لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > قسم الارشيف والمواضيع القديمة > الارشيف
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الارشيف يحتوي على مواضيع قديمة او مواضيع مكررة او محتوى روابط غير عاملة لقدمها


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 31-12-09, 05:42 PM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو ماسي


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 53753
المشاركات: 10,517
الجنس أنثى
معدل التقييم: ارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 740

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ارادة الحياة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سحر الكلمه المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
متوقفة منذ عام 2007
ننتظر

 
 

 

عرض البوم صور ارادة الحياة  
قديم 08-01-10, 03:55 PM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Sep 2006
العضوية: 13121
المشاركات: 13,907
الجنس ذكر
معدل التقييم: dali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسي
نقاط التقييم: 4990

االدولة
البلدCuba
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
dali2000 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سحر الكلمه المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

السلام عليكم

بقية المحافظة على القصص ،،تم وضع قانون جديد للروايات الغير مكتملة بقسم من وحي قلم الاعضاء

يرجى زيارة هذا الرابط

قوانين القسم ( شروط انتسابك ككاتب + قانون القصص المكتمله والمهمله + الردود المخالفه )

ولفتح القصة لتكملتها يرجى ،،وضع طلب بهذا القسم الخاص

http://www.liilas.com/vb3/f30/

تغلق الرواية من تاريخ وضع الرد

نرجو التعاون ،،موفقة

 
 

 

عرض البوم صور dali2000  
قديم 06-11-10, 03:38 PM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو ماسي


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 53753
المشاركات: 10,517
الجنس أنثى
معدل التقييم: ارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 740

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ارادة الحياة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سحر الكلمه المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

السلام عليكم
تفتح القصة بطلب من الكاتبة
موفقة اختي

 
 

 

عرض البوم صور ارادة الحياة  
قديم 06-11-10, 10:28 PM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2007
العضوية: 24696
المشاركات: 12
الجنس أنثى
معدل التقييم: سحر الكلمه عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سحر الكلمه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سحر الكلمه المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

السـلآم عليكم و الرحمـه


بعد الإنقطاع الطويل و الطويل جداً
سنحت لي الفرصه للعودة مجدداً

أعفيكم من تفاصيل الظروف التي صادفتني
فأنا هنا الآن من جديد و أنوي إكمال الرحلة معكم

أعتذر بشدة لهذا الإنقطاع
أرجو بصدق أن تقبلوا اعتذاري :)

سأكمل معكم الرحله بإذن الله في فصلين بالأسبوع إذا كان هذا يلائمكم

توقفنا آخر مرة عند الفصل الثالث
لآ زلنا في بداية الطريق إذاً
و لم تتضح ملامح رحلتنا بعد


إليكم الفصل الرابع


-------------------------------------


-4-

أشعار من بلاد الأنديز



مضى الأسبوع سريعا ً و يوم حنين ينقسم إلى حضور الدروس نهارا ً و مراجعتها ليلا ً, بالإضافة إلى التحدث مع كاثرين ساعتين قبل النوم.
كانت حنين تشغر الغرفة C6 في الطابق الثالث فوق غرفة كاثرين تماما ً و لم تكن تستطيع زيارة كاثرين في غرفتها كل يوم بسبب الحارسة التي تجوب المكان في جولات استطلاعية و التي أمسكت بها أكثر من مرة خلال ثلاثة أيام فقط.
فكانتا تتحادثان من خلال النافذة و أحيانا ً تجدان بعض الصعوبة في ذلك فإما أن تستيقظ إحدى الفتيات و تسكتهما أو يشتد الهواء في الليل و يذهب بخيارهم الآخر و هو عبارة عن سله صغيرة كانت تربطها حنين بحبل و تدليها من نافذتها بورقة تكتب فيها ما تريد قولة و من ثم ترفعها لأعلى لتجد كاثرين ترد عليها بورقة أخرى.

