كاتب الموضوع :
القناع الأحمر
المنتدى :
الارشيف
و الآن مع الفصل السادس ..................................................... مشوق بعض الشيئ ..............زز
6- قوة القناع الأحمر …
ـــــــــــــــــــــــــــ
(ياسمين )
صامتة ، أنظر إلى القزم في حيرة ، لا أعرف ماذا أفعل ، وأنا أسيرة في هذا العالم الغريب.
-لا تقلقي ، ستواجهين بعض الصعوبات هنا ، حتى تتمكني من استخدام القناع الأحمر.
استمعت إلى القزم ، وأنا أنظر إلى القناع الأحمر في يدي ، وقلت في تساؤل :
- وكيف أتمكن من استخدامه ؟ ، وما سر الوحوش التي ستدمر عالمي ؟، ومن أنت بالتحديد ؟ ، هل تستطيع أن تجيبني ؟
نظر القزم إليّ في هدوء ، وهو يقترب مني ببطء ، ثم قال :
- هذا يحتاج إلى الكثير من الشرح ؛ لكي تفهمي كل شيء ، ولكن أهم شيء ، هو أنّ هذه الوحوش التي عبرت عالمك ، لن يتم القضاء عليها ، إلاّ إذا استخرجتي قوة القناع الأحمر الخيرة ، هذا هو الحل الوحيد ، وأول عمل يجب أن تعمليه ، هو حصولك على الطاقة الأولية ، التي ستمد قناعك بقوة التحول الأول.
" قوة التحول الأول ، ما هذا الذي أسمعه ؟ ، هل هذا يعقل ؟. "
- أنا على وشك أن أصاب الجنون ، هل يمكن أن تشرح لي المزيد ، حتى أستطيع أن أفهم ؟
قال القزم بنفس الهدوء ، وهو يشير بإصبعه الصغير :
- أنت الآن محتجزة هنا ، في هذا العالم الغريب ، على الرغم من وجود جسدك في حجرتك ، إلاّ أن عقلك هنا ، والجسد الذي يوجد هنا ، تخيلي فقط ، مهمتك هي الخروج من هذا العالم ، والعودة إلى عالمك ، أنت تمتلكين القناع ، ولكنه بعد انتزاع القوة الشريرة منه ، لم يبق به أي قوة ، لذا أن ستسعين للحصول ، على أول قوة للقناع ، وهي قوة التحول الأول ، حتى تستطيعي أن تخرجي من هذا العالم ، وتعودي إلى عالمك ، على الرغم من أنّ جسدك تخيلي ، إلاّ أنك ستواجهين خطراً رهيباً ، في طريقك للحصول على قوة التحول ، ربما تفقدين حياتك لو لم تتصرفي بشكل جيد.
- هذا رهيب ، وجنوني أيضاً ، ولكني أريد أن أسألك سؤالاً :
- هل قوة التحول الأول ، التي سأحصل عليها ، هي القوة الوحيدة ، أم أنّ هناك قوى أخرى ، يجب أن أحصل عليها ؟
- بالتأكيد ، هناك قوى أخرى ، ولكن حصولك على قوة التحول الأول ، سوف تعيدك إلى عالمك ، لتواجهي أول خطر يهدد عالمك ، وبعد ذلك سوف أزورك ؛ لكي أشرح لكي كيف ستحصلين على القوة الثانية ، التي تعطيك ميزات جديدة.
- ولكن أنا في حجرة مغلقة ، ليس بها أي مخرج ، كيف سأخرج من هنا ، حتى أبحث عن قوة التحول الأول ؟
- هذا أول درس يجب أن تتعلميه ، كونك في هذا العالم ، يجعل بعض الأشياء ليست بالصورة التي ترينها ، وهذه الحجرة بالذات ، يوجد فيها مدخل واضح ، لكن عليك أن تركزي جيدا ،ً حتى تكتشفيه.
