لم تكن جينا مضطرة للاستيقاظ باكرا فالمحاضرات لليوم الثلاثاء تبدأ الثانية عشر . استيقظت في الثامنة, اكتفت بفنجان شاي مع بعض البسكويت, نظفت المطبخ وخرجت من شقتها في التاسعة, فكان لديها موعد مع البرفيسور في التاسعة والنصف .
ارتدت الجينز الغامق مع تي شرت ابيض,والذي لاحظت انه اتسع قليلا مع انه كان يلتصق بها, لا بد انها نحفت قليلا بسبب ضغط التحضيرات للجامعة, وفكرت انها عليها تعويض ما خسرته .
وصلت الى الجامعة قبل التاسعة ونصف بخمس دقائق, توجهت الى مكتب البروفيسور ووجدته بانتظارها, اعطاها المواد التي يريدها ان تطبعها له واعطاها مفتاح مكتبه, واتفقا على ان يترك لها المواد على مكتبه مع التاريخ الذي يريدهم به, فرحت جينا بهذا الاتفاق الذي يتيح لها فرصة التحكم باوقات الطباعة .
**************************************
جلست جينا في الحادية عشر في الكافيتريا تتناول سندويشا من الجبن مع فنجان شاي, قبل التوجه الى محاضرتها .
بعد ان وجدت قاعة المحاضرة, والتي لم يأخذ منها وقت لانها اكتشفت ان هناك لافتات تشير الى ارقام الغرف والقاعات, جلست في المقاعد الامامية كالعادة, وبينما هي منشغلة بحقيبتها شعرت بشخص يجلس الى جانبها, فالتفتت مبتسمة :
"مرحبا لينا" فتفاجأت بشاب يبتسم ويقول :
" انا لست لينا لنا طوم"
"اهلا, طوم انا جينا"
"اهلا بك, هل تدرسين االتاريخ؟"
" نعم, وانت؟ لم اراك سابقا"
"انا ادرس العلوم السياسية لكن هناك بعض المواد في التاريخ الملزمين بها, والتي تفيدنا في العلوم السياسة, وتطور الاحكام"
"اه... فهمت"
"مرحبا"
"اهلا لينا, كيف حالك؟"
"بخير, وانت؟" واكملت ممازحة: "ايتها الخائنة هل وجدت صديق غيري وبهذه السرعة؟"
ضحكت جينا وقالت : "لا نستغني عن الحب الاول "
وعرفتهم ببعض .
مرت المحاضرة, ووجدتها جينا بغاية الملل, فاسلوب المحاضر ممل وغير مفهوم فهو ينتقل من جمةو الى اخرى, ومن فكرة الى اخرى دون ان ينهي سابقتها . لذا بالكاد فهمت شيئا من المحاضرة وحمدت ربها لان المادة فصلية وليست سنوية . (اي انها مادة تستمر لفصل واحد وليس للفصلين)
*************************************************
جلسوا ثلاثتهم يشربون المشروبات قبل ان يتوجهوا الى المحاضرة التالية,فبين كل محاضرتين هناك مجال لمدة نصف ساعة, واعرب طوم ايضا عن ما سمعه عن هذا المحاضر دكتور كامبل من حزم وصرامة, لكن له اسلوب مميز في التعليم رغم صعوبة المواد التي يعلمها .
توجهوا معا الى المحاضرة وقالت لينا ان عليهم الذهاب للحجز لان القاعات ستكون مليئة, فالكثيرون ينتسبون الى مواده كمادة اختيارية .
جلسوا ينتظرون المحاضر الذي مع دخوله لم تستطع جينا ان تمنع شهقة, لحسن حظها لم تسمعا غير لينا وطوم الذين يجلسون الى جنبيها, فضحكت لينا وقالت :
" الم اقل لك لن الكثير يختارونه, فالبنات مثلنا لجاذبيته ووسامته, والشباب لانه رياضي مشور, وصاحب نادي رياضي من افخر النوادي في المدينة, كما...." لم تعد جينا تسمعها انه هو جوان هل هو محاضرها , هل ميزها يا ترى, هل عرفها؟ تساءلت جينا لا يبدو ذلك فهو لم يلتفت اليها وسخرت من نفسها فهي التي عرضت خدماتها لتساعده في وظائفه .
كان يرتدي بدلة سوداء في غاية الاناقة , مع قميص ابيض دون ربطة عنق . حيا طلابه وشرح عن مادته السنوية التي هي تطور انظمة الحكم عبر التاريخ .
لم تركز جينا في المواد المطروحة فكانت شاردة الذهن تفكر فيه وبجاذبيته, خاصة بعد ان خلع جاكيته وبانت عضلاته المفتولة وكتفيع العريضتين من تحت قميصه الابيض, فكرت :
"يا لجاذبيته , انه حالة فريدة من نوعها, انه اشبه بعارض ازياء او رياضي, ما اغباني انه رياضي, لكن ماذا يلعب, المصارعة , لا بد انه يلعب كرة السلة بسبب طوله" لامت نفسها لتفكيرها المستمر فيه , فعليها التركيز بالمحاضرة, فمن القليل الذي ركزته ميزت اسلوبه الشيق الذي يحوي الكثير من الحوار وهو ما يعجبها . لم تشعر بالوقت فمرت المحاضرة بسرعها, وختمها جوان بقوله :
" في الاسبوع لبقادم حيثنا سيكون عن الفلاسفة قبل الميلاد, مثل سقراط وافلاطون, والحديث سيكون مختصر لان هدفنا هو تاريخ انظمة الحكم وليس الفلسفة, وربما سيكون اكثر التركيز على نموذج المدينة المثالية لافلاطون, والمراجع المطلوبة تظهر في المنهاج, واتوقع منكم المشاركة واتوقع ايضا عدم الشرود, اراكم في الاسبوع القادم"
اجفلت جينا عندما سمعت ذلك , "هل كان يقصدها, لكن لا يبدو انه لاحظها حتى ولم ينظر اليها عندما قال ذلك, هل كانت مداعبة ام ماذا, لكن لا يبدو على هذا المتعجرف يعرف المزح" قطعت لينا افكارها قائلة :
"من يعرف المزح"
"اه لا احد" مجددا مع التفكير بصوت عل, من الجيد انها لم تقول اكثر من ذلك .
*****
تركهم طوم وودع جينا قائلا :
"سنلتقي مجددا"
"بالتأكيد" واكملت موجهه كلامها الى لينا :
"يبدو انه سيكون صديق جيد , هل ستذهبين الى المحاضرة التالية ؟"
"بالطبع"