" اليوم هو الجمعة آخر أيام الأسبوع, هاهو أسبوع آخر ينقضي و لكنه أسهل من سابقه بكثير. يبدو أني تأقلمت أخيرا ً مع الدروس"
هكذا كانت حنين تقول لنفسها و هي خارجة من غرفتها في الصباح.
طرقت على باب كاثرين و انتظرت قليلا ً و لكنها لم تخرج, طرقت مرة أخرى و نادت عليها إنما لم تسمع أية إجابة. هذه المرة فتحت الباب و دخلت و لكنها وجدت الغرفة مرتبة و كل شيء فيها في مكانة ما عدا كاثرين التي لم يكن لها أثر.

تساءلت حنين " أين ذهبت يا ترى؟ ليس من عادتها أن تصحو قبلي و إن فعلت فهي لن تخرج من دوني بالتأكيد! "
قررت حنين أن تذهب إلى الحديقة السرية فهي لم تجد وقتا ً لزيارتها منذ أول يوم.
أحاديثها في الليل مع كاثرين تجعلها تصحو متأخرة بعض الشيء فلا تجد وقتا ً للجلوس في ذلك المكان الساحر و لو دقائق على الرغم من أنها كانت تفكر فيه مع كل صباح جديد.

كانت حتى هذه اللحظة تقف أمام غرفة كاثرين علّها تراها عائدة من مكان ٍ ما. بعد دقائق قليلة عزمت أمرها على الذهاب و لكنها تفاجأت كثيرا ً عندما رأت كاثرين تخرج من الغرفة المجاورة لغرفتها.
سألت حنين باستغراب بالغ : - كاثرين ! ماذا تفعلين هنا !؟
كاثرين : - إن لم نمضي الآن فلن يبقى لنا وقت لتناول شيء من الطعام, سأخبرك ِ في الطريق إلى المطعم, هيا بنا.
حالما أصبحوا خارج المبنى أسرعت حنين تقول : - هيا أخبريني ماذا كنت ِ تفعلين هناك ؟ و لِمَ لم تخبريني أنك تنوين زيارة جارتك ِ ؟ لقد أوشكت اليوم على الذهاب من دونك ِ و لكنني شعرت بعدم الأمان لأول مرة منذ وصولي لمجرد فكرة أني قد أتجول في هذه المدرسة و حدي لقد أعتدت على وجودك ِ بقربي.

ضحكت كاثرين منها كثيرا ً ثم حاولت جاهدة أن تتمالك نفسها قليلا ً لتوضح لصديقتها كل شيء.
كاثرين : - اهدئي تبدين كمن أصابته نوبة فزع. كل ما في الأمر أنني قررت أن أنهي معاناتنا المسائية, ففكرت بالتوجه إلى مادلين و كانت هي خياري الأول لأنها تملك شخصية أضعف من لاكشمي الفتاة الأخرى التي تسكن بجواري.
كنت أحاول أقناعها أن تبادل غرفتها معك ِ و نجحت في مهمتي على أكمل وجه بحيث ستنتقلين إلى مسكنك ِ الجديد اليوم.

ألقت عليها حنين نظرة فاحصة و سألتها بلهجة يخالطها الكثير من الشك : - أقنعتِها أم أجبرتِها. كاثرين, أرجو ألا تكوني مارست ِ سلطتك ِ عليها.
أجابت كاثرين بهدوء : - لا يا عزيزتي لقد وصلنا لحل يرضي جميع الأطراف. إن ماتيلدا صديقة مادلين تسكن في الطابق الثالث و مادلين تفضل أن تكون أقرب لصديقتها.
قالت حنين بفرح و تعجب معا ً : - واو, يا له من حظ ! أخيرا ً وجدنا حل لهذه المشكلة. ظننتها لن تنتهي أبدا ً . و لكنك ِ تعتمدين على الكثير من الحظ ألا تلاحظين ذلك.
قاطعتها كاثرين و هي تقول : - لكن يا صديقتي العزيزة عليك ِ أن تتعلمي الثقة بنفسك ِ. لا تنتظريني لأتجول معك ِ أنت ِ لست ِ طفلة صغيرة الآن.
ردت حنين بصوت تملؤه الثقة : - ليس علي ذلك فعلا ً فأنتي لن تذهبي أبعد من أسوار هذه المدرسة.

تكلمت كاثرين هذه المرة و في صوتها شيء ٌ من التردد : - في الواقع, بلى.
توقفت حنين و نظرت إليها و قد اتسعت عيناها و لكن الكلمات خذلتها فلم تستطِع النطق بشيء. كانت تخاف أن تسأل كاثرين و تجد أن الجواب يعود إلى لندن.

سارعت كاثرين بالقول : - لا تنظري إليّ هكذا تبدين كالبلهاء.
و أخذت تضحك لمنظرها قليلا ً و عندما لاحظت أن النظرة على وجه صديقتها استحالت إلى عبوس توقفت عن الضحك لتجيبها : - في الواقع لدي عمة هنا في يورك و كان والدي قد طلب مني زيارتها و المبيت عندها في كل عطلة أسبوعية ليتأكد من عدم ذهابي لأي مكان آخر و عندما لم أفعل ذلك في عطلة الأسبوع الماضي أرسل لي رسالة شديدة اللهجة لذا لا مفر من الذهاب هناك الآن.

عند سماعها لما قالته صديقتها تذكرت حنين خالتها في لندن فشعرت بخيبة أمل و لكن لم تعرف على وجه التحديد هل هي بسبب خالتها أم عمة كاثرين.

قالت حنين بيأس : - حسنا ً لا بأس, أتفهم الأمر. سأتجول لوحدي في المدرسة إذن. هذا سيساعدني على زيادة ثقتي بنفسي.
لكزتها كاثرين و هي تقول : - لا تكوني بائسة هكذا, تستطيعين زيارتي و قضاء اليوم بطولة معي بشرط أن تعودي قبل التاسعة لأن المدرسة تغلق أبوابها في تمام التاسعة و إن لم تعودي قبل ذلك لن تفتح المدرسة أبوابها لكِ إلا في صباح اليوم التالي هذا يعني أن تبيتين ليلتك ِ في الخارج من دون إذن و إن حصل ذلك فسيحصل ما لا يحمد عقباه.

هذه المرة لكزتها حنين و هي تقول : - يبدو أنك ِ عشتِ الوضع.
كاثرين : - أجل ولم يكن ذلك مسليا ً على الإطلاق. كدت أطرد من المدرسة و الآن دعينا نسرع قبل أن نتأخر.

في الخامسة مساءا ً كانت حنين تودع كاثرين في غرفتها.
حنين : - استمتعي بوقتك ِ.
كاثرين : - كنت أود لو تزوريني حقا ً.
حنين : - ربما في الأسبوع المقبل.
كاثرين : - أخشى أن يصيبك ِ الملل هنا من دوني.
حنين : - القليل منه لن يضر كما أنه لدي الكثير من الأمور التي يجب أن أقوم بها, حاليا ً سأنقل أشيائي من غرفتي و هذا قد يستغرق بقية اليوم و لدي كتاب لم أبدأ به بعد و لم تسنح لي الفرصة منذ وقت ٍ طويل لقراءته و العديد من الرسائل التي تنتظر مني أن أكتبها و كذلك سأستذكر دروسي و آخذ جولة في الحديقة بالوقت المتبقي. لقد كان وقتي مزحوماً الأسبوعين الماضيين و لم أحظ َ بفرصة لزيارة الحديقة السرية و لا أريد لذلك أن يتكرر.
كاثرين : - يبدو أني كنت مخطئه عندما اعتقدت أنك ِ ستصابين بجنون الوحدة.
أجابتها حنين مطمئِنه : - لا تقلقي أنا أعرف جيدا ً كيف أشغل يومي.

