كاتب الموضوع :
القناع الأحمر
المنتدى :
الارشيف
هذان فصلان آخران ، أتمنى أن تجدوا المتعة والإثارة فيهما .. والآن تفضلوا وقرأوا ............................
3- اللغز في طريقه إلى الحل ( فصل متعدد ، هناك أجزاء يرويها ( عادل ) ، وأجزاء ترويها ( ياسمين ) ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(عادل)
القناع الأحمر التهم كل الأقنعة ، وتحول إلى كيان رهيب ، وانطلق خلفي وهو يزمجر في شراسة ،ووحشية ، والزبد يتساقط من بين شدقيه ، وأنا أحاول الهرب ، والرعب يسيطر على جسدي ، ويمنعه من الحركة ، لا أعلم ما الذي سأفعله ؟ ، وفجأة صرخت من فرط الخوف والرعب ، وصوت والدتي يأتي من بعيد :
) - عادل ) .. (عادل ) استيقظ ، استيقظ يا بني.
فتحت عيني في بطء ، مبصراًً والدتي ، التي وضعت يدها على جبيني ، قائلة في عتاب :
- ما كان عليك أن تنام بعد الغداء ، من المؤكد أنّ الكوابيس قد لاحقتك.
- لا عليك يا أمي.
- يجب أن تحافظ علي صحتك يا بني.
- أرجوك يا أمي ، أنا بخير ، إنه مجرد كابوس.
- على راحتك يا ( عادل ) ، ولكني أريد أن أقول لك ، أن صديقك (مراد) قد اتصل بك.
) - مراد ) اتصل بي ، ألم يخبرك ماذا يريد ؟
- لا ، فقط قال أن تعاود الاتصال به.
- حسن يا أمي ، سوف أتصل به.
نهضت ، ثم قمت وغسلت وجهي ، ورفعت سماعة الهاتف ،طلبت رقم بيت ( مراد)
-ألو ..
- ألو ..
)- مراد ) ، هذا أنا ( عادل ) ، لقد أخبرتني والدتي ، أنك اتصلت منذ قليل ،هل يوجد جديد ؟
- نعم ، لقد علمت من مصادر موثقة ، أنّ ( ياسمين ) ، قررت مرة أخرى ، زيارة الكهف في الصباح الباكر.
- وهل أستطيع أن أعلم من أين لك هذا المصدر الموثوق ؟
- نعم ، كل ما في الأمر أنّ والدي ، صديق لوالدها ، وقد تحدث والدها مع والدي في هذا الموضوع ، حتى يسمح لها بالسفر ، إلى مدينة سوريا.
- حسنا يا ( مراد ) ، أشكرك كثيراً ، سوف أفكر ماذا سأفعل ؟
- هل ستذهب إلى مدينة سوريا ؟
- يبدو أنّ هذا سيحدث ، فلا أستطيع أن أفوت أمراً مثل هذا ، كنت أشعر أن ( ياسمين ) ، تخفي الكثير من المعلومات.
- حسنا يا ( مراد ) ، سلام.
- سلام .
هكذا إذن ، يجب أن أفكر جيداً ، لماذا تريد ( ياسمين ) ، الذهاب إلى الكهف مرة أخرى ؟ ولماذا أشعر ، أنّ هناك جديد ؟ حسن ، لا مفر ، سوف أجهز نفسي للسفر غداً ، هذه فرصة لن تعوض.
***
(ياسمين)
لقد تم تجهيز كل شيء ، أبي وافق مرة أخرى ، على سفري إلى مدينة سوريا ، الخريطة معي في الحقيبة ، وبعض الإضافات القليلة ، التي قد أحتاجها .
أتلمس شعري الأحمر في هدوء ، ودقات قلبي تدق أكثر ، وأكثر ، وأنا أنتظر السائق ، الذي سوف يرسله أبي ، لكي يقلني إلى الكهف .
لقد سألني أبي مباشرة ، عندما أخبرته ، أنني أود الذهاب إلى الكهف مرة أخرى :
- ولماذا تريدين الذهاب ؟ ألم تذهبي المرة السابقة ؟
بهدوء شديد ، وبنفس عميق ، أحاول أن ألتقط به أنفاسي ، أجبته :
- أبي ، عشرة سنوات ، ولغز الكهف لم يحل ، وأعتقد أنك تتمنى مثلي ، أن يحل هذا اللغز ، فدعني أحاول ، لعلي أصل إلى نتائج جديدة ، تفيدنا في البحث.
