جلس طوم الىجانبها ولينا بجانبه, فقال لها طوم :
"اي ساعة تنتهين من المحاضرات؟"
"السادسة, ولما تسال؟"
"اردت ان نخرجقليلا اذا اردت, ساريك المدينة في الليل"
"انها فكرة تروق لي , لكن ربما فيما بعد فاليوم مشغولة"
"يا له من رفض لطيف"
فقالت بصدق :
"كلا ليس قصدي الرفض فالفكرة رائعة, واتوقع رفقة جيدة, لكن ربما فيما بعد"
"في اي وقت تريدين, فهدفي فقط هو تسايتك, خصوصا ونك غريبة هنا"
"اشكرك طوم"
"ما بكم؟" سالت لينا
رد طوم :
"احاول اقناعها ان نخرج معا للترفيه قليلا"
"لا تقلق عندما اتفرغ ساقنعها وسنخرج نحن الثلاثة" فرد طوم ممازحا :
"وانت مادخلك, ثم لم اطلب مساعدتك ايتها المتطفلة"
فضحكت جينا ضحكتها البريئة الطفولية . دخل جوان وهي بنوبة ضحكها, فاسكتها طوم .
نظرت جينا ناحيته وقالت بداخلها :
"يا له من انيق, انه جذاب"
"حسنا لنبدأ" قال جوان
" اليوم كما قلنا ستكون محاضرتنا عن سقراط وافلاطن, ما ساركز عليه هو ليس الجانب الفلسفي لهما بل طريقتهما التي منها ينبع انظمة حكم معينة, واشدد مرة اخرى ان مادتنا هذه ربما تلائم العلوم السياسية اكثر منها التاريخ, لكن فهم انظمة الحكم وتطورها عبلا التاريخ يقودنا الى فهم الكثير من الاحداث التاريخية, وتفسير الكثير من المعارك او الانقلابات......." " ان لسقراط وتلميذه افلاطون نفس المبدأ وهو الحوار الجدلي..."
قال احد الطلاب "ان مظاهر الانقلاب ربما يمكن ان نلاحظه في زمن افلاطون حتى لو كان كلاميا وذلك بعد مت سقراط واعتراض افلاطون على الحكم الذي اعتبره جائرا"
فرد جوان " نعم...... وما تميز بها او الذي اوجده هو طريقة الحوار.... .... "
وقالت احدى الطالبات :
"وهذا اساس في الديموقراطية وربما قاد اليها"
وردت جينا:
"لكنه لم يكن كذلك بل ادى الى الاشتراكية التي كانت اساس المدنة العليا لدى افلاطون والذي سعى الى الغاء الطبقات الثلاثة طبقة الفلاسفة, طبقة الجنود وطبقة الصناع"
"ممتاز"
واستمر الحوار الذي اشتركت فيه جينا عدة مرات .
********************
مر شهر لجينا في الجامعة, قضته بين المحاضرات, المكتبة والطباعة. كانت تتحدث تقريبا يوميا مع والديها الذين اعتادوا على غيابها .
كان يوم الثلاثاء حين ان اقترحت لينا ان يتعشوا في الكافيتيريا التي تقع في المبنى الرئيسي, رفضت جينا ذلك:
"مابك جينا" واكملت ممازحة " انا التي تدعوك فلا يهمك انها فخمة ولا يرتادها من اراد, انا التي تدعوك"
ضحكت جينا وقالت :
"انت تعرفين اني مربوطة بالمواصلات و... "
"لا تقلقي فساوصلك انا"
كانت لينا تملك سيارة فهي مرشدة سياحية, وتدرس التاريخ لانها شعرت انه سيساعدها كثيرا في مهنتها.
" انظري هذا طوم" قالت لينا "ما رايك ان ندعوه!"
"حسنا"
بالرغم من مرور اكثر من شهر وتعرفعا الى الكثير من الطلاب الا ان لينا وطوم كانوا الاقرب اليها .
دخلوا الثلاثة الى المطعم ووجدوا طاولة في الزاوية, "انا ساجلس على الكنبة" قال طوم
"حسنا فلتجلس لنت وجينا, فانا المضيفة وساكتفي بالمقعد"
بدأت الجلسة بمزاح وتعليقات طوم, وجينا تضحك ضحكتها الطفولية , قال طوم :
"اني احب ان اطلق مزاحاتي المميزة كي اسمع ضحكتك المميزة" احمر وجه جينا فقالت لينا :
"ان ضحكتها مميزة لكن بالنسبة للشطر الاول من جملتك فانا اشك" ضحكت جينا , لكنها توقفت فجأة عندما اشتبكت عيناها باعين شخص يجلس مقابلتها على الطاولة بجانبهم . انه هو جوان , حياها برأسه وفعلت بالمثل, التفتت ال رفيقيها وفكرت بداخلها : " يا الهي ما بي, لن لخرب جلستنا "
كانت مرتبكة, ومن الظاهر انها تغيرت فجأة وضع طوم ذراعه حول كتفيها وقال :
"ما بك جينا, انك طفلة ترتبك من كل مجاملة, فماذا افعل ان ضحكتك تعجبني, فهي عفوية..."
"لا عليك طوم, ولن نجعل ضحكتنا محور الحديث, فانا اشعر ان هناك هدف من دعوة لينا لنا"
"من الممكن فكل شيء تفعله وراءه مصلحة"
"ايها الخبيثان"
لم تستطع جينا من منع نظرها من الالتفات بين الحين والاخر الى جوان, كان منشغل بالحديث الى رفيقه, لنه مميز بكل حركة , بكل بسمة, انه جذاب بدرجة لا توصف, قطع افكارها وصول العشاء, كان لذيذا لمنها لم تتمتع به , فكانت مشغولة بوجود جوان اللا جانبها , وتتمني ان يشبك نظرها مرة اخرى بنظره, فكانت تذوب من نظرته العميفة الساحرة, والتي تجعل مشاعر واحاسيس غريبة تفيض داخلها . قاطع صوت لينا افكارهما :
"في الحقيقة ان هذه الدعوة بمثابة احتفال"
"ممممممممممممم" قال طوم
"انا... انا.. " كانت لينا مرتبكة " لقد التقيت الى شخص اظن انه الشخص المناسب واخيرا"
"ووااااااو" قالت جينا ضامة كفيها تحت ذقنها ورافعة كتفيها فكانت بطبعها حساسة وعاطفية, لكنها كتفيها سقطا بارتباك عندما لاحظت ان جوان ينظر اليها .
"ما بك جينا, لقد قالت مجرد التقيت واظن"
"لا هذه المرة انا جدية, واعتقد انه شخص مميز و... "
قالت جينا بود :
"اه... مبروك, واتمنى بالفعل ان يمون الشخص المناسب فانت تستحقين ذلك"
"هذا صحيح, ما رايك ان تعرفينا به"
"شكرا لكما, وانها فكرة لكن..." قاطعها طوم :
"يوم السبت ستقام حفلة وسادعوكما انتم وجينا, سنتعرف اليه ونقضي وقت ممتع, على فكرة ما اسمه؟"
"جيمس, ما رايك جينا" رد طوم عنها:
"طبعا موافقة فلن اسمح لها بالرفض مرة اخرى, وستعرفين الى الشخصيات المهمة في المدينة"
كان والد طوم سياسي معروف, لذا ليس من العجب ان تكون حفلة في بيته تحتوي على اهم الشخصيات في المدينة .
وهم بطريقهم للخروج كانت مضطرة للمرور من جانب جوان, فلم تستطع منع القشعريرة التي مرت بجسمها, ولامت نفسها على ضعفها .
*******
بعد ان اوصلتها لينا الى شقتها, لم تستطع التركيز في المواد, حتى بعد شربها لفنجان قهوة, فكان فكرها دائما يتجه الى جوان, واخذت تلوم نفسها على ضعفها وارتباكها عندما تراه, مع انها استطاعت ان تتغلب على هذا في محاضراته, الا في موقف معين, فيومها في مشاركة لها كانت قد اخطأت فقد فابتسم لها بود وقال :
"اعتقد انك مخطأة من الاصح القول...."
لم تستطع منع نفسها من اخفاض رأسها وشعرت بانها تريد البكاء, وشعورها لم ينبع من الاحراج من انها اخطأت بل لانها شعرت انها خيبت ظنه, فتريد ان تثبت له دائما انها جيدة وكأنها تشعر بذلك انه يفخر بها .
كانت كلما رته صدفة خارج المحاضرات حتى وان لم يكلمها, تشعر بالارتباك, واثارة احاسيس داخلها . كانت تتساءل لماذا يحدث هذا لها فهو لا يعيرها اهتمام او يعاملها معاملة مميزة, مجرد طالبة مجتهدة من طلابه . لكنها لا تستطيع ان تمنع نفسها من التفكير فيه, وتتمنى ان يغير عدم مبالاته, ويلتفت اليها بطريقة مختلفة, ولكن تعود وتذكر نفسها انها مجرد فتاة من القرية, وهو من اغنى الرجال هنا كيف تريده ان يهتم بها, فهو لا بد محاط بانساء الجذابات والانيقات, وليس مثلها ....
***********************************
كانت الساعة تشير الى السابعة والنصف, من يوم السبت, جلست في شقتها جينا تنتظر لينا وجيمس ان يمرا لاخذها للحفلة في بيت طوم . كانت تلبس فستان ابيض ضيق حتى اسفل الخصر ثم يتوسع قليلا ويصل الى اعلى من ركبتيها بقليل, وعلى خصره حزام زهري من الساتان . كانت قد اخاطته لها امها بحرفية, ورغم بساطته الا انه كان انيق, ويليق بجينا رغم انه يظهرا كفتاة ما زالت في جيل المراهقة, لكن ما ينفي ذلك وهو شعرها الذي سرحته بطريقة بسيططة وانيقة, فضمته من الامام الى الجانب الايمن وبقي يتراقص على كتفيها وظهرها كانه امواج البحر تتلألأ , وكان مكياجها زهري ناعم,
نزلت الى لينا وحيت جيمس وهنأتهما . كان طوم بانتظارهم, حياهم بحرارة, ولم يفت جينا نظراته المسمرة اليها :
"ارجوك طوم انت تحرجني"
"يا الهي انك في غاية الروعة, ستكونين الليلة رفيقتي التي سيحسدونني عليها"
"لا تبالغ انظر الى النساء انهم في غاية الانلقة ةابدو بسيطة جدا امامهن"
"وهذا مايميزك"
"شكرا لرفع معنوياتي"
" لست بحاجة الى ذلك, تعالي ساعرفك الى والدي"
كان ابوه في غاية اللطف, بينما امه يبدو انها لم تعجب ببساطتها, كان والد طوم يسألها عن دراستها حين سمعت صوت قوي واثق كالعادة يقول :
"اعتقد انه لا حاجة للقلق على دراية الانسة وولت"
"اهلا جوان" رد ةالد طوم"لا بد انها احدى تلامذتك, اليس كذلك انسة"
"لي الشرف بذلك" قالت دون ان تقوى الى الالتفات اليه, فشعرت بيديها ترتجف, وبمعدتها تتقلص :
"يا الهي ماذا اتى به الى هنا" فكرت
وقف امامها ورحب بها:
"اهلا بك , لا بد ان طوم دعاك" لبعت ريقها ولم تستطع الرد فتكفل والد طوم بذلك:
"نعم لقد فعل, وقال انه دعى اجمل صديقة له"
"شكرا لك سيدي"
"انه كلام طوم واعتقد انه لم يخطئ, حسنا استأذن منكما, وساتركك معها جوان"
"بكل سرور"
اخذت جينا تفرك كفيها, لا تعرف ماذا تفعل قطع جوان الصمت الذي ساد قائلا :
"لا بد ان طوم صديق عزيز ليدعوك وتقبلي دعوته"
"رر... ربما لاته اول صديق تعرفت عليه في المدينه, وهو لطيف وخفيف الظل"
"اذا انت لست من المدينة"
"كلا فانا من قرية ....."
"اه اذا انت عصفور من القرية, امل ان تهتمي بنفسك في المدينة فهي بانسبة الى فتاة صغيرة مثلك..."
"جوااااااااااان, رائع ان اراك" قاطعه صوت امراة
"اهلا ديانا كيف حالك, اشتقت لك" التفت الى جينا قائلا: "حسنا عن اذنك ساراك فيما بعد"
وشبك ذراعه بذراعها وذهبا, وتركا جينا تتخبط بافكارها "من هذه ديانا, من الواضح ان علاقته بها حميمة, انها بغاية الجمال, فستانها الاسود الطويل الكاشف عن ظهرها, وشعرها الاشقر المرفوع, يظهران اناقتها وانوثتها بشكل صارخ, لا عجب ان يدعوني بفتاة صغيرة, ان كانت هذه غينة من النساء اللواتي يحيطونه"
قضت جينا سهرة رائعة, مع الشباب والشابات, وتعرفت عن قرب على جيمس الذي كان في غاية اللطف, وهنأت لينا عله . لم يزعج جينا في السهرة سوى وجود جوان الذي كانت مضطرة للبحث عنه بين الحين والاخر دون ان تستطيع منع نفسها للنظر اليه ومراقبته وخشيت ان يلاحظها احد .
بعد العشاء جاء وقت الرقص, كانت في البداية موسيقى صاخبة تمتعت جينا بالرقص مع العديد وخصوصا طوم . ثم بدأت موسيقة هادئة, فاضطرت جينا الى الاستأذان واخذت لنفسها كوب من العصير ووقفت بجانب احدى النوافذ الكبيرة تراقب الحديقة, واتاها صوتة من الخلف:
"هل لي بشرف مراقصتك" حمدت ربها الى ان كوب العصير لم يقع من يدها من جراء المفاجأة, التفتت اليه وكان قريب منها لدرجة مربكة, وشعرت انها ستدوخ من رائحة عطرة الجميل وكانت سعيدة بقربه, احمر خداها وقالت:
" انا اسفة فانا لا اجيد الرقص الهادئ"
"لا تقلقي, سيكون لي شرف تعليم فتاة القرية" فلم تجد بد من الموافقة وقادها الى حلبة الرقص