كاتب الموضوع :
^RAYAHEEN^
المنتدى :
القصص المكتمله
الفصل السادس
كانت سهام تلتقي مع الشباب والرجال في المنتديات وأماكن عملهم ان سمحت لهم الظروف في كل يوم تتردد على البعض منهم بعد أن ترتدي احلى الثياب وتضع المساحيق التي تبرز وتضيف الى جمالها نعومة في أنوثتها تتحدث معهم عن المثل الأخلاقية وترشدهم على الضوابط الاجتماعية والأسس التي يجب ان يمتثل بها كل انسان في هذه الحياة هذا ما يبهر كل رجل يقترب منها فهي تتسم بالجمال والأخلاق فتعتقد إنها تضع حد واقي لتحمي نفسها بخطبها التي تلقيها على كل واحد فتجبره على أدب التعامل معها بالخلق والمثل العليا .
وهذا ما تعتقده وتنسى طمع ا لذئاب التي لا ترحم النعاج الضالة .
من خلال ترددها هنا وهناك على هذا وذاك تعجب بأحد الشخصيات وهو الاستاذ محارب ، رجل أديب ومدرس في الجامعة التقته لاول مرة في إحدى المنتديات فتعرفت عليه عند بوفيه الحفل الختامي لإحدى النشاطات الثقافية فكانت تلتقيه برابطة الأدباء وأحيانا في غرفته في الجامعة بعد إنتهاء محاضراته للطلبة .
تدخل سهام غرفة الأستاذ محارب بعد انتهائه من محاضرته لفترة الظهيرة من يوم الإثنين .
تطرق الباب
ـ صباح الخير يا أستاذ .
يبتسم الأستاذ ويقف امام مكتبه ويرحب بها .
ـ اهلا يا سهام تفضلي ما هذه الزيارة الجميلة .
ثم يسحب الكرسي القريب ليضعه امام طاولته فيشير اليها بيده للجلوس .
ـ استريحي هنا من فضلك .
تجلس سهام .
ـ ارجو إني لم اقطع عليك افكارك او اني الهيك عن محاضرتك .
الاستاذ : لا يوجد عندي الآن اي محاضرات وقد جئت بافضل وقت عموما انا الآن حر .. ماذا لو طلبت منك الانتقال الى الكفتيريا القريبة لنتناول كوب من الشاي ولأتحدث معك في امر هام .
سهام : وما هو الامر الهام .
الاستاذ : اولا نذهب للكفتيريا .. فماذا تقولين ؟
سهام : حسنا لا بأس .. هيا بنا ..
يدخل محارب وسهام الكفتيريا حيث الهدوء الذي تصحبه الموسيقى الكلاسيكية الهادئة كما لا يوجد الا القليل من الناس وهناك طاولة منفردة بالداخل قرب النافذة المطلة على الشارع يجلس الاثنان فيأتي الجرسون الذي طلب منه محارب كوب من الشاي وعصير الكوكتيل الذي طلبته سهام .
بعد ان احضر الجرسون الطلب وشبع الاثنان من الابتسامات المتبادلة بالتحية والسلام قالت سهام :
ـ هيا اخبرني .. ما هو ذلك الامر الهام الذي اردت ان تخبرني به .
محارب : حقيقة وبدون لف او دوران انا معجب بك كثيرا منذ اول لقاء تعارفنا فيه وفي كل لقاء اعجب بك اكثر فانت مثقفة فاهمة تعرفين الحياة وما يزيد ذلك كونك جميلة الوجه بشوشة يحبك كل من يجلس معك ويستمع لك .
تبتسم سهام وتندمج مع كلامه في خجل وتحمر وجنتيها بالدماء مما يزيدها جمالا في انوثتها فتموء برأسها .
ـ وماذا بعد ..
إنها شاعرية رومنسية تحب سماع الكلام الجميل وتميل لكل من يمتدحها اي كان ذلك .
فيقول الأستاذ محارب :
ـ أنت دائما في فكري ولم انساك قط وانا اعترف الآن دون خجل إني ... إني ... ثم يسكت .
تنظر اليه سهام وهي تستغرب سكوته فتقول اكمل من فضلك لماذا سكت .
ينظر اليها محارب بنظرة استعطاف فيقول :
ـ انا خائف ان تفهمي كلامي غلط .
ارجوك تكلم لقد جعلتني اقلق ...
ـ حسنا انا ... انا ... انا احبك ولا احب ان تنقطعي عني اريد ان اراك دائما ان مكالماتك المتقطعة بالهاتف تزيدني وجعا في بعدك وتفكيري يجعلني ادور في دائرة مغلقة حيث لا ادري اين تذهبن ومع من تلتقين لتتركيني بالأسبوع حتى اراك مجددا .
وها انا يا سهام عبرت لك عن ما في نفسي واريد منك جواب هل انت تبادليني الحب ام انه وهم في مخيلتي ... أرجوك اخبريني .
تندهش سهام مما تسمعه فتصمت وتسرح مع نفسها ...
يبدو ان محارب صادق فيما يقول لكني ارفض فكرة الارتباط مع احد وهي زيارتي المتكررة له تعني اني احبه دون ان اشعر وتأخذها الافكار التي يقطعها محارب :
ـ سهام ... يا سهام اين ذهبت بك الافكار .
فتهز سهام رأسها وهي تبتسم باعتذار .
ـ آسفه يا أستاذ سامحني يجب ان اذهب الآن حيث اني تذكرت موعد سابق مع أختي احلام .
تقف سهام وتأخذ حقيبتها من على الطاولة مما يثير استغراب محارب .
ـ هل اغضبتك يا سهام بما قلته لك ... لقد اصدقتك بكل ما هو في قلبي اتجاهك .
تبتسم سهام بوجهه .
ـ لقد اسعدني ما قلته وشيء جميل لكل ما تحمله لي في قلبك لكني حقيقة لم اتوقع ذلك . سارد عليك برأيي قريبا .. الى اللقاء ثم تنصرف يقف محارب حائرا وهو يراها تخرج من الكفتيريا بهذه الطريقة فيقول في نفسه :
ـ ان ما قلتله لها يسعد اي بنت حين تسمعه لكن هذه الانسانة غريبة الاطورا ثم يلوي شفتيه ويده فيقول نعيش ونرى اشكال والوان .
في مساء تلك الليلة تسهر سهام تستعيد محاورتها مع محارب تراودها هواجيس وافكار فتقول في نفسها :
ـ محارب رجل مثقف استاذ في الجامعة في الثلاثين من العمر لم يتزوج بعد واي بنت تعجب به فهو وسيم وجميل المظهر لكن لا احب ان اخوض الحب مرة أخرى فيكفي ما كان في تجاربي الفاشلة ... ثم تقف لتعاود تسائلها مع نفسها .
لماذا لا اجرب حظي هذه المرة اعتقد انه فعلا صادق .. ثم تقف مرة اخرى تسرح وبعد وقت قصير تقول في نفسها سوف استشير صديقة الدراسة صديقتي الوحيدة بدرية وارى ماذا تقول ، ساذهب اليها في الغد .
كانت ليلة طويلة سرحت سهام فيها بأفكارها قرابة الفجر حتى ان رست على خطة اثقلت ذهنها وجفنيها بالسهر فنامت بعد بزوغ الشمس بالصباح الباكر ولم تستيقظ إلا في عصر اليوم التالي .
|