كاتب الموضوع :
دموع حارقه
المنتدى :
الارشيف
كعادتها مفزعة لي ومصدر قلق فهي الوحيدة التي تستطيع الوصول لي حتى وإن قطعت كل اتصالاتي بالعالم الخارجي كنت قد رفعت سماعة الهاتف وأغلقت الموبايل وأطفئت أنوار المنزل محاولا الجلوس وحيدا والتفكير في العمل والعودة مرة أخرى محاولا طرد شبح الفشل عني وزرع الطمأنينة والثقة بالنفس داخلي بأني سأستطيع العودة مرة أخرى فابتعادي عن العمل هذه الفترة لن يؤثر على أسلوبي في الإدارة والتعامل مع الناس لم افقد معلوماتي عن التشطيبات وأستطيع أن احل محل أي صنيعي غاب وتأدية عمله على أكمل وجه وحين وصلت إلى ما يرضي نفسي بأن أقوم بإعادة ترميم منزلي بيدي بدا الباب يدق بعنف وأنا اسمعه ولا أعيره انتباهي وبدا صوت علاء ينادي باسمي وسمعته وتركته ينادي إلى أن بدأت مرحلة الحجارة المتقاذفة على باب شرفتي المتهالك فخرجت لأرى من هذا المعتوه الذي ظننته قبل أن أفتح علاء فهو الذي يستطيع دخول بيت إبراهيم في هذا الوقت الذي يكون إبراهيم في العمل فهو قادر على إحضاره في دقائق معدودات وكانت المفاجئة إنها هي مريم تقف في شرفة إبراهيم وبجوارها علاء ومعهم زوجة إبراهيم وقبل أن أبدا في الشتم والسباب كانت تقول اللبس وانزل بسرعة أحتاجك في أمر ضروري أغلقت باب الشرفة مرة أخرى وأضئت الأنوار وذهبت إلى الحمام غسلت وجهي من أثار دموع تساقطت دون إرادتي وغسلت شعري وذهبت إلى حجرة النوم نزعت ملابسي واردتيت ملابس الخروج ثم وضعت كريم التصفيف وبدأت في تصفيف شعري وبعدما انتهيت رششت البرفام رغم أن آثاره كانت كما هي وأخرجت الشبشب الجلدي فالحذاء يخنقني لا ارتديه إلا في أضيق الظروف وأطفئت الأنوار وغادرت الشقة وأثناء نزولي كانت فريال يقف كمن ينتظرني وقالت أنا آسفة على اللي حصل مني ياريت تسامحني أنا ضربت سمر على اللي عملته فيك وخلتها طلعت من ساعة عشان تعتذر ليك بس تقريبا كنت أنت نائم .
انفجرت ضاحكا وقلت لها فريال في حد غيري وغير بنتك يقدر يعملها أنا يدوبك أخذت ثأري المفترض تكوني متأكدة من كده على العموم أنا محتاجك في موضوع مهم بخصوص سمر بس ح ناجله شوية لحد ما أرجع
قالت : موضوع إيه هي عملت حاجة ثانية ياريت تقول لي
قلت لها : لا أبدا سمر مش ح تفكر تعمل حاجة معي بس أنا ح أخذها ونروح مشوار كده كان المفترض كنا عملناه من زمان
قالت : مشوار إيه دا
قلت : ح نروح لدكتور تخاطب صديق لي سيساعد سمر على نطق الحروف بشكل صحيح فهذا هو الحل للحد من توظيف ذكائها في أذى خلق الله
قالت : والدها فكر في نفس الآمر لكنه لم يأخذ خطوة إيجابية اعتقد أنه ح يفرح بكلامك فرأيه من رأيك
وقاطعنا صوت علاء وهو ينادي فاستأذنت من فريال وأكملت نزولي كانا يقفان بمحاذاة باب المنزل فجذبتها من ذراعها وإنا أمنحهما ظهري وأكملت سيري وأنا اسحبها كفلاح يسحب بهيمة لأقطع على علاء فرصة الظفر بإعادة المياه إلى مجاريها بعد أن وصلنا إلى ناصية الشارع نظرت خلفي فوجدت علاء متسمرا مكانه ويحدث نفسه كمخبول أو كمن حدثت له مصيبة ضحكت وأكملت سيري وهي تقول حرام عليك اللي بتعمله فيه دا
نظرت لها نظرة احتقار واكتفيت بها وأكملت سيري وأنا أجذبها
قالت : لو سمحت سيب إيدي وأنا أسفة إني جيت ليك
أكملت سيري دون أن أنظر إليها
قالت أتركني و إلا صرخت وقلت انك خاطفني
وقتئذ ضحكت وقلت لها أصرخي ولا أقولك قدامنا كام خطوة ونوصل جنب القسم هناك صوتي بعلو صوتك من أول مجاذيب الست لحد العسكري اللي بره ح يشهدوا إنك حاجة من إتنين يا مجنونة يا كنتِ بتحاولي تسرقيني كانت تنظر إلى الناس التي تلقي السلام علي وهي مندهشة وتسمع تعليقاتهم السخيفة وهي تبكي
فمنهم من قال تلاقيها حرامية ومنهم من قال أنه يعرفها وشاهدها عدة مرات بصحبة رجال كثيرين وتعدى الأمر إلى من كان هو أحد الرجال
حينها تركت يداها وقلت لها أن تمسح عينيها وبدأت كمجذوب أو درويش ذهب عقله لكن ليس في حب آل البيت لكن في لعن المجاورين لأهل البيت وسب المارة حتى أصبح الشارع شبه خاوي وخرج أحد ضباط القسم النقيب شريف الشربجي
نظر وهو مستغرب لما أفعل وميل على العسكري وبعد وشوشة بينهم أنفجر ضاحكا وهو يقول حقك لو مكانك ح اعمل أكتر من كده دية عالم بنت وسخة
رددت عليه تشكر يا شريف باشا وانصرفنا أنا وهي وبعد عدة خطوات من القسم أشرت لتاكسي ووقف التاكسي وركبت وجذبتها من ذرعها فدخلت مكرهة وصاحب التاكسي متأمل لما يحدث
وقبل أن يظن أني مختطفها قلت لها على فين يا هانم تحبي تروحي
وابتسم صاحب التاكسي الذي ظن أننا زوجان فلعله هو الآخر يحدث بينه وبين زوجته هذا فما أكثر المشاكل الزوجية هذه الأيام بدون سبب وبسبب
قالت أي مصيبة شوف أنت تحب تروح فين
قلت كي اثبت وجهة نظر السائق الذي يعيرنا كل حواسه مش معقولة يا هانم منزلانا ومش عارفة أنتِ عايزة تروحي فين لو مش عارفة نرجع أفضل بيتنا أولى بينا بدل ما اللي يسوى واللي ما يسواش بيتفرج علينا
قالت بعدما رأت السائق وهو ينظر لنا خلاص على السراج مول
قلت سمعت يا اسطي ياريت تزفتنا على السراج وشغلنا أي حاجة تدوشنا
وكأن الرجل كان ينتظر أن أقول له هذا فلمحت ابتسامته الماكرة وهو يختار الشريط للصبر حدود وأعتقد أن اختياره رسالة منه لزوجته واعتقد أنها رسالة مني لزوجتي ولكن الحقيقة الأغنية جعلت مريم تتغني معها وكأنها تقول لصبري حدود
رغم أني لم أقل لها أي وعود وطلبت منها أن تنسى أنها تعرفني ولاحظ سائق التاكسي اندماجها مع الأغنية ونظرها لي مع كل كوبليه فظن أن السحر أنقلب على الساحر فاخرج شريط آخر فات الميعاد ووضعه بدلا من الأول وفطنت هي لما يسعى لقوله السائق فالتزمت الصمت وعدم الاعتراض على طريقته الغير مهذبة في تغيير الشريط وبدا هو يمتعنا بصوته حين تشدو الست بصوته الذي هو أنكر الأصوات وأنا اصفر مع موسيقى الأغنية التي احفظها كما احفظ اسمي
إلى أن وصلنا إلى السراج نزلت ودخلت بينما كنت أحاسب سائق التاكسي الذي منحته عشرة جنيهات كي لا يطمع في أكثر من خمسة عشر أو عشرين جنيها لكنه أعاد لي من العشرة جنيهين وكأنه يقول كفاية أنك خلتني اعمل حاجة كان نفسي فيها واخلص ثأري من جنس حواء أخذت الاثنين جنيه وانصرفت كانت هي عدت الأمن بعدة خطوات ووقفت وهي تبتسم وفوجئت بفرد الآمن يقول ممنوع يا أستاذ دخولك بشبشب ؟!!
ولاني معتاد على هذه المقولة وجوابي معروف أنا مش جاي أشتري أنا جاي أعمل شغل هنا
فقال عامل الآمن أتفضل حضرتك وتركته وانصرفت والابتسامة التي كانت على وجهها أصبحت على وجهي والانفعال الذي كان على وجهي أصبح على وجهها غيظ وغضب بعد أن تجاوزنا الممر الأول والثاني كنا عند صالة البلياردو تنس الطاولة جلسنا في الكافتيريا التي خلفها عربات الأطفال بجوار بائع الفشار طلبت نرجيلة وقهوة سادة لي ومانو لها وقالت يعني مسألتش عن سبب زيارتي ليك وإيه اللي خلاني اعمل كده عشان تنزل
قلت وأسال ليه وأنا عارف أصلا موضوعين مفيش غيرهم علاء وسوزي
علاء في ورطه خاله وأبنه ح يكونوا هنا بعد أربع أيام ومراته وهما شعور متبادل بالكراهية خاصة إن وصية أم علاء ليه يتزوج ابنة خاله صح كده
قالت أه صح كده وسوزي إيه
أقولك سوزي إيه في الفترة اللي فاتت قدرت تفهم الشغل كويس مش بس كده فهمت عقليات أغلبكم وقدرت تخلي الجميع أصدقاء ليها لكن كعادتها لما بتفهم اللعبة ما بتحبش تكون متفرجة بدأت تلعب بمعنى اللعب اللي عندكم
قالت تمام هي فعلا بدأت تلعب وتكون مصدر لترويج شائعة لحساب شركة ضد شركة وأنا اكتشفت دا بالصدفة وهي بتحكي في التلفون
قلت ولما قلتِ لمديرك كان موقفه سلبي رغم إن دا بيأثر على الشركة
قالت : مين عرفك بحكاية المدير هي ولا دا استنتاج
قلت : لا مش استنتاج ولا هي قالت ببساطة أنا شوفتها مع المدير في ميدان طلعت حرب قاعدين في كافتريا كنت قاعد فيها بس أقولك على حاجة أنتِ عجبك كركترها وبتكتبي عنه حاليا أخر حاجة شفتها ليكِ كانت رسم لشخصيتها وأعتقد إن موضوعها مش موضوع دا كان مدخل لموضوع علاء صح
أصبحت في موضع طفل بال على نفسه ويقف أمام أمه لا يعرف ماذا يقول آخذت خمس دقائق وهي تتردد بين الكلام والصمت تحاول أن تستجمع شجاعتها بعدما أصبحت أوراقها محروقة أمامي فباب الذنب الذي حاولت فتحه حولته لباب النعيم الذي دخلته على يدي فالكاتب أهم ما يتمنى إيجاده الملهم وأنا أهديتها ملهمة من طراز فريد تسمع عنه في الأساطير لكن لن تراه في الحقيقة ذكاء خارق وجمال خرافي قصة فصولها طويلة من المؤكد عندي ومن خلال تعاملي معها ودرايتي بها أنها ستحقق ثراء فاحش ستبني إمبراطورية فخبرتها تؤهلها لذلك ولا ينقصها سوى المال والمال أصبح متوفر الآن وعليها فقط تجميعه لتبدأ بشركة مقاولات خاصة بها وأعتقد أن مريم تتقرب منها وتكاد لا تفارقها لتغرق داخل أعماقها وتغرف من لؤلئها ومرجانها وتقف على صخورها فهي لا يعنيها أنها موظفة لكن يعنيها الكاتبة التي تسعى أن لا تكرر نفسها ويكون لها بالمستقبل مدرسة خاصة بها ينتهجها اللاحقون وهذا يوفره الأنماط البشرية التي تلقاها بالحياة فتجبرك أن تتحدث عنها كما رايتها دون زيادة أو نقص تكون مؤرخ للشخصية مع تغير اسمها وتغيير مكانها لكن مع إلابقاء على الأحداث فيكون حديثك من القلب للقلب .
أثناء نظر بعضنا لبعض وضع على المنضدة التي أمامنا أتنين آيس كريم
وقبل أن أقول لم نطلب هذا كان يشير إلى فتي يقف عند الباب المخصص لتنس الطاولة وأشار لي من بعيد فأشرت له وأنا أطبطب على صدري تارة واخبط راسي بانملي تارة أخرى تعبيرا عن شكري وامتناني له وقلت مين دا والله ما أعرفه مش ح يضر كلي ياستي رزق من عند ربنا ونزل علينا نقول لا
قالت حد يتبطر على النعمة بس يا خوفي تكون للترابيزة اللي ورانا وبعد ما نأكل نطوق المحل وقت الحساب
قلت متقلقيش أنتِ أكيد معك فلوس وح تحاسبي على الآيس كريم ويمكن كمان تجيب ليا هدية من محل الفضيات اللي هناك دا
قالت : منين يا فرج إحنا أخر شهر يا باشا حتى مصروفي اللي باخده من بابا أتبخر ومفيش في جيبي غير عشرة جنيه أروح بيها الشغل بكرة
وقتها كان أقترب هذا الشاب منا وتذكرت أني شاهدته لكن أين وكيف لا أذكر قد خانتني الذاكرة كما تخونني كثيرا هذه الأيام على رأي خال علاء معلش يا ابني السن ليه حكم وعلى رأي ولاد الكلب عيالي عندي زميهر يقصد ( الزهايمر)
اقترب الشاب أكثر فأكثر حتى أصبح ما يفصلنا خطوتين فوقفت من باب الذوق والاحترام ارتمى في صدري وبدا يقبلني وأنا اقبله من باب رد الهدية وقال أخبارك إيه وأخبار أستاذ علاء أنا بعت ليك السلام معاه كتير أوي
وقتها عادت الذاكرة وتذكرته كأن ما حدث حدث ليلة أمس كانت الليلة السابقة لاستلام علاء عمله كصحفي نزلنا أنا وهو يومها لروكسي هو ليشتري بدلة وأنا لاشتري بنطلون جينز وجاكت جلد وحذاء وبعد أن اشترينا جلسنا في جروبي وأكلنا آيس كريم وقبل الحساب سمعنا أحد المارة يتحدث أنه يوجد مكان مخصص لتنس الطاولة فاتفقنا أنا وعلاء أن نلعب مباراة على من يحاسب ودخلنا وكنت اللعب بيدي اليسرى وعلاء باليمنى وربحت المباراة بفارق خمس نقاط وأنا أقول في غرور متخلقش لسه اللي يغلبني يا علاء أفندي حاسب هنا وهات فلوس اللآيس كريم حينها ظهر هذا الاخ وهو كان مستأجر للمكان وطالب أن يلعب معي مباراة فوجدناها فرصة لنأكل فقال علاء في سرعة البرق تحب تلعب على وجبة غداء لثلاثة وثلاثة مشاريب في حروبي قال هذا الاخ نعم نلعب ولما لا
ولعبنا لكن ليس بنفس الطريقة التي لعبت بها مع علاء فلعبت بيدي اليمنى وصعق الأخ فلم ينل سوى خمس نقاط وآكلنا وشربنا على حساب الأخ وأصبحنا أصدقاء من يومها كلما كنت قريب كنت أذهب إليه نلعب سويا فيصطف المتفرجين خاصة وأنا اللعب وانا معصوب العينين هذه اللعبة هي الشيء الوحيد الذي لم اتعلمه من علاء ولم اقلده فيه لقد علمنى هذه اللعبة خالي كما علمني سماع السيرة الهلالية وادمان جابر أبو حسين والشيخ ياسين التهامي كانت ملجئنا في وقت من الاوقات للحصول على أموال حين لا نجد من يلعب معنا طاولة او كوتشينة أو شطرنج إلخ على أموال وكانت آخر مباراة لنا في هذا العالم مع هذا الأخ .
تذكرت اسمه أنه عمر وحينها قلت له يااااه عمر إيه اللي جابك هنا أنت سيبت جروبي
وكان جوابه أن هنا المكان أفضل وانه استقر هنا منذ ثلاث سنوات وشعر بنظرات مريم فقال أستأذن واسيب حضرتك مع المدام بس توعدني إنك تزورني
تصافحنا وانصرف هو وجلست مع مريم التي كانت قد جمعت شجاعتها لتقول
نعم موضوع علاء فين شهامة ولاد البلد صاحبك في ورطة تسيبه أمال إيه أن علاء توأم عمري حاول يصالحك بكل الطرق وأنت سايق في عنادك
ضحكت وقلت لها وأنا اضحك ذكائك دا تستخدميه مع حد تاني
قالت يعني إيه
قلت يعنى يا ست هانم علاء جه يصالحني عشان ضيوفه مش عشان صداقة وما بينا ولسوء حظه إن خاله بيعتبرنا أخوات وبينا تواصل وسؤال عن الأحوال وكنت اعرف حضوره قبل علاء ومرتبين مع بعض إنهم ضيوفي خصوصا إن خلانه من وإحنا عيال قعدتهم بتكون عندنا ويدوبك النوم كان بيبقى عند أختهم الله يرحمها حتى احنا لما كنا بنسافر وبلدنا بينها وبين بلد علاء حوالي ساعة كانوا بيبعتوا عربية تاخدنا نقضي معاهم اليوم وترجعنا تاني يعنى ممكن نقول إنهم ضيوفي مش ضيوفه ولو حبينا الدقة في الكلام أهله صحاب بيت وانا ضيف عليهم
قالت بالجزء الخاص بعلاء كنت أتوقع أنك تعرف ولن تترك علاء وقلت لعلاء لكنه أكد انك لا تعرف شيء ولح أن أكلمك لتعود المياه لمجاريها بينكم وأصلح سوء التفاهم وموضوع سوزي فعلا كنت بتوقع أنه يصدمك على الأقل ح تتعاطف معايا وتحس بالذنب لكن طلع تحليلك هايل ويمكن دا سبب أحتفاظي وسكتت
فقلت لها بعد أن فهمت سبب صمتها أحتفاظك بصداقتي أكيد طبعا التعامل مع صديق بيفهم أفضل كتير
قالت وهي غاضبة أكيد طبعا صداقة !!
غريب آمرها وآمري تعرف أن قلبي معلق بالماضي ومازالت تحبني تعرف أن الماضي هو كل حياتي ورغم أن الماضي أدار لي ظهره لكني كالأحمق أتشبث بذكرياته أبني منها خيوط كخيوط العنكبوت لتحميني من الموت لعل العشق قد تمكن منها هي أيضا وأصبحت مثلي حمقاء فهي ترفض كل عريس وأنا أخوض العلاقة وقبل أن تبدأ ألوذ بالفرار معلنا إخلاصي لعشقي الأول والأخير لهذا العشق الذي تركني من أجل فيلا وسيارة وخدم وحشم أشفق على مريم كما أشفق على نفسي كلانا غبي حين عشق وترك أمر حياته لقلبه حين لغي عقله لينجر وراء مشاعر بلهاء يسوق العذر خلف العذر ليظل يحيا بهذا الوهم اللذيذ في بدايته والمفزع والمخيف في نهايته غيرنا يستطيع أن يحب مرة ومليون ونبقى انا وهي ومن على شاكلتنا نعيش الحياة في ذكرى الحبيب الأول نسير بقول الشاعر نقـل فـؤادك حيـث شئـت مـن الهـوى مـا الحـب إلا للحبـيـب الأول
كأن هذا الشاعر يعرف بلوانا ويحذرنا حتى من المخاطرة في التنقل لاننا سنعود إلى نقطة البداية فالعشق للحبيب الأول سيحيا ويتنفس داخلنا رغما عنا .
لم يعد للكلام وجود فقررنا الانصراف وطلبت الحساب فكان عمر دفعه بالنيابة عنا اوقفت تاكسي عرج بنا على شارع مصطفى النحاس حيث تسكن هي واكملت طريقي إلى بيتي ..
يتبع
|