ما الذي تبغيه ؟ إن لوسي لم تكن واثقة بأمانة.
وقد استراحت لما عرفت ان لوران يجهل الأمر على نحو واضح, واختلط ذلك في ذهنها بإعراض حاد عن مواجهة ألونزو مرة ثانية. قالت بصراحة :
- حقاً. افضل كثيراً عدم رؤيته.
- انا إذن سوف اتكلم معه فورا انصرافك. ومن فضلك تأكدي انه لن تكون هناك في المستقبل البتة اية حوادث من هذا القبيل.
قالت لوسي:
- شكراً لك. منتديات ليلاس
وعلمت انها يجب ان تنصرف . ياللسماء , لقد بلغت الساعة الثانية ظهراً. قفزت واثبة على قدميها , واردفت :
- انظر , يتعين على الانصراف الآن , وإلا لتأخرت في العودة ادراجي إلى الخليج الصغير, وأنا اشكرك على الغداء , و ...
قال لوران :
- عفواً, دعيني اصطحبك واوصلك إلى الرصيف.
امسك بذراعها وهو يرشدها عبر الدرج هابطين ادناه, وهو الدرج الذي يقود من ساحة فناء الدار نحو الأسفل إلى جانب الميناء. لقد كان شعوراً طيباً, احساسها بلمسة اصابعه عبر بشرتها العارية. لم تستطع لوسي مقاومة إدراكها بأن الونزو كان في مكان ما وراءهما في الفيلا , وكان يسعدها انها لن تراه مرة ثانية. منتديات ليلاس
قال لوران :
- اوه, عود الصيد الخاص بك. كدت انساه , لقد امرت ألونزو بأن يسترجع الأجزاء بينما كنت انت تأخذين الحمام , ولكن يؤسفني القول بأنه لم يعد يرجى منه اصلاح. وبطبيعة الحال سوف استبدله بآخر لك. فهل تأذنين لي بأن احضر البديل لك في كالا كورب غداً عند الظهيرة؟
كان ذلك بمثابة عرض كريم. شعرت لوسي انها ربما وجب عليها ان ترفضه . ولكنها لا تستطيع في الواقع ان تتحمل تكلفة شراء عود جديدة بنفسها بواسطة اجرها الضئيل , وكذلك لم تستطع مقاومة التفكير في انه خطأ ألونزو الذي تسبب في كسر العود الأصلي.
على اية حال كان ذلك يعني انها سوف ترى لوران ثانية في اليوم التالي , فأحبت التفكير في ذلك. قالت لوسي :
- ذلك كرم وعطف منك. انا عموماً أتواجد في الخليج على اوقات الغذاء وحتى يشرع الزورق في الإبحار.
- سوف اتطلع إلى رؤيتك حتى ذلك الحين .منتديات ليلاس
مد يده ليجذب قارب الصوفي مقرباً إياه اكثر فأكثر من الرصيف, وامسك بالمؤخرة مثبتاً إياها عندما قفزت على ظهره , ثم عاونها في الانطلاق مبحرة به. التفتت الى الخلف تنظر إلى الرصيف, عندما كانت على بعد خمسين باردة تقريباً, في عرض الميناء , فرأت انه لا يزال واقفاً هناك, يحدق في اعقابها.
لم يكن ثمة وقت فائض امام لوسي حينما وصلت إلى كالا كورب من اجل إعداد زورق السان فيليب لرحلة الظهيرة, قبل وصول الركاب الأوائل , ولم يكن بالتأكيد امامها الوقت لكي تشرح لخوان بالضبط ما الذي كانت تفعله ذلك الصباح, ولم يسأل هو اية اسئلة, او يذكر شيئاً عن العود المفقود , لقد كان قميص التي شيرت الخاص بلوسي مفقوداً ايضاً , ولعلها علمت انها قد نبذته في فيلا لوران , بيد انها وجدت قميصاً احتياطياً في احد خزائن سان فيليب , فارتدته على مايوه البكيني الذي كانت تلبسه.
ساورتها الرغبة في ان تقول شيئاً بشأن لوران , فقد دعتها الرغبة في ذلك , خصوصاً وانه قادم إلى كالا كورب في اليوم التالي حاملاً قميصها التي شيرت , وعود اسماك جديد. ولكن هل يجب عليها ان تخبر خوان بأنه كان وراء افعال ألوزنز ؟ وفي النهاية, قررت ألا تفعل ذلك. إن خوان قد اوشك على تناسى الحوداث هذه من قبل , وكان برضى لوسي الآن ان تلك لن تتكرر في المستقبل.

على الرغم من ان ذلك لم يبرر بالضبط سبب وقوع تلك الحوادث, وراحت تفكر بقلق, لماذا حدثت هذه اصلا في المقام الأول. إن السيد لوران قال إن السبب هو تحسين الأمن المفروض على الفيلا غير ان ذلك امر شاذ غريب على التصديق.ريحانة
إن جزيرة مينوركا لا تعاني من مشكلات اجرامية خطيرة , وهي بعد تتشكك في ما إذا كانت الفيلات التي تشبه فيلا لوران تمثل هدفاً اولياً للصوص, على اية حال . إن الفيلا تمثل بيتاً بتمضية الأجازات: هي مفروشة بأثاث حديث وجيد, ولكن بدون تحف غالية القيمة. وهو لا ينتظر منه ان يبقي كميات كبيرة من المجوهرات هناك, بكل تأكيد , وليس هناك اشياء تستحق ان تسرقه . إن استخدام كلب حراسة, ربما كان معقولاً كإجراء للأمن , اما فرض حملة شاملة ضد الزوارق في الميناء فهو امر عسير على الإدراك؟
إن تلك ليست مشكلتها , اخذت لوسي تخاطب نفسها بذلك في حزم إن لوران ليس رجلها او زوجها . إنه رجل جذاب فاتن للغاية, وهي تعترف بذلك, غير انها كانت تقنع نفسها طوال فصل الصيف بأنها غير مهتمة بإقامة علاقة اكثر قرباً وغراماً بها.
كان يوم السبت يوماً آخر بإقامة اكثر قرباً وغراماً بها .
كان يوم السبت يوماً آخر حاراً للغاية . اما الماء في الميناء فقد كان راكداً ومسطحاً , وبدا الهواء متشبثاً وملتصقاً بها حينما كانت تجفف زورق سان فيليب. كانت رحلة الميناء على وشك الإزدحام ثانية , ولما حانت الساعة الثانية , كانا قد باعا آخر التذاكر . اخذت صوفي تعد الكؤوس البلاستيكية وهي تضعها في خزانة المشروبات , وقد تأكدت من انه هناك عدد الكافي لجميع الركاب. وكلما مر يوم , كلما تناقص عدد الكؤوس , إذ ان بعض القوم قد كسروا منها شطراً, والبعض الآخر قد قذف بها في غباء بعيداً.
إنهما يعوزهما امداد جديد منها . كما ان لديها آخر زجاجة من شراب المسكر كذلك, ويتعين على خوان ان يذهب الى معمل التقطير في اليوم التالي , قالت ذلك في نفسها , كي يحضر عينات من الشراب.منتديات ليلاس
ظهر لوران في الساعة الثانية والنصف. وكانت لوسي آنذاك تلزم عينيها لتبقى مفتوحة باحثة عن وصول زوارق السانتا كاتيرنا.
ولكنه في الواقع لم يأت على ظهر الزورق : لقد جاء ماشياً على الطريق الخرساني الذي كان يصل بين الطريق العالي والرصيف , وهي لم تره حتى ناداها هو .
كان يرتدي بنطلون الشورت القصير وقميص النصف كم, ذي الخيوط المقلمة باللون الأزرق , ولم يبدو هو وسيماً فحسب, بل بدأ ايضاً منتعشاً ومسترخياً, لا عزو ولا عجيب ان يكون قد صعد إلى ظهر الزورق بحثاً عنها, ظنت ذلك بأسى , إذ انه في المناسبتين السالفتين عندما رآها, كان ترتدي حلة خضراء زاهية وقميص التي شيرت الندي المشبع بالماء, وعلمت في هذه المرة , انها كانت قد لاقت تحذيراً من ان تقابله وهي ترتدي الملابس الرثة الخاصة بالعمل وهي تغسل بالخرطوم اسفل مقاعد زورق السان فيليب.
دفعت شعرها بعيداً عن عينيها , وشقت طريقها نحو المؤخرة . قالت بلطف:
- هل ترغب في ان ابيع لك احدى التذاكر. لقد نفذت جميع التذاكر هذه الظهيرة , ولكن هناك اماكن شاغرة في الرحلة الغامضة غداً عند الصباح .
ابتسم لوران , وقال :
- كي اكون اميناً, لم افكر حتى في هذا الموضوع . انت على حق , وبرغم ذلك, ينبغي على ان آتي معك ذات مرة. انا لم أر معظم معالم الجزيرة.
لم تشأ لوسي ان تضغط عليه , طالما ان الأمر بد مجاملة مهذبة منه.

وقالت متسائلة :
- كم لبثت من الزمن على هذه الجزيرة؟
اختفت الابتسامة . ياللسماء , إنه رجل حساس للغاية! ولم يكن الأمر كذلك حينما امطرته بالأسئلة الشخصية في اي من لقائيهما السالفين , بل كذلك هذه اللحظة الصغيرة من الفضول الودي قد أثارت اعصابه واغضبته.ريحانة
قال على نحو غامض.
- منذ اسبوع او اسبوعين , لقد احضرت لك عود الصيد الجديد. إنه في سيارتي . هل لديك مكان ما لكي اتركه فيه اثناء الرحلة ؟
- في كوخ خوان , هناك.
- سوف اذهب واحصل عليه , إذن .
- حسبك . سوف آتي معك. منتديات ليلاس
- هل بمقدورك ان تغادري الزورق؟
- سوف يراقبه خوان . إنه هناك في ايللا بلانا.
أشارت إلى المناضد خارج بار الكهف, حيث كان خوان يتسكع مع مجموعة من اصدقائه . كان خوان يراقب لوسي نصف مراقبة, فرفع احد يديه دليلاً على موافقته. وضعت اقدامها ووطئت جانب الزورق, واستعدت للوثوب منه, وامد لوران يده ليتلقاها . ولم يرسلها حينما كانت تقف على الرصيف التالي له.
ومضيا يتمشيان وقد تشابكت يديهما صاعدين الطريق , حيث كان يركن سيارته , سيارة رينو زرقاء داكنة, وهي سيارة محترمة, إلا انها غير مهيبة.منتديات ليلاس
فتح الباب , واحضر عود الصيد منها. لقد كان افضل من الآخر الذي انكسر . ورأت لوسي من فورها , انه جيد . ذو عجلة سلسة الدوران , بخلاف باقي التجهيزات النحاسية.
قالت لوسي :
- إنه لطيف حقاً, خوان سيكون مسروراً به.
- لست خبيراً في اعواد صيد السمك , ولكنهم اخبروني في المحل ان هذا عود خفيف جيد ومناسب لصيد الاسماك في الميناء.
- لابد ان يكون كذلك. هل تصيد السمك بنفسك؟
- نادراً مايكون لدي الوقت, وحتى عندما يفترض ان اكون في اجازة. لقد اشتريت زوجين من اعواد الصيد عندما كنت في ماهون, برغم ذلك. آمل ان استخدامهما في المستقبل قبل انتهاء فصل الصيف.
يفترض انه في اجازة ؟ يالها من طريقة غريبة في صياغة الكلمات . وبرغم ان ذلك كان حقيقياً, إلا ان لوسي تساءلت :
إن لوران لا يبدو مهتماً بالاستمتاع بالأجازات . وبالمقارنة بمعظم الناس على الجزيرة, كان متوتراً وفي حالة تأهب قصوى. ربما كان ينجز بعضاً من اعماله في الفيلا , اعتقدت لوسي ذلك . وهي لم تحب ان تسأله مباشرة. إن هذا يفسر حاجته إلى الأمن , وربما كذلك تشرح وتفسر سبب عدم رؤيتها له قبل الليلة التي قابلاه فيها عند بار السيد مال. لقد كان على الجزيرة منذ اسبوع او اسبوعين , ولكنها لم تره قبل ذلك الحين في أي وقت , في الخليج الصغير بمدينة كارلوس . وحتى على ظهر السانت كاتيرينا في الميناء. كان بمقدورها إذن ان تلمحه وتلاحظه في اي من تلك الأماكن , لا ريب في ذلك.
تدبرت في الاقتراح بالصيد معاً ذات مرة, ولكنها قررت ألا تفعل , إذ ربما يبدو الأمر له كما لو كانت تفرض نفسها عليه , وظنت في ذلك, قالت بدلاً:
- إن خوان غالباً ما يصيد من القارب الصغير صوفي وسوف يخرج معك , إن اردت الصحبة , او ربما استطاع الحصول على زورق اكبر لكي يأخذك معه , إذا كنت تفضل ذلك.ريحانة
- ربما.

أصرت لوسي وقالت :
- تعال وقابله.
وقصدت الخليج الصغير . وبعد لحظة تبعها لوران . لقد ايقنت بأنه سوف يدخل سيارته ويقودها منصرفاً, بدلاً من اقتفاء اثرها, ولم يرد هو إذن كما هو واضح ان يقابل خوان على وجه الخصوص. ولكن كان يجب عليه ان يفعل. ألم يستوعب ذلك بعد؟ مهما كان فقدانه للنوايا المستقبلية, لقد امسك بيدها وهو يمشي معها هابطين الطريق الزلق, وكان هذا فحسب , من جانب معايير خوان , يصنع مقدمة ضرورية .
ثم توجها الى ايللا بلانا , وقف خوان حينما كانا يقتربان , وجذب رفاقه كرسيين لهما معاً. بدأ خوان حديثه قائلاً:
- إني سعيد برؤيتك يا سينور ..
قال لوران بحزم:
- اسمي لوران . هل لي ان اطلق عليك خوان؟ لقد قالت لي لوسي الكثير عنك, وعن زورق السانت فيليب.
لاحظت لوسي ان لوران حذف لقب اسمه عمداً . كما انه فعل نفس الشيء لدى بار مال ايضاً.
نظر خوان إلى العود الخاص بصيد الاسماك بمهارة وفن, وأومأ برأسه دليلاً على الاستحسان. لقد ناقش هو لوران الصيد عدة دقائق, ان لوران يعرف القليل عن ذلك, ولقد كشف عن جهله بتلك المسألة منذ وقت مبكر للغاية. وكان يتحدث اللغة الكاتالانية . اشترى البيرة لجميع اصدقاء خوان . اما خوان فقد رشق لوسي بنظرة ذات معنى , عندما كان لوران يفعل ذلك, كما لو كان يريد ان يقول إن تصرفات لوران لم تحمله على تغيير حكمه ورأيه فيه , إلا ان حكمه كان في صالحه على اية حال.
إن خوان ربما لا يكون مرحباً بمثل تلك السعادة , اذا ما اخبرته لوسي انها قد ذهبت بمفردها إلى فيلا لوران . لقد كانت حريصة على عدم إفشاء ذلك لخوان, وصوفي حيث وقعت حادثة عود الصيد . كما انها لم تذكر فقدانها للقميص التي شيرت , على الاطلاق, واحسن هو صنعاً عندما لم يحضر القميص امام خوان.منتديات ليلاس
وبمجرد ان وضع لوران كأس البيرة, نهضت واقفة , معلنة انها سوف تضع عود الصيد بعيداً, ثم تعود ادراجها إلى زورق السان فيليب . كان اول زبائن يشرعون في التجمع والاحتشاد على جانب الرصيف.
تبعها لوران صاعداً إلى كوخ خوان , وضعت العود الجديد بين مجموعة خوان التي تضم وتشمل اعواد صيد اكبر واغلظ.
قال لوران :
- لقد نسيت قميص التي شيرت الخاص بك.
- حسناً, لدي قمصان عديدة.
- لقد غسلته وقامت بكيه خوانا , ولكنني غادرت الفيلا تاركاً إياه هناك. سوف احضره في المرة القادمة.
تفكرت لوسي في عبارة المرة القادمة. والتفتت لتنظر إليه كان يقف على مقربة وثيقة منها , في رقعة الظل الضيئلة التي ألقتها الأبواب الخشبية للكوخ. وكان باستطاعتها ان تشم الرائحة الصنوبرية الباهتة الواهية التي كانت تنبعث منه , بدت عيناه داكنتين, وحتى سوداوين في الظلال .
قال متسائلاً:
- هل تعملين في الأمسيات ؟
هزت رأسها , وقالت :
- في اوقات الظهيرة فحسب , على وجه العموم . احياناً امكث في المنزل ارعى اطفال خوان وصوفي التي هي زوجته , وخالتي . واذهب إلى حانات مدينة كارلوس, من حين لآخر لكي ارقص على موسيقى الديسكو , وأرى صديقاتي في ماهون, إنني هكذا وكماترى مشغولة.
- هل انت مشغولة الليلة ؟

هذه الليلة ؟ ماعساها كانت تقول؟ اخذت تثرثر بشأن جميع الأشياء التي تفعلها في الأمسيات . كما لو كانت طفلة مدرسة عصبية, في حين ان المسألة كلها هي ان لوران سألها ان تخرج معه الليلة. وهي كانت ترغب في الخروج معه لا يهمها خلق علاقة عاطفية او لا.ريحانة
- لم اقم بعمل اية خطط لتمضية سهرة الليلة .
- هل تأذنين لي بأن أخذك عند الساعة الثامنة , إذن؟
تدبرت لوسي الأمر , هل كان يقصد من وراء ذلك تعويض ماحدث بالأمس؟ هل يعتقد بأنه ينبغي عليه ان يسألني الخروج معه , لكي يعوض عن متاعب ألونزو التي سببها لي؟ نظرت في عينيه مرة ثانية . لقد كان ذلك كما لو كانت تمسك سلكاً كهربائياً عالي الفولت , وتلقت صدمة كهربائية صغيرة , تيار حسبت انه يسري في بدنها. لقد كان قريباً جداً منها , كان يجب عليها ان تمد يداً إليه, ليكفي ان تلمسه . قالت وهي تمتم:
- حسنا. منتديات ليلاس
اظهر لوران ابتسامة هادئة , وقال:
- حسنا, يجدر بك ان تخبريني اين اجدك.
- اوه. اجل . هل تعرف فيلا كارلوس؟
وراحت تشرح له اين تقع الفيلا الخاصة بخوان وصوفي.
أكد لوران لها بأنه :
- سوف يعثر عليه . انظري , ألا يحسن بك الآن ان تعودي إلى الزورق.منتديات ليلاس
رمقته لوسي وهو يستعد ليمضي منصرفاً. وكان خوان قد صعد على ظهر الزورق قبلاً, وشرع يباشر العمل مع الركاب.
صاحت مستعجبة :
- يا للسماء .
تحرك لوران خطوة إلى للأمام , وقال :
- سوف أراك فيما بعد.
ووضع يديه على كتفيها . ومست شفتاه جبهتها مساً خفيفاً. ثم شرع يذرع الطريق متبعداً, وكانت لوسي تحدق مشدوهة في جانب الرصيف المزدحم, وعلى الركاب الذين تجمعوا واقفين في صف بجوارها اللافتة المجاورة للمرفأ السياحي.

نهاية الفصل