بعصبية بالغة ، وغضب ، سألته :
- ما دمت تعلم كل هذا ، لماذا لا تدلني بكل بساطة على المدخل ، أو حتى تعطيني القوة نفسها ، وأخرج منها ، لماذا تصر على أن أقوم بكل هذا وحدي ؟
- لسبب بسيط ، هو أنني لست مخولاً لفعل ذلك ، كل هذا سيعتبر تدريباً لك ، حتى تستطيعي أن تواجهي الخطر القادم بخبرة ، وإلاّ ستفقدين حياتك بكل بساطة ، والآن تأملي الحجرة ، ودققي النظر بشكل جيد ، في منتصف الحائط الأزرق ، ماذا ترين ؟
" تأملت الحائط ، الذي أشار إليه جيداً ، وبعد قليل ، خيّل إليّ أنني ألمح بروزا ينبت من المكان ، فاتجهت إليه ، وضغطت عليه ، وفجأة اختفى الحائط من أمامي ، لأرى طريقا طويلاً مظلماً توجد في آخره قلعة سوداء كئيبة "
- جيد ، لقد كشفت أول طريق ، هذه القلعة التي أمامك ، توجد بها قوة التحول الأول ، هيّا اذهبي.
- هل ستتركني أذهب وحيدة ؟ ألن ترافقني ؟
- للأسف لا أستطيع أن أرافقك ، سوف أبقى هنا ، في انتظار عودتك ، لكن تذكري عليك بالتركيز الكبير ، واكتشاف الخدع ، هذا بالإضافة إلى الخطر ، الذي ستواجهينه في القلعة السوداء.
" توكلت على الله ، حاملة القناع في يدي ، ماشية في هذا الطريق المظلم المخيف ، والقلعة ما زالت بعيدة ، مشيت ومشيت ، وعندما وصلت ، وجدت حافة منحدر ، تطل على هاوية عميقة ، تفصلني عن القلعة .
نظرت يميناً ، وشمالاً ، بحثاً عن طريق آخر ، لكن لا فائدة ، كل الطرق لا تؤدي إلى القلعة إلاّ عن طريق هذه الهاوية ، ماذا أفعل ؟ هل أقف صامتة وأنتظر ، وماذا أنتظر ؟ هيّا ركزي جيداً ، ربما توجد خدعة ما ، هنا أو هناك ، لابد من طريق ما يؤدي إلى القلعة ، طريق خفي ، هل هذا معقول ؟
تأملت جوانب الهاوية بدقة بالغة ، و لمحت بروزات تمتد إلى الأسفل ، ليس هناك أي حل آخر ، يجب أن أتسلق هذه البروزات .
" تذكري أن جسدك هذا ، تخيلي ، يمكنك فعل أكثر من ذلك ، على بركة الله "
بصعوبة بالغة تمكنت أخيراً ، من التشبث بأول بروز ظاهر ، وببطء شديد ، وحرص كبير واصلت الطريق ، وكدت أقع ، ولكني تمسكت في اللحظة الأخيرة ، نظرت إلى أسفل ، فوجدت جسراً ضيقاً ، يبعد مترين ، أخيراً وضعت قدميّ على الجسر ، تمسكت بجانبي الجسر ، ومشيت ، وأنا أنظر في تمعن إلى الأسفل ، حتى لا أسقط في ثغرة ما ، وأقع ، وبالفعل ، ما حسبت له حدث ، ثغرة هنا ، وهنا ، دقات قلبي ترتفع أكثر ، وأكثر ، وأنا أحقد على نفسي ؛ لأنني قدت نفسي إلى هذا العناء الكبير .
أخيراً وصلت إلى الطرف الأخر ، من الجسر .
رأيت بروزات تمتد إلى أعلى ، فاستنتجت أنها تقود للطريق ، إلى القلعة ، تسلقت تلك البروزات ، حتى تمكنت أخيراً من الوصول إلى الحافة ، رميت جسدي ، وأنا أتنفس في إنهاك شديد ، يا لها من مهمة صعبة جداّ ، هذا الطريق فقط ، فماذا سيحدث بعد أن أدخل القلعة ؟ ما الذي سأواجهه ؟
بعد أن التقطت أنفاسي ، تأملت القلعة السوداء ، ببوابتها المعدنية الكبيرة المغلقة ، اتجهت إلى البوابة ، وحاولت أن أفتحها ، ولكني لم أفلح في ذلك ، مرة ، ومرات عديدة ، نظرت إلى البوابة في تركيز ، لعلي أصل إلى حل ما ، تأملتها بتركيز أكبر ، حتى شاهدت بجانبها ، على الجدار ، نقش للقناع الذي أحمله ، اقتربت منه ، وأخرجت القناع ، وقربته منه ، ووضعته عليه ، وفجأة سمعت صوت صرير البوابة ، تفتح ، تناولت القناع ، وأسرعت بالدخول بسرعة.
