المنتدى :
أغاثا كريستي , روايات أغاثا كريستي
اجاثا كريستي , جريمة في وادي النيل , على شكل كتابة
للتحميل باللغه الإنجليزيه راجع هذا الرابط
http://www.liilas.com/vb3/t189274.html
اعذروني لأني ما زلت أتدرب على كيفية تحميل الكتب وما فلحت لذا مضطرة اكتب هذه الرواية لكن أوعدكم في روايات القادمة انزلهم مباشرة مع تمنياتي تعجبكم الرواية من دون ما أمدح فيها هي روعة ستكتشفون ذلك بأنفسكم..................................................بسم الله ابتديت...............وعلى النبي صليت...
شخصيات الرواية :
هركيول بوارو : مخبر سري فرنسي متقدم في السن نادر الذكاء قصير بدين له شارب ضخم
الكولونيل ريسي : ضابط مخابرات بريطاني مكلف بتعقب عصابة دولية من الأشقياء والمتآمرين
لينيت ريدجواي : شابة مليونيرة رائعة الجمال.
لورد ويندلشام : شاب أمريكي من الطبقة الإرستقراطية يريد الزواج من لينيت ريدجواي
جاكلين دي بلفور : حسناء صديقة لينيت ومن زميلاتها في المدرسة أصابها الفقر بعد غنى
سيمون دويل : شاب فقير وسيم خطيب جاكلين
جوانا ساوثورد : صديقة لينيت ومن المنتسبات للطبقة الراقية الإنجليزية
تيم آلرثون : ابن خالة جوانا شاب راق مستور الحال
السيدة آلرثون : أم تيم ..أرملة ساحرة الشخصية
أندرو بننجتون : الوصي الأمريكي على تركة جد لينيت
جيمس فانثورب : ابن شقيق محامي لينيت الإنجليزي الشيخ بانجلترا كلفه عمه بمراقبة لينيت في مصر.
كورنيليا : فتاة أمريكية راجحة العقل مرافقة في السفر لخالتها
العانس فان شويلر : خالة كورنيليا ...مليونيرة عجوز متعجرفة
السيدة أوثر بورن : أرملة كثيرة الثرثرة دأبت على تأليف روايات حافلة بالمسائل الجنسية
روزالي أوثربورن : ابنتها الحسناء المتحفظة
فرجيسون : شاب زري الهيئة متطرف يجاهر بآرائه
لويز بورجيه : وصيفة لينيت الفرنسية
الدكتور بسنر : طبيب نمسوي قارب الخمسين من عمره
ريشتي : عالم في الأثار لإيطالي الجنسية.
-المليونيرة الحسناء-
في قرية مولتون أندر تلك القرية الجميلة من قرى الريف الإنجليزي الساحر وقف صاحب حانة التيجان الثلاثة مع زبائن حانته يتهامسون في اهتمام بالغ وقد اتسعت حدقات عيونهم وانفرجت شفاههم في دهشة حينما رأو سيارة الرولز رويس الحمراء تقف أمام مكتب البريد وتقفز منها فتاة عارية الرأس ترتدي ثوبا لا يبدو بسيطا إلا في الظاهر وكانت الفتاة جميلة المنظر جدابة الطلعة من طراز يندر مشاهدته في تلك القرية.
وقال صاحب التيجان الثلاثة لرفاقه ومواطنيه :
- إنها هي صاحبة الملايين العديدة لقد اشترت من السير جورج قصره وضيعته وستنفق في تجديده وإعداده آلافا مؤلفة فعما قريب ستكون للقصر حمامات سباحة وحدائق إيطالية وقاعة رقص أنها ستهدم نصف القصر أيها الفتيان لتعيد بناءه من جديد
-ولمذا باع السير جورج قصره ؟
-خيول السباق أيها الصديق
-وكم دفعت فيه ؟
-ستين ألفا ذهبا فيما سمعت ...
فتعالى صفير السامعين فهو رقم خيالي في نظر أولئك الريفين فقال محدثهم ليزدهم ذهولا :
- وستنفق أكثر من ستين ألفا أخرى على التأثيث والإعداد..
- إنه لظلم ولا شك أن هذه الفتاة تتمتع بكل هذه الثروة الواسعة والصحة والشباب والجمال الرائع...
