كاتب الموضوع :
^RAYAHEEN^
المنتدى :
القصص المكتمله
الفصل الرابع
لأول مرة تخرج سهام من منزل العائلة وهي متفائلة مبتسمة تستقل سيارتها منطلقة في الشوارع دون هدف يملئ قلبها شعور الانتصار والحرية حيث اصبح السؤال أو المناقشة معها في المنزل شيئ لا يذكر بعد ان اشتكت على اخيها ناصر بالمخفر ، لقد اصبح الجميع يتحاشاها .
تنتقل سهام بسيارتها من مكان الى الشارع المطل على البحر في يومها ا لمشرق الذي يتخلله نسيم الربيع يخالجها شريط حياتها السابقة منذ ايام الطفولة تتذكر حرمان والدتها لها بعدم السماح لمخالطة الصديقات وتمر في ذهنا صورة المشاجرات مع والدها ثم تقفز الصور في ذهنها مرة أخرى حين دخلت سنة أولى بالجامعة وتلمع قصة حبها الأول مع أحد زملائها ذلك الشاب الوسيم في قصتها التي دامت لمدة سنتين حيث نست معه كل ألم ومعاناة عاشتها مع أسرتها فكان هو الاب والام والاخ وكل شيء جميل في الحياة وبعد ان طلبت منه ان يتقدم لخطبتها صدمت بمراوغته وعدوله أخيرا بأعذار يرفضها الحب والعقل والمنطق وايقنت ان حبها له لم يكن إلا نزوة شاب كان يبحث عن الاستمتاع مع الجميلات فقط .
توقفت سهام فجأة بسيارتها امام البحر ونزلت تمشي على قدميها وهي حزينة في كل ما تذكرته ثم تبسمت بدون مقدمات رافعة راسها الى السماء ثم رجعت تكمل الذكريات بعد ان تخصصت بقسم الفلسفة التي جعلتها تحب دراسة أخلاق الناس وتمحصها ثم تفصصها حسب دراستها بعد التقرب إليهم .
تعود سهام للسيارة وتنطلق تستكمل ذكرياتها وبعدها اصبحت تحب حضور المنتديات بمختلف انواعها تتذكر منها لقطات ووقفات متباينة وتختفي الذكريات من ذهن سهام ثم تنظر بالمرآة الداخلية للسيارة وهي تبتسم وتخاطب نفسها فتقول : ـ انا اثق بنفسي وبجمالي وأنا من القليلات المكتملات بهذا المجتمع هذا ما يردده لي كثير من الرجال الذين التقيتهم وتعرفت عليهم في زياراتي للمنتديات اصحاب المكانة الثقافية والقيادية .
فجأة تتذكر صديقها جاسم الذي تعرفت عليه في إحدى المنتديات فتنظر بساعة يدها فإذا هي لا تتجاوز التاسعة صباحا فتتبسم وتقول:
ـ ممتاز سأذهب الآن لزيارة الأستاذ جاسم الذي يعمل مدير إدارة سأجده كالعادة تشغله التوقيعات والإتصالات الهاتفية .
وتنطلق سهام بسيارتها وهناك تدخل مكتب المدير بعد مرورها على السكرتيرة . تطرق الباب وتدخل :
ـ صباح الخير يا حضرة المدير .
يتفاجئ المدير جاسم فيقول ....؟
ـ يا صباح الورد .. ما هذه المفاجئة العابرة دون إتصال ؟
هي : احببت ان تكون مفاجئة سارة لك ارجو ذلك يا عزيزي .
هو : بكل تأكيد .. انا سعيد جدا يا حبيبتي .. تفضلي بالجلوس ثم يضغط المدير على جهاز الانتركم مخاطب السكرتيرة :
ـ لو سمحتي اطلبي لنا القهوة سكر وسط ولا تدعي احد يدخل علينا فانا في اجتماع . تضحك سهام :
ـ ليس لهذه الدرجة يا حبيبي إجتماع مرة واحدة ...؟
ـ وهل هناك من هو أغلى منك ...
تضحك سهام مرة أخرى وهي في قمة السعادة .
شكرا لك شكرا على كل اهتماماتك ... لهذا انا أحبك كثيرا .
كان المدير جاسم كبير بالسن وهو متزوج وله خمسة أبناء وسهام تعلم ذلك لكنها تحبه كثيرا وترغب بالزواج منه كونها ترى أنه ناضج يفهم الحياة ويقدر المسؤولية هذا ما تعتقده سهام وتؤمن به كما ترى انه الانسان المناسب الذي سيعوضها حنان الأب والأهل والاصدقاء وكل شيء خسرته بالماضي .
يطرق باب الغرفة فيدخل الخادم ليضع القهوة على الطاولة القريبة من سهام ثم الفنجان الآخر على طاولة المدير ويخرج بعد أن اغلق باب المكتب تنظر سهام في ساعة يدها وهي تشرب فنجان القهوة وهذا ما لفت انتباه جاسم فقال :
ـ اراك تنظرين بالساعة ما خطبك ماذا في بالك ...؟
تنظر اليه سهام وهي تتناول فنجان القهوة ثم ترد عليه في ابتسماتها الجميلة .
ـ لا شيء يا حبيبي لكن اترقب موعدي مع اختي بالجامعة يجب ان أذهب اليها الآن فالساعة اصبحت الحادية عشرة والنصف وهي تريدني بالثانية عشرة لأم هام .
ارجو المعذرة يجب ان أذهب حالا .
يستاء جاسم لهذا الإطراء المفاجئ ثم يقول :
ـ هل اراك ثانية هذا اليوم .. هل ستأتين بالمساء الى الشقة ...؟
تنظر سهام اليه في ابتسامة وشوق اجل .. وهل تستطيع ان تهرب مني اليوم تخرج سهام من مكتب جاسم ثم يسرح جاسم لبرهة مع أفكاره يقول في نفسه لا ادري الى اين سأصل مع هذه الجميلة والى متى فأنا لا استطيع الاستمرار في حياتي دون وجودها لقد تعودت عليها وعلى شقاوتها .. ثم ينتبه لنفسه ويعود لمواصلة شؤونه العملية .
تنتهي ساعات العمل فيذهب جاسم لمنزله حيث زوجته والأبناء يجتمع معهم على مائدة الغداء ويتكلم معهم في كلماته السطحية البسيطة التي اعتادها وبعد ذلك يذهب الى غرفته لينام فترة القيلولة ثم يتناول كوب من الشاي بعد اي يستيقظ بحضور زوجته التي يقل معها في الحديث دائما ويلهي نفسه بمتابعة البرامج التلفزيونية حتى يأتي المساء فيودعا قائلا :
ـ ها .. يا حبيبتي اتريدين شيء انا ذاهب للديوانية .
فترد عليه زوجته الواثقة برجولته التي تعرفها وتحبها فيه .
ـ لا يا حبيبي إذهب في طريق السلامة .
يدخل جاسم غرفته ليرتدي احلى الثياب بعد ان يحلق ذقنه ويتعطر ثم يستقل سيارته وهو قمة السعادة والفرح حيث اللقاء والموعد المنتظر في شقة السعادة تلك الشقة الخاصة التي يحب ان يلهو فيها بعيدا عن الناس .
لقد استأجر هذه الشقة لاستمتاعه الخاص ولم يعلن لأحد عنها سوى حبيبته سهام التي لم تطيل عليه انتظارة فتدخل عليه وهي تقول :
ـ كيف حالك يا حبيبي .
ثم ترتمي بأحضانه ويحضنها جاسم بالحنان والقبل المتبادلة ، يجلسان امام التلفاز او يستمعان للأغاني الغرامية وهما يتنادمان الحب والعتب والنقاش والمرح الى ساعات متأخرة من الليل ثم يعود كل منهما الى منزله وغالبا ما تجد سهام والدتها تجلس في صالة المنزل تنتظر قدومها وكم اتحفتها في بعض الكلمات المعتادة مثل اين كنت في هذا الوقت المتأخر او الى متى وانت على هذا الحال . اسطوانات متكررة غير مجدية اما جاسم فلا احد يعتب عليه فهو رجل ورب المنزل .
تمر الأيام والشهور وسهام تتبادل الحب والغرام مع جاسم الذي افهمها انه لا يستطيع ان يعيش من دونها وهي كل شيء في حياته ، وفي احدى اللقاءات بعد مضي ثماني شهور وهما يجلسان بالشقة قالت سهام :
ـ يا جاسم تعلم اني احبك كثيرا ولا استطيع ان اتخلى عنك مهما حصل ولقد اقسمت لي انك غير مرتاح في منزل اسرتك فزوجتك لا تحبك ولا تفهمك وانك تريد ان تطلقها وها قد طالت المدة ولم تطلقها ثم رجعت وقلت لا استطيع ان اطلقها انها ام اولادي وانا يا حبيبي وافقتك في كل شيء وعلى كل ما تريد .. يقاطعها جاسم وهو يقول :
ـ نعم يا حبيبيتي انتي الحب الحقيقي وانتي حياتي الباقية .. تقاطعه سهام .
دعني اكمل ارجوك ... الى متى ونحن معا هكذا اين ومتى توفي بوعدك وتتقدم لوالدتي لتخطبني فانت تعلم جيدا ان سمعتي كعذراء في خطر اذا شاهدني احد معك صدفة مثلا .. يقاطعها جاسم .
ـ انتظري يا غالية الى ان تأتي الفرصة المناسبة ... تقاطعه :
ـ اي فرصة لقد انتظرت مئات الفرص التي قلتها لي سلفا فاليوم لا اجد مبرر في استمرارية علاقتنا الا في موضع واحد وهو انك تتسلى معي وتستمتع بجمالي فقط .. يضحك جاسم لشدة انفعالها .
ـ لا يا حبيبة اهدئي انا حبيبك واني سارضيك رغم كل الظروف ، تغضب سهام ثم تجمع حاجياتها الخفيفة وتهم بالانصراف متجهة الى باب الشقة مما جعل جاسم يلحق بها محاولا ايقافها :
توقفي لم يسعنا الوقت للتفاهم او المرح انتظري .. لكن سهام تفتح باب الشقة وهي تلتفت اليه :
ـ فكر جيدا واعطني رايك الاخير في الموضوع عند زيارتي لك في المكتب غدا .
يستاء جاسم لما حصل ثم يجلس ويفكر بجدية الموضوع وهو يخاطب نفسه :
ـ سهام بنت جميلة المواصفات شعرها ناعم وبشرتها اوروبية وجسدها مبروم ودراستها راقية اما اخلاقها فهي متقلبة ساعة وديعة وساعة غاضبة متوحشة لا ترد على احد وتفعل ما تراه انها خطرة وانا لا زلت احب انوثتها ...
تتلاطم الافكار في راسه ثم يذهب الى منزله بعد ان ارهقه التفكير ...
|