كاتب الموضوع :
بريق الماس
المنتدى :
روايات غادة
-7-
اتفهمين معا
غادر ماركوس وامه ومنيرفا المنزل صباح الاثنين متوجهين اللا برمنغهام حيث من المتوقع ان تقابل ايفورى الاخصائى وكما فى السابق جلست منيرفا بجوار ماركوس الرحله استغرقت عده ساعات وشعرت بالراحه عندما حجز لهم ماركوس غرفا بالفندق الفخم غرفتا ايفورى ومنيرفا فى الرابع بينما غرفه ماركوس فى الثالث بعدها مباشره توجهوا الى مستشفى الملك ادوارد
لم يستمر الفحص الطبى اكثر من نصف ساعه شعرت منيرفا بأنها ساعات طويله ومظهر ايفورى المرهق يدل على انها احست بنفس الشئ وعاد ثلاثتهم الى الفندق حيث اكدت ايفورى لمنيرفا انها بخير لكنها متعبه قليلا فسألها ماركوس:
- وما هى نتيجه الفحص؟
استراحت ايفورى فى كرسيها :
- سيرسل تقريرا مفصلا للدكتور براوننغ لكن الاخصائى قال اننى بخير بما يكفى لان احاول السير بعصا بدلا من العكازين اللعينين قال ان وركى شفى تماما لكن يجب ان استمر بالحذر
ابتسمت منيرفا:
- هذا يعنى اننى يجب ان ابدأ بالتحضير للعوده الى لندن
- ليس الان منيرفا لا اظن اننى مستعده بعد لللاستغناء عن مساعدتك
- بالطبع مستعده انت الان لاتحتاجين الى مساعده
- ومن تظنين سيساعدنى فى التمارين الرياضيه؟
- لم تعودى محتاجه الى تمارين قاسيه
- لا تجادلينى منيرفا فانى متعبه ساتناول العشاء وانام
- هذه فكره جيده
لكن ايفورى فاجأتها باقتراح طرحته على ابنها :
- لماذا لا تأخذ منيرفا للعشاء الليله؟ فى الفندق ناد ليلى رائع عاده فيه فرقه موسيقيه لمن يهوى الرقص
احمر وجه منيرفا حرجا:
- سيده اوكيف ارجوك انا قادره على تسليه نفسى هذا المساء ولا حاجه......
رد ماركوس بنعومه ادهشتها:
- سأكون مسرورا لو قبلت العشاء معى
صاحت ايفورى بصوت منتصر:
-هاك ارأيت ؟ وسأكون مسروره اكثر لو قبلت دعوته
تنهدت على مضض:
- حسن جدا سيده اوكيف تكسبين
ابتسمت بابتهاج:
- عظيم اذهبا الان ودعانى استريح
حين واجهت منيرفا ماركوس خارج الحجره قال لها بصوت حاد:
- سأقوم بالترتيبات اللازمه والقاك فى غرفتك بعد ساعه
لم تفكر بشئ ترغب فيه الا بقضاء هذه الامسيه معه لكن الفكره نفسها ارعبتها نظرت لنفسها فى المرآه لكى ترضى نفسها عما ترتديه هذا المساء محاوله بجهد للسيطره على اعصابها حين خرجت لتلقى بماركوس المنتظر بالخارج والمصعد ينقلهما الى الطابق الاخير حيث النادى الليلى ران عليهما صمت تمنت لو ان يقول لها شئ لكن سرعان ما انفتحت ابواب المصعد وتقدم نادل يرتدى ستره حمراء يصحبهما الى الطاوله فى القاعه المزدحمه
بمواجه بعضهما عبر الطاوله المضلءه بالشموع يتناقشان حاله امه وتقدمها بالتفصيل انه حيث آمن.... لكن حين وصل العشاء اخذ الحديث اتجاها شخصيا اخر اذ قال لها ساخرا:
- تبدين كارهه ان تتعشى معى الليله اكنت تخططى لقضاء السهره مع شخص اخر؟
- لا تكن سخيفا لا اعرف احدا هنا
- كنت اتسائل فقط
- اذا كنت تريد ان تعرف كنت متردده فى قبول دعوتك احسست ان امك اجبرتك عليها
- احب ان اريح بالك بهذا الخصوص كانت دعوتى جاهزه لكن امى سبقتنى اليها
هزت رأسها وقالت :
- لا اظننى قادره ان اصدقك
هز كتفيه وقال :
- ليكن ما شئت
- وهل ازعجتك؟
- لم اقابل مرأه اكثر منك ازعاجا فى حياتى لكننى استطيع ان اقول اننى سأستمر حيا بعد هذه السهره
- سيد اوكيف .... اننى...
- اسمى ماركوس كنت اظن اننا تخطينا تلك الرسميات منذ تلك الامسيه
- لكننى ...
وصمتت محمره الوجه،فسأل ببرود:
- ماذا كنت ستقولين؟
- لا اظن ان الامر مهما الان
- وان كذلك لا اظنه كذلك ..... لك عينان جميلتان مينى ..... لكن اتسائل ماذا يخبئ تحت عمقهما البارد؟
- لماذا تنادينى مينى؟
- احب ترداد الاسم فهل لديك مانع؟
هزت رأسها تبتلع ريقها بصعوبه:
- الشخص الوحيد الذى كان ينادينى بهذا الاسم كان والدى
- اتمنى الا تفكرى بى كأب لك
ردت متصلبه:
- هذه ابعد فكره عن رأسى انت لا يمكن ان اصفه بصوره اب
- وهل احس بالاهانه فى هذا الكلام؟
- ما قلته لم يكن اهانه
اكمل طعامه صامتا ثم قال:
- اخبرينى عن عائلتك
- والداى توفيا منذ سنوات ولدى اخت تعيش فى شالكوت على بعد ساعه من لندن
- اهذا كل شئ يقال؟
- تاريخ عائلتى لا يثير الاهتمام كثيرا
لاحظ انها لا تأكل اللحم فسأل:
- هل اطلب لك شيئا اخر؟
- لست جائعه
- ولا انا اترغبين بالرقص؟
كادت ان ترفض الا انها لم تستطع مقاومه التحدى فى عينيه . وامسكها قريبه منه لتضع يدها فى يده ويقودها بين عده ازواج من الراقصين وتلامس جسدهما واحست بالتوتر يتراقص بينهما كما لم يحصل من قبل حاولت الابتعاد عنه لكنه شد ذراعه حول خصرها وتحولت الشراه الى لهيب يذيب توترها الى ان استرخت تماما بين ذراعيه لتتمتع بالقرب القصير المدى بينهما لن يكون هناك فرصه اخرى لها لن تسمح لها.... ولن تستطيع التشجيع لها
قاطع الصوت المنخفض الاجش افكارها :
- اهناك شئ خاطئ؟
- اود العوده الى الطاوله اذا كنت لا تمانع
دس ذراعه تحت مرفقها ليقودها الى الطاوله ليعودا الى الوجبه التى لم يمساها بعد وهما يجلسان بصمت التقت عيونهما فأحست احساسا غريبا جعلها تحبس انفاسها وتابعت النظر اليه وكأنها تتمسك بحبل نجاه يمكن له ان ينقذهامن الوقوع وارتسم مشروع ابتسانه على شفتيه وانخفض ببصره الى فتحه فستانها التى تكشف الكثير فعاد الاحمرار الى وجنتيها .... اللعنه عيه لكن هذه القدره على ازعاجها ليست غريبه عليها ويجب الا تتركه يحس بأنها غبيه لدرجه ان ترمى قلبها بين اقدامه
اعتمت الاضواء ايذانا ببدء الاستعراض وما هى الا بلحظات حتى خلت قاعه الرقص من الراقصين وتسلط الضوء على امرأه جميله رشيقه الجسد دعاها قائد الفرقه بأسم انيتا ثم بدأت الغناء واكتشفت منيرفا ان لصوتها نوعيه جذابه تتناسب مع كلمات الاغنيه واحست بأنها متأكده ان ما من رجل فى الصاله الا ويشعر ان الاغنيه تعنيه هو لوحده لكنها حين نظرت الى ماركوس رأت ان تعابير وجهه لم تتغير فاعادت اهتمامها للفتاه التى اخذت المذياع من مكانه واخذت تتنقل بين الطاولات
لم تستطع منيرفا كبح دهشتها حين توقفت المغنيه قرب طاولتها بعد قليل وشعرها الاشقر يسترسل على وجهها بأغراء غنت الاغنيه لماركوس وحده.....لكنه لم يرف له جفن حتى حين وضعت الفتاه يدها على ساعده مداعبه ثم رفعتها الى كتفه ليصبح صوتها اكثر اغراءا وهى تنحنى نحوه وبأبتسامه على شفتيها لتكشف له ما يمكنه ان ينظر له بحريه من فتحه فستانها .... لكنه على عكس الاخرين الذى حاولوا جذبها اليهم بدا غير متأثر بما تقوم به الفتاه من عرض له وحده ولم يظهر اى دليل على التأثر كذلك حين جلست انيتا من تلقاء نفسها على ركبتيه ومررت يدها فى شعره الاسود الكثيف