- هذا شيء عظيم
وأمسك صاحب الحانة باحدى الصحف وراح يقلب صفحاتها ثم قال :
اليكم مانشره محرر باب الإجتماعيات في صحيفتنا المسائية عن هذه الفتاة الحسناء :
( رأيت بين من تناولوا عشاءهم في مطعم "عند عمتي" الفخر المليونيرة الشابة الحسناء لينيت ريدجواي وفي صحبتها صديقتها جوانا ساوثورد واللورد ويندلشام .....والمليونيرة كما هو معروف ابنة ملويش ريدجواي الذي تزوج من الأمريكية أنا هارتس وقد أوصى جدها لأمها بملايينه الكثيرة لهذه الفتاة الشابة واختار لها وصيا أمريكيا يدعى أندرو بننجتون يقوم بادارة ممتلكاتها حتى تتزوج أو تبلغ سن الحادية والعشرين وهي اليوم موضع اهتمام لجمالها وثرائها وتتنافل الأفواه اشاعة قرب اعلانها خطبتها من اللورد ويندلشام المفتون بها ).
وخرجت الفتاة من مكتب البريد واستقلت سيارتها وتوجهت على الفور إلى قصر وود الذي اشترته من السير جورج وهناك كانت تنتظرها صديقتها جوانا ساوثورد ودار الحديث بين الصديقتين حول مشروعات
تجديد القصر التي كان معظمها قد تم فعلا ولم تبقى إلا الدقائق النهائية ولذلك لم تكتم جوانا اعجابها فقالت :
- ما أبرعك يا لينيت لقد أتممت الكثير في أقصر وقت.
- لقد استخدمت ثلاثة من المهندسين المعماريين في وقت واحد
- انك يا عزيزتي فتاة أعمال من الطراز النادر.
وتناولت جوانا عقدا رائعا من اللؤلؤ من فوق مائدة الزينة وقالت :
- أظنها لآلىء حقيقية يالينيت ؟
- طبعا ..أنا أره التقليد في كل شيء.
- آه..أظنه يساوي مبلغا طائلا ؟
- حوالي خمسين ألفا
- يالها من ثروة ألا تخافين أن يسرق ؟
- كلا..
- لماذا ؟
-لأنني أولا ألبسه دائما ..ولأنه ثانيا مؤمن عليه
-دعيني ألبسه حتى وقت العشاء فانه يلذ لي كثيرا أشعر بهذه اللآلىء الثمينة النادرة فوق صدري.
فضحكت لينيت وقالت :
لك هذا طبعا..
- أتعلمين يا لينيت انني أحسدك حقيقة ؟ انك تتنتعين بكل شيء فأنت سيدة نفسك في العشرين من عمرك ربة ثروة هائلة وجمال فتان وصحة تامة ولك فوق هذا عقل راجح وذهن مرتب متى تبلغين الحادية والعشرين ؟
- في شهر يونيو المقبل..واعتزم أن أقيم لهذه المناسبة حفلة استقبال رائعة في لندن.
- وعندئد ستتزوجين اللورد ويندلشام ؟
فهزت كتفيها ثم قالت :
- لا أدري ..فالواقع ان اختياري لم يستقر على شخص معين.
-جاكلين دي بلفور-
وفي هذه اللحظة رن جرس التليفون فرفعت لينيت المسماع فاذا بكبير الخدم يعلن اليها أن جاكلين دي بلفور ( على الخط) فأمرته بتوصيلها بها :
- لينيت أيتها العزيزة
- أيتها العزيزة جاكلين ...لقد افتقدتك منذ أجيال..
- أعلم هذا ..ولذلك أريد أن أراك بأسرع وقت.
- ألا تستطيعين الحضور يا عزيزتي ؟ انني هنا في قصري الريفي الجديد ويشوقني كثيرا أن تشاهذيه .
- أتمنى هذا من كل قلبي
- اذن اقفزي في أول قطار أو سيارة وتعالي حالا ..
- وهو كذلك.عندي سيارة ذات مقعدين من عهد نوح اشتريتها بخمسة عشر جنيها وهي صاحبة مزاج وعسى أن يهديها الله اليوم فأصل اليك يا عزيزتي قبل موعد الشاي ..إلى اللقاء أيتها العزيزة.
وبعد أن وضعت لينيت المسماع التفتت إلى جوانا وقالت :
- هذه جاكلين دي بلفور وكانت زميلتي في مدرسة الدير بباريس وهي أقدم صديقاتي وكان والدها كونتا فرنسيا أما أمها فهي مثل أمي أمريكية من أهل الجنوب وقد هرب والدها مع امرأة أخرى ثم فقدت أمها ثروتها عن آخرها في مضاربات البورصة وبدلك أصبحت جاكلين خالية الوفاض تماما ولست أدري كيف تمكنت من الحياة في السنتين الأخيرتين
- هي اذن من النوع المزعج
- ولماذا ؟
- أنا شخصيا أيتها العزيزة اذا حل بأي شخص من أصدقائي بلاء الإفلاس قاطعته على الفور وهذا يبدو ضربا من القسوة ولكنه يوفر متاعب كثيرة فيما بعد فهذا النوع يطلب دائما قرضا لاترد أو يرفض على المعارف و الأصدقاء شراء أزياء وروائح من أرد أ الأنواع بأسعار خرافية
- اذن لو فقدت ثروتي اليوم..
- أقاطعك منذ الغد فأنا لاأحب يا عزيزتي الا الموفقين الناجحين والواقع أن معظم الناس مثلي ولكن أكثرهم لايعترفون بذلك صراحة
- ما أفظعك يا جوانا ولكنك على كل حال أخطأت الظن بجاكلين ..فقد عرضت عليها مرارا أن أساعدها ماديا ولكنها كانت ترفض فان لها كبرياء مثل كبرياء الشيطان
- فيم اذن لهفتها على رؤيتك ؟ أراهنك أنها تريد منك شيئا
- يبدو لي من لهفتها أنها فعلا متلهفة متحمسة لشيء ..ولكنني أعرف أن جاكلين تتحمس بسهولة وقد رأيتها مرة وهي مدفوعة بحماستها تغرس مدية في ذراع غلام.
- ما أروع هذا انها شخصية مثيرة خطرة
- كان هذا الغلام يعاكس كلبا صغيرا ونهته جاكلين فلم يرتدع..فحاولت ارغامه بقوة يديها ولكنه كان أقوى منها فاستلت المدية وغرستها في ذراعه
وفي هذه اللحظة دخلت الخادمة الغرفة فتناولت ثوبا وخرجت لتكويه فلاحظت جوانا احمرار عينيها فسألت لينيت عن ذلك فقالت :
- يا لها من مسكينة لقد كانت راغبة في الزواج من شاب انجلزي موظف في مصر وكانت تجهل عنه كل شيء فرأيت من المناسب أن استفسر عنه كي أطمئن على مستقبلها فتبين لي أنه متزوج من مصرية وله ثلاثة أطفال فأخبرتها بذلك فقطعت علاقتها به ولكنها تكثر من البكاء ....معذورة..
وفي ذلك الوقت كان اللورد ويندلشام جالسا في ظل شجرة من أشجار حديقة القصر وقد انصرف بصره إلى الواجهة الرشيقة التي صار يتمتع بها في فصر وود الريفي فاستراح إلى ذلك المنظر الذي يشيع في النفس الغبطة والهدوء والأمن وتذكر لهذه المناسبة قصرا ريفيا آخر هو قصر أسرته التاريخي المتوارث المعروف باسم قصر شارلتو بيوري وتخيل على عتبته فتاةرشيقة حسناء ذهبية الشعر هي لينيت فتنهد لهفة على أن يراها وقد أصبحت سيدة ذلك القصر العتيد أيضا
انه مازال يأمل أن تقبل الزواج منه مع أنها كررت رفضها أكثر من مرة لأن ذلك الرفض لم يكن قاطعا بل
هو أشبه ما يكون بالإرجاء والتأجيل.
-سيمون دويل-
وفي نحو الساعة الرابعة وصلت السيارة الصغيرة وخرجت منها فتاة دقيقة التكوين سوداء الشعر لم تلبث أن وقعت على صدر لينيت وكانت هذه الفتاة هي جاكلين دي بلفور وقدمتها لينيت إلى اللورد ويندلشام الذي لم يلبث أن تركهما معا فراحت الصديقتان تتبادلان الذكريات والأخبار إلى أن قالت جاكلين أنها مخطوبة لشاب وسيم فارغ القوام يدعى سيمون دويل وانهما متحابان إلى درجة الهوس ولكنه فقير وان كان ينحدر من أسرة عريقة وانه ضاق العمل في لندن لكراهيته حياة المدن ولهذا فهو يبحث عن وظيفة في الريف ناظرا لضيعة كبيرة أو ما شابه وعقبت على ذلك بقولها :
- انني لايمكن أن أتزوجه طبعا ما لم يجد عملا ولكنني أيضا سأموت حتما اذا لم أتزوجه
- تكوني حمقاء يا جاكلين
- قلت لك سأموت حتما أنا مجنونة به وهو مجنون بي ولا حيلة لنا في الحياة بغير زواج ولهذا أريد منك مادمت قد اشتريت هذا البيت والضيعة أن تساعدينا فلا بد لك من ناظر زراعة فليتك تجعلين سيمون هذا
الناظر .
واندفعت جاكلين تؤيد هذه الفكرة وتزكي خطيبها بحماسة إلى أن قالت لينيت أخيرا :
- أحضريه لأراه و أتحدث معه في الموضوع.
فهجمت عليها جاكلين وراحت تقبلها بهوس ثم أسرعت منصرفة كي تبشره وأبت أن تنتظر حتى تتناول الشاي.
-المخبر السري بوارو-
نحن الآن في المطعم الفاخر المعروف باسم (عند عمتي ) وصاحب المطعم لايتحرك للإحتفاء بزبائنه البارزين الوجهاء إلا في حالات نادرة جدا وهو في هذه الليلة قد تحرك لإستقبال رجل قصير القامة مكتنز الجسم مضحك الشكل له شاربان كثيفان وكان المطعم مكتظا بحيث ظل السقاة في نصف الساعة الأخير يعتذرون للزبائن عن عدم وجود موائد خالية ولكن سرعان ما أحضروا لهذا الرجل القصير المضحك مائدة وضعوها في أنسب مكان وتولى المسيو بلوندان صاحب المطعم إجلاسه اليها بنفسه وهو يبالغ
في تحيته واكرامه ثم انتخب بنفسه أصناف الأنبدة والأطباق وراح يجادبه أطراف الحديث إلى أن يحضرها الخدم :
- ألديك قضايا هامة في هذه الأيام يا مسيو بوارو ؟
- اني الآن وأسفاه في حالة تقاعد بعد أن توافرت عندي الوسائل المادية للبطالة السعيدة
- اني أحسدك
- أنت مخطىء ..فقد بدأت أسأم الفراغ فما أصدق الذي قال : ان الإنسان اضطر لإختراع العمل ليهرب من أفكاره
- ولماذا لا تتسلى بالأسفار
- هذا ما عزمت عليه وقد أعددت العدة لزيارة مصر في هذا الشتاء فاطقس هناك رائع فيما يقولون ويمكنني أن أسافر من لندن الى القاهرة بالقطار عبر أوربا وتركيا والشام كي أتجنب السفر بالبحر
- ألا يناسبك سفر البحر ؟
فارتعدت فرائس بوارو بعض الشيء لمجرد دكر البحر وفي هذه اللحظة بدأت الموسيقى تصدح وبدأ الخدم يتوافدون بالأطباق والنبيد فجعل بوارو يستمتع بالطعام والشراب والموسيقى ولفت نظره من بين
الراقصين شاب وفتاة في ميعة الشباب وبهاء الجمال ثم انتهت الرقصة فجلسا بالقرب منه فشعر باشعاع من سعادتهما يغمره ويرده إلى الشباب وكانت الفتاة شديدة الحماسة مبالغة في اهتمامها بصاحبها فراح بوارو يرقبها باهتمام أبوي وسمع مصر يتردد على لسانهما فاذا بالشاب يقول :
- لابد من تمضية شهر العسل يا عزيزتي جاكلين في مصر مهما يكلفنا الأمر لقد كنت أحلم دائما بمشاهدة الأهرام والنيل و الصحراء المترامية.
- حقق الله الأحلام يا سيمون.
وفي الصباح التالي وصلت جاكلين الى قصر وود ومعها خطيبها سيمون دويل فرأت فيه لينيت شابا طويل
القامة عريض الكتفين له عينان شديدتان الزرقة وشعر كستنائي متموج وذقن بارز وابتسامة صافية
جدابة كابتسامات الأطفال فمدت له يدها فتناولها في قبضة يده القويه الدافئة وأعجبها منه تلك النظرة التي تفيض بالإعجاب الساذج فشعرت بما يشبه التخدير الخفيف يسري في عروقها وأعلنت على
الفور انها اختارته للمنصب الذي طلبته له جاكلين .
وفي أعماق نفسها كانت تهتف بصراحة وجلاء :
- ما أحسن حظك يا جاكلين.
-تيم آلرتون ووالدته-
وبعد بضعة أيام كان تيم آلرتون منطرحا فوق مقعد من مقاعد الشواطىء على ساحل جزيرة ملدوكا يتثاءب ويحملق في البحر ويلقى بنظرات جانبية نحو والدته مسز آلرتون وهي سيدة بيضاء الشعر جميلة الصورة في الخمسين من عمرها وكانت تجتهد دائما في اخفاء حنانها على ابنها الوحيد ولكن ذلك لم يكن يجدي لأن ذلك الحنان كان شديدا بالإصابة بالسل فكانت تقضي وقتها في العناية به وقد أغنته بمالها القليل عن العمل وسألته لأمه أخيرا عما يشغل ذهنه فقال :
- كنت أفكر في مصر بلاد الدفء والرمال الجميلة في أحضان النيل الحالم ..فكم أتمنى أن أركب ظهر النيل هذا الشتاء
- وأنا كذلك ..ولكن ذلك يتطلب نفقات طائلة لايقدر عليها أمثالنا ممن يحرصون على أن يخفو رقة حالهم
ويحفظو ا على أنفسهم المظهر اللائق
- سأتكفل أنا بهذا ..فقد حدث أخيرا انتعاش في سوق الأسهم أفدت منه وقد بلغني هذا اليوم.
- اليوم ؟ لم يصلك إلا خطاب واحد عرفت من خط المظروف أنه مرسل من جوانا.
- هذا صحيح ولكني أعني خطاب السمسار وصلني أمس مساء
- ما أخبار جوانا ابنة خالتك وصديقتها لينيت ؟
- لقد رحل ويندلشام إلى كندا كسير الفؤاد بعد أن خدلته لينيت ريدجواي وقررت أن تتزوج قريبا جدا من ناظر ضيعتها .
- عجبا انه صعلوك ولا شك
- كلا انه من آل دويل من أشراف مقاطعة ديفونشاير ولكنه معدم لأنه الإبن الأصغر فلم يرث شيئا وقد كان خاطبا جاكلين دي بلفور أصدق صديقات لينيت ..ويقال انها كانت متيمة في هواه
- هذا فظيع وما هي أخبار جوانا الشخصية ؟
- تشكو الأزمة حتى انها تفكر في حل محل للأزياء
- انها تزعم الإفلاس وهي ترتدي دائما أفخم الملابس
- وماذا في ذلك يا أماه مادامت لاتدفع ثمنها ؟
- ماذا تعني ؟
- لست أعني ما تقصدين..وانما قصدت انها تماطل دائما في تسديد الفواتير.
- دعنا من هذا الحديث قل متى تسافر إلى مصر ؟
- في شهر يناير وهو أحسن الشهور في مصر ؟
- عظيم ولكن لاتنسى انني وعدت السيدة ليدج ان تذهب معها إلى مركز البوليس فهي تجهل اللغة الإسبانية وعليك أن تترجم لها.
- من أجل خاتمها ؟ ذلك الخاتم ذي الياقوتة القرمزية ؟ لقد رأيتها تنزل إلى البحر وهو في اصبعها ثم تخرج من غيره فلا شك انه وقع منها وهي تسبح
- ولكنها تؤكد انها تركته على مائدة الزينة وعادت فلم تجده
- انها واهمة أو كاذبة ..لقد رأيتها بعيني رأسي.
-الوصي بننجتون-
وبينما كان يدور هذا الحديث كان المستر أندرو بننجتون الوصي الأمريكي على تركة لينيت ريدجواي يفض البريد الوارد اليه في مكتبه بنييويورك واذا بوجهه يكفهر ويدعو شريكه المستر روكفورد على عجل فيقول له بعد ان اختليا معا :
- خبر صاعق لينيت تزوجت
- كيف ؟ ومتى ؟ ولماذا لم تخبرنا ؟
- هذا الخطاب يقول انها ستتزوج في اليوم الرابع من هذا الشهر أي اليوم
- ومن الرجل الذي ستتزوجه ؟
- اسمه سيمون دويل
- وأي رجل هو في الرجال ؟
- انها لاتدكر عنه الكثير وماذا نصنع الآن ؟
- ان الباخرة نورماندي ستبحر اليوم فيجب أن تسافر عليها لتحاول انقاذ ما يمكن انقاذه
- ان لينيت تقول انها راحلة لتمضية شهر عسل في مصر
- اذن اذهب إلى هناك وتصنع أنك في رحلة للنزهة وأنك التقيت بها هناك صدفة والباقي متروك لفطنتك.
وبعد تفكير قليل استقر الرأي على ذلك خصوصا أن لينيت تثق كثيرا بالعم أندرو بننجتون الأمر الذي يسهل عليه توقيع ما يلزم من الأوراق منها كي يسوي الحسابات المختلفة فقد كان زواجها يعني انتهاء وصايته على تركتها.
-جيمس فانثورب-
ومضت مدة لسيت بالطويلة وصلت بعدها من لينيت رسالة إلى محام انجليزي شيخ كان يتولى بعض أمورها في اجلترا فاستدعي المحامي ابن أخته الشاب الذي يتمرن في مكتبه ليطلعه على الخطاب الذي ذكرت فيه انها أمضت مع عريسها أسبوعا في فندق ميناهاوس ثم قامت برحلة إلى بركة قارون في الفيوم وانها ستركب الباخرة النيلية الكرنك بعد يومين لزيارة أسوان والأقصر ثم التوجه الى وادي حلفا ويستطرد الخطاب بعد ذلك قائلا :
( ولما ذهبنا اليوم لحجز التذاكر في مكتب شركة كوك اذا بي افاجأ بالوصي الأمريكي على ثروة جدي
وهو المستر أندرو بننجتون ولم أكن أعرف انه في مصر كما كان يجهل هو وجودي بها وانني تزوجت فقد
وصل خطابي بعد قيامه من نيويورك بيوم واحد وهو ذاهب على نفس الباخرة النيلية في تلك الرحلة البديعة فانظر الى أعاجيب المصادفات )
وقد أظهر المحامي الإنجليزي الشيخ ريبته في ان تكون المسألة مصادفة وخشي ان يكون هناك تلاعب من جانب الوصي الأمريكي فأمر ابن شقيقه الشاب جيمس فانثورب بالسفر في ذلك اليوم نفسه الى القاهرة بالطيارة وركوب الباخرة النيلية كي يرقب الحالة عن كثب دون ان يظهر شخصيته للآنسة لينيت ريدجواي التي صارت السيدة لينيت دويل وأوصاه ان يستعمل ذكاءه وان يكون حذرا وألا يذخر وسعا في احباط أي مؤامرة أو مكيدة.
-روزالي ووالدتها-
وفي مدينة القدس في أحد أبهاء فندق الملك داود كانت السيدة أوثر بورن احدى الروائيات تثبث على
رأسها عمامة ضخمة وتقول لأبنتها الجميلة روزالي :
- لماذا لانذهب الى مصر فقد سئمت القدس
- كما تشائين يا أماه...
- لقد عاملني أصحاب الفندق معاملة غير لائقة معاملة شائنة ففي وجود مؤلفة مثلي بالفندق دعاية له ولاشك فلما طلبت منهم تلميحا ان يراعوا ذلك فيمنحوني تخفيضا خاصا رفضوا بكل قحة.
- لاعليك يا أماه ..
- لقد أخدت بثأري فصارحتهم برأيي فيهم وهذا الصباح جاءني المدير وقال لي بكل صفاقة ان جميع الحجرات محجوزة مقدما وانه يرجوني اخلاء حجرتنا في خلال يومين.
- إذن يجب ان نرحل الى مكان آخر
- كلا فاني مستعدة للدفاع عن حقوقي
- ولماذا نضايق أنفسنا بالبقاء ؟ لماذا لانذهب الى مصر كما تريدين ؟
- لامانع وان كنت لست متلهفة على ذلك فليست هذه الرحلة الى مصر أمرا ضروريا تتوقف عليه الحياة.
-فان شويلر وكورنيليا-
واتفق أيضا في هذا الوقت ان سيدة أمريكية تدعى روبنسون كانت تشكر أختها العجوز العانس فان شويلر لأنها قررت اصطحاب ابنتها الشابة اللطيفة كورنيليا في رحلتها الى مصر
وحينما خرجت السيدة روبنسون من الحجرة التقت بالآنسة بويرز الممرضة الملازمة للعانس فدار بينهما الحوار التالي :
- انك ستلازمين طبعا سيدتك في مصر
- لاشك يا سيدتي ..كما لازمتها في العام الماضي في باريس
فرمقتها السيدة روبنسون بنظرة ذات معنى وقالت :
- أرجو ألا تحدث متاعب
- أرجو هذا ..فسأكون منتبهة دائما وعلى حذر ولن يقع شيء مكدر.
انتظروا التكملة غدا انشاء الله.............................
الفصل الثاني
-مفاجأة-
التعديل الأخير تم بواسطة THE GHOST 92 ; 18-08-13 الساعة 04:58 PM
|