و هكذا ودعت حنين صديقتها و غرقت حتى أخمص قدميها في نقل أشيائها من غرفتها القديمة إلى مقرها الجديد و خلال ذلك كانت تشعر بالخوف يعتريها أحيانا ً, كانت تخاف أن تعيد لها الوحدة ذكريات كانت قد دفنتها خلف ذاكرتها.

بعد أن فرغت من نقل حاجياتها كان الظلام خيم على المكان وقفت تنظر عبر النافذة إلى البعيد عابره سهولا ً و محيطات, جبالا ً و وديان حتى وصلت للمكان الذي رأت فيه والديها آخر مرة.

فكرت قليلا ً " من الغرابة أن يودعها والداها في البرازيل, نفس المكان الذي ولدت و استقبلوها لأول مرة فيه." و سرعان ما اتخذت أفكارها منحى ً مأساوي " هل سيشهد تراب البرازيل آخر وداع لهم كما شهد أول لقاء بهم. "

تنهدت تنهيدة عميقة و رمت بجسدها المنهك على السرير, مضت حوالي نصف ساعة قبل أن تطرد الكسل عنها و تنهض إلى مكتبها.
أخرجت عدة كتابة الرسائل, كانت قد عودت نفسها على كتابة الرسائل بقلم معين و أوراق ذات طابع خاص. ربما لأنها تشعر في داخلها أنها على الرغم من امتلاكها للكثير من الجنسيات إلا إنها مشتتة الهوية لذا اعتمدت هذه الطقوس الخاصة لكتابة رسائلها, حتى تشعر أنها تملك هوية خاصة بها.

كانت أوراقها ناصعة البياض و ليست مائلة للزرقة كأغلب الأوراق الرخيصة, مختومة في أسفل زاويتها اليمنى باسمها بالعربية و قد تقوقع على نفسه مشكلا ً ما يشبه الدمعة.
عبئت قلمها بالحبر الأسود و هو اللون الذي تفضل الكتابة به دائما ً. حتى حبرها كان من النوع الخاص لم تدخر حنين جهدا ً في هذا و كتبت:

صديقي الوفي, بابلو

كيف حالك أيها الصديق العزيز؟ مضى وقت ٌ طويل منذ تلقيت منك رسالة, أرجو أن تكون أمورك على خير ما يرام. إن مدرستي الجديدة أفضل من سابقاتها بكثير, لم أعقد الكثير من الصداقات أنت تعرف أني انتقائية جدا ً في هذا الأمر و لكن هناك تلك الفتاة الصهباء, كاثرين. إنها ليست مغتربة مثلي بل من سكان هذا البلد و هذه المنطقة بالتحديد, هذه الفتاة مرحة جدا ً و مليئة بالحيوية و النشاط و أنت تعرفني جيدا ً أيها الصديق هادئة و متروية في كل الأمور, لا تتعجب من مصادقتي مع هكذا فتاة فالأضداد تتجاذب.

الدراسة هنا ليست بالصعوبة الكبيرة و لكن لابد لي من متابعة الدروس على وتيرة معينه لئلا يتراجع مستواي الدراسي.
أنا هنا منذ أسبوعين و أشعر أني تأقلمت جيدا ً في هذا الوقت القصير و لكني لم أجد وقتا ً للكتابة لك أو حتى قراءة كتاب الأشعار الذي أرسلته لي آخر مرة.

أعدك أن أكتب لك ثانية ً بعد أن أنتهي منه و لكن عدني بأن تكتب لي لتطمئنني عنك. لقد طالت المدة هذه المرة و لم أسمع منك شيء و هذا ليس من عادتك أبدا ً, إنه تصرف يدعو للشك ألا ترى ذلك؟
صديقتك المخلصة, حنين


ألقت حنين نظرة شاملة على الرسالة فوجدتها أقصر رسالة كتبتها في حياتها, فكرت أن تضيف لها شيئا ً و لكنها لم تجد في رأسها ما يمكن إضافته حاليا ً, كان رأسها الصغير مشغولا ً بأشياء عديدة أهمها أنها لا تعرف ماذا جرى مع بابلو منذ أكثر من شهر. كانا يتراسلان في كل أسبوع مرة ثم بدأت رسائل بابلو بالتأخر حتى انقطعت تماماً منذ خمسه أسابيع, إنها تفكر في أسوأ الاحتمالات. أن يكون بابلو قد تخلى عن الوعد الذي قطعه على نفسه بعدم نسيان صديقة الطفولة.

ثم همّت بكتابة رسالة أخرى :

خالتي العزيزة, إيميليا

كيف حالك ِ؟ لقد مضى أسبوعين لم أستلم منك ِ أية رسالة, لا أعرف إن كنت ِ لا تزالين غاضبة مني. خالتي, أنتي عائلتي الوحيدة. لم يقع اختياري عليك ِ و لم تختاريني أنت ِ بدورك ِ, إنها الأقدار التي شاءت أن تجمعنا معا ً في عائلة واحدة.

أنا أعتذر منك ِ بشدة و أشعر بأسف ٍ بالغ حيال تصرفي اللا مبرر تجاهك ِ, لم أقصد أن أتجاهلك ِ و لكن يجب أن تعذري ظروفي التي أرغمتني على ذلك.
لقد خسرت والدتي منذ وفاة ماهر و لا أملك أما ً بديلة سواك ِ, فلا تتخلي عني أنتِ أيضا ً.

أعدك ِ أن أكتب لكي كل ما وجدت نفسي قادرة على ذلك, و على أمل أن أحظي بعفوك ِ في القريب العاجل.
الدراسة هنا ممتعة و المكان يأسر الجميع بروعة سحرة, أشكرك ِ كثيرا ً على هذا الاختيار الرائع لقد عرفتك ِ دوما ً صاحبة ذوق ٍ رفيع.
ليس سهلا ً أن أبتعد عنك ِ كل هذه المدة و لكني أصبّر نفسي و أمنّيها بأن أسمع منك ِ قريبا ً. صدقيني إن رسائلك ِ لي ستكون القشة التي أتعلق بها.
أبنتك ِ المخلصة, حنين



نظرت حنين إلى رسالتها الأخرى و أملت أن هذه الأسطر القليلة كفيلة بأن تطفئ غضب خالتها, إنها لا تحب قراءة الرسائل الطويلة على أية حال.
و همت في كتابة رسالة ثالثة .


والديّ العزيزان

كيف هي أحوالكم في ذلك المكان البعيد؟ أرجو من الله أن يحفظكم من كل المخاطر.
شوقي إليكم يتعاظم مع الوقت, و كل يوم يمضي من حياتي بدونكم ما هو إلا يوم مهدور من سنوات عمري.

أبي, لقد وعدتني بأن تحاول الحصول على إجازة و أعرف أن ترك كل الأمور معلقة في غيابك ليس بالأمر السهل و لكن أرجوك حاول.
أمي, أخبرتني خالتي الكثير عن طفولتها معك ِ و لازال هناك الكثير لأعرفه و لكنني أريد أن أسمعه منك ِ أنت ِ.

لقد استقريت في مدرستي الجديدة و أنا أحبها, إنها على العكس من كل المدارس التي زرتها سابقا ً. أصبح لي صديقة جديدة, تدعى كاثرين. فتاة محلية و لكنها تركتني الآن فهي تزور عمتها في نهاية كل أسبوع.
ليتني أستطيع زيارة خالتي كل أسبوع و لكن هذا صعب بعض الشيء.

بالمناسبة, توجد في المدرسة عدة حدائق و هناك تلك الحديقة السرية إنها المكان الوحيد الذي عندما أذهب إليه أشعر أني قريبه منكما.
هناك تلك النباتات النادرة التي ستعجبك ِ كثيرا ً أمي, و ذلك النبع الدائري التاريخي الذي سيبهرك كثيرا ً أبي.

تلك الحديقة تبدو لي نقطة التقائنا معا ً, إذ بالإضافة إلى النباتات و الآثار فإن المكان في مجملة يعجبني كثيرا ً و أحب أن أزوره في الصباح الباكر و هذه المرة سآخذ الكتاب الذي أرسله لي بابلو لأقرأه هناك.

وصلتني رسالتكما الشهر الماضي و أرجو أن أسمع منكما قريبا ً, إلى الملتقى الذي أرجو أن يكون قريب.
أبنتكم المحبة, حنين



وضعت حنين كل رسالة في ظرفها المخصص لها و خرجت من غرفتها إلى مكتب البريد الموجود في المبنى الرئيسي و في طريقها إلى هناك كانت سعيدة بأن صداقتها مع بابلو لازالت قائمة حتى هذا الوقت رغم أنها لم تقابله منذ ستة سنوات, و تأمل أن تحصل على رسالة من الجميع في القريب العاجل قبل أن تنهار.

وصلت حنين إلى المكتب و زودت الرسائل بالطوابع البريدية المناسبة و لكن عندما همّت بالخروج كان هناك يقف ممسكا ً لها الباب.

السيد إدوارد : - مساء الخير, الوقت متأخر قليلا ً على إرسال الرسائل ألا ترين ذلك؟
حنين : - لا أدري لم أفكر بهذا, سمعت أن مكتب البريد يفتح حتى وقت متأخر في الليل فظننت أنه لا بأس بإرسال الرسائل في مثل هذا الوقت.
تنحى السيد إدوارد عن طريقها ليفسح لها مجالا ً للخروج و هو يقول : - لا بأس بذلك فعلا ً إنها مجرد ملاحظه غبية مني, لا شيء يمنعك ِ من زيارة مكتب البريد سواء ً في الصباح الباكر أو المساء المتأخر.

دخل السيد إدوارد إلى مكتب البريد ليرسل هو بدوره رسائله بينما تابعت حنين طريقها عائده إلى غرفتها.
و لم تكن سوى لحظات حتى سمعت صوتا ً خلفها, توقفت لتنظر خلفها فإذا به السيد إدوارد. لزمت مكانها حتى يصل.

كان السيد إدوارد يلهث قليلا ً عندما وصل و لكنه حاول جاهدا ً أن يتمالك أنفاسه و هو يقول : - إنك سريعة حقا ً, هل يوجد أمر ٌ هام تحاولين اللحاق به.
حنين : - ليس تماما ً, لقد انتهيت من أعمالي المخصصة لهذا اليوم. لم يتبق لي سوى مطالعة ديوان شعري ثم الخلود إلى النوم.
السيد إدوارد : - لم أرك ِ في الحديقة السرية بعد ذلك اليوم؟
حنين : - لأنني لم أذهب إلى هناك من يومها, لم أجد وقتا ً لذلك.
السيد إدوارد : - و ماذا عن الآن ؟
بدت الفكرة بعيدة المنال بالنسبة لحنين : - لا لن أستمتع بمنظرها الآن فالليل يلقي بستاره على المكان, في الواقع كنت أخطط لزيارتها غدا ً صباحا ً.
وضع السيد إدوارد كلتا يديه في جيوبه إثر نسمة باردة من هواء الليل و تابع مسيرة و هو يقول : - هيا بنا سأوصلك ِ إلى سكن الطالبات و نتحدث أثناء الطريق.
لم تمانع حنين و مضت معه.
تابع هو يقول : - قلت ِ لي أنك ِتتصفحين ديوان شعري, هذا يعني أنك ِ تحبين الشعر.
حنين : - أجل كثيرا ً.
السيد إدوارد : - لمن تقرئين حاليا ً؟
حنين : - خورخي لويس بورخيس.
السيد إدوارد : - آها جميل, شاعر من بلاد الشمس.
حنين : في الواقع يا سيد إدوارد بلاد الشمس مصطلح يطلق على بلدان الشرق و لكن جنوب أمريكا كانوا من عبده الشمس في الماضي تستطيع أن تقول أنه من بلاد حضارة الأنديز.
بدا الإعجاب في صوت السيد إدوارد و هو يقول: معلومات ممتازة بالنسبة لسنك ِ الصغيرة بعض الشيء, أخبريني هل عرفتِها عن طريق الكتب أم زيارة تلك البلدان؟
حنين : - ولدت في البرازيل و عشت بضعة سنوات في الأرجنتين.
السيد إدوارد : - يوجد في مكتبة المدرسة قسم مخصص للدواوين الشعرية هل أطلعتي عليه؟
حنين : - ليس بعد, و لكن لن أدع الفرصة تفوتني.

هنا كانوا قد وصلوا أخيرا ً إلى مبنى الطالبات.
السيد إدوارد : - ها قد وصلنا إلى محطتنا المنشودة, أراك ِ في الحديقة غدا ً. عمتي مساءاً.
حنين : - عمت مساءا ً.
وقفت قليلا ً تنظر إلى الرجل الذي بدأ يختفي في ظلام الليل شيئا ً فشيئا ً و لم تعجبها كثيرا ً فكرة لقائه في الحديقة السرية إذ كانت تنوي أن تجعل منها مكانها الخاص و لكنها وجدت أنه سبقها إلى ذلك بمدة طويلة, لا مفر إذن من مشاركته مكانه المفضل الذي هو نفسه مكانها المفضل.

صعدت إلى غرفتها و أخرجت الكتاب الذي أرسله لها صديقها و فتحت على إحدى الصفحات بشكل عشوائي و قرأت:


النوم

لو كان النوم هدنة،
استراحة بسيطة،
لماذا تشعر، حين تستيقظ فجأة،
بأنه سُرق لك ثروة؟
لماذا نكره النهوض عند الصباح؟
لأننا نخسر سحراً خارقاً،
حميماً لدرجة لا يمكن فيها تلقّيه
إلا مستتر تحت ذهب الأحلام المحيّر
هبة الليالي، ربما البرهان الغامض لفلكٍ غير زمني
وليس له ما يُسمّي سحره
فضيلة قصوى يشوّهها الصحو في مراياها.
حين يفتح النوم لك جداره الأسود
ماذا ترى؟ من ستكون هذا المساء؟


تنهدت قليلا ً و فكرت " لماذا أقرأ هذا المقطع بالذات قبل أن أنام ! "
ثم فتحت الكتاب من أول صفحاته و بدأت بقراءة.


الألغاز

إذاً سأكون غداً الموت واللغز،
أنا الذي أسير مبتهجاً اليوم.
لن يكون لي قبل ولا بعد، مقيماً
أبدياً في مدارٍ سحري ومنعزل.
إنه شرط التزهّد. لا أظن أني
أهل بالجحيم ولا موعود بالمجد،
لكني أشك في عدم قدرتي على التنبؤ. قصتنا
تتغير مثل بروتيوس وتخفي قوانينها.
من يدري أي متاهة تائهة، أي حرق
أعمى من البياض سيُدهش قدري،
حين تُعلِمُني تجربة الموت الغريبة
عن نهاية المغامرة؟
لو يمكنني عندها أن أشرب من نهر "ليتي" الصافي،
أن أكون دوماً، وما كنتُ.



و لم يأخذ الأمر أكثر من ساعة حتى استسلمت لنوم ٍ عميق. لا غرابة في ذلك, لقد بذلت جهدا ً كبيرا ً في نقل حاجياتها من طابق إلى آخر و هذا أستنفذ قواها المتبقية.

 
 

 

عرض البوم صور سحر الكلمه  
قديم 08-11-10, 02:41 AM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 75876
المشاركات: 331
الجنس أنثى
معدل التقييم: شمس المملكة عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 39

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
شمس المملكة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سحر الكلمه المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

رووووعة

أنتظررررك بكل شوق


يعطيك العاااافية

 
 

 

عرض البوم صور شمس المملكة  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
رحلة غربة على أرض الوطن
facebook




جديد مواضيع قسم الارشيف
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 10:53 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية