اخذت لوسي تتدبر , قائلة في نفسها إذن لقد استيقظت , وهي تشيح بوجها للمرة الثانية. فمن يكون بحق السماء ذلك الذي يدعى السنيور بوكلي؟ لقد بدا هذا السؤال عسيراً. اغلقت عينيها مرة ثانية, وضاع التساؤل متلاشياً بين طيات وعيها الغائب.
وفي هذه المرة , حلمت. كان هناك لوران ممسكاً بها نحوه , نظرت لأعلى وانحنى يقبلها , اما وجهه حينما ازداد اقتراباً من وجهها لكي يقبلها , فقد بدا وكأنه يتغير من حيث شكله. لقد اخذ يصبح ممسوخاً شيئاً فشيئاً من وجه رجل وسيم إلى ذئب حقير.
اقترب شكل الذئب أكثر وأكثر , وقال صوت آمر :
- برفق .
يقطع تسلسل شيء ما احست بأنه صرخة , واضاف:
- انت الآن بخير يا لوسي.
انغلق فم لوسي , وتوقف الصراخ. او قد كان صراخها هي؟ إنها لم تعي ولم تشعر بالصراخ. ولكنها احست بيدين قويتين على ذراعيها. لقد كانت تجلس ناهضة. اما اليدان الحاسمتان فقد ضفطتا عليها برفق وحنو يبقيانها وسط الوسائد.منتديات ليلاس
إنهما يدا لوران , وذلك وجه لوران. لقد مضى شكل الذئب الآن, إنه لوران فحسب , يبدو كئيباً ومنزعجاً . قال لوران :
- ربما كان فرضاً عليك ان تتناولي عقاراً مسكناً. لقد اخبرت الطبيب ألا يعطيك أي شيء حتى تمتثلي العافية. فلا تتحركي , سوف اذهب من اجل احضاره.
- الطبيب .منتديات ليلاس
- انه في غرفة التالي. سوف اعود مباشرة من فوري.
انتظر لوسي في رخو ولين حتى يعود ادراجه. جاء معه في الصحبة الطبيب. رجل شاب قصير رشيقاً انيقاً. اضطجعت للوراء وانصتت الى الطبيب ولوران يتحدثان لغة علمت انها اللغة الاسبانية , غير انها لم تفهم تلك اللغة لسبب ما. عندئذ اقترب الطبيب إلى الفراش. قال في صوت منخفض كثيف النبرة باللغة الانجليزية:
- ليس ثمة ما يخشى عليك منه. وهذا سوف يجعلك تنامين .منتديات ليلاس
وقد كان .
استيقظت مرة ثانية بحلول الظلام , وللمرة الثانية , رأت صوفي تجلس بجوراها في الفراش. قالت صوفي بصوت بهيج :
- صباح الخير.
ردت لوسي قائلة :
- صباح النور.
هل حل الصباح , اخذت لوسي تتفكر , هل ذلك حقاً , إن ضوء الشمس هنالك يؤكد ذلك.
- كيف تشعرين؟
وكان من الصعب ان تصف حالتها, وهي طريحة الفراش, فأخذت تنهض رويداً رويداً. قالت :
- افضل عن ذي قبل.
- حسناً. لقد قال الطبيب ان حالتك ماهي إلا رضوض خفيفة, وبعض الجروح والكدمات. إن تعثرك كان تعثراً بسيطاً ليس بالخطير ولا بالضيئل .
- تعثري.
- على الدرج المؤدي إلى ادنى الميناء , انت ربما لا تتذكرين . لقد جئت إلى فيلا لوران بالأمس لكي تشرحي لماذا فاتك ميعاده في الليلة السالفة , وفقدت توازنك على الدرج وسقطت.
- وسقطت؟
كشرت صوفي عن ابتسامة . وقالت :
- يالك من بلهاء! إذ كان لدي أية فكرة عما كنت تنوين من اخذ قارب صوفي لكنت قد قيدتك في الفراش. فأنت لا تزالين بالتأكيد تستحوذين على انتباهه.

اضجعت لوسي على الوسادة إلى الوراء. لقد تذكرت الآن, الآن فحسب ان شيئاً من هذا القبيل قد وقع . فهل هي سقطت فعلاً؟ إنها لا تستطيع ان تجزم بذلك البتة. غير انها تستطيع ان تتذكر إبحارها نحو الفيلا, وبمقدورها كذلك ان تتذكر الونزو والمسدس.منتديات ليلاس
المسدس , لم يكن لوران ليستطيع ان يخبر صوفي شيئاً عن المسدس. لذا كانت صوفي تجلس ههنا في الفيلا الخاصة به , هادئة , لا تعلم شيئاً عن المسدس, ولا شيء عن الخطر المحدق بهما كليهما. قالت بصوت واهن :
- صوفي , يتعين علينا ان نرحل من هنا.
