لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > الروايات العالمية > أغاثا كريستي , روايات أغاثا كريستي
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

أغاثا كريستي , روايات أغاثا كريستي أغاثا كريستي , روايات أغاثا كريستي


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (3) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-09-07, 04:04 PM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Aug 2007
العضوية: 38957
المشاركات: 1,636
الجنس أنثى
معدل التقييم: المرآة عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 21

االدولة
البلدAlgeria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
المرآة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : المرآة المنتدى : أغاثا كريستي , روايات أغاثا كريستي
افتراضي

 

في طريق العودة رست الباخرة مرة أخرى بالقرب من معبد أبي سنبل وكان الوقت ليلا ....فدبرت ادارة الباخرة زيارة للمعبد في ضوء صناعي وبذلك اختلف الجو عن الزيارة الأولى التي كان الظلام فيها يقبض الصدور وكان الذي يصاحب كورنيليا في هذه المرة هو الفوضوي فيرجيسون ومن عجب ان ذلك الفتى قد فتن بهذه الفتاة الطيبة البسيطة فلما قالت له انها كانت تود لو كان الدكتور بسنر بجوارها ليشرح لها تلك المشاهد الجميلة استاء وقال لها :
- لست أدري كيف تطيقين صحبة هذا الشيخ الممل
- انه من أطيب خلق الله وأرقهم قلبا وأكثرهم ثقافة
- ثقافة ؟ هذه الكلمة تقززني وأظن أيضا ان خالتك لاتحب ان تتحدث معي فانها أرستقراطية متعجرفة لاتراني ندا لها
- كم أود لو أقلعت عن هذه النوبات الثورية
- وكيف لا أثور لتلك الفروق الخرافية بين البشر
- بل أعتقد ان هناك آفة في معدتك تجعلك ثائر الأعصاب حاد الميزاج سأعطيك قليلا من دواء البيسين الذي تتعاطاه خالتي فان شويلر وعسى أن يهدىء هذا من ثورة أعصابك
- اسمعي أنت أحسن مخلوق بين ركاب هذه السفينة هذه هي الحقيقة فاذكريها دائما ولا تسمحي لخالتك أو لغير خالتك ان تنظر اليك باستعلاء
وأسرعت الفتاة بعد ذلك الى السفينة لتلحق بخالتها فاذا بها تتحدث في صالون المراقبة الى الدكتور بسنر وتسأله عن مرضاه من الأمراء والكبراء فلما وقع بصر خالتها عليها صاحت بها :
- أين شالي القطيفة ؟ انني بحثت عنه فلم أجده
وأسرعت كورنيليا تبحث عن الشال الثمين فلم تعثر له على أثر فقامت فان شويلر ممتعضة لتأوي مبكرا الى مخدعها بسبب حرارة الجو وظل سيمون ولينيت يلعبان البريدج مع بننجتون والكولونيل
ريسي على مائدة صغيرة قرب الباب بينما كما فانثورب جالسا يطالع في كتاب وفيما عدا هؤلاء كان الصالون خاليا
ونهض بوارو فخرج الى سطح السفينة واذا به يكاد يصطدم بجاكلين دي بلفور التي كانت مقبلة من الجهة الأخرى على عجل فتبادلا التحية ثم استأنف سيره الى قمرته لينام ودخلت جاكلين الصالون
وكانت كورنيليا قد فرغت من مصاحبة خالتها الى مخدعها فعادت حاملة أشغال الإبرة الى الصالون
لأنها لم تكن قد شعرت بعد بالرغبة في النوم وما ان استقرت في مجلسها حتى دخلت جاكلين
فوقفت عند عتبة الباب وقفة التحدي ثم ضغطت بيدها الجرس وجلست في مواجهة كورنيليا
فسألتها :
- هل زرت المعبد الليلة ؟
- نعم فالليلة مقمرة والمنظر رائع..
- نعم هي ليلة جميلة حقا ليلة شهر العسل بمعنى الكلمة
واتجهت نظراتها نحو مائدة البريدج فاستقرت على لينيت وفي هذه اللحظة جاء الخادم تلبية للجرس فأمرته جاكلين ان يحضر لها كأسا كبيرة من شراب الويسكي القوي ..فرمقها سيمون بنظرة سريعة وظهر على وجهه شيء من القلق ثم بدأ يشرد عن اللعب الأمر الذي كان يضطر زوجته الى تنبيهه من حين لآخر كي يلعب عند حلول دوره.
وأحضر الساقي الكأس فشربتها جاكلين جرعة واحدة وهي تقول بصوت معربد :
- في صحة الجريمة
ثم طلب من الساقي كأسا أخرى وراحت تغني بصوت مرتفع الأغنية التي مطلعها ( لقد كان رجلها
ولكنه خان عهدها )
فنهضت لينيت واقفة وقالت :
- أشعر بالنعاس سأذهب الى فراشي
وكذلك نهض الى مخدعه كل من الكولونيل ريسي ومسز بننجتون أما سيمون فأعلن انه سيبقى قليلا حتى يتناول كأسا من الشراب فانصرفت لينيت وحدها ومن وراءها ريسي وبننجتون وشرعت كورنيليا تجمع أشغال الإبرة كي تنصرف ولكن جاكلين توسلت اليها ان تبقى ولاتتركها وحيدة فأذعنت الفتاة الطيبة لرجائها وحضرت الكأس الثانية فشربتها مرة واحدة أيضا ثم أخدت تغني أغنيتها من جديد فتحركت كورنيليا لتقوم محتجة ان الوقت تأخر فتشبتت بها جاكلين قائلة :
- محال ان أدعك تذهبين ...اجلسي وحدثيني عن نفسك
- ليس هناك ما يستحق الذكر فاني لم أفارق دارنا قبل هذه المرة ولهذا استمتع بكل لحظة من لحظات الرحلة
- كلا كلا...حدثيني عن نفسك بالتفصيل
فاضطرت الفتاة الخجول ان تبدأ في سرد تفاصيل لالون لها ولا طعم وكلما همت ان تكف عن الكلام
استحثتها جاكلين على الكلام وهي لاتفلاغ من احتساء كأس حتى تطلب كأسا سواها وكانت الفتاة تعجب في نفسها لذلك السلوك ويحدثها قلبها بأن شيئا غير عادي لابد ان يحدث.
ولم يكدبها شعورها فان جاكلين التفتت فجأة الى سيمون دويل الذي كان غارقا بين دفتي مجلته وقالت له ببساطة :
- اضغط الجرس يا سيمون فاني أريد كأسا أخرى
- لقد شربت بما فيه الكفاية يا جاكلين
واذا بجاكلين تنفجر في وجهه صائحة :
- وما شأنك أنت ؟
فهز كتفيه وقال بهدوء :
- لاشيء
فجعلت تحدجه بنظراتها دقيقة أو دقيقتين ثم قالت :
- ماذا دهاك يا سيمون ؟ أخائف أنت ؟
فلم يجبها وراح يقلب صفحات المجلة بامعان وتململت كورنيليا في مقعدها تهم بالإنصراف
فقالت جاكلين :
- لاتنصرفي فاني بحاجة الى وجود امرأة اخرى معي هنا لتشد أزري ثم ابتدأت تضحك بحالة
عصبية وقالت :
اتعلمين ماذا يخشى سيمون ؟ انه يخشى بعد ان قصصت أنت قصة حياتك ان أري لك أنا قصة حياتي لماذا لأنني كنت مخطوبة له يوما ما
- أحقا ؟
- انها قصة محزنة جدا ..لقد عاملني أسوأ معاملة أليس كذلك يا سيمون ؟
فقال لها سيمون حينئد بخشونة :
- اذهبي الى فراشك يا جاكلين فانت سكرانة
- اذا كنت محرجا يا عزيزي سيمون من سماع ماضيك فأنت مخير في مغادرة الحجرة
- بل سأبقى .....
وعندئذ أقفل تانثوب الكتاب الذي كان مستغرقا في قراءته ثم تثاءب ونظر في ساعته ثم غادر الصالون أما جاكلين فقد اعتدلت في مقعدها وحملقت في وجه سيمون ثم صاحت بصوت غليظ :
- أتظن أيها الأحمق انك قادر على أن تصنع بي ما صنعت ثم تمضي ناجيا آمنا ؟ لقد قلت لك يوما
انني سأقتلك ولا أتركك لإمرأة أخرى وقد حسبتني أهذي ولا أعني ما أقول والحقيقة كنت أنتظر وأتربص فأنت رجلي أسامع أنت ؟ أنت ملك يميني .
وظل سيمون دويل لائذا بالصمت واذا بيد جاكلين تعبث لحظة في حجرها ثم اذا بها تبسطها أمامها وتطلق عليه الرصاص فاذا به يصرخ صرخة مكتومة وهو يتلوى ثم يسقط على المقعد وصرخت كورنيليا ثم أسرعت نحو الباب تنادي فانثورب الذي كان واقفا بالقرب منه منحنيا فوق سياج السفينة و أسرع فانثورب في حين وقفت جاكلين كامصعوقة فاغرة الفم ثم أخدت ترتعد رعدة عنيفة
تشملها من قمة الرأس الى أخمص القدم وقد تسمرت عيناها على البقعة القرمزية التي كانت قد انتشرت عند ساق سيمون وخضبت رجل بنطلونه في أسفل الركبة مباشرة كما خضبت المنديل الذي كان قد ضغط به على موضع الجرح وسقط المسدس من يدها على الأرض فركلته بقدمها فاندفع الى أسفل مقعد من مقاعد الصالون في حين جعل سيمون يصيح بصوت متحشرج :
- أستحلفك يا فانثورب بحق السماء أن تكتم الخبر اني أسمع وقع أقدام ..قل انها ضجة مزاج أو أي
شيء .تكتم الفضيحة..
فطمأنه فانثورب واتجه نحو الباب الذي أطل منه الخادم النوبي وهو يفرك عينيه من أثر النعاس
وأخبره ان المسألة لاتعدو مزاحا من مزاح السكارى فافتر تثغر الخادم النوبي عن أسنانه اللؤلؤية ثم
انصرف راجعا فقال فانثورب :
- لاأظن أحدا آخر قد سمع فالصوت ضعيف وهو أشبه ما يكون بفرقعة سدادة زجاجة وعلينا الآن
وفي هذه اللحظة انطلقت جاكلين تنشج ببكاء هستيري وهي تقول :
- آه يا ربي...ليتني مت قبل هذا سأقتل نفسي خير لي أن أموت ماذا فعلت ؟
فأسرعت كورنيليا نحوها تحاول تهدئتها لكي لاتفوح رائحة الفضيحة وأما سيمون الذي كان يتلوى
من الألم فجعل يقول :
- أخرجاها أرجوكما فورا ..اذهبا بها الى مخدعها أرجو منك يا كورنيليا ان تكلف ممرضة خالتك بملازمتها واعطاءها عقارا مهدئا ثم بعد ذلك استدعي الدكتور بسنر ليحاول تضميد الجرح وسأدبر
قصة أظلل بها الأمر على زوجتي فانها يجب ان لاتعلم الحقيقة بأي ثمن
ووافق فانثورب وكورنيليا على ان ستر الحقيقة واجب .....وتعاونا معا في اخراج جاكلين التي كانت تقاوم وتبكي وتريد ان ترتمي على الأرض تارة وان تفلت لتلقي بنفسها في النيل تارة أخرى وهي
تصيح بصوت مختنق :
- آه يا حبيبي سيمون لا أريد أن أعيش
فقال فانثورب لكورنيليا :
اذهبي انت فأيقظي الآنسة بويرز لتحضر معها حقنة مورفين أو ما شابه وسألازم أنا الآنسة دي بلفور ريثما تأتين بها الى مخدعها
وانصرفت كورنيليا لتفعل ما أشار به فانثورب أما جاكلين فأجهدت فانثورب بكثرة محاولاتها الإفلات الى سطح السفينة لتغرق نفسها في النيل فظل يقاومها بكل قوته حتى كاد يصيبه الأعياء .
وحمد الله حين انفرجت الستائر عن الآنستين بويرز وكورنيليا ثم حقنتها الآنسة بويرز بحقنة
المورفين وعندئذ توجه فانثورب الى مخدع الدكتور بسنر فطرق الباب ثم دخل دون ان ينتظر اذنه بالدخول وليوقد النور ويفضي للطبيب الذي يفرك عينيه من إثر النوم بما وقع فأسرع الرجل بارتداء الروب على عجل ثم تناول حقيبة أدواته التي تستخدم في الإسعاف الأولي وصحبة فانثورب الى
الصالون وكان سيمون قد تمكن في أثناء ذلك من فتح النفدة المجاورة لمقعده وانكفأ فوقها يملأ
صدره من الهواء حتى لايغمى عليه وكان وجهه شاجبا كوجوه الموتى وقد تلطخ البساط ببقعة الدم
وتلطخ كذلك منديل كبير فشرع الطبيب في فحص الساق بدقة وعناية ثم قال :
- ان النزف غزير فيجب ان تساعدني يا فانثورب كي نحمله الى قمرتي فهو لايستطيع السير
وفيما هما يحملانه ظهرت كورنيلنا فلما رآها الطبيب انفرجت أساريره وقال لها :
- أهذا أنت ؟ تعالى معنا فانني بحاجة الى من يساعدني في العملية وأنت أصلح لهذه المهمة من صديقنا هذا الذي بدأ لونه يكفهر منذ الآن فابتسم فانثورب بابتسامة كالحة وقال :
- هل أدعو الآنسة بويرز ؟
فالتفت الدكتور بسنر الى كورنيليا وقال لها ؟
- هل تستطعين مساعدتي دون ان يغمى عليك أو يحدث لك شيء سخيف من هذا القبيل ؟
- انني أستطيع أن أفعل كل ما تطلبه مني
وبذلك تحرك الموكب الرباعي مخترقا سطح السفينة واستغرقت الدقائق العشر التالية جهودا جراحية أظهر سيمون خلالها تجلدا أثار اعجاب الدكتور النمساوي ثم حقنه بالمورفين لينام بعد
ان طمأنه الى انه سيكتم السر ويزعم ان الإصابة حدثت نتيجة لانزلاق سيمون وانه سوف لايزعج زوجته من نومها
- ورجاء آخر يا دكتور ...أرجو ان تعني أشد العناية بجاكلين فانها معذورة وأنا الذي اخطأت في
حقها خطأ فاحشا وقد كانت المسكينة في غير وعيها
- لاتقلق واستسلم للنوم فان الآنسة بويرز ستلازمها طول الليل
- نعم يا سيمون ؟
- المسدس من فضلك ..يجب ألا تتركه ملقى هناك حتى لايعثر عليه الخدم في الصباح وهم يقومون بالتنظيف
- اطمئن ...سأذهب الآن وأخفيه
وانطلق فانثورب فالتقى عند باب قمرة جاكلين بالآنسة بويرز التي قالت له :
- لقد هدأت الآن وسأبقى معها الى الصباح لأن المورفين يسبب مضاعفات لنفر من الناس
واستأنف فانثورب مسيره الى الصالون ....وبعد ثلاث دقائق كان يطرق باب الدكتور بسنر فلما
خرج الطبيب انتحى به جانبا فوق ظهر السفينة وهمس في أذنه :
- لم أعثر على المسدس
- ماذا تقول ؟
- المسدس ..لقد وقع من يد الفتاة فركلته تحت مقعد أمام عيني وهي في ثورة غيظها ولم
أجده هناك .......وتبادل الرجلان نظرات الحيرة :
- ومن عساه يكون قد أخذه ؟
- لاأدري وان هذا لعجيب
وافترق الرجلان على توجس وقلق وحيرة.



