لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله خاص بالقصص المنقوله المكتمله


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-03-07, 06:40 PM   المشاركة رقم: 21
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
امير المسابقات


البيانات
التسجيل: May 2006
العضوية: 5144
المشاركات: 301
الجنس أنثى
معدل التقييم: حسين السريعي عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 32

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حسين السريعي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : شذى وردة المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

أينما رأته تحاشته وأخذت تمكث ساعاتٍ طوال في غرفتها على غير العادة، حتى أن "ناصر" لا حظ ذلك...


- ما بك؟!


- لاشئ..


- هل أنتِ مريضة؟! أتريدين أن أذهب بك إلى الطبيب؟


- قلتُ لك ليس بي شئ.


ونهضت من سريرها لكأنها تريد أن تثبت ذلك...


ابتسمت ابتسامةً باهتة و هي تقترب منه، وجلست على الكرسي بمحاذاته....


سألته بلطف:


- ماذا تقرأ؟!


- كتاب..


- ألا تسأم من قراءة هذه الكتب، أنا أفضل قراءة المجلات..


وأطبق ما بيده وهي يقول بتفكير:


- كيف أقولها لكِ يا عزيزتي، ولكن من المعروف- واعذريني- أن النساء رؤوسهن فارغة!!


- أنا رأسي فارغ!!


و مدت يدها لتضربه على صدره لكن قلبها لم يطاوعها فمست كتفه وكأنها تمسُّ ريشة، ردت بعتاب:


- هذا وأنا زوجتك وأمامك تهينني!!


- أبداً هذه ليست إهانة وإنما حقيقة..


وضحك بخفوت، أما هي فنظرت إليه بغضب في بادئ الأمر ثم ما لبث أن تلاشى وهي تراه يبتسمُ لها معتذراً:


- كنتُ أمزح معك..


- لا تتعب نفسك فلن أسامحك. ردت بدلع.


- هيا "شيووم" أنا آسف.


- تريدني أن أسامحك؟!


- هذا جل ما أتمناه.


- إذن أحضر لي هدية.


- فقط؟!


وأشار بأصبعه إلى عينيه وهو يقول لها بحنان:


- لو طلبتِ عيني فلن أتأخر..


نظرت إليه بحبٍّ جارف تجاوز حدود المكان والزمان...


كيف أغفلته، كيف سهت عنه، كيف لم تقدِّر ذلك القلب الذي طالما أغرقها بحنانه، بدفئه...


كيف تناست هذا كله في ذروة رغبتها بطفل!!!


وأخذ يتحدث و يعلق ضاحكاً وهي لا تسمع فقط تراقبه، تتأمله، هذا هو زوجها، أمسها ويومها ومستقبلها..


هو كل شئ بالنسبةِ لها، كل شيء...


وانتبه لشرودها فعلّق:


- بمن أنتِ سارحة الآن، أعترفي؟!


- لن أخبرك.


- إذن سأكمل قراءة كتابي.


- كلا، انتظر، كنتُ أفكر بك..


- ألم أقل أن رأسكن فارغ!!!


وابتسم، ولم تغضب هذه المرة بل أخذت تنظر إليه من جديد بحنو وهو يقلب الصفحات التي بين يديه...


أي خطيئةٍ كانت سترتكبُ بحقه؟!!!



============



بدا النهار صحواً، خالياً من الضباب ومن النجوم!!


الوقت يمر بطيئاً كسلحفاة كسول، حتى تلك الأشعة الذهبية المنتشرة في الأفق لا تلبث أن تتغلل لجسدك، تمنحك سمرة وشيئاً من الاكتئاب!!!


والحديث بينهما بات مقتضباً لكأنهما أصمان لا يتعاملان إلا بلغة الإشارات!!


الحياة هكذا لا تُطاق وقديماً قالوا: "جنة من غير ناس، ما تنداس"...

إنها تفضل الجحيم الذي يذيقها إياه على صمته، فعلى الأقل تحس بالحياة تدبُّ فيها، تشعر بأنها كيان موجود، وليس حطاماً رُكن على الرف...


أم تراه ذلك السادي قد صيرها مع الأيام "ماسوشية"!!!

و وصلا، وما أن توقفت السيارة حتى ترجلت منها دون أن تنتظره، ودفعت الباب الذي كان نصفه مفتوحاً...

ولجت إلى الداخل وابتسامة كبيرة على شفتيها وما أن رأتها "ندى" حتى هتفت بإسمها وهرعت لتعانقها...


وشعرت بالسعادة تغمرها وهي تراهم مجتمعين كلهم عدا، عدا "شيماء"!!!

وسألت عنها:

- أين هي؟!


- إنها تستيقظ متأخرة هذه الأيام..


والتفتت إلى خالها وهو يمد يدهُ إليها:


- اقتربي يا ابنتي، أريدُ أن أراكِ عن كثب، فلا أدري إلى متى يريد ابني "العاق" أن يخفيكِ عنّا!!


وجلست بجانبه وهي تطرق رأسها خجلاً...
- أخيراً أحضرتها هنا.. ردّ الأب بعتب.


- زوجتي ولا أستطيع الاستغناء عنها...


ورفعت رأسها بسرعة لتراه يبتسم وهو يصافح أخوته...

