- اوه , كلا, إذ فعل جيل ذلك, فإنه يكون بذلك عادياً وطبيعياً للغاية.
كانت كاريرليبانتو تؤدي إلى طريق آخر يحيط به سور من الحوائط الحجرية, يتبعها طريق من آثار الأقدام الصخرية. مشوا عبره حتى وصلا إلى بقعة منخفضة في الحائط , يتبعها طريق من آثار الأقدام عبر الأرض الصخرية بالقرب من حافة الميناء.منتديات ليلاس
كانت التحصينات تضرب حول وبطول ميناء وشواطئ مدينة ماهون .وكانت لا تزال قائمة الثكنات العسكرية الخاصة بمدينة فيلا كارلوس , وكانت لا تزال مزدحمة على حال ماكانت عليه منذ مائتي عام خلت, وكان وراء الحصن العتيق مباشرة بداية منطقة من المناطق العسكرية الحديثة , والحصن نفسه برغم ذلك كان قد تم تفكيكه, ولم يكن ثمة شيء يرى سوى الأطلال والبقايا, الحوائط الحجرية الشاهقة الكثيفة البنيان, ومواضع تثبيت المدافع تعزز صخرة الجرف, وحدود التحصينات التي اتخذت شكل النجوم, والخنادق , وبعض الدرك الأسفل من الأحجار التي لا تزال قائمة , المليئة في اجزاء منها بالمخلفات.
هرع مانويل يعدو إلى قمة الهضبة التي كانت تحتضن الحصن , اما لوسي ولوران فقد تبعاه في خطو بطئ هادئ . قال لوران :
- هل أتيت إلى هنا من قبل؟
- لقد جئت إلى هنا مرة واحدة . غير انني اعرف المكان من خلال الميناء , بطبيعة الحال. وانت تعرف الكثير عن ذلك , أليس هذا بصحيح؟
كان مانويل يلهو غارقاً في التخطيط بالدفاع عن الحصن ضد القصف والنسف المدفعي القادم من البحر, وسرعان ما انضم إليه لوران, وهو يناقشه اين تكمن مواضع تنصيب المدافع, وكيف يمكنهم ان يردوا بالهجوم بعد ان كانوا فحسب يدافعون عن المعقل.
اتكأت لوسي على امتداد حائط حجري , وراحت تراقب الرجل وتصرفاته مع الصبي الصغير. لقد كان غريباً, كما ورد على خاطرها , حيث إن ثلاثتهم كانوا صورة منقولة عن عائلة لوران تلك التي افتقدها. رجل وامرأة وصبي يبلغ من العمر ست سنوات. وقد كان يسعدها ان تعتقد انها كانت فكرة لوران ان يأتوا إلى هذا المكان ثلاثتهم ويتنزهون معاً. ريحانة
إذ لابد ان طلاقه من زوجته قد تسبب له في الكثير من الجروح . ان يجد زوجته قد هجرته , وان يجد نفسه بعيداً محروماً من ابنه, ثم ان يتحمل قضاء فصل الصيف تحت تهديد دائم من الاغتيال كسيف مسلط على رأسه. فلا عجب ان يتراجع إلى قوقعته, خلف متراس من الأدب. ولكنها الآن قد كسرت حدة ذلك كله, وقد شعرت بذلك. ولم يكن لوران يخفي عنها شيئاً وهو يتمدد على العشب الأخضر مع مانويل, يلاعبه بغير تحفظ, بدا لها سعيداً , مختلف تماماً عن الرجل العصبي المتوتر الذي رأته اول مرة في بار السيد مال.
إن ذلك هو كل مايريده , وقد علمت المسألة , اجازة طويلة , بعد سنوات طويلة من العمل عبر اجازاته التي لم يكن يتمتع بها . إن السلام والسكينة الكائنة في جزيرة مينوركا, تعوضه عن سرعة إيقاع الحياة المروع في باريس.ريحانة
نظر هو إليها عند ذلك الحين, وتلاقت عيناه بعينيها. ابتسمت لوسي ابتسامة عريضة , وبعد لحظة ابتسم لوران رداً عليها. أسر في أذن مانويل بشيء, ثم وقف ناهضاً واتى لكي ينضم إليها.
- ألم يصيبك الملل بعد؟
- كلا, البتة.
