اكملت محاضراتها لهذا اليم القصير, فيوم الاثنين كان لديها محاضرتين فقط, قررت ان تأخذ سندويشا مع الشاي ومن ثم الذهاب الى المكتبة .
كانت المكتبة تقع في المبنى الرئيسي فذهبت الى المقهى في ذلك المبنى , انهت وجبتها الخفيفة وذهبت الى المكتبة, كانت الساعة تشير الى الواحدة .
"يا الهي ماهذه المكتبة, ان مكتبتنا في القرية لا تتعدى الزاوية المخصصة لوضع الحقائب, كيف ساتدبر امري؟" فكرت .
طلبت المساعدة فقيل لها ان لكل كتاب رقم تسسلي مؤلف من احرف وارقام, وبامكانها معرفة الرقم بواسطة جهاز الكمبيوتر عن طريق اسم المؤلف واسم الكتاب او المقال .
قررت ان تاخذ كتاب من منهاج المحاضرة الثانية , كانت تبحث بين الرفوف ك.ج عن احدى الكتب وصلت لنهاية الرف ولم تجد الرقم المطلوب , وفكرت انه من الجهة الاخرى التي هي تتمة . كانت مدققة في رقم الكتاب حين اصطدمت بشخص, لم يربكها الاصطدام فاعتادت ان لم تكن متنبهة في هذه الزحمة فميصرها معروف, انما ما اربكها هو الشخص الذي اصطدمته, رفعت نظرها فلم تجد سوى صدر وكتفين عريضين , فاضطرت لرفع راسها كي ترى وجهه, فاقسمت بداخلها انه وجه منحوت وليس وجه انسان , فعيناه السود ونطرته الحادة, شعره البني, سمرته , انفه المنحوت, فمه الممتليء كل هذا كان اقرب الى لوحة. لكن عندما تحركت عيناه وكانها تقيمها عرفت انه ليس سوى انسان ابدع الخالق سبحانه بتكوينه, فكلمة جذاب كانت قليلة لوصفة, ربما فاتن... ابتسمت وقالت :
"اسفة, لقد كنت مدققة في رقم الكتاب ولم انتبه. لا بد انك تدرس التاريخ لتبحث في هذه الزاوية, حسنا اذا ربما نلتقي, ربما تستد الصدمة وتطلب المساعدة في احدى الوظائف..." سكتت وخفتت ابتسامتها عندما لم تر ردة فعل من قبله ولا حتى ابتسامة , وكأنه ينتظر منها ان تفسح له المجال كي يمر, هزت كتفيها واردفت :
" آسفة لقد تكلمت كثيرا, الى اللقاء"
واخيرا وجدت الكتاب , نظرت الى الساعة واذ بها تشارف على الثالثة والنصف لم تشعر كيف مر الوقت , قررت ان تاخذ الكتاب وتذهب الى شقتها الصغيرة التي تبعد عن الجامعة عشرة دقائق بالسيارة وربع ساعة ربما اكثر بالباص .
لقد اتت قبل شهر هي ووالديها وحجزوها, ساعدتها امها في تحضيرها . كانت تتكون من غرفة نوم , حمام, مطبخ صغير وغرفة جلوس تتسع لكنبة ذات مقعدين, مقعد منفرد ومكتب صغير.
كانت تتمشى متحهه الى المخرج الرئيسي عندما ذهبت بفكرها الى الرجل الذي اصطدمته, انه متحجر ربما كان اخرس, لا يبدو انه طالب فهو ربما تجاوز الثلاثين , ربما يدرس الماجستير, لكن لا يبدو عليه معلم مدرسة, انه رياضي و من المرجح انه لاعب كرة سلة او مدرب... وانتبهت فجأة انها بدات تفكر بصوت مسموع وقالت في نفسها انه عليها ان تغير هذه العادة , فهي ليست في القرية, كما وانه ليس عليها ان تتوقع من الجميع ان يكونوا ودودين, فالناس في الجامعة بقدر اضعاف قريتها, وربما تقضي سنواتها هنا ولا تراهم جميعا... تنبهت انها في الطريق الخاطيء :"يجب علي ان لا اشرد ثانية" وجدت نفسها في رواق طويل وفيه مكاتب من الجنبين . اخذت تتأمل فرأت ان بجانب كل باب لافتة باسم, لفتت نظرها احداها التي كتب عليها "برفيسور أ.ستيوارت" لقد رات هذا الاسم لكن اين, ثم تذكرت انه نفسه المحاضر الذي يبحث عن من يطبع له, لم لا تجرب حظها , فهي ضليعة في الطباعة , خاصة وانها كانت من تملك جهاز كمبيوتر متقدم واعتادت الطباعة عليه.
طرقت الباب "ادخل"
"هل تسمح بروفيسور"
"نعم"
ذهلت عندما رأت الرجل نفسه الذي اصطدمته, وقف الرجل واستأذن فقال له البرفيسور :
"حسنا جوان سنتابع نقاشنا فيما بعد, الى اللقاء"
فكرت :" جوان.. نقاش اذا هو طالب لكن ليس يبدو من جلسته غير الرسمية انه طالب لديه"
افسحت له المجال لم ينظر اليها ربما لايتذكرها, كاد ان يمسها بسبب ضيق المكان, فاقشعر بدنها دون ان تعرف السبب.
جال نظرها في غرفة المكتب فانها بهذا المكتب والرفوف والمجلدات والكتب بصعوبة تتسع الى ثلاثة اشخاص , انه لا يليق ببرفيسور
"بماذا يمكنني مساعدتك" نبهها صوت المحاضر