إنه يجيد هذه التمثيلية جيداً...

دور السعيد!!

هي ليست مثله، لا تُجيد التمثيل لا هنا ولا هناك!!!

وتقدم من والده فسقطت عيناهُ عليها وسرعان ما تلاشت الابتسامة عن شفتيه...

انسحبت بهدوء، إلى الوراء، إلى لا مكان!!!

ووقف خالها ليعانقه وهو يربت على ظهره وهو يمازحه:

- لقد أصبحت نحيلاً...

والتفت إلى "غدير" وهو يسألها بلوم:

- ألا تطعمينه يا "غدير"؟!

وبدت وكأنها أخذت على حين غرة من سؤاله، بانت علامات الذنب على وجهها حمراء مهينة والعيون ترصدها لتتلقف إجابتها..

ماذا تقول لهم، أنهُ يأمرها بأن تعدَّ له طعاماً كل يوم وحين يجهز يرفض تناوله وهكذا دواليك!!

عضت على شفتيها دون أن تنبس ببنت شفه وهي ترمش عيناها بسرعة كأنها تريد أن تجعل منها ستاراً يحجبها عن الآخرين....

وأحست بيدين دافئتين على كتفتيها فسرت في جسدها رعدة كالتيار...

التفتت إليه خلفها و بلا شعور وضعت كفها على إحدى يديه، تستمد منها الأمان!!

وضع يده الأخرى على يدها وهو يضغط عليها بخفة:

- أنا و زوجتي أحرار، كفاكم فضولاً!!

وعادت الضحكات والهمهمات لتسري في المكان....


وابتعدت اليد هي الأخرى!!!

=========

 
 

 

عرض البوم صور حسين السريعي   رد مع اقتباس
قديم 17-03-07, 06:41 PM   المشاركة رقم: 22
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
امير المسابقات


البيانات
التسجيل: May 2006
العضوية: 5144
المشاركات: 301
الجنس أنثى
معدل التقييم: حسين السريعي عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 32

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حسين السريعي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : شذى وردة المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

- لم قلتِ له أنني من أريدُ ذلك؟!


- لم يكن ليأبه بي لو طلبته بإسمي، ثم ألم تقولي أنكِ لا تملكين قطعاً سوداء كافية في خزانتك!!


- أنتِ مستحيلة!!


- كفي عن الثرثرة، إنه ينتظرنا.


وتناولت "ندى" حقيبتها وهي تدفع "غدير" أمامها...


لم يكن "المجمع" بعيداً فسرعان ما وفدوا هناك...


سارت الفتاتان معاً يتبعهما "عمر" بصبر...

كانت "ندى" تقفز من محل لآخر وهي تجر "غدير" من يدها و تلقي عليها محاضرة عن الموضة وخطوط الأزياء!!!

- "ندى" لقد تعبت، فلنسترح هنا..

لكن الأخيرة لم تكن تسمعها، كانت تصوب عينيها بدهشة في زاوية ما...


- ماذا بك؟!

- تصوري من هنا!!!

- من؟!

- المدير!!! قالتها بصوتٍ عال.


- أخفضي صوتك، "عمر" وراءنا، ثم أين هو لا أراه.


- ذاك الذي يحتسي القهوة في "لاميزون دي كافيه".


- يوجد عشرات الأشخاص هناك، كيف لي أن أعرفه!!

- تعالي سأريكِ إياه عن كثب...


- ماذا عن "عمر"؟


استدارت "ندى" إلى ذاك الأخير وهي تشير إليه بأن يأتي:


- أخي العزيز سنذهب إلى ذاك المحل، صدقني هذا آخر مكان سندخله.


- كم مرة قلتِ ذلك!!


- عمر!!


- لقد تأخر الوقت، هي 5 دقائق إن لم تنتهي أخذتُ زوجتي وتركتك هنا..


- هي من تريد أن تذهب إلى هناك وليس أنا.



لكزتها "غدير" في ذراعها وهي تخاطبه بخجل:


- إنها تكذب، لم أقل ذلك.


ونظر إليها وعلى شفتيه وميض إبتسامة صغيرة لكن "ندى" قطعت عليهما المشهد وسحبتها معها وهي تخاطبه من بعيد:


- انتظرنا هنا، لن نتأخر.


و اختبئتا خلف عمودٍ كبير، قالت بصوتٍ منخفض:


- ذاك هو، الذي يعبث بـ"اللاب توب"، حتى في المجمع لا ينفك عن العمل!!


- آه، هذا هو المدير إذن، لا بأس به!!


- لأنكِ لا ذوق لكِ، هذا أفظع وأسمج رجل عرفته بعد "براد بيت"!!


- من هذا براد بيت؟!


- جارنا الذي يسكن في البيت المجاور!!


- هيا لقد تأخرنا، "عمر" سيغضب.


- لا عليكِ منه، ما دمتِ معي فلن يقول شيئاً...


واستدارت "غدير" إلى حيثُ تركاه، كان مندمجاً في حديثه مع أحد الأشخاص...


أحقاً ما تقول؟!!


وتأملته في وقفته تلك وقد نست ما حولها

بالفعل هو لا يرد لها أي طلب، ليتهُ يبقى لطيفاً هكذا للأبد!!


- انظري...


