كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 202 - ميناء الحب - سالي كووك - مكتبة مدبولي الصغير
راحت لوسي ترتبهم فرداً فرداً وهم يركبون. لم يكن ثمة ألمان, وكان هناك سيدتان فرنسيتان مسنتان, ترتديان عباءتين سوداوتين انيقتين , وتلاهما الإنجيز.
زوجان زوجان من الشابان والشابات قادمون من الفنادق الرخيصة , وعائلات يصحبن معهن اطفالهن قادمات من الشقق المفروشة, وزوجان متعددون من النساء والرجال متوسطي العمر قادمون من الفندق الممتاز الواقع على قمة جرف المنحدر الصخري عند الشاطئ. تأكدت من ان جميع السائحين قد استقروا في اماكنهم , وأومأت لخوان ثم وثبت عائدة إلى الشاطئ.
جذب خوان اللوح الخشبي المستخدم للعبور من البر إلى المركب , وفكت لوسي حبل مرسى الزورق, ثم وصل خوان ومد لها يداً ليساعدها على العودة إلى ظهر الزورق, ثم انطلقوا .منتديات ليلاس
سرعان ماخرجوا من خليج كالا كورب الضيق, حيث كان يرسو زورق سان فيليب , واحدث صوتاً انفجارياً خافتً وهو يعبر الجانب الجنوبي الغربي لمدخل الميناء الرئيسي . كان خط الشاطئ كله كثيف السكان . خلجان , ومطاعم , وبيوت تاريخية , وزوراق كبيرة وصغيرة , تتابعته احداها وراء الاخرى بوفرة غزيرة . اما فيلا كارلوس الوديعة الناعمة , فقد افسحت الطريق لمدينة ماهون المشحونة بالضجيج والجلبة , ونادي اليخت , بأرصفته التجارية , حيث كانت ترايض سفن النقل العملاقة, وتفرغ العبارات راكبيها القادمين من بالما وبرشلونة , كما تواجدت بالمدينة المحطة البحرية.
ظل خوان محادياً خط الشاطئ بدقة على امتداد هذا الجانب, برغم ان المرفأ كان ضيقاً إلى حدها في كان مكان, ولم يكن يتسع بأكثر من نصف ميل ابداً من ناحية أي الشاطئين . ثم أتى زورق سان فيليب عبر انف الميناء , متجهاً اسفل الجانب الشمالي الشرقي.
ظهرت المنشآت البحرية بمدينة ماهون اولاً: السفن الرمادية التابعة للبحرية الأسبانية, والمباني الشهباء التي يرجع تاريخها إلى الزمن الذي نزلت فيه البحيرية الانجليزية إلى مراسي نفس المواقع. ثم سرعان ما اصبح المرفأ والشاطئ اكثر حدوداً. لم يكن ثمة مدن صغرى على الشاطئ الشمالي الشرقي للمرفأ, ولا قرى كذلك. كل ماكان هناك هو عبارة عن سلسلة متتابعة من القبلات , التي بركت على خط الشاطئ شديد الانحدار. منتديات ليلاس
احتفظ خوان بمسافة اكبر بعيداً عن الشاطئ في هذا المكان, طالما كان الكثير من اليخوت رأسية في المياه الهادئة الوادعة . وراح السائحون يحدقون بلا مبالاة في الفيلات الجلية المهيبة. وعلمت لوسي ان هذه تمثل المرحلة الأقل تشويقاً واستمتاعاً في رحلتهم البحرية. وهي تعرف بعض مرشدي الزوارق الاخرى, وهم يذكرون اسماء المقيمين في تلك الفيلات من مشاهير القوم, فيضيفون لمسة من الحيوية المفعمة بالتسلية.
إلا انها لم تستطع ابداً ان تحفظ كل الاسماء , فقد كانت ترى ان ذلك تطفل على حياتهم , وعلى الرغم ان كل الناس الذين يعيشون ههنا هم من الاغنياء, كان القليلون منهم يحظون بشهرة دولية كافية لأن تصبح اسماؤهم معروفة للسياح والزوار , وبدلاً من ذلك سرعت تحادث الركاب من تاريخ مينوركا والأيام التي عهدت وشهدت سيطرة الانجليز على الجزيرة .
كان الميناء هادئاً بينما زورق سان فيليب يمخر عباب المياه شاقاً طريقه ومتجهاً ناحية الاتجاه الأسفل. وكانت العبارات الكبرى لاتزال تحمل وهي رأسية على حوض السفن, وكان الصيادون يستمتعون بالقيلولة وقت الظهيرة . وشق القليل جداً من اليخوت والزوارق التجارية الطريق عبر القناة الواسعة . عندئذ اقتحم زورق عملاق قادم من الشاطئ طريق زورقهم , وكان على مبعد خمسين ياردة من مقدمة سان فيليب.
|