- اخبريني عندما تريدين الانصراف.
عاد ادراجه إلى اللهو . وكانت لوسي تراقبه. لم يكن الملل قد تطرق إليها , إذ كان يروق لها ان تشاهده , وكان يحلو لها ان تنظر إلى مانويل وتلاحظه. وكان الجو بحرارته محتملاً عن ذي قبل إذ بدأت درجة الحرارة تنخفض, وكانت ثمة بوادر رياح تهب من نسيم البحر.

كان مانويل اول ثلاثتهم في الشعور بالملل والسأم. إذا كان سريعاً في افتقاده الاهتمام بالاشياء طبيعة اترابه ممن هم في السنة السادسة من العمر.
قالت لوسي:
- تعالي. لقد حان وقت اصطياد القواقع.
اخذ مانويل يلفت انتباه لوران في شغف إلى القواقع ذات اللون الرمادي المشحوب باللون البني , والتي كانت تتجمع عند كل ساق من سيقان الشجيرات . وكان كلاهما يتنافسان مع بعضهما البعض في ان يروا من يجمع اكبر قدر من القواقع في الحقيبة البلاستيكية التي احضرتها لوسي. وفي خلال عشر دقائق كانت قد امتلأت , واخذ مانويل يقفز فرحا لأنه فاز في جمع القدر الأكبر بهامش ضئيل عن لوران, وكانوا يمشون بهدوء في عودتهم إلى الخليج الصغير , قال لوران متسائلاً:
- اين يمكننا القيام بصيد الأسماك؟
- عند اقصى طرف الخليج الصغير. إن معظم الأماكن والبقاع ممتازة للصيد تقع هناك أعلى الجرف, غير انني لا احبذ اصطحاب مانويل إلى هنا إنه سباح جيد, غير انه ربما يرتبك , ويفقد توازنه فيقع من جراء اثارته في قلب الماء . منتديات ليلاس
اصابهم الجهد وهم يتسلقون حول نهاية الخليج الصغير , وعبر رقعة من الصخور المنخفضة , ووقفوا عند صخرة عريضة واسعة , كانت جافة بمافيه الكفاية حتى يمكنهم الجلوس عليها, وكانت تقع على مسافة ملائمة تمكنهم من إلقاء حبال اجهزة واعواد صيد الاسماك الخاصة بهم في المياه العميقة .
وسرعان ما تمكنوا من اصطياد اربعة اسماك صغيرة جمعوها في الدلو. وكان كل من لوران والصبي مانويل يتنافسان في جمع وصيد الأسماك والإسراع في ذلك بقدر ما أمكنهما. وكانت مياه الخليج الصغير تعج بالأسماك الصغيرة. وتمكنت إحدى السمكات من الوثوب من الدلو مرة ثانية, فراح مانويل يطاردها حول الصخور وهو يضحك حتى امسكت بها لوسي في يدها قبل ان تنزلق إلى مياه البحر.
وبعد برهة القى مانويل بعود الصيد الخاص به , وجلس يراقب الأسماك وهي تعوم حول انفسها في داخل الدلو . واستغرقت لوسي نفسها وهي تنظر وتحدق في سعادة , وهي بعد في حالة من نصف الوعي او شبه الوعي في مراقبتها للوران حينما ألقى بخيط عود الصيد إلى الناحية الكائنة في الجانب الآخر لها, وكانت كذا تنظر وترمق في لطف الفلين الطافي على الماء الخاص بعود صيدها لإرشادها إلى التهام الأسماك للطعم.
حجبت الشمس سحابة عابرة فراحت لوسي تختبر كم مضى من الوقت بالنظر في ساعتها, وهي بعد ترتعش وترتجف. لقد حان واقترب موعد العشاء . قالت في فتور وعلى مضض :
- لو ان الوقت يعود كرته الأولى, او يرجع إلى سيرته الأولى.ريحانة
صاح مانويل مبتهجاً:
- وظيفتي هي ان احمل الدلو.منتديات ليلاس
- يتعين علينا ان نفرغه من محتوياته.
- ولكنني اريد ان أري ماما الأسماك التي اصطدتها.
هزت لوسي رأسها في حزم وقالت :
- آسفة . عندما تكون معي يجب عليك ان تذعن لقواعد صيادي السمك. وهذا يعني إلقاء الأسماك في مكان اصطيادها مالم تكن بصدد أكلها. إننا لا نستطيع ان نأكل هذه , إنها صغيرة ومليئة بالأشواك , ولذلك فسوف نرمي بها ثانية إلى البحر.
فقال مانويل :
- بإمكاننا حمل الأسماك إلى المنزل في الدلو, وعندئذ نلقي بها في البحر فيما بعد.

- إن أباك لن يسمح لك بذلك. أليس كذلك يا مانويل؟ وهل نعلم لماذا؟ لأن الأسماك سوف تموت. إن درجة حرارة الماء في الدلو مرتفعة لا تستطيع احتمالها, كما ان الأسماك تتنفس بصعوبة. ألا ترى ان السمكة القوس قزحية الصغيرة لا تكاد تستطيع التحرك. لسوف تتنفس إذا ما ألقينا بها مرة ثانية للماء الآن, أنها لن تستطيع المعيشة والبقاء على قيد الحياة ساعة اخرى في بوصات ضيئلة من المياه تجاهد فيها للتنفس.
رفع مانويل اصبعاً, واستثار السمكة القوس قزحية. فحركت ذيلها في فتور.
قالت لوسي , حينما امسك بالسمكة الصغيرة , واخرجها من الدلو في راحة يده:
- كن حذراً.
- إنها تصدر اضواء للغابة, خسارة ان تموت وهي على هذا القدر من الجمال, لا تلق بها , ولكن زلقها فحسب في المياه الضحلة.
واطلقوا كذلك سراح السمكات الأربع جميعها , ووقفوا يتفرجون عليها حتى انتعشت آخرها وبدأت تسبح وتعوم بعيداً عن الشاطئ.
قال لوران :
- هلموا , تعالوا , سوف ابتاع لكم الآيس كريم من السوبر ماركت الواقع على اطراف المدينة
, إن الجو لا يزال حاراً, منذ كنت صبياً ظريفاً.منتديات ليلاس
وفى لوران بوعده عندما اختار مانويل الكراميل بدلاً من الآيس كريم. وعندما بدأت اقدام مانويل في المسير في العودة الى الفيلا , اخذ لوران يغني اغنية (دوق يورك العجوز العظيم ) , وراحت لوسي تضحك, وهي تشترك معه في الغناء. وانخرطوا في الغناء عدد كبير ووافر من الاغنيات من شتى المشارب ومن كل حدب وصوب , واللون العاطفي والوطني والرومانسي , والحالم ... الخ من عشرات الأغنيات التي استطاعوا ان يتذكروا كلماتها, الأمر الذي ادهش وافرح السياح المارين بجوارهم عبر الطريق .
انطلق مانويل إلى الطريق المؤدي الى الفيلا , بمجرد ان وصولا إلى البداية , متوجها إلى صوفي وكارا الذين كانا في النافذة.
توقفت لوسي والتفتت إلى لوران , قال :
- يجب ان اعود ادراجي الآن. لدي بعض المكالمات الهاتفية التي يتعين علي القيام بها. هل سوف آتي هنا إليك فيما بعد أم إلى بار السيد مال؟
- ينبغي ان ازور فانيسا , ولذلك فسوف أراك في بار السيد مال ربما معها ايضا, في حوالي الساعة التاسعة والنصف.
- او مبكرا عن ذلك.
ثم اثنى برأسه وقبلها في رقة وخفة , ودرع الطريق متوجهاً إلى سيارته.منتديات ليلاس
تركت لوسي الفيلا في الساعة الثامنة والنصف , وتوجهت إلى فانيسا وعرفتها في فندق دون كارلوس, صاحت فانيس قائلة:
- احد الغرباء!
وهي تفتح الباب مباشرة , بعد اول طرقة من طرقات لوسي, ابتسمت لوسي , ابتسامة تنم عن الإعتذار, إذ كان حقاً انها لم تر فانيسا منذ فترة طويلة.
- كيف حال بالما؟
- حارة ومزدحمة. لقد كان لدي الوقت الكثير . كان يتعين عليك ان تأتي.
- لقد كنت امضي وقتاً ممتعاً هنا.ريحانة
اتسعت ثم ضاقت عينا فانيسا الواسعتان الزرقاون وهي تصيح:
- إنه لوران إذن؟
- كيف تسنى لك ان تخمني ذلك؟

- حتى أكون امينة , لقد قال لي مال شيئاً عن ذلك, وأسر به إلي, أيروقك ذلك يا لوسي. إنك تبدين مشرقة متألقة بالحب والسعادة على نحو ايجابي.
- إذ هذا لا يجعلني اهتم باستذكار دروس ومناهج الجامعة. إذ انني لم افتح كتاباً منذ ايام ولسوف اشن عليها اعني هجماتي المفاجئة حينما اعود ادراجي إلى لندن.
- وتنسين وتتناسين قلبك الكسير.
- شيئا من هذا القبيل.
اسرحت فانيسا مشطة سريعة عبر تجاعيد شعرها الأحمر, ومدت يدها في حقيبتها , وهي تردف :
- على الأقل سوف لا يكون لك اوهام آنذاك. بشأن نهاية العلاقة.
صبت فانيسا لنفسها الشراب عبر زحام الناس الذين يمضون اجازاتهم باللهو في الردهة , ووقفت لوسي تنتظرها بينما كانت تتسامر في حب ووداد مع البنات الجالسات خلف مكتب الاستقبال.منتديات ليلاس
كم كانت فانيسا واقعية, اخذت لوسي تتفكر في ذلك متأثرة في عواطفها. لم تكن فانيسا حقودة, وبدت حقا مستمتعة بسعادتها الشخصية, لقد كانت على حق , بطبيعة الحال لم يكن هناك أي صالح في ان تتشبث بالأوهام . حاولت لوسي ألا تنفق مزيد من الوقت في احلام اليقظة بشأن احتمال الأرتباط بالزواج في المستقبل مع لوران والمقام في باريس. إن لوران لم يعطها اية إشارة بأنه يفكر في أي شيء من هذا القبيل, واعترفت على مضض لنفسها بأنها لم تكن فكرة عملية .ريحانة
إن الحقيقة كانت تتمثل في الذهاب إلى لندن, إلى الجامعة , حيث سوف تمضي فصل الخريف الممطر , بين تلك الكومة من الكتب والعمل الذي يتعين عليها ان تنجزه .
ولن يكون هناك آنذاك أي لوران. ألم تكن تعلم ذلك وتعرف ذلك الواقع, يالها من حقيقة محبطة.
إن شطراً من وجدانها يصدق ويوقن بالفراق, غير ان الشطر الآخر لا يزال غير مصدق بأن ذلك سيحدث وانه عين الحقيقة . لقد صار لوران يعني لها المزيد والشيء الكثير , بذلك القدر الكبير من السرعة حتى انها لم تعرف كم ستكون قادرة على احتمال الألم , حينما .. وإذا .. ماقسم الله ان يفترقا عن بعضهما.
اخذت تدير ذهنها قائلة , اجل , حسناً , بينما كانت فانيسا تشق طريقها برشاقة عبر زوجين من الزبائن القلقين , وتتوجه إلى العودة ادراجها نحو جانب لوسي , لقد كانت دوماً تعلم علم اليقين ايضاً, ان ذلك لهو ميناء , المياه العميقة , ذلك ميناء الحب , وفي النهاية , لم يكن ذلك ليردعها عن الغوص فيه.
***
كانت الأيام العشرة التالية اياماً مجيدة. وذات صباح توجها للغطس , يقلهما الزورق الضخم إلى جزيرة الهواء ( إيللا دي لايري ) الواقعة تواً إلى خارج ساحل بونتابريما, على الشاطئ الجنوبي من الجزيرة , حيث انطلقوا من هناك إلى المياه العميقة الصافية , في البحر المتوسط. وكانت لوسي تعرف افضل الأماكن التي يمكنهم الفوص فيها , وقادت لوران إليها. ولقد اثبت على انه غطاس اكثر مهارة منها, وساعدها في صبر على ان تحسن من تقنياتها , حتى انها استطاعت الغوص لمسافات اعمق, وان ترى المزيد من اعماق المياه.ريحانة
وصادا السمك سوياً اكثر جدية في صباح آخر من الأيام التي امضتها معه لوسي , تقلهما زورق سانتا كاتيرنا إلى خارج اليابسة نحو اعماق المياه العميقة , فيما وراء ثغر الميناء . وفي اليوم الثالث الذي خرجت فيه لوسي ذهبا لزيارة دير مونت تورو , والقيام بنزهة خلوية يتناولان خلالها طعام الغذاء, في احد المطاعم الظليلة الواقعة الى الشمال من الجزيرة . وفي كل مساء تقريباً , كانا يخرجان معاً, الى المطاعم والحانات, يصطحبهما احيانا صوفي وخوان , او مع فانيسا واصدقائهما .

وفي نهاية كل امسية , سواء كانت بمنزله او بأي مكان آخر كانت تجد نفسها مترعة بالحب لذلك الرجل.
وفي كل يوم كانت الشمس تشرق من جديد. وكان زورق سان فيليب يطوف بالمرفأ في الظهيرة , وكانت لوسي ترفل في السعادة, وهي تمضي اجازتها وتتوهج وتتورد في اعقاب كل مرة تلتقي فيها بلوران وبعد ذلك, حل ذات صباح على نحو غير ممكن تجبنه , ان استيقظت على سماء ملبدة بالغيوم.منتديات ليلاس
إذ كان ثمة طبقة رقيقة من السحب تغطي كبد السماء, وتحجب الشمس, ولم تكن بالكثيفة ولا بالممطرة , وهي كذلك لا تتبدد او تتبخر , حينما ارتفعت الشمس وتوسطت عرضة السماء.
وكانت صوفي , وهي تتناول طعام الإفطار تفلسف الأمور. قالت :
- حسنا, إنه سيتمبر , لابد انك لاحظتي التغير في عدد السياح على ظهر المركب . كل اولئك الأطفال الانجيز الصخبين الذين يملأون الدنيا بالضوضاء بصدد العودة إلى مدارسهم . وكل الزبائن الآن عبارة عن زوجين من الرجال والنساء , والنفر القليل من السياح الذين يأتون عرضياً .
- لم افكر في هذا الموضوع حقاً.
قالت صوفي مازحة :
- واني لأعجب لماذا لم تفكري فيه ؟ تعالي يا كارا , كلي خبزك وعسلك. متى يعود لوران إلى بلاده؟
- يعود الى باريس .
قالت لوسي ذلك , وقد بدأ كما لو كان ثقل بارد قد استقر على معدتها. واردفت قائلة :
- لم أسأله.
قالت صوفي :
- لا يمكنه الاقامة لفترة اطول . إذ كان يتعين عليه ان يكون قد غادر الجزيرة منذ شهر مضى.
علمت لوسي انه مرت فترة خمسة اسابيع منذ رأته اول مرة في بار السيد مال .
- إن الصيف لم ينته بعد.
- ربما يكون الجو صحواً مشمساً غداً ايضاً, هذا امر صحيح. غير ان الجو غالباً ما يتقلب إلى الأسوأ في اواخر سيتمبر او اوائل اكتوبر. إن الموسم قد نفذ بحلول نهاية اكتوبر كما تعلمين.ريحانة
كانت لوسي تعلم ذلك, إذ ان مال وفانيسا كان يتحدثان من قبل عن خططهما لتقضية فصل الشتاء . إذ تغلق معظم الفنادق والشقق بحلول منتصف شهر اكتوبر , ومعظم البارات والمطاعم . دفعت كرسيها عن منضدة المطبخ , ولم تلاحظ الكشط الذي احدثه في الأرضية المصنوعة من البلاط. قالت صوفي متسائلة :
- هل لديك خطط بشأن الصباح.
ولم يكونوا يخططون ويضعون خططاً مقدماً. لقد كان الصباح نوعاً من انواع الأجازات , وكان كل شيء يكاد يكون مقرراً في التو واللحظة.
لم يقل لوران انه سوف يأتي الى كالاكورب, ولذلك فهو يتوقع منها ان تأتيه في الفيلا , ولم تفكر لوسي فيما هو ابعد من ذلك . قالت:
- ليس ثمة شيء خاص. سوف أرى خوان في الميناء إذ لسيت هنا حمامات شمسية كما ترين , والسياح حينئذ سوف يبحثون عن شيء آخر يشغلهم.
قالت لوسي في صوت عليه آثار الشعور بالضجر والسأم .
- لن اتأخر.