رفع أبي حاجبيه ، وتأملني لحظات ، ثم قال في حزم :
- هل أنت مصرة على البحث ، مهما كانت النتائج ، والمخاطر ؟..
- نعم يا أبي ، أنا سوف أتحمل مسؤولية قراري هذا ، مهما كانت النتائج.
- حسن يا بنيتي ، أنت ناضجة بما فيه الكفاية ،ولن أحرمك من متعة الكشف ، والبحث ، ولكني أتمنى من الله أن يحميك ، فأنا أشعر بقلق لا أعلم مصدره ، يجعلني خائفاً عليك من هذه الرحلة.
- لا تقلق يا أبي ، وكن واثقاً ، أنني سأكون متيقظة جداً ، لأي شيء.
- على بركة الله يا بنيتي .. سوف أرسل في طلب السائق لكي يقودك إلى هناك …
***
(عادل)
منذ الصباح ، استأجرت سيارة حديثة ، لكي أقودها بنفسي ، ولم تمض نصف الساعة ، حتى كنت في طريقي ، إلى مدينة سوريا .
الجو صحو ، والشمس دافئة ، مع آذان الظهر وصلت ، وهنا لمحتها ، نعم كانت ( ياسمين ) ، تمسك الخريطة ، التي حدثني عنها ( مراد ) ، تنظر إليها في دقة ، وبعد لحظات ، رأيتها تلقي نظرة عميقة إلى الكهف ، وتمشي بخطوات سريعة صوبه ، وتدخله .
أسرعت من خطواتي ، ووقفت عند مدخل الكهف ، برهة من الوقت ، ثم قررت أن أدخل ، وفجأة حدث ما لم يكن في الحسبان ، لقد انهار مدخل الكهف ، وانتشرت سحابة من الغبار ، جعلتني أصرخ من الخوف ، على مصير ( ياسمين):
) - ياسمين ) ، النجدة ، لقد انهار المدخل ، و(ياسمين ) في الداخل.
ظللت أصرخ ، وأنا أحاول بلا فائدة ، أن ألتقط الحجارة ، وأرميها هنا ، وهناك ، ولكن يبدو أنه ، كلما رفعت حجرا ، تتساقط مجموعة أخرى من الحجارة ، حتى أن أحدها ، ارتطم في جبهتي وأدماها ، وقعت على الأرض ، خائر القوى ، وأنا أسمع صوت خطوات ، يأتي من بعيد ، فأدرت رأسي بصعوبة ، لألمح رجل متوسط القامة ، يسرع نحوي في قلق ، ويسألني في جزع :
- أين ( ياسمين ) ؟
أجبته وأنا أشير إلى داخل الكهف ، في تخاذل ، ودوار رهيب يهاجم رأسي في عنف ، لأستسلم لدوامة عميقة جداً.
***
(ياسمين)
أخيراً وصلنا ، ها هو الكهف أمامي ،غادرت السيارة ، وتأملت الكهف لحظات ، ثم أخرجت الخريطة ، وتأملتها مرة أخرى ، وأنا أعلم ماذا سأفعل هذه المرة.
تقدمت إلى داخل الكهف في هدوء ، وأنا أشعر أنّ أحدا ما يراقبني ، لكني لم أهتم لهذا ، دخلت الكهف أخيراً ، وأنا أهتف في راحة:
- أخيراً.
قلت هذا ، وعلى الفور اتجهت ، إلى الأقنعة على الجانبين ، قمت بلمس القناع الأسود ، على الجدار المقابل ، وأيضا نفس القناع ، على الجدار الآخر ، وفجأة تألق كل من القناعين ، بلون أسود ، رهيب ، وسمعت صوت هدير تعالى من خلفي ، فأسرعت بسرعة ، إلى مدخل الكهف ؛ لأرى أنّ انهيار كبير أغلق مدخل الكهف ، ليغرق الكهف في ظلمة حالكة.
هل هذه هي النهاية ؟ الرعب والخوف ، حلا محل الشجاعة ، والثقة ، ماذا أفعل ؟ وكيف سأخرج ؟ لا ، يجب ألا أستسلم ، لقد وعدت أبي ، أنني سأتحمل مسؤولية ما أفعله ، مهما كانت النتائج.
فتحت حقيبتي بسرعة ، وأخرجت منها مصباحاً كهربائياًً ، كنت قد وضعته ، في الحقيبة تحسباً لمثل هذه الظروف .
أشعلت المصباح ،وقررت أن أكمل ، ما بدأت به .
اتجهت إلى القناع الأخضر ، ولمسته ، ثم إلى الجدار الآخر ولمست القناع الذي يجمل نفس لونه ، وكررت هذه الطريقة ، على باقي الأقنعة ، حتى وصلت إلى القناع العاشر ، والأخير ، القناع البني ، وعندما انتهيت ، تألقت جميع الأقنعة ، ببريق طغى على ضوء المصباح الكهربائي ، دام لمدة دقيقة كاملة ، وبعدها خبا الضوء ، حتى ضوء المصباح نفسه ، ما هذا الصوت الذي أسمعه ؟ ، نعم إنه صوت غريب ، يصدر من اتجاه ، نقش القناع الأحمر ، فتسمرت مكاني ، وأنا أنظر إلى مشهد لا يصدق .
النقش ينقسم إلى قسمين ، ليكشف عن حجرة كبيرة ، غريبة ، دخلتها ، والدهشة ، والحيرة ، والخوف من المجهول ، كل هذا جعلني أتقدم بحذر شديد ، نقوش وكتابات غريبة ، وصندوق نحاسي كبيرة ، في ركن الحجرة ، محاط بأربعة من الأقنعة البيضاء ، على الفور أخرجت كراستي ، والقلم الرصاص ، ودونت كل شيء موجود ، بكل التفاصيل ، النقوش والكتابات ، وعندما انتهيت ، اتجهت إلى الصندوق النحاسي ، وحاولت فتحه ، ولكني لم أفلح ، فوجهت ضوء المصباح إلى جوانبه ، حتى عثرت ، على فرز صغير ، أدخلت سبابتي دون تفكير ، وانتبهت إلى صوت تكة صغيرة ، فدفعت الصندوق ، وأخير فتح الصندوق ، ما هذا ؟
هل تريدون ، معرفة محتويات الصندوق ؟ ، أخشى أن أقول ، لا حسن سأقول.
كتاب كبير عتيق ، وقناع أحمر حقيقي ، حجمه على مستوى الوجه ، وثلاث قلادات غريبة الشكل ، وضعت كل هذا في حقيبتي ، إلا القناع ، فقد راودتني فكرة غريبة بشأنه ، قربت القناع من وجهي ببطء ، وأنا أتذكر (ستانلي إبكس ) ، وهو يضع القناع على وجهه ليتحول إلى القناع الأخضر ، هل حقاً يمكن أن يكون هذا حقيقياً ؟ ، وأكتسب قوة خارقة ، ترددت لحظة ، ثم وضعت ، القناع على وجهي ، ولكن ..
للأسف لم يحدث شيء ، فتنهدت في حرارة ، وأنا أقول :
- هذا سخيف ، هل أتوقع من هذا القناع ، أن يحوي قوة خارقة ، كما في الأفلام ، وروايات الخيال العلمي.
وضعت القناع ، في الحقيبة ، وخرجت من الحجرة ، وحدث ما كنت أتوقعه في مثل هذه الأمور.
أنطبق قسما الجدار ، الذي يمثل القناع الأحمر الكبير ، وبدأ كل شيء ، يتساقط ، فأصبت بالجزع ، والرعب ، وأنا أسرع ، إلى مدخل الكهف ، وأنا أعلم ، أن المدخل مغلق ، ولكني لم أفكر ، في ذلك في تلك اللحظة ، تفاديت بصعوبة حجراً كاد أن يرتطم برأسي ، وأخيراً وصلت إلى المدخل ، وأنا أسمع بعض الأصوات ، فصرخت في جزع :
- النجدة ، النجدة ..
كمية الغبار تتكاثر أكثر ، وأكثر ، وقريبا ، - وهذا مؤكد - ، الكهف كله ، سوف يصبح أنقاضا .
وضعت الحقيبة على كتفي ، وبدأت في رفع الحجارة ، وأخيراً ، سمعت صوت بعض الرجال ، يهتف في اهتمام :
- دقيقة ، ونخرجك من هنا ، يا آنسة (ياسمين ) .
يا إلهي ! إنه السائق ، ولكن هل يستطيع ، أن يتمكن من إخراجي ، في الوقت المناسب ؟
كمية الغبار تتكاثف أكثر ، وأكثر ، حتى أنّ الرؤية ، باتت صعبة للغاية ، حتى مع وجود المصباح الكهربائي بدأت أشعر بالاختناق ، ووعيي يتسرب من داخلي ببطء ، وأنفاسي تتقطع
أشعر أنها النهاية ، ولكن على ، الأقل كشفت لغز الكهف ، صوت السائق ، يهتف في قلق :
- آنسة ( ياسمين ) ، أرجوك أن تتحملي ، لم يبق الكثير.
لم يبق الكثير ، فعلاً لم يبق الكثير للموت.
وقعت على الأرض ، وأغمضت عيني في ضعف ، وظلام حالك يغمرني ، وكل المؤشرات تؤكد أنني سوف أغادر هذا العالم ، أغادره بشكل نهائي.
***
4- الأسطورة ..
ـــــــــــــــــــــــــــ
(عادل)
لم أتوقع ، أن يمر كل شيء بسلام ، إصابتي كانت سطحية ، وأنا الآن ،في المستشفى في مدينة سوريا ، أنظر إلى ياسمين ، مغمضة العينين ، ووالدها ينظر إليها ، في حنان ، وهو يمسح بكفه على جبينها.
- الحمد لله على كل شيء .
قالها والد ( ياسمين ) في راحة ، وهو ينظر إليّ ، بنظرات متسائلة .
- أنا (عادل ) يا دكتور ( خليل ) ، أدرس في قسم الآثار في جامعة وطن.
- هل أنت زميل ابنتي ؟
لم أرد أن أقول له ، أنّ ابنته ليس لها أصدقاء ؛ حتى لا يصاب بصدمة ثانية ، فأومأت برأسي بالإيجاب وأنا أجيب :
- نعم ، زميلها ، أنا في السنة الرابعة.
- هل يمكنك أن تشرح لي ، ما حدث بالضبط ؟
لقد كنت فاقد الوعي تقريباً ، عندما حدث ما حدث ، ولكن سائق السيارة أخبرني بكل شيء ، لهذا عندي فكرة واضحة عن الحادث.
- في حقيقة الأمر يا دكتور ، أنّ ابنتك دخلت الكهف الغامض ، ولم تمض لحظات ، حتى انهار مدخل الكهف ، فأصبت أنا ، وأسعفني سائق سيارة ( ياسمين ) بسرعة ، وأسرع هو ينادي ،على اثنين من الرجال ، يساعدوه ، في رفع الأنقاض ، وفتح ثغرة جديدة ، ولكن فجأة ، شاهدوا غباراً كثيفاً ، يملأ المكان ، وصوت (ياسمين ) ، يصرخ طالباً النجدة ، وفي آخر لحظة ، استطاعوا ، فتح الثغرة ، وانتشلوا ( ياسمين ) ، من بين الأنقاض ، وهي في حالة يرثى لها ، وفور ابتعادهم عن الكهف ، انهار كل شيء ، وأصبح الكهف مجرد أنقاض .
وبقية الأحداث ، تعرفها أنت يا دكتور ، فقد تم إسعاف ( ياسمين ) بسرعة ، والسائق قام بالاتصال بك ، لتأتي إلى المستشفى ، على الفور ، وحالتها الصحية أصبحت جيدة الآن ، بعد أن نجت من الموت اختناقاً .
- أنا المسئول ، أنا الذي وافقت على طلبها ، بالذهاب إلى الكهف ، كان من المفترض ، أن أذهب معها.
قال هذا بصوت حزين ، وهو ينظر إلى ابنته الراقدة على السرير الطبي.
- الحمد لله على كل شيء ، يا دكتور ، المهم أن ابنتك قد نجت.
قلت هذا في هدوء ، وأنا أخفي في داخلي ، حزني الكبير ، على ضياع المشروع ، فبعد انهيار الكهف ، سيفشل مشروعي فشلاً ذريعاً ، ويجب أن أبدأ في موضوع جديد.
- أبي ! ، ماذا حدث ؟
(ياسمين ) ، أخيراً استعادت وعيها.
- ابنتي ، حبيبتي ، حمداً لله على سلامتك ، لقد قلقت عليك كثيراً.
- لا تقلق يا أبي ، أنا بخير.
قالت هذا ، وهي تنظر إليّ في تمعن ، ثم تقول بلهجة متسائلة:
- (عادل ) ! أنت هنا !
نظرت إليها في حيرة ، ثم قلت :
- نعم ، أنا آسف لأنني تبعتك ، إلى مدينة سوريا ، ودخولك الكهف.
قالت في توتر :
- ورأيتني أيضاً أدخل الكهف , لكنك مصاب.
الشك بدأ يتسلل إلى داخلي ، لماذا هذا الحذر ، والتساؤل ، حول رؤيتي لها ، وهي تدخل الكهف ؟ ما الذي رأته في داخله ؟ ، وأحدث كل هذا الدمار فيه ؟ هل تحاول أن تخفي أمرا ما ؟
- إنها إصابة بسيطة ، لأنني عندما اقتربت من المدخل ، انهار فجأة ، وأصابني بعض حطامه.
- حسنا ، دعنا من كل هذا الآن ، سوف أجهز كل شيء ، لنعود إلى العاصمة.
قالها الدكتور ( خليل ) في سرعة ، وأنا أنظر إلى (ياسمين ) ، والشك يكبر في داخلي أكثر وأكثر.
***
(ياسمين)
أخيراً ، عدت إلى منزلي ، لقد أوصلني أبي ، واطمئن عليّ قليلاً ، ثم غادر إلى عمله ، والدتي استقبلتني بحنان كبير ، بعد أن رفض والدي ، اصطحابها معه إلى مدينة سوريا ؛ لكي تطمئن عليّ ، مؤكداً لها أنني بخير.
- حمداً لله على سلامتك ، يا بنيتي.
- أنا بخير الآن يا أمي ، لا تقلقي عليّ ، سوف أذهب الآن إلى حجرتي ؛ لكي آخذ قسطاً من الراحة.
قلت هذا ، وأنا ذاهبة إلى حجرتي ، وأغلق الباب خلفي جيداً.
- الآن ، أريد أن أكتشف كل شيء.
هتفت بهذه الجملة ، في خفوت ، وأنا أخرج حقيبتي ، التي وضعتها والدتي ، بجانب السرير ، ثم أفتحها بترقب شديد ، وأخرج الرسومات ، والكتاب ، والقناع ، والقلادات الثلاث ..
أولاً: يجب تفسير النقوش ، التي على الجدار ، نظرت إلى الرسومات التي وضحت عليها ، كل شيء بالتفصيل ، لكني لم أفهم شيئاً ، ففتحت الكتاب ، ووجدت أنه مكتوب باللاتينية . الحمد لله أنني ، أتقن هذه اللغة قراءة كتابة.
الورقة الأولى ، بها رسم صغير للقناع الأحمر ، تحيط به ثلاث قلادات متوهجة ، وبعض الأسطر باللاتينية ، والترجمة هي كما يلي ..
" أسطورة القناع الأحمر ، من بين الأبعاد ، من بين النيران ، من بين أعمق نقطة ، في منطقة الموت ، استطاع شخص واحد فقط ، أن يحرر القناع ، و به امتلك قوة خارقة ، قوة كادت أن تدمر العوالم كلها ، ولكن عن طريق عشرة أقنعة ، ظهرت من كوكب بعيد ، اتحدت مع بعضها البعض ، لتأسر القناع ، وترسله بعيداً ، وبعد مئات السنين ، سيأتي شخص ذو شعر أحمر ، يحرر القناع ، ولكن عليه ، أخذ الحيطة والحذر في تحريره ، فخطأ واحد فقط ، سوف يؤدي إلى بعث طاقة الشر، كلها من جديد ، وحينها ، سيعمّ عهد من الفوضى والدمار.
- يا إلهي ! ما الذي أقرأه ؟ أية قوة ممكن أن تكون بهذا الشكل ، وكيف يمكن السيطرة عليها .
تصفحت باقي الكتاب ، ووجدت أنها تعليمات ، لكيفية تحرير القناع ، بالتأكيد ، للقلادات دور بارز ، قلادة حمراء ، قلادة خضراء ، قلادة صفراء.
ولكني حتى الآن ، لم أفهم النقوش التي رسمتها ، نقلاً عن الجدران ، ما هو تفسيرها ؟ ، وهل لها دور ، في تحرير القناع.
- ( ياسمين ) .. ( ياسمين).
من أين أتى هذا الصوت ، تلفت حولي في ذعر ، ولكني لم ألمح أحدا هنا ، أو هناك.
- (ياسمين ) ، سوف أرشدك إلى تحرير القناع.
الصوت مرة أخرى ، ما هذا الكابوس ، الذي وضعت نفسي فيه.
- من أنت ؟ ، وماذا تريد ؟
- لا تخافي ، قلت لك سوف أرشدك ، إلى تحرير القناع ، هيّا نفذي ما أقوله لك.
- خذي القلادات ، وضعيهم على شكل مثلث ، ثم ضعي القناع الأحمر ، في الوسط .
يا إلهي ! ، أشعر أن هناك قوة رهيبة ، تجعلني أتجه نحو القلادات ، وأضعهم على شكل مثلث ، ثم أضع القناع الأحمر ، في الوسط.
- جيد ، والآن دققي النظر في القلادات ، سوف ترين ، أيقونة سوداء صغيرة ، اضغطي هذه الأيقونة.
أردت أن أمتنع ، ولكن لا أعلم ما سر الحالة ، التي أصبحت عليها ، أشعر بكياني كله يستجيب ؛ لتنفيذ هذه الأوامر ، وأشعر بالخطر يحيط بي ، من كل جانب ، ولكني على الرغم من ذلك ، ضغطت الأيقونة السوداء ، في القلادة الصفراء ، والحمراء ، والخضراء ، وفجأة تألقت القلادات ، بلون أحمر قاني ، واتجهت ثلاث خيوط من الطاقة ، إلى أعلى ، لتكون كرة صغيرة من الطاقة المتوهجة ، فوق مستوى القناع ، وفجأة انقضت كرة الطاقة ، على القناع الأحمر.
- أخيراً ، أحسنت يا ( ياسمين ) ، لم تبق سوى خطوة أخيرة ، ويكتمل تحرير القناع.
يا إلهي ! خطوة واحدة ، ما الذي سيحدث بعدها ؟ ، الخوف ينتشر في جميع أجزاء جسدي ، مثل الوباء ، كيف ؟ ، وماذا أفعل ؟
-الآن عليك أن تتقدمي من القناع ، وتضعيه على وجهك.
أضع القناع على وجهي ! ، ما الذي سيحدث ، إذا وضعته على وجهي ؟
تقدمت من القناع ببطء ، وأتطلع بدهشة إلى الفراغ ، بجانب السرير الأيمن ، شيء ما يولد من العدم ، ولكني لم ألتفت إليه ، وأنا أمسك القناع بين يدي ، والشيء يكبر أكثر وأكثر ، حتى أصبحت فجوة صغيرة الحجم ، خرج منها قزم صغير ، في حجم طفل في العاشرة ، صرخ بأعلى صوته :
- توقفي ، لا تضعي القناع ..
توقفت بالفعل فور أن صرخ في وجهي ، ونظرت إلى القزم في حيرة ، وهو يتقدم ببطء ويقول :
- سوف تحررين طاقة الشر ، لو وضعت القناع.
- لا تستمعي له ، هيّا ضعي القناع ، وسينتهي كل شيء.
تقدم القزم بحذر مني ، وهو يقول :
- لا تستمعي لهذا الصوت ، إنه صادر من القناع ، إنها طاقة الشر ، التي تريد أن تتحرر، سوف يعم الدمار ، والفوضى ، في جميع أنحاء العالم.
استمعت إلى القزم ، وأنا شاردة الذهن ، أردت أن ألقي القناع جانباً ، ولكن الصوت انطلق هذه المرة بصرامة شديدة هاتفاً :
- هيّا ضعي القناع بدون تردد ، أنت الآن ، تحت سيطرتي التامة.
لا يوجد أمل إذاً ، قمت بوضع القناع على وجهي ، والقزم يصرخ في غضب:
- لا ، لقد تحرر الشر.
فور أن وضعت القناع ، انتقلت إلى عالم آخر ، عالم هو قطعة من الجحيم ، وحوش هنا وهناك ، والكل يقترب مني في شراسة ، والصوت ما زال يدوي في أذني قائلاً :
- لقد أحسنت يا ( ياسمين ) ، الآن نستطيع أن نتحرر.
صداع ، وألم رهيب ، وأنا أشعر بدوامة قوية تقترب مني في سرعة ، لم تلبث أن ، التهمت الدوامة جسدي ، وأصبحت في عالم ثان.
لست أعلم ماذا حدث ؟ ، ولكن ، نظرت حولي لأجد نفسي ، في مكان غريب ، ليس فيه حياة قط ، ولم تكد تمض لحظات قليلة ، حتى ظهرت الفجوة الصغيرة ، وخرج منها القزم الصغير ، وهو يقول في يأس :
- للأسف لقد تحررت طاقة الشر ، وتم نقلك إلى هذا البعد ، سوف تكون عودتك باهظة للغاية ، الشر سوف يعم عالمك.
نظرت إليه في جزع ، صارخة في وجهه من شدة التوتر، والقلق ، والذعر:
- ماذا تعني ؟ هل سأظل هنا إلى الأبد ؟ كيف سأعود إلى عالمي ؟ أجبني ..
- قلت لك سيكون الثمن باهظاً للغاية.
***
|