-مقتل لينيت-


كان بوارو يمسح الصابون عن وجهه بعد ان حلق ذقنه في صباح اليوم التالي عندما دخل عليه
الكولونيل ريسي من دون أن ينتظر الإذن وأقفل الباب من ورائه ليقول له :
- قتلت لينيت دويل اخترق الرصاص رأسها الليلة الماضية ...
ووجم بوارو لحظة فقد تدكر ان جاكلين قالت له في حديقة أسوان :
( كم أتمنى ان أغرس مسدسي الصغير هذا في رأسها ثم اضغط على الزناد وينتهي كل شيء )
واستطرد ريسي يقول :
- وقد عهد الي بالتحقيق..ان الباخرة ستقلع بعد نصف ساعة ومع هذا فانها لن تقلع حتى أصدر الأمر بذلك شخصيا فهناك احتمال كبير ان يكون القاتل قد تسلل من الشاطىء واني على كل حال افوض اليك الأمر فأنت فارس هذا المضمار وقد تركت الدكتور بسنر يفحص الجثة
وقبل بوارو المهمة الخطيرة بغير تردد. وكانت في الباخرة اربع قمرات ملحق بكل منها حمام وكان
يحتل القمرتين اللتين في جهة المرسى الدكتور بسنر ومستر بننجتون ومن الجهة الأخرى قمرة العانس فان شويلر ثم قمرة لينيت دويل وتليها حجرة ملابس زوجها
وتوجه بوارو والكولونيل الى مخدع القتيل حيث كان الدكتور بسنر يفحص الجثة وقد قال لهما بعد
ان فرغ من فحص الجثة :
- لقد أطلق الرصاص من مسافة قريبة جدا فوق الأذن مباشرة والرصاصة صغيرة الحجم بعيار 22
وقد اخترق الجلد حول موضع الإصابة لأن فوهة المسدس كانت ملاصقة له وكانت القتيل نائمة فلم تحدث مقاومة.
وشرع بوارو يفحص الجثة بنفسه ...فلاحظ فوق بياض الجدار الناصع حرف ج وقد كتب بمادة حمراء
اللون فانحنى فوق القتيل وتناول يدها اليمنى فوجد اصبعا من أصابعها مخضبا بالدم والمفروض ان
هذه الأصبع هي التي كتبت ذلك الحرف على الجدار فصاح بسنر عندما لاحظ ذلك :
- هذا مستحيل هذا تظليل ...فان المسكينة قد ماتت في الحال فلا يمكن ان تكون قد فعلت ذلك
- هذه حيلة طبعا المقصود بها الإبهام بأن القتيل قد تعرفت على شخصية القاتل فكتبت الحرف الأول
من اسمه بعد ان خضبت اصبعها بالدم النازف منها
فقال الكولونيل ريسي :
- ومن الذي يبدأ اسمه بحرف الجيم ؟
- جاكلين دي بلفور خطيبة دويل السابقة وكانت قد أطلعتني في أسوان على مسدس صغير
زعمت انها تريد ان تضعه لصق رأس لينيت دويل ثم تضغط على زناده
- أليس هذا ما حدث فعلا ؟
- قد يكون ولكن خبرني يا دكتور بسنر متى تقدر أن الوفاة قد حدثت ؟
- الساعة الآن الثامنة صباحا وقد حدثت الجريمة منذ ثماني ساعات أو ست ساعات على أقل تقدير
- أي بين نصف الليل والثانية صباحا
- أجل..
- وأين زوجها...؟ أظنه ينام في القمرة المجاورة ؟
فتولى الدكتور بسنر الجواب قائلا :
- انه في هذه اللحظة نائم في قمرتي أنا
ولما رأى دهشة الرجلين لم يجد بدا من ان يقص عليهما ما حدث بالأمس من اطلاق جاكلين الرصاص على ساق سيمون وأصابته بكسر في العظام يحتاج الى الكشف بالأشعة بمجرد العودة الى أسوان كما ذكر لهما ان جاكلين ظلت تحت حراسة الآنسة بويرز طول الليل
وانتقل الرجال الثلاثة بعد ذلك الى قاعة التذخين حيث أمر الكولونيل ريسي ربان الباخرة بأن
يخصصها للتحقيق الذي سيقوم به المسيو بوارو
وسأل بوارو عن الشخص الذي اكتشف الجريمة فعلم انها الخادمة الفرنسية الخاصة بلينيت
واسمها لويز بورجيه فقد دخلت لتوقظها كما هي العادة كل صباح فوجدتها على تلك الصورة
فأسرعت باخطار الربان فقرر بوارو بعد ذلك أن يبدأ بتحقيق حادث اطلاق الرصاص على سيمون
وان يستجوب كورنيليا أولا فدكرت الحوادث بترتيبها واجتهد بوارو ان يعرف أزمنة الحوادث على وجه
الدقة ..فتبين ان لينيت دخلت قمرتها في الحادية عشرة والثلث وان بننجتون قد انصرف الى
مخدعه بعد ذلك بثلاث دقائق أو أربع أما وقت اطلاق الرصاص على سيمون فقد حدده فانثورب
اذا كان قد نظر في ساعته قبيل ذلك عندما غادر الصالون بأنه كان بعد منتصف الليل بربع الساعة وكان واضحا ان أحدا من الأشخاص الأربعة الذين كانوا في الصالون لم يغادره منذ أوت لينيت الى الفراش وتأكد بوارو أيضا انه بعد اطلاق الرصاص لم تترك جاكلين وحدها لحظة واحدة وهذا يخرجها من
جريمة القتل وكان بوارو حريصا على معرفة جميع التفاصيل ولاسيما طريقة اطلاق الرصاص ثم سقوط المسدس والإتجاه الذي رفسته اليه الفتاة في ثورة أعصابها
وبذل عناية كبيرة في معرفة المدة التي انقضت بين خرزج فانثورب وكورنيليا للمضي بجاكلين الى مخدعها وبين عودة فانثورب مصطحبا الدكتور بسنر للعناية بسيمون فثبتان تلك المدة تصل الى عشر دقائق .

 
 

 

عرض البوم صور المرآة   رد مع اقتباس
قديم 20-09-07, 04:03 PM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Aug 2007
العضوية: 38957
المشاركات: 1,636
الجنس أنثى
معدل التقييم: المرآة عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 21

االدولة
البلدAlgeria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
المرآة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : المرآة المنتدى : أغاثا كريستي , روايات أغاثا كريستي
افتراضي

 

ثم ثبت ان المدة التى انقضت بين نقل سيمون الى قمرة الطبيب وعودة فانثورب للبحث عن المسدس تزيد عن خمس دقائق وفي هذه الدقائق أخد شخص مجهول المسدس من تحت المقعد
وكان من المستحيل ان يكون ذلك الشخص جاكلين لأنها كانت محقونة بالمورفين في مخدعها تحت ملاحظة الآنسة بويرز فمن هو ذلك الشخص ؟
ان لهذا السؤال أهميته الكبرى فمن المحتمل ان يكون ذلك الشخص هو قالتل لينيت دويل لأن هذا الوقت يتفق مع الوقت الذي قدره الطبيب لوقوع الجريمة كما انه من المرجح ان ذلك الشخص شهد بطريقة ما الذي حدث في الصالون قبل ذلك بحيث كان يعلم مكان المسدس لأن المسدس لم يكن ظاهرا بل تحت المقعد ..فلم يكن من الممكن ان يعثر عليه بمحض المصادفة ولكن فانثورب أكد لم ير أحدا حول الصالون وان الأبواب كلها كانت مقفلة
وبعد ذلك استجوب بوارو فانثورب عن تصرفاته بعد عجزه عن العثور على المسدس فقرر انه توجه
الى قمرته في الساعة الثانية عشرة والنصف وهي القمرة رقم22 في الجانب البعيد عن المرسى وهي أقرب القمرات الى الصالون كما قرر انه لم يسمع شيئا وهو في قمرته سوى صوت أشبه ما يكون بوقوع شيء في الماء ولكنه لايستطيع الجزم بذلك لأنه كان قد بدأ يستسلم للنعاس وقد حدد الوقت على وجه التقريب بالساعة الواحدة
أما كورنيليا فقررت انها توجهت بعد المساعدة في تضميد جراح سيمون الى قمرتها الخاصة رقم 43
من جهة المرسى وهي قمرة الملاصقة لقمرة جاكلين دي بلفور وقررت انها لم تسمع شيئا بعد ان ذهبت الى مخدعها
وأما الآنسة بويرز فقد طابقت أقوالها كورنيليا وفانثورب ونفت ان جاكلين تفوهت في نوبتها بأي
بتهديد للينيت وأكدت لها انها لم تفارق حجرة جاكليبن طول الليل
ولما انصرفت الممرضة ..تبادل بوارو والكولونيل ريسي نظرات الحيرة فقد انتفت كل شبهة عن عدوة القتيلة اللذوذ جاكلين اذن فمن الذي قتل لينيت دويل ؟



-من القاتل -


أفاقت جاكلين من تأثير المخدر وتوجه بوارو الى حجرتها فوجدها قد عادت الى هستيريتها وقد زادت
من وقع الصدمة تلك الجريمة التي تمت على الصورة التي كانت تحلم هي بأن تقترفها وراحت
تصيح و هي تبكي :
- أتدكر تلك الليلة يا مسيو بوارو في حديقة فندق كتراكي ؟ ألم أكن على صواب حين ظننت انه
كان في الظلام بين الأشجار من يصغي الى كلامي وانا أصف لك كيف اريد ان أطلق الرصاص على رأسها ؟
- لقد تدكرت هذا حقا وكنت أشك في انك ما زلت تدكرينه
- ذلك الرجل الذي كان يصغي الينا ...من هو ؟
- وهل انت واثقة انه رجل يا آنسة ؟
- لست أدري لقد كان هناك شخص ما
وفي هذه اللحظة طرق الباب الدكتولر بسنر ليبلغ بوارو ان سيمون على استعداد لإستقباله فتوجه بوارو الى هناك ليجد سيمون مضعضعا من صدمته المضاعفة ولكنه كان مهتما جدا بابعاد الشبهة عن جاكلين فأكد له بوارو ان الشبهة بعيدة عنها كل البعد ولكنه سأله هل يشك في أحد فلم
يستطع سيمون ان يحضر الشبهة في أحد كما قرر انه لايدري شيئا عن ظروف زوجته المالية ووجود ضغائن لهذا السبب
وقرربوارو بعد ذلك استدعاء الخادم فحضرت لويز وقررت انها التحقت بخدمة سيدتها منذ شهرين وكانت هي نفس الفتاة التي صادفها بوارو يوما ما تتحدث مع مهندس الباخرة بحالة تبعث على الريبة وسألها بوارو :
- متى رأيت لينيت دويل حية لآخر مرة ؟
- أمس يا سيدي بعد ان ألبستها ثياب النوم وكان ذلك بعد الحادية عشر
- وكم من الوقت استغرقت عملية الباسها ثياب النوم الى ان تركتها ؟
- عشر دقائق فقد كانت سيدتي متعبة وأمرتني باطفاء النور قبل خروجي
- وماذا فعلت بعدها ؟
- توجهت الى قمرتي في الطابق الأسفل
- وها سمعت أو رأيت شيئا قد يساعدنا في التحقيق ؟
- وكيف يمكنني أن أرى أو أسمع ؟
-هذا ما عليك ان تحدديه
- الواقع انني لم اكن قريبة من مكان الحادث فكيف يمكن ان أسمع أو أرى ؟ وبطبيعة الحال لو انني أرقت وصعدت السلالم ربما كنت أرى القاتل ذلك المجرم المتوحش وهو يتسلل خارجا من قمرة سيدتي ولكن.....
ومدت يدها بحركة استنجاد نحو سيمون وقالت له :
- بربك يا سيدي ماذا أستطيع ان أقول ؟
- لاتكوني حمقاء يا فتاتي فلا أحد يظن انك سمعت أو رأيت شيئا ولايتهمك احد بشيء فاطمئني وسأعتني بك
فشكرته على استحياء فقال بوارو :
- اذن انت لم تري ولم تسمعي شيئا ؟
- هو ذلك يا سيدي
- وانت لاتعرفين احدا حاقدا على سيدتك ؟
- بل أعرف
- أتعنين الآنسة جاكلين دي بلفور ؟
- هي طبعا حاقدة على سيدتي ولكن ليست هي التي أعني ..فهناك في السفينة شخص يكره سيدتي لأنها أصابته بضرر جسيم
فصاح سيمون :
- يا الهي من هذا ؟
- انه الخطيب الذي كان يطمع في الزواج من الخادمة ماري واسمه فليتوود وقد اكتشفت سيدتي انه متزوج بالفعل في مصر وله ثلاثة أطفال وأطلعت ماري على السر فقطعت علاقتها به ولما علم فليتوود ان سيدتي بين ركاب هذه الباخرة فكر في قتلها كما قال لي ذلك مرارا لأنها تسببت في تحطيم قلبه.
- وهل أخبرت سيدتك بذلك ؟
- كلا يا سيدي طبعا
- وهل تعرفين شيئا عن الآلىء سيدتك ؟
فتسعت حدقتاها وصاحت :
- اللآلىء ؟ انها كانت ترتديها الليلة الماضية
- وهل رأيتها حين ذهبت الى فراشها ؟
- نعم يا سيدي
- وأين وضعتها ؟
- على المائدة التي بجوار فراشها كالمعتاد
- وهناك رأيتها لآخر مرة ؟
- نعم يا سيدي
- وهل رأيتها هناك هذا الصباح ؟
فظهرت الدهشة على وجه الفتاة وقالت :
- انني لم انظر اليها لأن منظر سيدتي قد الهاني عن كل شيء فصرخت واندفعت خارجة
- ولكنني انا هركيول بوار لم يفتني ان انظر ولم يكن فوق المائدة التي بجوار الفراش أي أثر للآلىء هذا الصباح.
كلف بوارو الخادم بالبحث والتنقيب بين أشياء سيدتها ولكن لم يعثر للآلىء على أثر فقال المولونيل لبوارو :
- عندما قال فانثورب امس انه سمع سقوط شيء في الماء تبادر الى ذهني ان يكون القاتل قد القى المسدس فيه
- هذا فرض أعتقد انه بعيد الإحتمال وأفضل في الوقت الحاضر ان نبعث في طلب فليتوود
فاذا به رجل ضخم الجثة شرس المنظر عرف فيه بوارو على الفور ذلك المهندس الذي كانت تتحدث اليه لويز خلسة وقد واجههة بوارو بالمعلومات التي أفضت بها لويز في حقه فأقر بأن الوقائع الأولى
صحيحة ولكنه انكر اقدمه على تلك الجريمة وراح العرق يتصبب على وجهه فسأله بوارو :
- أين كنت في الليلة الماضية فيما بين نصف الليل والساعة الثانية صباحا
- في فراشي نائما وشريكي في القمرة يشهد بذلك
وصرفه الكولونيل بعد ذلك ثم تبادل مع بوارو نظرات التساؤل فهز بوارو كتفيه ثم قال :
- انه رجل شرس وعصبي المزاج بالفعل ولكن لايذهب الى حد القتل ومع ذلك فانني سأتحقق من صحة أقواله وان كانت شهادة شريكة في القمرة لاتقطع بشيء فقد يكون ذلك الشريك غارقا في النوم
- يجب التحقيق على كل حال
- وأعتقد اننا يجب ان نعني بعدئذ بالتحري كي نعرف هل سمع أحد الركاب شيئا فيما بين نصف الليل والثانية صباحا مما يمكن ان يهدينا الى شيء يكن ذلك الصوت الضعيف بحيث يظن انه غير خطر
- أنا شخصيا لم أسمع شيئا
- وأنا نمت هذه الليلة نوما عميقا جدا فلم أسمع شيئا
- يجب ان نسمع أقوال آل الرتون فان القمرتين قريبتان جدا من مكان الجريمة
وحضرت السيدة الرتون في ثوب من الحرير وكان الأسف باديا على وجهها وكان اول ما دكرته :
- لقد سرني كثيرا ان تكون الآنسة جاكلين دي بلفور المسكينة بعيدة عن الشبهة
- انا أفهم عواطفك ..والآن هل لك ان تدكري لنا في أي وقت أويت الى فراشك يا سيدتي ليلة امس
- بعد العشرة والنصف مباشرة
- وهل استغرقت في النوم في الحال ؟
- نعم ..فقد كنت أشعر بالنعس
- وهل سمعت أي شيء أثناء الليل ؟
فقطبت حاجبيها قليلا ثم قالت :
- نعم ..أظن انني سمعت صوت سقوط شيء في الماء ثم صوت انسان يجري أو ما شابه وربما كان صوت الجري سابقا على صوت سقوط الشيء في الماء فقد كان الناعس مستوليا على مشاعري وخيل الي ان احدا سقط في الماء فصحوت من ذلك الحلم المزعج وأصغيت مدة طويلة ولكن السكون كان شاملا
- أتدرين في أي ساعة كان ذلك ؟
- كلا أخشى ألا أستطيع التحديد ولكن يخيل الي ان ذلك قد وقع بعد ان نمت بمدة طويلة ومن المحتمل ان يكون ذلك في نحو الساعة الأولى صباحا
- واخسارتاه ...ليتك تستطيعين التحديد
- كلا للأسف ولست أرى فائدة في التخمين
- وهل سبق لك ان قابلت لينيت دويل قبل هذه الرحلة ؟
- كلا بل تيم ابني هو الذي التقى بها قبل ذلك وقد سمعت عنها الكثير من قريبتنا جوانا ساوثورد
- سؤال أخير يا سيدتي هل نزلت بأسرتك متاعب مالية بسبب مضاربات والد لينيت ؟
- أنا مدركة طبعا ما وراء هذا السؤال فان والد لينيت وجدها كانا سببا في افلاس الكثيرين عن طريق المضاربات ولكن الواقع ان ذلك لم يحدث لنا
- شكرا لك يا سيدتي وأرجو ان تبعثي لنا بنجلك
وانصرفت السيدة الرتون فوجدت ابنها في انتظارها متلهفا غلى معرفة الأسئلة التي وجهت اليها فلخصت له السئلة واندفع بعد ذلك الى غرفة التحقيق واجاب على كل اسئلة بوارو بأنه أوى الى الفراش مبكرا في العشرة والنصف وقضى بعض الوقت في القراءة ثم أطفا نور قمريه في الحادية عشرة تماما
- وهل سمعت شيئا ؟
- سمعت صوت رجل يلقي تحية المساء وكان الصوت آتيا من بعيد
- فقال الكولونيل ريسي :
- لقد كان هذا صوتي وانا القي التحية على القتيل
- نعم وبعد ذلك استغرقت في النوم ثم سمعت ضجة أعقبها صوت امرأة تنادي فانثورب فيما أظن
- تلك كانت كورنيليا روبسون حين استنجدت بفانثورب بعد اصابة سيمون
- أظن هذا ثم سمعت بعد ذلك جملة أصوات وصوت شخص يجري فوق السفينة ثم صوت سقوط شيء في الماء وعلى اثر ذلك سمعت الدكتور بسنر يلقي أوامر مقتضبة من قبيل احدر خد بالك لاتسرع
- وهل انت متأكد من ان ما سمعته كان صوت سقوط شيء في الماء وليس طلقة مسدس ؟
- ربما لقد سمعت بالفعل صوتا كصوت خروج سدادة من فوهة زجاجة فرقعة خفيفة ربما كانت طلقة مسدس وقد تبادر الى ذهني ان الفرقعة صوت فتح زجاجة وان سقوط الجسم هو صوت انصباب الشراب في الكؤوس فان الذي خطر لي ان فريقا من الركاب يحيي حفلة ماجنة وسخطت عليهم وتمنيت لو ذهبوا مضاجعهم ليناموا
- ألم تسمع شيئا آخر ؟
- كلا فيما عدا تقلب فانثورب في فراشه في القمرة الملاصقة لقمرتي حتى حسبت انه لن ينام
- وبعد ذلك ؟
- وبعد ذلك استغرقت في النوم ولم أسمع شيئا .




-اللغز يزداد تعقيدا-

 
 

 

عرض البوم صور المرآة   رد مع اقتباس
قديم 21-09-07, 03:44 PM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Aug 2007
العضوية: 38957
المشاركات: 1,636
الجنس أنثى
معدل التقييم: المرآة عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 21

االدولة
البلدAlgeria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
المرآة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : المرآة المنتدى : أغاثا كريستي , روايات أغاثا كريستي
افتراضي

 

أخد الكولونيل ريسي يخطط رسما للباخرة الكرنك يبين فيه مواضع القمرات وقال :
- فانثورب ثم تيم الرتون ثم قمرة فارغة لم ينم فيها صاحبها تلك الليلة وهو سيمون دويل فمن صاحب القمرة المجاورة من الناحية الأخرى لقمرة لينيت القتيل ؟ انها الآنسة فان شويلر الأمريكية العجوز فاذا كان أحد قد سمع صوتا صادرا عن قمرة القتيل تلك الليلة فهو هذه الآنسة العجوز واذا كانت قد استيقضت الآن فيحسن ان نبعث اليها ونسمع أقوالها
وبعد قليل دخلت فان شويلر متجهمة تفيض عيناها سخطا وعضبا فعمد بوارو الى تهدئتها حتى عرف منها انها أوت الى الفراش في الساعة العاشرة كما هي عادتها ولكنها لم تنم فورا لأن كورنيليا تركتها مدة طويلة فظلت ساهرة في انتظارها وفي تلك الأثناء سمعت صوت لويز وصيفة لينيت تلقي على سيدتها تحية المساء وبعد ذلك أغفت فليلا الى ان تنبهت على صوت حسبته داخل قمرتها ولكنها تحققت انه في القمرة المجاورة وهي قمرة لينيت وبعد ذلك سمعت صوتا في الخارج على سطح السفينة أمام الباب ثم صوت سقوط جسم في الماء وقدرت الوقت عندئذ بأنه بعد ساعة الواحدة بعشر دقائق
ولكنها قررت انها لم تسمع صوت الطلق الناري وان كانت لاتجزم ان الصوت الذي أيقضها كان هو الطلق الناري ولكنها لم تنتبه اليه لأنها كانت نائمة
فلما سألها الكولونيل ريسي من تظن انه أسقط هذا الجسم الذي أحدث صوتا باصطدامه بالماء فقالت :
- لست أظن بل أنا أعرفه جيدا فانني ارتبت في ذلك الصوت وقمت ففتحت باب قمرتي فرأيت الآنسة روزالي اوثربون منحنية فوق السياج بعد ان أسقطت شيئا كان في يدها في الماء
- وهل أنت واثقة انها الآنسة روزالي اوثربون ؟
لقد رأيت وجهها بوضوح
- وهل رأتك هي ؟
- لا أظن انها رأتني
وعندئذ قام بوارو الى الأمام وتولى هو سؤالها :
- وكيف بدا لك وجهها في تلك اللحظة ؟
- كانت نهبا لإنفعال عنيف ثم أدارت لي ظهرها واتجهت نحو مؤخرة السفينة وعدت أنا الى فراشي
وفي هذه اللحظة دخل ربان السفينة فسلم الكولونيل ريسي لفافة مبتلة الحرير القرمزي فراح الكولونيل يبسط طياتها الكثيرة حتى سقطت منها لفافة أخرى هي منديل من النوع الرخيص به آثار طلاء أحمر باهت وقد طوي على مسدس صغير مرصعة قبضته باللآلىء فظهر الفرح على وجه الكولونيل ريسي وتناول بوارو المسدس بعناية في يده ثم قال :
- نعم انه هو المسدس الذي رأيته في حديقة كتراكت وهذا هما حرفا ج ك والعيار22 وقد أطلقت منه رصاصتان وعندئد تنحنحت فان شويلر ثم قالت :
- وشالي ؟ ان الذي بيدك هو شالي الحريري وقد بحثت عنه أمس طويلا فلم أعثر عليه وسالت عنه كل انسان دون جدوى
- شالك ؟ ومتى كان آخر عهدك به ؟
- مساء أمس في الصالون فلما هممت بالتوجه الى مخدعي لم أجده ولست أدري لماذا وكيف استخدم هذا الإستخدام القبيح
وفحص الكولونيل الشال الثمين فاتضح انه استخدم لكتم صوت المسدس بأن أطلقت الرصاصة من خلال طياته.
وانتهت أقوال الآنسة فان شويلر بعد ان قررت وأكدت انها لم تتعرف الى القتيل او اسرتها قبل هذه الرحلة فلما انفرد الكولونيل بالمسيو بوارو استغرق الأخير في التفكير لحظة ثم ضرب المنضدة بقبضته وقال :
- المسألة الآن أشد تعقيدا فهناك شخص كان يضمر نية قتل لينيت وهذا الشخص شاهد مشاجرة جاكلين وسيمون في الصالون ورأى سقوط المسدس من يدها واستقراره بركلة من قدمها تحت مقعد وهذا الشخص حصل بعد ذلك على هذا المسدس وقتل به لينيت ثم كتب حرف الجيم فوق الحائط حتى يظلل المحقق ثم نرى عجبا فهذا القتل الذي يدبر كل شيء كي تشير القرائن الى انحصلر الشبهة في جاكلين دي بلفور لايترك مسدسها الذي اقترف به الجريمة كي نعثر عليه فتزداد الشبهة قوة بل هو يلقيه في قاع النهر وذلك تخبط وتناقض غير مفهومين فهناك ولا شك حلقة ناقصة او خطأ في التسلسل
- ربما وأظن انه من المناسب الآن ان نسمع أقوال روزالي اوثربون
- نعم نعم فقد يوضح لنا ذلك بعض ما يكتنفنا من غموض
وبعد قليل كانت الفتاة تقرر انها أوت مع والدتها الى فراشها قبل الساعة الحادية عشر ةانهما لم تسمعا شيئا غير عادي فيما عدا بعض الضجة من جهة قمرة الدكتور بسنر ولكنهما لم تعرفا سببها قبل الصباح وسألها كل من الكولونيل ريسي ومسيو بوارو :
- أولم تسمعا طلقا ناريا ؟
- كلا
- ألم تغادري قمرتك ليلة أمس ؟
- كلا
- أواثقة أنت من ذلك ؟
- ماذا تعني ؟ كل الثقة
- ألم تتجولي حول مؤخر السفينة من الجهة المقابلة للمرسى وتقذفي الى الماء بشيء كان في يدك ؟
فاحتقن وجهها وقالت :
- هل يحضر القانون القاء أشياء في الماء ؟
- كلا طبعا فهل فعلت ؟
- كلا لقد قلت لك انني لم أغادرقمرتي
- واذا شهد أحد انه رآك العانس فان شويلر مثلا ؟
- هل قررت ذلك فان شويلر ؟
- نعم لقد رأتك أمام باب قمرتها تلقين شيئا في الماء وكان ذلك بعد الساعة الواحدة بعشر دقائق
- وهل رأت شيئا عدا ذلك ؟ ماذا كان بيدي ؟
- لم تر شيئا ولكنها سمعت سقوط الشيء في الماء فهل ما زلت مصرة على الإنكار ؟
- ولماذا بحق السماء القي شيئا في الماء في جوف الليل ؟
- ربما كان هناك سبب أعني سببا بريئا وان كان قد ثبت لنا الآن ان شخصا قد القي في الماء امس
ليلا شيئا غير بريئ انظري
ووضع أمام عينيها المسدس فاضطربت وقالت ؟
- وهل تظن بأنني القاتلة ؟ هذا مضحك وسخيف فاني لم أكن اعرفها حق المعرفة السطحية
- ولكن تذكري ان فان شويلر مستعدة لحلف اليمين على انها رأت وجهك بوضوح في ضوء القمر
- انها عجوز حمقاء ضعيفة البصر فلم تكن أنا التي رأتها
وأصرت على تلك الأقوال ثم انصرفت وتلتها بعد ذلك والدتها فلم تدل بأقوال تفيد التحقيق ولكنها راحت تثرثر بتخمينات عن اسباب الجريمة وانها تتصل كاها بالإضطرابات الجنسية شأن تفكيرها في جميع رواياتها . ولما تمكن بوارو من صرفها بسلام دعي السنيور ريتشي وكان منزعجا لما حدث فقرر انه أوى الى فراشه مبكرا جدا بعد العشاء مباشرة فقضى بعض الوقت في قراءة كتاب ظهر حديثا عن الآثار الخزفية في الأناضول ثم أطفأ النور قبل الحادية عشر ولم يسمع صوت طلق النار ولا صوتا يشبه فتح زجاجة مستعصية ولنه سمعفي جوف الليل صوت سقوط جسم ثقيل في الماء
بالقرب من قمرته المطلة على الماء وقمرته في الطابق السفلي من جهة مؤخر السفينة في الجانب المقابل للمرسى وقد قدر الوقت بأنه بعد مرور ساعتين او ثلاث على نعاسه وربما كان ذلك بعد الساعة الواحدة بقليل
ولنتهت أقوال ريتشي فتبعه على الأثر فيرجيسون وكان كعادته وقحا متباهبا بالوقاحة فقد قال
حينما علم بمقتل لينيت وسئل عن معلوملته عن الحادث
- في داهية فان العالم يشكو التخمة من التافهات الطفيليات ومن مثيلاتها الرأسماليات المغرورات وقد كنت ليلة امس في صحبة الآنسة كورنيليا عندما زرنا المعبد فلما عدنا الى السفينة فارقتها وتجولت وحدي برهة الى ان عدت حول نصف الليل فأويت الى قمرتي وهي في الطابق السفلي
الى الجهة المقابلة للمرسى لأنني لا أسكن الطابق العلوي مع النبلاء المتعفنين
- ألم تسمع طلقا ناريا او صوتا أشبه بخروج سدادة مستعصية من زجاجة شراب
- أظن انني سمعت صوتا كالذي تصفه ولكن لاأدكر متى بالضبط فقد كان عدد من الركاب لايزالون يقظينوسمعت جلبة وصوت جري في الطابق الذي يعلوني
- ربما كان ذلك صوت طلق ناري الذي أصاب سيمون دويل ولكن ألم تسمع صوتا آخر يشبهه؟
ولا صوت سقوط شيء في الماء ؟
- صوت سقوط شيء في الماء ؟ أظن انني سمعت صوتا من هذا القبيل ولكن كانت هناك ضوضاء
كثيرة ولهذا لست متأكدا
- وهل غادرت قمرتك أثناء الليل ؟
- كلا ولهذا لم اشترك للأسف في تلك العملية الموقفة
وانصرف فيرجيسون بعد ذلك فنظر بوارو الى الكولونيل وقال :
- ألا تظن انه الرجل الذي تنشده ؟
- استبعد هذا فالطراز الخطر من المتآمرين لايبوحون بآرائهم وعواطفهم ولكنني واثق من ان ضالتي فوق سطح السفينة فقد كانت التعليمات قاطعة ومحددة والآن حل دور بننجتون وكيل لينيت ووصيها فلنسمع ما لديه ودخل اندرو بننجتون وقد بدت على وجهه مظاهر الألم والحزن المفروضة في وصي كان بمنزلة الوالد ولكن المظاهر لم تنطل على فراسة بوارو وقد قرر انه لم يسمع شيئا فان قمرته هي التالية لقمرة الدكتور بسنر فكل ما سمعه أثناء نومه هو ضجة حول تلك القمرة مصحوبة بعبارات غامضة عرف فيها صوت جاره الطبيب ولكنه ليس متأكدا من الوقت بالضبط
- ألم تسمع صوت طلقات مسدس ؟
- لم أسمع شيئا من هذا القبيل على الإطلاق
- ومتى أويت الى فراشك ؟
- بعد الساعة الحادية عشرة بقليل
- لقد كنت صديقا جميما للقتيل وأنت أعرف الناس في الغلب بظروف حياتها ولاشك انك أدرى بها من زوجها لأنه لم يتعرف بها إلا منذ أشهر قليلة فهل تعرف أحدا يكن لها حقدا خاصا بحيث يدفعه ذلك الى الرغبة في قتلها ؟
فبلل شفتيه الجافتين بطرف لسانه ثم قال :
- أؤكد لك ليست لدي أي فكرة مطلقا عن شيء من ذلك القبيل وقد نشأت لينيت في اوربا فلا أعرف شيئا عن ظروفها الشخصية وأما الظروف المالية فهي التي تحت يدي
- ومع ذلك يا مستر بننجتون فان بين ركاب هذه السفينة اشخاصا او شخصا واحدا على الأقل يضمر لها السوء وانت تدكر ولا شك حادث الصخرة التي كادت تفتك بها على الشاطىء عينه ونحن في رحلة الذهاب ...ولم تنج إلا بأعجوبة
- انني لم أرى ذلك الحادث لأنني كنت داخل المعبد ولكني سمعت عنه بعد ذلك وظننت اها مصادفة
- أما وقد حدث ما حدث فالأمر أكثر من مصادفة
فتصبب جبينه عرقا مسحه بمنديله الحريري وقال :
- هو ذلك فعلا
وبذلك انتهت أقواله الى غير نتيجة فلما انصرف أشعل الكولونيل سيجارة وقال بلهجة ذات مغزى :
- أرى يا عزيزي بوارو ان المستر بننجتون لم يكن عاديا أثناء الإستجواب
- أجل ولكن هناك أكثر من هذا لقد ذهب به الحرج والإضطراب الى حد التورط في كذبة فاضحة لقد زعم انه كان في المعبد عندما وقع الحادث وهذا كذب صريح فقد كنت انا الذي اكلمك الآن موجودا واستطيع ان أؤكد لك لم يكن في تلك اللحظة داخل المعبد لأنني كنت خارجا من المعبد في الوقت نفسه
- يا لها من أكذوبة كبيرة
وفي تلك اللحظة اهتزت الأرض تحت قدميهما ...فقد كان المولونيل قد أصدر أمره بعد العثور على المسدس في جوف النهر ان تقلع السفينة الكرنك عائدة الى أسوان وعندئذ قال بوارو :
والآن حان ان ننظر في مسألة اللآلىء المختفية ولما كان الغداء سيبدأ بعد نصف ساعة فانني أرى ان أعلن قرب نهايته ان مجوهرات القتيل قد سرقت ثم أطلب من الجميع عدم مغادرة القاعة الى
ان تنتهي عملية التفتيش للقمرات ويجري في نفس الوقت تفتيش الركاب
- فكرة صائبة فان الذي سرق الجواهر لايزال محتفظا بها وعدم انذار السارق من قبل يحول دون القائه المسروقات في جوف النيل
- والآن أحب ان نسجل ترتيب الحوادث قبل الإستمرار في البحث
- لقد أعددت يا عزيزي بوارو مذكرة بالموقف أرجو ان تلقي عليها نظرة.



