لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > قسم الارشيف والمواضيع القديمة > الارشيف
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الارشيف يحتوي على مواضيع قديمة او مواضيع مكررة او محتوى روابط غير عاملة لقدمها


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-12-06, 11:39 AM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2006
العضوية: 7089
المشاركات: 72
الجنس أنثى
معدل التقييم: انا وانتي وكلنا عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
انا وانتي وكلنا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : انا وانتي وكلنا المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة القم الفضي مشاهدة المشاركة
   كملي اختي
ويالبت تحطينها مرة وحده مثل مايسوون بالأقسام الثانية.
يعطيك العافية

الله يعافيك بس اصلا هي لساتها ما كملتها صاحبتها وبنزل ان شاء الله الاجزاء اللي حطتها

ابشروووووووو

 
 

 

عرض البوم صور انا وانتي وكلنا  
قديم 24-12-06, 11:40 AM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2006
العضوية: 7089
المشاركات: 72
الجنس أنثى
معدل التقييم: انا وانتي وكلنا عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
انا وانتي وكلنا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : انا وانتي وكلنا المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عهد مشاهدة المشاركة
   كملي الله يوفقك شكلها خطيره ..

ويوفقك يالغاليه ووابشري بعزك

 
 

 

عرض البوم صور انا وانتي وكلنا  
قديم 24-12-06, 11:47 AM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2006
العضوية: 7089
المشاركات: 72
الجنس أنثى
معدل التقييم: انا وانتي وكلنا عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
انا وانتي وكلنا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : انا وانتي وكلنا المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

- الجزء الثالث -
[ 3- عاصفة القدر ]

يوم جديد أطل على الجميع حاملا معه الخير والمسرات ..
كنت لتوي قد استيقضت من نومي ..
بداية لمْ استوعب مكاني ولا الفتاة الماثلة امامي ..
كان يوم الأمس كالحلم كل شيء تم بسرعه ..
أكتشافنا لأبنة أخي محمد جاء بشكل مفاجئ ..
والوقت الذي تواجدت فيه بيننا ايضاً جاء مفاجئاً ..
فلم نكن نتوقع ولا يوما من الايام بأنه من الممكن ان يكون محمد لديه طفل او طفله ..
اِعتقد الجميع بأن تلك نزوه من نزواته وانه سيحين اليوم والذي يعود به إلى رشده ..
والآن ها قد جاء اليوم الذي عاد به إلينا ولكن ليس بشخصه بل بأبنته ..
كم اتمنى لو آخذها بين احضاني .. فشوقي لأخي بات مُراً خصوصا بعد تسلمنا خبر وفاته ..
لكنها بدت لي صعبة المراس حادة الطباع تماما كوالدها ..
الأمر الغريب هنا والمدهش هو فوزية ..
فكيف لها ان تتخلى عن ابنتها بهذا الشكل ؟!
اعتقد بان هناك سراً تخفيه !
احسست بحركة بجواري فألقيت ببصري عليها ..
كانت نائمة كالوديعه .. بريئة جميله تماما كالطفلة الصغيره ..
يزعجني كثيراً حينما اتذكر بأنها أبنة فوزية والتي سببت الدمار في هذا المنزل ..
لكنه القدر وليس بوسعنا الا ان نرضى به ..
رنين هاتفي انتزعني من افكاري , فسارعتُ اليه للرد فكان المتصل ياسر أبن أخي :
" هلا والله وغلا بأحلى وأعذب عمه .. شلونك ياعمه "
امل : " يالله صباح خير وش عندك أكيد تبغى حاجه "
ياسر : "أفا يا عمه لهالدرجة انا طايح من عينك ! "
امل : " لا بس اعرفكم يا عيال اخوي مصلحجين بقوة "
ياسر : " طيب ياللي مانتي بـ مصلحجيه الوالد طالبك عندنا "
امل : " ياملحك انت وابوك انا في بيتكم الحين "
ياسر : " لاه ,, اجل شكلك متخفيه عنا "
امل : " اي والله متخفيه عنكم وعن ازعاجكم بس شكل بطيني بينزلني غصب "
ياسر : "اجل الحقي على عمرك نوافووه جايب لنا حركتات حلوووة "
امل : " اذا كذا ثواني وانا بجنبك "
وبسرعه اغلقت المكالمه وأتجهت الى الاسفل ببطء كي لا تشعر بي لمى وتستيقظ ..
وصلت الى هناك حيث غرفة الطعام اصابتني رعشه فالكل موجود اخوتي وابناءهم الصبيه
اذن فهناك شيء مهم سوف يحدث , وإلا لمَ الجميع هنا !!
اتجهت حيث ياسر فضربته بخفه على كتفه وهمست :
" شالسالفه ؟ شفيه ؟ .. وبعدين وين الحركتات اللي تقولها يا اكبر نصاب بالرياض كلها "
ياسر : "والله السالفه علمي علمك للحين الوالد ماقال شي والحركتات لا تخافين موجوده بس ابوي حاب يجتمع فينا قبل "
امل : "طيب ماتدري وش الموضوع ؟ "
ياسر : " خلاصة الموضوع هو بنت فوزية لكن وش هو ؟ الله اعلم "
تضايقت لذلك فأمسكت بقلبي وقلت بسري :
"اويلي يعني بتسوي اللي في راسك يا ابو ياسر ......... "
* * * * * * * * * * *

[.. لمى ..]

أزعجني نور الشمس المرتكز على عينيّ فتنبهت بسرعه لأجد نفسي اصارع الواقع ..
فوجئت حينما لم اجد نفسي في غرفتي , تنفست الصعداء حينما تذكرت احداث الامس ..
عاد الحزن الى قلبي من جديد فأي حفرة هذه أوقعت نفسي فيها !!
حاولت النهوض من مكاني ففعلت ..
استدرت ناحية الحمام واخذت دشاً مستعجلاً كي استعيد نشاطي وحيويتي ..
مضت ربع ساعة بالضبط حتى خرجت من الحمام وانا احس بنفسي انسانه جديده ..
استعدت لياقتي وقوتي من بعد هذا الحمام السريع ..
جففت نفسي واخذت اتأمل وجههي الذابل ..
لاحظت شحوبه وتلك الهالات المزعجه ..
لابد وانه الهم فمن سواه يفعل بي هكذا ..
اتجهت الى حقيبتي واخذت افرغها من محتوياتها ..
بدت ملابسي ضئيلة بالنسبة لحجم تلك الخزانة الضخمه ..
وجدت آخيرا مابحثت عنه منذ قليل "كريمات لازالة الهالات السوداء "
اعتقد بأنهم منافقون حين زعمو بانها ستزيلها ..
فها انا بلغت الاربعة اشهر وانا استعملها ومازالت الهالات موجوده ..
تأفأفت فألقيتها بسرعه في القمامه ..
بدأت أشعر بالملل .. فمامن شيء اقوم به ..
سابقا كنت الهي نفسي مع اطفال الجيران ..
اما الآن فمامن احد أسلي نفسي معه ..
قررت النزول للاسفل ..
لكني تراجعت اخيراً لتذكري وجود ابناء عمي ..
اخذت افكر اكثر واقنع نفسي بالنزول فالملل قد تسرب الى كل خلية من جسمي ..
بالأخير اقتنعت ونزلت حاملة معي "شال" لأتستر به اذا لزم الامر ..
خرجت من غرفتي ببطء شديد , كان المكان هادئا تماما ولا يوجد اي اثر لأحد ..
تفحصت كامل الدور العلوي لبرهه ثم نزلت وانا اتنفس بصعوبه ..
كنت امشي ببطء شديد احسست فجأه بأصوات ونقاش حاد صادر من احدى الغرف ..
شدني الفضول فقررت ان اذهب الى مصدر الصوت ..
اقتربت اكثر فاكثر الى ان باتت الاصوات مسموعه ....................................
.
.
.
.
.
ابو ياسر بحده : " انا قلت قراري واللي ماعجبه مشكلته .. "
خالد [ابو فيصل] : " ياخوي والله حرام عليك (وبسخريه) هذي بنت فوزية "
ابو ياسر : " خالد رجاءاً خلك برا الموضوع "
أحدهم قال بلهجة الدعابه : " ياعم انا توني نونو صغيرون ماني قد مسؤليه اذا انت بلش فيها ياخي زوجها واحد من عيالك ليه اللف والدوران "
ابو ياسر بقوة وثقه : " مجرد حب استطلاع حبيت اخذ رايكم قبل ما افرض رايي عليكم "
.......1...... : " يبه لا تطالعني ,, مابيها ,, يسووروه احق مني "
........2...... : " لا والله .. ياخي انت الكبير ومايصلح اعرس قبلك اخاف على مشاعرك "
.......1...... : " تكفى ياشيخ .. لايكون تحسب روحك بنت وانا مادري "
........2...... : " والله يمدحون هالايام عمليات التجميل يقولون تدخل ولد تطلع بنت والله فلة "
.
.
.
.
يا آلهي لم أعد قادره على سماع المزيد بدى لي الامر واضحا وضوح الشمس ..
لم استطع كتمان شهقات ونزيف قلبي ..
فها انا الآن سلعة رخيصه تباع على افراد هذه العائلة والكل ينفر منها ..
كدت افقد توازني لولا وجود تلك الخزانه بقربي ..
حاولت ان ابتعد قبل ان يُكتشف وجودي .. بتلك الصرخات العنيفة الصادرة من قلبي ..
وبالفعل فعلت كنت منهاره تماماً ..
لا اعي بمن امامي ولا من خلفي ..
دموعي اشاحت عني الرؤية تماماً ..
اصطدمت بأحد ما .. هذا ماترجمه لي عقلي ..
حاولت مسح دموعي كي ارى مالذي حصل لي ..
مسحتها وبعدها صعقت كان رجلاً غريباً ..
ويرمقني بنظرات مخيفه .. مخيفه جداً ..
عينيه تلمعان بشئ غريب ..
بعد مرور ثواني قليلة تداركت نفسي ووضعت الوشاح على نفسي ..
كانت نبضات قلبي تجري بسرعه ..
ويداي ترتجفان ذعراً ..
لم يتكلم ولم يتحرك بل ظل صامتاً مذهولاً ..
كنت منهاره ودموعي تلسع خدي لكن بعد هذا الحدث ..
اعتقد اني اصبت بشراره كهربيه حاده ..
مع اني وضعت الوشاح على نفسي الا انني مازلت اقف مكاني ..
مرت ثواني طويلة كانت كالدقائق لا بل كالساعات ..
كان شعوراً غريبا يسري بداخلي ..
لا اعرف ماهو ؟ ولا يهمني ان اعرف ..
تنبهت على صوت خطاه وهو يبتعد ..
تداركت نفسي لكن سؤالاً لم يغب أبدا عن بالي ..
من يكون ؟!
* * * * * * * * * * *
[.. أمل .. ]
أشتدت حدة النقاش في اجتماعنا العائلي ..
والذي اصدر فيه قرار يتعلق بمصير فتاة لاذنب لها ..
يخالجني شعور غريب اتجاه افكار اخي احمد ..
فتارة اجدة على صواب .. وتاره احس بالعطف تجاه تلك الشابة الصغيره ..
فماذنبها ان كان والدها محمد ام ان والدتها فوزية !
فهي تظل ثمرة لا علاقة لها بماضي قد رحل ..
ياآلهي هل أنا من يقول هذا ؟
ايعقل حقاً ان اكون تغيرت بهذه الدرجة ؟
لقد كنت اشد الحاقدين على فوزية ..
ما بالي الآن ادافع عن احدى ثمارها الرديئة ..
ولكن لمى انسانه مختلفة .. مختلفة تماما ..
وليست كوالدتها اطلاقا ..
حقيقة بدأت اشعر بالضياع .....
وبأي اتجاه اقف مع احمد و سلطان !!!!
ام مع خالد وفيصل كما كنت سابقاً ..
هذا ما لا استطيع تحديده ..
قررت انهاء هذه الحماقة ..
فنهضت من مكاني وخرجت ولم يمنعني احداً من ذلك ..
وجدت في طريقي فيصل واقفاً بالقرب من احدى النوافذ وقد بدى شارداً للغاية ..
اقتربت منه بخفه :
" شعنده الحبيب سرحان ؟ "
فيصل : " اوه هلا بالعمه الغاليه "
امل : "مارديت على جوابي ؟ "
فيصل : "ابد كنت زهقان شوي وجيت اغير جو مع نواف والشباب "
لم اشأ أن أسأله لكني فعلت : "وووش عرفك أنهم مجتمعين هنا "
فيصل : "مهند قال لي "
امل : "ايواااااا .. طيب اشرايك نفطر سوا انا سامعه انه فيه حركتات حلوة بالمطبخ شرايك نسبقهم "
فيصل : " لا ماعليه افطري انتي , مالي نفس انا"
امل : "اف السالفه كايده .. وش فيك ياروح عمتك "
أجابني بشررررود : "ولا شي ياعمه ولا شي "
رمقته بنظرات استفهام ودهشه فحركاته لم تعجبني هذا اليوم ..
هل يعقل أن يكون سمع شيئا مما دار بين الجميع ؟
كلا لا أظن ! لو كان سمع شيئاً لأخبرني بذلك ..
ثم ان الامر وكما قال لا يعني له شيئاً ..
أنشغل بالي عليه كثيراً .. لكني تجاهلت ذلك واتجهت للمطبخ ..
فمعدتي تكاد تتآكل جوعا ولن استطع الصبر أكثر من ذلك ...
* * * * * * * * * * *

[.. فيصل .. ]

وصلني الدور أخيراً ..
اسمي فيصل من مواليد عام 1978 ميلادي .. أي أن عمري لا يتجاوز حدود الثمانية والعشرون عاما ..
حصلت على الماجستير من جامعة اكسفورد في بريطانيا تخصص أدارة اعمال ..
حققت نجاحا في حياتي ولله الحمد والمنه ..
في ذلك اليوم لم اكن راغباً في زيارة بيت عمي احمد ..
لكن القدر شاء ان يحملني الى هناك ..
اخبرني مهند ببراءة بأن الجميع هناك منذ الصباح ..
عدا الفتيات فكن جميعاً في بيت عمي عبداللطيف ..
اي ان المكان هناك آمن ..
ومامن اي حرج لو ذهبت برفقة الجميع ..
كان قلبي ينذرني بأن هناك امرا خطيراً يحصل ..
فمنذ وصول ابنة فوزية وقد انقلب حالنا فوق عقب ..
واعتقد بأنهم يناقشون امراً ما بخصوصها ..
كنت اتجاهل اي موضوع يتعلق بها ..
وابعد نفسي عنه قدر المستطاع ..
فــ لدغة الماضي كانت قوية ولايمكنني نسيانها ماحييت ..
لقد قاسيت الكثير في حياتي ..
عانيت منذ طفولتي ولازلت اعاني ..
وها قد انكشف الجرح من جديد ليعيد الينا الماضي بحذافيره ..
كرهت ابنة فوزية اكثر مما كرهت فوزية نفسها ..
الانتقام من فوزية كان غايتي بالرغم من اني موقن بأنه ليس بوسعي سوى التجاهل والنسيان ..
ولكن هل للنار ان تخمد وبقربها الحطب ؟!! لا أعتقد ..
كنت شارداً حينما اصطدمت بتلك الفتاة المجهولة ..
لتلك الدمعات التي رأيتها على عينيها الأثر العميق على نفسي ..
لقد أثرت بي كثيراً ..
لم استطع اخفاء شعوري ..
لتلك الطلة تأثير خاص لم احس به من قبل ..
احساس الشفقة غمرني واشعل نيرانه ..
فأنا أعلم تماما ماهو قائم عليه عمي احمد بخصوصها ..
ولا انوي القيام بأية تدخل بل سيسعدني ذلك ................
* * * * * * * * * * *
[.. لمى ..]
كنت منهارة على تلك الاريكة ومعدتي تكاد تصرخ الماً ..
احس بالمرارة بكل اتجاه ..
احس بالالم مع كل حركة ..
انه شعور المذلة حتماً ..
يالا قساوة هذا العم ..
كيف له ان يجرؤ ان يقوم بعمل خسيس كهذا ..
كيف يجرؤ على بيعي بطريقة كهذه ..
اليس لديه قلب ؟
اليس لديه بنات ؟
انه حتما يحس بما احس ..
كنت منهارة تماما .. ابكي كالمجنونه ..
واصرخ كالتائهه ..
بدأت افقاد اعصابي ..
بدأت احس بالتشنجات في كل عصب في جسمي ..
الصداع يكاد يفجر رأسي ..
بحركة لا اردايه بدأت انتف القليل من شعيرات رأسي ..
غلبني الارق تلك اللحظة بالرغم من اني لتوي قد صحيت ........
* * *
افقت على صوت طرق باب غرفتي ..
فتحت عيناي بصعوبه .. وجهتهما حيث الساعه ..
وجدتها تشير إلى الثانية ظهراً ..
اي انه مرّ على نومي 3 ساعات كامله ..
آه لو انام الدهر كله اليس ارحم من حالي هذا ..
اشتد طرق الباب .. فنهضت من مكاني بصعوبه ..
القيت بنظرة الى المرآه اولاً فكدت اصرخ لشكلي ..
كانت عيناي متنفختان وجاحضتان بشكل مزعج ..
اما شعري فكان اشعثاً غير مرتب ..
حاولت اصلاح مايمكن اصلاحه ..
بعدها انطلقت للباب وفتحته ..
فجائني الصوت :
"السلام عليكم ورحمتو الله وبركاتوه "
لم تكن سوى طفلة صغيره تحدق بي ببراءة وعذوبة ..
انها رهف الصغيره .. لا تتجاوز الخامسة من عمرها ..
ضئيلة الحجم .. ذات شعر فاتح يميل الى الكستنائي ..
ملامحها صغيره وجذابه .. وشعرها الاملس اعطى لها بريقا لامعا ..
كانت ضئيلة جداً بالنسبة لحجم الباب ..
ابتسمت لها بصعوبه فجلست امامها على ركبتي لاصبح بمستواها فقلت :
" بغيتي شي حبيبتي "
رهف : " انتي وش اسمك ؟ "
لمى : " لـــــــمــــــــى "
رهف : " أنا اسمي رهف "
قلت مداعبه بالرغم من صعوبة ذلك بالنسبة لي : " ياحلو اسمك يجنن "
دخلت الصغيره غرفتي كالأميرات غير مبالية بي .. دخلت بكل ثقة وعزة ..
ويبدو انها معتادة على ذلك ..
رهف : " عندك مث مث "
نهضت من جلستي وقد استغربت الكلمه : "يعني ايش؟ ؟؟ "
رهف : "يعني مث "
تجاهلتها فأنا عاجزة عن التفكير لما يشغل قلبي وعقلي ..
رهف : " أمي تقول انك بتمرحين عندنا كل يوم .. صدق ؟ "
لم استطع كتمان الضحكة في قلبي فقلت :
" مافهمت عليك ؟ "
رهف : " كمخه ........ يعني بتنامين معنا صح "
لمى : " اوووه اذا انتي تحبيني عادي ماعندي مانع "
رهف : "انا ماعرفك "
قلت بشرود : " ولا انا "
رهف : " انا ماحب مهند انتي تحبينه ؟ "
لمى : "ماعرفه "
رهف : " احسن تراه شيطاني ويعض "
قلت متحمسه : "والله ؟ "
رهف : " تحبين فيصل ؟ "
لمى : "ماعرفه "
رهف : "بس انا احبه مرّه "
للحظة نسيت اين موقع فيصل هذا ..
لكنني تذكرت ذلك بعد مضي دقائق من التفكير ..
فـ فيصل هو ابن تلك المرأه التي استقبلتني هذا اليوم [ام فيصل] اي زوجة عمي خالد وهذه الصغيره هي اخته ..
يا آلهي اذن فيصل سوف يكون من ضمن قائمة المحضورين التي وضعتها ..
قاطعتني الصغيره مرة اخرى لتملي علي قائمة احبابها ..
استمعت إليها بأعجوبه بالرغم من انهياري الداخلي ..
كانت برئية مرحه وقد استمتعت بصحبتها كثيراً ..
فوجئنا بطرق الباب , فأسرعت الصغيره لفتحه ..
كانت احدى الفتيات اللاتي استقبلني هذا اليوم ..
دَخلت وقد بدت لي تلك الأبتسامة الساخره على شفتيها ..
" رهوف انتي هنا وفيصل يدورك "
رهف : " بقعد مع لمى "
تغريد : "رهف اسمعي الكلام .. الخدامة تقول فيصل يبيك ومعاه حلاو اكيد "
محاولاتها في اغراء الصغيره كانت ناجحه تماما ..
فقد اسرعت الصغيره للخروج وقد ودعتني بقبلة صغيره على خدّي ..
تغريد : " شرايك تنزلين معنا عند عمي عبداللطيف احنا كلنا هناك والجو حلو ورايق في الحديقة "
اجبت بعد تفكير : " أنا .. أنا تعبانه وابي ارتاح "
كشرت لي شفتيها فقالت : "طيب على راحتك "
بعدها خرجت وولمْ ارها بعد ..
انبت نفسي كثيراً لرفضي دعوتها ..
فلربما اخرج مما انا فيه وانسى ولو قليلا مما سمعته اذناي هذا الصباح ..
لم اجد لي حلاً سوى الوقوف على النافذة ورؤية المكان من هناك ..
بدى لي المنظر رائعاً وجذاباً ..
فالحدائق كانت رائعة حقا بالرغم من صغر حجمها ..
الا انها اعطت الفلل منظراً جذاباً ..
مرّ الوقت ببطئ شديد حتى فوجئت بأمل تدخل علي وقد كانت الساعه تشير إلى السادسة والنصف مساءاً ..
" مساء الخير "
لمى : " اهلين .. مساء النور "
امل : " هاه عساك ارتحتي عقب امس "
لمى : " لا الحمدلله انا مرتاحه "
امل : " كنت بجيك الظهر بس قلت اخليك على راحتك احسن , والعصر يكون خير "
لم أتكلم بل انتظرتها تتم حديثها .. فقالت بعد ان درست ملامحي جيداً :
" لمى حبيبتي انتي للحين ماتعرفتي علينا كويس , وهذا شيء ضروري لان حياتنا مرتبطة ببعض , إخوتي وعيالهم عايشين سوا زي العايله الوحده , وما اعتقد انك ترضين
انك تكوني شاذه بينهم .. اقصد حبسات الغرفه هذي مالها داعي , حبيبتي حاولي تدخلين نفسك بيننا .. عيشي حياتك .. انتي مانتي بغريبه انتي مهما صار تظلين بنت اخونا محمد (وبتنهد) واللي صار صار والكل نسى "
قاطع حديثنا طرق الباب فقالت امل وأظنها تعلم من القادم :
" اُدخـــــل "
كانت أم ياسر حيث بادرت امل بنظرة حزينة فأوطأت أمل رأسها وكأنها عرفت شيئاً ..
أستأذنت بعدها امل وخرجت قبل ان تتفوه أم ياسر بأي شيء ..
تبعتها ام ياسر فأقفلت الباب خلف امل بأحكام وعادت الي وجلست بقربي تماماً ..
قالت بعد فترة صمت طويله بقليل من التلعثم :
" عمك كان يبي يكلمك بموضوع .... و.... وفكرت لو اني انا اللي اوصله لك قبل ... مـ .. مــ منع لاي حرج عليك.. وماراح يصير الا الخير انشاءالله "
فوجئت ببداية موضوعها فأنتابني القلق ..
قالت بعد ان اخذت نفساً عميقاً :
" عمك يبيك لولده على سنة الله ورسوله شرايك ؟ "
لا لا يمكنهم ذلك !!
ياآلهي عاصفة القدر بدأت بهالهبوب من جديد ..
إذن ماسمعته هذا اليوم لمْ يكن مزاحاً .. بل كنت حقاً سلعة معروض للبيع ..
واعتقد انهم وجدو المشتري ..
لم استطع كتمان اي دمعة من دمعاتي بل فتحت لها العنان غير آبهة بالواقفه امامي ..
كنت اتمزق من الداخل فجراحي قد كثرت ..
كنت اظن بأني تخلصت من شبح زوج والدتي ..
ام الآن فأعتقد اني في مواجهه من هو اخطر منه ..
يا آلهي هل سأتمكن من مواجهة قدري هذه المرّه ام انه سيغدر بي كعادته ............

 
 

 

عرض البوم صور انا وانتي وكلنا  
قديم 24-12-06, 11:50 AM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2006
العضوية: 7089
المشاركات: 72
الجنس أنثى
معدل التقييم: انا وانتي وكلنا عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
انا وانتي وكلنا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : انا وانتي وكلنا المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

- الجزء الرابع -




[ 4 - سحقاً للماضي ]






صرختُ و بَكيتْ و تأوهتُ إلا ان احد لم يشعر بي ..

أزداد عذابي بهذا الجرح الجديد والذي سوف يشكل لي حياة مؤلمة في الحاضر ..

لمْ أشأ على ردع عمي بأسلوبي الفظ ..

بل قررت ان اتبع معه اسلوب المسايره ..

لعله يتراجع عن قراره المفاجئ والمميت ..

تلك الليلة لم اشعر بها بل احس بأنها انقصت يوما من عمري ..

مرّت علي ككابوس مزعج اتمنى الاقاضة منه سريعاً ..



* * *


أستيقضت مبكراً في صباح الغد والذي يعتبر اليوم الثالث من حياتي بين أعمامي ..

قررت مواجهة عمي ورفض قراره ..

فسحقاً لذلك الماضي الذي يجبره على الانتقام بهذا الجنون ..

كنت واثقة تماماً بأن زواجي لهو حيلة جديده من حيل عمي للأنتقام ..

وصلتني رسالة عبر ام ياسر تفيد بأن عمي يود لقائي بسرعه ..

كانت مرتبكة وهي تخبرني بذلك ..

لكنني لمْ اتفاجئ فأنا اعلم مالـذي يريده ؟

ولن ارضى بذلك مهما حصل ..

تشجعت ولبست قناعا جديداً من القوة والثقه ..

ذهبت مع ام ياسر إلى حيث المكتب لكي اقابل ذاك الكهل ..

وصلت اخيراً فوجدته منشغلاً بأوراق مبعثره امامه ..

احس بوجودنا فطلب من زوجته الرحيل ..

بحركة لا ارادية لم احس بيداي تتشبث بأم ياسر وكأني ارجو منها عدم تركي وحيده مع هذا الكهل ..

على الاقل فأنا ارتاح لوجودها معي فهي الوحيده التي تمثل لي الامان هنا ..

بالطبع من بعد عمتي امل ..

صرخ عمي في وجهها قائلاً :

" ام ياسر وش انا قلت ؟ "

رمقتني بنظرات كلها حنان ..

بعدها خَرجت ....





*آ * * * * * *


[ .. امل .. ]







كنتُ متآكله في الاسفل أنتظر عودة اخي بالنتائج ..

بدى لي مصمما على مخططاته ..

لم احس بخطوات فيصل و سلطان بدخولهم المنزل :

" خير وش فيك مش على بعضك ؟ "

ارتبكت بسؤال اخي سلطان أكثر ..

فلا يسعني اخباره بما يدور في خلدي لوجود فيصل ..

اما فيصل فكان اذكى منا جميعاً حيث قال :

" وش قرار بنت فوزية في موضوع زواجها من نواف ؟ "

صعقت بجملته الاخيره ..

كيف له ان عرف ؟

بدى واثقاً من معلوماته جداً ..

لكنني لم الحظ عليه اي استياء لذلك ..

"شلون عرفت ؟ "

فيصل : "آسف ياعمه مصادر خاصه .. بس حركات الجحادة هذي خلوها عنكم "

اصابني الخجل لعبارته تلك ..

فقلت باستياء :

" للحين ما نزل عمك والظاهر انه يناقشها بهالموضوع "

قال بهمس لا يُسمع لكني سمعته :

" يا خسارة نواف عليها "

وصلتنا صرخه قوية من الاعلى ..

فــ قفزت من مكاني مذعورة ..

وقد بدى القلق ايضاً على فيصل و سلطان ..

" لا يكون ذبحها !! " قلت ذلك مفزوعه ..

بينما انطلق الاثنان بسرعه للأعلى ..

لم اتردد بلحاقهما فيما بعد .. فالصرخه كانت مخيفة ..





* * * * * * * * *


[.. لمى ..]







كنت اصارع الامواج مع ذاك الكهل ..

فانا لن ارضى ابداً بمخططاته الدنيئة ..

لم اكن اصدق بأنني اتحلى بكل تلك القوة ..

فقد اتضح لي عدم قدرته على موازنة الامور معي ..

بعد كل محاولاته اِختصرتُ له الطريق فقلت بصراخ :

" لو على موتي ماتزوج انسان تربى بين يدين قذرة "

النتيجة كانت صفعة مدوية على خدي سلبت لي كل قوتي ..

لتلك الجملة الاثر العميق على عمي ..

فـ بسببها كانت تلك الصفعة التي رمتني ارضا بقسوة ..

اعترف بانني كنت فظة معه لكن هذا لا يتيح له الحق بمد يده علي ..

اثارتني تلك الصفعه فأفقدتني عقلي ..

وبدأت العن واسب هذه العائلة بلا شعور مني ..

لمْ اُحس بدخول الشخصان المحملقان فيّ الآن ..

لكني ما ان رفعت رأسي حتى اصابتني تلك الشراره الكهربيه من جديد ..

يا آلهي انه هو !!

كانت ملامحه صلبة قويه ..

برؤيته فقط نسيت كل شيء ..

ولا اريد من الحياة سوى رؤياه ..

شيء ما يربطني به .. لا اعرف ماهو !!

كانت نظراته لي كالصخر ولمْ يَصد او يَهربْ كوني من غير محارمه ..

بل ظل شاخص البصر بكل حرية ..

كل مايحزنني الآن هو انه رآني مذلوله مهانه بين يدي انسان لا يرحم ..

انسان قد ضيع أبي واَعتقدُ بانه في صدد تضييعي انا الأخرى ..

انزاح نظره عني واتجه حيث عمي وكأنه يطالبه بتفسير لما يحصل !!

وَصلتْ اخيرا عمتي أمل فهرعت الى احضانها كالطفله ..

وبلا اراده اخذتُ انزف دموعاً حاره لا سبيل للخلاص منها ......................








* * * * * *



[.. فيصل ..]





كنت أركض كالمجنون ..

إن اردتم الحق فأنا لا اعلم من خلف تلك الصرخه ..

لكن الفزع قادني إلى حيث المكتب والذي نبع منه ذلك الصوت المزلزل ..

ذُهلت عندما رأيت الفتاة ملقيةً ارضاً وقد امسكت بخدها بألم والدموع تتسابق في العدو ..

كانت تتفوه بكلمات حادة قوية ..

" انسان ******************************** سافل ماعندك اخلاق ولا ضمير وووووولدك لو على مووووتي مااخذه فاهم .. مابيه ولاابيك ولابي ولا واحد من طرفكم "

سحقاً لها كيف لها الجرأه على ذلك !!

كدت افقد عقلي واتجه اليها والقنها درساً لن تنساه ..

لكن نظرة من عمي منعتني من ذلك ..

حينما التقت عينانا انا وهي .. لا اعرف اي شعور شعرت به ..

لكنني نسيت كل ماكنت افكر به ..

احسست بالشفقه والاسى لها ..

كانت ذابله وعيناها توحيان بالعذاب والالم ..

كدت افقد توازني واهرع اليها واضمها الى صدري وأهدأ من روعها ..

بدت لي تائهه ضائعه ..

نظرتها تلك افاقت ضميري من نومه ..

دموعها سببت لي الالم العميق..

كم تمنيت لو تعلم حقيقتي !!

كم تمنيت لو انها ليست ابنة فوزية

آه مااصعب التمني وما أصعب تحققه ..

اتجهت حيث عمي اطالبه بتفسير لما يحدث ..

كان يتنقل ببصره بيني وبينها وكأنه عرف ما أفكر به ..

دخلت في تلك اللحظات عمتي امل فهرعت اليها لمى كالطفله التائهة من ذويها ..

كانت تبكي وتأن كالاطفال .. شهيقها وبكاءها يمزق اقسى القلوب فما بالكم ان كان أنا ..

لمْ استحمل الموقف فهربت ................................







* * * * * * * *



[.. امل ..]








" البنت محمومه عطيتها مهدأ وأنشاءالله تكون احسن "

سلطان : "الله يستر ولا وش هالورطة اللي ورطنا فيها "

امل : "المشكله انه مع كل هذا احمد مصمم على رايه وماضنتي بيتنازل , اخوي واعرفه زين عنيد وراسه يابس "

سلطان : " نواف يدري بالموضوع ؟ "

امل : "هو معصب بسبة هالموضوع ومارد البيت "

سلطان : " الله يهديه احمد ولا الموضوع كله بكبره مال امه داعي .. وش ذنب هالمسيكينه يزوجها بالقوة .. لو ياسر او حدا العيال كان ممكن .. اما نواف حرام الناس عطيناهم كلمه "

قلت بشرود : " مادري .. مادري .. تدري شلون باروح اشوفها اخاف تصحى "

تركته واتجهت الى حيث غرفة لمى لكنه استوقفني قائلاً :

" على هونك عليها يا امل تراها مسيكينه "

ابتسمت له فقلت :

" لا تخاف هذي مهما صار تظل بنت محمد الغالي "

عبر عن رضاه بابتسامة عريضة , بعدها تركته واتجهت اليها ..

دخلت اليها ببطء كانت نائمة بسلام ..

اقتربت منها وجلست بجوارها اخذت اقرأ عليها بضعاً من الآيات القرآنيه لتحل عليها الطمأنينة والسكينه ..

الى ان دخت وغلبني النوم بجوارها ..................




* * * * * * *


[.. نواف ..]






ابتعدو عن طريقي ها قد جاء دوري ..

اسمي نواف بن احمد بن سالم , من مواليد 1979 م وابلغ من العمر 27 عاما ..

تخرجت من جامعة الملك سعود في الرياض تخصص نظم المعلومات كما أراد والدي ..

واعمل الآن لدى شركة اتصالات بمرتب عالي جداً ..

الجميع يحسد ترابطنا الاسري فقلة من الناس يعيشون كعيشتنا هذه ..

والدي شخصية غريبه لم التق بمثلها اطلاقا ..

مع ذلك فأنا احبه واكن له كل التقدير و الاحترام ..

عدوه اللدود هو من يقف في طريقه حتى ولو كان اقرب الناس الى قلبه كما حصل مع عمي محمد سابقاً ..

بالرغم من محدودية معلوماتي عن ذلك الماضي ..

الا ان والدي ان قال امراً فويل لمن يعارض او يبدي انتقاداً ..

الجميع في هذا المنزل يحترمه ويخافه في نفس الوقت ..

فشخصيته قويه جداً ..

لا يمكنني ان أنكــــر ما اكتسبته من شخصيه والدي من العناد والقوة ..

الا انني لا يمكنني مجارته في ذلك فلو فعلت لغدوت صغيراً جداً بالنسبة اليه ..

يوم مشؤم وقع علينا جميعاً كالصاعقة ..

حينما اخبرنا والدي عن قراره بتزويج احدى افراد العائلة لأبنة فوزية ..

لقد اخذنا الموقف بسخريه ولم نكترث له الا حينما وقعت الفأس بالرأس ..

فقد وقع الاختيار علي .. كوني اكثر اعتماداً من ياسر و راكان و فيصل ..

فياسر بالرغم من انه بلغ الخامسة والعشرون من عمره الا انه شخص لا يعتمد عليه اطلاقاً ..

كذلك راكان فهو مستهتر ولا أظنه مستعد للزواج أبداً ..

أما فيصل فهو شيئاً آخر .. لا أستطيع تفسيره !!

الحاح ابي بعدم أفشاء الأمر لفيصل يثير فضولي و غضبي معاً ..

مع ذلك لم أكترث فالفأس قد وقعت ولابد من حل ..

بالطبع لا انكر لكم ردة فعلي عن هذا الموضوع لكني لن استطع ان اقف في وجه ابي اطلاقا ..

خصوصا ان من سيزوجني بها هي ابنة فوزية تلك المراءة ال********************************ه والتي سببت آلاف الجراح في هذه العائلة ..

فبسببها وحدها زهقت روحين .. وتعذب شخصين .. وسلبت منا اعز فرد في هذه العائلة ..

وابنتها قد تربت على يديها ولن استغرب اطلاقا ان كانت تشبهها في تصرفاتها الدنيئة ..

وماسمعته عنها حالياً من خالتي ام ياسر يثبت لنا ذلك ..

خرجت من المنزل ولم اعد له ..

بقيت عند صديقي سلمان فترة نقاهه افكر فيها في حياتي المقبله ..

فهل ارضى بالامر الواقع واجعل الامور تسير كما خطط والدي على حساب سعادتي .؟

ام اقف في وجهه واتحداه , هذا ما أنا عاجز عن تحديده .......................................

فقلبي يؤيد القرار الثاني بينما عقلي يقنعني بالرضى ..






* * * * * * * *




[.. امل ..]






مرّ هذا الاسبوع علينا كالدهر ..

وهاهو اليوم العاشر يعلن دخوله منذ عودة ابنة فوزية إلينا ..

تحسنت اوضاع لمى قليلا فبدت في الايام الاخيره اكثر هدوءاً ..

خصوصا بعد سكوت اخي احمد عن مخططه الاخير ..

كنت واثقة تماما بأنه لن يرضى بالهزيمة بل سيظل على قراره ويتمسك به اكثر ..

لكنه بدا هادئا هذا الاسبوع ولم يثر الموضوع من جديد ..

كانت لمى على حالها حبيسة الغرفة ..

لا تريد الاجتماع بأحد ولا رؤية احد سواي انا ..

حتى ام ياسر ترفظ لقياها ..

ام نواف كانت اشد الرافضين لهذه الفكره ..

فهي اكثر الحاقدين على ابنة فوزية ..

وتتنمى الموت ولا ان تصبح زوجة لأبنها ..

بدت هذه الفترة منعزلة عنا وتحاول قدر الامكان اقناع زوجها بذلك ..

إلا ان احمد يظل هو احمد العنيد والذي يستحيل على احد اقناعه بالعدول عن قرار من قراراته ..

اليوم هو يوم الاحد اي انه يوم اجتماع العائلة ..

فقد اعتدنا كل يوم احد تجتمع النسوة في منزل ام نواف ..

بينما الرجال في منزل ام ياسر ..

هذا هو حالنا منذ زمن ..

في هذا اليوم بالذات لم اكن اعرف ماذا افعل ؟

فهل علي المكوث مع ابنة فوزية ؟ ام مشاركة الجميع اجتماعهم ؟

فكرت قليلاً فوجدت ان الحل هو تقديم اعتذاري لـ لمى واطلاعها على الامر ..

انطلقت بسرعه الى منزل اخي الرئيسي لـ لقياها.. فأصطدمت بـ ياسر في طريقي ..

" عساك للعمى ماتشوووف "

ياسر : " كسرتي خشمي وشفيك مستعجله ؟ "

امل : " مهو بـ شغلك .. انت اللي وش عندك مستعجل "

ياسر : "ابروح اسبح مع الشلة تجين معنا "

امل : "مجنونه انا اضحي بعمري معكم "

ياسر : " طيب ترا الفرجه بلاش "

امل : "على غيري يا بابا.. تبيني انشات زي ذيك المره "

ياسر : "اعوذ بالله ما تنسين "

امل : "وجع اذكر ربك "

ياسر : "الا اقول ياعمه الاهل يدرون عن سالفة نواف وبنت فوزية "

امل : " وجع اسكت لا يسمعك احد , لا ما احد يدري وبعدين فيه احتمال ان الموضوع بكبره يتفركش "

ياسر وقد رفع يديه : "الله يسمع منك "

ضحكت عليه واكملت مسيرتي اليها ..

" سلام "

كانت واقفه بجوار النافذه وتتطلع بصمت .. اجابتني تحيتي:

"وعليكم السلام والرحمه "

امل : "وش تسوين ؟ "

لمى : "ابد لقيت نفسي زهقانه قلت اوسع صدري عند الشباك .. الا بسألك لمن كانت هالغرفه ؟ "

امل : " كانت لسلطان بس انتقل .... حاليا هو في فلته "

قالت بتردد : " هو ليه للحين ماتزوج ؟ "

اجبتها بصراحة فهي عاجلاً ام آجلاً سوف تعلم : " لا هو ارمل "

لمى : " آسفة "

امل : " لاعادي .. الله يرحمها ويغفر لها "

لمى : " متى توفت ؟ "

امل : " قبل اربع سنوات (وبألم ) وهي تولد "

لمى : "لاحول ولا قوة الا بالله .. والطفل ؟ "

امل : " جلس بالحضانة ثلاث ايام وبعدها لحق امه "

أجابتني بضيق :

" لاحول ولا قوة الا بالله .. الواحد لما يشوف مصايب غيره تهون عليه مصايبه .. مايستاهل سلطان مبين حبوب زيك "

اعجبتني جملتها الاخيره فقلت :

" لمى انتي ماتعرفينا زين .. وصدقيني لما تدخلين فينا اكثر راح تحبين الكل "

أومأت برأسها وقد بدى عليها الحزن من جديد ..

قلت لها راجية بتغير الموضوع :

" لمى ماقلتي لي كيف كنتو عايشين ؟ "

رمقتني بنظرة خوف فنهضت من مكانها مذعورة ..

تلفتت يمنة ويسره وكأنها خائفة من شخص ما .. فقالت :

" عمي احمد يعرف انك تجلسين معي ؟ "

استغربت جملتها فأجبتها بأستفهام :

" ايه ........... لمى انتي خايفه من عمك ؟ "

اجابتني بصراخ :

" قلت لكم انا اخاف الا من ربي "

امل : "طيب طيب هدي بالك .. شرايك نشرب العصير برى "

لمى : "لأ مابي "

امل : "طيب على راحتك .. عموما انا نازله لبيت ام نواف الكل مجتمع هناك "

صُعقت الفتاة لدى ذكر اسم نواف أمامها ..

فأرتجفت يداها وكأنها تذكرت امراً ما ..

جلستْ على الاريكة وقد بدى عليها بأنها تحاول منع دموعها ..

اقتربت منها وجلست بجوارها ووضعت يدي على كتفها مطمئنة :

" لا تخافين ماراح تضيعين يابنت محمد "

انكبت بكامل قوتها بين احضاني باكيه ..

فيبدو ان حبال صبرها قد مُزقت لحظة اقترابي منها .................







* * * * * * * *






[.. أم ياسر ..]






ازعجنا صدى رنين هاتفي بينما نحن مندمجات بتبادل الاحاديث معاً ..

نهضت من مكاني حينما رأيت بأن المتصل هو زوجي ..

أبتعدت قليلا عن الموجودين .. فأجبت لتكون الصاعقه ............

" هلا ام ياسر وش اخبار الاوضاع عندكم ؟ "

اخافني سؤاله فليس من عادة زوجي السؤال ..

حيث ان اجتماعنا عائلي وطبيعي وليس لسؤاله اي مكان ..

اجبته بذهول :

" الحمدلله .... (وبقلق) خير يا ابو ياسر تبي شيء؟ "

اجابني بحده : " ايه .. "

تنهد قبل ان يقول :

" أعلني الخبر يا أم ياسر "

صعقت بسماعي ذلك .. ياآلهي انه لمْ ينسى بعد ..

قلت محاوله فلعل وعسى اجد معه تجاوباً :

" تو الناااااااااااااس .. استخير ربك ياولد العم هذي حياة ومستقبل .. لا تدمر حياة ولدك بلحظة غضب "

قال بغضب واكاد اجزم بأن لو احداً حولي لسمع صوته عبر سماعة نقالي :

" ام ياسر كلامي ماحب اعيده اعتقد تعرفين هالشي "

اغلق الخط في وجهي ..

يا آلهي مالذي سأقوله الآن ؟

الجميع يعرف بأن نواف لأنهار .. وأنهار لنواف ..

فأنا خائفة على مشاعر الصغيره و والدتها..

انها لحقارة في حقنا ان يتخلى ابو ياسر عن كلمته ..

يا آلهي انها مهمة صعبه كيف سأتشجع واعلن ذلك ..

قررت التشجع فما بيدي حيلة .. ابا ياسر مصمم ولا يمكننا اعتراض طريق مخططاته ..

ثم اعتقد بأنه سوى الامر مع اخيه عبداللطيف ..

وإلا لما قام بمجازفة كهذه ..

كان خبر قرار ارتباط نواف مع انهار اسعد خبر تلقته العائلة منذ وفاة اخيهم ..

وها قد ظهرت ابنة فوزية لتقف عائقاً امام سبيل سعادتهما ..

كما فعلت والدتها سابقاً ..

كلا لا يجب ان نسكت يجب ان نتكاتف جميعاً كي لا ينعاد الماضي على مرأى من اعيننا وعلى من ؟ على نواف ..

انا لن ارضى بذلك ..

يا آلهي سحقاً لها ولوالدتها ..

لا يمكنني ان اقف بوجه زوجي فلو فعلت لتسلمت ورقة طلاقي من الآن ..

وَصلت للغرفة شارده بينما الجميع اخذ ينظر الي بقلق ..

فشحوبي اعلن عن سوء الخبر قبل البوح به ..

قلت اخيراً وأنا أبتلع ريقي :

" ابو ياسر يبارك لك يا ام نواف ويقول ان الملكة يوم الخميس الجاي "

توقفت الضحكات وعمّ الهدوء ..

نهضت ام راكان من مكانها مستاءة وقد اتضح لي من ملامحها بأن عبداللطيف قد تناقش الامر معها ..

أما أنهار فبدت كمن لا يصدق .. اعتراها الخجل واحمرت وجنتيها ..

اما ابنتي تغريد ومرام فقد بدت السعادة على ملامحهن ..

استغربت ذلك ..

فلربما هناك سوء فهم .. لذلك اكملت جملتي بقولي :

" تجهيزات لمى كلها أنا مسؤله عنها والله يقدم اللي فيه الخير "

صعق الجميع بجملتي تلك بمن فيهن انهار ..

صرخت قائلة : " شقصدك ؟ لحظة انا مش فاهمه شي ؟ "

ام ياسر : " خطبنا لمى لنواف والملكة الاسبوع الجاي "

بدت الصغيره كالمجنونه : " لا لا ماصدق .. وانا ؟ .. وليه ؟ .. كيف؟ .. لا لأ ماصدق "

انهمرت دموعها وهربت .. لحقت بها والدتها

وكان خروجها على وصول امل ..

اقتربت مني وقالت بهمس لا يسمع :

" ماتوقعته يسويها ابد .. انصدمت يوم سمعته يعلن الخبر "

ابتلعت ريقي وقلت :

" الله يوفقهم ويسعدهم "

لاحظت النظرة الحزينه على عيناها فقلت :

" البنت عرفت بالخبر ؟ "

قالت بحزن :

" ماجابني هنا الا هالشي .. ابو ياسر فاتحها بهالموضوع والحين هي منهاره فوق .. طردتني وقفلت على نفسها الباب .. ورافضة تشوف احد ..وغير كذا رافضة هالزواج بشكل قطعي "

ام ياسر : " الله يصلحه ويهديه .. لو كان ماخذها لياسر كان الموضوع انبلع .. بس انه يكلم اخوه ويحجز بنته وبعدها بشهرين بس .. يتنازل عن كلامه .. والله ان وجهي ضايع وماني قادره احط عيني بعين ام راكان "

اجابتني بحزن :

"وانتي وش بيدك تسوين .. خليها على ربك "






< نهاية الجزء >





- برأيكم أحبتي هل ستتمكن لمى من صد العم أحمد و جبروته ؟

أما أن الهزيمة هي حليفها !! .................................................. ..

- ونواف وش موقفه ؟ هل بيقدر يوقف في وجه أبوه ؟

- وشمعنى نواف ؟ ليش ما كان ياسر او راكان او فيصل ؟

 
 

 

عرض البوم صور انا وانتي وكلنا  
قديم 24-12-06, 11:55 AM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2006
العضوية: 7089
المشاركات: 72
الجنس أنثى
معدل التقييم: انا وانتي وكلنا عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
انا وانتي وكلنا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : انا وانتي وكلنا المنتدى : الارشيف
افتراضي

 


- الجزء الخامس -
[ 5- هـروب لادغ ! ]

قالت لي راجيه :
" سوي لي هالخير ولو مره في حياتكـ .. اذا مش علشاني فهو علشان ابوي .. تكفين لا ترديني "
أنه أول طلب تطلبه مني تلك الصغيرة ..
تساءلت في سري كثيراً عما يجول في خِلدها ..
فالشكوك تراودني تجاهها ..
فليس من المعقول أن تكون قد نست أحداث الأمس..
بدت لي طبيعيه جداً هذا اليوم بعكس حالتها الليلة الماضية ..
قالت لي راجيه وقد أمسكت بيدي :
" تكفين يا عمه لبيني .. أول مره أطلبك "
لم أشأ أن أردها ..
فقد بدأت بتقبلها والتعلق بها ..
أجبتها بعد مدة من التفكير برجاء :
" اوكي موافقه .. بقول للسواق لكن بشرط "
استاءت لاستغلالي فقالت :
" واللي هو ؟ "
أجبتها بعد طول تفكير :
" رجلي على رجلك .. غيره مافيه "
ابتعدت عني نوعا ما وأخذت تفكر فجاءني ردها الماكر ..
والذي يثبت لي مدى حنكتها :
"عمة تروحين معاي وش تسوين ؟ قلت لك بسلم وراجعه "
قلت مهدده :
" وإذا رجع اخوي وما حصلك وش اقوله ؟ "
لمى : " لا تخافين هو أصلن متى يشوفني ؟ وبعدين رقمك معي وبطمنك اول بأول , واذا حابه اعطيك رقم الوالده ماعندي اي مانع "
قلت مستسلمه :
" امري لله , خليني ادق ع السواق عشان يجهز السياره .. بس هاه توعديني ما تتأخرين مابي انذبح "
قالت بشرود :
" انتي كلمية الحين ويكون خير بعدين "
* * * * * * *

[.. لمى .. ]

جيد هاهي الأمور تجري لصالحي من جديد..
حسنا إذن كيف سأفسر الموضوع لوالدتي ؟
كل ما علي الآن هو أن اخبرها بالحقيقة لعلها تنقذني من ورطتي..
فوالدتي الآن هي ملجأي الأول والأخير ..
وليس لدي سواها ألجأ إليه من بعد رب العالمين سبحانه ..
قبّلت جبينها شاكره :
" مشكورة يا أحلى عمة.. خدمة ما راح أنساها طول عمري "
خرجتُ من غرفتي من بعد ما أكدت لي خلو المنزل..
فالجميع في منزل العم عبداللطيف ..
ركبت السيارة أخيراً ولمْ ينتبه أحدهم إلي ..
أغلقت الباب وأخبرت ذاك السائق بطريق منزلنا ..
* * *
وصلت إلى هناك .. فبدأ قلبي بالخفقان ..
فأنا اجهل ردة فعل والدتي لدى حين تعلم بعودتي إليها من جديد ..
فهل سيسعدها ذلك ؟
لا أعلم !!
طرقتُ الباب وتنهدت ..
فها أنا الآن أجازف بحياتي وأتحدى ذاك الكهل عن طريق والدتي ..
ياترى .. كيف ستكون ردة فعله حينما يكتشف هروبي ؟
يا لكِ من مسكينة أيتها العمة , أعتقد بأنك ستواجهين يوماً صعباً ؟
لكني متأكدة بأنه لن يسكتْ , بل سيأتي سريعاً إلى هنا ..
عندها سأُشفي غليلي به , وارفض الخروج إليه ..
سأحبس نفسي في غرفتي ..
عندها لن يستطع التهجم على حرمة المنزل..
بل أظنه سيُفرغ حقن غضبه في عمتي المسكينة..
فتحت لي الخادمة أخيرا .. فقلت لها لاهفة و بسعادة :
" I'm back Maria .. I'm back"
قالت لي بسعادة :
" I can't believe that "
رحبت بي كعادتها .. بدت مشتاقة إلي جداً ..
سألتها أين والدتي فجاءني الرد :
"she's shopping"
لمى : " ? Oh no... When well she's back"
الخادمة: " !! I don't know"
لمى : "ok I well waiting her "
قد يستغرب الجميع قدرتي على إدراك المحادثة الانجليزية وفهمي لهذه اللغة ..
فأنا جاهلة ولم أنل قصدي من العلم ..
إلا إنكم تجهلون بـــــــ [ أم عزة ] جارتنا المصرية
لقد تعرفنا عليها حينما كنت في سن الخامسة عشر ..
لقد استاءت كثيراً لدى معرفتها بجهلي للقراءة والكتابة ..
فاعتكفت علي سراً وعلمتني كيف أقرأ و أكتب..
إلا أنها لم تفلح في ذلك..
كوني لمْ أساعدها بالتقبل والفهم ..
يمكني القول بأني استطعت أن أدرك القراءة لكنها ليست بالدرجة المتمكنة ..
أما اللغة الانجليزية فتعلمتها بعد وفاة والدي ..
وبالتحديد تلك الفترة والتي أصبت بها بالانهيار العصبي ..
حيث وجدتْ والدتي بأنه من صالحي أن تُبعدني لأنسى..
ولم يكن بوسعها أن تجعلني أنسى إلا إذا أشغلتْ نفسي بــ شيئا آخر ..
وكوني مهووسة بالأفلام الاجنبيه منذ صغري ..
فلم أواجه صعوبة بالتعلم ..
بل بدا لي شيئاً ممتعاً ..
جلستُ في الداخل منتظرة عودة والدتي بلهفة ..
آه كم اشتقت إلى أحضانك أيتها العزيزة ..
بدأت ذكريات الماضي تعود إلي ..
نجود .. والدي.. والدتي.. كل شيء يمر من أمامي
تنهدت بصعوبة , فكل شيء الآن رحل ..
لم يتبقى لي في هذه الحياة سوى والدتي ..
مضت خمس ساعات من انتظاري ولا أثر لها..
أخيرا سمعت صوت الباب يغلق وقهقهات والدتي مع ذلك الأحمق قد تغلغلت في أذناي ..
كل ما سمعته هي جملة هزتني من الداخل وأيقظتني من غفلتي :
" ليتك من زمان معلمة احمد بـ بنتك ومريحتنا منها توني أحس إني متزوج وعايش "
وصلا إلى المدخل وقد بدا سعيدين للغاية ..
ولن يعكر مزاجهما سوى تواجدي بينهما من جديد ..
أصابتني غصة في حلقي ..
فأيقنت للحظة بأني أخطأت العنوان .. وتسرعت في المجئ ..
فمكاني ليس هنا بل بين أحضان عائلة والدي..
ويجب أن اَقنع بالأمر الواقع ..
صُدِمتْ والدتي لدى رؤيتها وجهي .. فكشرت عن شفتيها وقالت باستياء :
" لمى !!!!!!!!!!!!!! "
اِقتربت مني بعد أن أفلتت من بين يدي زوجها بصعوبة..
" أنتي هنا "
قلت محاربة دموعي :
" شلونك يمه ؟ "
اجابتني ببرود :
"الحمد لله.... وش جابك هالحزة ؟ "
لمى : "آسفة بس حبيت اسلم "
سألت : " عمك يدري ؟ "
أومأت برأسي نافيه بحزن , فشهقت وقالت :
" يالغبيه انتي وش سويتي ؟ "
تركتني واتجهت إلى الهاتف ..
أسرعت إليها فسحبت السماعة من بين يديها محاربة دموعي , قلت بشجاعة :
" لا تتعبين عمرك يا فوزية , ما عندي نية أشاطرك البيت أنا كنت بسلم بس , عن أذنك "
خرجتُ معلنة الفراق بلا عودة ..
خرجتُ وقد تمزق قلبي بكاءا ..
ها أنا تائهة من جديد ..
ها أنا أصارع الأمواج بلا حبل نجاة ..
لا يسعني سوى الرضوخ للأمر الواقع ..
فمن هي أنا كي ترفض أو تفرضُ أمرها ..
إنني لست سوى فتاة طائشة جاهلة و فاشلةً أيضا ..
لمَ أنا دائما متمرده ..
فـالـ أرضى واَقـــنــع .. فلم أعد قادرة على تداعي القوة بعد ..
فأنا لست سوى سجينة الماضي ....................................
والله وحده يعلم بحالي ...
* * * * * * * *

[.. امل ..]

هاهي الساعة الآن العاشرة مساءاً ولا اثر لها ..
يا آلهي كيف سأفسر الأمر لأخي ؟
انه لن يرحمني فأنا من سهل لها ذلك ..
فمن المؤكد أن تكون قد رحلت بلا عودة..
ما لعمل الآن ؟
منزلها ولا اعرف طريقه ؟
كم أنا متسرعة .. كيف لي أن سمحت لها بذلك ؟
لمت نفسي على تسرعي وطيشي كثيراً , فكيف لي أن اصدق حيلتها بهذه السهولة !!
فمضى الآن على رحيلها خمس ساعات ولم تعد بعد ..
كنت امشي وأعود بلا هدف ..
دخلتْ علي تغريد حاملة بيدها كوباً من الشاي , استغربت أمري فقالت :
" اموله شفيك ؟ "
امل : "ولا شي "
تغريد : " ما أظن "
صرخت في وجهها : "اوووف قلت لك ولاشي حلي عن وجهي "
قالت بلا مبالاة : " اعصابك.. اعصابك انا ماشيه "
رحلت عني وآلاف علامات الاستفهام تتماشى من حولها ..
لم اعرها اهتمام , فالأفكار والوساوس أخذت نصيبها مني تماما ..
يا الهي أصبحت الآن العاشرة والنصف .. من المؤكد أنها لن تعود ..
قلت بضيق : " ليش سويتي كذا يا لمى ؟ ليه ؟ "
جاءني صوت ليس بغريب :
" وش سوت بعد بنت محمد ؟ "
ارتعشت حينما التفت لأفاجئ بأخي خالد يدخل ويغلق الباب خلفه ..
لم استطع تفسير جملتي , فارتبكت وتلعثمت قبل أن أقول :
" ولا شي يا خوي كنت شايله همها مع نواف "
اتضح الاستياء على وجهه فقال بحده :
" ماني أبو فيصل إن تم هالزواج "
قلت بضيق :
"ما راح تقدر .. ولده وهو حر فيه "
أجاب بغضب واضح :
"مو المشكلة انه ولده .. ولا لو راكان كان قدرنا عليه "
فُتح الباب في هذه اللحظة فالتفتنا معاً لنفاجئ بـ لمى ..
لا يسعني وصف مدى سعادتي بذلك ..
فلقد ظننتها لـ لحظة بأنها هربت ..
زالت فرحتي حينما دققت في ملامح وجهها ..
كان مكفهراً مسوداً وكأن مصيبة عظيمة وقعت على عاتقها ..
عينيها محمرتان ومنتفختان بشكل مريب ..
كادت تسقط من عيني دمعة لحالها هذا ..
إلا أني فوجئت بأخي خالد يقترب منها ويشدها من شعرها :
" وين كنتي يا بنت محمد ؟ من أولها طلع الوجه الثاني ؟ "
لحقت به :
" لا خالد لأ "
إلا انه لم يبالي بي فدفعني بعيداً ..
كان يشدها بقسوة ..
يا الهي أتعلمون ماذا فعلت ؟
لم تبالي أبداً ..
وكأنها اعتادت على هذا ..
كانت تنظر إليه بلا أية مبالاة أو خوف ..
لا اعرف كيف أن حركتي شُلت ولم أدافع عنها حينما أبعدني خالد ..
لقد كنت مذهولة ومصدومة ..
كل شيء تم أمامي بسرعة ..
سمعتها تقول :
" وش بتسوي أكثر مما سوى غيرك ؟ هذاني قدامك تبي تضربني عادي اضرب ماعاد الضرب يهمني جلدي مات من زمان .. او انك بتزوجني ولدك انت بعد "
أرخى قبضته منها وأنا على حالي , لم أتحرك حتى من مكاني ..
أبعدها عنه وقد لاحظت بأنه قد تأثر بآخر جملة لها ..
ومن لا يتأثر بمنظر كهذا ..
فمنظرها يدمي أقسى القلوب ..
أحسست بــ خنقات في صدري ..
وددت حمل ولو قليلا مما على عاتقيها..
وددت لو أحل مكانها ولو لبضع لحظات ..
أظن بأنها قاست الكثير, الكثير من الجراح ..
فمنظرها وانكسارها الآن يثبت لي هذا ..................
* * * * * * * *
[.. لمى ..]
وصلتُ إلى غرفتي وألقيت بنفسي على السرير بثقل ..
دخلت في نوبة بكاء طويلة ..
لم أكن أتخيل ردة فعل والدتي أبدا ..
لقد خُيل إلي بأنها ستتلقاني بين أحضانها وتحميني من أعدائها ..
ظننتها ستمسح شعري بحنان وتخبرني بمدى اشتياقها لي ..
ظننتها ستحتفظ بي وتمنعني من العودة ..
آه .. آه فشيئاً من هذا لم يحدث, ولن يحدث أبداً ..
ها أنا يتيمة الأبوين..
والدي رحل ..
أختي رحلت ..
اما امي فقد تخلت عني ..
و أعمامي ينتقمون ..
أية حياة هذه كي أدافع فيها عن حقوقي ..
أية حياة هذه كي أعارض أو أتمرد ..
إنني و بلا شك لست سوى طفلة ساذجة حينما تمسكت بالحياة ..
انتفضت من مكاني في هذه اللحظة ..
فنهضت ومسحت دموعي وخرجت من غرفتي متوجهةً إلى قدري بنفسي وبكامل قواي العقلية ..................
* * * * * * *
[.. أمل .. ]
كنت سارحة شاردة إلى أبعد الحدود ..
أستهوت تفكيري تلك الصغيرة ..
ما لذي يجعلها هكذا ؟
أنها غامضة جداً بالنسبة إلي ..
فأنا حتى الآن لمْ أشهد سوء معاملة من اي منّا اتجاهها ..
هل قرار أخي بتزويجها يجعلها بهذه الصورة ؟
ألهذا الحد هي كارهه للزواج ..
أم أنها كارهة نواف نفسه ؟
لكنها لا تعرفه ولمْ تره قط ..
هل يا ترى تعلم بشأنه مع أنهار ؟
هل ستتصدى لأخي أبا ياسر ؟
لقد بدت لي قوية حينما أهانته في مكتبه ..
فسلطان اخبرني بمدى تلفظها على اخي حينما داهماهما في المكتب قبل مجيئي ..
إن فعلت وانتصرت .. فـ هي لمعجزة كبيره ستحدث للمرة الثانية في حياة أخي احمد ..
يا الهي إنها نسخة مصغره من والدها كيف لي لم انتبه لذلك !!
نفس القوة والصمود والعناد ..
يبدو انها صفات موروثه في العائلة ..
قاطع اخي شرودي بقوله :
" الوكاله انتهت يا أمل متى تبيننا نجدد العقد ؟ "
امل : " هاااه ؟ "
رفع ببصره من فوق تلك الجريدة قائلاً بجمود :
" لوين وصلتي يا أمل ؟ "
امل : "آسفه كنت سرحانه .. وش كنت تقول ؟ "
رمقني لفتره وكأنه يبحث عن شيء ما , بعدها قال :
" الوكاله انتهت متى تبين نجدد العقد ؟ "
امل : " متى ما بغيت لو الحين ما عندي اي مشكله "
ابو ياسر : "حلو .. بكرا اجل توقعين على العقود , بارسلها لك مع سلطان في الصباح "
امل : " على امرك ياخوي "
كان وكأنه يود إخباري بأمر ما شغل تفكيره ..
فبدا لي على غير عادته .. التردد واضح على ملامحه ..
كان قلقاً مهموماً .. حاولت استدراجه بقولي :
"وش فيك يا خوي عسى ما شر ؟ "
قال بعد تنهد طويل :
" لا بس أحس إني استعجلت الأمور بإعلاني الملكة "
كلا أنا غير مصدقة ..
أيعقل أن يكون هو احمد من تفوه بتلك الكلمات ؟
لم لا ها هي المعجزة تتحقق ..
يا الهي حقاً أنا مذهولة ..
كيف له أن يتراجع بهذه السهولة ..
أنها لمعجزة سوف تكتب في التاريخ ..
يا لكِ من فتاة يا لمى , ها قد استطعتِ التفوق عليه بجداره ..
ها هو ينسحب وبمحض إرادته ..
قلت له بعد فترة تفكير وبسعادة غامره :
" عين العقل يا خوي , من زمان وانا انتظر هالخطوة منك "
استجمع قواه وقال :
" ما دري ودي انهي الموضوع , بس ما هي بحلوة فــي حقــ .... "
قاطعته بقولي : " بالعكس يا خوي اللي بتسويه بيسعد اطراف كثيره , بمن فيهم ولدك وزوجتك وانهار واخوي وزوجته
وكمان لمى صدقني ياخوي انت بتسوي جميل بحق المرحوم , البنت يتيمه وربي مايرضى بالظلم "
قال بخيبة أمل :
" وهذا اللي مخوفني , ولا لانواف ولا عبداللطيف يهموني "
أسعدني اعتراف أخي وشجاعته للتراجع عن قراره ..
قاطعنا صوت آخر:
" السلام عليكم "
التفتنا معنا ..
لقد كانت لمى وقد بدى عليها الشحوب أكثر ..
كانت عينيها مشــبــثــتان على أخي ..
قالت بعد فترة طويلة من النظرات المترددة و بشجاعة غير متوقعه :
" أنا .. أنا موافقة يا عم على ولدك ومستعدة للملكة "

< نهاية الجزء>

 
 

 

عرض البوم صور انا وانتي وكلنا  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ملكة بكبريائي, الكاتبة ملكة بكبريائي, سجينة الماضي للكاتبة ملكة بكبريائي, قصة سجينة الماضي, قصة سجينة الماضي للكاتبة ملكة بكبريائي
facebook




جديد مواضيع قسم الارشيف
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 04:33 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية