الفصل الرابع

قالت صوفي متدبرة , وهي تضع ملء ملعقة اخرى من حساء التفاح المركز في فم الطفلة كارا:
- إذن لوران هذا فرنسي الجنسية؟
- اخمن ذلك. غير انه يتحدث اللغة الانجليزية بطريقة جيد جداً.
- تخمين ؟ هل سألته ؟
توردت لوسي , وصاحت:
- إنه ليس بالشخص السلس القيادة حتى اسأله المزيد من الأسئلة.
- حسناً. إن مثل ذلك ليس بالسر المتلعق بشئون الدولة العليا , ولسوف اسأله أنا بنفسي إن لم تفعلي انت.ريحانة
قالت لوسي بتسرع:
- اوه. سوف افعل. منتديات ليلاس
التقطت صوفي القماش , ومسحت به ذقن كارا . وتساءلت :
- ماذا تعرفين عنه؟
- ليس الكثير. إنه في اوائل الثلاثنيات, اعتقد ذلك. إنه احد رجال البنوك, يقوم بتمضية اجازته هنا في فصل الصيف . وله فيلا واقعة على الجانب الآخر من ميناء الماهون.
رددت صوفي قائلة :
- بتمضية اجازته هنا في فصل الصيف؟
- عدة اسابيع.منتديات ليلاس
- عدة اسابيع؟ إن رجال البنوك ليسوا مأثور عنهم انهم يأخذون اجازات طويلة.
قالت لوسي بهدوء :
- اظن انه يقوم بإنجاز بعض العمل بينما هو هنا.
تجاهلت صوفي الطفلة كارا لحظة, وركزت اهتمامها وانتباهها إلى لوسي وقالت :
- انت لا تعرفين عنه شيئاً , فاعترفي بأمانة , أليس كذلك؟
- حسناً , لقد قابلته فحسب!
صرحت بذلك لوسي كما لو كانت تدافع عن نفسها .
- هل هو متزوج , مثلاً؟
لم يهتز منظر لوسي البارد , وهي تقول:
- بالطبع لا! وإلا لما كان قد داعني للخروج معه, أليس كذلك.
قالت صوفي :
- اسأليه. انظري يا لوسي, انا اعرف ان بعض الفتيات الإنجليزيات يقمن في اجازاتهم هنا بارتكاب كل انواع المخالفات, ولكنك لست في اجازة, انت تعيشين معي أنا وخوان, حسناً؟ وانا اعرف انك لن تغضبي إذا ما أمرك خوان بأن لا تصاحبي شخص معين, ويجب عليك ان تفكري في شأننا, وكيف تبدو الاشياء التي تفعلينها امام اعين الناس والقوم الذين نعرفهم؟
تنهدت لوسي, وقالت :
- سوف اقدم لك تقريراً شاملاً في الغد يا صوفي.

تأملت لوسي انها في الواقع بينما كانت تمشط شعرها قبل ان تضع فيه الدبابيس لا تضيع العمر سدى في التفكير في السيد حوف البتة. إنها لم تفكر فيه طوال الصيف . لقد نسيته منذ ان فض الخطوبة, وحتى تلك لم تكن تمثل صدمة لها , لقد علمت لوسي انهما كانا يتباعدان يوماً بعد يوم, منذ ان غادرت البيت والتحقت بالجامعة . وكل ماهنالك انها لم تلتقي بأي شخص منذ ذلك الحين كان قادراً بأن يجذبها هي على نحو خاص.منتديات ليلاس
لقد جذبها لوران تماماً. ولكن في نفس الوقت , كان ذلك يمثل علاقة غرامية رومانسية , كانت قد اقسمت قبلاً ان تتجنبها . إن العلاقات والقصص العاطفية في الأجازات مع الرجل الخطأ, لأنها تكون دنيئة وخسيسة .
- سوف اتطلع إلى ذلك , وإن غداً لناظره لقريب.
قالت ذلك صوفي بقسوة , ولكنها اعطت لوسي حينذاك ابتسامة عريضة , واردفت:
- إني سعيدة حقاً, كماتعلمين يا لوسي , انك قد وجدت إنساناً ما. وكل ما احبه لك هو انني لا ارغب في ان أراك تضيعين العمر سوى في التفكير في السيد حوف . بل يقع على عاتقك ان تكوني سعيدة مقبلة على الحياة . وخصوصاً وانت في إجازة على جزيرة مثل هذه.
- سوف افعل.
طمأنتها لوسي. واحتست فنجان القهوة, وانطلقت إلى حجرتها لتغير ملابسها. وكانت هي وفانيسا قد اتفقا ذات يوم ومنذ اسابيع مضت وانصرمت , اثناء دعوة للشراب, على ان العلاقات الغرامية مع الرجل المناسب تؤدي إلى انكسار القلب وحرقة الحب. وبالتالي, لا للعلاقات الغرامية اثناء اجازات نهايات الأسبوع.
ربما يكون الأمر من علاقة عاطفية عابرة , برغم ذلك. ويتعين عليها ان تستكشف المزيد من المعلومات عنه هذه الليلة, إذ كانت ترغب في استرضاء وتحاشي صوفي وخوان, لعل وعسى ان تنقلب الأمور وتسفر عن فرصة علاقة مستقبلية طويلة المدى تبدأ بالزواج . وهي لا تعلم بعد اين يعيش لوران , إذ ربما لا يكون وطنه فرنسا. وإذا كان وطنه فرنسا , ألم تتدبر التفكير في العمل في باريس بنفسها, متى ماتخرجت من الجامعة ؟
وبخت نفسها قائلة لوسي , لوسي. لقد ابتعد بك الخيال . إن كل ماقدمه لك لا يعدو ان يكون موعداً. ويتعين عليك ان تتمتعي به في حد ذاته. واحتفظي بمشاعرك وقلبك في مأمن لنفسك, وركزي في سبر غور ذلك الغموض الذي يكشف ألونزو. إن القيام بدور المخبرين السريين في استكشاف الحقائق , لهو متعة ذات كبير الاثر من الوقوع في الحب.ريحانة
كانت ثمة طرق لطيف على الباب , ليس لوران! لحسن الحظ كانت ماريا الصغيرة هي التي تطرق الباب, وهي بعد في حالة من الفضول بشأن استعدادات لوسي. اجلستها لوسي من اجل ان تناولها دبابيس الشعر التي تحتاجها من اجل تسريحة شعرها.
وبمرور الوقت , عندما دق لوران الباب الامامي , كانت هي على وشك الإنتهاء من زينتها والاستعداد. وقد ارتدت بنطلوناً ابيض وقميصاً حريرياً اخضر , وصندل أبيض عالي الكعب, اما شعرها فقد احسنت تصفيفه, وجعلت الماكياج على وجهها ذا مسحة خفيفة. هل كان هذا هو نوع الزينة التي يعشقها لوران؟ راحت تتساءل وتتعجب , بينما هي تغدق على نفسها بارفان آرياج بكرم, ذلك الذي اعارتها إياه صوفي , في محاولة لكي تسترضيها عن حنقها من جراء التساؤلات والاستجوابات التي ضايقتها بها سابقاً. إنه لم تعرف حتى تلك الاشياء البسيطة. ولما هبطت ادنى الدرج , وجدت لوران في الغرفة الأمامية , حاملاً كارا, بطريقة مدهشة وسلاسة, بينما يلاطف ضاحكاً الأطفال الآخرين.

كان يرتدي سروالاً وقميصاً ابيض ناصع البياض بلون القشدة, مفتوحاً عند العنق , انيقاً في غير بهرجة , تماماً كما كانت تراه لوسي وهو يرتدي على نفس المنوال من الملابس. اعاد الطفلة إلى صوفي, واشعث شعر مانويل , وجاء يأخذ بذراع لوسي . قال خوان بصوت اجش فظ, من على كرسيه ذي الذراعين امام التليفزيون:
- عودي قبل منتصف الليل.
- اعدك بذلك, يا خوان.
وارسلت ذراعها طويلاً بمافيه الكفاية لإعطاء الأطفال قبلات المساء, واتبعت لوران اسفل الطريق ناحية السيارة. قال بينما كانا يستقران داخل السيارة الرينو :
- إنهم اطفال ظرفاء.
قالت لوسي ضاحكة من تعبيره:
- لقد اخجلني الفوضى في المنزل.ريحانة
- لقد كنت اتعجب هل هذه سمة من سمات الحياة العائلية؟
- كلا , إنها عادة صوفي في الحياة . اما امي فإنها تحب النظام والترتيب.
واخذ يتجاذبان اطراف الحديث عن عائلة لوسي طوال الوقت وحتى بقية الرحلة عبر مدينة كارلوس. قاد لوران السيارة في خط مستقيم عبر المدينة , عابراً الطريق الساحلي المؤدي إلى الماهون.منتديات ليلاس
قالت لوسي :
- إننا بصدد التوجه إلى ماهون أليس كذلك؟
- إذ كان هذا لا يضايقك. لست على يقين من موافقتك على اخذك إلى احد المطاعم في مدين كارلوس.
قالت لوسي ضاحكة:
- انا لست تماماً من الرواد المواظبين المترددين على الكثير منها. اعتقد انني كنت قد تناولت البيتزا مرتين والفطائر في بعض المطاعم هناك طوال فصل الصيف. اما بالنسبة الى ماهون, فإنه بمثابة مكان كأية بقعة جديدة بالنسبة لي .
- لقد حجزت منضدة مظلة على احد شواطئ الصيد, غير اننا بمقدورنا ان نبحث حولنا عن مكان آخر إذا فضلت انت ذلك.
- جميل.
كان امراً جميلاً , خصوصاً وان صاحب المطعم ارشدهما الى افضل منضدة لديه, على حافة المشارف المطلة على الميناء . وكانت امسية جميلة , ناصعة , صافية , بينما كانت الشمس تغرب واهنة وراء الهضاب والتلال.
وعلى مدار الميناء, كانت اضواء الفيلات واليخوت ساطعة ترسل بأضوائها عليهما . مرت احد زوراق صيد السمك , بعيداً بمافيه الكفاية حتى ان صوت محركه صار غير مسموع به على مسار الرصيف الواقع تحت اولئك القوم الذين يتنزهون في ماهون يتجولون ويتسامرون في الضوء الباهر القادم من البارات والحانات.منتديات ليلاس
تمتم لوران قائلا:
- إنه ميناء جميل, أليس كذلك؟

- إنها جزيرة جميلة . انت محظوظة للغاية ان تعيشي ههنا. لكنني لم ارغب ابداً ان اعيش هنا طوال العام . ويؤسفني القول بأنني احب واعشق الحياة في المدن الكبرى, وسرعان ما يستبد بي فقداني للضجيج والجلبة.
- أهي باريس ام لندن؟
- باريس.
- اما أنا لندنية .إنها حياة حافلة. أليس كذلك؟ , السماء الرمادية, المطر, حيث يكفي قضاء اسبوعين في الشمس, لكي يتطلع المرء لقضاء الصيف كله, وكل صيف. إن صوفي تحسب ان بقية العائلة مجانين بسبب عدم اتباعهم لها بالمجيئ إلى هنا , ولكنني لا احب ان اعيش هنا بصفة مستديمة, على نفس المقدار. انا مثلك, احب الضوضاء المدينة , ربما في الكفاية لكي يجعلني ادير ظهري للجزيرة إلى الأبد.ريحانة
ظهر آنذاك النادل, حاملاً إناء زجاجات الشراب, صاحت لوسي مستعجبة:
- ياللمساء, إنها خدمة سريعة !
كان المطعم مزدحماً, وكانت الخدمة على المنوال والطريقة المينوركية ودودة, إلا كانت بطيئة, ولذلك فقد توقعت المزيد من طول الانتظار.
ضحك لوران من دهشتها , وقال شارحاً :
- لم يحدث ان جئت إلى هنا قبلاً إطلاقاً , غير انني سألت احد جيراني اين يتعين على ان اصطحبك , فأوصى بهذا المكان. إنه صديق المالك , وهو لابد وان يكون قد سأله طالباً منه العناية بناء على وجه مخصوص.
- احد جيرانك؟ أهو مالك النادي الليلي؟
مرت على وجه لوران لمحة من لمحات العبوس, وقال :
- كيف تسنى لك بحق المساء ان تعرفي ذلك؟
شعرت لوسي بدفق الدم في عروقها الأمر الذي ازعجها . وراحت تذكر نفسها بأنها ليست في حاجة إلى الارتباك , فالأمر ليس تطفلاً على حياة لوران الشخصية, عندما علمت بعض الاشياء عن مالك النادي الليلي. ولم تعرف آنذاك ان ألونزو له علاقة بالوران. ولم تنوي ان تثير الموضوع بشأن ألونزو حتى تلك اللحظة.منتديات ليلاس
كان لوران قد شرع لتوه في فتح الموضوع , واحست بأنها في حاجة إلى معرفة الكثير عنه , قبل الإنتقال إلى الموضوع الحساس. حسناً إن الوقت قد يناسب. لقد اخبرته بإيجاز عن كيفية استقصائها للأمور آنا , وكيف ان مرشده الزورق الآخر قد سردت عليها هوية من يعيشون في الفيلات التي تستخدم الرصيف الخشبي الطويل.
كان عبوس لوران لا يزال واضحاً, ويرسم خطين رأسين فوق حاجبيه . وهو الأمر الذي كرهته لوسي . لم يكن ثمة شيء شرير فيما فعلته , بكل تأكيد , لا شيء غريب فما اكتشفته . وحاولت ان تغير الموضوع وقالت :
- لقد قالت آنا إن جارك التالي هو كارمين توريس , كما تعرف المطربة ؟ هل سبق لك ان قابلتها؟
بدأ لوران غير قادر على احتمالها . قال في صوت خفيض :
- إذن مرشدات الزوراق يخبرون الركاب عن كل شيء يتعلق بالسكان في هذه الفيلات؟
هزت لوسي كتفيها هادئة قائلة :
- ليس كل مايتعلق بهم . فإذا اتيت على ظهر الزورق في إحدى الرحلات, سوف تكتشف ذلك. حسناً, ليس من على ظهر زورق سان فيليب, إذ انني لا اقول حقاً اي شيء بنفس عن سكان الفيلات. إن آنا تعرف معظم المقيمين بأفضل مما اعرفه أنا , بطبيعة الحال, وبالمثل بالنسبة لكثيرات من المرشدات الأخريات القادمات من كاليس فونس, وماهون. غير انهن يقيناً لا يذكران أي شخص , القليل من الناس فحسب هم الذين يسمع عنهم السياح الانجليز. وانت تعلم ان السائحين في غالبيتهم العظمى ههنا من بين الانجليز. ومعظهم لم يسمع حتى شيئا عن كارمين توريس. وليس ثمة سبب يدعو المرشدات لأن يذكروك. فأنت غير ذي شهر , أليس كذلك؟
كانت تراقب وجه لوران بعناية اثناء تلك الكلمة الطويلة . انه لم يكن من بين المشاهير , أليس كذلك؟ راحت تتفكر في ذلك. إنه وسيم الطلعة مثل الكثير من الممثلين, ولكن لسبب ما لم هو واحد من اولئك المشاهير .

اما الممثلون القلائل ومشاهير التلفزيون الذين قابلتهم اجمعين كانوا يتسمون برعيهم بالصورة التي تنعكس عليهم, من خلال شهرتهم, ولذا فقد كانوا محط الانظار طوال الوقت. اما لوران فقد كان يفتقد إلى سمة صفة الرضا الذاتي التي تكون إحدى خصائص اولئك المشهورين , بيد انه كان ثمة شيء غريب في طباعه, خليط شاذ من الثقة في النفس المتأصلة , التي يشوبها نوع من العصبية المرهقة. فقد كان تقريبا يستشعر انه محط الابصار طيلة الوقت, إلا انه لم يألف بعد مثل هذا الشعور , مثلما تكون عليه حال الإنسان المشهور من بين الرجال .منتديات ليلاس
لم يجب على سؤالها مباشرة , وبدلاً من ذلك قال:
- هل اخبرتك آنا بأي شيء عني؟
- القليل اليسير , وبالطبع إنها تعرف ماهو اكثر مما تقوله ضمنياً بين طيات وثنايا تعليقاتها , لقد قصت علي القليل عن ملاك الفيلات الذين يستخدمون نفس الرصيف كما تفعل انت . إنها تعتقد انك قد اشتريت الفيلا مؤخراً جداً , وانك فرنسي الجنسية من بين رجال البنوك في باريس. وهو ما اتضحت صحته , أليس كذلك؟
وصدم لوسي الآن إيمانها بأن مارددته من معلومات اشتفتها من آنا إلى خوان , وصوفي , ليس بالأمر الذي جعلها حقاً تستند إلى التيقن من وظيفة لوران . إذ ربما لم يكن احد رجال البنوك في حقيقة الأمر. وربما كان غير ذلك تماماً, وهو مايجعله يعوزه الاحتفاظ بحيثيات حياته الشخصية؟
والآن لقد فاض عليها عدم ثقتها السابقة فيه. لقد كان واجباً ألا توافقه على الخروج معه, وظنت ذلك في نفسها , وكان لزاماً عليها ألا تحاول استكشاف اسرار غيرها. كان خوان على حق, إذ ان الأمر لن يجدي , وربما كان الأمر خطيراً. إن ألونزو رجل خطير, وهي تكاد تقسم بأغلظ الايمان على ذلك. إن مسرح الحياة في كالا كورب كان مشوباً بالوعيد والتهديد, ولقد كان امراً عمداً بكل تأكيد ايضاً, ان يقلب ألونزو قارب التجذيف الصغير الصوفي واغراقها في الماء.ريحانة
يجوز ان يكون لوران نفسه غير ذي خطر على الأقل, بنفس المنوال والطريقة إلا انه لم يكن صريحاً. إنه كان لا يخبرها بكل شيء , إذ مكث يستجوبها فحسب طيلة لوقت! قال ارتجالاً:
- بالضبط.
وكان لا يزال مشدوهاً, مقطباً . ولكن لم يكن هناك ما يجعله يصاب بالإحباط فيما خبرته به, اخذت لوسي تتفكر في تلك الحقيقة, إنها لا ريب اسراره الشخصية تلك التي تضجر منه الفؤاد وتقلقل مضجعه. منتديات ليلاس
جاء النادل ليأخذ طلبهم , غير ان لوران لوح امامها مرة ثانية . طالبا منه الابتعاد , وانثنى منحنياً نحو الأمام , واضعاً كوعيه على المنضدة . كانت عيناه تبحثان عن عينيها , إلا ان لوسي حاولت ان تتجنب التحديق فيهما.
- وبناء عليه إذا ماتقدر ان يأتي احد ما متسائلاً إلى آنا عن .. عن , فلنفترض, عن احد جيراني الذي يدير النادي الليلي , هل بمقدورها ان تعرف في اية فيلا يعيش هو؟
تغيرت الحالة المزاجية للوسي, ما الذي يهدف إلى الوصول إليه بحق السماء؟ وصرحت قائلة :
- انها لاشك سوف تعرف. إن مينوركا جزيرة ضئيلة يالوران. وهناك القليل من السكان الذين ينشدون الجزيرة كلها بأكثر مما هي الحال في اي مدينة ذات حجم عادي في انجلترا او فرنسا. اما ماهون فماهي إلا مدينة صغيرة . والقوم ههنا ودودن ويتصفون بالفضول, إنهم يحبون القيل والقال والشائعات , ووظيفة آن ماهي إلا معرفة احداث الناس المسلية, من اجل اسعاد الناس الآخرين . إن تلك جزيرة للناسكين الزاهدين . حيث يعرف كل إنسان كل شخص آخر.