- او ترين ذلك؟ حسناً . أرى ذلك انا ايضاً . انا بحاجة إلى العودة إلى الأطفال قبل ان يذهبوا بصواب وهدوء السينيورا ريبيرو . غير انني على يقين من ان لوران لن يدعك تنصرفين حتى تتماثلين للشفاء تماماً. إن الأمر ليس مستغرب ,إذ لا شيء هناك يقلق بشأنه . إن امرأة ههنا تدعى خوانا سوف تعتني بك. حقاً لم أكن بحاجة إلى المجيئ اطلاقاً, حسبما ظننت , ولكن لوران اعتقد انك احببت ان أكون معك ههنا حينما تستيقظين.
- وافضل الذهاب الآن معك.
هزت صوفي رأسها قائلة:
- انا واثقة من ان لوران لن يتخلى عنك. إنه معتز بنفسه جداً. أليس كذلك؟ إنه يختلف عني تماماً , وليس من النوع الذي آلفه . غير انني استطيع ان افهم لماذا تريدينه . لقد كان منزعجاً قلقاً عليك يا لوسي . وهو لن يتركك ترحلين حتى يوضح الطبيب ان حالتك تسمح بذلك.
بحلقت لوسي بيأس فيها. لقد علمت ان الأمر جد هام الآن تجعل صوفي تتفهم الظروف, غير ان ذلك صار عسيراً, , وعسيراً للغاية. منتديات ليلاس
نهضت صوفي وهي تصرح:
- سوف استدعيه الآن. وسوف يخبرك بنفسه. لقد كان ينتظرني ان اعلمه بالوقت الذي سوف تستيقظين فيه .
كشرت لوسي قائلة:
- اوه . كلا.
وقفت صوفي في مكان ما عند منتصف الطريق المؤدي إلى الأبواب الزجاجية, ورمقتها بنظرة . وقالت :
- لا داعي إذن لأن اقلق عليك. فأنت لا تبدين في حالة سيئة , كما تظنين . كل ماهنالك انك يعوزك تزيين نفسك , غير ان منظرك الشاحب ونظرتك المسلية تلائم حالتك. ولسوف يجعل هذا لوران مستثار الغرائز الحارة, انتظري فحسب وسوف ترين.
لم تكن لوسي تفكري في اجابة على هذا الكلام حينما اختفت صوفي عبر الباب .
وبعد لحظات قليلة فيما بعد , ظهرت مرة ثانية ومعها لوران. نظرت لوسي وهي بعد مغلوبة على امرها , نحوه , لقد كان لوران, ذلك الرجل الذي قابلته في البار , لقد كان يرتدي قميصاً وبنطلوناً ابيض, وهو لايبدو قناصاً يحمل مسدساً, ولا ذئباً ولا وحشاً , رجل انيق فحسب يقضي اجازته في إحدى البقاع السياحية المشمسة. تهاوى على فراشها سريعاً, واخذ بيديها قبل ان تستطيع ان تجذبهما بعيداً عنه . قال متسائلاً :
- هل تشعرين بتحسن؟
حاولت لوسي ان تقول في نفسها إنه يكمن وراء تلك النظرة الهلعة والصوت المطمئن رجل خطير, ولكن لم يكن ذلك يجدي شيئاً. فأغلقت عينيها , ليغيب عن بصرها . قالت :
- اريد الذهاب إلى البيت.
- بالطبع , سوف تذهبين . سيتواجد الطبيب هنا بعد عشرين دقيقة . فإذا اذن بذلك, فسوف توصلك صوفي بالسيارة إلى المنزل, وانت بوسعك الخلود إلى الراحة وملازمة الفراش عندما تصلين إلى مدينة فيلا كارلوس. إذ كان هذا يجعلك راضية , وإذا كان ذلك لايضرك انت يا صوفي؟

قالت صوفي:
- إن الأمر يبدو معقولا ومنطقيا.ريحانة
- إن خوانا سوف تكون مرحبة بالعناية بك هنا, ولكنني استشف انك تفضلين الذهاب إلى البيت.
هل يستطيع ان يستشف ذلك؟ ألم تكن رهينة حبيسة في الفيلا الخاصة به ههنا؟ لابد وان يكون هناك شرك وخداع متخفي وراء وبين طيات كلماته. حاولت لوسي ان تتفكر اين يكمن ذلك, غير انها لم تستطع ان تتبين كيف يمكنها ذلك . اما صوفي فلم تلحظ ذلك.
- سوف اتركك مع صوفي الآن, ولكنني سوف أراك مرة ثانية قبل ذهابك.
فتحت لوسي عينيها, فالتقت بنظرة عينيه الهادئتين , ثم اغلقتهما مرة ثانية.
تمتمت قائلة :
- اجل . منتديات ليلاس
- ولسوف ابعث خوانا إليك مع بعض القهوة والإفطار . لقد قال الطبيب إنه ينبغي ان تأكلي حينما تستيقظين.
تمتمت لوسي قائلة :
- لا.
صاحت صوفي وهي تصحح قولها بسرعة :
- نعم .
وبعد ذلك بساعة ونصف الساعة , كانت لوسي ترقد في فراشها عند فيلا صوفي وخوانا. لقد أذن لها لوران وسمح لها بالإنصراف بدون ان يعترض, على الرغم من انه انتزع وعداً من صوفي بأن تحادثه بالهاتف من صندوق الهاتف في ذلك المساء , كي تخبره وتطمئنه عن حالة لوسي . وبينما كانت لوسي تقود السيارة عبر ماهون شرد ذهنها في التفكير في الأسلوب الذي يتعامل به لوران , فأخذت تمتدح بصوت عال معالجته للحادث الذي تعرضت له لوسي.
فكرت لوسي في اخبارها عن قصة المسدس . ولكن كانت لديها شكوك قوية في ان تصدقها صوفي . إنها هي نفسها لم تعد تصدق ذلك. ربما كانت شطراً من الكابوس . على اية حال , لقد مضى الكابوس الآن إلى حال سبيله . اما بقية النهار امضته لوسي في الفراش , وانفقت يوماً آخر في الترفيه عن نفسها بالمنزل , واخيراً قال لها الطبيب , إنها تستطيع العودة الى العمل .
وقفت لوسي عند مؤخرة زورق سان فيليب , تساعد الركاب على الهبوط على المعبرة اللوح الخشبي الخاص بالركوب على ظهر الزورق, وتتفحص تذاكرهم. لقد حانت الآن الساعة الثالثة والثلث , أي لم يبق سوى عشر دقائق وتشرع رحلة الميناء في الإبحار, وكان ثمة طابور ضيئل من السياح الباحثين عن التسلية لقضاء اجازاتهم يقفون إلى الخلف على المسطح الأسمنتي الخاص برصيف المرفأ.
وكان هناك اثنان شقراوان , يرتديان البنطلون الشورت, هل هما من الألمان؟ سألتهما لوسي قائلة؟
- هل انتما من ألمانيا؟
رداً عليها بابتسامة مرحبة . إنهما عائلة انجليزية, لقد تذكرت , إنهما كانا يقيمان في فندق دون كارلوس. لقد حذرت الأم بأن تراقب ابنتها الصغيرة, خوفاً من الوقوع في المياه العميقة خارج الميناء واستدارت ملتفتة إلى الراكب التالي . أوه, لا , إنه ليس لوران , لايمكن ان يكون لوران. ولقد كان هو لوران عينه . منتديات ليلاس

قالت لوسي :
- ولكنك لا يمكنك أن ... إنني اعمل.
قال لوران ممسكاً بشيء وهو يمد يده :
- أنا امتلك تذكرة .
نظرت لوسي فاقدة الحس بلا مبالاة , لقد كان معه تذكرة . إنها لم تبع له تلك التذكرة , ولابد ان يكون خوان هو الذي باعها له, او صوفي , او فانيسا . مهما يكن أي منهم هو الذي باعها , إنها تريد الآن الشروع في ارتكاب جريمة قتلهم جميعاً, في غير أسى.
وثب لوران إلى الزورق. نظر إلى لوسي وأومأ برأسه إلى خوان , وبعد ذلك استقر جالساً على المقعد على اقصى الجانب الآخر.
حدقت لوسي فيه. وسمعت صوتاً نسوياً حاداً يأتيها من خلفها , يقول :
- ايتها الآنسة .
التفتت لترى من الهاتف كي تؤدي لها ما ارادت من خدمات. تمكنت لوسي بشق النفس من ان تتجاوز تحركات الابحار الأولية للزورق. وتمكنت من التقاط الميكرفون . نظرت إلى لوران آنذاك , ولقد كانت غلطة . لقد كانت عيناه مثبتتان عليها, فارتبكت وتعثرت واقعة على الأرضية وهي تؤدي التحيات إلى الركاب . حول لوران نظرته بعناية إلى التحديق في قمم الجرف.منتديات ليلاس
لملمت لوسي شتات نفسها سريعاً, واحكمت قبضتها على مكبر الصوت, وقالت:
- مرحبا بكم في رحلة ميناء ماهون سيداتي آنساتي . إذا وليتم ابصاركم شطر اليمين , فسوف ترون منزلاً ضخماً احمر اللون , يقف على اقصى ركن فوهة الجبل الخارجة منه والداخلة في البحر . إنكم ترونها الآن , أليس كذلك؟ والآن فلتولوا ابصاركم شطر الجانب الأيسر, حيث سترون المنزل التوأم له شاهقاً على الجانب المقابل من الخليج الصغير. إن تلك المنازل هي دور تحصيل الجمارك , من آثار الإحتلال الإنجليزي لجزيرة مينوركا. لقد حكم الانجليز تلك الجزيرة لمدة قرن من الزمان , شهد فترات متقطعة من انحسار السيادة الانجليزية, بدءاً عام 1708 وحتى 1802 . وكان البريطانيون هم المسؤلين عن انتقال حاضرة وعاصمة الجزيرة من سيوداديلا على الساحل الغربي لماهون الواقعة على الساحل الشرقي . وقاموا ايضاً بتشييد معظم مباني مدينة فيلا كارلوس. ألقوا نظرة حينما نعود ادراجنا إلى المدينة , ولسوف تشاهدون ان معظم المنازل موردة بنوافذ ذوات إطارات زجاجية , تماماً مثل مصيف البحر الانجليزي المشيد في عصر الملك جورج. إن تلك المنازل فريدة في نوعها في اسبانيا, ولن تروها في اية مدينة اخرى. اما الثكنات الكائنة في الميدان في وسط ومركز المدينة , فقد تم تشييدها من اجل الجنود الانجليز, برغم ان الجنود الأسبان هم الذين يحرسونها الآن . وفي تلك الأيام , بالطبع كانت مدينة فيلا كارلوس لها اسم آخر مختلف. لقد كان الانجليز يطلقون عليها مدينة جورج على اسم مليكهم في ذلك الزمان, وهو الملك جورج الثالث.
حفظت لوسي الكلمات عن ظهر قلب , وكان يحلو لها ان ترددها .وبالألمانية كذلك . اجل , ولم لا , فلتقلها باللغة الألمانية كذلك. إنه لم تلاحظ وجود اي ركاب فرنسيين , غير انها رددت نفس المقولة باللغة الفرنسية ايضاً, حتى تشغل نفسها.منتديات ليلاس
عند ذلك الحين, وكانوا يمخرون عباب الميناء الرئيسي , متوجهين ناحية مطعم الأسماك حيث تناولت هي ولوران معاً طعام العشاء دهراً من الزمن من قبل , تركت لوسي الميكرفون لحظة.
وراحت تتفكر , كيف امكنه ذلك؟ كيف يجرؤ؟ يالسوء الأمور , لماذا لم تخمن هي انه سيفعل ذلك, فأعدت نفسها لتكون جاهزة لملاقاة افعاله؟ ربما كانت تعلم, عندما رفضت التكلم معه بالهاتف منه ان غادرت الفيلا الخاصة به , انه سوف يجد طريقة ما اخرى لكي يتصل بها . وقد كان , فأقرت بذلك في نفسها على مضض .إذ انها على ظهر زورق سان فيليب لا يمكنها ان تتجنبه .

غير انه بدوره لا يستطيع التحدث إليها ايضا بجدية . إذ انه لن يستطيع ان يلفق لها اية مبررات بشأن المسدس, وسط حشد من السياح قوامه ثلاثون ونيف ينصتون . ومما يبعث على السخرية , انها اكثر سلامة واماناً منه جانبه , بينما هي على ظهر زورق سان فيليب , بأكثر من ان تكون آمنة من شروره في أي مكان آخر.
قالت ذلك في نفسها , بكل ما أوتيت من حزم , واستطردت طارقة الشطر التالي من تعليقها , قالت:
- اما هذا الميناء العظيم فقد شهد ثلاثة آلاف عام من التاريخ , ايتها السيدات والسادة. لقد قام الفينيقيون بتأسيس ماهون, ربما كان ذلك حوالي 1200 قبل الميلاد , على الرغم من انه لا توجد الآن اية بقايا او آثار ذات قيمة تدل على احتلالهم للجزيرة , يمكن للقوم ان يروها . بعد ذلك قام الإغريق بغزوها , ثم تلاهم القرطاجنيون اهل قرطاجنة , ثم الرومان , وقبائل الوندال , والبيرنطيون, والعرب, والنورمان والأسبان . إن هذا المرفأ قد تقابلت الشعوب والأقوام من اجل السيطرة عليه بكثافة, كما لم يتقاتلوا على أي مكان آخر في التاريخ. منتديات ليلاس
ان سائر موانيء جزر البحر المتوسط نافعة مفيدة , غير انه ربما لم يتحقق اولئك الغزاة الأولون كم امتاز هذا الميناء الخاص بالمميزات. إنه احد الموانيء ذات المياه العميقة الأكثر جمالاً في العالم, ويعد ثاني اكثر ميناء بعد ميناء بيرل هاريور في المحيط الهاديء. لسوف ترون حينما نتعمق إلى الأمام عبر الميناء , كيف ان اضخم السفن تستطيع الإبحار فيه بلا مشقة , وان تفرغ حمولاتها مباشرة على الطريق الرئيسي.ريحانة
شعرت بالقدر الكافي من الثقة بعد هذا الكلام , لكي تنظر إلى لوران. إنه لا يزال كما يبدو مستغرقاً في النظر . فمضت تتحدث وتقص نفس الرواية باللغة الألمانية .
ادار خوان الزورق حول الحافة غير الحادة التابعة في الميناء , وشرع في تهدئة السرعة في اثناء دخوله الشاطئ الشمالي الشرقي . ووجه الزورق بعض الياردات القليلة إلى الأمام بعيداً عن الشاطئ حينما اقتربوا من فيلا لوران .
كان زورق سانتا كاتيرنا يرسو على الرصيف الخشبي . رمقته لوسي , واحدقت في جانب الهضبة الواقعة إلى الوراء منه . اما الدرابزين المحيط بالدرج المؤدي إلى الفيلا , فقد كان تم اصلاحه قبلاً.
تحرك زورق سانت فيليب ماضياً للأمام . وانزلق عابراً القناة الضيقة , الذي ليس هو بأوسع من أي نهر انجليزي , والذي كان يفصل ولازارينو عن اليابسة , باتجاه الناحية الشمالية . كان يلف محيطاً بالجزيرة ويتصل ببرزخه إلى عرض البحر المتوسط . وكان يعيد الإلتفاف حول ناحية ثغر المرفأ. بدأت لوسي في توزيع الكؤوس البلاستيكية وزجاجات الشراب المعتقة .
غير خوان الاتجاه والتف إلى كالا سانت ايستبان , ذلك الخليج الكبير الخارج مباشرة من الثغر إلى الميناء , وفي نهاية الخليج كان ثمة نفر ضيئل من المتنزهين الذي يقضون اجازاتهم يسبحون ويعومون في المياه الصافية . حاولت لوسي ان تركز عليهم, غير ان عينيها ظلا يتجولان ناحية لوران. لقد كان يتحدث بأدب باللغة الانجليزية مع الزوجين الانجليين الذين معهما ابنتهما الصغيرة, وكانا يحملان ايضاً كأساً صغيراً من الشراب والليمونادة.
مضت سريعاً آخر مرحلة من مراحل الرحلة, سريعاً للغاية مما أسعد لوسي . لم يستطع لوران مخاطبتها على الزورق, وكان ذلك واضحاً, وكان من الواضح بالمثل انه قد جاء إلى الميناء واشترك في الرحلة بغرض ان يجد فرصة لكي يحادثها . إنها لم تتوقع ان تهبط برشاقة متى ماوصل زورق سان فيليب إلى مرساه.منتديات ليلاس
دخل الزورق السياحي الصغير إلى مرساة في الميناء الصافي. وثبت لوسي كما هي العادة, وساعدت خوان على ان يرسيه قريباً من الرصيف, ووضعت المعبر الخشبي من الألواح , وعاونت الركاب الآخرين على الهبوط. اما لوران فلم يتبعهم . استدارت لوسي تنظر إليه .