آداب
14-عند السعال أو العطاس أو التثاؤب, من الذوق أن تدير رأسك بعيداً عن الآخرين, وتغطي فمك بيدك كلها, وتقول (الحمد لله)..أو عفواً.
ومن المهم أن تغسل أو تمسح يديك بسرعة بعد العطاس, كيلا تنتقل الجراثيم إلى شخص آخر. إننا نشمت العاطس بقولنا: يرحمك الله. وفي ألمانيا: شفاك الله. ونجد أن كثيراً من الكبار يسعلون ويعطسون وسط الجماهير,أو يبصقون دون أن يأبهوا للآخرين. لذا فإنني أمقت مترو الأنفاق في موسم الأنفلونزا. وأرجو من المصابين بآفات مُعْدِية عدم ارتياد الأماكن العامة.
15-لا تتلمظ بشفتيك محدثاً ذلك الصوت المقيت, أو تحرك عينيك منصرفاً عن محدثك, أو تبدي إيحاءات توحي بعدم الاحترام(مثل فرقعة الأعناق وطقطقة الأصابع).
والمراهقون عادة يحبون هذه الأعمال, بل يعتبرها البعض عادة يصعب التخلص منها.
في أول يوم دراسي طلبتُ من التلاميذ أن يقوموا بهذا العمل بشكل فردي, أو جماعي, وكان ذلك متعة لهم. ثم تحدثتُ إليهم عن مساوئ هذه العادة, وأن فيها إبداء عدم الاحترام للآخرين, ويوقع في المشاكل. ثم قمنا بتمثيلية, تقوم فيها إحدى البنات بالتلمظ بشفتيها, فأوبخها أمام التلاميذ, ثم أطلب منها أن تكتب اسمها على السبورة.
وبعدها أصبح على كل من يقوم بهذا العمل أن يكتب اسمه على السبورة كعقوبة. واستمر ذلك أسبوعاً, قّّلّت بعدها هذه العادة.
16-إذا اصطدم بك شخص ما, فعليك أن تقول:"عفواً, أرجو المعذرة", حتى ولو لم تكن أنت المخطئ.
إن مجرد اصطدام بسيط داخل المدرسة, كان يتحول إلى معركة. ولكن بعد تطبيق هذا المبدأ بفترة شهر, كان هناك ذوو أجسام ضخمة يقولون:" عذراً, نرجو العفو". وعند سفر تلاميذي إلى لوس أنجلوس, تدربنا على آداب السلوك داخل الطائرة والممرات, حيث لعبتُ دور المضيف الذي يسير بين المقاعد, ويتلقى الطلبات, وتدربنا على أدب الاعتذار. وقد هنأني الركاب وقائد الطائرة, وأشادوا بأدب التلاميذ, مع أنني لم أكن معهم.
17-عدم النظر إلىأي تلميذ في مشكلة, أو تأنيب, أو عقاب. أما إذا كنت أنت التلميذ الذي يُوجّهُ إليه العقاب, فلا تغضب من التلاميذ الذين ينظرون إليك, بل أخبرني بذلك.
إحدى التلميذات كانت تقع في مشكلات, فإذا عاقبتها, ونظر إليها التلاميذ, فإنها تبدأ على الفور في مهاجمتهم بلسانها أو يديها, لذلك أوصيت التلاميذ ألا ينظروا إليها. وقد ساعد ذلك في تهدئتها. تخيل أنه أوقفك أحد رجال المرور, وأثناء حديثك معه يدير المارة وجوههم ليحملقوا فيك, وخاصة إذا كانوا من معارفك, أو طلابك في الحافلة يلوحون إليك. ونتعلم ألا ننظر لشخص ما وهو واقع في مشكلة, مثل إدامة النظر إلى عاهة إنسان, أو إلى سيارة مصدومة, لأن ذلك يحرج صاحبها.
18- الإصغاء, وعدم الالتفات حولك, في أي اجتماع
19-ابذل أقصى جهد كي تكون منظماً قدر الإمكان.
إنني أعترف باني أكثر الناس فوضى في العالم, ومكتبي عبارة عن تل من الأوراق والملفات والكتب.. لذلك كنت أسامح على الفوضى, مع التحذير بألا تكون هناك مشكلة في إيجاد أي شيء أطلبه منهم, مثل الواجبات أو المذكرات أو الأدوات. وقد كنت أسأل المدرسين عن نقاط الضعف في طلابي, فأفادوني بأنها عملية التنظيم والترتيب, وقد كان ذلك يقتلني. فعقدت العزم على أن أفعل شيئاً ما يساعد تلاميذي على أن يصبحوا أكثر تنظيماً. اشتريت مجموعة من الأدوات التي أريد أن تكون لدى كل تلميذ, ووضعت هذه الأدوات على الأرض وقمت بتصويرها. ثم أرسلت رسالة قبل بدء الدراسة بأسابيع لكل التلاميذ, موضحاً الأدوات المدرسية اللازمة, وأرفقت بها الصورة. وفي أول يوم دراسي, تفحصت الأدوات, وأوضحت لهم متى يستخدموها, وكيف يصنفون الأدوات طبقاً للواجبات, التي أعطيتهم قائمة بها, وأين يضعون الأوراق التي تم تقويمها. وهكذا أصبح فصلنا أكثر الفصول تنظيماً, وجعل حياتي العملية أكثر سهولة. وأصبحت قادراً على أن أستطلع مذكرات كل طالب وملفاته مع ولي أمره, وعلى وجه السرعة وكان بإمكاني الحصول على أية مادة, أو اختبارات نحتاج للإطلاع عليها. وقد أحب تلاميذي هذا الترتيب, واستفادوا منه فيما بعد. وأنصح المدرسين أن يعلموا تلاميذهم الترتيب بأن يكونوا مثالاً يحتذى به في النظام, وأن يوضحوا لهم النظام الذي سيتبعونه, ولا يفترضوا أن التلميذ يعرف أي شيء أو يدرك كيفية تأديته.
20-الصدق والأمانة مهما كانت الظروف. حتى لو ارتكبتَ أي خطأ, فمن الأفضل أن تعترف به, وسوف أحترم ذلك, وفي الغالب أغفر لك ذلك, وذلك بسبب صدقك وأمانتك.
وقد قص المؤلف قصتين عن تلاميذ حاولوا الكذب عليه, ولكنه استطاع أن يجعلهم يصدقون معه, فعفا عنهم. وقد وجد أنهم يعانون مشاكل سلوكية, مما جعله يقيم معهم اتصالاً مباشراً, فيكتشف فيهم صفات مميزة, ويشركهم في نشاطات رياضية أو اجتماعية, مما سبب لهم التغير في السلوك والتفكير, وهذا جلب له كثيراً من السعادة, وهذا هو الصدق وأثره في الحياة.