وضحكت "ندى" بخفوت:

- يبدو أنها أفلتت من شرطة الآداب..

ونظرت "غدير" إلى حيثُ التفًّ الناس حول شقراء طويلة، ملابسها كانت حدِّث ولا حرج!!


- كأني قرأتُ مرة قانوناً ينص بالحد الأقصى لطول "التنورة"... علقت "ندى".


- إنها فاتنة جداً..


- أنا أحلى منها!!!!

ثم أردفت:

- اسمعي دعينا نذهب لأحد حراس الأمن ونبلِّغ عنها..


- هذا أحدهم، قد انضمّ مع المتفرجين!! ربما كانت نجمةً سينمائية؟!


- ليست كذلك، أنا أعرفهم كلهم.

وصدت للجانب الآخر وما لبثت أن شهقت بصوتٍ عالٍ:

- انظري كيف يطالعها قليلُ الأدب، عديم التربية..


- من؟!


- ومن غيره!! المدير...


- وما شأنكِ أنتِ؟!


- ما شأني؟! أهذا سؤال تسأليني إياه، هذا مديري، مديري أنا ألا تفهمين؟!


وتابعت بحرارة:


- ثم، أنسيتِ نحنُ نعمل معه ومعظمنا فتيات، إذا تفتحت عيناهُ الآن على هذه المرأة فربما ستتفتح عيناهُ علي وهذا هو الاحتمال الأكبر!! ثم على بقية الفتيات!!!!


- !!!!!!!


- سأفضحه، سأخبر كل من معنا في العمل عن سلوكه المشين!!


- أين ستذهبين أيتها المجنونة؟!


- ألا ترينه، يكادُ يقفُ لها كلما مرت بجانبه، اتركيني سؤأدبه، سأريه من هي "ندى"..


وأفلتت من قبضة "غدير" وهي تمشي كالسيل الهادر...

و وصلت إلى طاولته وهي تدقُّ الأرض بقدمها اليمنى، قالت بصوتٍ مصرور:


- ألا تخجل من نفسك؟! رجل في مركزك وسنك ينظر لهذه الأشكال...


وأجفل من وجودها المفاجئ أمامه هكذا...



ضربت يداً بيد وهي تردد:


- رجال آخر زمن، آخر زمن، تتظاهرون أمامنا بالشرف والأدب وحين نغفل عنكم ولو لثانية أظهرتم وجهكم الحقيقي..


- ......................



- وأنا أتعب نفسي يومياً أمام المرآة ولم تقل لي شيئاً مرةً واحدة حتى لم تكن تنظر إلي!!!


- .....................


- أتعرف كم أتكبد في بداية كل شهر وأنا أتبضع في السوق كي أشتري شالاً بلون حذائي..


ورفعت قدمها قليلاً لتريه حذائها الزهري:


- ألا تراه جميلاً؟!! ألا يعجبك ذوقي؟!


أخذ يطالعها مصعوقاً دون أن توقف لسانها...


- ثم ماذا بها كي تنظر إليها دوني أقصد دون الفتيات المحترمات، أتعتقد أن عينيها فعلاً زرقاوان، كذابة، كذابة، ثم كذابة، تلك عدسات ملونة، كلها صناعية محقونة بـ"البوتكس" و "الكيلاكوجين"، أما أنا فمحلية مائة بالمائة...




ثم استدركت وكأنها تذكرت شيئاً ما:



- ماعدا رموشي، فلقد سقطت من العقص واستخدام الماسكرا والسبب أنت!!!



وصاحت بصوتٍ عال:


- أجل أنت، لا تنظر إليًّ هكذا، قالوا رموش العين تذبح وسقطت رموشي كلها وأنت كالجمل في مكانك...



- !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!



- أرجوك لا تبرر ولا تكلمني، ما بيننا قد انتهى والسبب عيناك الفارغتان، أرجوك يكفي لا تحاول معي..



ولوت شفتيها بقرف وهي تعطيه ظهرها وبقيت هكذا برهة ثم عادت لتستدر وعيناها نصف مغمضتان:

- وداعاً..



وسارت عنه كما جاءت وآلالاف الشياطين تتراقص أمام عينيها حتى أنها تجاوزت "غدير" دون أن تشعر....


ولم تنتبه لها "غدير" هي الأخرى، كانت عيناها شاردتان في "عمر" الذي يبدو أنه تناسى وجودها ووجود أخته وأخذ يحدق في تلك المرأة الشقراء كبقية الرجال...


وغاص قلبها، شعرت بأنها تهوي وتعود لتطفو مرةً أخرى على رمالٍ لا قرار لها...


وأشتعل شئ في صدرها، شئ غريب، غريب ومهين في آنٍ واحد!!



وتمنت لو أنها لم تأتي إلى هنا، بل الأسوأ أنها تمنت لو أن زوجها لا يملك عينان!!!!


وقبضت على حقيبتها بقوة وهي تقاوم الاضطراب الذي يعتمل بداخلها، حزينة وغاضبة، ثائرة وخامدة، كنبعٍ فوار في بركةٍ آسنة كانت هي تلك اللحظة....



وسمعت صوتاً يناديها فالتفتت لندى:


- أنتِ هنا وأنا أبحثُ عنكِ في كل مكان...


- .....................