تركت انيتا حجره بتردد ظاهر نحو طاوله قريبه لكنها لم تكرر ما فعلته مع ماركوس مع ان عينيها كانتا ترتدان بأستمرار نحو ماركوس وببطء تحرك خصرها مع ايقاع الموسيقى عادت الى الباحه عند انتهاء اغنيتها لتتلقى التصفيق بيدين ممدودتين
ظنت منيرفا ان هذا اخر ما تراه من الفاتنه انيتا لكنها كانت مخطئه فقد شقت الفتاه الصفوف لتتقدم اليهم وتقول بصوتها الاجش المثير:
- مرحبا ماركوس لم اكن اتصور ان اراك هنا ما الذى جاء بك الى برمنغهام ؟
- جئت مع امى لمقابله اخصائى
وجذب لها كرسيا لتجلس
-اوه صحيح سمعت عن الوقوع الزعج الذى حصل لها
التفتت لتتفحص منيرفا ثم قالت:
- كم انت خبيث اخر مره رأيتك فيها كنت مع تلك الصغيره لويزا التى كانت ترمقنا بعينان تقذفان اللهب لكنى اجدك اليوم مع فتاه مختلفه تماما
قدم ماركوس الفتاتان بطريقه رسميه ثم قال:
- منيرفا تعتنى بأمى
- ماركوس حبيبى حين وقعت عقد العمل فى كونترفيرى كنت قد احسست بالضجر الى ان التقيتك لكننى لم اعتقد ان اراك ثانيه وبكال تأكيد ليس هنا كم ستقيم هنا؟
- سنرحل صباح الغد
- كم انا محظوظه يجب ان اكون فى كونترفيرى مساء فهل من الممكن ان توصلنى؟
حبست منيرفا انفاسها لكن ماركوس نقل بصره خلف الفتاه حين قال :
- قائد الفرقه يحاول لفت اهتمامك انيتا
- سأنهى عملى حوالى الثانيه عشر فأذا لم تتبق هنا كثيرا تعالى الى غرفتى لنحتفل قليلا
وقفت انيتا متجهه لتأديه وصلتها الثانيه فوقف ماركوس فجأه وقال لمنيرفا:
- تعالى سنخرج فى نزهه بالسياره
احست بالغضب يرجف يده وهو يضع المشلح حول كتفها وهى تعرف السبب هاجمتها موجه غيره لم تعرف مثلها من قبل واضح انه يريد البقاء مع انيتا لكنه مضطر على ان يبقى مع فتاه يكرهها
امام السياره استداراليها ليقول:
- اترغبين فى تحريك قدميك قليلا؟
- الى اين...؟
- اعتقد ان هناك متنزها فى الحديقه العامه قريبا..... اتشعرين انك قادره على السير معى؟
ردت بصعوبه مصطنعه:
- قد استفيد من الهواء النقى
وتطلعت حولها نحو الحديقه المزينه بالانوار الملونه المنتشره بين الاشجار تضيئ الممر المتعرج قطعا جسرا خشبيا صغيرا ليصلا الى ماكن ظليل اكثر ظلاما وكاد قلبها يقفز من صدرها حين احست بيده تلتف حول خصرها وهو يسير بها نحو مكان اكثر عزله وخمنت الى ما يرمى اليه مع ان كل جزء منها يصرخ رغبه فى ان يحيطها بذراعيه الا انها ابتعدت عنه لتضع بينهما مسافه امنه
- مما تخافين مينى؟.....منى ام من نفسك؟
- لم آتى معك لتعاملنى بخشونه
- اذن لماذا اتيت معى؟
- اذا كنت بحاجه الى اثاره اكثر ماركوس اقترح ان تتقبل دعوه انيتا
- شكرا لك كنت آمل ان تقولى هذا
حين عادا الى الفندق قال لها فى الفناء الداخلى :
- تصبحين على خير
وتركها تصعد وحدها الى الغرفه وهناك حاولت اراحه اعصابها المتوتره فوقعت عيناها على ساعتها لترى انها قاربت الثابيه عشر وانيتا ستنهى عملها الان وستعود فى وقتها المناسب لانضمام ماركوس اليها ليتمتعا بحفله خاصه حميمه حاولت ان تبعد كل افكارها عن رأسها وهى تخلع ملابسها لتصعد الى السرير طالما ادانها لشكه فى اخلاقها لكن اين هذه الاخلاقيات التى يدعيها الان؟
لم تدر اطلاقا كم كانت الساعه حين نامت لكنها استفاقت فى الصباح لتشعر بصداع عنيف يكاد يفجر رأسها على الفور وضبت حقائبها قبل التوجه الى غرفه ايفورى التى رأتها تعمل على حياكه الصوف وهى جالسه فى كرسيها تجهم وجه العجوز ذكرها بماركوس فقالت منيرفا:
- اهناك شئ خاطئ سيده اوكيف؟
صاحت ايفورى:
- انا غاضبه هذا هو الامر الخاطئ لقد دخل ماركوس لتوه ليقول انه سيوصل فتاه تدعى انيتا الى كونترفيرى
- وما المشكله فى هذا؟
- المشكله انه قال انه سيمضى الليل هناك فى نفس الفندق الذى ستغنى فيه الفتاه وانا اشم رائحه نتنه واقول لك ان هذه الرائه صادره عن الفتاه انيتا بالذات
تظاهرت بالهدوء وقالت هل استدعى الحمال ليأخذ الحقائب؟
- اجل وانا اسفه ما كان يجب ان اصرخ بوجهك
- افهمك تماما ...
- اتفهمين حقا؟
كانت سيارته متوقفه امام مدخل الفندق وجلستا فى المقعد الخلفى لكن ربع ساعه مرت دون ظهور انيتا فتمتم ماركوس شيئا عن تأخر النساء دائما فى الوصول
ولم تتحمل ايفورى ما سمعته فاطلت من النافذه وقالت بحده :
- ارجو عفوك يا ماركوس لكننا وصلنا قبل الموعد الذى حددته لنا بكثير
- لم اكن اعنيكما امى
- هل اقترح عليك اذن ان توجه شتائمك الى من تسببت بالتأخير وليس على النساء عموما
- لاجل الله امى ابتعدى عن ظهرى
لكن امه لم يرهبها غضبه :
- انت ابله ماركوس لن اضيع شفقتى عليك لو لم تعد الى رشدك سريعا
استدار نحو امه عابسا:
- لست احتاج الى شفقتك بل الى صمتك فقط
تصاعد غضب ايفورى التى قالت:
- لماذا انا مضطره الى الجلوس مستكينه بينما ابنى مصمم على تدمير مستقبله؟
-اعرف ما افعل امى
-بدأت اشك فى ذلكلكن لا تقل اننى لم احذرك
رمى ماركوس سيجارته ارضا وداسها متمتما:
- ها قد وصلت
خرج حمالان من الفندق يحمل كلا منهما ثلاث حقائب على الاقل يتبعانها لكن لا الثلاث حقائب ولا الحمالان هم من لفتا اهتمام المرأتين .... انها انيتا وبنطلونها الرقيق الملتصق بساقيها وبلوزتها المختصره جدا ما جعل ايفورى تشهق بحده تشاركها فى ذلك منيرفا لم تكونا بحاجه الى اشعه اكس لتدركا انها لا ترتدى شيئا تحت البلوزه او البنطلون وفتحه صدرها لم تترك شيئا للمخيله لكن فى ضوء النهار تأكدت منيرفا ان لون شعرها الاشقر اصطناعى وصاحت ايفورى قائله:
- فلترحمنا السماء انظرى الى هذا!!
نظره واحده الى وجه ايفورى جعلها تصيح بها:
- ارجوك سيده اوكيف انت تكدرين نفسك دون طائل اذا لم تتوقفى عن هذا سأعطيك مهدئا
- وهل تلوميننى ؟ كنت مستعده لتحمل لويزا لاجله لكن تصورى وجود هذه فى منزلى ..... حسنا سأحسن التصرف
موجه من رائحه تاعطور دخلت مع انيتا فى السياره حين صعد ماركوس خلف المقود لاحظت منيرفا وجهه خالى من اى تعبير لكنها احست بتوتره.....ووجدت صعوبه فى كبح ابتسامتها حين سمعت صوت الفتاه الاجش المثير يقول:
- لطف منك ان تعرض على توصيلى سيد اوكيف انا بكل بساطه اخشى المسافات البعيده المتعبه
- من دواعى سرورى انيتا
صيحه استهجان ايفورى ذهبت سدى امام ضجيج حركه السيارات.....
******
|