ممر مزخرف طويل يمتد أمامي ، مشيت فيه ، وأنا أتأمل المكان ، من حولي .
نقش لكيان مخيف ، يحتل جداراً بأكمله ، تأملته بتركيز كبير ، حتى وجدت أيقونة صغيرة في المنتصف ، تلمع بلون أحمر براق ، اتجهت إليها ، وضغطت عليها ، وفجأة وجدت الجدار ، ينقسم إلى قسمين ، ليكشف عن ردهة كبيرة ، واسعة ، دخلتها بحرص ، وأنا ألاحظ النقوش التي تمثل وحوش رهيبة ، تريد أن تنقض على فريستها ، دون أدنى تردد ، ماذا أفعل الآن ؟
" الردهة كلها لا يوجد بها سوى باب واحد ، وهذا يعني ، أنه لا خيار أمامي ، اتجهت إلى الباب الوحيد ، ووجدت مقبض ، دفعت الباب ، ففتح ، هذا جيد ، فلقد مللت من الألغاز .
حجرة صغيرة ، هذا جيد ، ثلاثة نقوش ، على ثلاثة جدران ، تمثل القناع الأحمر ، والجدار الرابع لا يوجد به ، أي نقش ، وفي الأعلى ، في سقف الحجرة ، توجد بلورة حمراء تلمع . حقيقة هذا شيء محير ، ماذا أفعل ؟ أخرجت القناع ، وقربته من النقش الأول ، ولكن بدون فائدة لم يحدث شيء ، قربته من النقش الثاني ، نفس الشيء لم يحدث شيء ، لم يبق إلا النقش الثالث والأخير ، قربته ، وخفقات قلبي ترتفع بشدة ، وأنا أتوقع أنّ شيئاَ ما ، سوف يحدث .
ولكن للأسف ، لم يحدث شيء ، إذاً ما العمل؟ مكثت بضعة دقائق أفكر ، وركزت جل اهتمامي ، في الجدار الفارغ ، وفكرت في عمل ما ، قربت القناع في الوسط وببطء وبتركيز كبير ، وفجأة شيء ما ، جذب القناع إلى الداخل ، لأسمع صوتاً خفيفاً ، وما هي إلا ثوان ، حتى تغير لون الحائط ، إلى اللون الأخضر ، كاشفاً نقشاً كبيراً ، للقناع الأحمر ، له عينان تلمعان ، وتشعان بضوء أرجواني غريب ، نظرت إلى البلورة في السقف ، التي زادت من لمعانها ، وفجأة غمر المكان ، ضوء مبهر جعلني أغمض عينيّ ، وبعد لحظة فتحتهما ، لأجد مثلثا مضيئاً ، يرتفع مسافة المتر ، عن سطح الحجرة ، محلقاً في الفراغ ، اقتربت منه ، وأنا أتطلع إليه ، في تعجب ، واستغراب .
ماذا أفعل الآن ؟ حاولت أن أقبض على المثلث بيدي ، ولكني لم أفلح ، نظرت إلى القناع الأحمر ، الذي وضعته في الجدار الفارغ ، اتجهت إليه ، وأخرجته ، واتجهت به إلى المثلث المضيء ، ما أن قربت القناع من المثلث ، حتى حدث شيء لا يصدق ، لقد طار القناع من يدي ، والتحم مع المثلث المضيء ، وتولدت طاقة ضوئية رهيبة ، وفجأة توقف كل شيء . اختفى المثلث المضيء ، وبقى القناع ، يشع بلون أحمر براق ، معلقاً في وسط الحجرة ، ترددت لحظة ، قبل أن أمسك به ، سألت نفسي ، وأنا أنظر إلى القناع في عمق :
- والآن ، يا ( ياسمين ) ما العمل ؟ هل حانت الخطوة الأخيرة ؟
- نعم يا ( ياسمين ) ، لقد حانت ، لقد نجحت في الحصول ، على قوة التحول الأول ، الآن ضعي القناع على وجهك ، حتى تكتسبي القوة الأولى وتحرريها.