- لم تسأليني ماذا فعلتُ به!! لقد أدبته!!


"يا لحظك، ماذا عن ذاك؟!!"


- تصوري لم ينبس ببنت شفه، يبدو أنهُ خجل من نفسه...


- ....................


- أتعتقدين أنهُ سيقول لي شيئاً في الغد عما فعلتهُ اليوم، لا أتصور سيفضح نفسه حينها..


ثم أردفت بقلق:

- لقد صرختُ عليه، ولكن إذا واجهني سأنفي كل شئ، سأنفي حتى أنني رأيته بالمرة!!


- ما رأيك يا "غدير"؟!


- لم لا تتكلمين؟! أين عمر؟!!


"إنهُ هناك لم يخفض عينيه عن تلك المرأة ولو لبرهة، نسيني منذُ أن رآها"..



- لقد رأيته، هيا تأخرنا فلنذهب بسرعة قبل أن يحدث شئ لا تُحمد عقباه..



"ماذا بعد ذلك؟!"...



وسارت معها بإنكسار و بشئ من خفي حنين ووصلوا إليه دون أن ينتبه، مسّت "ندى" كتفه وهي تقول بعجل:


- هيا، لقد انتهينا من الشراء..


- لا أرى في أيديكما شيئاً..


- سنأتي يوماً آخر، لم تعجبنا بضاعتهم!!!


والتفت إلى "غدير"، كانت تطالع الأرض دون أن تسمع ما يقولا..


خاطبها بقلق:


- ما بك؟!


- ..........


- غدير!!


ورفعت رأسها وهي تنظر لعينيه الخضراوين بألم:


- لا شيء..


- هيا بنا إذن..


وركب الثلاثة السيارة صامتين، كلٌّ سارح في خطى أفكاره....


وما أن نزلت "ندى" حتى عاد ليخاطبها من جديد:


- ما بك؟!


- قلتُ لك ليس بي شيء. صاحت بعصبية.


رفع حاجبيه بدهشة ثم هزّ رأسه وهو يتابع القيادة..


و مدّ يده ليضغط على زر المسجل وكانت نشرة الأخبار...


وانقطت النشرة فجأة فطالعته بحدة وهي تقول:


- رأسي يؤلمني، لا أريدُ أن أسمع شيئاً!!!


وما أن وصلا حتى خرجت بسرعة دون أن تغلق الباب، لحقها وكانت بإنتظاره!!!

ألقت بحقيبتها على الأرض، فسألها بإستنكار:


- ماذا جرى لكِ هذا المساء!!


- ماذا جرى لي أم ماذا جرى لك أيها المحترم!!!


- أنا لا أفهم شيئاً مما تقولين..


انفجرت في وجهه وهي تنظر له بإزدراء:


- تخالني لم أرك كيف تنظر إليها؟!


- عمن تتكلمين؟!


- عن تلك المرأة التي لم تبعد ناظريك عنها منذُ أن دخلت..


- أنا لم أرى أحداً ولم التفت لأحد.


- لا تكذب..


- انتبهي للسانك..


- بالطبع ستنكر، فهذا طبعكم دوماً، الغش والخداع يجري بدمائكم..


- لا يهمني إن صدقتني أم لا... ردّ بنفاذ صبر.


- لم لم تذهب إليها أو ربما أخذت رقمها دون أن أدري!! وغطت وجهها وهي تبكي بصمت.


وأمسكها من ذراعها وهو يصرخ بشراسة:


- قلتُ لكِ لم أفعل شيئاً.


- أنت كاذب..


- اخرسي..


وانكمشت في مكانها وهي تغمض عينيها بقوة...


أردف وهو يصيح:

- وحتى لو كنتُ أنظر إليها فعلاً فهذا من حقي!!


فتحت عيناها وهي تردد كلامه بإستنكار:


- من حقك؟!


- أجل من حقي..


- أنسيت أنك متزوج؟!


- حقاً، لم يخبرني أحد بذلك من قبل!! قالها بسخرية.



وهدأت ثائرتها قليلاً وهي تفرُّ بنظراتها للأرض...


وأردف وهو يتأمل تعابير وجهها بإنتباه شديد:


- وليكن بمعلومك أنني أفكر جاداً بالزواج بأخرى.


ورفعت وجهها الذي أحتقن فجأة وهي تردد دون تصديق:


- ماذا؟!


- ما سمعته يا عزيزتي..


- كلا، لن تتزوج، لن تتزوج. صاحت بجنون.


- آسف، لم تتركي لي خياراً آخر، لا تقلقي لن أطلقك، سأبقيكِ على ذمتي معززة ومكرمة هنا أو عند والدي إذا شئتِ!!



أسمعت عن الدجاجة التي ترقص ألماً؟!


وكأنّ مسّاً أصابها من كلماته التي رنّت في أذنيها كالسندان، أخذت تضربه على صدره بما تبقى لها من قوة، كانت تشهق بتقطع وهو واقف بلا حراك ينظر لها بإهتمام...


أمسكت ياقة قميصه بكلتا يديها وبكاءها يرتفع:


- لن تتزوج أسمعت!!


- أمنعيني إن استطعتِ. ردّ بهدوء.


مسحت أنفها وهي تقول بتهديد:


- سأخبر خالي، سأخبره بما تودُّ فعله.


وبرقت عيناه بغضب:


- أتخالينني طفلاً كي تهددينني بوالدي؟! لا تضطرني أن أفعلها والآن!!


- لن تقدر، لن تجرؤ... صرخت.


ورفع أصبعه في الهواء بتصميم:


- والله العــ....


وضعت يدها بسرعة على فمه بإرتياع قبل أن يكمل...


نظرت إلى عينيه بتوسل ودموعها تذرف بملوحة وبمرارة تمرغ بها قلبها...


لكن عيناه قالتا شيئاً آخر، لا زالتا صلبتان، لم تستجيبا لتوسلها الصامت...


وتهاوت يدها إلى جانبها بضعف وكادت أن تهوي هي الأخرى لكنهُ أمسكها فدفنت وجهها في صدره وهي تنشج بصوتٍ خافت كنشيج الميازيب في مواسم المطر!!



حينها فقط أطبق عينيه بألم...



"سامحيني يا عزيزتي، كان لا بد أن أقول هذا، ليس من أجلي فقط بل لأجلك، لا زلتِ صغيرة ولا تفهمين!!"..




==========

 
 

 

عرض البوم صور حسين السريعي   رد مع اقتباس
قديم 17-03-07, 07:13 PM   المشاركة رقم: 23
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
امير المسابقات


البيانات
التسجيل: May 2006
العضوية: 5144
المشاركات: 301
الجنس أنثى
معدل التقييم: حسين السريعي عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 32

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حسين السريعي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : شذى وردة المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

- "جميلة".."ندى" كفاكما. صاحت "أشجان" بيأس.



لم تبالي "ندى" بصياحها وأردفت وهي تغرز أصبعها في جيد "جميلة".



- اشكري ربكِ لولاي لكنتِ جثةً مجهولة الهوية!!


- لولاكِ أم لولا خوفك من المدير لأنهُ حينها كان سيطردك شرّ طردة.



شهقت بصوتٍ عالٍ وهي تضع كلتا يديها على خصرها:


- سيطردني؟! كم أنتِ واثقةٌ بنفسك، يا عزيزتي المدير لا يقدر أن يستغني عني ولو للحظة واحدة، وكل طلباتي لديه أوامر، أتسمعين!!



ضحكت "جميلة" بجفاء وهي ترد بسخرية:


- لا يستغني عنك؟!! لا أدري من تلك التي يمسح بها الأرض يومياً وكأنها ذبابة، لا شي!!


- أخرسي يا مدمنة "الحشيش".


- أنا مدمنة "حشيش"، أشهدي عليها يا "أشجان" أمام المدير عندما يأتي، وأمام الشرطة لأني سأشتكيكِ بتهمة القذف والتشهير العلني.


كتفت "ندى" ذراعيها وهي تعلق بإستهزاء:


- أخفتني، بُصيلات شعري ستسقط رعباً من تهديدك.


وأردفت بصوتٍ مصرور:





- أنتِ ومديرك والشرطة تحت حذائي هذا ولو أنكم لا تساوون فردةً واحدةً منه!! وبإشارة واحدة من أصبعي سفرتكم إلى بلادكم لأنكم لا تبدون "بحرانيين" مائة بالمائة، لا بد أنكم من المجنسين!!!



وشعرت بلكزة خلفها فأخذت تحكُ ذراعها وهي تتابع:


- لا تنظري إليّ هكذا أيتها البلهاء الغيورة، أجل غيورة لأنني أجملُ منكِ وأصغر سناً والكل يحبني حتى مديرك المغرور وإن أظهر خلاف ذلك!! لو رأيته البارحة كيف كان يلاحقني في المجمع لكنني...


وعادت اللكزة أقوى من السابق فاستدارت للخلف وهي تتأفف:


- ماذا لقد حطمتِ ذ.....


ولجمت لسانها وفمها مفتوح تطالع الخيال الذي ظهر أمامها فجأة بذهول، وحين استوعبت شخصه صرخت صرخةً قوية زلزلت المكان...


وقطعت صرختها وهي تغطي وجهها بكفيها و تدورُ في مكانها كالعمياء...


وداست على قدم "أشجان" دون أن تدري ولم تعتذر رغم صراخ تلك الأخيرة، كانت الصدمة قد شلت حواسها وهي تستعيد في مخيلتها ما قالته عنه..



- قفي مكانك.. صاح فيها بغضب.


وجمدت في مكانها كتمثال وكفاها لازالا يحجبان وجهها.


- ويدكِ أيضاً أبعديها!!


وامتثلت لأمره وعيناها نصف مغمضتان، فبان لها ذقنه ورقبته فقط...



بللت شفتيها وهي تقول بهمس:


- أبي صدمته شاحنة البارحة و و..زوجة أخي ستلد، أجل ستلد اليوم!!!


- .................


- برأيك ماذا ستنجب ولداً أم بنتاً، حقيقةً أنا أفضل البنات، ماذا عنك؟!



وحاولت أن تبتسم لكن وجهه المكفهر حطم معنوياتها فازدردت ريقها وهي تقول بتقطع:


- أنا..أنا مريضة، الطبيب شخص حالتي وقال أنني أعاني من شئ غريب لم يكتشفوه بعد، أتصدق!!! سترك يا رب...



وقضمت أظافرها وهي تردد هذه العبارة في سرها بحرارة..



ورفعت رأسها وكأنها تذكرت شيئاً مهماً:


- هل سمعت هذا الخبر: حزب الله قرر قصف "تل أبيب"..


- ....................


- خبر قديم، أعرف...


- آه، حلا شيحا تطلقت من زوجها، لكن ربما لا تعرفها.


وتوقفت عن القضم وهي تقول بتباكِ:


- أريدُ أن أذهب للحمام.



وأرادت أن تخطو إلى البعيد قليلاً لكن جذعه كان لها بالمرصاد..



وأشار إلى مكتبه فكادت تخر مغشياً عليها وهي تندبُ حظها العاثر:


- غداً، غداً إن شاء الله سآتي مع والدي لنحل الموضوع.


وبكت في خاطرها بصمت، وسمعت صوته يسخر بقسوة :


- والدك في المستشفى الآن، أنسيتي؟!



أدارت وجهها المضطرب في وجه "أشجان" الذي بدا صغيراً جداً، بدا ضبابياً!!!


ثم التفتت لجميلة كان وجهها جامداً هذه المرة، لم ترى ابتسامتها الشامتة على شفتيها!!


حتى هي تشفق علي، سترك يا رب!!



وسارت إلى الأمام وقد مرًّ في ذهنها صورة معزة صغيرة ذبحها والدها بجانب بيتهم عندما انتقلوا إليه لأول مرة، وبعدها قاطعت اللحوم، رفضت أن تأكله لبضع سنوات لكن الوجبات السريعة حلت لها تلك العقدة...



"مسكينة أيتها المعزة"!!! رددت..







==============




لا أشتكي عليكَ للخلاّق
تمنعني يا سيدي أخلاقي

لكنني أدعوهُ أن يجعلني
أقوى على احتمال ما أُلاقي

حتى يظلّ لي أذاك راسماً
لي صورة الجبّارِ والعملاقِ!!!


=============

يتبع 0000

 
 

 

عرض البوم صور حسين السريعي   رد مع اقتباس
قديم 18-03-07, 05:27 PM   المشاركة رقم: 24
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
امير المسابقات


البيانات
التسجيل: May 2006
العضوية: 5144
المشاركات: 301
الجنس أنثى
معدل التقييم: حسين السريعي عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 32

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حسين السريعي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : شذى وردة المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

(15)



دخلت إلى مكتبه قبله و صوت الباب يُصفق خلفها بعنف..


صرّت عينيها و أذنيها بقوة...


و أخذت تدعو في سرها و تنذر عشرات النذور كي تسير الأمور على خير!!


جلس على مقعده الوثير وأصابعه تدقُّ على سطح الطاولة...


كانت الدقات تزحف إلى رأسها ببطء وقوة كدقات المطرقة على المسمار...


واستمرّ الدق هكذا وبدا سيد المكان تلك اللحظة...


فتحت إحدى عينيها المزمومتين بتوجس لتستشفّ معالم وجهه، لكنها لم ترى شيئاً!!!


لم ترى غضبه، غطرسته، أوداجه التي تنتفخ كلما رآها!!!


فقط كان يطالعها بإزدراء!!


فتحت كلتا عينيها وهي ترمشهما بسرعة وقد بهتت من نظرته تلك...


و رأته يسحب ورقة من على المنضدة و يكتب فيها بسرعة...


و هوى قلبها....


أرادت أن تتقدم لعلها تسترق شيئاً مما يخطه بيده، لكن رجلاها تجمدتا من الخوف...


تحركت شفتيها بإضطراب و أخيراً سألتهُ بصوتٍ غائب:


- ماذا..ماذا تكتب؟!


- ..................


- تكتبُ شيئاً عني، صح؟!!


- ..............


- صدقني، أنا لم أقصد أن أقول شيئاً مما سلف، أصلاً أنا لم أقل شيئاً!!!


- ...............


- هي من تحرضني، هي من تدفعني لقولِ ذلك، إنها تستخدم جهازاً ما بالتنويم المغناطيسي، لا أعرف اسمه، يجعل شفتاي تتحركان بما لا أعلم، إنها "ساحرة"!!!



ورفع رأسه حينها لها فأسبلت عينيها وهي تتظاهر بالإستكانة و الضعف...


لكنها سرعان ما سمعت جرة القلم تعود من جديد...



"لا فائدة من هذا الظالم، لا فائدة منه!!!"



عادت لتقول بإستعطاف:



- أرجوك، لا تضيع مستقبلي، أريد أن أتخرج هذا العام...


- ...........................


- أعدك أنني سأحسن سلوكي، سأتوقف عن الكذب، عن التمثيل، سأصادق "جميلة" أيضاً إذا شئت!!


- ..........................


- لا تكتب عني شيئاً، أنا لا ذنب لي، أنا خلقني الله هكذا، لكنني سأتغير، سأتغير بصدق...


- ........................



- إذا علم والدي سيمرض، سيتقطع شمل عائلتنا، هم بحاجة لي، كلهم يعتمدون علي، أيرضيك أن نشحذ؟!!



و انطلق صوت بكاءها ليرتفع وهو لا يتوقف عن الكتابة!!!



أخذت تطالعه بحرقة وعيناها تكادان تقفزان من محجريهما من بروده...


- أليس لديك إحساس؟!


- ....................


- لقد أذليتُ نفسي لك أكثر من اللازم!!


- ...................


- حتى البكاء بكيت، ماذا تريدُ أكثر من هذا؟!


- ....................


- قلتُ لك توقف، توقف عن الكتابة!! صاحت بتهديد.


- اصمتــــــــــــــــــــي....



وصرخ بغضب وهو يلقى القلم الذي بيده في الهواء...


تابعته بفزع وهو يتدحرج على الأرض ويصل لأصابع قدمها....


نقلت بصرها بين القلم وصاحبه وهي تقول بخوف:



- أستاذ أنا....


- قلتُ لكِ أغلقي فمك، عندما أتكلم لا أريد أن يقاطعني أحد، صوتك هذا لا أريد أن أسمعه، مفهوم؟!!



هزت رأسها بذل...


- أنا للآن لا أعرف أنتِ ماذا بالضبط!! أنا لم أصادف في حياتي العملية و التي ناهزت الاثنا عشر عاماً موظفة مثلك!!



- بالطبع مثلي أنا لا يوجد، أتصدق!! الكثيرات يقلدنني ولكن أين الثرى من الثريا!! وأشارت لنفسها بحماس وقد نسيت نفسها.



تحركت عضلة صغيرة أسفل فمه وبدا كما لو كان يصارع شيئاً يودُّ قوله..



- أعوذُ بالله بالشيطان الرجيم..


- أنا شيطان؟!! سألته بإستنكار.


- اخرجي، اخرجي فوراً من هنا. صرخ بنفاذ صبر.


- لم تصرخ علي دائماً، ماذا فعلتُ لك؟!!


- ألا تفهمين ما يقال لكِ من الوهلة الأولى؟! أأنتِ صماء؟!


- حسناً سأخرج، لكن ماذا عن هذه الورقة ؟! كتفت ذراعيها.


- تريدين أن تعرفي ما بها؟!! سأل بتشفٍ.



عادت لتهز رأسها بسرعة..



مدّ الورقة إليها فأخذت تقرأها بنهم وعيناها لا تتوقفان عن الرمش، وبعد برهة امتقع وجهها وهي تطالعه...



صاحت بصوتٍ عال:

- ماذا؟!


- هذا أقل شئ تستحقينه!!


ردت بحقد:


- أستحقه؟! كل هذا لأني قلتُ عنك كلمتين!!



- تعترفين بذلك أيضاً يا قليلة الأدب..




- أنا قليلة الأدب يا حيوان!!!!



ووضعت يدها على فمها وهي تشهق بصوتٍ مكتوم....


تمنت أن تموت، أن تنشق الأرض وتبتلعها، أن يصاب المدير بالصمم لحظتها!!


ربما لم يسمع، لم يسمع!! أخذت تكرر في نفسها..


و تراجعت إلى الوراء وهي ترى وجهه يُظلم، يكفهر...


أخذت تتأتأ بإرتجاف:


- لا..لا تفهمني بشكلٍ خاطئ، هذه نظرية علمونا إياها في المدرسة.


- ......................


- أنت حيوان وأنا "ندى" و الناس حيوانات، ألم يقل "داروين" الإنسان حيوان ناطق!!!!


- ......................


- إذا كنت لا تصدقني سأحضر لك كتاب "الفلسفة" غداً.


- إذن اسمعي يا "حيوانة" منذُ الغد، لا بل منذُ اليوم سيطبق القرار، عملك هنا ينتهي الساعة التاسعة مساءاً ، وما أن تبدأ الفترة الثانية حتى تأتي إلى مكتبي كل يوم لأعلمك وأدربك فلدي أكوام من الملفات لا بد أن أنهيها، وأنتِ من فصيلة الحيوانات وتحتاجين للتدريب كي تفهمي!!!


- ....................


- تريدين أن أكرر عليكِ الكلام أم يكفيكِ هذا؟!


- ....................



- أريد أن أسمع جواباً، يكفي أم لا؟! صرخ بغضب..



و ألقت الورقة بسرعة من يدها وفرت من أمامه وهي تبكي بمرارة...


و تلقفتها "أشجان" في الخارج وهي تربت على ظهرها بحنو...


- هدئي من نفسك، هو دائماً هكذا. قالت بصوتٍ منخفض.


نزعت نفسها منها وهي تصرخ:


- هو حقير، ذاك هو..


- "ندى"!!


وأشارت إلى "جميلة" بحركة خفيفة لكنها لم تبال واستمرت في صياحها:


- تخيلي ماذا يريد أن يفعل بي؟!!


- ماذا؟! سألت "جميلة" ببراءة.



فما كان منها إلا أن أزاحت "أشجان" عن طريقها وهي تقترب والشرار يتطاير من عينيها...



وضعت "ندى" أصبعها على فمها وهي تردد بتهديد:



- أصمتي، أنتِ السبب، أنتِ السبب في كل شئ..


تراجعت "جميلة" إلى الوراء بخوف وهي تنظر "لأشجان" بإستنجاد.



- "ندى" كوني عاقلة.



استدارت إليها وهي تعود للبكاء:


- عاقلة!! سيحبسني لديه كل يوم حتى المساء، كل يوم، كيف سأتحمله!!


- تحلي بالصبر، لم يبقى الشئ الكثير على فترة تدريبك. أخذت تواسيها.


صاحت بوعيد:


- لكنني سأجعله يندم، يندم على اللحظة التي وضع فيها هذا القرار، والأيام بيننا...



واتجهت لمكتبها والفتاتان تراقبانها بوجل وما أن استقرت عليه حتى طالعتهما بجمود وهي تعضُّ على شفتيها بقوة...


وتلكأ لسانها كثيراً قبل أن ينطق:


- أأنا من فصيلة الحيوانات؟!!


وعادت لتنفجر في البكاء من جديد...


==========

 
 

 

عرض البوم صور حسين السريعي   رد مع اقتباس
قديم 18-03-07, 05:30 PM   المشاركة رقم: 25
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
امير المسابقات


البيانات
التسجيل: May 2006
العضوية: 5144
المشاركات: 301
الجنس أنثى
معدل التقييم: حسين السريعي عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 32

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حسين السريعي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : شذى وردة المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

تطلعت إلى نفسها في المرآة بقلق وهي تعيد تصفيف شعرها ربما للمرة العاشرة لهذا اليوم!!!



إنها تكره أعمال الزينة، تمقتها، تشعر بأنها تقيدها، تجعلها مصطنعة، كدميةٍ مشدودة!!!



و مرت صورة "الشقراء" أمام عينيها فعاد الغضب الأعمى ليمزقها من جديد، ليفقدها صوابها ويأجج النار التي لا تلبث أن تتقد في صدرها كل حين...



وألقت فرشاة شعرها بيأس...


إنها لا تستطيع أن تكون مثلها، ليس في هذه الفترة على الأقل!!!


ولمَ تحاول ذلك أصلاً؟!!


لم يا "غدير"، ماذا جرى لكِ، بتّ تكشفين أوراقكِ له وهو يستمتع بذلك...


يفتعل معكِ المشكلات ليذكركِ بها وبتلك التي ينوي الزواج بها، ثم يترككِ تحترقين وهو يبتسم!!!



ماذا جرى لكِ أيتها الغبية، إلى أي مدى ستجركِ حماقتك، أوراقك لا بد أن تدفنيها كما تدفنين دفترك وتهيلين عليها التراب وتصمتي، تصمتي للأبد!!!


غرزت أصابعها كأنها تودُّ أن تُفيق نفسها من هذا الكابوس المريع، الكابوس الذي يقضُّ مضجعها ويحيل لياليها سواداً حالكاً لا نجوم فيه...


جلست على حافة السرير مطرقةً رأسها....


الأفكارُ تعصفُ بها كدوامة، كدائرة مفرغة لا قرار لها، ها هي تسمع صوت باب حجرته...


سيخرج، سيخرج منذُ الصباح، دائماً يخرج ولن يعود إلا متأخراً...


وتريدونها بعد ذلك أن تصمت!!!



ألقت نفسها على السرير وجسدها يهتز بصمت...


ماذا جرى لكِ يا غدير، ماذا جرى؟!!!



==========
سكبت لها عصير البرتقال وهي تنظر للخارج من نافذة المطبخ مستمتعةً بإرتشافه على جرعات...


حين يتحد الصباح مع الهدوء ينفرزُ في ذاتك شيئاً ما، شيئاً لا تعرف كنهه، لا تستطيع وصفه...


شئ جميل وشفاف، شئ يشبه الصفاء، يشبه النقاء، يلامس سريرتك، يهزُّ أوتارها فينبعث منها هدوء، راحة، سكينة عجيبة....


ما أجمل الصباح، وما أروع زقزقة العصافير حين تدغدع مسمعك!!!


وبقيت هكذا مأسورةً بجمال المنظر، بروعة الشمس والشجر والعصافير!!



وبقي هو واقفاً عند الباب يتأملها بغموض...


وكأنها أحست بإحساس الأنثى بتلك النظرات، فاستدارت للخلف....


- صباح الخير.


وصمتت فترة قبل أن تتمتم بصوتٍ منخفض و حاجباها معقودان:

- صباح النور.


ووضعت كأسها الذي لم تتمتع بإحتساءه بأكمله بجانب الحنفية، ومرت بجانبه لكنه لم يتزحزح عن الباب.


- لو سمحت!! قالت بإستنكار.


تنحى قليلاً وهو يعلق:


- يبدو أنكِ نسيتِ موضوعنا!!


- أي موضوع؟! سألته بشزر.


- موضوع الفحص!! لقد وصلت أدواتي المختبرية منذُ أسابيع...


- أنا و زوجي "ناصر" لا نفكر حالياً بالأطفال. ردت بحزم.


تطلع إليها بتثاقل وهي تبادله نظرة كراهية لم تفته..


- كما تشاءان، وإذا غيرتما رأيكما فأنا موجود..


مرّت من فرجة الباب دون أن تجيب عليه...


صعدت السلم وأحساسها بالقرف منه يتصاعد...



يا لهُ من رجل يُثير الغثيان!!!



===========

 
 

 

عرض البوم صور حسين السريعي   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 03:53 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية