كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 202 - ميناء الحب - سالي كووك - مكتبة مدبولي الصغير
قال بصوت خفيض:
- إسمي لوران.
لوران اسم فرنسي. غير انها لم تلاحظ وجود أي لهجة فرنسية. رفعت لوسي عينيها قليلاً , وراحت تنظر فيه.ريحانة
لقد كان بنطلونه الجينز من الطراز الغالي , حسن التفصيل , مناسباً تماماً له . اما القميص فقد كان جديداً , على مقاسه بالضبط. اما الجسم الكائن تحتها كان طويلاً , إذن لابد وان يكون طويلاً جداً , حينما ينهض واقفاً. لقد كان ممشوق القوام. ان ملابسه محافظة, واسلوب وطريقة ارتدائه لها محافظة كذلك, فلم يكن يعرض صدراً مملوءاً بالشعر مثلما يفعل بعض الشباب , ولايمسك بميدالية , ولايلبس خواتم ثمينة. وبالمثل لم يكن يلمح بدلائل تشير إلى جنسيته. فيما عدا انها افترضت انه انجليزي , وهي نادراً ماتفعل ذلك الخطأ.
واخيراً تلاقت عيناها بوجهه. كان وجهاً نحيلاً ايضاً, بملامحه وتقاطيعه الظريفة , التي توحي على نحو مميز بملامح النبلاء الرومان والأرستقراطين, ذقن حازم , انف مستقيم, فم ظريف. وكان شعره قصيراً , حسن التهذيب . اما تلك العيون , فقد تلاقت عيناها بها مرة ثانية في نظرة محدقة , وشعرت بصدمة ضيئلة تسري في جسدها . لم يكن ثمة ماينفي تلك المشاعر, لقد كان جذاباً على نحو مدمر, قال مال:
- اقدم لك لوسي , إنها المرشدة التي تعمل على زورق سان فيليب . ان رحلانها بالميناء ليست بالتي تنسى او تجهل. إن الرحلات تبدأ يومياً في الساعة الثانية والنصف , أليس كذلك يا لوسي؟
عادت لوسي إلى رشدها . لقد كانت تحدق فيه . لقد كان يقلقها انها يتم تقديمها إلى الرجل الغريب بأسلوب ملائم , ولذا فقد قام بذلك مال نيابة عنها.ريحانة
تكلمت لوسي وشعرت انه من الواجب تصحيح ماوقع فيه مال عمداً من خطأ بشأن المواعيد , قالت :
- في الساعة الثالثة والنصف . وهي الساعة التي لا يكون فيها مال مستيقظاً ابداً.
- وانت بدورك ياعزيزي, هل يحدث ان تكون مستيقظاً في الساعة الثالثة والنصف صباحاً.
- كيف اصارحك , يا إلهي , على اية حال انا عند حلول الساعة الحادية عشر مساء أكون نائماً كالموتى.
اصدرت فانيسا انيناً بصوت عال, واخذت احد المقاعد الموجودة بين لوسي ولوران, ووضعت رأسها على قمة المنضدة الرئيسية .
قال مال :
- هل كان يوماً شاقاً؟
- شاقاً؟ بل كان يوماً طاحناً.
رفعت فانيسا رأسها وهي تقول ذلك , واحتست بعضاً من الشراب, وشرعت في عد صاخب للرواد الذين جروها إلى حماماتهم, وحثوها على جمع عينات من درجات حرارة مياه الحمام.منتديات ليلاس
ولدى وصولها الى نهاية الحكاية , كانت لوسي قد استرخت بمافيه الكفاية وهي تضحك مع مال ولوران , ولذا راحت تجاذب نفسها اطراف الحديث قائلة إذا كان لوران ابهى رجل قابلته طوال الصيف, فلماذا تحيط نفسها ؟ ينبغي عليها ان تتفتح بمغازلته لا ان ترتعد في كل مرة ينظر إليها فيها .
كانت لوسي تتبع بعض الآداب العامة, تماماً مثلما كانت تفعل فانيسا : الكثير من المتعة والضحك , ولكن بدون التورط في علاقات حب وصنع قصص غرامية في الاجازات . ولم يكن يتعين على لوسي ان تكسر من تلك القواعد من اجل لوران. إذ يجب ان لا تتجاوز الأمور الأكثر من الحدود التي رسمتها واختارتها هي في الاستمتاع برؤيته والإعجاب به.
ولا خوف في رؤية وملاقاة تلك العيون البنية, ولابأس من الاستمتاع بذلك الوخز الذي يسري
في اوصالها.منتديات ليلاس
|