لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > قسم الارشيف والمواضيع القديمة > الارشيف
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الارشيف يحتوي على مواضيع قديمة او مواضيع مكررة او محتوى روابط غير عاملة لقدمها


سجينة الماضي للكاتبة ملكة بكبريائي متوقفه 2006

صراحه فيه قصه شدتني وحبيت احطها لكم معاي علشان تتابعونها :dancingmonkeyff8: وبحط الاجزاء اللي نزلت بسم الله - الجزء الأول - اِستيقضت من سريري هذا

 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-12-06, 01:42 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2006
العضوية: 7089
المشاركات: 72
الجنس أنثى
معدل التقييم: انا وانتي وكلنا عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
انا وانتي وكلنا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : الارشيف
افتراضي سجينة الماضي للكاتبة ملكة بكبريائي متوقفه 2006

 

صراحه فيه قصه شدتني وحبيت احطها لكم معاي علشان تتابعونها بكبريائي 2006
وبحط الاجزاء اللي نزلت
بسم الله
- الجزء الأول -
[ 1 - حقيقة مرّة ]
اِستيقضت من سريري هذا اليوم متأخره ..
فالحياة لم تعد تعني لي شيئاً من بعد فقداني لأعز ما أملك ..
انها الحقيقة المرّه والتي لا يمكن تجاهلها ابداً ..
كم تمنيتُ لو أني أستفيق من هذا الحلم المزعج ..
او انها تكون مزحة ثقيلة من والدي لمعرفة كم مدى محبتي له ..
لكن ! (ما كل ما يتمناه المرء يدركه ) ..
لهذا المثل مدى عميق في نفسي .. فأنا اقدره تمام التقدير لأنطباقه علي ..
فكم من مرة تمنيت .. وكم من مرة حلمت .. لكن هل تحقق لي شيئاً من هذا ؟ أبداً هذا لمْ يحدث ..
كرهت الحياة بما فيها .. وكرهت قدري اكثر ..
كم تمنيت لو أني متُ قبله..
وكم رفعت يداي متضرعة من اجل ذلك ..
ياألهي !! لقد تمكن اليأس مني تماما ..
استغفرت ربي تلك اللحظة وذهبت حيث دورة المياه وأقبلت إلى الوضوء ثم الى صلاتي داعية ربي ومتضرعه له بأن
يرزقني ما ينقذني من الغرق والتيهان .. ما يعوضني عما انا فيه من حرمان وضياع ..
احبتي .. اظنكم تجهلوني نوعا ما ..
فأنا لمى محمد , ابلغ من العمر العشرون عاما ولدت لدى عائلة محافظة وبسيطة جدا ..
العلم والتعلم لمْ يكونا من نصيبي بل حُرمت منهما كما حُرمت اختي نجود قبلي ..
والدي أنسان لا يسعني وصف مدى مثاليته ..
آه كم أحبه !
لكن ما اهمية ذلك , فقد رحل وتركني ابحر في الحياة بلا مجاديف ..
حرمني من العلم ورحل ..
آه ما اقسى هذه العبارة على نفسي ..
فحرماني لهذا العلم اودى بشخصيتي الى الحضيض ..
وجعلني انسانه حادة الطباع لدرجة لا تطاق وانا اعترف عن هذا بنفسي ..
كنت اعيش بسجن مؤبد بين جدران ضيقة .. لا انيس ولا رفيق ..
ليس لدي ما املك سوى والدي ووالدتي وشقيقتي واللتي اكاد اجزم بأنها نسخه مصغره من والدتي ..
والدتي نادرا ماراها لانهماكها بذلك العمل اللعين ..
اما والدي فأنا اعتبره شيئا آخر يفوووق معنى الأبوة ..
انه حقا اب مثالي لا يسعني سوى احترامه وتقديره ..
لكن دوام الحال من الحال ..
فها أنا الآن بت وحيدة .. رحل عني والدي وللأبد .. وتبعته اختي في ذلك ..
رحلا وتركاني في متاهة لا سبيل للخلاص منها ..
تنهدت وتأوهت فمرارة تجري في حلقي لا اعرف سببها ..
بل اعرف لكني ادعي ذلك ..
تمزقت حبال افكاري بطرق الباب , ففوجئت بدخول والدتي :
" هاه لمى جهزتي "
همست بشرود : " هاااااه "
قالت امي في غصة وقد لاحظت حفاظها على هدوئها :
" حبيبتي عمك تحت .. وينتظركـــ "
تداركت الآن ما أنا فيه وتذكرت ماوالدتي عازمة عليه , فتمسكت بيديها من جديد وقلت راجيه ببكاء :
" يمه تكفين قولي له يروح .. مابي اروح معه .. خليني معك ووعد مني لأجلس بهالغرفه وماتشوفين رقعة وجهي .. يمه تكفين حتى علي والله لأحب راسه ورجوله بس ماروح مع عمي يمه اذا انا بنتك بصحيح قولي له لأ هذي بنتي وهو ماله حق عليك .. يمه اوعدك اني اشتغل وما احملك اي مصاريف لكن اروح مع عمي لا يمه لا ولله ماقدر ماتخيل هالشي ابد يمه انــا مستعده أكــ ,,,,,,,, "
قاطعتني والدتي بغضب :
" لمىىىىى "
" بس يمه أنـ..... "
قاطعتني بلهجة امره :
" عمك ينتظركــ"
صمت فمالذي بوسعي قوله او صدّه ..
لا يمكنني الاعتراض او المناقشة في هذا الموضوع من جديد ..
فالأمر قد حسم وانتهى الامر ..
خَرجت من عيني دمعة حاره الهبت خداي بنزولها فَــلمْ اعد استطع كتمانها ..
اغمضت عيني منعاً لتدفق اي دمعة اخرى .. فأنا لا اقبل الشفقة من احد ..
حتى ولو كانت من والدتي ..
قدري الآن اعلن عن بدايته والذي اكاد اجزم باني عرفت أحداثه و نهايته ..
شهقت والدتي لدى رؤيتها منظري .. فاقتربت مني ولمست شعري بحنان وقالت :
" حبيبتي لمى انتي تدرين اني مستحيل اقدر اعارض عمانك وهالشي انا مابيه بس شنسوي ! هذا المكتوب وربك مقدر هالشي "
مسحت دمعتي بنفسي .. و رفعت لها رأسي بشجاعه :
" يمه ليه سويتي كذا ليه ؟؟؟؟؟ "
تجاهلت سؤالي بقولها :
" يابنيتي المره مالها الا الستر "
فقلت لها بسرعه وتسائل :
" وأنا "
اجابتني ببردوها المعتاد وكأن شيء لم يكن :
" ربي يرزقك بولد الحلال الصالح , بعدين أنتي مارحتي بعيد انتي بتسكنين عند عمك اللي بيعاملك مثل بناته او اكثر ليما يجي رزقك ..... "
قاطعتها بصراخي في وجهها بلا اراده ..
ثرت فأعصابي لم تعد تتحمل برودة والدتي وعدم اكتراثها بي ..
" بس يمه بس خلاص بترتاحين مني .. بروح واريحك من هالوجه اللي عمرك ما فرحتي منه "
بكيت وبكيت .. فهل بكاء القلب يجدي ؟
كلامي قاسيا نوعا ما .. لكنني لم اعد اكترث ..
فانا غارقه لا محاله مع هؤلاء الاعمام واللذين بحياتي لم ارهم ..
قلبي يكاد يتمزق فأنا اعرف تمام المعرفه مدى كره وبغض اعمامي لوالدتي ..
وكيف كان اعتراضهم لدى زواج والدي بها ..
تنكرو له من بعد ذلك وطردوه من كنف العائلة ..
عاشا بمعزل تام عن الناس ..
رحلنا عن الوطن حيث الخليج وبالتحديد الامارات العربيه المتحده ..
ولدت هناك .. في بلد غير بلدي .. وعشت فيه عشر سنوات من بعدها عدنا الى الوطن ..
والدتي لم استطع حتى الآن فهم شخصيتها او طريقة تفكيرها ..
انها كتاب مغلق باوصاد واقفال .. ولا يمكنني قراءتة او حتى فهمه !
فمرة اجدها غير مباليه وانانية بكل معنى الكلمه ..
ومرات اكثر اجد الحنان والمودة يتلألأن في عينيها ..
لكن نظره الحزن التي اراها فيها لم تغب ابدا عن ناظري بالرغم من القسوة التي تحيطني بها ..
تنبهت من جديد لوعيي لأجد نفسي بين احضان والدتي ..
وقد تمزقت هي الاخرى من البكاء و النواح ..
فمن يدري لربما هذا اليوم هو آخر يوم آراها فيه ..
لم أعد مباليه ..
انتزعت نفسي منها بقسوة , واتجهت حيث ملابسي فلملمتها ووضعتها في حقيبة صغيره لقلتها واقفلتها ..
لم اقوى على رفع بصري الى والدتي فأنا اعلم بأني ان فعلت سأضعف واتجه اليها من جديد وهذا ما لا اريده ..
فهي من تخلى عني .. ورماني في بئر عميق لا ادري كيف سيكون خلاصي منه !
او لربما سوف اغرق واغرقهم معي .. من يدري ؟
* * * * * * * * * *
أخيرا وصلت الى غرفة الجلوس حيث الجميع هناك ..
وضعت حقيبتي جانبا بأسى .. ورفعت بصري حيث المواجهه ..
نهض من الكنبه متفاجئاً بدخولي .. واكاد ألحظ نظرة غريبة من عينيه وكأنه تفاجأ بي أو لربما شيئا آخر ..
اما أنا فلمْ أكن اتخيل ابداً بأن عمي قد بلغ سن الشيخوخه ..
لقد ظننته بعمر يقارب عمر والدي ..
لكن ما آراه الآن فهو العكس تماما ..
حاولت قراءة عينيه لعلي اجد املا جديدا بحياتي معهم ..
لكن ظنوني يبدو ووانها بمحلها تماما ..
فنظرة السخريه اتضحت لي تماما من خلال تلك العينين الحاقدتين ..
كان ينظر الي وكأني مجرم يواجه محاكمته بالرغم من اني برئية من ذلك الماضي المجهول ..
فأنا اجهل اسباب والدّي في الزواج ..
تكلمت أخيراً والدتي والتي كانت متواجدة هناك مع زوجها البغيض "علي" ..
قاطعتاً لحظات الصمت والشرود التي بدت على الجميع لحظة دخولي ..
فقالت لي من خلف حجابها الاسود :
" سلمي على عمك أحمد يا لمى "
اذن فهذا العم المزعوم هو احمد اي وكما عرفت من والدي هو أكبر اخوته ..
اووه يا ألهي ماأذكره من حديث والدي عن العائلة .. بأن احمد هو المحرض الاول على نفي والدي من العائلة ..
وبالطبع تجاهلتُ والدتي كعادتي , فرمقت عمي بنفس نظرته وقد قررت بأن أهينه بعدم مصافحتي له لكني مالبثت ان ضعفت
ومددت يدي إلى تلك اليد الخشنة القوية والتي كادت ان تكسر عظامي فقال :
" السياره برا وفكرة الانتظار تراي ماحبها "
فتركني وخرج ..
فهمت تلك الحركة بسرعه فهو يريدني توديع والدتي وذلك الاحمق "علي" ومن ثم اللحاق به ..
روادتني فكرة مجنونة بأن اتجاهل كلمته الاخيره واتعمد التأخير ..
لربما احقق انتصارا لذاتي قبل بدء تلك الحرب ..
لا اعرف حقيقة مالذي يجعلني اتصرف كالطفلة المتمردة ..
لم أكن كذلك ابداً ..
لكنني اكره العجز والخلود تحت رحمة الآخرين لذا قررت اعلان الحرب قبل قيامها ..
ودعت والدتي وتداعيت بأني نسيت شيئا في غرفتي ..
اتجهت مسرعة حيث الغرفة فأقفلت على نفسي الباب واجهشت بالبكاء من جديد متأملة انحاءها قبل الفراق الاخير ..
* * * * * * *
تنبهت اخيرا على صوت الباب يكاد ان ينقلع من مكانه ..
ارتبت واصابني الهلع فيبدو انني مع نوبة البكاء تلك , قد غرقت في غفلة قصيرة ..
اسرعت الى فتح الباب ففوجئت بــ "علي" زوج والدتي , يصرخ في وجهي قائلاً :
" اظنتس تدرين ان عمتس تحت ؟؟؟؟؟ "
صمت كالعادة فأنا لا استحمل تواجد هذا الشخص امامي فأنا اكرهه اشد الكره
رمقته بنظرة احتقار واحده كافيه لردعه والرد عليه ..
كاد يفقد اعصابه ويفعل ما انا بأنتظاره منذ زمن لكي ابرهن لوالدتي مدى ادعاءه لحبي ..
لكنه تمالك نفسه اخيرا وانصرف من حيث اتى ..
عدلت نفسي وغسلت وجهي ولبست حجابي ولثامي ..
وتأهبت للحرب الجديده بعزيمة اقوى ..
ونزلت الى حيث السيارة بل الى حيث عمي ..
* * * * * * * * *
ركبت في المقعد الخلفي بصمت ..
كان الجو هادئا نوعا ما .. اما بالنسبة لعمي فأدركت بأنه يجلس بجوار السائق , اما السائق فحقيقة اجهله
لكن من المؤكد بأنه احد ابناءة او ابناء اخيه لأنه يبدو لي من هيئتة الخلفية بأنه شاب ..
كُسر حاجز الصمت اخيراً ......
" أظن اني عطيتك فكره قبل لا اطلع بأني اكره التأخير يابنت محمد "
" آسفة ماحسيت بالوقت " كان ردي بارداً جافاً ..
اومأ برأسه بكبرياء ولاذ بالصمت ..
قال السائق :
" هاه وين تبي بيتي ولا بيتك ؟ "
لم افهم بالضبط عن ماذا يتحدثون !
ومن هو ذاك المتحدث !
لابد وانه ابنه .. أذن سأواجه اياما اكثر صعوبه مما توقعت ..
فالبيت يوجد به شخص شاب وبالغ مما سوف يعيق حربي وحريتي ..
ياآلهي بل يالا غرابتي ؟
كيف لي ان افكر بالحرب وانا المهزومة لا محاله ..
بل كيف لي ان افكر في حرباً لست مؤهلتا لخوضها ..
فالمكان ليس مكاني والعائلة ليست بعائلتي ..
بل انا انسانه غريبه ودخيلة عليهم ..
اصابني الشعور بالاعياء والتعب من جديد فبمجرد التفكير بهذا الامر تنتابني مباشرة تلك الخنقات المرة ..
مشكلتي الوحيده هي الكتمان فأنا لا احب الانفجار بل اعتبره لحظة الضعف ..
وهذه لحظة لم ولن ادعها تهزمني يوما ما ..
فانا معتادة على ذلك ..
والدي بالرغم من قربه لي الا انني بحياتي لم اشاركه بهمومي بل كنت مكتفيه بسماعي همومه بالرغم من سطحيتها ..
مرّ على وفاته ثمانية اشهر , استطعت من خلالها العودة الى حالتي الطبيعيه بعد الانهيار العصبي الذي اصابني والذي بدورة ألزمني الفراش شهرا كاملا ..
فموته كان على مرأى من ناظري ..
اختي لم تمت بسرعه بل لبثت في العناية المركزة تسعة ايام من بعدها فارقت الحياة ..
كان حادثا صعبا للغاية ..
افقت من جديد لأجد احدهم يخاطبني قائلا :
" حياكـــ يابنت محمد "

 
 

 

عرض البوم صور انا وانتي وكلنا  

قديم 23-12-06, 01:44 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2006
العضوية: 7089
المشاركات: 72
الجنس أنثى
معدل التقييم: انا وانتي وكلنا عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
انا وانتي وكلنا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : انا وانتي وكلنا المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

- الجزء الثاني -
[ 2 - المواجهه ]
مازلت ارتدي حجابي حينما دخلت ذاك القصر العجيب ..
حقا لا يسعني وصفه , بدى لي في منتهى الضخامة والاناقة ..
لمْ اكن حينها في وضع يسمح لي للإعجاب به ..
لكن نظرة الفضول الحت لي بذلك ..
وصلت الى الداخل اخيراً .. وانا مازلت مطأطأة رأسي ..
همس الي صوت أنثوي يقول :
" نورتي البيت يابنيتي "
تقدمت مني تلك المرأة وصافحتني بصدر رحب ..
رمقتها ببرود تام فمهما حدث .. يظلون اناساً غرب عني ولن اتقبل وجودي بينهم اطلاقاً ..
همست لي مرة اخرى : " افصخي عباتك يابنيتي ماهنا غريب "
تقدمت مني وصافحتني ومن ثم قبّلتني ثم رحلت ..
لم اعرها اهتماماً بل اخذت أتأمل المكان بحرية تامه ..
فها أنا الآن وحيدة .. الجميع اختفى الرجلان والمرآه وانا مازلت اقف بجوار الباب ..
لمْ استطع كتمان دموعي بل فتحت لها العنان بالخروج بما اني تحت ذاك الحجاب السميك ..
احسست بخطوات احدهم قادمة فمسحت دمعاتي ووجهت نظري للامام ثم نزعت ذاك اللثام عن وجهي ..
كانت هي نفسها تلك المرأه التي رحبت بي وكانت قد جلبت معها ثلاث فتيات وطفلة ..
رمقتني بنظرة اعجاب فقالت متأسفه :
" واخزياه أنتي للحين واقفه تفضلي يابنيتي البيت بيتك وهذولي بنات عمك ماهنا غريب "
اوطأت برأسي وتقدمت بخطواتي الى حيث المرأه وانا ابتلع دمعاتي محاولة الحفاظ قدر الامكان على نفسي ..
قدمتني الى غرفة الجلوس ..
واخذت تعرفني الى العائلة المصونه ..
كانت تدعى [ام فيصل] وهي زوجة عمي خالد ولديها ابنها فيصل البالغ من العمر 27 عاما ..
وطفلة صغيره لا تتجاوز حدود الخامسة من عمرها اسمها رهف وهي التي رأيتها مع الفتيات الثلاث ..
وام فيصل يبدو لي بأنها في حدود الخامسة والاربعون من عمرها ..
كانت في منتهى الاناقة والذوق سواء في ملبسها ام في اسلوبها وحديثها ..
تساءلت في نفسي كثيراً عن تلك الفتيات الثلاث فوصلني الجواب سريعا ..
كانت اكبرهن تدعى [تغريد] وهي ابنة عمي احمد الشخص الذي انتشلني من احضان امي ..
والمحرض الاول والاخير لنفي والدي ..
عمرها 21 عاما بدى لي انها اصغر من ذلك لقصر قامتها كانت عادية مامن شيء مميز في مظهرها سوى تلك الابتسامة
الغريبه والتي انتبهت لها على شفتي والدها ..
الفتاة الاخرى هي [هيفا] وهي ايضا ابنة عمي احمد تبلغ من العمر 19 عاما اي انها تصغرني بعاما واحد فقط ..
اما الاخيره فكانت [مرام] وبدى لي في اول الامر انها هي الكبرى لكن اتضح لي العكس فلم تكن سوى فتاة في الرابعة عشر من عمرها ..
لكنها كانت ممتلئة الجسم فوزنها الزائد ضّخم من عمرها قليلا لا بل كثيراً ..
اذن .. الفتيات جميعهن يصبحن بنات عمي احمد , ياترى كم لي من عم ؟
كان هذا السؤال يراودني كثيراً .. لكنني لم أتجرأ بسؤال والدي عن ذلك ..
فبمجرد ذكر الموضوع ينتابه انزعاج غريب وغامض .. كنت ساذجه جدا حينما لم اكترث للامر ..
فأمر كهذا كان يجب علي معرفته عن ظهر قلب لكن ماجدوى ذلك الآن ؟
الوحيد الذي كان يخبرني عنه هو عمي احمد ذلك الانسان الحقود ..
لم يكن ابي يتكلم عنه كثيراً لكنه كان دائما ينعته بالحاقد ..
وانه يبرز عضلاته عليه .. حقيقة لم اكن افهم في ذلك الوقت من كلام ابي شيئا ..
لكن منذ رأيته اعتقد بأنني بدأت افهم الكثير ..
فبدا لي انه انسان مسيطر واعتقد بانه مسيطر على الجميع ..
فكان اثناء حديثة الموجز معي بدى واثقا من نفسه كثيراً وغير آبه بي ..
يا آالهي كيف سأستحمل الوضع هنا ؟
هل سأعيش مذلولة سجينه كما رسمت ؟
ام ان الوضع سيتغير ! هذا ما ستثبته الايام معي ..........
* * *
وصلت أخيراً إلى حيث غرفتي اقفلت الباب خلفي بقلق ..
فها أنا الآن اقبل على حياة جديده واناس لم ارهم من قبل بالرغم من قرابتهم الشديده إلي ..
تجاهلت ذلك واخذت اتفحص الغرفه ..
كانت حقا لا مثيل لها ..
الأريكه السرير الدولاب كل شي هنا يعبر عن مدى ثراء ساكنيه ..
جلست على السرير باكتئاب جديد فأنا لم اتصور يوما بان عمي يعيش بحال كهذا ..
لم يتملكني تلك اللحظة سوى شعور الاسى والقهر ..
فماذا لو كان والدي واعمامي على وفاق ؟
هل سيكون الحال كهذا .. هل سأكون بنفس الخوف والقلق كما هو حالي الآن ..
تنهدت بألم وانتزعت نفسي من ذاك السرير المريح ووجهت نفسي حيث الحمام ..
فانا احس بالتعب من جديد ومامن شيء سيريحني سوى الاسحتمام ..
* * * * * * * *
[.. أم فيصل .. ]هاقد جاء دوري ..
لم تكن لمى بالقدر الذي تخيلناه جميعاً ..
ظننتها بلهاء كوالدتها ..
لكني اعتقد بأن نظرتي عنها ستنزحاح بمجرد معاشرتي لها ..
كانت هادئة جداً ومسالمه ..
لكن بدى لي نظره تائهة من تلك العينين الواسعتين ..
والتي تبوح بحزن كامن في ذلك القلب الصغير ..
امتلكني الكثير من العطف اتجهاها لكن نظرة واحده فقط للماضي تجعلني اكره اليوم الذي عادت به من جديد ..
قاطع شرودي صوت ابني فيصل بعودته إلى المنزل :
فيصل : " هاه وش فيه الحلو سرحان ؟ "
ام فيصل : " افكر بــ لمى "
فيصل بإستغراب : " من لمى ؟ "
ام فيصل : "مسرع نسيت .. بنت محمد "
تغيرت ملامح ابني بشكل فضيع فاشاح بنظره عني وقال بهمس وقد بانت حدة التوتر في صوته : " اوووه "
اكمل وقال وقد تداعى عدم الاكتراث : " متى وصلت ؟ "
ام فيصل : " اليوم العصر بس كــ ..... "
توقفت عن الكلام هذه اللحظة فأنا أعرف ردة فعل الجميع عن هذا الموضوع ..
خصوصا ابني فيصل فهو المتأذي الأول من ذلك الماضي المزعج والذي بدى يعلن عن نفسه ويكشف ستاره ..
القيت بنظري اليه لأتفحص عينيه لعله الوقت المناسب للحديث ..
فوجدتهما تلمعان بشدة من حدة التوتر .. لكني لم اكترث بل قلت بتلعثم وأرتباك :
" اقول يا و... لـــ ....ـــيدي ماتبي تــــ .. ــــســـ ........... "
قاطعني بسرعه مانعا المزيد من الكلام بقوله ..
" يمه احنا تكلمنا بهالموضوع واجد , وتكفين فكيني منه "
ام فيصل : " ايه بس وانا امك البنت وش ذنبها هي مهما كانت تبقى ......... "
فيصل : " يمه واللي يرحم والديك ابي انام "
قلت مستسلمه : "على خير انشاء الله على خير "
* * * * * * * * * * *
[ .. لمى .. ]خرجت وانا احس بنشاط كبير اخذت اجفف شعري بالمنشفه بهدوء وسكينه ..
طُرق باب غرفتي تلك اللحظة لأفاجأ بسيده كبيره في السن تدخل علي :
" السلام عليكم "
كانت ترمقني بنظرات غريبه وعيناها تتلاألأن ببريق أغرب ..
كأنها عثرت على شيء قد فقدته منذ زمن ..
لا اعلم كيف تمكنت من التشجع بردي السلام عليها .. فانا قد عهدت نفسي بأن لا اتكلم مع احدهم اطلاقا ..
ابتسمت لي واتجهت إلي مصافحه , اخذتني بين احظانها غير آبهه ..
لا أعرف لما بكيت لحظتها .. شعور غريب أنتابني .. ولم اجد له تفسيراً ..
همست لي :
" انا أم ياسر "
حسنا اذن هي ام ياسر لكن أين موقعها في العائلة ؟
لم أشأ بسؤالها لكنها لاحظت نظرة التساؤل في عينيّ فأردفت :
" مرت عمك أحمد "
يا آلهي يبدو وأني سوف ادرجها في صفحة المحضورين والتي كتبتها لتوي في مخيلتي ..
فأي شيء من طرف هذا العم يجب لي ان اتجنبه تماما..
قاطعت تفكيري بقولها :
" شلونك يابنيتي عساك بس مرتاحه ؟ "
صمت واوطأت برأسي لمْ أشأ أن اجيبها سؤالها .. فحالتي الآن ترفض ذلك ..
فَهمت سكوتي واظنها عللته بالخوف فقالت لي :
" يابنيتي لا تخافين من شي احنا اهل , وعديني مثل امك اذا هذا يرضيك وبناتي هن خواتك وعمك بمكانة ابوك .. حبيبتي ماله داعي الخــــ "
قاطتها بحده :
" انا ما اخاف الا من ربي "
استغربت حدة صوتي واظنها احست بغضبي ..
فقالت :
" طيب ارتاحي انتي الحين وانشاءالله خير "
خرجت كما دخلت بهدوءتام ..
لم اعر الامر اهمية فهو حقاً لا يهمني اطلاقا ..
مرت دقائق معدودة حتى احسست بأن احدهم يطرق باب غرفتي من جديد:
" تفضل "
فوجئت بأم ياسر من جديد لكن الابتسامة قد غابت عن محياها :
" هاه يابنيتي عساك ارتحتي "
قلت بصوت عالي واكثر حده وكأن من تقف امامي هي احدى اطفال جيراننا و الذين كانو يسلوني اثناء اقامتي مع والدتي : " الحمدلله انا مرتاحه "
رمقتني بنظره غريبه وقالت : " عمك تحت ويبي يشوفك "
قلت بعدم مبالاة : " وش المطلوب مني ؟ "
تجاهلت وقاحتي فقالت :
" اذا انتي خالصة تراه ينتظركـ تحت "
بعدها تركتني ورحلت ..
كدت اغرز اظافيري في يدي من شدة الحنق ..
جلست على الاريكة بسرعه وانا افكر كيف ستكون المواجهه بيني وبين عمي ..
فلقائنا الاول لم يكن سوى نظرات عابره ..
تشجعت اخيرا وقررت ان ازيح ضعفي جانبا ولو لمرة واحده في حياتي ..
عدلت نفسي في المرآه ووضبطت شكلي والذي بدى لي شاحبا لما قاسيته الفترة الماضية مع ذاك الغبي " علي "
لم تكن حياتي مع زوج والدتي سهلة ابداً كان دائما يفتعل الاكاذيب ليجعلني مذنبة ..
اما والدتي فكانت مغلوبة على امرها لا تعرف تصدق من ؟!
مع انني واثقة بانها تعلم بان الحق معي .. لكنها مع ذلك تضع اللوم كله فوق عاتقي ..
حسنا سأحاول ان انسى ماضيي مع زوج والدتي فاعتقد بان حياتي القادمه كفيلة لذلك ..
غيرت ملابسي واستبدلتها باخرى تليق بحالتي ..
بلوزة سوداء قاتمه مع تنورة جينز (ميدي) ..
اما شعري فأخفيته خلف رأسي بربطة سوداء ..
اخذت نفساً عميقا واتجهت الى حيث العاصفة .....................
* * * * * * * *
[.. أمل .. ]
كان الجميع متحمس للقيا ذلك الماضي التعيس والمتمثل بتلك الشابة الصغيره ..
الجميع قلق ومتوتر .. وحالهم لا يقل عن حالي ..
الشخص الوحيد الذي لم يعبأ لهذا كله هو اخي سلطان ..
كان بارداً كالثلج فلم الحظ اية علامة توتر على ملامحه ..
على عكس خالد وأحمد والذين اراهم يحترقان من امامي لشدة حنقهم ..
اخيراً وصلت ..
كانت خطواتها بطئية ولكن مسمعها قد شق اذاننا ..
الجميع نهض من مكانه قبل دخولها ..
الكل متأهب لها ..
اقترب صوت خطاها اكثر فأكثر الى ان باتت امام مرآنا ..
لا يسعني ابداً ابعاد لحظة الذهول عن ناظري ..
لمْ اتوقعها هكذا أبداً ..
لقد تخيلتها شخص آخر ..
باتت لي طفلة بريئة جميله ..
كان التوتر قد بان عليها هي الآخرى ..
الجميع ينظر اليها وهذا مما لاشك هو ما أربكها ..
كانت تركز ناظريها على اخي احمد بطريقة غير مفهومه ..
وما ان ابعدت عينيها يمينا ويساراً ورأت أخوتي الآخرون ..
حتى كادت ان تسقط ارضا من الرعب ..
حاولتْ الهرب لكن يدي سبقتها في ذلك ..
* * * * * * * *
[.. لمى .. ]
دخلتُ عليهم بثقة بالغة بالرغم من انني متشتته في الداخل وقلبي يكاد يخرج من قوة نبضاته ..
لكني حاولت ان اتمالك نفسي وان ابدو اكثر تماسكاً ..
بدا لي في الصورة عمي احمد وقد بدى امامي رجلاً بحق .. بالرغم من كبر عمره ..
اكتشفت فيما بعد ان حوله ثلاثة رجال ويرمقونني بنظرات مخيفه ومتفحصة ..
اثارني الرعب فحاولت ان اعود ادراجي لكن يداً انثويه حالت عن هروبي بإمساكها بي ..
"عمانك لا تخافين "
مازلت قد القيت ظهري اليهم اثناء محاولتي الهرب .. ولم اكن اعلم بالضبط من يتواجد بتلك الغرفة ..
ما لمحته حتى الآن هو عمي احمد والرجال من حوله ..
لم اعد قادرة على التحمل بدت ثقتي تنزاح بالتدريج ..
فها انا فتاة ضعيفة تقف امام اربعة رجال ..
وعدد مجهول من النساء ..
التفت اخيراً الى جانبي حيث المرأه التي امسكتني , بدى لي بأنها في الثلاثين من العمر او اكثر ..
كانت نظراتها لي مطمئنة .. استطعت من خلالها ان استعيد ولو جزءا قليلا من ثقتي بنفسي ..
أعدت بصري حيث الرجال فأزحته بسرعه للأسفل حيث انهم مازالو على تلك النظرات المخيفة ..
فكيف لهم بأن يزيحو نظرهم وامامهم فتاة لم يسبق لهم ان شاهدوها !!
مازلت مطأطأة الرأس وهم على حالهم ..
قُطع حاجز الصمت بعد ذلك بواسطة عمي احمد :
" اقعدي يالمى ورانا وقت طويل "
(ورانا وقت طويل ) هذه الكلمة اخذت تدور وتدور في رأسي قبل ان أقوم بتفيذ ما طُلب مني ..
جلست كالوديعه امامهم ..
اخذ يُعرفني بداية بالرجال الماكثين امامي ..
فكانوا كما قالت تلك المرأه اعمامي ..
اكتشفت حينها ان لدي اربعة اعمام يعيشون تحت ظل واحد بينما نحن نعيش في منزل لا يسوده سوى الظلام والوحده ..
لكن لمَ حدث كل هذا ؟
هذا ماكنت اتسائل عنه كثيراً لكنني مازلت غير مكترثة بالسبب ..
وكما علمتم عمي الأكبر هو [أحمد] ولديه زوجتان أم ياسر و أم نواف و عدد ليس بالقليل من الابناء ..
فأم ياسر انجبت [ياسر 25 سنه] و [تغريد 21 سنه] و [مرام 14 سنه ]
اما ام نواف فلديها [نواف 27 سنه] و [هيفا 19 سنه ]
العم الثاني والذي لاحظت سمنته كان [عبداللطيف ] زوجته لم يتطرقو لأمرها ..
بينما اعلموني بأن لديه التوأم [ راكان و انهار 23 سنه ] و [مهند 15 سنه ]
العم الثالث هو [خالد] وقد بدا لي صعباً اكتشفت بأن والدي يكبره سنا اي ان والدي ترتيبه الثالث من اخوته ..
خالد يدعى بأبا فيصل أي ان المرأه التي أستقبلتني هذا اليوم هي زوجته ..
وكان له [فيصل 28 سنه] و [ رهف 5 سنوات ]
العم الرابع والاخير كان [ سلطان ] كان شاباً يافعا لم يتزوج بعد , و عمره ثلاثون عاما ..
بدى لي وسيما ولطيفا وقد استغربت عدم اقترانه وزواجه ..
هذه هي عائلتي الجديده اعتقد بانني لن استطع تذكرهم لكثرتهم ..
مع اني لم ارى أي احد منهم سوى الاعمام وفتيات العم احمد والطفلة رهف بينما الجميع فــ لأ
اكمل عمي احمد حديثة بشرحه لشجرة العائلة فأكتشفت ايضا بأن لدي عمات ..
يا ألهي لا أظن بأني قادرة على استقبال اسماء جديده فليأجل امرهن قليلاً ..
اكمل شرحه غير مبالي فأخبرني بأن لدي عمتان فقط ..
واحده منهن هي من امسك بي تلك اللحظة المريبه ..
والتي كدت افقد عقلي فيها ..
اسمها [ امل ] وكما توقعت فهي تبلغ من العمر 34 عاما ولم يطلعني بشيئ عن حياتها الخاصة ..
العمة الأخرى لم يتكلم عنها بل توقف لبرهه ثم غير الموضوع بموضوع آخر أقل أهميه ..
فهمت منه ايضا بأن هذا القصر فيه خمس فلل لكل واحد منهم فله اما هو فلديه اثنتان واحده لأم ياسر والاخرى لام نواف ..
كما ان العمة تسكن في منزل ام نواف ونحن الآن في منزله الرئيسي منزل ام ياسر ..
طبعا طيلة ذاك الوقت لم اتفوه بأية كلمة بل كنت مطأطأه الرأس صامته ..
ولم ابد اي اهتمام له بينما في الواقع انا اسارع نفسي في حفظ تلك الاسماء والحقائق ..
وصل اخيراً الى الموضوع الاكثر اهمية والذي فاجأني فيه قائلاً وبحده مرعبه :
" لمى .. قبل ماتعيشين حياتك بهالبيت حبيت احط فكرة صغيره عندك ولو بسيطة "
لم اجبه بل كنت اكثرا جموداً من قبل .. فالخوف عاد لي من جديد ..
اكمل كلامه بقوله :
" انتي معي ولا كيف ؟ "
اعتقد بأن احدهم غضب من صمتي فسمعت صوتا كالصراخ يقول :
" الظاهر أن بنت أبو صالح بالعه لسانه "
يالوقحاته !
كيف يجرؤ ؟
اقسم باني كدت انفجر فيه كعادتي فأنا لا استطيع تقبل الاهانه ساكته ..
لكن وضعي هنا أسكتني ..
فمن هي بنت ابو صالح ؟ هل يقصد امي ! امْ شيئاً آخر .. انا لا افهم
لكن الامر واضح لي انه يهينني فطريقة كلامه تثبت ذلك ..
اه لو اعرف اي الاعمام تكلم ؟
كي اضعه في قائمة المحاربين لدي ..
جائني صوت عمي احمد هادئاً :
" لمى ارفعي راسك مانب اكلك "
لم أجرؤ على رفعه فأنا لا اريده ان يرى عيني الملتهبتين ..
لا اريده ان يطالعني بنظرات الشفقه والتي اعتدت ان اراها لكل من حولي ..
آه متى اتخلص من هذا العذاب ..
اريد ان اعيش كغيري ..
لي اب حنون وام عزيزة وشقيقة تغمرني بعطفها وتسعدني بلهوها ..
لكنني ابداً لم احضى بذلك بل كنت سجينة الذكرى ..
الماضي يجري خلفي وانا لا ادرك اي سر من اسراره ..
الحياة من امامي وخلفي كلها الغاز ..
عشرون سنة مضت وانا لا اعلم عن اي سبب ترك والدي عائلته !!
ولماذا ؟
وهل السبب يكمن فيه هو !! ام في شخص آخر !!
تحليلات كثيرة تسري في مخيلتي لكن الوقت لا يسعفني الآن ..
حيث ان نظرة الدهشة في عيني اعمامي افاقتني من سرحاني ..
فلاحظت نظراتهم الساخره والتي انتبهت لها سابقا على عمي احمد ..
تكلم عمي احمد مرة اخرى بتلعثم وكان التردد قد بدى في صوته :
" أنتي كنتي معاهم لحظة الحادث ؟ "
اخافني هذا السؤال فأومأت برأسي بعد برهة زمن قصيره نوعا ما ..
فقال :
" من اللي كان يسوق ؟؟؟ "
يا آلهي ...... لهذا السؤال جرح عميق في نفسي لا يمكنني يوماً البوح به ..
تلعثمت كثيراً قبل ان اجيب لكنني نطقت ولاول مرة في هذه المواجهه :
" ابووي "
تأملني كثيراً بعد تلك الاجابه فأكمل استجوابه :
" ونجود ؟ "
ياآلهي مالذي يريده ؟ هل حقاً لا يعرف ما حدث ؟ اما انه يستدعي ذلك !!
قال بحزم عندما تجاهلته :
" وامك ؟ "
اجبته بثقه وقد رفعت رأسي : " ماكانت معنا "
لاحظت بأن الجميع يصغي إلي بغرابه .. وكأنني شيئ نادر قد عثرو عليه في احدى كنوزهم ..
ازعجتني نظراتهم فنهضت من مكاني قائلة :
" انا تعبانه ابي ارتاح "
" اقعدي يالمى انا للحين ماقلت اللي ابي "
قلت بسخرية تامه : " اختصر لو سمحت "
فوجئت بــعمي خالد[ابو فيصل] يقف من مكانه و يقول بغضب واقرب للصراخ " تكلمي بأدب يابنت محمد "
اخافني منظرة وحدة كلماته , لكني لم اوطأ رأسي بل تظاهرت الشجاعه ومازلت احتفظ بنظرتي الى عمي احمد
بالرغم من تزلزلي في الداخل ..
لم اكن اعي تقلصات وجه عمي احمد لكني اكتشفت اخيرا انه فعلا قد غضب مني ..
لكنه تصرف بشكل لم اكن اتوقعه حيث التفت الى العمة أمل وهمس إليها بكلام لم اسمعه ..
لكني لاحظت تقلصات وجهها هي الأخرى ..
فقال :
" اعتقد تدلين المكتب يابنت محمد متى مارتحتي تلقيني هناك "
خرجو معا امام مرأى من عيني ..
حتى الآن انا فعلاً لا اعي مالذي يحدث امامي ..
ياله من غبي أنا لتوي قد وصلت كيف لي ان اعرف المكتب !
ولكن مايهمني الآن هو مالذي قاله لامل كي تستاء بهذا الشكل !!
تقدم إلي عمي خالد فبدأت احس بيداي ترتجفان ..
قال قبل ان يصل إلي .. للجماعة خلفه بهمسات لم اسمعها لأنشغالي بالتفكير بما سوف يفعله بي ..
لكنني اكتشفت بأنه طلب منهم الرحيل لانهم فعلو ذلك ..
والآن ماذا افعل ؟
ها انا وحيده مع رجل في عمر والدي ولا اعرفه ..
اقترب مني اكثر واكثر الى ان اصبح امامي ..
اما انا فكنت قد اوطأت رأسي لخوف شديد انتابني ..
لم اكن اعي بيداي المرتجفتان ولا لرجلي واهتزازها كان كل همي بذلك الرجل الواقف امامي ..
قال لي بعد لحظات الصمت وقد مد يده وامسك بشعري بقسوة :
" اسمعي يا بنت فوزية .. اذا كان اخوي محمد الله يرحمه ويغفر له ماعلمتس وشلون تحترمين اللي اكبر منتس فانا كفيل بهالشي وبيتي واسع الحمدلله وماراح يضيق على بنت فوزية "
قال ذلك بهدوء .. كان لكلماته وقعها المأثور علي , فحافظت انا ايضا على هدوئي ولم اسمح لدموعي بالخروج ..
فأنا لا ارضى بأن يكلمني احدهم بهذه الطريقه ..
ولا ان يمسك شعري بهذا الشكل اللاحضاري ..
و حقيقة فانا لااعرف كيف تمكنت الجرأه مني كي احادث رجلاً بتلك الطريقة ..
لربما خوفي منهم وكثرة تفكيري بذلك هو السبب ..
كم انبت نفسي على فداحة تصرفي ..
قاطع صمتي بقوله :
" تشيلين اغراضك هالحين لبيتي فاهمه يابنت محمد "
كانت قبضته على شعري مزعجة ومؤلمه في الوقت ذاته ..
لكني كنت قد تعودت عليها من والدتي فلطالما فعلتها معي بسبب او من دون سبب ..
بحركة لا ارادية ابعدت يده القوية عن شعري بشجاعه قد اندهشت انا نفسي لها ..
" آسفه ياعمي مضطرة اقولك لأ .. بالرغم ان ابوي ماعودني اقولها "
كاد ان يصفعني لولا عودة عمي احمد وعمتي امل ..
أبو ياسر : " خالد "
أبو فيصل : " خلني أأدبها ياخوي الظاهر محمد ما عرف يربي "
أشتد غضب عمي احمد [أبو ياسر ] فقال وقد تماسك نفسه :
" خالد تعال وراي ابيك "
خرج وخرج الشر معه ..
تنفست الصعداء برحيله عن هذا الغرفه ..
فكدت اختنق بوجوده المخيف ..
لم اكن اتصور بأن يومي سيكون سيئاً إلى هذا الحد ..
لكنه قدري ولا يسعنى سوى الرضى به ..........................
كانت العمه امل مازالت موجوده وترمقني بنظرات مخيفة وكأن قنبلة قد وقعت امامها ..
قالت لي بعد فتره :
أمل : " حبيبتي لا تواخذين اخوي خالد تراه عصبي بقوة وهو من النوع اللي مايسكت على اي شي ولو كان هالشي بسيط "
صمت لمْ اجبها بل اخذت اتحسس شعري واعدله من بعد قبضته المؤلمه ..
امل : " تبين اساعدك "
قلت بحده : " لو سمحتي ممكن غرفتي "
امل : "حبيبتي لمى شفيك رسمية .. انا مهما كان اظل عمتك وبأمكانك تناديني ياعمه .. اما اذا كنتي ماتبادليني اي شعور فخليه من باب الذوق والاحترام
ولو قدام اخوتي "
ازداد ضغني فقلت ساخره : " ليه تعبين نفسك قولي اني مش محترمه واختصري السكه "
تطايرت عينيها غضبا فقالت : " الظاهر انك صعبه يابنت محمد "
قلت لها بتأكيد : " لو سمحتي انا لمى محمد مش بنت محمد "
قالت لي بنفس لهجتي : " اووه معلومة جديده تصدقين "
قلت لها بنفس طريقة سخريتها لي : "حلووو ان الواحد يكتسب يا عمه "
أبتسمت لي أبتسامة صادقة ومن بعدها قالت :
امل : " اعتقد كذا احنا متفاهمات ولا كيف ؟ "
قلت لها بمكر : "تقدرين تقولين اني أنسانه تحب مصلحتها وحابه اتفاهم علشان اعيش "
اجابتني بابتسامه : " وربي قلت انك صعبه "
لمى : " عندكـ اولاد ياعمه ؟ "
تضايقت لسؤالي كثيراً واجابتني بتحفظ بالغ :
" ربك ماكتب "
لمى : " آسفه "
امل : " أأأأأ تبين افرجك ع البيت ولا اخليه وقت ثاني "
لمى : "على راحتك "
ابتسمت لي من جديد وامسكت بيدي واخذت طريقها في وصف المنزل لي ..
بدا لي كبيراً جداً لقد كان اكبر مما تصورت ..
كان القصر حاويا لخمس فلل لا يفصل بينهما سوى الحدائق الصغيره والبسيطه ..
كان بالفعل رائعا بكل شيئ .. اثاثه ديكوره تصميمه كل شيء هنا يتكلم عن مدى ذوق مصممه ..
لم استطع انكار اعجابي به فبدت لي عمتي سعيدة لذلك ..
مر الوقت بسرعه البرق لم نشعر به ابداً ..
اعتقد بأني عقدت صداقة معها فقد كانت لطيفة معي جداً ..
اخذت تشرح لي طباع بنات عمي الواحده تلو الاخرى ونحنا في طريقنا الى غرفتي ..
اخبرتني بأنها سوف تتنازل هذا اليوم عن غرفتها لتبيت معي ..
وكأنها خائفة من شيء ما ..
لكني لم اكترث لذلك بل سعدت جدا لحظة اخبارها لي بقرارها .. وبالطبع لم اوضح لها ذلك ..
فأنا لم اكن اتكلم كثيراً ..
كانت هي المتكلم الاول والاخير ..
ان تكلمت فكان كلامي بحدود اجابة قصيره او تأكيد ..
اما عدا ذلك فلأ .................................................. .............
<نهاية الجزء >
اذا عجبكم نزلت الباقي

 
 

 

عرض البوم صور انا وانتي وكلنا  
قديم 23-12-06, 08:06 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2006
العضوية: 4636
المشاركات: 6
الجنس أنثى
معدل التقييم: القم الفضي عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
القم الفضي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : انا وانتي وكلنا المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

كملي اختي

ويالبت تحطينها مرة وحده مثل مايسوون بالأقسام الثانية.

يعطيك العافية

 
 

 

عرض البوم صور القم الفضي  
قديم 23-12-06, 10:12 PM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Dec 2006
العضوية: 18812
المشاركات: 2
الجنس أنثى
معدل التقييم: عهد عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عهد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : انا وانتي وكلنا المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

كملي الله يوفقك شكلها خطيره ..

 
 

 

عرض البوم صور عهد  
قديم 23-12-06, 10:53 PM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Dec 2006
العضوية: 18812
المشاركات: 2
الجنس أنثى
معدل التقييم: عهد عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عهد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : انا وانتي وكلنا المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

كملي الله يوفقك شكلها خطيره ..

 
 

 

عرض البوم صور عهد  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ملكة بكبريائي, الكاتبة ملكة بكبريائي, سجينة الماضي للكاتبة ملكة بكبريائي, قصة سجينة الماضي, قصة سجينة الماضي للكاتبة ملكة بكبريائي
facebook




جديد مواضيع قسم الارشيف
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 04:09 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية