلاقها الرصاص على سيمون وذلك شيء من المستحيل التنبؤ به قبل وقوعه
وظروف هذه القضية توحي بأنها مدبرة تدبيرا محكما وليست من ارتجال الساعة حتى لقد احتاج تدبيرها الى تخدير هركيول بوارو فقد نمت في هذه الليلة نوما عميقا ليس من عادتي وكان تخديري امرا سهلا لأنني اجلس الى مائدة آل الرتون وهما لايشؤبان النبيذ في حين احتسي انا النبيذ باستمرار ويضاف الى ذلك ان القاء المسدس في النيل قد خلق لنا مشكلة كبيرة لم يلبث ان حلها العثور عليه
فكلنا نذكر ان جثة لينيت دويل كانت بها حروق حول ثقب الرصاصة بأن فوهة المسدس كانت لصق جلدها وان الفوهة لم تكن مغطاة بشيء ولما عثرنا على المسدس وجدناه ملفوفا في شال الآنسة فان شويلر وبالشال ثقوب حولها حروق تدل على ان المسدس قد أطلق من داخل طيات
الشال وقد عللنا ذلك بالرغبة في كتم الصوت
اذن فالرصاصة التي اطلقت من داخل طيات الشال واحدثت به الحروق ليست هي التي اطلقت على لينيت دويل واحدثت برأسها الحروق وهذه الرصاصة أيضا ليست هي التي اطلقتها جاكلين
على ساق سيمون دويل فقد كان هناك شاهدان للحادث لم يقررا ان المسدس الذي اطلقته داكلين كان ملفوفا بشال اذن فهناك رصاصة ثالثة اطلقت من ذلك المسدس فلماذا وعلى من أطلقت ؟ وهناك نقطة أخرى ..فقد وجدت في مخدع لينيت دويل زجاجتين من طلاء الأظافر من لونين مختلفين جدا ففحصت الزجاجة التي تكاد تكون خالية وهي من لون مخالف للون الذي تصبغ به لينيت أظافرها فاذا بالنقطتين اللتين فيها عبارة عن قليل من حبر الكتابة الأحمر
ولم يكن هناك داع لأن تخفي لينيت دويل الحبر الأحمر في زجاجة طلاء الأظافر وفي وسعها ان
تشتري زجاجة حبر بغير حاجة الى تستر فاذا ربطنا بين الحبر الأحمر وبين بقية الطلاء الأحمر الذي كان عالقا بالمنديل الرخيص الذي وجد المسدس في قاع النيل ملفوفا به من داخل الشال استنتجنا ان ما كان يصبغ المنديل هو ذلك الحبر الأحمر لأن الحبر الأحمر إذا أصاب نسيجا لم يفارقه مهما تقع في الماء بل يبقى له أثر
وننقل بعد ذلك الى مقتل لويز بورجيه فنجدها قد قتلت ولا شك على أثر محاولتها ابتزاز المال بتهديد القاتل واني أذكر جيدا انها تفوهت وهي تلقي بشهادتها بألفاظ ملتوية وكان ذلك على مسمع من مخدومها سيمون دويل في قمرة الدكتور بسنر قالت لي ( كيف كنت أرى القاتل ؟ ما كان ذلك ليحدث اللهم إلا اذا أرقت وصعدت السلم في تلك اللحظة فرأيته داخلا او خارجا )
وإذا بسيمون يهدىء أعصابها ويفهمها ان أحدا لا يتهمها بأنها رأت شيئا ولاشك انها بذلك الأسلوب
الملتوي كانت تريد ان تلمح للقاتل او لمن له به صلة انها رأته وانها ستتكلم إذا لم تقبض الثمن
ولم يكن احد حاضرا فيما عداي انا والكولونيل والدكتور بسنر إلا مخدزمها سيمون فأينا المقصود
بذلك التلميح ؟
فصاح بسنر حانقا :
- ماهذا ؟ أمحاولة أخرى لإهانتي ؟
فجعلت كورنيليا تربت على ذراعه وتؤكد له انه ليس المقصود وأردف بوارو بسرعة
- وقد وردت طويلا بين سيمون دويل والدكتور بسنر ولكن ما مصلحة الدكتور بسنر في قتل لينيت دويل ولكن يقابل ذاك ان هناك أكثر من شاهد اجمعوا على ان سيمون دويل لم يغادر الصالون الى ان اطلقت جاكلين الرصاص وعلى انه حمل الى قمرة الدكتور بسنر بعد ذلك حيث استقر مهيض
الساق فلا بد اذن ان الدكتور بسنر هو القاتل ولاسيما انه من الثابت ان لويز قتلت بطعنة من مشترط من مشارط الجراحة . ولكن ردني هذا الإتهام ان الخادم لويز كانت تستطيع ان تختلي بالدكتور بسنر في أي وقت فهو كثير الدخول والخروج ولم تكن بها حاجة الى التلميح بهذا الأسلوب
الملتوي في تلك اللحظة بالذات فلا بد اذن ان هذه كانت فرصتها الوحيدة لماذا ؟ لابد ان الشخص
المقصود لا يمكنه مبارحة الغرفة ولاسبيل الى اختلائها به خلسة للمساومة..أي انه سيمون دويل على وجه التحديد ولذلك بادر سيمون بتطمينها اشعارا لها بأنه فهم الإشارة ومستعد للتفاهم
فصرخ بسنر :
- هذا هذيان فاذا كنت أغضب لإتهامك اياي مدفوعا بالحرص على كرامتي فاني أغضب أيضا لإتهامك
سيمون دويل مدفوعا بالحرص على عقلي ومنطقي ومعلوماتي الطبية اذ كيف تريد من رجل بعظام ساقه كسر مضاعف ان يذهب فيقتل ثم يعود دون ان يراه احد ؟ لقد كان مستحيلا ان يغادر
فراشه تلك الليلة
- أعلم هذا ولكن هذا هو الواقع وسترى فعلى ضوء مقتل لويز بورجيه رحت اراجع الجريمة منذ
البداية فتذكرت سيمون دويل بقي وحده في الصالون عشر دقائق كاملة هي الوقت الذي انصرف فيه فانثورب وكورنيليا الى توصيل جاكلين الى قمرتها وتهدئتها ومحاولة منعها من القاء نفسها في النيل فهل كان من الممكن ان يقترف سيمون جريمته في تلك الفترة ؟ ويؤيد هذا الفرض انه كان يعرف موضع المسدس وليس هناك ما يمنع من ان يكون قد اتفق مع جاكلين فرفست المسدس عمدا واطلاقا الرصاص قرينة نافعة لإبعاد الشبهة عن سيمون لأنه ما من عاقل يتصور قدرته على الجري وهو مكسور الساق وقد رأى الشاهدان انطلاق الرصاصة كما رأو المنديل الملوث بالدم ولكن اذا اكملنا الحلقة فان اطلاق الرصاص لم يكن عملا طائشا من جاكلين التي تجيد الرماية باعترافها
بل كان الهدف هو ساق مائدة من موائد الصالون لاساق سيمون وكان سيمون قد أعد الحبر الأحمر
في زجاجة طلاء الأظافر فسكبه في جيبه على المنديل ثم اخرج المنديل بسرعة فوضعه فوق ساقه وراح يتظاهر بالصراخ ويتلوى وفي الوقت نفسه بدأت جاكلين نوبتها العصبية وأخذت سيمون النخوة فاستنجد بكورنيليا وفانثورب ان يكتما الفضيحة وان يعنيا بجاكلين أولا كي يطمئنا على حمايتها من التهور بوضعها تحت رعاية الممرضة الآنسة بويرز كي يتوافر لجاكلين بذلك دليل بعدها عن الجريمة المدبرة . وتلك الترتيبات تتيح لدويل عشر دقائق يسرع فيها بالمسدس المرفوس الى قمرة زوجته
فيقتلها وقد فعل ذلك حافي القدمين ثم أخرج زجاجة طلاء الأظافر الخالية فوضعها حيث وجدناها لأنه
أدرك ان تضميد جرحه ستصحبه عملية ابدال الملابس ولايبتغي ان يعثر الطبيب على تلك الزجاجة
في جيبه وكان عليه ان يتخلص من المنديل وهو في الوقت نفسه كان قد اختلس شال الآنسة فان شويلر فعاد بسرعة الى الصالون وادخل المسدس بين طيات الشال ثم أطلقه على ساقه كي يكتم الشال الصوت ثم فتح النافذة التي وراء ظهره وتحامل على نفسه وقد كتم الألم حتى وصل الى النافذة والقى بالمسدس ملفوفا في الشال والمنديل الى النيل وقد وجده الدكتور بسنر مستندا الى النافذة بحجة استنشاق الهواء حتى لايغمى عليه وبذلك امتنع عليه ان يترك المسدس في مخدع زوجته
والحقيقة ان احكام الجريمة على هذه الصورة يرجع الى ذكاء جاكلين النادر وكنت قد ادركت منذ البداية انها لاتتورع عن أي شيء في سبيل الظفر بحبيبها وكنت أيضا أرى من معاملة سيمون لزوجته انه يبالغ في اظهار عواطفه المزعومة نحوها امام الناس وذلك غير مألوف في الرجل الإنجليزي وفي ليلة الحديقة باسوان عندما كانت جاكلين تقول انها تتمنى ان تقتل لينيت بمسدس تغرسه في لحم رأسها وكان المسدس في يدها زعمت انها رأت شبحا يسترق السمع وقد تأكدت من انه لم يكن احد يسترق السمع إذن هي قد زعمت ذلك لتضللني فيما بعد عندما تقع الجريمة فينصرف ذهني الى ان القاتل كان هو ذلك المتلصص وقد فحصت حجرة الصالون فوجدت الرصاصة الصغيرة مستقرة في ساق احدى الموائد
- ولكن من قتل لويز ؟
قتلتها جاكلين فان سيمون حين سمع التهديد من لويز طمأنها ثم طلب مني ان أدعو جاكلين لمقابلته كي يطمئن عليها وتركتهما معا فأفضى اليها بتهديد لويز وكلفها بالإتصال بها وقامت جاكلين بالمهمة على أكمل وجه مزودة بمشرط من مشارط بسنر التي كان سيمون يعرف مكانها جيدا بطبيعة الحال ثم غسلت المشرط وأعادته الى مكانه وشاء سوء طالعها ان تراها السيدة اوثربون خارجة من قمرة لويز وكانت جاكلين تتوقع خلو الطريق ساعة الغداء فلما أسرعت السيدة
اوثربون الى قمرة الدكتور بسنر لتبلغنا معلوماتها المثيرة مزهوة بها راح سيمون يسألها بصوت عال جدا كي يصل صوته الى جاكلين التي كان يعلم انها في القمرة المجاورة مع الآنسة روزالي
فتنبهت وتحيرت ماذا تصنع وفي هذه اللحظة تذكرت ان بننجتون كان قد صرح أمام الجميع بأنه يحمل مسدسا ضخما فبادرت الى قمرته وعادت بالمسدس ووقفت تنصت وراء الستار وفي اللحظة المناسبة ضربت ضربتها وقد قلت انا عن الطريق التي سلكها القاتل انها غامضة والواقع ان قمرة جاكلين كانت تبعد عن قمرة الدكتور بسنر كثيرا فلم يكن أمامها سوى ان تقفز فوق الحاجز الى السطح
- ولكن مسدس جاكلين لم تنطلق منه إلا رصاصتان فقط
- لقد فكرت في كل شيء بالتفصيل وأحضرت معها رصاصة اضافية وضعها سيمون في المسدس قبل ان يطلقها على نفسه
والآن عليك يا سيدي الدكتور ان تعد مريضك القاتل لمواجهة الموقف لقد كان بوارو مصيبا في كشف هذه الحقيقة والوصول الى معرفة القاتل فان سيمون قد تآمر مع حبيبته جاكلين على سلب أموال
لينيت بطريقة غير شرعية فتظاهر بحبها وتزوجها وهويعلم ان ماتت وقتلت آلت ثروتها اليه فينعم بها مع عشيقته جاكلين التي دبرت معه هذه المؤامرة الغريبة



الخاتمة
-جريمة حب-



وصلت الباخرة الكرنك الى مرساها ببلدة الشلال جنوبي اسوان مع بواكير أشعة الفجر وكان بوارو
يتأمل منظر الصخور البارزة من مياه النهر عندما وافاه ريسي قائلا :
- لقد أعددت لكل شيء عدته ...وسيكون ريشتي اول من ينزل الى الشاطىء وفي يديه الأغلال
الحديدية واني لسعيد بالقبض على ذلك المتآمر الدولي الخطر والسفاح الأثيم
- لاتنس انه حسب أول الأمر ان جاكلين هي التي اعترفت لنا فلم يجد بدا من الإعتراف
- انه يستحق الشنق..فهو نذل خسيس ولكني آسف لمصير الفتاة ؟
- انها امرأة خطرة لاتبالي بالعواقب
وعندئذ اقبلت عليهما كورنيليا روبسون فقالت :
- لقد كنت معها أعني مع جاكلين ..فانني أشفقت عليها من ذلك الحبس الذي لاتفارقها فيه كبيرة
الخدم. وفي هذه اللحظة اقبلت فان شويلر فصاحت بابنة اختها في غضب :
- لقد اخطأت خطأ شائنا بالجلوس مع هذه المرأة ولهذا سأبعث بك فورا الى الوطن
- ولكنني لست عائدة الى الوطن يا خالتي بكل أسف لأنني سأتزوج
- اذن فقد أصغيت لصوت العقل أخيرا ؟
- لقد اسأت فهمي يا خالتي فليس فيرجيسون هو الذي سأتزوج بل الدكتور بسنر الذي طلب يدي
وفي هذه اللحظة القت الباخرة مراسيها وضرب حول الركاب نطاق ثم طلب اليهم ان يتريثوا فلا ينزلوا
وسيق ريتشي وهو شاحب الوجه الى الشاطىء ..وبعد برهة وجيزة جيء بنقالة فحملوا عليها
سيمون دويل وكان يبدو كالموتى وقد ارتسم الفزع على كيانه وفارقته ملاحته المشهورة كأن لم يكن لها وجود وتبعته جاكلين دي بلفور
وتراجعت قليلا فحمل الحمالون المحفة وانحنت جاكلين كي تربط حذاءها ثم ارتفعت يدها الى قمة جوربها وانتصبت في يدها شيء ما وكان هذا الشيء مسدسا واختلج سيمون اختلاجة قوية واحدة ثم سكن فالقت اليه بابتسامة غائمة ثم وجهت المسدس الى قلبها وضغطت الزناد فسقطت
حيث كانت واقفة ولا حراك بها
وصاح ريسي مستنكرا اما بوارو فلم يتحرك وأحس بيد توضع فوق ذراعه فالتفت ليرى السيدة الرتون تقول :
- لقد كنت تعلم سلفا ..اليس كذلك ؟
- بلى ..فقد كنت أعرف ان لديها اثنين من ذلك النوع
- وهل كنت تريدها على ان تختار هذا الطريق ؟
- نعم فهذه ميتة تليق بها
- ولكن الوغد حظي بميتة أسهل مما يستحق والآن آمنت ان الحب العميق قد يكون وبالا عظيما..
- نعم ..و لأمر ما كانت جميع قصص الحب الكبرى من نوع المأساة ووقع نظر مدام الرتون على ابنها متأبطا ذراع روزالي فقالت بحماس :
- ولكني احمد الله على ان في الدنيا أيضا حبا يؤدي الى السعادة
- أحمدي الله يا سيدتي على ذلك فبالشكر تدوم النعم
وبدأ الركاب يغادرون الكرنك ليتفرقوا بعد ذلك فمضى كل منهم الى وجهته بعد ان جمع بينهم القدر لأمر كان منذ الأزل مقدرا مسطورا .

تمت بحمد الله ............................................................ .................................

 
 

 

عرض البوم صور المرآة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
اجاثا كريستي, جريمة في وادي النيل, على شكل كتابة
facebook




جديد مواضيع قسم أغاثا كريستي , روايات أغاثا كريستي
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t51706.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 13-08-09 09:58 PM
Untitled document This thread Refback 28-07-09 12:49 AM
Untitled document This thread Refback 20-07-09 08:29 PM


الساعة الآن 08:56 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية