الفصل الثامن

كانت ساعة لوسي تشير إلى الخامسة والثلاثين دقيقة عندما رسا زورق سان فيليب في ظهيرة يوم الجمعة . قال لها خوان مبتسما انها تستطيع مغادرته وتركه يؤدي الخدمات للركاب ويساعدهم في الهبوط , وبرغم ذلك كان يتعين عليها ان تطوي الطريق جريا وتصعد الدرج المؤدي إلى الميراندا , وغير المدينة الصغيرة متوجهة إلى الميناء الآخر .
وصلت في موعدها تماماً, إذ كان زورق لازاينو لا يزال راسياً حينما وصلت تلهث إلى جانب الرصيف . توقفت برهة تبحث عن لوران , ثم رأته واقفاً داخل الزورق يلوح لها لكي تعرف انه موجود.
قال مبتسماً , وهو يرشدها إلى المقعد الخشبي الذي كان يجلس عليه:
- لقد حجزت لك مكاناً.
- حسبت انني لن اجد مكاناً لي, كما ظننت ان الرحلة فاتتني.
- وكذلك ظننت أنا. ولقد وعد النوتي بأن ينتظر حتى السادسة إلى ثلثاً , وعلمت انني لن استطيع ان احجزه واؤخره إلى ماوراء ذلك. احسب انه يمكننا تناول القهوة . لقد كنت انتظرك في كاليس فونس.

سدد لوران بها نظرة مفاجئة , وقال :
- اوه, لم يكن لي ان اقوم بالرحلة من دونك .
علمت لوسي انه لك يكن ليقوم بالرحلة من غيرها , حتى بالرغم من انه كان يعرف سلفاً انها قامت بتلك الرحلة مراراً من قبل.
كانت لوسي قد اعلمت فكرها في التكفير جدياً بشأن علاقتهما على مدار اليومين الماضيين. ولقد كانت حماقة منها, حسبما ايقنت هي الآن , حينما تخيلت ان لوران ليس مهتماً بها في الواقع. منتديات ليلاس
إنها فهمت الآن الذي لم يكن يتصرف البتة تصرف الرجل الذي همه الوحيد هو الإتيان بها إلى الفراش.منتديات ليلاس
ولقد علمت انه في البداية كان خوفه من الارهابيين , وامتناعه عن مغادرة الفيلا , هو السبب في حجبه عن الخروج معها كثيراً ورؤيتها . اما الآن وقد تلاشى التهديد, فإنها راحت تتشكك وترتاب في ان دوافعه في الامتناع عنها, ربما كانت مثيلة لدوافعها بنفس المقدار. فلم يكن صواباً انه لم يرغبها , لقد كانت موقنة من انه يرغب فيها , بل الأكثر من هذا انه كان ايضاً يعاني من الوحدة وعرضه للإثارة . وكان مفهوماً تماماً انه يتردد في إلقاء نفسه والزج بها في علاقة, وهي في اعتقاده لن تدوم سوى فترة وجيزة هي التي ينفقانها على تلك الجزيرة .
وربما جاز انه لم يحاول ان يبثها حبه وغرامه بعد كل شيء . وإذا كان هذا مسلكه , فإن ذلك يعني حينذاك انه يعزي ويرجع لأسباب تتعلق به هو اساساً. فذاك سوف يكتف ويفاقم من ألم الفراق ووطأته على نفسه في اعقاب ذلك, تماماً مثلما سيحدث لها هي . ذلك انه كان عاشقاً خبيراً , ولا يمكنها ان تفترض انه لم يكن هناك احاسيس ملتهبة كامنة وراء عناقه وقبلاته وتربيت اصابعه .
ويجوز ان الخلاف الوحيد كان متمحوراً حول اقتناعه بأنهما سوف ينفصلان ويفترقان حينما يغادران الجزيرة . ولقد كانت تريد بل تحتاج إلى الشعور والإحساس بأنهما سوف يستمتعان بمستقبل طويل الأمد معاً وسوياً.
لقد تخيلت انه لن يكون ثمة ألم للفراق فيما بعد, واما لوران فقد كان واضحاً انه على يقين من حدوث ذلك واحتمال وقوعه.منتديات ليلاس
كانت تأمل ان تقنعه بأنه على خطأ وان الصواب قد جانبه. ولكن ماذا سيكون عليه الحال , إذا كان على صواب ولم يجانبه الصح ؟ وبالتالي ألا يكون من العقل وسلامة الفكر ان تتنبذ إليه الأمر كي يحدد هو مقدار سرعة سير علاقتهما واقترابهما من بعضهما البعض, وكي يقدر إلى أي مدى سوف تصل إليه في النهاية؟
إنه اكثر خبرة وحنكة منها , ليس فحسب في فنون الحب الظاهرية, ولكن المشاعر التي تتكثف في وجدانهما , سواء تلك الطيبة او السيئة .
حينذاك , امسك بيدها وعصرها ضاغطاً عليها . فضغطت لوسي بدورها على يده . وراحت تجادل نفسها قائلة , فلنتقي فيه حسناً, إنه ليس قديساً , غير انه برهن على انه مخلص وامين ورجل متدبر لعواقب الأمور, يستطيع ان يزن ويقدر احتياجاتها من العاطفة, وتأثرها بالآلام تماماً على نفس قدر زنته لمشاعره واحتياجاته هو.
سرعان ما خرجا من كالا كورب, وكانا يتحركان عبر الميناء الرئيسي متوجهين الى لازاريتو . اشارت لوسي إلى لوران لكي يرى تمثالي الاسدين الحجريين الذين يحرسان بوابة مستشفى الحجر الصحي. إنهما تمثالان حجريان صنعتهما بريطانسا , وكان خوان دائماً يردد قوله بأن التماثيل الحجرية للأسود المصنوعة بأيد اسبانية , كانت دائماً مبتسمة , اما اولئك البريطانية فهي متجهمة كالحة الوجه .
قال لوران :
- لا غرور في ذلك ولا عجب. إذ لا يمثل إرسالهما إلى لازاريتو اية مزاح او هزل.
- حقاً لقد مات أقوام كثيرون متأثرين بمرض الكوليرا وامراض اخرى حتى انهما لم يتم دفنهم في المقابر , اما عمال المستشفى فقد كان لهم مدافن خاصة. لكن جثث المهاجرين كانت تنبذ ويلقى بها في قبور جماعية . ولذا فقد كانوا من حين لآخر يعتادون على الحفر واستشكاف العظام.

قال لوران مازحاً:
- لم أكن اعلم انك تحفظين سلسلة دموية من احداث التاريخ.
- كلا لا احفظ , إن التاريخ هو الذي يسرد الوقائع الدموية ولا علاقة لي بذلك.
- لست واثقاً من ذلك, وكل ما أركن إليه انك تتميزين بخيال محلق , ومفعم بالحيوية.
اخذت لوسي تتفكر قائلة اجل , احياناً ما أحلق في الخيال , خيال مفعم بالحيوية .ريحانة
وعلى الرغم من انها رأت كل شيء في زاريتو من قبل , إلا انها استمتعت برؤية معالمها مرة ثانية من خلال عيون لوران . لقد بدا شغوفاً مهتماً بالرحلة , وراح يسألها هي والمرشد الاسباني اسئلة كثيرة لم يستطع كلاهما العثور على إجابة لها!
شاهد غرفة الدخان حيث يجب على الزوار ان يمروا عبرها خلال سحابة كثيفة من الدخان الأسود للتطهر بالتدخين . في مذبح كنيسة القديس سانت سيباستيان.
كما عبروا ايضاً خلال مستودعات الغذاء حيث يتم حفظ احتياطات الغذاء الكافية لسكان الجزيرة.
وزارا المتحف الصغير الذي يحتوي على صفوف من جرار ومرطبات الصيدلة . اخذ يتأمل لوران وهو يقول :
- إنهم الانجليز خارج اوطانهم .
بينما كانت العبارة تعود بهم ادراجها إلى كاليس فونس بعد زيارة وجيزة, ورحلة قصيرة شاملة , واضاف قائلاً:
- إني لأعجب لحال هذه الجزيرة , أكانت يكتب لها الشهرة لو كان الإنجليز يسيطرون عليها ويحكمونها اليوم, وإذا لم نكن قد قمنا بحتلالها وامتلاكها منذ مائتي عام خلت؟
قالت لوسي مازحة:
- اتقول نحن . انت لست بالإنجليزي . إنك لتتحدث قائلاً قمنا باحتلالها !
- اوه , ولكنني على الأقل , لا ادعي طالما انني اقدر على الزعم بانتمائي إلى اية جنسية . إن أمي فرنسية الجنسية , اما أبي فهو انجليزي . إن لقبي انجليزي التسمية , وهو باكلي , واحمل جواز سفر بريطاني.منتديات ليلاس
راحت تفكر لوسي في كلمة السينور باكلي, لقد كانت سمعت قبلاً ذلك الاسم في مكان ما, ولكنها لا تتذكر , كم هو ضئيل مقدار معرفتها بلوران في حقيقة الأمر , وحتى الآن ؟ قالت لوسي بقلق وانزعاج:
- انا حتى لم اعرف اسمك.
- وانا كذلك لا اعرف لقب اسمك.
قالت مترددة:
- انه ساندرسون . انجليزي الأصل ومفرق في انجليزيته.ريحانة
ومضت تقول :
- هل عشت طيلة حياتك في فرنسا؟
- كلا. لقد ترعرت في انجلترا, والتحقت باحدى المدارس هناك, على الرغم من انني دائماً اقضي اجازاتي لدى عائلة امي في نورماندي, ثم قررت ان انضم إلى الجامعة في باريس , حيث التقيت بكاترين , فكان هذا هو ما حدد وقرر مصيري.
- انت تقصد ان تقيم في فرنسا إلى الأبد؟
- من المحتمل ان هذه هي الحقيقة , عندما كان جيل طفلاً. انا لا ارقد ولا احتمل ان اراه كل حين بصورة دورية إذا ماعشت في اي مكان آخر بخلاف باريس .
- وانا على يقين من انه بحاجة إليك في حياته.
اتفق لوران في الرأي قائلاً:
- وهكذا انا بالمثل , انني بحاجة إليه ايضاً.

اخذت لوسي تتدبر حال لوران وكيف انه لا يستطيع ان يقاوم اعباء ومتطلبات وظيفته, وكيف انه يحب الاطفال حباً متأصلاً فيه , لقد لمست هذا عن قرب بنفسها حينما واجه وقابل صغار خوان وصوفي.
قالت لوسي :
- إنه عمر ظريف في فترة سنية لطيفة, السادسة من عمره. أليس كذلك؟
- اجل. إن اطفال السن السادسة كبار بمافيه الكفاية كي يفردوا اهتماماً بالأشياء , وهي الحقيقة التي تذكرني, بأنني اقترحت على صوفي ان ترسل معنا مانويل للصيد في احد الأيام عند الظهيرة .
دهشت لوسي وتساءلت في نفسها قائلة , او قد فعل؟ بيد ان الأمر لم يكن هناك مفاجئاً. وليس من اليسير ان يكون المرء اباً لبعض الوقت, ويعول على العطف على احد اطفال السنة السادسة من العمر الذين هم اتراب لابنه , فيصطحبهم معه في نزهات خلوية .
ولكم كان لوران يتوق ايضاً إلى كسر رقابة انفصاله عن ابنه جيل عن طريق المزيد من الوقف مع صبي آخر صغير.منتديات ليلاس
وكان هو قد بذل جهوداً متواصلة من اجل ان يلاطف ويسحر صوفي وخوان منذ ان قابلهما, قالت لوسي :
- لدي اجازة في ظهيرة احد الأيام من الأسبوع فقط. إنه يوم الثلاثاء, هل نستطيع ان نخرج في ظهيرة ذلك اليوم واصحب معنا مانويل؟
وبمجرد ان قالت ذلك, شعرت برغبتها في قضم لسانها . إن يوم الثلاثاء سوف يحل بعد ثلاثة ايام من الآن . فهل يعني ذلك انها لن ترى لوران على مدار نهاية الاسبوع ؟ كم هو امر يدعو إلى الأسى!
قال موافقاً إياها في الرأي:
- ولم لا ؟ سوف آتي معك إلى فيلا صوفي وأرى بنفسي إذا ماكان الأمر سيكون على مايرام معها أم لا.
قالت لوسي في التو واللحظة:
- لقد امرتني بأن ادعوك على العشاء الليلة.
كانت صوفي ترحب بضيوفها وكانت دائماً ممتازة في حسن مقابلة وتقديم الطعام إلى الزوار المفاجئين .
- سيكون ذلك امراً لطيفاً .
وتوقفا لدى احد المحلات الكبرى في مدينة فيلا كارلوس, واختار لوران بعناية زجاجتني من الشراب قبل ان يقود السيارة ليوصل لوسي إلى فيلا خوان وصوفي.
قالت لوسي وهي تلهث , بمجرد ان وصلا إلى داخل الدار:
- لقد قال لوران إنه يرحب بقبول دعوتكم والبقاء لتناول العشاء .
قالت صوفي وهي تعرب عن سعادتها بدون ان ترفع رأسها :
- عظيم .منتديات ليلاس
كانت امسية ممتعة ولذيذة . وحبذ لوران ان يساير خوان وصوفي في الأمور التي يحبانها. إذ كانت لديه القدرة على التكيف بصورة طبيعية جداً مع الصحة الذين هم حوله, اخذت لوسي تفكر في ذلك, فلم يكن لديها ثمة شك او ريبة انه وهو في باريس سيكون احد رجال البنوك المخضرمين , في بلاده داخل معمعة الأوساط والدوائر الأكثر إزدحاماً , ولكنه بدا مرتاحاً بنفس المقدار وسط الفوضى الضارية في حجرة معيشة صوفي.ريحانة
راح يتسامر في يسر وسهولة مع خوان ومانويل بشأن صيد الاسماك وكرة القدم الأسبانية, واخذ يمتدح وثني على طعام صوفي بحرارة وحماس , ويستشيرها ويناقشها في وصفة إعداد ذلك الطعام.
اخذت لوسي تتدبر في كل تلك الامور , وكيف انها تستطيع إعداد مثيل لتلك الوجبة بدون ممارسة سابقة, او بالقدر القليل منها, وكان يتعين عليها ان تخبره بذلك وتقنعه إذا كانا قد قررا بناء علاقة دائمة بينهما.

وإذا كان الأمر يعني التمادي في العلاقة بدون اية وعود بالزواج, حتى تفوز لنفسها بفرصة إظهار مقدرتها على التصرف على هذا النحو, ألا يستحق ذلك المخاطرة؟ وقد علمت ذلك, فأنه سيكون مخاطراً بنفس المقدار .
قال بينما كان يصافح يد صوفي قبل ان يقول إلى اللقاء؟
- يتعين علي في الواقع ان ارد المجاملة وادعوكم جميعكم على العشاء في الفيلا الخاصة بي.
هزت صوفي كتفها وصرحت :
- إن ذلك سيكون مأزقاً , ان اصطحبت الأطفال . إن كارا في سن لا احب لها فيه ان يفوتها مواعيد نومها, وإعداد مضجع للطفلة يستغرق وقتاً طويلاً في خارج المنزل. ألا تعلم انك يجب عليك ان تستأذنا أنا وخوان في نفس الوقت الذي ندعو فيه لوسي . ان مديرة منزلك سوف يتعين عليها ان تتصرف كما لو كانت وصيفة مصاحبة ترى النظام وقت تواجد الأطفال؟
- خوانا ؟ اجل, بطبيعة الحال. إذن ألا يتسبب لك اية احراج يا خوان ان ادعوا لوسي للجيء وتناول طعام العشاء معي غداً في الفيلا عند المساء؟
ان تذهب معه على العشاء , وان تصاحبه وهو وحيد في الفيلا الخاصة به, حتى إذا تواجدت خوانا فإن ذلك كان يعني حتماً , حسبما ايقنت لوسي , انه قد قرر ان يبثها حبه, بصرف النظر عن الألم الذي سوف يلحق بهما في النهاية.ريحانة
ابتسم خوان ابتسامة عريضة وقال :
- كلا البتة.
ارتدت لوسي ابهى فستان لديها لزيارة فيلا لوران . وتعد هذه الزيارة الثالثة التي تذهب فيها إلى هناك , وكانت تحادث نفسها بتلك الحقيقة , وأول مرة يتم توجيه الدعوة إليها فعلياً!؟
تعمدت لوسي ان تحاول جادة ان تبدو في مظهر يوحي بأنها امرأة باريسية. إن دولاب الأجازات الخاص بالملابس التي ترتدي العاملة في احد البنوك كسيدة صغيرة السن , وكانت واثقة من ذلك.
قامت بتصفيف شعرها, وارتدت الجيبة الذي كانت ترتدي على ظهر الطائرة التي اقلتها إلى الجزيرة, كما ارتدت مايجعل ساقيها غير مكشوفين . كلا, لن يكون هناك تشويق مالم تفسر سبب ارتدائها تلك الملابس, إنه ولا ريب هو العلاقة التي سوف تلي فيما بعد .
فمن الأحسن والأفضل ان تكون سيندريلا , سعيدة بحفر مكان لها في حياة لوران , ومستعدة لأن تنتهز فرصة الزواج منه في المستقبل.
ارتدت الفستان الأزرق الذي كانت ترتديه إبان تناولهما الطعام على العشاء في سيوداديلا , وهو الفستان الذي شعرت بأنها تكون فيه من اجمل الجميلات. وقامت بغسل شعرها قبل الخروج مباشرة , وتركته يجف في ضوء وحرارة الشمس حتى انه انتثر مبعثراً في موجات ناعمة على اسفل وإلى الوراء من كتفيها.منتديات ليلاس
اعاد خوان لها سيارته . إذ كانت قد رفضت عرض لوران في ان يحضرها ثم يعيدها للمنزل ثانية , وهي بعد تعلم انه ليس من الأمان ان تقود في ساعة متأخرة من الليل مستأجرة إحدى الموصلات , او هي تقود الزورق الصغير صوفي كما انه لا يمكنها المكوث حتى الصباح هناك. إن خوان ربما انخرط في نوبة عصبية إذا ماهي قد اقترفت او حتى اقترحت ان تقوم بذلك!
ارتفعت روحها المعنوية حينما قادت السيارة خارجة من مدينة ماهون على طول الطريق نحو الفيلا, مطوية وراءها المزارع الذهبية , والبيت الأحمر الكبير الذي يقال إن القائد نيلسون قد عاش فيه. اخذت لوسي تقول في نفسها لا يجب ان تأخذي الأمور بهذه الجدية , وهي تغني الأغاني الأسبانية الشعبية الصادرة من راديو سيارة خوان , فلتستنتعي بهذه الليلة , فإن هذا في حد ذاته امر جيد , اما ماهون بعد ذلك .