"ما هذا ؟ إنه صوت القزم "
- كيف استطعت أن تكلمني هكذا ؟..
- أستطيع أن أخاطبك عقلياً ، في أوقات نادرة جداً ، هيّا بسرعة ، لا داعي لتضييع الوقت . بحصولك على قوة التحول الأولي ، حررت حارس القلعة ، يجب أن تضعي القناع على وجهك ، حتى تستطيعي أن تهربي من القلعة.
" يا إلهي ! وحش آخر ، نظرت إلى القناع ، ثم في بطء ، أمسكته بكلتا يدي ، ووضعته على وجهي .
قوة ما ، سيطرت عليّ ، أشياء تبدلت ، شعور بالقوة يجتاحني ، أرتفع في الهواء ، وملابسي كلها تتغير ، كلها تكتسب اللون الأحمر ، أشعر بالقوة ، في كل جزء في جسدي ، أصابعي ، أشعر بأنها ، تريد أن تطلق طاقة ، لا حدود لها ، دام هذا الشعور دقيقة ، ثم وجدت نفسي ، أضع قدمي على الأرض ، وأتحسس القناع على وجهي ، الذي أخذ شكلاً مزخرفاً جميلاً ، ونظرت إلى ثيابي ، وتعجبت منها ، وتحسستها ، ووجدت أنها من قماش ، غير معروف . نظرت إلى الباب ، واتجهت إليه هذه المرة ، بثقة كبيرة ، وفي الردهة الكبيرة الواسعة ، رأيت حارس القلعة السوداء ، بزيه الأسود المريع ، شعرت بطاقة ما ، تتسرب من بين قبضتي ، لتنطلق نحو حارس القلعة ، وتدفعه في قوة ، حاول أن ينهض ، ويوجه لي كرة من الطاقة سوداء ، تفاديتها بكل سهولة ، نظرت بكل تصميم ، إلى الحارس ، وأنا أستجمع كل طاقاتي ، لتوجيه ضربة قوية إليه ، تقضي عليه ، وقبل أن تصل كرته السوداء الثانية ، أطلقت كرة كبيرة من الطاقة ، سحقت كرته ، وواصلت طريقها إلي الحارس في قوة ، الذي نظر إليها في دهشة ، ثم ارتطمت به وسحقته.
- أخيراً ، الآن يجب أن أصل إلى القزم ، وهذا لن يكون عسيراً ، من نفس الطريق عدت ، وقفت على حافة الهاوية ، وبقفزة كبيرة جداً ، وصلت إلى الحافة الأخرى ، حتى وصلت إلى الحجرة الزرقاء.
- أحسنت يا (ياسمين ) ، الآن أغمضي عينيك ، ودوري حول نفسك ، وستجدين نفسك ، في عالمك الحقيقي .
- وأنت أين ستذهب ؟
- لا تقلقي ، المهم أن تتخلصي ، من الخطر الحالي ، وبعد ذلك سوف أرشدك إلى القوة الثانية ، هيّا لا تضيعي الوقت ، فصديقك في خطر.
صديقي في خطر ، لا يوجد لي أصدقاء ، هل يقصد ( عادل ) ؟
إذاً عليّ التصرف على الفور ، أغمضت عيني ، ودورت حول نفسي في بطء ، ثم وجدت قوة ما ، تدفعني لكي أدور بسرعة ، و رأيت في ذهني ، جسدي في حجرتي ، ألتحم به ، وتفتح بوابة صغيرة ، اندفعت نحوها في قوة ، لأتوقف عن الدوران ، لأجد نفسي أمام وحش رهيب ، يقف أمام سيارة ، تشتعل فيها النيران.
***
|