-المذكرة-

 
 

 

عرض البوم صور المرآة   رد مع اقتباس
قديم 22-09-07, 03:40 PM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Aug 2007
العضوية: 38957
المشاركات: 1,636
الجنس أنثى
معدل التقييم: المرآة عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 21

االدولة
البلدAlgeria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
المرآة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : المرآة المنتدى : أغاثا كريستي , روايات أغاثا كريستي
افتراضي

 

تناول بوارو المذكرة فوجدها على النحو التالي :
كانت الخادم لويز بورجيه آخر من رأى القتيل حية في الساعة الحادية عشرة والنصف مساءا
فيما بين الحادية عشرة والنصف والثانية عشرة والنصف كان كل من كورنيليا روبسون وجيمس فانثورب وسيمون دويل وجاكلين دي بلفورمجتمعين معا فهم دون غيرهم يملكون اثباتات تبعدهم عن الشبهة في تلك المدة ولكن الجريمة حدثت في الغلب بعد ذلك الوقت لأنه من الثابت انها اقترفت بمسدس جاكلين بعد ان اعتدت به على سيمون.
من المرجح ان القاتل شهد بعينه المشادة التي انتهت باطلاق الرصاص على سيمون في صالون المراقبة وعندما أخلي الصالون بعد ذلك حصل ذلك المجهول على مسدس جاكلين من تحت المقعد لأن خطته مبنية على القاء الشبهة على جاكلين بما انها غريمة لينيت التي لطالما هددت بقتلها
بناء على ما تقدم تبعد الشبهة عن كورنيليا روبسون لأنه لم تسنح لها الفرصة للإستلاء على المسدس قبل عودة فانثورب للبحث عنه ..فقد كانت مشغولة بمعاونة الطبيب في تضميد الجرح
نفس الظروف تنطبق على الآنسة بويرز الممرضة
وتنطبق أيضا على الدكتور بسنر
ويجب ملاحظة ان فانثورب ليس بعيدا عن الشبهة بشكل قاطع لأنه يحتمل ان يكون قد عثر على المسدس ووضعه في جيبه وزعم انه لم يجده
ويجب ايضا افتراض ان أي شخص كان يمكنه ان يعثر على المسدس في مدة الدقائق العشر التي كان الصالون فيه خاليا.


-دوافع محتملة للجريمة-


ربما كان اندرو بننجتون الوصي الأمريكي قد عبث بامانة التركة المعهودة اليه ...ويؤيد هذا الفرض محاولته الحصول على توقيعها فضلا عن شبهات أخرى ولكنها غير كافية ولو انه ثبت انه مرتكب حادثة الصخرة لثبت أيضا انه من ذلك الطراز الذي لايتورع عن اغتنام الفرصة العرضة دون تدبير سابق ولاشك ان اطلاق جاكلين الرصاص على سيمون كان فرصة عارضة لم يدبرها أحد.
يضعف الإفتراض السابق ان المسدس القي في النيل فلو انه هو الفاعل فلماذا يلقي أداة الجريمة التي اختارها لإلقاء الشبهة على جاكلين ولم يترك المسدس كي نعثر عليه ؟
وهناك أيضا مهندس الباخرة فليتوود ودافعه الإنتقام فهو شخص شرس ولعله شهد من الجدران الزجاجية جانبا من المشادة التي انتهت باطلاق الرصاص على سيمون وربما يكون قد استعمل مسدس ولما لم تكن نيته منصرفة الى حصر الشبهة في جاكلين صاحبة المسدس فقد القاه بعد ذلك في النيل وهذا فرض يفسر نقطة القاء المسدس
ولكن يضعف هذه النظرية انه اذا لم يكن قصده القاء الشبهة على جاكلين فلماذا حرص على الكتابة حرف الجيم بالدم على الجدران ؟
ويجب ملاحظة ان المنديل الرخيص الذي كان المسدس ملفوفا به ربما كان يخص فليتوود فهو أشبه
به من بين سائر الركاب
واذا أخدنا بشهادة فان شويلر نجد ان هناك شبهة تحوم حول روزالي اوثربون ولكن هل نصدق العجوز ام نصدق روزالي ؟ ان هناك شيئا قد القي تلك الليلة في النيل فعلا وقد انتشل المسدس من قاع النيل ملفوفا في شال العنس فان شويلر بالذات.
يجب البحث عما اذا كان هناك دافع لدى روزالي اوثربون يمكن ان يدفعها الى قتل لينيت ربما كانت تحسدها ولكن ذلك لايكفي سببا مباشرا للقتل وليس هناك ما يدل على معرفة سابقة بينهما
قررت فان شويلر ان شالها الذي عثر عليه ملفوفا حول المسدس قد ضاع منها تلك الليلة وكان آخر عهدها به في صالون المراقبة وقد لفتت الأنظار الى ضياعه لفتا ظاهرا في ذلك المساء بسؤال جميع الناس فكيف حصل القاتل المجهول على ذلك الشال ؟ ولماذا حصل عليه في أول السهرة
ولم يكن هناك ما يمكن ان ينبىء بحدوث ما حدث بين جاكلين وسيمون ؟ واذا كان القاتل المجهول
قد وجد الشال وهو يستولي على المسدس من تحت المقعد فمعنى ذلك ان الشال كان في الصالون مع انه من الثابت ان الجميع قد فتشوا عنه هناك بعناية
واذا كان الشال لم يفقد من الآنسة شويلر بل كان في حوزتها طول الوقت فادعاؤها في هذه الحالة بفقدانه يلقي عليها الشبهة انها هي التي قتلت لينيت وفي هذه الحالة تكون شهادتها ضد روزالي
اوثربون اكذوبة مقصودة فهل هو حقد عانس عجوز على الشابات دفعها الى قتل شابة والقاء الشبهة على شابة أخرى ؟
من المحتمل ان تكون السرقة هي هدف الجريمة مادامت اللآلىء قد اختفت ومادام من الثابت ان لينيت كانت تتزين بها في تلك الليلة
غير مستبعد ان يكون هناك ثأر قديم لأسباب مالية في الغالب بين اسرة القتيل وطرف آخر
لدينا معلومات موثوق بها عن وجود ذلك المتآمر الدزلي المشهور وهو قاتل محترف مطلوب القبض
عليه من السلطات المختصة لإرتكابه ست حوادث قتل فهل يمكن ان تكون له صلة مباشرة بهذه الجريمة ؟ يجب ان نعرف أولا اذا كانت لدى لينيت قبل مصرعها معلومات خطيرة تتهدد سلامة ذلك الشخص وفي هذه الحالة يكون معقولا ان يقدم على التخلص منها لتأمين حياته
وعلى ذلك يمكن تقسيم الركاب الى فريقين الفريق الأول منهما هو الذي أمكن افتراض شبهات حول افراده أما الفريق الثاني فافراده حتى الآن بعيدون عن الشبهة
فريق المشتبه في أمرهم : أندرو بننجتون فليتوود روزالي اوثربون الآنسة فان شويلر لويز بورجيه
(بقصد السرقة) فيرجيسون ( بدافع سياسي)
فريق البعيدين عن الشبهة : مسز الرتون تيم الرتون كورنيليا روبسون الآنسة بويرز الدكتور بسنر
سينيور ريتشي مسز اوثربون جيمس فانثورب.

فلما فرغ بوارو من قراءة المذكرة قال للكولونيل :
- لقد كنت مثالا للدقة فيما سجلت
- أموافق أنت على هذه الملاحظات ؟
- نعم ولكن السؤال الرئيسي الذي أعتقد انه مفتاح القضية هو : لماذا القي المسدس في النيل ؟
فلو اننا عرفنا الجواب الصحيح على هذا السؤال لتبدد كل غموض يحيط بالجريمة
ثم تناول بوارو الشال القرمزي وراح يقلبه بين يديه ثم فحص الخروق الناجمة عن انطلاق الرصاص
وما يحيطها من حروق ثم قال للكولونيل ريسي انك يا عزيزي الكولونيل أدرى مني بكل ما يتعلق بالأسلحة النارية هل تعتقد ان لف المسدس الصغير في هذا الشال واطلاق النار من داخله يكتم
صوت الطلقة كل الكتمان ؟
- كلا
- وهل تعتقد ان الرجل الذي تعود استعمال الأسلحة النارية يمكن ان يجهل هذه الحقيقة ؟
- انه يعرفها ولا شك ؟
- أما المرأة التي لم تتعود ذلك فمن المحتمل ان تجهل هذه الحقيقة وتظن ان الشال سيكتم الصوت
ثم ان هذا المسدس الدقيق الحجم لايحدث صوتا كبيرا فاذا أطلق في الوقت الذي تكون هناك فيه أصوات أخرى لم ينتبه الى اطلاقه أحد في الغالب
- من الجائز جدا ان يكون الأمر كذلك
ثم تناةل بوارو المنديل الذي به آثار الطلاء الأحمر الباهت وراح يقلبه بين يديه قائلا :
- ولكن ليس هذا منديل امرأة بل منديل رجل وهو بغير شك ليس رجلا راقيا انه أشبه بمناديل الخدم فهو لايساوي أكثر من قرش أو قرشين من النوع الذي يستخدمه رجل مثل فليتوود أما بننجتون فيستخدم مناديل حريرية فاخرة فقد رأيته يخرج احداها لتجفيف عرقه المتصبب
- فيرجيسون اذن ؟
- ربما وربما أيضا القاتل قد تعمد استعمال هذا النوع بمثابة قفاز حتى لاتترك بصمات يده أثرا .



- مفاجأة-

وفي اللحظة دخل احد الخدم ليخبر بوارو ان سيمون دويل يطلب مقابلته فأسرع اليه حيث كان
لايزال راقدا في قمرة الدكتور بسنر وكان وجهه محتقنا بتأثير الحمى وقد معتمدا الى رومة من الوسائد وارتسمت على وجهه امارات الحيرة والإرتباك وقد شكر بوارو على تفضله بالحضور ثم قال :
- هناك مسألة أحب ان أتحدث اليك بشأنها
- وماهي ؟
- انها بخصوص جاكلين فانني باختصار أريد ان أراها فهل لديك مانع ؟ وهل تعتقد انها تمانع في
الحضور اذا طلبت اليها ذلك ؟ قد قضيت هذه المدة راقدا أفكر في الصدمة التي وقعت لهذه المسكينة فهي طفلة وحيدة ليس لها سند أي معين كما تعلم والحقيقة انني أسأت اليها كثيرا حتى حطمت أعصابها وأفقدتها التوازن
وسكت سيمون لايدري ماذا يقول وقد زادت وطأةارتباكه فحدق بوارو في وجهه مليا ثم قال :
- أتريد ان ترى الآنسة جاكلين وهو كذلك سأحضرها اليك
- انه لكرم عظيم منك .....
وذهب بوارو يبحث عن جاكلين دي بلفور فوجدها جالسة وحدها في احد أركان صالون المراقبة
وفوق ركبتيها كتاب مفتوح ولكنها لم تكن تنظر فيه فقال لها بوارو :
- ان المسيو سيمون دويل يريد ان يراك ..فهل تأتين معي اليه ؟
وكان صوت بوارو رقيقا جدا فياضا بالحنان فالتمعت عيناها واحمر وجهها ثم اصفر وظهرت عليها الحيرة وهي تقول :
- سيمون يريد ان يراني أنا
- نعم..فهل تأتين معي ؟
- طبعا طبعا بكل تأكيد
زمضتمعه في اذعان الأطفال ولكن أيضا في ارتباكهم وحيرتهم فلما وصلا دخل بوارو أولا معلنا قدومها فدخلت ووقفت في مكانها كالمترنحة وقد تسمرت عيناها في وجه سيمون وكان سيمون لايقل عنها ارتباكا ولكنه عثر على لسانه قبلها فقال متلعثما :
- مرحبا بك يا جاكلين انه لكرم منك ان تأتي فانني أريد ان أقول ..ان ما أقصده...
وعندئذ أخرجته من ارتباكه وقد أخدت الكلمات تتدفق من فمها وهي تلهث :
- سيمون انني لم أقتل لينيت انت تعرف انني لم أقتلها لقد كنت كالمجنونة أمس آه هل تغفر لي؟
- طبعا طبعا انت معذورة كل ما هنالك انك أفرطت في الشراب بعض الشيء
- ماذا تقول ؟ ..كان من الممكن ان تصيبك هذه الرصاصة في مقتل
- ما هذا الهراء ؟...لاتقولي ذلك
- ولكن ساقك ؟ ربما تضاعفت اصابتها في المستقبل
- كفى هراء يا جاكلين فعند وصولنا الى أسوان سيجرون عليها كشفا بالأشعة ويتولى أخصائي عملية التجبير بعد ان يخرج الرصاصة وسرعان ما تلتئم وتشفى
وترنحت جاكلين قليلا ثم اندفعت نحوه وركعت الى جوار الفراش ودفنت وجهها في صدره وأخدت تنتحب فجعل سيمون يربت عليها والتقت عيناه بعيني بوارو فتنهد بوارو وتسلل خارجا وهو يسمع
الهمسات المتقطعة :
- آه يا سيمون يا حبيبي كيف أمكن ان أفعل هذا بك ؟
ووجد بوارو الآنسة كورنيليا منحنية فوق السياج أمام الباب فالتفتت نحوه قائلة :
- ما أعجب المفارقات تصور ان تكون في هذه الحالة في يوم بديع كهذا اليوم انظر الى السماء
والى الشمس...
فتطلع بوارو الى الشمس ثم قال لها كمن ينشد أغنية محفوظة ( عندما تبزغ الشمس لايستطيع
الإنسان ان يرى القمر ولكن عندما تغيب الشمس يبصر الإنسان القمر )
- ماذا تقول ؟ هذا طبعا شيء بديهي معروف
- وانا رجل عجوز أحمق يهذي بالبديهيات
واستأنف سيره فطرقت سمعه أصوات متقطعة من القمرة المجاورة وهي قمرة آل اوثربون :
- يالك من ناكرة للجميل ..أبعد كل ما فعلت من أجلك ؟ ألا تدركين مبلغ عذابي ؟ ألا تراعين مزاج
أمك ؟
فزم عندئذ بوارو شفتيه وطرق الباب فاذا صوت السيدة اوثربون يسأل من الطارق ؟ فقال :
- هل الآنسة روزالي موجودة ؟
فبرزت اليه روزالي ولاحظ تحت عينيها حلقات سوداء وتقرحا في اجفانهاوبادرته بالسؤال في جفوة
عما يريد
- حبذا لو تكرمت يا آنسة ببضع دقائق من الحديث على انفراد
فظهر عليها التجهم والتردد ولكنه كررالتوسل فمشت معه الى سطح السفينة متجهين اللى مؤخرتها لأن المكان هناك كان خاليا ووقف بوارو وظهره الى السياج اما روزالي فوقفت امامه منتصبة القامة كما يقف الجنود وقفة الإنتباه وشرع يتكلم ببطء وهدوء وهو ينتقي الكلمات انتقاء :
- لقد تعودت يا آنسة ان تحملي عبء همومك وحدك ولكن ذلك العبء قد طال بك احتماله حتى أرهقك وبدأت تظهر عليك بوادر التعب والإعياء
- لست أدري عما تتكلم
- انني اتكلم بلسان الواقع يا آنسة والواقع أحيانا كريه لانحب ان نواجهه ولكني رجل أحب ان أسمي الأشياء بأسمائها وقد تبينت من خبرتي الطويلة ان ذلك أهون على النفس ان والدتك باختصار تدمن الشراب.
فسكتت روزالي ولم تجب وفغرت فمها ثم أغلقته ثانية وهي لاتدري ماذا تقول فاستطرد بوارو
عندئذ قائلا :
- لاحاجة بك الى الكلام يا آنسة فسأتولى أنا عنك ذلك وقد اهتممت منذ كنا في أسوان بدراسة العلاقة بينك وبين والدتك وأدركت انك تكنين نحوها عاطفة قوية صادقة ثم قابلت والدتك بعد ذلك ذات صباح باكر وكانت في حالة سكر واضح ثم لما جلست معكما الى المائدة رأيتها تكرر على مسمعي انها لا تذوقالخمور فأدركت انك انت التي تمنعينها من ذلك وانها تشرب في حجرتها على مخبأ
للخمر السري فحملت صندوق زجاجات الخمر والقيت به في النيل اليس هذا هو ما حدث يا آنسة ؟
- نعم هذا ماحدث ....وكان خطأ مني ألا أصارحك بالحقيقة بعد ان شهدت الآنسة فان شويلر انها رأتني ..ولكنني يا مسيو بوارو شديدة الخجل من سلوك والدتي وان كنت أعذرها وأشفق عليها
- هدئي من روعك فالسر عندي مصون
- لاشك عندي في هذا يا مسيو بوارو ولكن أرجو منك ان تغفر لي خشونتي
- لاحرج عليك والآن أخبريني هل كان القاؤك صندوق زجاجات الخمر بعد الساعة الواحدة بعشر دقائق
- ربما فقد كان الوقت نحو ذلك فعلا
- وهل رأيت الإنسان فان شويلر كما رأتك ؟
- كلا
- وهل لم تر أحدا آخر حينما كنت واقفة فوق سطح السفينة ؟
فسكتت لحظة وقد قطبت حاجبيها كمن يفكر تفكيرا عميقا ثم هزت رأسها ونفت ذلك بلهجة قاطعة
فهز بوارو رأسه ولكن عينيه كانتا تلمعان ببريق خاص.



-مشكلة جديدة-

 
 

 

عرض البوم صور المرآة   رد مع اقتباس
قديم 23-09-07, 03:51 PM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Aug 2007
العضوية: 38957
المشاركات: 1,636
الجنس أنثى
معدل التقييم: المرآة عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 21

االدولة
البلدAlgeria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
المرآة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : المرآة المنتدى : أغاثا كريستي , روايات أغاثا كريستي
افتراضي

 

أقبل الناس على قاعة الطعام جماعات وأفرادا ولكن في تراخ كأنهم يشعرون أن في الإقبال على الطعام بعد تلك الجريمة التي ذهبت ضحيتها لينيت دويل بواسطة ذلك العقد شيئا غير مستحب وقد دخل تيم الرتون القاعة بعد ان أخدت أمه مكانها وكان بادي الوجوم والسخط حتى لقد بدأ الحديث بقوله :
- ليتني لم أشترك في هذه الرحلة المنكودة
فهزت امه رأسها في حزن موافقة فاستطرد قائلا :
- وقد جد في الأمر جديد فقد اتضح فقدان اللآلىء أيضا
- لآلىء لينيت ؟
- نعم ...يبدو ان بعضها استولى عليها
- ربما كان هذا هو الدافع الى الجريمة
- ومن يدريك ؟ انك تخلطين يا أماه بين مسألتين منفصلتين تمام الإنفصال
- ومن الذي انبأك ان اللآلىء قد سرقت ؟
- فيرجيسون ..وقد علم ذلك عن طريق صديقه مهندس الآلات المدعو فليتوود وفليتوود علم بذلك من الخادمة
- لقد كانت لآلىء فاخرة
وفي هذه اللحظة دخل القاعة السيو بوارو فجلس الى جانب السيدة الرتون كعادته بعد ان حياها باحناء رأسه في ظرفه المعهود مع السيدات ثم اعتذر عن تأخيره بسبب انشغاله وطلب زجاجة من النبيد بدل زجاجته التي كان الخادم قد وضعها وفيها بقية من اليوم السابق وقد علقت السيدة الرتون على ذلك بقولها :
- اننا كاثوليكيون بمعنى الكلمة أما انت فلا تقلع عن احتساء النبيذ مع كل وجبة في حين يصر ابني
على قدح من الويسكي بالصودا أما انا فتكفيني كأس من المياه المعدنية
فحملق بوارو في زجهها قليلا وقد لمعت عيناه ثم هز كتفيه كأنه يصرف عن ذهنه خاطرا طرأ عليه
ثم شرع يتحدث في موضوعات خفيفة مما يتلهى به الناس وهم جلوس الى مائدة الطعام وبعد طبق أو طبقين سأل بوارو تيم الرتون :
- خبرني هل تشبه الآنسة جوانا ساوثود صديقتك ابنة خالتها المرحومة لينيت دويل
- لاشبه بينهما مطلقا فان جوانا صديقة لينيت وابنة خالتي أنا لاالعكس كما فهمت
- لقد اختلط علي الأمر فان خالتك شخصية معروفة يرد اسمها كثيرا في أخبار المجتمعات الراقية وقد استحوذت على اهتمامي منذ وقت غير قصير
فسأله تيم الرتون بشيء من الحدة :
- لماذا ؟
ونهض بوارو نصف نهوض لينحني باحترام لجاكلين دي بلفور التي مرت بمائدتهم في هذه اللحظة
في طريقها الى مائدتها وكانت وجناتاها متةهجتين وعيناها لامعتين وأنفاسها لاهثة في غير انتظام ولما استقر في مجلسه بعد لحظة كان يبدو عليه انه نسي سؤال تيم الرتون وراح يهمس
كالمتحير :
- هل كل من لديها جواهر ثمينة تهمل شأنها كما كانت تفعل لينيت دويل
وعندئذ وجدت السيدة الرتون الفرصة سانحة فسأليه :
- أصحيح اذن ان جواهرها سرقت ؟
- ومن أنبأك يا سيدتي ؟
فتولى تيم ابنها الإجابة عنها فقال :
- ان فيرجيسون هو الذي أنبأها وعندئذ أمن بوارو على صدق الرواية وعقبت السيدة الرتون على ذلك قائلة في عصبية ظاهرة :
- أعتقد انه ستترتب على ذلك نتائج سيئة ومضايقات تعمنا جميعا كما تنبأ تيم
- لعلك يا مسيو تيم قد سبقت لك تجربة ؟ هل سبق ان كنت مدعوا في بيت عندما حدثت به سرقت جواهر ؟
- كلا لم يسبق لي ذلك
فقالت امه عندئذ بدهشة :
- بل كنت يا عزيزي في قصر آل بورتر ليننجتون عندما سرقت ماسات سيدة القصر
- أنت دائما يا أماه تخلطين الأمور بين الأشياء خلطا لانظير له بل كنت هناك يا أماه عندما اتضح ان الماسات التي تحيط عنقها ماسات مزيفة أما عملية ابدال الماسات الصحيحة بالمزيفة فربما كانت تمت قبل تلك الليلة بشهور طويلة بل الواقع ان عددا كبيرا من الحاضرين اعتقدوا انها هي نفسها التي قامت بذلك الإبدال لتسرق زوجها
- لعل جوانا هي صاحبة هذا الرأي يا بني
ان جوانل لم تكن هناك
- ولكنها تعرف هذه المجموعة جيدا ...وأنا أعرفها وأعرف أنها تظن مثل هذه الظنون الخبيثة
- الواقع يا أماه انني لا أدري سببا لتحاملك على جوانا
وأسرع بوارو عندئذ في تغيير موضوع الحديث فتكلم عن أثواب من الحرير القرمزي رآها في بعض الحوانيت في أسوان قبل ركوب الكرنك وكيف انه حينما تعود الباخرة الى اسوان يريد ان يشتريها
ويكلف المحل بارسالها باسمه الى لندن عن طريق البريد وعقب على ذلك بقوله
- وقد قيل لي انهم يستطيعون تصديرها نظير رسوم غير باهضة فهل تعتقد ان البضاعة ستصل سالمة الى لندن
فقالت السيدة الرتون انها سمعت من كثيرين انهم سبق ان ارسلو الى لندن عن طريق هذه المحلات مباشرة اشياء كثيرة وانها وصلتهم كاملة سالمة
- عظيم اذن سألجأ الى هذه الطريقة والواقع ان مايزعج الإنسان ويتعبه حقا حين يكون في الخارج
هو وصول طرود مصدرة اليه من انجلترا فهل سبقت لكم تجربة في هذا الباب ألم تصلكم من انجلترا طرود منذ غادرتموها ؟
فقالت السيدة الرتون لا أظن ..هل وصلنا شيء يا من ذلك يا تيم ؟ انك تحصل على كتب من انجلترا في بعض الأحيان ولكن الكتب تختلف تماما عن غيرها
فقال بوارو :
- طبعا يا سيدتي الكتب لها حالة خاصة فان الطرد يكون مفتوحا من أعلى وأسفل ولا تكون هناك
حاجة للفتح والتفتيش لإقتضاء الرسوم كما يحدث هذا في الطرود العادية
وفي هذه الساعة قدمت الحلوى في ختام الطعام ونهض الكولونيل ريسي فشرح ظروف الجريمة باقتضاب وأزاح الستار عن سرقة اللآلىء وأعلن بعد ذلك ان السفينة يجب ان تفتش على ان يبقى الركاب في القاعة الى ان تتم عملية التفتيش في جميع القمرات والحجرات وبعد ذلك يتولى السقاة تفتيش الركاب شخصيا فارتفعت على أثر ذلك همهمة ولغط فأسرع بوارو وهمس في أذنه
بكلمة ثم خرجا معا فاستدعى الكولونيل ساقيل معينا والقى اليه أمرا موجزا ثم خرج الإثنان الى
سطح السفينة وأغلقا الباب وراءهما ولم يلبث الساقي ان عاد وقال للكولونيل :
- ان هناك يا سيدي سيدة أعربت عن رغبتها في التحدث اليك فورا وهي الآنسة بويرز الممرضة
- أحضرها فورا ولاتدع احدا يغادر القاعة
ولم تلبث بويرز ان لحقت بالرجلين في صالون التدخين وفتحت حقيبة يدها وأخرجت منها عقد الآلىء فوضعته أمام الرجلين فوق المائدة الصغيرة ...فعرتهما الدهشة طاغية وقال ريسي :
- ماهي الحقيقة بالضبط ؟ هل أخدت هذا العقد من حجرة لينيت دويل ؟ أريد الحقيقة
- كلا بالطبع يا كولونيل ريسي فالتي أخدته من هناك هي.....فان شويلر
- فان شويلر ؟..........المليونيرة المتزمة العجوز ؟
- نعم وقد فعلت ذلك بغير ارادتها فهي مريضة بداء السرقة وهذا هو سبب ملازمتي لها ليل نهار في الداخل والخارج فهي في الواقع ليست مريضة بأي داء يحوجها الى اشراف ممرضة باستمرار بل ان مهمتي الأساسية في الواقع هي الحيلولة بينها وبين هذه السرقات المريضية ولحسن الحظ انه
لم تحدث فضيحة واحدة منذ تعهدت بها لأنها لاتحوجني في الواقع الى تعب كثير اذ هي تخفي ما
كل تسرق في مكان واحد لايتغير هو جورب قديم وفي كل صباح أفتش في ذلك الجورب كما أنني أبيت دائما في الحجرة المجاورة لها وأنام نوما خفيفا وكثيرا ما أستيقظ قبل ان تتحرك للسرقة ليلا
واذا بتنا ليلتنا في فندق أحرص على ان يكون بين حجرتي وحجرتها باب مفتوح وهي مغرمة باللآلىء غراما خاصا
- وكيف اكتشفت هذه السرقة ؟
- وجدتها في الجورب هذا الصباح زكنت أعرف أنها لآلىء لينيت دويل لأنها لفتت نظرنا جميعا وهي ترتديها فهممت ان أتوجه الى مخدعها لأضعها حيث هي قبل ان تستيقظ لينيت وتتبين فقدانها واذا بي أجد خادما واقفا بالباب يفضي الي نبأ مصرعها فاسقط في يدي ولكني عللت النفس بالتمكن من التسلل الى القمرة خلسة ولكنني لم أستطع وكل رجائي ان لاتصل الفضيحة الى الصحف
أو الى احد من الركاب لأن أسرة فان شويلر محافظة جدا فهل أطمع منكما في تحقيق هذا الرجاء ؟
- هذا يتوقف على الظروف ...ولكني أعدك ان نبدل وسعنا وماذا ستقول فان شويلر اذا سألناها ؟
- انها تنكر دائما..ولهذا حين أتعقبها ليلا وهي تتسلل من مخدعها لا يبدو عليها الإضطراب او الخجل ولا تقاومني بل تزعم انها كانت خارجة للتطلع الى ضوء القمر ثم تعود معي مستسلمة في وداعة الحملان
- وهل تعلم كورنيليا روبسون هذا عن خالتها ؟
- كلا ولكن والدتها تعلم وقد أخفت الحقيقة عن ابنتها لأنها رأت في تنبهي وحرصي الكفاية
وعندئذ شكرها الرجلان فانصرفت ولكن بوارو عاد فاستوقفها عند الباب وسألها
- هل فان شويلر مصابة بمرض القتل اللاإرادي أيضا ؟
- كلا انها لاتؤدي ذبابة وأقسم على هذا
وهل هي مصابة بشيء من الصمم ؟
- نعم....ولكنك لاتلاحظ ذلك وانت تحدثها عن قرب ولكن يحدث في كثير من الأحيان ألا تسمع صوتك
و أنت داخل من الباب ولاتحس بدخولك
- أتعتقدين انها يمكن ان تسمع من يتحرك في قمرة لينيت دويل المجاورة لقمرتها ؟
-كلا ...لاأعتقد مطلقا انها يمكن ان تسمعه وبخاصة ان مائدة الزينة في الحائط المقابل للحائط
الفاصل بين القمرتين
- شكرا لك ...وأرجو الآن ان تذهبي مباشرة الى قاعة الطعام حيث تمكثين مع الآخرين
فلما همت بالإنصراف قام معها الكولونيل ريسي حتى أوصلها الى باب قاعة الطعام وعد ليجد بوارو منهمكا في تقليب العقد بين يديه وعندئذ قال له بوارو :
- ان فان شويلر كانت صادقة في جزء واحد من أقوالها هو رؤيتها روزالي اوثربون فقد فتحت قمرتها لتتسلل الى قمرة لينيت دويل كي تسرق العقد فرأت روزالي اوثربون
- أتعتقد اذن ان روزالي كانت هناك وكانت تلقي المسدس في النيل أي انها هي القاتلة ؟
- ان روزالي كانت تلقي فعلا شيئا في النيل وهذا الشيء هو صندوق زجاجات الخمر التي ضبطتها وكانت امها المدمنة قد خبأته في القمرة
وباختصار أفهم بوارو الكولونيل سر روزالي فعقب الكولونيل على ذلك بابداء أسفه ثم قال :
- اني لمسرور اذ برئت هذه الشابة المهذبة ولكن ألم تر أحدا أو تسمع شيئا وهي في ذلك الموقف
- لقد سألتها في ذلك فصمتت نحو عشرين ثانية ...ثم قالت انها لم تر احدا ولم تسمع شيئا
- عجبا فانه اذا صح ان لينيت دويل قد قتلت بالرصاص حولي ذلك الوقت لكان من العجب ألا يسمع الطلقة احد لأنه في نحو ذلك الوقت كانت جميع الأصوات في السفينة قد هدأت فمهما كان صوت
الطلقة ضعيفا فلا بد ان يفطن اليه احد ولما كانت فان شويلر تشكو صمما نسبيا فطبيعي انها لم تسمع والقمرة المجاورة لها من الناحية الأخرى ينام فيها بننجتون الموصي الأمريكي
- نعم يا عزيزي الكولونيل ...اننا لانفتأ نعود الى بننجتون بين الحين والحين ولكن دعنا الآن من هذا ولنقم بتفتيش القمرات قبل ان يضج الركاب من الإنتظار
- ولماذا نفتش القمرات يا مسيو بوارو ؟ ألم نعثر على العقد ؟
- أتعني هذه اللآلىء ؟
ثم تناول العقد وذاق بعض حباته بلسانه ثم عضها بأسنانه والكولونيل يحملق في وجهه مأخوذا
ثم هز كتفيه ورمى بالعقد فوق المائدة وهو يقول :
- هاك تعقيدات أخرى في القضية يا عزيزي الكولونيل ان هذا العقد تقليد متقن للعقد الثمين الذي لايزال مختفيا في مكان مجهول .....
وغضب الكولونيل ريسي لذلك فراح بوارو يهدئه ثم قال له :
- ان هذا الإكتشاف يؤدي بنا الى احتمالين : الإحتمال الأول ان تكون فان شويلر قد سرقت العقد المزيف بعد ان سطا اللص على العقد الأصلي و الإحتمال الثاني ان تكون قصة مرض السرقة من نسج خيال الآنسة بويرز وان تكون هي السارقة وكانت من سرعة الخاطر بحيث سلمتنا العقد المزيف

وبدأ التفتيش على الأثر بقمرات الطابق السفلي فكانت القمرة الأولىهي قمرة السينيور ريتشي
وقد عثر على مؤلفات في الآثار بلغات مختلفة ومجموعة مختلفة من الملابس وزيزت للشعر ذات رائحة نفادة وخطابين خاصين احدهما من بعثة للتنقيب عن الآثار في سوريا والآخر من شقيقة
له في روما وكانت مناديله جميعا من الحرير الملون
وانتقلا الى قمرة فيرجيسون فاذا بمجموعة من الكتب الشيوعية وصور فوتوغرافية كثيرة وملابس
خارجية ممزقة قذرة وملابس ذاخلية من أجود الأنواع وأغلاها ومناديله من أفخر أنواع الكتان ولم يعثرا على أوراق أو خطابات من أي نوع..ولكن بوارو عثر على خاتم به فص منقوش راح يتأمله بامعان قبل ان يضعه مكانه
وبعد ذلك اتجها الى قمرة لويز بورجيه خادم لينيت وهناك وجدا خادما أبلغهما انه لم يوفق في العثور على لويز في أي مكان بالباخرة فألقى ريسي نظرة على القمرة فوجدها خالية فانتقل مع بوارو
الى قمرات الطابق العلوي وبدأ بقمرة جيمس فانثورب من نوع جيد وليست هناك خطابات.....
وكانت القمرة التالية قمرة تيم الرتون وهي تدل للوهلة الأولى على ان ساكنها كاثوليكي صميم
فهناك صليب على الحائط ومسبحة كبيرة حباتها من الخشب المنقوش نقشا دقيقا غريب الشكل
ومجموعة طيبة من الكتب الإنجليزية التي صدرت حديثا في بريطانيا وكمية كبيرة من الخطابات المتناثرة هنا وهناك فألقى بوارو عليها نظرة ولاحظ من بينها خطابين من جوانا ثم تناول أنبوبة من
السيكوتين قلبها بين أنامله دقيقة أو أكثر قليلا ثم أعادها الى مكانها وانصرفا الى قمرة السيدة الرتون فاذا كل شيء نظيف طيب الرائحة مرتب ولم يجدا شيئا يستحق الذكر من خطابات أو غير ذلك فانتقلا الى قمرة سيمون دويل وكانت ملابسه الخاصة وأدوات زينته قد نقلت الى قمرة الدكتور بسنر ولم يسفر التفتيش الدقيق عن العثور على شيء مطلقا له صلة بالجريمة أو بالسرقة
فانتقلا بعد ذلك الى قمرة القتيل وكانت الجثة قد نقلت الى غرفة التبريد ولكن كل شيء فيما عدا
ذلك كان حاله بغير تغيير فبدا بوارو ينقب ويفحص بكل اهتمام فجثا على ركبتيه وراح يفحص الأرض فحصا دقيقا ثم فحص الفراش والملابس الداخلية والخارجية ثم توجه بعنايته الى حوض المغسل فاذا معاجين مختلفة وعطور وزيزت ولكن الشيء الذي استأثر بانتباهه دون سواه كان زجاجتين طلاء الأظافر تناولها فاذا احداهما تحمل بطاقة اللون الوردي وكانت خالية الا من نقطة او نقطتين من سائل أحمر أدكن واما الزجاجة الأخرى التي تماثلها حجما فكانت تحمل بطاقة اللون القرمزي وكانت
ملآنة ختى فوهتها تقريبا
وفتح بوارو الزجاجة الأولى الفارغة ثم الزجاجة الثانية الملآنة وشمهما من التعاقب ثم أعرب عن رغبته في الرجوع الى الخادم لويز شخصيا كي يستفسرها عن نقطة غامضة وبعد ذلك غادر
الرجلان مقصورة القتيل الى قمرة فان شويلر فاذا مظاهر الترف والغنى بادية واذا بها عدد من الأوراق الخاصة والخطابات وعني بترتيبها وليس هناك فيما عدا ذلك شيء يدكر
وكانت المقصورة التالية هي مقصورة بوارو نفسه ومن ورائها مقصورة الكولو نيل ريسي فأعرب الكولونيل عن شكه في ان يخفي اللص العقد في احداهما فقال بوارو :
- ولم لا ؟...لقد كنت ذات مرة راكبا قطارا اكسبريس الشرق ووقعت جريمة سرقة وكان المسروق شيئا تافها عبارة عن ايشارب من الحرير الأحمر وقمت انا بتحقيق هذه السرقة فأين تحسبني وجدته ؟ في حقيبتي المقفلة يا صديقي
- اذن هيا نرى هل أخفى احدهم المسروقات عندي او عندك
ولكن اتضح ان اللص لم يكن جسورا الى هذا الحد...فانصرف الرجلان بعد ذلك الى البحث في حجرة الآنسة بويرز ولكنهما لم يجدا شيئا يثير الريبة وكانت كناديلها من الكتان العدي وتحمل الحرف الأول
من اسمها . وكانت القمرة التالية هي التي تقيم فيها السيدة اوثربون وابنتها روزالي وقد فحصها بوارو فحصا دقيق ولكن بغير طائل
وانتقل الرجلان بعد ذلك الى قمرة الدكتور بسنر وكان سيمون دويل راقدا فيها وامامه صينية من الطعام لم تمسسه يده فطلب رفع الطعام وكان يبدو أسوأ حالا عما كان عليه من قبل وقد أظهر سيمون دهشة شديدة عندما أنبأه بوارو ان اللآلىء قد سرقت من زوجته المرحومة ثم ان الآنسة بويرز ردتها بعد ذلك ولكن اتضح انها تقليد متقن وقد أكد تأكيدا قاطعا ان زوجته لم تكن تملك صورة
مقلدة لعقدها الثمين وقال :
- ان لينيت كانت تحب هذه اللآلىء حبا جما وكانت تلبسها في كل مكان وكانت قد أمنت عليها وهذا ما جعلها قليلة الإكثرات لصانتها من الضياع
- اذن يجب ان نستمر في البحث
ثم هجم كل من الرجلين على جانب من جوانب الحجرة احدهما على دولاب والآخر على الحقيبة فصاح سيمون محملقا
- اسمعا لاأظنكما على كل حال ترتابان في ان يكون بسنر هو الذي اختلس العقد ؟
- وماذا نعلم نحن عن بسنر الا ما يدكره هو عن نفسه ؟ ان كل شيء في نظر المحقق الجنائي جائز
- ولكنه ما كان ليخفي شيئا هنا دون ان أراه
- تماما ما كان ليخفي هنا شيئا اليوم دون ان تراه ولكننا لانعلم متى تم ابدال العقد الصحيح بالمزيف فمن يدرينا ان ذلك الإبدال لم يقع منذ بضعة أيام ؟
ومع ذلك فان البحث لم يسفر عن شيء
وكانت القمرة التالية قمرة بننجتون وقد قضى الرجلان في تفتيشها وقتا غير قصير وفحصا بعناية حقيبة مليئة بالوثائق والمستندات التي كانت كل ورقة فيها تنتظر توقيع لينيت ولكنهما اقتنعا اخيرا بان الرجل ليس من الغفلة بحيث يترك اي وثيقة تدينه او تثبت عليه اي تلاعب بعد علمه بمقتل لينيت
وقد عثرا على مسدس ضخم في احد الأدراج فحصه بوارو ثم اعاده الى مكانه اذ كان واضحا ان الجريمة لم تقترف نت ذلك النوع ولم يجدا بعد ذلك شيئا يلفت النظر فخرجا
واقترح بوارو ان يمضي الكولونيل في تفتيش بقية القمرات وهي التي تشغلها جاكلين وكورنيليا
وقمرتين خاليتين في حين بذهب هو الى قمرة الدكتور بسنر ليتحدث في نقطة تشغل باله الى
سيمون دويل وقد تم الإتفاق على ذلك.

 
 

 

عرض البوم صور المرآة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
اجاثا كريستي, جريمة في وادي النيل, على شكل كتابة
facebook




جديد مواضيع قسم أغاثا كريستي , روايات أغاثا كريستي
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t51706.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 13-08-09 09:58 PM
Untitled document This thread Refback 28-07-09 12:49 AM
Untitled document This thread Refback 20-07-09 08:29 PM


الساعة الآن 07:10 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية